أبرزشؤون لبنانية

افتتاحية اليوم: القمة العربية الثلاثاء لزوم ما لا يلزم

كان يفترض أن يشعر المواطن العربي بالغبطة والسرور عند انعقاد أي قمة عربية تكون جامعة لقادة دولهم، من باب أن نتائج أي إجتماع من هذا النوع سيصب في خانة مصلحة شعوب هذه الدول ، غير أن التجارب على مدى عقود ماضية الى الآن ، لم يكن أي إجتماع على هذا المستوى على قدر طموح ورغبات شعوب هذه الدول، لا بل كانت غالبية هذه الاجتماعات مخيبة للآمال وتوصف بأنها كانت لزوم ما لا يلزم.
اننا لا نقول هذا الكلام من باب الإفتراء أوالتجني ،لأنه للأسف كل الوقائع تدل على ان مثل هكذا قمم لا تقدم ولا تؤخر ما لم تكن قراراتها فاعلة وملزمة في الأمم المتحدة وعلى مستوى الدول الكبرى، وقرارات هذه القمم لطالما كانت توضع في الأدراج بعد اعلانها ولا تعود محط متابعة من أحد.
الثلاثاء المقبل اي بعد ثلاثة ايام تنعقد القمة العربية في القاهرة، بشأن قطاع غزة الفلسطيني بعد الخطة التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب وتحدث فيها عن تهجير الفلسطينيين من القطاع، وبغض النظر عما اذا كانت هذه القمة التي توصف بالاستثنائية جاءت متأخرة أم لا، فإن ما نشاهده من تعنت اسرائيل مدعوما من الولايات المتحدة التي لا تعطي اي اعتبار للعرب بشكل عام ، وكون ان العرب ليسوا على قلب واحد ، فان ما سيصدر من قرارات كنا نأمل ان تكون فاعلة ومجدية ستبقى مجرد حبر على ورق.
في العام 2024 انعقدت القمة العربية الثالثة والثلاثون في مملكة البحرين ، وتضمن البيان الختامي التأكيد على ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة فوراً وخروج قوات الاحتلال من جميع مناطق القطاع ورفع الحصار المفروض عليه وإزالة جميع المعوقات وفتح المعابر أمام إدخال مساعدات انسانية كافية لجميع أنحائه وتمكين منظمات الأمم المتحدة وخصوصاً وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين (الأونورا) من العمل ، وتوفير الدعم المالي لها للقيام بمسؤولياتها بحرية وبأمان، وقد مّر عام على هذا البيان ولم ينفذ أي فقرة من فقراته، وكذلك الحال سيكون في قمة القاهرة، طالما القادة العرب يتضامنون في العلن وفي الخفاء كلٌ يعني على ليلاه.
فجامعة الدول العربية دورها في هذا المجال عديم الفاعلية وقليل الأثر، فهي تتلو بيانًا في الافتتاح وبيانًا في الختام وكفى الله المؤمنين شر القتال، ولا يعود أحد يتابع، ويبقى كل ما كتب من دون اي فاعلية.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى