افتتاحية اليوم: لبنان ينتظر أن تفرج واشنطن عن مرشح حاكمية مصرف لبنان!!!

كان يفترض أن يتم تعيين حاكم أصيل لمصرف لبنان، مع دفعة التعيينات الأولى التي اصدرتها الحكومة، لكن هذا الأمر لم يحصل، ليتبين لاحقا أن هناك فضيحة تمثلت بتدخل أميركي مباشرعلى خط هذا التعيين. صحيح أنه يعرف ان الولايات المتحدة الأميركية تسعى في اي دولة لها نفوذ فيها أن تكون راضية على من يمسك بقيادة الجيش وبالشأن المالي بحجة أمنها القومي والاستراتيجي، ولكن التدخل الاميركي بهذا الملف في لبنان فاق التوقعات، حيث كشفت وكالة “رويترز” الاسبوع الفائت معلومات قالت انها استقطها من مصادر مطلعة تفيد بوجود تدخل أميركي بشأن مؤهلات المرشحين لهذا المنصب، وأن مسؤولين أميركيين التقوا ببعض المرشحين المحتملين في واشنطن وفي السفارة الأميركية في لبنان، وطرحوا عليهم أسئلة، مثل كيف ينوون مكافحة “تمويل الإرهاب” عبر النظام المصرفي اللبناني وما إذا كانوا على استعداد لمواجهة “حزب الله”، على ان توضح الادارة الأميركية للحكومة اللبنانية لاحقاً توجيهاتها بشأن مؤهلات المرشحين.
وافيد أيضا أن خمسة شخصيات لبنانية لتولي منصب حاكم لبنان، قد أجرى بعضهم مشاورات مع مسؤولين أميركيين ، الذين بدورهم يجرون مشاورات مع الحكومة اللبنانية لاختيار الحاكم الجديد.
كل ذلك يحصل بحجة أن حاكم مصرف لبنان القادم سيلعب دورا مهما في أي إصلاحات اقتصادية ومالية، كان تعهد الرئيس جوزاف عون، ورئيس الوزراء نواف سلام، بإعطائها الأولوية لمساعدة لبنان على الخروج من الأزمة الاقتصادية.
والسؤال الذي من الطبيعي أن يسأله أي عاقل ، هل يوجد دولة في العالم ذات سيادة واستقلال ومن مؤسسي الأمم المتحدة ، تترك لدولة أخرى أن ترسم لها سياستها المالية من خلال التدخل وفرض الشخصية التي تراها مناسبة لإدارة شأن المال العام.؟ وعلى أي اساس أو معيار سيعين مجلس الوزراء في جلسته غدا او الاسبوع المقبل الحاكم الجديد لمصرف لبنان.؟
والمعيب ان هذا الأمر كشف عنه في أميركا وتكتم عليه في لبنان، وكأن شيئا لم يحصل، وهو ما يبرر السؤال عن مصير السيادة اللبنانية في هذه الحالة الا اذا كان لبنان قد سقط في قبضة الوصاية الأميركية التي نريد افضل العلاقات معها كما كان لبنان على الدوام.