أبرزشؤون لبنانية

افتتاحية اليوم: أورتاغوس زادت الطين بلة

كان ينقص لبنان الذي يعاني من مروحة أزمات سياسية واقتصادية، وقلق كبير حيال مسألة إعادة الإعمار تصريح نائبة المبعوث الأميركي الى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس من قصر بعبدا بشأن الملف الحكومي، حيث أعلنت من القصر الجمهوري معارضة بلادها مشاركة “حزب الله” في الحكومة اللبنانية، بعد “هزيمته” في المواجهة العسكرية الأخيرة مع إسرائيل، وقالت: “لا يتعين أن يكون حزب الله جزءاً من الحكومة اللبنانية”.
هذا الموقف لمسؤولة أميركية سنعتاد على رؤيتها كثيرا كونها ستحل محل آموس هوكشتاين زاد الطين بلة، وعكس بما لا يدعو إلى الشك بأن أصابع أميركية تلعب في الساحة السياسية اللبنانية، ولها دور بارز في عرقلة تأليف الحكومة بشكل مباشر.
ولا شك أن ما أعلنته اورتاغوس التي تقصدت إظهار خاتمها المدموغ بـ”نجمة داوود” يُشكل إهانة غير موصوفة لكل اللبنانيين، واعتداء على السيادة اللبنانية.
لقد تناست الموفدة الأميركية جرائم اسرائيل بحق الشعب اللبناني، وتجاهلت حجم الدمار الذي خلفته الحرب الإسرائيلية على لبنان والذي وصف بالزلزال الكبير، وأظهرت حقدها الدفين على شريحة من اللبنانيين لها كتلة وازنة في البرلمان، وهذا لم يكن ليحصل لو كان لبنان موحدا، ويقرأ في كتاب واحد حول مفهوم الوطنية.
لا نقول هذا من موقع الدفاع عن “حزب الله” أو غيره، بل من موقع الذي يشعر أن كرامة بلده تمس بفعل التدخلات الخارجية بأصغر تفصيل في الحياة السياسية اللبنانية.
صحيح أنه صدر موقف من رئاسة الجمهورية، غير أنه لم يكن بحجم الاعتداء الذي تعرضت له سيادة لبنان من قبل موظفة في الإدارة الأميركية، أرادت إيصال رسالة واضحة وبمضمون لا لبس فيه، بأن واشنطن وضعت لبنان تحت وصايتها، وأنه من الآن فصاعدا الكلمة الفصل لها في أي استحقاق، ومن غير المستبعد أن ترسل الينا موفدا خاصا عندما يحين موعد الانتخابات البلدية واختيار من سيكون مختارا لهذه القرية أو تلك.
نختم بمثل شعبي مضمونه: “قالت الوادي للجبل كم أنت عال، فقال لها: مش انا العالي..انتي كثير واطية”.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى