افتتاحية اليوم: الى متى سيبقى المواطن ضحية عتمة الطرقات؟

يكاد لا يمر يوماً الا ونسمع فيه عن وقوع اكثر من حادث سير على مساحة الأراضي اللبنانية، وتعود هذه الحوادث الى أسباب عدة أبرزها السرعة الزائدة، وحالة الطرقات السيّئة ،وانعدام الإنارة، وكثرة الحفر، والتوتر العصبي وتعاطي المخدرات والكحول.
لكن الأخطر من بين هذه الأسباب هو انعدام الإنارة على الطرقات ، لا سيما الطرقات الدولية ، فعلى سبيل المثال فان الطريق الممتد من الناقورة الى بيروت كل أعمدة الإنارة مطفأة، وكذلك الحال من بيروت الى أقصى الشمال ، باستثناء بعض الأمكنة التي تضاء بمجهود ذاتي ان عن طريق اسواق تجارية أو ميسورين ممن يقدمون هبات عبارة عن ألواح شمسية لتأمين الإنارة قدر الامكان.
واذا كانت وزارة الطاقة لا تقوم بواجباتها بحجة عدم وجود الموازنة المطلوبة ، فمن حق المواطن أن يسأل عن سبب غياب البلديات، ولماذا لا تبادر كل بلدية حيث هي الى انارة الطرقات ، طالما انها تقوم بالجباية وطالما انها تحصل على الموازنات المخصصة لها .
حبذا لو تضع الحكومة العتيدة هذا الملف الخطير الذي يمس حياة المواطنين مباشرة في صلب اولوياتها ، وتضع مخططا توجيهاً يعالج كل مسببات حوادث السير التي تزهق بسببها أرواحاً كثيرة، فهذا الموضوع لا يحتاج الى توازنات وموازنات كثيرة، يكفي ان تكون هناك ارادة بالعمل بعيدا عن النكايات والسجالات ، وأن توضع مصلحة المواطن ولو لمرة واحدة في الحسبان، وأن لا يتم التعاطي مع اللبنانيين على انهم مجرد أرقام.
فوفق بعض الاحصاءات فقد سقط 439 قتيلا العام الماضي مقابل 359 قتيلا في العام 2022، كما تسببت بإصابة 2726 بجروح مقابل 2366 جريحا في العام 2022، فالى متى يبقى عداد الضحايا يعمل بوتيرة عالية، أما حان الوقت للعمل بروح المواطنية بعيدا عن الطائفية والمذهبية.؟