أبرزشؤون لبنانية

افتتاحية اليوم: ما يتعرض له لبنان يواجه بالوحدة والشراكة

عادة عندما تتعرض أي دولة لخطر خارجي أو عدوان من دولة أخرى، تتوحد هذه الدولة داخليا لمواجهة هذا الخطر، وتوضع كل الخلافات ان وجدت جانبا، كون ان الخطر لا يتجزأ، فالعدو قد يستثني هذا الطرف او ذاك من باب العمل على الشرخ والتفرقة، على قاعدة “فرق تسد”.
إن ما يتعرض له لبنان اليوم يشكل خطرا وجوديا، كون ان العدو المعتدي لديه مشروعه ومخططه التوسعي، وأنه يعمل على تحقيق أطماعه مستفيدا من الانقسام العامودي والأفقي الذي يعيشه لبنان منذ عدة سنوات، وفي حال بقي هذا الانقسام فان لبنان سيكون لقمة سائغة للعدو الذي يتربص بنا لتحقيق حلمه من الفرات الى النيل.
فالحرب التي تشنها اسرائيل ليست طارئة أو مرحلية أو انتقامية لمرة واحدة وانتهت الحكاية, وإنما هي بالأساس وفي الجوهر حرب استمرارية للحروب الإسرائيلية السابقة التي استهدفت لبنان وشعبه على مدى عدة عقود ماضية، وهي حرب مبيتة تستند إلى مشاريع ومخططات وأهداف وأطماع صهيونية تاريخية وإستراتيجية معا.
ولذلك فالحرب الإسرائيلية التدميرية الشاملة ضد لبنان التي ما تزال مستمرة على رغم اتفاق الهدنة والقرار 1701 ليست الأولى ولن تكون الأخيرة في سياق حروبها, طالما أن الهيمنة الصهيونية على المنطقة قائمة.
وأمام هذا المخطط الجهنمي واذا كنا نريد ان نحفظ بلدنا، علينا ان نضع خلافاتنا جانباً، ونقلع عن تهم التخوين، والعمل وفق اجندات الآخرين، ان استمرار السياسييين على هذا المنوال من التعاطي كأنهم يقدمون البلد على طبق من ذهب لاسرائيل، ان اكثر ما يخيف اسرائيل هو ان ترانا موحدين، متكاتفين، متضامنين، لأن ذلك يسد الثغرات التي يمكن ان تدخل من خلالها علينا، فمواجهة اسرائيل في ظل موازين القوة الدولية القائمة حاليا تكون بالوحدة الوطنية و الشراكة بين كل المكونات اللبنانية، لأن النموذج اللبناني هو نقيض النموذج الاسرائيلي، وضرب و اضعاف هذا النموذج يخدم العدو الاسرائيلي. فهل نعي هذه الحقيقة، ام نبقى مشرذمين ويسهل على أي طامع بارضنا تحقيق هدفه؟

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى