أبرزشؤون لبنانية

افتتاحية اليوم: الى متى ستبقى تتحول الأمطار من نعمة الى نقمة في لبنان

في كل بلدان العالم يكون فيها هطول الأمطار نعمة، إلا في لبنان فان هطولها سرعان ما يتحول الى نقمة.
ان من شاهد الطرقات في مختلف مناطق بيروت الكبرى بعد أقل من ساعة من هطول المطر، حيث علق الناس في سياراتهم لساعات وناشدوا المعنيين العمل سريعاً على فتحها، شعر وكأنه ليس في لبنان، وتمنى لو أنه كان في جزيرة نائية لتجنب ما يخلفه الشتاء من كوارث على أكثر من صعيد.
والمضحك المبكي أن الجميع يتنصل من المسؤولية فوزارة الأشغال تتهم البلديات وترمي باللوم على الناس وتحملهم جزءاً من المسؤولية، والبلديات تؤكد ان معالجة هذه الآفة من مسؤولية وزارة الاشغال العامة، وهكذا دواليك فيما يدفع المواطن وحده الثمن.
ان ما حصل امس ليس وليد الساعة بل هي أزمة مزمنة تتكرر مع كل عام، وللأسف فإن المعنيين يعملون على معالجة آنية وليست مستدامة، علما أن الشعب اللبناني يدفع ما يتوجب علية لصاينة الطرقات، وللبلديات، لكنه في المقابل لا يحصل الا على توتر الأعصاب بسبب بقائه في سيارته لساعات نتيجة زحمة السير الخانقة، التي هي ايضا نتيجة الإهمال والهدر والسرقات.
ما يحصل مع نزول كل قطرة مياه من السماء لم يعد مقبولاً، والمطلوب من أصحاب القرار اتخاذ الاجراءات اللازمة، ووضع خطة بعيدة المدى لتجنب الوقوع في المشكلة مع فصل شتاء، بدلاً من اللجوء الى “الترقيع” وأخذ القرارت العشوائية للهروب من المسؤولية، وما دامت الحكومة الجديدة تضع نصب أعينها الإصلاح فحبذا لو تأخذ هذا الموضوع وتتعامل معه بجدية وحسم لأنه يطال كل المناطق وكل الطوائف ولا يوجد فيه ستة وستة مكرر.
حسنا فعل رئيس الحكومة نواف سلام أن أجرى امس اتصالاً بوزير الاشغال العامة والنقل مستوضحاً، وطلب فتح تحقيق فوري بالموضوع لتحديد المسؤوليات واتخاذ التدابير اللازمة بحق كل من يثبت تقصيره. لننتظر ونرى.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى