أبرزشؤون لبنانية

افتتاحية اليوم: مصير قاتم ينتظر الصحافة المكتوبة

الثلاثاء المقبل، في السادس من أيار، يصادف عيد شهداء الصحافة، هذه الصحافة التي تعاني منذ بضع سنوات أزمة حقيقية على مستوى الصحافة المكتوبة، نتيجة ظهور شبكة الإنترنت، وثورة الاتصالات والمعلومات. وهي تواجه مصيرًا قاتمًا، والعديد من المؤسسات الإعلامية الورقية تعاني من أزمات مالية وندرة في الممولين، ما أدى إلى توقف عدد كبير من أعرق الصحف والمجلات عن الإصدار.

من منا لا يلاحظ أن شوارع بيروت وزواريبها لم تعد تضج ببائعي الصحف والمجلات؟ ولم تعد بعض المقاهي، خصوصًا في شارع الحمراء، تستقبل الصحافيين والكتاب، وهم يتصفحون الجرائد والمجلات بشكل يومي؟ ومن منا لا يشاهد أن الأرصفة باتت خالية من أكشاك الصحف والمجلات، التي ترسخت في أذهان أجيال سابقة صورًا لامعة من زمن الماضي الجميل، يوم كان الكثيرون من اللبنانيين يبدأون نهارهم بقراءة عناوين الصحف، ويتابعون أخبارها السياسية والأمنية والثقافية والرياضية، بالإضافة إلى صفحات التسلية والوفيات؟ يبدو أن هذا الزمن انتهى، لم نعد نراه، والرجوع إليه مستحيل.

هذه الأزمة، مع كل عام، تتفاقم بوتيرة فائقة السرعة، والوضع الحالي ينبئ بأن عصر الصحافة المطبوعة في لبنان يتجه للأفول، للأسف. هذا البلد، الذي طالما تميز بحرية التعبير في الشرق، وكان يعد ملجأ الأحرار، بات في حالة ميؤوس منها.

وفي مقابل هذه النظرة المتشائمة، يرى بعض المتفائلين أن الصحافة الورقية قادرة على استيعاب التطورات في مجال الإعلام الرقمي، وأن الجزم باختفائها أو اندثارها ليس له ما يبرره، بعد أن نجح المطبوع في التعايش مع الراديو والتلفزيون. وهنا تبرز الإشكالية في إمكانيات الإعلام الرقمي، بخصوصياته التفاعلية، لتجاوز الصحافة الورقية، ومدى قدرة هذه الصحافة الورقية على حماية نفسها من رهانات الرقمنة، لتكون منافسة للإعلام الإلكتروني، وليس فقط متعايشة معه. وهو ما يستدعي البحث في نوع العلاقة المحتملة بينهما، في ظل التحديات التي تطرحها الصحافة الورقية على صعيد بقائها واستمراريتها.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى