افتتاحية اليوم: خوف من عمل إسرائيلي يعيق انتخابات الجنوب

مع اقتراب موعد الانتخابات البلدية والاختيارية في الجنوب، يخيّم شبح التوترات الأمنية في هذه المنطقة، حيث تُثار مخاوف جدية من احتمال قيام إسرائيل بعمل عسكري أو أمني مفاجئ يُعطّل سير العملية الانتخابية أو يؤثر على المناخ الديمقراطي في تلك المناطق.
الجنوب، الذي طالما كان ساحة للتوترات الحدودية بين لبنان وإسرائيل، يعيش هذه الفترة في حالة ترقّب مشوبة بالقلق، خصوصًا بعد التصعيدات الأخيرة المتمثلة بعمليات الاغتيال بواسطة الطائرات المسيّرة، والتي توحي بأن إسرائيل تسعى لتفجير الوضع في أي لحظة.
في هذا السياق، يتخوّف المواطنون من أن تستخدم إسرائيل ذريعة الانتخابات أو التجمعات الشعبية لتنفيذ عمليات أمنية تستهدف المواطنين أو مراكز الاقتراع، ما قد يؤدي إلى تأجيل أو إلغاء الانتخابات في بعض القرى والبلدات الحدودية.
من جهتها، تُعبّر أوساط سياسية وبلدية في الجنوب عن مخاوفها من أن يؤدي أي تصعيد إلى زعزعة الاستقرار النسبي في المنطقة، الأمر الذي سيؤثر سلبًا على قدرة المواطنين على ممارسة حقهم الديمقراطي بحرية وأمان، موضحة أن جهات دولية تتابع الوضع عن كثب، وتحذر من أن أي عمل عسكري في هذه المرحلة قد يُفسّر كاستهداف مباشر للعملية الديمقراطية في لبنان.
ومع أن وزارة الداخلية تؤكد التزامها بإجراء الانتخابات في موعدها، فإن الواقع الأمني الهش يجعل من الصعب تجاهل المخاطر المحتملة، وتبرز الحاجة الماسة إلى ضمانات أمنية جدية من الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل لتأمين العملية الانتخابية في الجنوب، وردع أي محاولة إسرائيلية لزعزعة الاستقرار.
انطلاقًا مما تقدم، فإن الخوف من عمل إسرائيلي ليس مجرد هاجس، بل احتمال وارد في ظل الظروف الإقليمية المتوترة. لذلك، فإن الحفاظ على الاستقرار في الجنوب يشكل أولوية وطنية لضمان إجراء الانتخابات بشكل سلمي وديمقراطي، وحماية حق المواطنين في اختيار ممثليهم دون ضغوط أو تهديدات خارجية.