إفتتاحية اليوم: مفاوضات الملف النووي..وخيار نتنياهو السيء

يشكل احتضان العاصمة الايطالية روما الجولة الثانية بين واشنطن وطهران حول الملف النووي الايراني، دلالة واضحة عن رغبة أوروبية في معالجة هذا الملف والوصول الى اتفاق من شأنه أن يُبّرد الكثير من الملفات الساخنة في المنطقة.
ويبدو ان هذه المفاوضات التي استمرت اربعة ساعات عبر الوسيط العُماني، وفي مقر اقامة سفير سلطنة عُمان، قد خطت خطوات مهمة باتجاه الوصول الى الهدف المرجو، على الرغم من أجواء الحذر التي ما تزال تواكب هذه المفاوضات والتي ستستأنف السبت المقبل، وهو أمر طبيعي، بالنظر الى ان العداء المستحكم بين الجانبين منذ أكثر من ثلاثة عقود، أي بُعيد انتصار الثورة الايراني عام 1978 بقليل، وما أعقبه في ما خص أزمة احتجاز الرهائن في السفارة الاميركية في طهران.
ولو لم تكن الجولة الثانية من التفاوض أحرزت تقدمًا مهمًا لما كان الفريقين حددا السبت المقبل موعدا للجولة الثالثة، على أن يسبقها يوم الأربعاء المقبل مناقشات فنية على مستوى الخبراء، غير ان ذلك لا ينفي أن هناك فجوة واسعة بين الجانبين لا تزال موجودة بشأن الخلاف المستمر منذ سنوات طويلة، ولن يكون من السهل ردمها ما لم يبادر الطرفين الى تقديم التنازلات، وطالما عامل الثقة مفقود بعد ان نقضت واشنطن في عهد دونالد ترامب بالاتفاق الذي كان موقعًا في العام 2015، اضافة الى الاعتراض الإسرائيلي الدائم على حل هذه المسألة بالطرق الدبلوماسية، والذهاب الى خيار ضرب المواقع النووية الايرانية، وهو ما يعارضه الرئيس ترامب الذي ابلغ بنيامين نتنياهو رفض واشنطن الموافقة على اي خطة من هذا النوع.