افتتاحية اليوم: الحكومة تنال ثقة البرلمان.. فهل تنالها من الشعب؟

من المؤكد انه في غضون يومين او ثلاثة ستنال الحكومة ثقة مجلس النواب، واذا كان هذا الأمر مفروض في الدستور لكي تنطلق اي حكومة جديدة بعملها وتكون مكتملة الأوصاف، لكن إن اي حكومة لكي تنجح يجب أن تنال ثقة الشعب وهذه هي المهمّة الأصعب.
واذا كانت ثقة النواب تنالها الحكومة على أساس بيانها الوزاري، غير ان ثقة الشعب هي مشروطة ومرتبطة بعوامل كثيرة تتعلق غالبيتها بالحياة اليومية للمواطن، ومنها تأمين العيش الكريم، والطبابة، والتعليم، وإبعاده قدر الإمكان عن الضرائب والرسوم من خلال وضع سياسية تراعي ظروف اصحاب الدخل المحدود.
على حكومة العهد الأولى ان تنطلق بقوة وزخم بعد حصولها على الثقة النيابية، فالوقت ليس لصالح هذه الحكومة التي ليس لديها فترة سماح، لأنّ وضع البلد في مختلف المجالات لم يعد يتحمّل التجارب وإعطاء المهل، وبالتالي فإنّ الوقت ثمين جداً ويجب أن تتمّ الاستفادة منه بعدما تمّ إهدار ما يكفي على مدى سنوات.
ومما لا شك فيه ان الحكومة في ظل التحولات التي تشهدها المنطقة، وفي ظل الازمات التي تشد على خناق اللبنانيين منذ عدة سنوات هي بحاجة إلى إثبات فعاليتها بسرعة وإظهار قدرتها على ترجمة البيان الوزاري أفعالاً لا أقوالاً، بعدما إعتاد اللبنانيون على أن تبقى البيانات الوزارية حبراً على ورق لا ينفذ من وعوده إلا ما تيسر، حيث غالبا ما تؤدي التجاذبات السياسية وتقاطع المصالح الى فرملة عمل الحكومة وندخل في دوامة النكد والنكايات وصولا في بعض الأحيان الى الحرد.
فاذا كانت حكومة نواف سلامة التي تحظى بدعم عربي ودولي، “تقلع” بشكل صحيح، ان تلتفت الى هموم الناس، وأن تعمل على تحقيق ما عجزت عنه حكومات سابقة كانت تقيدها المحاصصات والمصالح الضيقة لجهة تحقيق أبسط مقومات العيش، بالتزامن مع اصلاحات جذرية في مرافق الدولة، ووضع حد للهدر والفساد المعشعش في الادارات والمؤسسات العامة منذ عقود. فهل نكون امام حكومة انقاذ حقيقية، ويوضع البلد على الطريق الصحيح، ام تصبح هذه الحكومة بحاجة لمن ينقذها.