شؤون لبنانية

افتتاحيات الصحف الصادرة صباح اليوم

الأخبار

 صراع الحريري – البخاري على أصوات السنة

كلما اقترب موعد الانتخابات النيابية في 15 أيار، على مسافة 19 يوماً فقط، تتضاءل الاحتمالات الفضفاضة بإمكان تعذّر حصولها لسبب ما. يضيق يوماً بعد يوم الثقب المُراهن عليه عند أكثر من فريق لتأجيلها. كأن ثمة مَن يرتقه

لن يصبح حظ تعطيل انتخابات 15 أيار صفراً إلا عند الوصول إلى صناديق الاقتراع. بعض العلامات الإيجابية أن الأفرقاء جميعاً أضحوا في الطور الأخير في هذا الاستحقاق. أنجزوا تحالفاتهم وأعدّوا قواعدهم وفتحوا خزائنهم، وانتقلوا أكثر من أي وقت آخر إلى احتساب الأرقام: الحاصل المؤهِّل للفوز والصوت التفضيلي المفضي إلى المقعد.

البعض الرسمي المعني يتوقّع تذليل العراقيل اللوجسيتية والتقنية المعروفة: اعتراض القضاة والأساتذة وشح الموارد وتوفير الكهرباء. يجزم بأن ما بعد الانتخابات بات هو الأهم الآن، وكذلك ما سينبثق من البرلمان المنتخب.

خشية واحدة تكمن في أذهان هؤلاء، هي حصول صدمة غير محسوبة. كأن يقال، من باب التقدير، حدثاً أمنياً أو حادثاً أمنياً. الأول جسيم، والثاني ذريعة. كلاهما يشكّل فرصة محتملة للتراجع عن إجراء الانتخابات في موعدها. في المقابل، ثمة واقع احترازي، هو أن مجلس النواب لا يزال في عقده العادي الأول كي يلتئم عند الضرورة حتى 31 أيار. إلا أن المشكلة الموازية هي أن المهلة الفاصلة ما بين موعد صناديق الاقتراع في 15 أيار، وانتهاء ولاية البرلمان الحالي منتصف ليل 21 أيار، ضئيلة للغاية. بالكاد ستة أيام. قبل الوصول إلى 21 أيار، اليوم الأخير في ولاية البرلمان الحالي، يفترض أن يكون ثمة برلمان منتخب، وأن يدعى البرلمان المنتخب في هذا اليوم إلى الانعقاد للمرة الأولى لانتخاب رئيسه ونائب للرئيس وهيئة مكتب المجلس، إيذاناً بممارسة صلاحياته الدستورية.

ما لم يتوافر هذان الشرطان، السابقان لاختتام الولاية، وتالياً الوصول إلى 21 أيار دونما انتخاب مجلس نواب جديد، فإن المصيبة الكبرى تكون قد وقعت. وهي أن السلطة الاشتراعية، بانتهاء ولاية السنوات الأربع بالتمام والكمال، تفقد كل كيان دستوري لها وتصبح عديمة الوجود.

أكثر من أي وقت مضى، بات الكلام المعمَّم أن الانتخابات واقعة حتماً. قلّت ذرائع التأجيل وتكاد تختفي. الأهم في ذلك أن أحداً لم يعد يرسم علامات استفهام على ميثاقية إجرائها، مقدار ما بات يعبّر سلفاً عن تخوفه من الواقع المقبل للميثاقية المتوقعة من النتائج والأحجام التي سيفضي إليها الاستحقاق. المحسوم أن الطوائف كلها منخرطة فيه بما لا يعرّضها إلى الطعن. لم يتوقف الكلام عما سيكون عليه الموقف السنّي المترجح بين قائلين بالمقاطعة ومتحمسين للمشاركة، دونما تغليب إحدى وجهتي النظر هاتين. عزز انقسام الرأي ما دار في أوساط الطائفة من تناقض في تفسير القبول بالتصويت أو الامتناع عنه. طُرحت فكرة التصويت السلبي في وجهتين: أولى الامتناع الكامل عن الاقتراع، وثانية الاقتراع ضد المرشحين السنّة الذين يدعمهم حزب الله وحزب القوات اللبنانية.

عند المسيحيين والدروز والشيعة التصويت إيجابي لاختيار مَن يراد أن يُنتخب، وعند السنّة – وهو ما يتفردون به الآن ولم يسبق أن خبروه – هو تصويت سلبي ضد مَن يراد أن لا يُنتخبوا. ذلك جزء لا يتجزأ من التداعيات المباشرة والمكلفة لتعليق الرئيس سعد الحريري وتياره في كانون الثاني الفائت العمل السياسي. إذاً الطائفة للمرة الأولى منذ انتخابات 1996، عندما ترشح والده الرئيس رفيق الحريري، تفقد وحدتها وتماسكها ومرجعيتها، ويُشتتها التجاذب الدائر داخلها، كما الاستقطاب لها من الخارج. لعل الظاهرة اللافتة في ما يُفترض أن السنّة يشكون منه ويتشكون، أنهم في ثاني اختبار مؤلم لهم بعد اغتيال الحريري الأب، يتحولون – أو يراد لهم أن يتحولوا – إلى طائفة هامشية، قليلة الفاعلية، فاقدة المرجعية، بعدما عُدّت الأقوى على أثر انتهاء الحرب اللبنانية، فجنت ثمارها دونما أن تنخرط فيها، وربحت معظم الصلاحيات الدستورية في النظام.

إلى وقت غير بعيد، لم تفارق الشارع السنّي أكثر من محاولة لإيجاد ذريعة لتأجيل حصول الانتخابات في الموعد المقرر لها، بدعوى افتقارها إلى الميثاقية بسبب تغيّب طائفة كبرى عنها. سرعان ما اصطدمت المحاولة هذه بحملة مضادة أفصحت عنها وفرة الترشيحات واللوائح والمتنافسون على مهاجمة حزب الله أو المصوِّرون أنفسهم أنهم حرصاء على إرث الحريري الأب، فأضحى الوصول إلى 15 أيار محتوماً بمَن حضر من السنّة. بات الأمر أكثر صدقية مع عودة السفير السعودي وليد البخاري إلى بيروت أخيراً، وتحرّكه غير المسبوق لأشهر خلت.

أُعطيت هذه العودة أكثر من تبرير: البعض ربطها بإعادة تطبيع العلاقات اللبنانية – السعودية دونما أن يكون قد طرأ تطور ملموس عليها، أو تنازلات جدية أقدم عليها لبنان. البعض الآخر ربطها بالاستحقاق الوشيك. رغم جولة السفير العائد على الرؤساء في مقارهم، وخصوصاً رئيس الجمهورية ميشال عون المشكو من تحالفه مع حزب الله، لم تتعدَّ أحاديثه معه طابع اللياقة والإطار البروتوكولي. سرعان ما تكشّف الجانب الموازي للعودة هذه: استقبالاته المرشحين، تلبيته إفطارات، دعوته هو إلى إفطارات مماثلة ابتعد بعضها عن المرشحين كالأمنيين وممثلي الطوائف.

في حصيلة الأيام الأولى لحركة البخاري ترسّخ اعتقاد أنه تمكن، إلى حد، من «شدشدة» الشارع السنّي وتشجيعه على المشاركة في الاقتراع، تجاوزاً لما كان نادى به الرئيس السابق للحكومة. كانت تلك الرسالة الفعلية لحكومته أنها باتت الآن، في المرحلة القريبة، معنية بانتخابات 15 أيار. بيد أنها ستكون معنية أكثر في المرحلة المقبلة بإيجاد المرجعية السنّية الجديدة بمواصفات مختلفة، تطوي نهائياً المرحلة الحريرية التي لم يسعها إبصار النور إلا من المملكة وفي ظلها.

لا يقتصر تفسير عودة البخاري على هذا الشق على أهميته، بل يذهب إلى ما هو أبعد بكثير: إخراج الحريري من المعادلة السياسية، موقتاً أو طويلاً، يقتضي أن لا يقترن بإخراج السنّة كلهم منها بما يمثلون كفريق سياسي يمكن أن يكون مستقلاً عن الرئيس السابق للحكومة، ولا بإخراجهم من مجلس النواب، ولا بإقصائهم عن المشاركة في الاستشارات النيابية الملزمة لتأليف الحكومات المتتالية في الولاية الجديدة، وكذلك موقفهم من اختيار الرئيس المكلف، أي رئيس مكلف، وهو سنّي في الأصل يخرج من طائفته ولا يهبط عليها، ومن بعد تأليف الحكومة والتمثيل السنّي فيها. الأدهى في ذلك أن هذا الفريق لن يحضر الانتخابات الرئاسية المقبلة، بعد أكثر من عقدين ونصف عقد من المشاركة الفعلية والمؤثرة في هذا الاستحقاق.

************** 

النهار

 هاجس الاختلالات من طرابلس إلى القليلة

من طرابلس التي شغل غرق “زورق الموت” قبالة ساحلها المشهد الداخلي منذ ثلاثة أيام الى سهل القليلة في صور حيث عادت اللعبة الخطرة لاستخدام “الصواريخ الفلسطينية” مطية استباحة لارض الجنوب، وما بينهما من تحركات نقابية واجتماعية حارة كمثل ما يخطط لليوم من اعتصامات قرب مجلس النواب، بدا المشهد الداخلي قبل عشرين يوما من موعد #الانتخابات النيابية على موعد استباقي من الاهتزازات والاختلالات التي استحضرت هاجس احتمال اتساع هذه الاختلالات الى حدود تهديد اجراء الانتخابات. ومع ان معظم المؤشرات والمعطيات الأمنية كما السياسية ، وعلى رغم التضارب الكبير في مواقف القوى الداخلية سياسيا على أبواب منازلة انتخابية “مصيرية”، تؤكد ان هذه التطورات لا يفترض ان تبلغ حدود تهديد جدي للانتخابات، فان بعض مجريات ما شهدته طرابلس من استغلال للفاجعة التي زج فيها عدد من أبنائها، مع عشرات المهاجرين السوريين لم يعرفوا بعد أيضا، على “مركب الموت” اثار مخاوف جدية من اتساع الإثارة والتحشيد ضد الجيش بزعم تحميله تبعة غرق المركب. ومع ان الجيش سارع منذ ما قبل ظهر السبت عبر قائد القوات البحرية فيه الى كشف وقائع الكارثة تفصيليا التي تثبت المسؤولية المباشرة على قبطان المركب في التسبب بارتطام المركب بخافرة الجيش، فان الخشية اتسعت من التوظيف السياسي بعدما تعاقبت احداث الفوضى الأمنية في طرابلس منذرة بتفلت أوسع الامر الذي استدعى استنفارا عسكريا وامنيا. ومع الخرق المفاجئ الجديد الذي نقل المخاوف من طرابلس الى الجنوب والحدود الجنوبية مع إسرائيل بعد اطلاق صاروخ مشبوه من القليلة، ورد إسرائيل وتهديداتها بالمزيد، بدا الوضع بمجمله امام استحقاق امني خطير يسابق الاستحقاق الانتخابي في وقت مضت القوى السياسية والحزبية في الاعداد بقوة للمبارزات الانتخابية من خلال تكثيف المهرجانات والحملات واطلاق المواقف ذات الوتيرة العالية السقوف على غاربها.

وبدا واضحا ان هذه التطورات أملت استنفاراً سياسياً رسمياً تمثل في دعوة وجهتها رئاسة المجلس امس الى عقد جلسة استثنائية لمجلس الوزراء عند الساعة الحادية عشرة والنصف قبل ظهر اليوم الثلثاء في القصر الجمهوري حدد موضوعها بالبحث في موضوع غرق الزورق قبالة شاطئ مدينة طرابلس وتداعياته إضافة إلى البحث في الأوضاع الأمنية في مختلف المناطق اللبنانية.

وسيتزامن انعقاد الجلسة مع الموعد المقرر لانعقاد جلسة اللجان النيابية المشتركة من اجل استكمال البحث في مشروع “الكابيتال كونترول” والتي يصعب للغاية ان تنعقد وسط الاستعدادات النقابية والاجتماعية الواسعة التي دعت اليها نقابات المهن الحرة وممثلو رابطات المودعين لتنفيذ اعتصام يرجح ان يكون حاشدا في محيط مجلس النواب ومنع انعقاد الجلسة رفضا للمشروع.

والحال ان فاجعة غرق الزورق غير الشرعي قبالة طرابلس من خلال استفحال ظاهرة التجارة بالفقراء واستغلالهم وضعت طرابلس امام هزة خطيرة برزت تداعياتها الأمنية والاجتماعية والسياسية بسرعة. واخطر ما تكشف عنه هذا الحادث انه أدى الى وضع فئات من أبناء طرابلس في مواجهة خطيرة فورية مع الجيش اللبناني عبر الشائعات التي بثت عن تسبب مطاردته للزورق بارتطام أدى الي غرق الزورق، في حين ان الوقائع التي سارع الجيش الى كشفها اثبتت ان قبطان الزورق تسبب بالمأساة لدى محاولاته الهروب بحمولة بشرية تفوق قدرة الزورق على الاستيعاب بعشرة اضعاف وتسبب بنفسه بارتطام زورقه بالخافرة العسكرية التي طلبت منه العودة لتجنب كارثة الغرق.

وعقب الفوضى التي شهدتها طرابلس ساد امس هدوء حذر، بعدما استقدم الجيش تعزيزات ميدانيّة وعزّز انتشاره في المدينة. كما أقفلت المؤسسات التجارية في طرابلس أبوابها التزاماً بالحداد على ضحايا الزورق. وشيعت مدينة طرابلس اثنتين من الضحايا، وأعلن الجيش تواصل عمليات البحث والإنقاذ التي ينفذها براً وبحراً وجواً بعد غرق المركب.

صاروخ وقصف

وفيما الأنظار مشدودة الى تداعيات حادث غرق الزورق، فاجأ حادث اطلاق صاروخ من الجنوب على إسرائيل الأوساط الرسمية والسياسية اذ استدرج اطلاق الصاروخ ردا بقصف مدفعي إسرائيلي على مناطق طيرحرفا، وادي حامول، علما الشعب، وخراج بلدة زبقين . واعلن الجيش اللبناني ان وحدة منه عثرت في محيط منطقة القليلة على صاروخين نوع غراد عيار 122 ملم موضوعين على مزاحف ألمنيويم مجهزين للإطلاق، تم تعطيلهما من قبل الوحدات المختصة. كما أعلنت القوات الدولية العاملة في الجنوب انها رصدت اطلاق صاروخ من جنوب لبنان في اتجاه إسرائيل. وعلى الفور تواصل رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللواء أرولدو لاثارو مع السلطات على جانبي الخط الأزرق وحضهما على ضبط النفس. ومع ذلك، رد الجيش الإسرائيلي بإطلاق عشرات القذائف على لبنان. ودعا اللواء لاثارو جميع الأطراف إلى تجنب المزيد من التصعيد، معربا عن قلقه من الرد غير المتناسب. وبمجرد انتهاء القصف، فتحت اليونيفيل تحقيقا لتحديد الملابسات.

وهدد وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس “بأنّ إسرائيل ستستخدم القوة الضرورية للرد على الهجمات الصاروخية التي أطلقت عليها من لبنان”، محمّلاً الحكومة اللبنانية مسؤولية ما يجري على أراضيها. وقال: “إذا استمرت عمليات الإرهاب والعنف سنعرف كيف نستخدم القوة اللازمة ضد الأهداف الصحيحة”.

على ضفتي المبارزة

وبدا المشهد الانتخابي متأثرا بقوة بهذه التطورات من خلال مواقف قيادية بارزة. فعلى الضفة “الحاكمة” نشر رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو تحت عنوان: “حذار من خلق الفتنة وتأجيل الانتخابات” داعياً “للتنبه” من الأحداث المتتالية التي تحصل في الآونة الاخيرة قبيل الانتخابات النيابية.

اما على الضفة المعارضة فتصاعدت وتيرة المواقف من تحالف الحكم و”حزب الله”. وسجل في هذا السياق تأكيد الرئيس فؤاد السنيورة ان “اعتزال الانتخابات يعني استحالة أي إصلاح للواقع المأسوي الذي نعيشه اليوم”، سائلا “ماذا يعني أن يسيطر “حزب الله” وحلفاؤه على أكثرية ميثاقية – كما يسميها هو- للمجلس النيابي؟ وهو الأمر الذي يطمح إلى تحقيقه اليوم، وذلك بعدما حقق في انتخابات 2018 الأكثرية المطلقة في مجلس النواب ؟ وهل في ظل سيطرة حزب الله هناك أي إمكان لأي إنقاذ وإصلاح ونهوض للبنان بعدما جرى إيقاعه في هذه اللجة العميقة: دولة مخطوفة، واقتصاد منهار بالكامل .. فمع كل توسع لسيطرة حزب الله والأحزاب الطائفية والمذهبية المؤتلفة معه، وكذلك المؤتلفة مع تلك المجموعات المهادنة والرمادية في مواقفها السياسية سيكون ذلك على حساب الدولة اللبنانية ومؤسساتها”.

وفي احتفال حاشد قدمت فيه “القوات اللبنانية” مرشحيها ولوائحها في كل المناطق اعلن رئيس حزب “القوات” سمير جعجع أن “القوى السيادية ترفض خسارة لبنان، كما لن تسمح لأحد، أيًّا يكن ومهما استقوى وتكبّر وتجبّر، أن يبقينا في جهنم الذي رمانا به، وما لم يأخذه في الحرب والاغتيالات والاضطهاد والحبس والسجن، لن ندعهم يحصلون عليه في السلم والانتخابات”. وتعهد “بالتصدي لعملية مصادرة الدولة من خلال الوسائل السياسية كافة وفي مقدمتها الانتخابات، ونحن لسنا بمفردنا في عملية الانقاذ، فشركاؤنا كثر، فكما كنّا سويًا في ساحات 17 تشرين و14 آذار، هكذا سنعود، وهكذا سنبقى في هذه الأيام مع أي فريق مستهدف، وما حصل معنا في التسعينات كقوات وكمجتمع لن نقبل تكراره مع أي فريق لبناني آخر أكان سنّيًا أن مسيحيًا أم درزيًا أم شيعيًا”. وشدد على ان “أحدا لا يمكنه سلخ لبنان عن محيطه وامتداده الطبيعي أو ضرب علاقاته بالدول العربية والخليجية، أو يمكنه الغاء أحدٍ او السيطرة عليه ليحكم بمفرده، فحان الوقت أن يعترف حزب الله بالخصوصيات اللبنانية وأن يقتنع أنه غير قادر على الاستمرار في هذا الاتجاه، فلبنان لن يكون لإيران. وما فيه يكون إلاّ للبنان .. ومن جمهورية البشير، جمهورية العشرين يوم ويوم سنقول للفاسدين والفاشلين والمرتشين والعملاء بأن أمامكم عشرين يومًا ويوم، بدءاً من اليوم الى 15 أيار المقبل، قبل أن تنتهي صلاحياتهم ويتوجهون نحو مزابل التاريخ ولعنة الأجيال”.

بخاري

الى ذلك اقام السفير السعودي وليد بخاري مساء امس إفطارا على شرف القادة الروحيين واعتبر في كلمة له ان هذه “المأدبة تجسد دور السعودية في نشر ثقافة السلام وسعيها في تعزيز سبل العيش المشترك” ، وكشف ان “اتفاقية الصندوق السعودي – الفرنسي ستوقع اليوم لدعم الشعب اللبناني وهي تتضمن 35 مشروعا في لبنان تتعلق بقطاعات الصحة والتعليم والطاقة”.

******************************************

نداء الوطن

“مقاطعة شيعية” للإفطار الروحي في دارة السفير السعودي

مجلس الوزراء اليوم: جلسة استثنائية لـ”رشوة” الطرابلسيين

أسئلة كثيرة تزاحمت علامات الاستفهام فيها خلال عطلة نهاية الأسبوع، فبقيت من دون إجابات شافية لتغرق الساحة اللبنانية أكثر فأكثر في مصائب متلاطمة تحت قبضة زمرة حاكمة تقود دفة البلاد وتبحر بمواطنيه من دون سترة نجاة نحو مصير جهنمي محتوم… فهل كان “زورق الموت” نتيجة موضعية لاصطدام عرضي في عرض البحر مع القوات العسكرية أم شرارة فتيل “فتنة طرابلسية” في مواجهة الجيش سارع تحالف العهد و”حزب الله” إلى التنظير فيها والتحذير من مغبة أن تسفر عن “تطيير الانتخابات”؟ وماذا عن تزامن إطلاق “الغراد” من جنوب لبنان على إسرائيل مع تباهي الحرس الثوري الإيراني بـ”امتلاكه أكبر قوة صاروخية بغض النظر عن الحدود الجغرافية”، محذراً من أنّ “إيران وجبهة المقاومة لديهما اليد الطولى في المعادلات السياسية والعسكرية والجيوسياسية على صعيدي المنطقة والعالم”؟!

الأكيد أنّ ثمة نوايا واضحة وأخرى مبيتة تتملك قوى السلطة لإضرام النار في هشيم البلد بغية إعادة التفاوض فوق حطامه على صيغة تأسيسية جديدة للجمهورية… وبالانتظار لا بد من وضع منهجية إفقار الناس وقهرهم وخنقهم جوعاً أو غرقاً ضمن سياق مترابط من الأحداث التي تتوالى فصولاً على أرضية التفليسة، وما مأساة غرق القارب الطرابلسي سوى مؤشر خطير جديد رصدته مفوضية شؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة “يسلط الضوء على المخاطر الصادمة التي يلجأ اليها الكثيرون بدافع اليأس” هرباً من بطش المنظومة اللبنانية الحاكمة، التي سارعت من ناحيتها إلى الاستثمار الرخيص في مياه طرابلس العكرة فكانت عند سوء الظن بها كما عادتها في ذرف دموع التماسيح على ضحاياها، واليوم بعدما أغرقت الغريق ومشت في جنازته، ينعقد مجلس الوزراء في جلسة استثنائية في قصر بعبدا لتقديم “رشوة” إلى الطرابلسيين، كما وصفتها أوساط أهلية في المدينة، في معرض التعليق على المعلومات التي تحدثت عن إقرار مخصصات مالية لعوائل الضحايا والمفقودين جراء غرق زورق طرابلس.

وكان الأهالي وأبناء طرابلس قد شيعوا أمس بالرصاص الحيّ ضحاياهم، وسط حالة غضب عارمة ومتعاظمة ضد السلطة وأجهزتها الرسمية، بينما واصلت وحدات الجيش البحرية والجوية عمليات البحث عن المفقودين بمشاركة طوافة بريطانية قبالة شاطئ طرابلس، بالتوازي مع طلب المؤسسة العسكرية من قوات اليونيفيل البحرية تقديم المساعدة التقنية اللازمة للإسراع في مهمة رصد وانتشال جثث الأشخاص الذين كانوا على متن “زورق الموت” ولا يزالون في عداد المفقودين.

ومساءً، استهلّ القادة الروحيون اجتماعهم في ضيافة السفير السعودي وليد بخاري على مأدبة الإفطار التي أقامها على شرفهم في دارة السفارة في اليرزة، بدقيقة صلاة ودعاء لأرواح ضحايا الزورق الطرابلسي، الذين وصفهم مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان بأنهم “ضحايا كل لبنان”، محملاً الدولة المسؤولية عن “تردي الوضع الخطير الذي وصل إليه المواطن مما جعله يحاول أن يغادر بلده الى المجهول بأية طريقة لتأمين سبل العيش الكريم بسبب المعاناة المعيشية التي تلاحقه يومياً”، وأعرب دريان عن أسفه لكون “الدولة غائبة لا تمارس دورها ولا تحتضن أبناءها بالشكل المطلوب”، محذراً من أنّ ذلك “يشكل خطراً حقيقياً على السلم الأهلي والأمن الاجتماعي”.

وإذ لفتت مقاطعة المجلس الإسلامي الشيعي للإفطار السعودي الجامع لرؤساء الطوائف الدينية في لبنان، لفت بخاري إلى أنّ هذه المأدبة الروحية “تجسد دور السعودية في نشر ثقافة السلام وسعيها في تعزيز سبل العيش المشترك”، كاشفاً في ما يتصل بالآليات التنفيذية لصندوق المساعدات السعودي – الفرنسي للشعب اللبناني أنّ الاتفاقية التي ستوقع اليوم بهذا الخصوص “تتضمن 35 مشروعاً في لبنان تتعلق بقطاع الصحة والتعليم والطاقة”.

وتزامناً، استرعى الانتباه خلال الساعات الأخيرة الإعلان عن وصول بعثة قضائية أوروبية إلى لبنان للإطلاع عن كثب على مجريات التحقيق القضائي اللبناني في قضية حسابات حاكم مصرف لبنان وشقيقه، رياض ورجا سلامة. وفي هذا الإطار، أوردت جريدة ” La Libre” مقالة عن حاكم المصرف المركزي تؤكد وجود “شبهات جديدة عن تبييض أموال في بروكسل”، لتضاف الى غيرها من الشبهات التي تدور في فلك التحقيقات نفسها في سويسرا وفرنسا وألمانيا ولوكسمبورغ.

وأوردت الصحيفة البلجيكية أنه “في كل تلك الدول استفاد سلامة من عشرات ملايين اليورو من مصرف لبنان لمصلحته ولمصلحة المقرّبين منه، واستثمرها في أوروبا من خلال شراء عقارات وتحويلات أو معاملات مبهمة”، علماً أنّ حاكم مصرف لبنان كان قد استفاد من القوانين البلجيكية في إنشاء مؤسستين هناك يديرهما كل من نجله، ندي سلامة وحفيده ومروان عيسى الخوري.

******************************************

الشرق الأوسط

الحكومة اللبنانية تلتئم استثنائياً اليوم لمواكبة تداعيات «الغرق»

الجيش يواصل عمليات البحث… وطرابلس تبدأ تشييع الضحايا

فيما بدأت طرابلس (شمال لبنان) بتشييع ضحايا مركب المهاجرين الغارق، تلتئم الحكومة اللبنانية في اجتماع استثنائي اليوم (الثلاثاء)، لبحث قضية المركب والتوترات الأمنية التي اندلعت في البلاد أول من أمس الأحد على خلفية هذه الأزمة الإنسانية، منعاً لأي تأثيرات على موعد إجراء الانتخابات. وواصلت فرق الإنقاذ أمس (الاثنين) البحث عن مفقودين جراء حادثة قارب الهجرة الذي غرق. وقال الجيش اللبناني إنه ينفذ عمليات بحث براً وبحراً وجواً، بعد إنقاذ قسم من المهاجرين في المركب، وتسجيل 7 وفيات، فيما يجري البحث عن الآخرين. وكان قارب الهجرة انطلق مساء السبت من جنوب طرابلس، ثاني أكبر المدن اللبنانية وحولت الفقر المدقع خلال السنوات الماضية إلى منطلق لقوارب الهجرة غير الشرعية في البحر. والسبت انطلق زورق بـ60 راكباً فلاحقته خافرة للقوات البحرية في الجيش اللبناني، فغرق أثناء محاولة توقيفه. ووجه الناجون اتهامات للجيش بتعمد صدم مركبهم وإغراقهم، فيما قال الجيش إن قائد المركب لم يستجب لنداءات التوقف واصطدم مركبه بالخافرة أثناء مناورته.\ وأعلن الجيش الأحد أنه تمت إعادة 48 شخصاً إلى الشاطئ. وفيما تتضارب المعلومات حول عدد ركاب القارب، تحدثت الأمم المتحدة عن 84 شخصاً على الأقل من نساء ورجال وأطفال، مشيرة إلى أن «العديد» لا يزالون في عداد المفقودين.ودعا أهالي المتوفين إلى «يوم غضب» في طرابلس أمس بالتزامن مع تشييع عدد من الضحايا، بينما رافق تشييع إحدى الضحايا في منطقة باب التبانة إطلاق نار كثيف في الهواء. وليل الأحد، أزال محتجون غاضبون صوراً لسياسيين ومرشحين للانتخابات النيابية المزمعة الشهر المقبل من شوارع في طرابلس.

وأكد مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان أن «ضحايا الزورق هم ضحايا كل لبنان». وقال في تصريح: «الدولة مسؤولة عن تردي الوضع الخطير الذي وصل إليه المواطن مما جعله يحاول أن يغادر بلده إلى المجهول، بأي طريقة لتأمين سبل العيش الكريم بسبب المعاناة المعيشية التي تلاحقه يومياً».

وأضاف دريان: «غالبية الشعب وخصوصاً أبناء طرابلس والشمال يرزحون تحت وطأة الجوع والفقر والبطالة والإهمال والحرمان، ولا بديل من الدولة ومؤسساتها لسد هذا الفراغ القاتل، ومن المؤسف الدولة غائبة لا تمارس دورها ولا تحتضن أبناءها بالشكل المطلوب، وهذا يشكل خطراً حقيقياً على السلم الأهلي والأمن الاجتماعي». ودعا دريان أبناء طرابلس والشمال وعكار إلى «الهدوء والتروي لحين إجراء التحقيق الشفاف من قبل قيادة الجيش والقضاء المختص لكشف ملابسات الكارثة التي لا يمكن أن تمر دون محاسبة ومعاقبة كل من تسبب بهذه الجريمة النكراء التي أدت إلى سقوط الضحايا من الرجال والنساء والأطفال»، مؤكداً «أننا سنتابع ملف هذه القضية مع الجهات المعنية لتبيان حقيقة الأمور ولتتحمل كل جهة مسؤولياتها أمام الله وأمام القضاء المختص».

تحذيرات أمنية

ووسط مخاوف من تأثيرات هذه التوترات على إجراء انتخابات النيابية المزمعة في 15 مايو (أيار) المقبل، يعقد مجلس الوزراء جلسة استثنائية صباح اليوم الثلاثاء في القصر الجمهوري للبحث في موضوع غرق الزورق قبالة شاطئ مدينة طرابلس وتداعياته إضافة إلى البحث في الأوضاع الأمنية في مختلف المناطق اللبنانية.

ولمح رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل إلى افتعال للأزمات قبل ثلاثة أسابيع من الانتخابات، قائلاً: «هناك افتعال للحادث، لأن البعض كان يعرف بتحضيرات الزورق، ولم يمنعه من المغادرة». وأضاف: «التحقيق يجب أن يكون شاملاً وشفافاً ويؤدي إلى المحاسبة»، داعياً «للانتباه لما يحضرون (أطراف لم يسمها) قبل الانتخابات لتفجير الوضع والاستفادة انتخابيا». وجمع عدة أمور تدفع إلى التوتر قبل الانتخابات، إذ لفت إلى أن هناك لعباً بسعر صرف الدولار في الأسواق، و«افتعال التفجيرات المتنقلة والتوتير الأمني الحاصل»، وسأل: «بعد هذه التوترات، إلى أين؟» وتوجه إلى جهات لم يسمها بالقول: «لا تفجروا البلد كي تربحوا انتخابات».

في عضون ذلك، أعلن «الحزب التقدمي الاشتراكي» في بيان أنه «مع استمرار التراجع المعيشي والاقتصادي والمالي المُخيف، يبقى الأمل الوحيد لوقف هذا الانهيار بإقرار وتنفيذ الاتفاق مع صندوق النقد الدولي، لكونه الفرصة المتبقّية لإنقاذ لبنان واللبنانيين ولدخول مسار التعافي الضروري قبل أن ينهار كل شيء». وقال: «إزاء ذلك، يجب عدم تفويت هذه الفرصة الأخيرة، والذهاب إلى إقرار مشروع الكابيتال كونترول بالصيغة المطلوبة قبل فوات الأوان وقبل الانتخابات النيابية». واستغرب «الاشتراكي» هذا «الموقف العبثي من بعض الكتل النيابية التي كانت تزايد بدعمها للكابيتال كونترول، ثم ها هي ترفض واجبها في درسه وإقراره، ولكأنّها تتلاقى بذلك مع بيان جمعية المصارف». وقال «الاشتراكي» إن «إقرار جميع الإصلاحات اللازمة وحده يضمن بدء ورشة العمل التي تحمي معيشة المواطنين في بلدهم وتمنع تكرار مآسي الهجرة غير الشرعية والحوادث المؤسفة كما حصل في غرق الزورق قبالة طرابلس، وبالتوازي مع كل ذلك توفير كل الدعم للمؤسسات وفي مقدمها الجيش والقوى الأمنية التي تبقى صمام الأمان والاستقرار والوحدة الوطنية، وبقاؤها واجب وطني كي لا يسقط آخر ما بقي من مؤسسات الدولة».

ظاهرة مستمرة

ومع تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، تضاعف عدد المهاجرين الذين يحاولون الفرار بحراً وغالباً ما تكون وجهتهم قبرص. وقد بدأ الأمر مع لاجئين فلسطينيين وسوريين لا يترددون في القيام بالرحلة الخطيرة، قبل أن يلجأ لبنانيون أيضاً إلى الأمر ذاته.

ومنذ عام 2020، وفق الأمم المتحدة، حاول 38 قارباً على متنها أكثر من 1500 الفرار عبر البحر، وقد «تم اعتراض أو إعادة أكثر من 75 في المائة» منها.

واعتبر رئيس المنظمة الدولية للهجرة في لبنان ماتيو لوتشيانو في بيان مشترك مع مفوضية الأمم المتحدة للاجئين أن «الأزمة الاقتصادية في لبنان تسببت بواحدة من أكبر موجات الهجرة في تاريخ البلد».

وقال ممثل مفوضية الأمم المتحدة للاجئين أياكي إيتو بدوره إن «تحطم القوارب وغرقها، والوفيات المأساوية والمعاناة التي تسببها أمر يمكن تفاديه، وذلك من خلال حشد الدعم الدولي المستمر لمساعدة لبنان، خاصة مع تدهور الظروف المعيشيّة للاجئين واللبنانيين على حدّ سواء».

******************************************

الجمهورية

 التوترات تهدد بفلتان الأمن.. ومخاوف من الغرف السوداء والصواريخ

أسئلة كبيرة تفرض نفسها على سطح المشهد الداخلي: ماذا يُحضّر للبنان؟ وإلى أين يُقاد؟ وأي نفق يُراد إدخاله فيه؟ ومن يدفع الى ذلك؟ وخدمة لأيّ أجندة؟

ما فرضَ هذه الأسئلة، هو مجموعة من الكرات النّارية التي تدحرجت تِباعاً وبشكل مريب على طريق الانتخابات، بالتزامن مع تقلّص الفترة الفاصلة عن موعد إجرائها الذي بات على مسافة 19 يوماً.

تلك الكرات أخضَعت الواقع اللبناني لعوامل توتير خطيرة، أحاطت الاستحقاق الانتخابي بعلامات استفهام حول مصيره ووضَعته في خانة الاحتمالات التعطيليّة. وهو الامر الذي دفع مستويات سياسية متعددة الى رفع الصوت التحذيري من اي محاولات لنسف الانتخابات النيابية وتأجيلها، معتبرة انّ حصول ذلك معناه دخول لبنان في مجهول.

وكان البروز الاخطر لتلك العوامل ما جرى في طرابلس نهاية الأسبوع الماضي، بالاشتباكات والظهور المسلح الكثيف، والاعتداء على مراكز الجيش اللبناني، وقطع الطرقات، ما حوّلَ المدينة الى ساحة فوضى. وقابَلتها تحرّكات احتجاجية وقطع طرقات في العديد من المناطق وصولاً الى بيروت والبقاع وصيدا، وقابَلها ايضا حادث مريب تمثّل في الاشتباكات العنيفة التي حصلت في منطقة عائشة بكار في بيروت وحوّلتها إلى ساحة مطاردات بين مسلحين ومن يسمّون بـ”ديوك الاحياء”.

وفي موازاة ذلك، تفاعَل الحدث المفجع الذي تجلّى في غرق “مركب الموت” وأدى الى سقوط عدد من الضحايا. وفيما أمضى لبنان، امس، يوماً من الحداد العام على الضحايا، تمّ أمس تشييع عدد منها، بالتوازي مع تواصل محاولات الإنقاذ والبحث عن المفقودين، فيما رجّحت مصادر طبّية لـ”الجمهورية” صعوبة العثور على ناجين، تتكثّف التحقيقات لجلاء ملابسات ما حصل، وتحديد المسؤوليات، بدءاً من لحظة انطلاق “مركب الموت” ووصولاً الى لحظة الغرق المشؤوم وكيفية حصوله.

يُشار الى انّ مجلس الوزراء سيعقد جلسة استثنائية عند الساعة الحادية عشرة والنصف قبل ظهر الثلاثاء في القصر الجمهوري للبحث في موضوع غرق الزورق قبالة شاطئ مدينة طرابلس وتداعياته إضافة إلى البحث في الأوضاع الأمنية في مختلف المناطق اللبنانية.

الصواريخ المشبوهة

على انّ الاخطر في هذا السياق، هو دخول “الصواريخ المشبوهة” على خط التوتير الداخلي، حيث تمّ إطلاق بعض الصواريخ في توقيت مريب ايضاً، من الاراضي اللبنانية في اتجاه فلسطين المحتلة، استَتبعه قصف اسرائيلي عنيف لبعض المناطق اللبنانية. وفيما بقيت الصواريخ لقيطة حيث لم يتبنّ أي طرف اطلاقها، اشارت اسرائيل عبر مستوياتها العسكرية والاعلامية الى تحميل المسؤولية عن اطلاق الصواريخ لحركة “حماس”.

الجيش

وأعلنت قيادة الجيش، في بيان امس، انه ما بين الساعة 1.45 والساعة 4.00 (فجر الاثنين) تعرضت مناطق طيرحرفا، وادي حامول، علما الشعب، وخراج بلدة زبقين لقصف مصدره مدفعية العدو الاسرائيلي، ولم يفد عن وقوع إصابات أو حدوث أضرار. وقد استهدفت المنطقة بحوالى 50 قذيفة مدفعية. واشارت الى انه تم إطلاق حوالى 40 قنبلة مضيئة من قبل العدو فوق بلدات طيرحرفا، الناقورة، شيحين وبدياس، سبقَ ذلك سقوط صاروخ في الأراضي المحتلة مصدره لبنان بحسب ادعاءات العدو.

ووفق البيان، فقد عثرت وحدة من الجيش في محيط منطقة القليلة على صاروخين نوع غراد عيار 122 ملم موضوعين على مزاحف ألمنيويم مجهّزين للإطلاق، تم تعطيلهما من قبل الوحدات المختصة. واكدت قيادة الجيش أنه تتمّ متابعة موضوع الخرق بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان.

إسرائيل تهدد

في المقابل، اعلن وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس “أنّ إسرائيل ستستخدم القوة الضرورية للرد على الهجمات الصاروخية التي أطلقت عليها من لبنان، محمّلاً الحكومة اللبنانية مسؤولية ما يجري على أراضيها”. كما توعّد قائلاً: “إذا استمرت عمليات الإرهاب والعنف سنعرف كيف نستخدم القوة اللازمة ضد الأهداف الصحيحة”.

وأعلن المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي “ران كوخاف”: حتى الآن لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن إطلاق الصاروخ من لبنان، لكن التقديرات أنّ من يقف خلفها هي الفصائل الفلسطينية في لبنان بسبب الأحداث الأخيرة في المسجد الأقصى أو التوتر في غزة والضفة، كما أن هناك احتمالاً في أن يكون فرع حماس في لبنان.

اليونيفيل

وأعلنت القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان “اليونيفيل”، في بيان، أنه “في ليلة 24-25 نيسان، رصدت اطلاق صاروخ من جنوب لبنان في اتجاه إسرائيل. وعلى الفور تواصل رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللواء أرولدو لاثارو مع السلطات على جانبي الخط الأزرق وحضّهما على ضبط النفس. ومع ذلك، رد الجيش الإسرائيلي بإطلاق عشرات القذائف على لبنان. ودعا اللواء لاثارو جميع الأطراف إلى تجنب المزيد من التصعيد، ُُمُعرباً عن قلقه من الرد غير المتناسب. وبمجرد انتهاء القصف، فتحت اليونيفيل تحقيقا لتحديد الملابسات. كما يعمل جنود حفظ السلام مع القوات المسلحة اللبنانية لتعزيز الأمن في جميع أنحاء منطقة عمليات اليونيفيل والحد من مخاطر المزيد من الأعمال الاستفزازية”.

الأزمة المعيشية

وفي موازاة الفلتان الخطير الذي يسود كل مناطق لبنان، وتَزايد السرقات والجرائم من دون أي رادع يقمع هؤلاء اللصوص ومحمياتهم، يبرز فلتان أكثر خطورة يتبدّى في التسخين المالي ورفع سعر الدولار الى مستويات خيالية. بما يقضي نهائياً على أي قيمة للعملة الوطنية ويرمي اللبنانيين في فقر شامل وحقيقي هذه المرة.

في هذه الاجواء تطرح تساؤلات برسم السلطتين السياسية والمالية:

– لماذا تحرّك الدولار الآن، وقد بات يطرق باب الثلاثين الف ليرة؟

– مَن أوحى أو أوعَز أو أمر بتحريك السوق السوداء؟

– أي غرف سوداء تسعى إلى احداث فوضى اجتماعيّة ومعيشيّة في هذا التوقيت بالذات، واشعال نار الاسعار.

وبحسب مصادر مسؤولة لـ”الجمهورية” فإنّ ما ما يحصل، سواء على المستوى الامني او على مستوى الدولار، مُنطلق من خلفية السعي لإدخال البلد في نفق شديد الخطورة ليس على مستقبله كنظام فحسب، بل على مستوى بقائه كوطن وكيان”.

وسألت المصادر: “أي انتخابات نيابية ستجري في هذه الاجواء؟ وهل هي مصادفة ان نصل في هذه الفترة الى صفر كهرباء؟ وكيف سيؤمّن التيار يوم الانتخابات لمراكز الاقتراع ونقاط الفرز؟.

وأعربت عن بالغ خشيتها من ان “يكون ما حصل في طرابلس من توترات في الايام الاخيرة نذير شؤم على مستوى البلد بشكل عام، تكرّ فيه سبحة التوترات في اكثر من منطقة، وربما يندرج ذلك ضمن سيناريو تعطيلي للانتخابات”.

وفي السياق نفسه، سألت “الجمهورية” مرجعا امنيا عن حقيقة الاجواء السائدة، فقال: كل الاجهزة الامنية والعسكرية تضع في اولويتها الحفاظ على أمن اللبنانيين وتعزيز الاستقرار الداخلي، الا انه كما هو واضح ثمة اياد خبيثة تسعى الى دفع البلد الى منزلقات خطيرة. والعيون الامنية ساهرة لمنعها من تحقيق مرادها.

وردا على سؤال عمّا يتردد في اوساط عن أن الاستقرار الامني مهدد، وان بعض الجهات تُحَضّر لنسفه قبل الانتخابات، اكد المرجع وضع البلد بشكل عام في العناية الفائقة، وكل المستويات الامنية والعسكرية على جهوزيتها. الوضع حسّاس ودقيق بلا ادنى شك، لكننا لسنا قلقين من بروز تطوّرات دراماتيكيّة، فلسنا مكتوفي الايدي، نعمل ليلا ونهارا، وعلى جهوزيتنا الكاملة، لعدم السماح بالمَس بأمن لبنان واللبنانيين، اضافة الى تأمين كل العناصر الحمائية للانتخابات النيابية، لتسير بشكل طبيعي وفي جو من الامن والاستقرار”.

سيلان وإسهال واستسهال

كل ذلك يجري، فيما التحضيرات الانتخابية في عالم آخر. فالصورة تَشي بأن البلد طفح بالكلام، ويكاد يمتلىء إلى ما فوق الشفة؛ مطوّلات وهوبرات وتعريض اكتاف وتضخيم عضلات ومبالغات مَرَضِيّة، تُنكر الواقع وويلاته، بادعاءات وهمية وشعبوية عمياء تسترخص بلدا بكامله وشعبا منكوبا، وتقايضهما بحاصل انتخابي لا يزيد سعر صرفه عن مقعد نيابي.

صار الاستحقاق الانتخابي على بعد 19 يوما مرشّحة في زمن الفيضان لمزيد من السيلان، والإسهال الشعبوي والاستسهال المرَضي، لإطلاق الشعارات والعناوين الكبرى على غاربها، والإنكار لحقيقة انّ القانون الانتخابي الحالي، بصوته التفضيلي ونسبيته المشوّهة، هو الجدار الكاسر لكل الشعارات والعناوين مهما كبرت، وللمبالغات والطموحات مهما بلغت، ومهما تبارى اصحابها بالخطاب والعنتريات التي لا تغيّر في واقع حال البلد شيئاً، ولا تمحو الصورة المفجعة التي بلغها البلد وناسه مع تفاقم الازمة المعيشية، ودخول اللبنانيين في جهنم الغلاء ورفع الاسعار.

التغيير.. وهمي

اذا ما تعمّقنا في المشهد التحضيري للانتخابات، يتبيّن ان “التغيير” هو اكثر الكلمات استخداما في هذه الفترة. وانّ مُطلقيه جميعهم لبسوا قميصه، ويليه “المحاسبة”. عنوانان عريضان يُراد فرضهما في انتخابات 15 ايار، والاسطوانة مستمرة في الدوران. ولكن كيف سيتم هذان “التغيير” و”المحاسبة”، والمتحمسون لفرضهما يفترض انهم يدركون انهما عنوانان مستحيلان مع القانون الانتخابي الحالي الذي أصرّوا عليه؟ واكثر من ذلك، كيف يمكن لهذين “التغيير” و”المحاسبة” ان يحصلا فيما هما أكبر بكثير وابعد بكثير لا بل بمسافات زمنية خيالية عن قدرة ايّ من حاملي لوائهما.

ثم انّ السؤال الذي يطرح نفسه في زمن المبالغات الانتخابية والحركات الدعائية التي يأتيها هذا الحزب او ذاك؛ أي تغيير هو المطلوب؟ هل تغيير السلطة القائمة بأحزابها الحالية؟ اذا كان هذا هو المقصود، فماذا عن احزابها السابقة التي شكّلتها وحَمتها ورعتها ورسمت سياستها، وأكلت من جبنتها وتشارَكت في موبقاتها وتنعّمت في محاصصاتها، وبالتالي في لحظة شعب انتفض، نَكرتها ونقلت البارودة من كتف الى كتف ولبست ثوب التهديد والوعيد بالتغيير والمحاسبة؟

فكّا كمّاشة

في هذا المجال، ورد في تقرير سياسي – اقتصادي – معيشي، أنجزته جهات ديبلوماسية تضمّن “تقديراً شديد التشاؤم حيال مستقبل لبنان”، ما حرفيّته: “مع توالي ايام الازمة التي اشتعلت في لبنان قبل اكثر من سنتين، دخلَ هذا البلد في انهيار هو الاسرع من نوعه من بين دول العالم، ما يعني انّ لبنان قام في ظل سلطة حاكمة أسسها مُتداعية منذ سنوات طويلة، والعجز كانت تتوارَثه الحكومات المتعاقبة، ويتم حجب هذا العجز بالتسلح بالخلفيات الطائفية والمذهبية”.

ويضيف التقرير: “على الرغم من الاندفاعة الايجابية والصديقة الدولية تجاه لبنان، فإنّ لبنان أحبطها بعدم التجاوب معها، ومع كل ما أُسدي من نصائح دولية تحثّ المسؤولين فيه على التعجيل في سلوك طريق العلاجات الاصلاحية”.

ويلفت التقرير الى “انّ وضع لبنان مُستغرق في التحضير للانتخابات النيابية، وهو امر يؤجّل اي بحث في حلول سريعة لبعض المعضلات الاقتصادية الكبرى فيه”. ويشير الى انّ مسؤولي صندوق النقد الدولي ليسوا واثقين من بلوغ برنامج تعاون سريع مع الحكومة اللبنانية بالنظر الى تأخّر إنجاز خطة التعافي من قبل الحكومة، وكذلك الى التباينات السياسية حيال بعض الامور الاساسية التي تشكّل ركيزة لأي اتفاق تعاون، ولا سيما قانون الكابيتال كونترول والسرية المصرفية اضافة الى امور علاجية مُلحّة اصلاحية وادارية”.

ويضيف التقرير “انّ قيامة لبنان من أزمته باتت تُقارب الاستحالة، لمجموعة عوامل متداخلة بعضها ببعض، أوّلها ان السلطة السياسية بدءاً من رأسها، هي المانعة لأي محاولة انقاذ، وتسدّ بيدها الابواب التي يمكن ان تنفذ منها رياح علاجية للأزمة في لبنان، سواء ما يتصل بالتشكيلات القضائية المحجوزة من قبل رئيس الجمهورية، والتي لا يمكن لبلد ان ينجو ويصبح دولة سليمة بإدارة سليمة الّا من خلال قضاء نزيه وسليم وبعيد عن التدخلات السياسية. وايضاً ما يتصل بالملف الكهربائي، عبر الاصرار على التمسّك بهذا الملف رغم الفشل الذريع الذي مُني به، وأهدر ما يزيد عن 40 مليار دولار على كهرباء غير موجودة”.

موت بطيء

ويحدّد التقرير “موقع لبنان في هذه الفترة، بين فكّين يضغطان عليه بشدة. الأول: فكّ الانانية الحزبية التي لا تنفكّ تظهر لبعضها البعض دواخلها الالغائية وجنوحها الى التحكّم وتصدّر المشهد السياسي والنيابي والحكومة والرئاسي، فقط لتبقى هي وحدها المهيمنة، والجاثِمة على صدور اللبنانيين”. وفكّ الازمة الخانقة التي تقود اللبنانيين جميعهم الى موت بطيء، وانّ استمرار استفحال الازمة من دون مبادرة السلطة السياسية الى توفير العوامل التي ترسّخ شيئاً من الاستقرار سواء على الصعيدين السياسي او الاقتصادي والمالي، فإنه في دولة كلبنان بلغت حداً عميقاً من الانهيار، قد لا يطول معه الوقت حتى تعلن جولة فاشلة”.

“تيئيس”.. وبؤس

وفيما قاربَ سياسيون هذا التقرير من زاوية كونه ينطوي على مضمون تيئيسي للبنانيين، وتأكيد على انسداد الافق امام لبنان”، أبلغت مصادر سياسية مسؤولة إلى “الجمهورية” قولها: ليس في ما تضمّنه هذا التقرير ما يُجافي حقيقة ما هو حاصل، ومن هنا لا يبدو في مضمونه اي منحى تيئيسي للناس، بقدر ما هو توصيف دقيق للواقع الاقتصادي والمالي ودور السلطة او السلطات المتعاقبة في مُفاقمته الى الحدود التي بلغها، فالناس تَخطّت اليأس وقيّدها الجوع والوجع في زاوية البؤس، وتكفي نظرة الى وجه الناس ليُقرأ كل ذلك”.

وامّا السلطة، تضيف المصادر، “فقد سبق لها ان حسمت أمرها منذ زمن طويل وخلعت ثوب المسؤولية، ولبست ثوبها الحقيقي كـ”ختيارة” فقدت عكّازيها. وأمّا احزاب الحواصل والمقاعد، فقد ذوّبت الانتخابات الثلج عن نواياها، وبات حقيقة هدفها السامي، وهو العبور على جسر آلالام الناس الى مجلس النواب، إن كانت هذه الانتخابات ستجري في موعدها”؟

إفطار الروحيين واعتبر السفير السعودي وليد البخاري، خلال إفطار أقيم أمس على شرف رؤساء الطوائف الدينية في لبنان وسائر المشرق، أنّ «المأدبة تُجسّد دور السعودية في نشر ثقافة السلام وسعيها في تعزيز سبل العيش المشترك، وهناك شراكة سعودية فرنسية تُرجمت بإنشاء صندوق مشترك، وسوف يتم توقيع الاتفاقية غداً (اليوم)».

وكشف أنّ «اتفاقية الصندوق السعودي – الفرنسي تتضمن 35 مشروعاً في لبنان تتعلق بقطاع الصحة والتعليم والطاقة».

******************************************

اللواء

مأساة طرابلس: القادة الأمنيون أمام مجلس الوزراء لتحديد المسؤوليات

التوقيع اليوم على اتفاقية الصندوق السعودي – الفرنسي.. واعتراض نقابي على الكابيتال كونترول

من طرابلس في الشمال، حيث تحوّلت الشوارع إلى ساحات للتعزية إلى الحدود الجنوبية، حيث أطلت الصواريخ والقذائف على طرفي الحدود في منطقة صور، فضلاً عن المتفرقات الأمنية من اشتباك مسلح في أحد احياء العاصمة، إلى «فشة الخلق» بوزير الطاقة والمياه وليد فياض، وهو يتناول الطعام في أحد المطاعم، من قبل عناصر، قالت انها تنتمي إلى حراك 17 شباط 2019، يبدو المشهد متدحرجاً، من ناحية الاضطراب، ناهيك عن التأزمات المالية وارتفاع سعر صرف الدولار، فضلاً عن ارتفاع الأسعار، وتزايد محاولات الفرار من هذا البلد عبر الجو أو البحر، ولا بأس إن كان شاهد من نوع اغراق مركب كان على متنه ما لا يقل عن ستين مواطناً طرابلسياً في طريق الفرار من «جهنم العهد» فإذا بهم يتحولون إلى ضحايا «قارب الموت» وسط حداد وطني عام، نكست خلاله الإعلام في المقرار الرسمية فيما شيّعت الفيحاء طرابلس ضحايا احيائها الفقيرة والمعدمة، وسط ذرف دموع التماسيح من قبل الطبقة السياسية الحاكمة، والحالمة بالبقاء لسنوات أربع قادمة في السلطة.

ويحظى الحادث الكبير والمؤلم بالبحث على جدول أعمال جلسة استثنائية لمجلس الوزراء.

وعلمت «اللواء» أن أي دعوة لقادة أمنيين أو أي جهة معنية إلى مجلس الوزراء الاستثنائي في قصر بعبدا تبقى واردة، لا سيما أن الجلسة مخصصة للبحث في مأساة حادثة غرق زورق في طرابلس وسقوط ضحايا.

وافيد أن معظم التقارير الخاصة بالحادثة ستحضر في الجلسة. ومن المرتقب صدور موقف عن المجلس حيال ما حصل.

بالتزامن كان سفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد بخاري يكشف عن توقيع اتفاقية الصندوق السعودي – الفرنسي اليوم.

وجاء كلام السفير السعودي بعد مأدبة افطار أقامه على شرف رؤساء الطوائف الدينية في لبنان وسائر المشرق، ووقف الحاضرون دقيقة صمت على أرواح شهداء قارب الموت.

وكان السفير بخاري أشار إلى اتفافية الصندوق السعودي – الفرنسي التي ستوقع اليوم لدعم الشعب اللبناني تتضمن 35 مشروعاً في لبنان تتعلق بقطاع الصحة والتعليم والطاقة.

وقال السفير بخاري ان المملكة كانت على الدوام صوت عدل نادت به على لسان خادم الحرمين الشريفين وولي العهد، باتجاه القيم الإنسانية والاخلاقية، مشيراً إلى ان المأدبة تجسّد دور المملكة في نشر ثقافة السلام.

وحضر الإفطار مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، ومتروبليت بيروت للارثوذكس المطران الياس عودة، وشيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ سامي أبو المنى.

كما حضر السفير الكويتي عبد العال القناعي، والسفيرة الأميركية في بيروت دورثي شيا.

قارب المأساة

وهكذا، وفي عطلة الفصح المجيد إنشغل لبنان خلال عطلة الفصح الشرقي بفاجعة غرق زورق يقل مهاجرين لبنانيين وفلسطينيين بطريقة غير شرعية من طرابلس، تضاربت المعلومات حول عددهم بين من قال انهم نحو سبعين ومن قال انهم 84 شخصا بينهم اطفال ونساء وقضى عدد منهم غرقا، وتم انقاذ نحو اربعبن.

واثارت الفاجعة موجة استنكار واسعة لتمادي تجار الموت وتهريب الاشخاص في استغلال يأس المواطنين وانعدام اي افق بمستقبل واعد امامهم وامام اولادهم وتقاضي اموالاً طائلة منهم لقاء تهريبهم الى المجهول في اوروبا من دون اي ضمانات. وقد اوقف الجيش عددا من المشتبه بتورطهم في عملية التهريب ثم افرج عن عدد منهم. كما كان لافتاً الاستثمار السياسي الفوري للحادثة وتوجيه الاتهامات لقائد الجيش وبعض الشخصيات السياسية قبل ان تهدأ النفوس ويسود منطق العقل.

اثار الحادث توترا امنيا في طرابلس بعد نقل جثامين الضحايا مساء يوم الاحد وشهدت المدينة اطلاق نار كثيف ومتنقل، وجرى التعرض لدوريات الجيش وحواجزه، بعد اتهام عدد من الناجين لزورق بحرية الجيش بصدم زورق المهاجرين ما ادى الى تسرب المياه اليه وغرقه بمن فيه. لكن الهدؤ عاد طيلة نهار امس بعد اجراءات مكثفة للجيش.

لكن قيادة الجيش نفت هذه الواقعة وقال قائد سلاح البحرية العقيد الركن هيثم ضناوي في مؤتمر صحفي لشرح ملابسات المأساة: ان المركب الذي غرق صناعة 1974 وصغير طوله عشرة امتار وعرضه 3 امتار، والحمل المسموح له هو 10 اشخاص فقط ولا وجود لوسائل امان فيه.

وأضاف: دورية من البحرية حاولت حث الزورق الغريق على العودة لأن الوضع غير آمن، ولو لم نوقف الزورق لغرق خارج المياه الإقليمية اللبنانية.

وتابع: قائد المركب حاول الهرب فارتطم بمركب القوات البحرية للجيش اللبناني محملا إياه مسؤولية الاصطدام بإحدى مركبين تابعين للبحرية. وشرح بالصور تفاصيل ما جرى وقال: لم يتم استعمال السلاح من قبل عناصرنا.

وأشار ضناوي الى أن «المركب غرق بسبب الحمل الزائد بسرعة كبيرة ولولا وجود عناصرنا بالقرب منه لكان عدد الضحايا اكبر». وأردف: عناصرنا قامت بواجبها وهي التي انقذت العدد الأكبر من ركاب الزورق.

وقد استمرت قوى الجيش البحرية والجوية في اعمال البحث عن المفقودين من يوم امس الاول وطيلة يوم امس، حيث طفا عدد من الجثث في المياه بين طرابلس وشكا، فيما جرى امس تشييع بعض الضحايا وسط حالة حزن شديد وإعلان الحداد الرسمي بقرار من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي.

ويعقد مجلس الوزراء جلسة استثنائية عند الحادية عشرة والنصف من قبل ظهر اليوم في القصر الجمهوري، «للبحث في موضوع غرق الزورق وتداعياته، والبحث في الاضاع الامنية في مختلف المناطق اللبنانية»، حسب الدعوة الرسمية للوزراء.

اما في مسألة معالجة نتائج كارثة غرق الزورق، فعلمت «اللواء» ان اتصالات من بعض نواب طرابلس ستتم مع الرئيس ميقاتي والهيئة العليا للإغاثة لبحث امكانية تقديم بعض المساعدات المالية للعائلات المفجوعة او تلك التي تعاني الفقر والحرمان.

ميقاتي في العمرة

على الصعيد السياسي، ينتظر لبنان الرسمي والشعبي الترجمة العملية للإنفتاح الخليجي على لبنان بعد تجاوز مسببات القطيعة السابقة، والمتوقع ان تكون عبر المساعدات الانسانية والعسكرية والامنية، فيما يتم التعويل اكثر ايضاً على زيارة رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي الى المملكة السعودية كمدخل لزيارات الى دول خليجية اخرى، بعدما كسر سفراء الخليج حاجز زيارة الرؤساء والوزراء ولو بزيارات بروتوكولية تمهد لخطوات اكثر إنفتاحاً وتعاوناً.

وذكرت مصادر مقربة من الرئيس ميقاتي، انه انتقل يوم الجمعة الى المملكة العربية السعودية، والى مكّة المكرمة بالتحديد، لإداء فريضة العمرة كما هي عادته كل سنة في شهر رمضان. وعاد الى بيروت مساء الاحد، لمتابعة الاوضاع في طرابلس بعد فاجعة غرق الزورق حامل المهاجرين والتوتر الامني الذي تلى الفاجعة.

لكن المصادر اوضحت ان ميقاتي لم يلتقِ اي مسؤول سعودي خلال الزيارة «الدينية – الروحية»، على ان يقوم بزيارة رسمية الى السعودية بعد عيد الفطر المبارك بحيث يكون قد تم ترتيب المواعيد الرسمية له.

وتكشف مصادر دبلوماسية خليجية، أنه قبل أيام عقد اجتماع خليجي بين دبلوماسيين عبر تقنية «زووم» للبحث في الملف اللبناني، وكيفية إطلاق عملية توزيع المساعدات والإعلان عن المشاريع الإنسانية.

وتكشف المصادر، أن ما تحقق في هذا الاجتماع كان فائق الأهمية، وهناك تقدم بارز يتم إحرازه، على أن تُرفع التقارير إلى قادة دول مجلس التعاون الخليجي، بحيث يصبح الملف اللبناني مطروحاً على الاجتماع الذي سيعقد لهؤلاء القادة أو وزراء الخارجية الخليجيين، ويتخذ فيه قرار يتعلق بإطلاق عملية إرسال المساعدات للبنان.

وتقول المصادر: «هذه المرة تم وضع برنامج واضح حول التكامل في الأدوار بين دول الخليج بما يتعلّق بأي مشروع سيتم إطلاقه». وتضيف المصادر: «هناك ستة قطاعات أساسية ستكون مستهدفة ببرنامج المساعدات الخليجي الغربي، أولها في الجانب الإنساني وتوزيع المساعدات الغذائية العاجلة، ثانيها توفير الأمن الغذائي، ثالثها تقديم مساعدات للقطاع الصحي، رابعها تقديم مساعدات للقطاع التربوي، خامسها تقديم مساعدات للقطاع الزراعي، وسادساً تقديم مساعدات للأجهزة العسكرية والأمنية التابعة للدولة اللبنانية.

بعد عودة ميقاتي، ستتركز الانظار اليوم على مسألتين: متابعة وضع المفقودين في فاجعة غرق الزورق وعددهم غير محدد بعد، وعلى جلسة اللجان النيابية المشتركة اليوم الثلاثاء لمتابعة مناقشة مشروع الحكومة حول فرض تدابير مؤقتة على التحاويل والسحوبات المعروف بالكابيتال كونترول، والذي تتوقع مصادر نيابية استمرار الخلاف حوله بما يؤدي الى ترحيله الى ما بعد الانتخابات النيابي منتصف ايار المقبل، ما يعني توقف المفاوضات مع صندوق النقد الدولي لحين البت بالمشروع وبخطة التعافي الاقتصادي التي رفضتها اكثرية القوى السياسية وجمعية المصارف ايضاً واعتبرتها حسب بيانها قبل ايام «كارثية».

لكن رئيس لجنة الادارة والعدل النائب جورج عدوان حسم عدم انعقاد جلسة اللجان بالقول حديث تلفزيوني مساء امس:ان جلسة اللجان الثلاثاء لن تنعقد بسبب الغضب الشعبي العارم، وان عقدت فسنطالب الحكومة ورئيسها بالحضور لمناقشتهم وبالتالي فالجلسة «طايرة» بالشكل والمضمون.

اضاف: أن الورقة المرسلة الى اللجان لا تشكل، خطة فالمطلوب خطة شاملة تحدد توزيع الخسائر ولا تشطب الديون، وضمان الودائع يجب ألا يفرق بين مودع صغير وكبير.

وأكد عدوان أنه «على الحكومة ورئيسها الحضور أمام مجلس النواب لشرح تصورهم، لأن أمور بهذه الأهمية لا تعالج من خلال ارسال ورقة هدفها تغطية التهريبة المنوي تمريرها».

ورأت جمعية تجار بيروت، في بيان لها امس، «أنها بعد أن اعتبرت أن مسؤولية الإنهيار المالي، باعتراف الجميع، تقع على عاتق الدولة والمصرف المركزي والمصارف على التوالي، أتت الصدمة الكبيرة عندما قلبت الحكومة هذه التراتبية المسلم بها نهائيا، رأسا على عقب، فبرأت ساحة الدولة والمصرف المركزي من مسؤولياتهما المالية الجسيمة على نحو شبه كلي، بينما حملت المودعين والمصارف فاتورة قدرها 60 مليار دولار، محولة بذلك، وبشطبة قلم، مطلوبات الدولة ودينها المتراكم الى خسائر فادحة يتكبدها المجتمع والاقتصاد».

ودعت الى «إنشاء صندوق سيادي تستثمر أصوله، من دون أن تباع، لهذه الغاية». وقالت:هذا جوهر المقاربة الإنقاذية التى نبتغيها، خلافا للطروحات التصفوية التي تحاول الحكومة أن تفرضها عنوة على اللبنانيين، وأن خريطة الطريق هذه هي السبيل الوحيد لاستعادة الثقة بلبنان ولتفادي توجيه ضربة قاضية للمودعين والنظام المصرفي والاقتصاد الوطني وموقع لبنان الإقليمي على حد سواء.

وفيما يُصرّ الرئيس ميقاتي على إقرار الكابيتال كونترول نيابيا لانه اساسي للمضي قدما في خطة التعافي الاقتصادي وفي التوصل الى اتفاق مع صندوق النقد الدولي. غير ان الرياح التشريعية لا يبدو انها ستسير وفق ما تشتهي سفن مجلس الوزراء. واذ تعقد اللجان النيابية جلسة مشتركة اليوم لاستكمال البحث في القانون، بعد ان طارت جلسة الاسبوع الماضي، من غير المستبعد ان يلقى اجتماع الثلاثاء المصير عينه، الا اذا نجحت مساعي رئيس مجلس النواب نبيه بري مع القوى النيابية في إمراره، طالب النائب السابق وليد جنبلاط بإقالة الوزير وليد فياض، وسط احتجاج نقابات المهن الحرة على إقرار قانون الكابيتال كونترول.

واعتبرت مصادر سياسية ان تخوف معظم الكتل النيابية من ارتدادات موافقتها على مشروع قانون الكابيتال كونترول، على نتائج الانتخابات النيابية، فرض عليها التريث حاليا بالموافقة عليه والتزام مواقف اعتراضية علنية، لما بعد اجراء الانتخابات، وبعدها يمكن اتخاذ الموقف المسؤول، من دون الخشية من تداعياته المرتقبة.

وتوقعت المصادر ان يلاقي المشروع اعتراضات ورفض في جلسة اللجان النيابية اليوم، اسوة بالجلسة الماضية، مايعني تأجيل البت بالمشروع الى مابعد الانتخابات النيابية، مع مايترتب على ذلك من تداعيات سلبية على الوعود والالتزامات التي قطعها المسؤولون لصندوق النقد الدولي، والتأخير المحتمل في مفاوضات التوصل الى اتفاق نهائي معه للمباشرة بحل الازمة المالية والاقتصادية الصعبة التي يواجهها لبنان حاليا، الامر الذي يطيل بتداعيات الازمة على الاوضاع المعيشية الصعبة للبنانيين.

ولاحظت المصادر ان معظم الكتل النيابية، ليست مستعدة للمجازفة والموافقة على المشروع حاليا، لان هذا التوجه، سيتسبب حتما في استنكاف إعداد كبيرة من المودعين عن تاييد النواب المرشحين الذين سيوافقون على المشروع، ما يلحق الضرر بهم، وهو ما يتجنبون حصوله في الوقت الحاضر.

… وصواريخ في الجنوب

ولم تقتصر مشكلات البلد على الفاجعة الطرابلسية والازمة الاقتصادية والمعيشية، فقد توتر وضع الجنوب فجر ليل الاحد- الاثنين، إثر اطلاق صاروخ من منطقة صور باتجاه فلسطبين المحتلة سقط في منطقة مفتوحة ولم يسفر عن قتلى او اضرار، فردت قوات الاحتلال بقصف مدفعي لمناطق رأس الناقورة والقليلة وطير حرفا وجوارها.

وصدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه، بيان قالت فيه: بتاريخ 25 / 4 / 2022 ما بين الساعة 1.45 والساعة 4.00، تعرضت مناطق طيرحرفا، وادي حامول، علما الشعب، وخراج بلدة زبقين، لقصف مصدره مدفعية العدو الاسرائيلي، ولم يفد عن وقوع إصابات أو حدوث أضرار. وقد استهدفت المنطقة بحوالى 50 قذيفة مدفعية.كذلك تم إطلاق حوالى 40 قنبلة مضيئة من قبل العدو فوق بلدات طيرحرفا، الناقورة، شيحين وبدياس، سبق ذلك سقوط صاروخ في الأراضي المحتلة مصدره لبنان حسب ادعاءات العدو. وقد عثرت وحدة من الجيش في محيط منطقة القليلة على صاروخين نوع غراد عيار 122 ملم موضوعين على مزاحف ألمنيويم مجهزين للإطلاق، تم تعطيلهما من قبل الوحدات المختصة. وتتم متابعة موضوع الخرق بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان.

وأعلنت القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان «اليونيفيل» ان رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللواء أرولدو لاثارو تواصل مع السلطات على جانبي الخط الأزرق وحضهما على ضبط النفس. ومع ذلك، رد الجيش الإسرائيلي بإطلاق عشرات القذائف على لبنان.

ودعا اللواء لاثارو «جميع الأطراف إلى تجنب المزيد من التصعيد، معربا عن قلقه من الرد غير المتناسب. وبمجرد انتهاء القصف، فتحت اليونيفيل تحقيقا لتحديد الملابسات. كما يعمل جنود حفظ السلام مع القوات المسلحة اللبنانية لتعزيز الأمن في جميع أنحاء منطقة عمليات اليونيفيل والحد من مخاطر المزيد من الأعمال الاستفزازية».

وقال وزير دفاع الكيان الإسرائيلي بيني غانتس أننا سنستخدم القوة الضرورية للرد على الهجمات الصاروخية من لبنان. كما أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال ران كوخاف: حتى الآن لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن إطلاق الصاروخ من لبنان، لكن التقديرات أن من يقف خلفها هي الفصائل الفلسطينية في لبنان بسبب الأحداث الأخيرة في المسجد الأقصى أو التوتر في غزة والضفة، كما أن هناك احتمال أن يكون فرع «حماس» في لبنان.

لا مدارس في طرابلس اليوم

وتقفل المدارس في طرابلس أبوابها اليوم، على خلفية الوضع غير المستقر في المدينة، في ضوء غضب وسخط الأهالي على غرق القارب في عرض المياه الإقليمية اللبنانية قبالة شاطئ طرابلس.

كما تنقّلت التوتّرات الأمنية في مختلف المناطق الطرابلسية حيث عملت وحدات الجيش على تنفيذ انتشار أمني مكثّف حول المراكز والثكنات العسكرية في منطقة القبة بعدما شهدت مواجهات بين عدد من الشبان رشقوا دوريات تابعة للجيش بالحجارة ليتمكن بعدها عناصر الجيش من ضبط الشارع، خصوصاً بعد تحركات تخللها قطع للطرقات وإطلاق للرصاص.

في حين عمد عدد من المحتجين إلى الاعتداء على حاجز الجيش اللبناني في محيط المستشفى العسكري في طرابلس، كما شهدت منطقة الريفا ومحيط المستشفى الحكومي في طرابلس توترا كبيرا، حيث قام المحتجون بقطع الطريق بالاطارات المشتعلة، ورمي الحجارة على عناصر الجيش.

ليل غضب ثانٍ

وليل أمس الأول الأحد، اعتصم عدد من المحتجين في ساحة النور بطرابلس وقطعوا بعض المسارب بحاويات النفايات وأطلقوا الهتافات المندّدة بنواب ووزراء المدينة مؤكدين انهم سبب الفقر والحرمان في طرابلس. ثم أقدم المحتجون على إزالة صور المرشحين الملصقة على اللوحات الاعلانية وجدران الأبنية المطلة على الساحة.

قائد القوّات البحرية

هذا، وكان قائد القوات البحرية في الجيش العقيد الركن هيثم ضناوي قد شرح في مؤتمر صحفي عقده، ملابسات غرق مركب طرابلس، مشيراً الى أنّ المركب الذي غرق صناعة 1974 وصغير طوله عشرة امتار وعرضه 3 امتار والحمل المسموح له هو 10 اشخاص فقط ولا وجود لوسائل امان فيه.

وأكد أنّ دورية حاولت حث الزورق الغريق للعودة لأن الوضع غير آمن ولو لم نوقف الزورق لغرق خارج المياه الإقليمية اللبنانية، ولافتاً إلى أنّ «قائد المركب حاول الهرب فارتطم بمركب القوات البحرية للجيش اللبناني ولم يتم استعمال السلاح من قبل عناصرنا».

وإذ أوضح أن «المركب غرق بسبب الحمل الزائد بسرعة كبيرة ولولا وجود عناصرنا بالقرب منه لكان عدد الضحايا اكبر»، أكد أن عناصرنا قامت بواجبها وهي التي انقذت العدد الأكبر من ركاب الزورق».

وامنياً أيضاً، اجتمع رئيس اتحاد بلديات كسروان الفتوح – رئيس بلدية جونية جوان حبيش اثر توجهه الى سرايا جونية برفقة حشد من المواطنين مع قائد السرية العقيد سعد كيروز، وذلك على خلفية الاشكال بين عناصر من الشرطة البلدية في جونية وعناصر من قوى الامن الداخلي في فصيلة جونية، والذي تطور الى تضارب وتوقيف عناصر الشرطة البلدية في فصيلة جونية.

كما وصل الى السرايا الوزيرة السابقة ندى البستاني، النائبان السابقان منصور البون وفارس سعيد.

بعد انتهاء الاجتماع اسف حبيش ان يساق عناصر الشرطة البلدية الى التحقيق كالمجرمين وهم الذين يسهرون على امن المواطنين، مشيرا الى ان التحقيق انتهى مع عناصر الشرطة بإنتظار اشارة النيابة العامة.

يذكر بانه حصل اشكال امام سراي جونيه بين مناصري ندى البستاني من جهة ومناصري سعيد والبون من جهة اخرى.

56 إصابة

صحياً، سجلت وزارة الصحة في تقريرها اليومي 56 إصابة بفايروس كورونا، كما تمّ تسجيل 3 حالات وفاة، ليرتفع العدد التراكمي إلى 1096462 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.

******************************************

 الديار

الأمن يهتز جنوباً وشمالاً والتوترات الأمنيّة تحت «السيطرة» راهناً… فماذا عن مصير الإنتخابات؟

جثث رحلة «الموت» تُفقد طرابلس هدوءها… التصعيد «الإسرائيلي» مضبوط واخفاق «القبة الحديديّة»

 باريس تفرض لبنان أولويّة على أجندة طهران ــ الرياض… وقانون «الكابيتال كونترول» لن يمر اليوم – ابراهيم ناصرالدين

لم يكن ينقص البلاد الغارقة في العتمة لليوم الخامس على التوالي، وسط جنون ارتفاع سعر الدولار «وتحليق» الاسعار، وغياب تام للدولة «المشلولة» «والعاجزة»، الا غرق «»قارب اليأس» قرب شاطئ طرابلس لتنفجر حرقة الاهالي المفجوعين في المدينة العائمة على كم هائل من الغضب الذي لا يهدأ مع انتشال المزيد من جثث المفقودين الذين قضوا خلال محاولتهم الهجرة بطريقة غير شرعية، ليل السبت الفائت هربا من «جهنم» الفقر والعوز الى المجهول. اما «المضحك المبكي» فيبقى رثاء كبار وصغار المسؤولين للضحايا واصرارهم على حصول تحقيقات «شفافة» لكشف ملابسات الحادثة بعد تعميم اجواء اتهامية طالت دورية خفر السواحل التابعة للجيش اللبناني بالمسؤولية عن غرق السفينة، انها قمة «الانفصام» عن الواقع، وقمة الوقاحة، حين يظن المسؤول عن مأساة هؤلاء انه فوق «الشبهات» ولعل فضيلة السكوت في هذه المواقف تبقى «عين الصواب» في بلد ترتكب كل يوم جريمة دون ان يكون هناك مجرم.

مدينة طرابلس «المهتزة» امنيا على وقع المأساة لم تكن وحدها ساحة للتوتر، امن بيروت اهتز ايضا على وقع اشتباكات عائلية قبل يومين، وكذلك امن الجنوب بعد عودة «الصواريخ اللقيطة» الى مسرح الاحداث مجددا، وتصعيد قوات الاحتلال «المنضبط»، بينما تسير كل الاطراف على «اطراف اصابعها» لمنع الانزلاق الى مواجهة  في ظل التصعيد الممنهج في الاراضي الفلسطينية المحتلة. اما سياسيا فلا تزال «المزايدات» الانتخابية على حالها قبل 19 يوما على موعد فتح صناديق الاقتراع في انتخابات لن تغير في المشهد السياسي المحلي الذي تنتظره بعد 15 ايار استحقاقات داهمة ليس اقلها الانهيار الاقتصادي المتواصل دون «كوابح»،وشكل الحكومة الجديدة،والاستحقاق الرئاسي، فيما تبقى»العيون» شاخصة الى كيفية «تسييل» نتائج الحوار الايراني- السعودي الايجابي والبناء جدا في جولته الاخيرة قبل ايام في بغداد، وبعد التدخل الفرنسي قد تكون الساحة اللبنانية اول المستفيدين من تلك الانفراجة اذا ما تمخض عن المحادثات اتفاقات على الملفات الساخنة في المنطقة.

  لا خوف على الانتخابات؟

وازاء كل ما يحصل من توترات، لا تخفي مصادر امنية قلقها من غياب الاستقرار في البلاد، لكنها لا تزال غير متخوفة من تاثير تلك الاحداث على الانتخابات النيابية التي لا توجد بعد مؤشرات حسية اقله حتى الان، تشير الى وجود اطراف منظمة تعمل على تطييرها من خلال افتعال احداث امنية متنقلة، لكن هذا لا يمنع ضرورة رفع الجهوزية والاستعداد لاي «مفاجآت» غير محسوبة. وهذا يتطلب مواكبة سياسية، وقد اثمرت الاتصالات خلال الساعات القليلة الماضية الى دعوة استثنائية لمجلس الوزراء للانعقاد اليوم للبحث في تداعيات غرق الزورق، وكذلك توسع الانفلات الامني، ويرتقب اتخاذ اجراءات ترفع من وتيرة الاستنفار والتشدد لمنع اي انهيار امني واسع.

 التوترات الامنية تحت «السيطرة» 

ووفقا لتلك المصادر لا «خيط» يربط بين الاهتزازات الامنية في مختلف المناطق اللبنانية، ولا تزال الامور تحت «السيطرة» لكن ما هو مقلق «هشاشة» الاوضاع المرتبطة بالانهاك الاقتصادي المستمر لكافة شرائح المجتمع اللبناني والتي تترك الكثير من «النوافذ» «والابواب» المشرعة امام كل من يريد استغلال حالات «غضب» قد تكون مفهومة ومبررة في لحظتها، لكن ثمة وضع عام شديد الحساسية والتوتر يضع البلاد امام مرحلة دقيقة للغاية في ظل استمرار «الافق» المسدود والمراوحة في المعالجات الاقتصادية التي تجعل «اليأس» يتسلل الى شرائح واسعة من الناس التي قد تجد متنفسا لغضبها في «الشارع» وعندها قد يدخل الكثيرون ممن يريدون «اللعب» بالامن لمصالح ذاتية او خارجية. ولهذا لا يمكن الاستمرار بترك الامور على حالها لان الضغط يزداد وبات الحمل على القوى الامنية والعسكرية لا «يطاق».

«نكبة» طرابلس

ميدانيا، لا تكاد الناس الغاضبة تهدأ في طرابلس، حتى تثور مجدداً مع انتشال المزيد من جثث المفقودين. وقد تمّ العثور امس على ثلاث جثث جديدة، اثنتان قرب جزيرة رامكين والثالثة قرب شاطىء بلدة شكا، جنوب طرابلس. فيما تتواصل عمليات البحث عن المفقودين غير المحدد عددهم بعد، فيما يستكمل أهالي طرابلس والجوار تشييع الضحايا وقد شهدت المدينة عمليات اطلاق نار كثيفة خلال تشييع الضحايا تزامنا مع وصول تعزيزات عسكرية للجيش، تحسباً من خروج الامور عن «السيطرة» في ظل استمرار تحريض البعض على المؤسسة العسكرية.

   الجيش يدعو لعدم «التسييس» 

وكانت المدينة التي شهدت بالامس حركة خفيفة وسط إقفال المحال والأسواق، حداداً على الضحايا وخوفاً من «الفلتان» الامني، اكثر هدوءا من يوم الاحد الذي شهد حالة غليان في الشارع تحول الى عمليات اطلاق نار، ومحاولة استهداف لمراكز عسكرية، وتحديداً منطقة القبّة التي شهدت توترا وإشكالات مع عناصر الجيش حيث رشق عدد من الشبان الآليات العسكرية بالحجارة وهاجموا حاجز الطبابة التابع للجيش وتواصل إطلاق النار في الهواء، وقطعت طرقات غضباً، وذلك بعد اصرار عدد من الناجين على اتهام زورق للجيش بإغراق القارب، وهو ما نفاه الجيش، داعياً إلى عدم تسييس القضية في موسم الانتخابات، لكنه اكد بأن الزورق اصطدم بخافرة عسكرية خلال محاولة توقيفه محملا المسؤولية لقائد المركب الذي قام «بمناورات» ادت الى الفاجعة، وفيما نجح الجيش في إنقاذ عدد كبير من الركاب، شاركت بالامس طوافة بريطانية الى جانب الجيش في عمليات البحث والانقاذ.

  التحقيقات جدية

وفيما اكدت اوساط مطلعة ان المؤسسة العسكرية تجري تحقيقا جديا في الظروف المحيطة بالمأساة، كان قائد القوات البحرية في الجيش العقيد هيثم ضناوي قد نفى الاتهامات للجيش، واتهم قائد المركب بتنفيذ مناورات في محاولة للهروب من بحرية الجيش، ما جعله يرتطم بخافرة من وسطها، واشار الى أن المركب الذي غرق هو صغير صنع في عام 1974، طوله عشرة أمتار وعرضه 3 ويُسمح له بحمل 10 أشخاص فقط ولم يكن بحوزة الركاب سترات إنقاذ ولا أطواق نجاة، وقال «لو لم نوقف المركب لغرق خارج المياه الإقليمية اللبنانية». ووفقا للمعلومات الاولية غير النهائية بسبب غياب المعلومات الرسمية الموثقة، فان المركب الذي يتسع فقط لعشرة ركاب كان على متنه 84 راكبا، كما كان يوجد على متنه نحو 3 طن من المازوت.!

لا تصعيد جنوبا؟

امنيا، وبعد ساعات من القصف الاسرائيلي «المنضبط» كما ونوعا، على خراج وأودية بلدات طير حرفا، علما الشعب، زبقين ومجدل زون، عاد الهدوء صباح امس الى بلدات منطقة صور بعد قيام مدفعية العدو الإسرائيلي، باستهداف المنطقة بخمسين قذيفة عقب الادعاء بإطلاق صاروخ من لبنان باتجاه شمال فلسطين المحتلة، وسقوطه في «منطقة مفتوحة»، ووفقا لمصادر مطلعة لا رغبة عند كافة الاطراف بالتصعيد على الحدود الجنوبية، وطبيعة الرد الاسرائيلي تشير الى انه فقط «لرد الاعتبار» اعلاميا دون المخاطرة بانزلاق الامور نحو مواجهة غير محسوبة، لا يريدها ايضا حزب الله.

وتزامن القصف مع تحليق للطائرات المعادية وإطلاق قنابل مضيئة في القطاع الغربي. وقد قام الجيش والـ»يونيفيل» بتسيير دوريات للكشف على الموقع المحتمل لإطلاق الصاروخ والمواقع التي استهدفها القصف. وقد عثرت وحدة من الجيش في محيط منطقة القليلة على صاروخين نوع غراد عيار 122 ملم موضوعين على مزاحف ألمنيوم مجهزين للإطلاق، تم تعطيلهما من قبل الوحدات المختصة.

«رسالة» ردع؟

ووفقا لمصادر مطلعة قد يكون الصاروخ الذي انطلق من الأراضي اللبنانية أقرب إلى صيغة رسالة من قبل «الفصائل الفلسطينية» تفيد بأن قواعد الاشتباك في حال شن هجوم عسكري على قطاع غزة أو قصف جوي قد لا تبقى محصورة في الجبهة الجنوبية، كما ان الاستمرار في الاعتداء على المسجد الاقصى قد يفتح جبهات متعددة على اسرائيل.

«القوة الضرورية»

وفيما دعت بعثة قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان «اليونيفيل» إسرائيل ولبنان، إلى ضبط النفس، أكّد وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس أنّ إسرائيل ستستخدم «القوة الضرورية» للرد على الهجمات الصاروخية التي أطلقت عليها من لبنان، محمّلاً الحكومة اللبنانية مسؤولية ما يجري على أراضيها، من جهته، أعلن المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي ران كوخاف: حتى الآن لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن إطلاق الصاروخ من لبنان، لكن التقديرات أن من يقف خلفها هي الفصائل الفلسطينية في لبنان بسبب الأحداث الأخيرة في المسجد الأقصى أو التوتر في غزة والضفة، كما أن هناك احتمال أن يكون فرع حماس في لبنان

اخفاق اسرائيلي

في هذا الوقت، وفيما زعم الناطق بإسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي على حسابه عبر «تويتر»: بانه وفقاً لسياسة قيادة الجبهة الداخلية. لم يتم تفعيل الإنذارات في المنطقة، قال موقع «والا» العبري: الجيش الاسرائيلي يجب أن يجيب عن عدة أسئلة لماذا لم تعمل القبة الحديدية لماذا لم تعمل صافرات الإنذار ولماذا انتظرنا طوال هذا الوقت لمعرفة ماذا حدث ؟. كما تحدثت مراسل القناة 20 العبرية وقالت: أعداؤنا يلاحظون ضعفنا في الجنوب ولذلك يطلقون علينا صواريخ من الشمال أيضاً.

  التفاوض السعودي – الايراني

وفيما تحتدم «المواجهة» الكلامية بين القوى السياسية اللبنانية بعناوين كبرى ترتبط بعلاقة لبنان بالدول الخليجية، والتصويب على «سلاح المقاومة»، تمضي طهران والرياض قدما في المحادثات المستمرة على نحو ممنهج في بغداد،ووفقا لاوساط دبلوماسية لم يعد لبنان ملفا ثانويا على جدول اعمال المباحثات الثنائية، وهو سيكون على خط متواز مع الملف اليمني عندما يحين وقف طرح الملفات على طاولة التسوية، وذلك نتيجة الانحدار السريع في الوضع الاقتصادي والذي يهدد بعواقب وخيمة ما لم يتم تدارك الامور سريعا. ووفقا لتلك الاوساط اثمر التدخل الفرنسي مع الرياض في اعادة الملف اللبناني الى راس قائمة الاولويات، بعدما سبق وحصل الفرنسيون على «ضوء اخضر» ايراني في هذا السياق، وسيكون لبنان اول المستفيدين من حصول اي تقارب جدي في المستقبل، لكن الامور تبقى رهن مجريات التفاوض بين الجانبين التي تبقى محفوفة «بالمخاطر».

حوار جيد وجاد

وكان المتحدث باسم الخارجية الايرانية سعيد خطيب زاده اكد جدية المحادثات الاخيرة التي عقدت في بغداد مع السعودية، وقال انها كانت ناجحة وجدية، وقد نشهد تسارعا في المحادثات. ووفقا للمعلومات فان التفاهم بات شبه نهائي على تطوير العلاقات المشتركة باتجاه استئناف العلاقات الدبلوماسية التي قد تتوج بلقاء بين وزيري الخارجية قريبا، لرفع مستوى التفاوض بين الجانبين، وهذه الخطوة ستكون اشارة البدء بالبحث بحلحلة الخلافات العالقة في ملفات المنطقة.

باسيل «يحذر»..

في هذا الوقت، استمرت المواقف التحذيرية من «تطيير» الانتخابات، ونشر رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو تحت عنوان: «حذار من خلق الفتنة وتأجيل الانتخابات»، داعياً للتنبه من الأحداث المتتالية التي تحصل في الآونة الاخيرة قبيل الانتخابات النيابية.

«والقوات» تطمح لـ 20 نائبا

في هذا الوقت اعلن رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع من معراب لوائح القوات في جميع الدوائر الانتخابية حيث تشارك ب55 مرشحا، ووفقا لطموحات الماكينة الانتخابية القواتية فان الكتلة ستكون في اسوأ الاحوال من 14 نائبا، والطموح هو الوصول الى 20 نائبا. من جهته اكد جعجع ان البكاء على الأطلال لا يفعل شيئاً وتوجه للناخبين بالقول: انتفضوا وقوموا وصوّتوا كونوا المبادرين وفكّروا بأن حزب الله والتيار الوطني الحر وحلفاءهم هم من أوصلكم الى هنا وهم من يجب معاقبتهم في صناديق الاقتراع من دون أن تنسوا من كان دائماً صوتكم والى جانبكم، فصوّتوا له.

واضاف: « عليكم ألّا تنسوا أن من كان أساس المشكلة وتسبب بكل الأزمات هي قصة كرسي «بين العمّ وصهرو» و»اللي نزّلنا على جهنم ما في يطلّعنا عالجنة» وكيف «ما خلّونا» وعادوا ليتحالفوا معهم؟

تقديم «اوراق اعتماد»

من جهته أكد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد ان هناك فئات من اللبنانيين خارج بيئتنا المقاومة لا تملك برنامجا إنمائيا، ولا برنامج إصلاح تربوي ومصرفي ونقدي ومالي واقتصادي، ولا برنامج استثمار في البلاد لمصلحة بلدنا، وكل ما يملكونه في برنامجهم الانتخابي شعار «لا لسلاح المقاومة»، لخدمة إثارة الفتن والانقسام في هذا البلد، وتقديم أوراق اعتماد للأميركيين وحتى للإسرائيليين ..وتوجه رعد الى هؤلاء بالقول «لا تراهنوا على نتائج الاستحقاق الانتخابي، افترضوا أنكم حصلتم على الأكثرية النيابية، فإنكم لن تستطيعوا إلغاء خيار المقاومة لدى الناس، ولكن إن حصلنا نحن على الأكثرية، فإننا سنحرص على الشراكة معكم…

«الكابيتال كونترول» لن يمر!

في هذا الوقت، لا امل في اقرار اللجان المشتركة اليوم لقانون «الكابيتال كونترول» في مجلس النواب الذي سيشهد محيطه تحركا شعبيا، ومهنيا، واعلاميا رافضا للقانون ولخطة التعافي التي تصر الحكومة على تمريرهما على الرغم من الاجحاف اللاحق بالمودعين والمصارف في آن معا. وفي ظل شكوك بانعقاد النصاب من قبل النواب الذين يفضلون بغالبيتهم تاجيل النقاش الى ما بعد الاستحقاق الانتخابي خوفا من دفع الثمن «شعبيا»، اعربت مصادر الحكومة اعربت حكومية عن تشاؤمها من امكانية اقرار «الكابيتال كونترول» اليوم، متهمة النواب بانهم غير جديين في مناقشة القانون، وحذرت من التاخير الذي سيكون مكلفا جدا على الاقتصاد اللبناني.

بدوره اكد رئيس لجنة الادارة والعدل النائب جورج عدوان أن جلسة اللجان اليوم لن تنعقد بسبب الغضب الشعبي العارم وإن عقدت فسنطالب الحكومة ورئيسها بالحضور لمناقشتهم وبالتالي فالجلسة «طايرة» بالشكل والمضمون. وقد دعا تحالف «متحدون» وجمعية «صرخة المودعين»، في مؤتمر صحافي إلى التحرك اليوم أمام المجلس النيابي رفضا لقانون الكابيتال كونترول، كما دعا نقيب المحررين جوزيف قصيفي الاعلاميين الى المشاركة بالتحرك الاعتراضي.

  الكهرباء تعود اليوم؟

كهربائيا، وبعد خمس ايام من العتمة لن تعود التغذية لاربع ساعات قبل مساء اليوم، بعدما اعيد ربط معمل دير عمارعلى الشبكة، وأعيد تشغيله عند الخامسة من عصر امس بعد وصول باخرة الغاز أويل وتفريغ حمولتها في المعمل، على أن تنتقل اليوم إلى الزهراني لتفريغ بقية حمولتها

 ******************************************

الشرق

من المسؤول عن فاجعة طرابلس ؟ 

وضعت كارثة غرق الزورق غير الشرعي قبالة طرابلس لبنان بأسره أمام هزّة خطيرة برزت تداعياتها الأمنية والاجتماعية والسياسية بسرعة منذرة بآثار على مجمل الواقع الداخلي. ذلك أنّ أخطر ما تكشف عنه هذا الحادث مع أنّه ليس الأول من نوعه أنّه أدّى إلى وضع فئات من أبناء طرابلس في مواجهة خطيرة فورية مع الجيش اللبناني عبر الشائعات التي بُثِّت عن تسبب مطاردته للزورق بارتطام أدّى إلى غرق الزورق.

هذا التطوّر الخطير في عمليات تهريب سفن وزوارق الموت وضع لبنان أمام واقع شديد التوتّر، خصوصاً بعدما لاحت معالم توظيف سياسي وانتخابي يُخشى أن يتمادى في التحريض على اضطرابات لا تحتمل طرابلس ولا أي منطقة الشمال ولا أي منطقة لبنانية تداعياتها الخطيرة وسط الظروف الراهنة المأسوية اجتماعياً من جهة، واقتراب العد العكسي للانتخابات النيابية من مرحلته الحاسمة من جهة أخرى.

وفيما عمّت موجة الاستنكارات والأسى كل الفئات والجهات السياسية، وفيما شهد لبنان امس يوم حداد رسمي على ضحايا الحادث، أثيرت تساؤلات خطيرة في شأن التصعيد الأمني الذي تفاقم في طرابلس، بداعي توظيف الحادث لمآرب خطيرة. ولفتت في ردود الفعل السياسية.

تحذير الحريري

وغرّد الرئيس سعد الحريري عبر حسابه على تويتر: «عندما تصل الامور بالمواطن اللبناني اللجوء إلى قوارب الموت هرباً من جهنم الدولة، فهذا يعني أننا أصبحنا في دولة ساقطة. طرابلس اليوم تعلن بلسان ضحاياها هذا السقوط».

وأضاف: «الشهادات التي صرح بها ضحايا قارب الموت خطيرة ولن نقبل بأن تدفن في بحر المدينة. المطلوب تحقيق سريع يكشف الملابسات ويحدد المسؤوليات… وخلاف ذلك لنا كلام آخر».

وفي السياق نفسه يعقد مجلس الوزراء جلسة استثنائية عند الساعة الحادية عشر والنصف من اليوم الثلاثاء في القصر الجمهوري للبحث في موضوع غرق الزورق قبالة شاطئ مدينة طرابلس وتداعياته إضافة إلى البحث في الأوضاع الأمنية في مختلف المناطق اللبنانية.

الخناق يضيق

فاجعة الزورق جاءت لتضاف الى المصائب الذي تتراكم وتشدد الخناق حول اعناق اللبنانيين معيشيا واقتصاديا. ففيما عاود الدولار تحليقه، كاسرا كل السقوف ملامسا الـ29 ليرة في الساعات الماضية، التغذيةُ بالتيار الكهربائي من مؤسسة كهرباء لبنان باتت صفرا وفق ما اعلن مسؤولون في الشركة، والقمحُ والطحين شبه مفقودين، كل ذلك على وقع تطمينات رسمية وحديثٍ عن اموال ستأتي من مصرف لبنان او من البنك الدولي، لحلحلة الوضع المخيف هذا، لا تزال تنتظر الترجمة الفعلية لها على الارض.

لاقالة وزير الطاقة

وفي السياق، سأل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عبر تويتر: اليس الوقت مناسبا لاقالة وزير الطاقة المتجول بين عاصمة وعاصمة وملهى ومطعم والحكم في وزارته بيد فريق تابع لصهر هذا العهد المدمر. اليس الوقت ان يكشف رئيس الوزراء بان لا كهرباء اردنية ولا تمويل من البنك الدولي اذا لم يتم الاصلاح الجذري في وزارة الطاقة؟

«كابيتال كونترول»

وسط هذه الاجواء الملبّدة، يصرّ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على اقرار الكابيتال كونترول نيابيا لانه اساسي للمضي قدما في خطة التعافي الاقتصادي وفي التوصل الى اتفاق مع صندوق النقد الدولي. واذ تعقد اللجان النيابية جلسة مشتركة اليوم الثلاثاء لاستكمال البحث في القانون، بعدما طارت جلسة الاسبوع الماضي، من غير المستبعد ان يلقى اجتماع الثلاثاء المصير عينه، الا اذا نجحت مساعي رئيس مجلس النواب نبيه بري مع القوى النيابية في إمراره.

المصارف ترفض

من العقبات الاساسية امام الكابيتال كونترول وخطة التعافي ايضا، المودعون والنقابات العمالية تتداعى الى تحركات في الشارع رفضا للكابيتال كونترول، لكن ايضا موقف جمعية المصارف العالي السقف من الخطة. فهي اليوم أعلنت رفضها «خطة التعافي المعروضة من الحكومة اللبنانية والآيلة الى تحميل المصارف والمودعين القسم شبه الكامل من الخسارة التي نتجت عن السياسات التي اعتمدتها الدولة بحكوماتها المتعاقبة ومصرف لبنان». ووصفت الخطة بـ«الكارثية والمخالفة للدستور اللبناني ولسائر القواعد القانونية المرعية الاجراء». ولفتت في بيان الى أنها كلّفت مستشاريها القانونيين دراسة وعرض مروحة الاجراءات القضائية الكفيلة بحماية وتحصيل حقوق المصارف والمودعين توخيا للمباشرة بما تراه مناسبا منها في هذا الصدد..

إفطار معراب

استضافت معراب مساء السبت الماضي افطارا حضره سفير المملكة العربية السعودية وليد البخاري، سفير دولة الكويت عبدالعال القناعي، سفير دولة قطر ابراهيم عبدالعزيز السهلاوي، والشيخ خلدون عريمط ممثلا مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان، وشخصيات.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى