أبرزشؤون لبنانية

افتتاحية اليوم: الكوكب يشتعل

يشهد العالم صيفاً غير مسبوق، حيث تُسجَّل درجات حرارة قياسية في مختلف القارات، من أوروبا إلى آسيا، مروراً بالشرق الأوسط، وصولاً إلى الولايات المتحدة. هذه الموجة الحارّة، التي يصفها علماء المناخ بأنها من تبعات التغير المناخي المتسارع، لم تستثنِ لبنان، الذي يعاني منذ أسبوعين من حرارة لاهبة تجاوزت في بعض المناطق الـ 40 درجة مئوية وقد تمتد الى الاسبوع المقبل، وسط انقطاع متكرر للكهرباء وشحٍّ كبير في المياه، في بيروت والمناطق.
فمناطق واسعة من لبنان، خاصة في البقاع والجنوب تشهد، ارتفاعاً شديداً في درجات الحرارة، حيث تخطت المعدلات الموسمية بمقدار 5 إلى 7 درجات. ومع غياب التكييف في معظم المنازل بسبب أزمة الكهرباء، يعاني اللبنانيون من إرهاق حراري واضح، خصوصاً كبار السن والأطفال، وحيال ذلك أعلنت مستشفيات في بيروت وطرابلس عن تزايد في حالات الإجهاد الحراري وضربات الشمس، بينما تسجل البلديات شكاوى متزايدة من اشتعال النفايات تلقائياً في مكبّات مكشوفة نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، وأطلقت وزارة الصحة إرشادات تحذيرية تحثّ على البقاء في الظل، وشرب كميات كبيرة من الماء، وتجنب النشاط البدني في أوقات الذروة. ومع ذلك، فإن غياب البنية التحتية الفاعلة وتراجع الخدمات العامة يجعل هذه التوصيات صعبة التطبيق على شرائح واسعة من اللبنانيين.
أما في أوروبا، فقد سجلت إيطاليا وإسبانيا درجات حرارة قاربت الـ 47 مئوية، بينما شهدت الصين درجات حرارة تجاوزت الـ 52 مئوية في بعض المناطق الغربية، في حين اضطر آلاف الأميركيين إلى اللجوء لمراكز تبريد جماعية هرباً من موجة الحر التي تضرب الجنوب الغربي للولايات المتحدة.
وحذر علماء المناخ في تقارير حديثة من أن هذه الموجات قد تصبح “القاعدة لا الاستثناء”، ما لم تُتخذ خطوات فورية للحد من انبعاثات الكربون.
حيال ذلك يطرح السؤال:هل بات الصيف موسماً محفوفاً بالمخاطر في لبنان والمنطقة؟ وهل ستتحرك الحكومات لاتخاذ خطوات ملموسة، أم أن العالم سيواصل “الاحتراق البطيء” بلا رادع؟

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى