افتتاحيات الصحف الصادرة صباح اليوم
الأخبار
نصر الله يحذّر من تأجيل الانتخابات
رغم اللهجة الهادئة التي طغت على خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وضعت كلمته أمس أسس المقاربة التي ستحكم أداء الحزب وحلفائه في المعركة الانتخابية وبعد صدور نتائجها، وأكّدت أن الصراع مستمر مع السعودية التي أعلنت النفير الانتخابي مع عودة سفيرها إلى بيروت. فبالتزامن مع الإفطار الذي استضافه وليد البخاري في منزله أمس، أكّد نصر الله في كلمة له حول آخر المستجدات أن من يخرّب العلاقات العربية هو «السعودية التي شنَّت حرباً مدمرةً على اليمن وعلى شعبه، قضى فيها عشرات الآلاف وخلقت أسوأ أزمة إنسانية على مدى 7 سنوات… ومَنْ فتح الباب على حرب كونية على سوريا واستخدم جيوشه لذلك»، مؤكداً في الوقت نفسه الترحيب بالهدنة في اليمن، «وما كنا نطالب به منذ البداية هو وقف الحرب والمجازر ولا أحد يسعى إلى استهداف السعودية». ووجّه «نصيحة للحكام في السعودية بأن لا تراهنوا على التفاوض مع آخرين غير المجلس السياسي اليمني الأعلى وحركة أنصار الله. والطريق الوحيد للحل السياسي هو التفاوض المباشر مع هؤلاء. ولا تنتظروا من أحد من أصدقائهم أن يضغط عليهم».
وفي الشأن الداخلي، نبّه نصر الله من أن «هناك جواً يُنقل عن السفارة الأميركية وبعض السفارات والجهات السياسية بأن الفريق السياسي الذي ننتمي إليه سيحافظ على الأغلبية النيابية أو سيحصل على ثُلثَي المجلس. وهناك حديث عن تأجيل الانتخابات لتحسين ظروف الفريق الآخر»، متهماً «السفارة الأميركية وقوى سياسية في هذا الفريق بالسعي إلى تعطيل الانتخابات» بذريعة إضرابات القضاة والمعلمين وموظفي البعثات الدبلوماسية.
ومن دون أن يتطرق إلى عودة سفراء الخليج إلى لبنان، وضع نصر الله هذه العودة في إطار انتخابي عندما أشار الى الإنفاق الانتخابي وشراء الأصوات ودخول المال بشكل مفاجئ كما حصل في انتخابات 2009، وإلى أن «الحديث عن حصولنا على الأكثرية، أو عن تأجيل الانتخابات، هو طمأنة مؤيدينا بأن لا حاجة إلى ذهابهم للاقتراع»، مشدداً على ضرورة الالتفات إلى ذلك والحضور الكثيف والفاعل إلى صناديق الاقتراع، و«يجب أن نشارك بالانتخابات بكل حماستنا وحضورنا وفعاليتنا في كل الدوائر مهما تحدثت استطلاعات الرأي». وشدّد على أن «هدفنا في هذه الانتخابات إنجاح مرشّحينا وإنجاح مرشّحي حلفائنا، ومن الطبيعي أن ندعم أصدقاءنا وحلفاءنا».
ورأى أن «الحصول على الثلثين في المجلس النيابي المستقبلي ليس هدف فريقنا السياسي، وهذا الهدف ليس واقعياً ومنطقياً. وما يقال بأن فريقنا السياسي يريد الحصول على الثلثين هو للتحريض»، و«ثقافتنا ورؤيتنا أنّ أيّ تغيير في النظام السياسي يجب أن يحصل بالحوار لا بالاستقواء والنصف زائداً واحداً أو الثلثين».
وأكّد نصر الله «أننا حريصون على أن يتمثل الجميع بأحجامهم الطبيعية، ولا نريد إلغاء أحد، والقانون النسبي الذي ناضلنا من أجله لا يعطي الفرصة لإلغاء أحد»، مشيراً إلى «أننا لم نكن إلغائيين منذ 2005، وكنا ننادي بحكومة وحدة وطنية ولا نزال. بينما قوى 14 آذار هي من ألغت التيار الوطني الحر يومها». وأضاف: «الإلغائي من كان يراهن في حرب تموز على زوال المقاومة، وكان يطالب في جلساته مع الأميركيين بعدم وقف الحرب. والإلغائي من يعتبر ثلث الشعب اللبناني جالية إيرانية ويريد إلغاء المقاومة».
وأشار الى «أننا لم نطلب يوماً الحماية من الدولة، لكننا لا نريد لأحد أن يستغل الدولة لطعن المقاومة». ولفت الى أن المقاومة في حرب نيسان 1996 استطاعت أن تفرض على العدو معادلة حماية المدنيين مع استمرار عملها. كما أن معادلة حماية المدنيين من الاعتداءات الإسرائيلية ما زالت قائمة بفضل المقاومة، وأضاف: «يجب أن نسجل الجهد المميز الذي قام به الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد ورئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري الذي أدى الى ما سمّي بتفاهم نيسان».
وحيّا نصر الله «بطولات رجال فلسطين وشبابها ونسائها وأطفالها وشيوخها، وعائلات الشهداء الفلسطينيين». وأشار إلى أن «ما يجري في فلسطين المحتلة له دلالات كبيرة بشأن الصراع مع العدو ومستقبل الكيان الإسرائيلي، وإذا كنتم تراهنون على يأس وإحباط الشعب الفلسطيني فأنتم واهمون، وإذا كنتم تظنّون أن الخذلان الرسمي العربي سيؤدي إلى تراجع الشباب الفلسطيني فأنتم واهمون».
******************
النهار
التنسيق السعودي الفرنسي الأميركي يتوّج “العودة”
عكست الحركة المتزايدة التي واكبت عودة السفيرين السعودي والكويتي الى لبنان إيذانا بعودة سائر سفراء دول مجلس التعاون الخليجي دلالات بارزة ومهمة تتجاوز اطار الحضور الخليجي عموما والسعودي خصوصا في مرحلة #الانتخابات النيابية الى افاق أوسع مدى تتصل بالسعي الفعلي الى إعادة التوازن المفقود الى المشهد اللبناني عربيا وإقليميا وداخليا. وقد اتضح هذا البعد من خلال الحركة الناشطة والسريعة للسفير السعودي وليد البخاري غداة عودته الى بيروت اولا عبر جولته امس على رؤساء الطوائف اللبنانية وثانيا من خلال “الجمعة” السياسية الكبيرة التي شهدها الإفطار الذي أقامه مساء في دارته في اليرزة، واما البعد الأهم فكان من خلال المباحثات المباشرة التي اجراها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع البخاري قبل الإفطار والتي بدا من خلالها ان هذا التطور يضع الحكومة امام عودة السفراء الخليجيين في اطار ثابت من التزام التعهدات التي قطعها الرئيس ميقاتي بما ينفي عن العودة الطابع الظرفي او حتى الانتخابي العابر . وقد أشار ميقاتي بوضوح الى انه سيقوم قريبا بزيارة للمملكة العربية السعودية خلال شهر رمضان ولكن فهم ان الزيارة ستكون لاداء مناسك العمرة.
البعد المتعلق بالتزامات الحكومة برز من خلال اعلان ميقاتي بعد لقائه السفيرالبخاري في اليرزة انه سمع منه “حرص المملكة ، ملكا وولي عهد وقيادة،على دعم لبنان وان تكون دائما الى جانب لبنان. ولم نتحدث عن الغيمة التي مرت في المرحلة السابقة، لان العلاقات تمر احيانا بمطبات، ونحن لا نريد ان نذكرها، بل ذكرنا سوية العلاقة التاريخية والمستقبلية بين المملكة ولبنان”.
وكشف ان البخاري “تحدث عن الشراكة الفرنسية – السعودية في ما يتعلق بدعم ستة قطاعات في لبنان ، وقال ان عودته في هذا الشهر الفضيل هي عنوان لمزيد من التعاضد مع الشعب اللبناني وهو التعاضد الذي يؤكده خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين. وقد اكد لي سعادة السفير حرصهما الكبير على لبنان ووحدته ومساعدته، والنظر الى ما يريده لبنان. نأمل باذن الله ان تكون صفحة جديدة نحو تنمية العلاقات وتطويرها بين البلدين”.
وردا على سؤال قال : “لم اشعر يوما ان المملكة العربية السعودية اغلقت ابوابها امامي وامام اي لبناني، فنحن نعلم تماما ان اللبنانيين الموجودين في المملكة العربية السعودية محاطون بكل رعاية واهتمام من قبل القيادة ، وانا باذن الله ساقوم بزيارة الى المملكة العربية السعودية قريبا جدا واذا اردتم معرفة التاريخ خلال شهر رمضان المبارك”. وقال: “لقد اكدت في بياني الثوابت واننا ملتزمون بكل ما يحمي سيادة لبنان وفي الوقت ذاته الا يكون لبنان منصة او مصدر ازعاج لاي دولة من دول مجلس التعاون الخليجي، وهذا هو الأساس”.
وجمع إفطار السفير البخاري حشدا من الشخصيات السياسية تقدمها الرؤساء نجيب ميقاتي وامين الجميل وميشال سليمان وفؤاد السنيورة وتمام سلام ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب سامي الجميل وعدد من السفراء ابرزهم سفراء الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والكويت.
إطلالة ثلاثية
واتخذت اطلالة إعلامية ثلاثية مشتركة من منزل السفير السعودي بعد الإفطار للسفير البخاري مع سفيرتي فرنسا آن غريو والولايات المتحدة دوروثي شيا دلالة معبرة وبارزة لجهة ما عكسته من تنسيق واضح ومعمق بين الدول الثلاث حول لبنان اذ من خلال “ترحيب” السفيرتين غريو وشيا بعودة البخاري اتضح تماما ان ابعاد عودة السفراء الخليجيين تستند الى اتفاق وتنسيق مسبقين بين الدول الثلاث . ولعل ما زاد المشهد توهجا ان السفراء كانوا يتحدثون تباعا ولو باقتضاب عن دلالات دعم دولهم للبنان في وقت كان فيه الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله يتحدث بدوره في كلمة متلفزة مباشرة عن التطورات الداخلية.
واعتبر السفير البخاري انه لم يكن هناك قطع للعلاقات مع لبنان وانما اجراء ديبلوماسي للتعبير عن موقف كان مسيئا للمملكة ودول مجلس التعاون الخليجي. واكد ان مرتكزات المملكة لا تسمح لها بالتدخل في الأمور السيادية ونحترم الإجراءات والاستحقاقات النيابية والرئاسية ونتمنى على الجميع خوضها وفق الكفاءة ويهم المملكة الاهتمام باللبنانيين والانسان في لبنان. واعلن ان هناك لجنة تحضيرية مشتركة بين فرنسا والسعودية لتقديم الدعم الإنساني ولتنفيذ المشاريع في لبنان لان لبنان والشعب اللبناني يستحقان ذلك لان الوضع صعب في هذه المرحلة.
وتحدثت السفيرة غريو عن التنسيق الفرنسي السعودي حول صندوق الدعم الإنساني المشترك فيما رحبت السفيرة شيا بعودة السفير السعودي ولفتت الى المؤشرات الإيجابية التي حصلت ولا سيما الاتفاق بين لبنان وصندوق النقد الدولي.
وكان البخاري قام بجولة على القيادات الروحية، شملت مفتي الجمهورية اللبنانية عبداللطيف دريان ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب وشيخ عقل الطائفة الدرزية سامي ابي المنى، والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي.
الحماوة الانتخابية
على صعيد اخر حافظ المشهد الانتخابي في لبنان على وتيرته التصاعدية في اطلاق المواقف السياسية خصوصا وسط الردود الحادة على الحملات الإعلامية الاخيرة لرئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل. وفي رعايته لاطلاق لائحة “القوات اللبنانية ” في زحلة امس توجّه رئيس حزب “القوات” سمير جعجع الى اللبنانيين عموما والناخب الشيعي خصوصا سائلا “هل تعلم انّك حين تنتخب “حزب الله” انت لا تنتخب “المقاومة” الراسخة في رأسك، بشكل نظيف وعفوي وصافٍ، وفي عاطفة ووجدان مُعيّن؟ فانت تنتخب شخصا اسمه جبران باسيل زرعه “حزب الله” في لوائحه على امتداد الوطن، ومع كل صوت تمنحه له او لمرشحيه المزروعين في لوائح “الحزب” ستزيد من حظوظه ورصيده كي “يتفرعن” عليك من جديد، ويدّعي انه هو ربّك الأعلى وحاميك من غدر القدر وهو من استضافك في منزله في حرب تموز، ليمنّنك مرة اخرى ويهاجمك ويبتزّك على القطعة”. واعتبر انه “ساعة يتّهم رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل من زرعه في لوائحه تحديدا “انن ما خلّوه”، وانه هو الشريف الشفاف النظيف وهم المنغمسون في السرقة والفساد، فيما يصفهم ساعة اخرى بالـ”بلطجية ورموز الفساد”، انطلاقا من هنا، عليك ان تفكّر جيدا بكل هذه الامور حين تنتخب… فيا صديقي الناخب الشيعي، اذا كنت لا ترغب بانتخاب “القوات” فهذا حق لك، ولكن لا تنتخب من اوصلك واولادك وعائلتك في كل دقيقة الى قعر جهنم امام عيونك، بحجّة ان “القوات” هي “البعبع يللي بيكرهك”، بينما فعلياً “القوات” لا تكرهك انما تحترمك كما اي لبناني آخر”.
وأستذكر منع اميركا يومها “استصدار قرار من الأمم المتحدة لادانة اسرائيل في تلك المجزرة”.
في المقابل تحدث السيد نصرالله عن الانتخابات و التحضيرات لاجرائها، فأشار الى “نغمة جديدة بدأنا نسمعها منقولة عن أجواء السفارات وبعض القوى السياسية تقضي بأن فريقنا سيحافظ على الغالبية النيابية، وربما الثلثين كما ورد على لسان أحدهم”، مؤكدا أن “الحصول على الثلثين ليس هدف فريقنا السياسي، كما أن رؤيتنا حول اي تغيير يجب أن يحصل عليه تفاهم وطني ولا يحصل بالاستقواء بأغلبية أو بالشارع”. ورأى أن “هذا الكلام إنما هو من باب شد العصب الانتخابي لدى الفريق الآخر”. وتحدث عن “تشتت لوائح الفريق الآخر، ومنهم ما يعرف بالمجتمع المدني”، متوقفا عند “الهمس القائل بتمديد المجلس الحالي ربما من باب تقوية الفريق الآخر”. واتهم “السفارة الاميركية والفريق الآخر بمحاولة تعطيل العملية الانتخابية”، لافتا الى “اضراب القضاة والمعلمين والهيئات الديبلوماسية”. ووجه نداء الى الحكومة “لتستجيب لمطالب هؤلاء، ولكن ألا تجعلوا من مطالبكم سببا لوقف الاستحقاق الانتخابي، لا تجعلوا من مطالبكم المحقة رهينة وسببا لعدم اجراء الانتخابات”. وشدد على “ضرورة المشاركة بالعملية الانتخابية من مؤيدينا وبكل حماسة”.
**********************************************
نداء الوطن
“المحاصصة في التعيينات” تؤخر دعوة مجلس الوزراء
الإفطار السعودي “يَمغص” نصرالله… وميقاتي يلتمس “العيد” في الرياض
رغــم كــل التـحـضـيـرات والتطمينات والتأكيدات، الحقيقة أنّ أحداً لا يملك في لبنان الخبر اليقين حيال إجراء الاستحقاق الانتخابي من عدمه في 15 أيار، فالبلد مفتوح على كافة الاحتمالات و”بين ساعة وأخرى يخلق الله ما لا تعلمون” حسبما شخّصت مصادر سياسية واقع الحال اللبناني “المتقلب”، مشيرةً إلى أنّ المخاطر المحدقة بالساحة الداخلية تتدرج من “احتمال اشتعال فتيل الانفجار الاجتماعي، مروراً بإمكانية حصول أحداث أمنية متنقلة على الأرض، وصولاً إلى فرضية توتر الأوضاع الحدودية مع إسرائيل تنفيذاً لأجندات إقليمية”، سيما وأنّ وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس لم يستبعد هذه الفرضية حين أكد أمس أنّ “هناك خطر (اتساع رقعة) التصعيد” ليشمل شن حملة عسكرية واسعة في غزة “أو بعض الأحداث في لبنان”.
وبانتظار ما سيتكشف على شريط الأحداث في المرحلة الراهنة والداهمة، من معطيات طارئة على المشهد اللبناني عموماً، والانتخابي خصوصاً، خصّص الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله الحيّز الأكبر من إطلالته المتلفزة مساءً لتعميم أجواء إعلامية قاطعة للشك بوجود أي نية لدى فريقه السياسي في “تطيير” استحقاق أيار… وإن كان أبقى على “ربط النزاع” مفتوحاً مع احتمال التشكيك بالنتائج التي ستفرزها صناديق الاقتراع في حال لم تسفر عن إبقاء “الغالبية النيابية” في قبضة قوى 8 آذار، وذلك من خلال التصويب على بدء “ضخ المال الانتخابي في البلد بحجة المساعدات الانسانية”، في اتهام واضح للمملكة العربية السعودية غداة عودة سفيرها إلى بيروت، سيّما وأن نصرالله حذر من تكرار تجربة انتخابات العام 2009 “حين دفع السعوديون مئات ملايين الدولارات لتأمين فوز قوى 14 آذار”.
وبهذا المعنى، لاحظت أوساط مراقبة أنّ الإفطار الذي أقامه السفير السعودي وليد بخاري في دارة السفارة في اليرزة غروب الأمس وجمع فيه قيادات وشخصيات من القوى الوطنية والسيادية أتى لـ”يمغص” على ما يبدو نصرالله، فسعى في المقابل إلى “التنغيص” على أجوائه الإيجابية، عبر تخصيص الجزء الأخير من خطابه لـ”فتح النار مباشرةَ على حكّام السعودية”، متهماً المملكة بأنها السبب في “تخريب العلاقات العربية – العربية جراء حربها على اليمن وقتالها الحوثيين، كما عاد بالزمن إلى بدايات اندلاع الثورة السورية في العام 2011 ليعيد اتهام السعودية بتمويل عملية إسقاط نظام بشار الأسد”.
وكان بخاري قد قام نهار أمس بجولة على المراجع الروحية الإسلامية والمسيحية، استهلها في دار الفتوى، مروراً بالمجلس الإسلامي الشيعي ودار طائفة الموحدين الدروز، واختتمها في بكركي، قبل أن يولم على شرف رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي ورؤساء جمهورية وحكومات سابقين بالإضافة إلى رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ورئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط ورئيس حزب “الكتائب اللبنانية” سامي الجميل، والنائب بهية الحريري. وأكد السفير السعودي بعد الإفطار في كلمة مقتضبة للإعلاميين أن “المملكة العربية السعودية لطالما أبدت حرصها على استقرار لبنان ووحدته الوطنية والحفاظ على الانتماء العربي، وانطلاقا من هذه الرؤية كانت العودة إلى لبنان”، مشدداً على أنّ “السعودية لم تقطع علاقتها بلبنان بل كان الأمر بمثابة إجراء ديبلوماسي للتعبير والتشاور بشأن موقف كان مسيئاً”، مع إشارته في الوقت الراهن إلى الاتجاه لدعم لبنان من خلال وضع “آلية ولجنة لمتابعة وتنفيذ المشاريع” بموجب صندوق المساعدات السعودية الذي تم الإعلان عنه بالتعاون مع باريس.
بدوره، عبّر رئيس الحكومة إثر لقائه بخاري عن بالغ سروره بعودة العلاقات الديبلوماسية مع المملكة ودول الخليج، معرباً عن أمله بأن تشكل هذه العودة “صفحة جديدة نحو تنمية العلاقات وتطويرها بين البلدين”. ورداً على سؤال، أجاب ميقاتي: “لم أشعر يوماً أن المملكة العربية السعودية أغلقت أبوابها أمامي وأمام أي لبناني، وأنا بإذن الله سأقوم بزيارة إلى المملكة قريباً جداً خلال شهر رمضان المبارك”، علماً أنّ مصادر واسعة الاطلاع لم تستبعد أن يكون رئيس الحكومة بصدد القيام بزيارة الرياض “عشية التماس هلال عيد الفطر، على أمل بأن يكون إلى جانب خادم الحرمين في صلاة العيد”.
حكومياً، كشف مصدر وزاري لـ”نداء الوطن” أنّ التأخير الذي طرأ على توجيه الدعوة لانعقاد مجلس الوزراء بعد غد الخميس ناجم عن “احتدام الخلاف على المحاصصة في سلة التعيينات المطروحة على طاولة المجلس، لا سيما في التشكيلات الدبلوماسية وعمداء الجامعة اللبنانية، الأمر الذي دفع ميقاتي الى إجراء مشاورات بعيدة من الاضواء لتدوير الزوايا حول التعيينات الملحة جداً والتي من الواجب إقرارها بمنأى عن المنازلات السياسية المستمرة بين قصر بعبدا وميرنا الشالوحي من جهة وعين التينة من جهة أخرى”، وأِشار المصدر إلى أنه “في حال تمكن رئيس الحكومة من الوصول إلى حلول وسطية في المواقع المطروح ملؤها، فإن جلسة مجلس الوزراء ستعقد حينها في القصر الجمهوري، أما إذا فشلت المساعي الجارية فستنعقد الجلسة في السراي الحكومي”.
**********************************************
الجمهورية
الانتخابات أمام 4 تحديات.. “الكابيتال” يعبر اللجان.. البخاري: نتوسّم خيراً للبنان
سباقان يسيران متزامنين على خطّين متوازيين، وعلى نتائجهما ستُرسم معالم المرحلة الجديدة المُقبل عليها لبنان، بعد الانتخابات النيابية في 15 ايار المقبل، بمعزل عن النتائج التي ستنتهي إليها هذه الانتخابات.
الأوّل حكومي، حيث تُسابق حكومة نجيب ميقاتي نفسها في العمر المتبقّي لها حتى إعلان النتائج الرسمية للانتخابات النيابية، للاستثمار، أولاً على الانعطافة الخليجية الايجابية تجاه لبنان، وليس خافياً على الاطلاق انّ هذا الأمر يشكّل أولوية قصوى للحكومة ورئيسها. وثانياً، على باب المساعدات الدولية المشروطة، الذي فتحه صندوق النقد الدولي، وألزمَ الجانب اللبناني بالايفاء بالتزامات إصلاحية لا تخلو من الوجع، لا سيما على المستويات المالية والاقتصادية والادارية.
امّا السباق الثاني، فهو المُحتدم على باب الإنتخابات النيابية، وعلى ما تؤشّر مرحلة التعبئة الجماهيرية التي دخلتها الأطراف المعنية بهذا الاستحقاق، فإنّ الفترة الفاصلة عن موعد الإنتخابات، التي صارت على بعد 32 يوماً، تُنذر بغليان كبير شامل لكل الدوائر الانتخابية الـ15، التي باتت تشكّل جميعها حلبات مفتوحة لتصفية الحسابات السياسية، ويؤكد ذلك الخطاب السياسي المتبادل، وخصوصاً بين الجبهات الحزبيّة، التي بات همّها الاول وربما الوحيد الحفاظ على نسبة تمثيلها الحالية، وان قيّض لها ان تكون محظوظة وأسعَفتها الحواصل، ان تكسر تمثيل خصومها ولو بمقعد وحيد.
أول اختبار
واذا كانت حكومة ميقاتي قد وضعت لنفسها هدف الفوز في السباق الذي دخلته بعد هبوب الرياح الايجابية عليها من دول الخليج وصندوق النّقد، إلا انّ الوقت هو العدو الأساس لهذه الحكومة، والذي ضاقَ مع اقتراب عمرها من نهايته بعد نحو شهر، صَعّب عليها بلوغ خواتيم ايجابية، إن على مستوى تثمير الانعطافة الخليجية بإجراءات ملموسة ومطلوبة منها، تفتح باب الإنفراجات الخليجية على مديات أوسع، او على مستوى الإيفاء بشروط صندوق النقد الدولي، حيث يفترض ان تشكّل جلسة اللجان النيابية المشتركة يوم غد الاربعاء اختباراً لجدية الالتزام بهذه الشروط، في كيفية مقاربة مشروع القانون الجديد لـ»الكابيتال كونترول»، علماً انّ الاجواء النيابية السابقة لجلسة اللجان تَشي بنَفس نيابي ايجابي حيال هذا المشروع بعد إعلان اتفاقية المبادىء بين لبنان وصندوق النقد، ويشكّل الكابيتال كونترول احد الشروط الاساسية لبلوغ برنامج تعاون بين لبنان والصندوق، والذي يعتبر الصندوق انّ إقرار هذا الامر في مجلس النواب رسالة ايجابية مشجّعة. وبالتالي، فإنّ المرجّح ان يعبر المشروع جلسة اللجان المشتركة غداً، بما يضعه على سكة الاقرار في جلسة للهيئة العامة لمجلس النواب تُعقَد قريباً. الا اذا تفوّقت المزايدات على هذا المنحى، وعَطّلته على ما سبق وحصل في الجلسة السابقة للجان.
يشار في هذا السياق الى انّ جدول جلسة اللجان المشتركة على جانب كبير من الاهمية، لتضمّنه، الى جانب مشروع قانون الكابيتال كونترول، مجموعة اقتراحات قوانين، ترمي الى إنشاء مناطق اقتصادية خاصة في زحلة وبعلبك الهرمل وصور.
تأكيد وتحديات وقلق
اما على المستوى الانتخابي، ففي موازاة تأكيد مختلف القوى السياسية أنّ الانتخابات سلكت طريقها الطبيعي الى موعد إجرائها الحَتمي في 15 ايار، وانّ القرار بإجرائها اقوى من أي محاولات قد يُبادر إليها أي طرف، أيّاً كان، لتعطيلها، يَبرز قلق جدي لدى اوساط سياسية من عوامل غير محسوبة يلوح من خلالها سيف التعطيل في اجواء الاستحقاق.
من هنا، تؤكد مصادر سياسية لـ»الجمهورية» انّ 4 تحديات اساسية ماثِلة امام كل المعنيين بالاستحقاق الانتخابي وفي مقدمتهم الحكومة التي باتت محكومة بحسم هذه التحديات لتترجم من خلال هذا الحسم قرارها في اجراء الانتخابات في موعدها المحدد:
التحدي الاول، والاساس، صاغَته المخاوف العلنية التي أبدَتها وزارة الخارجية على اجراء انتخابات المغتربين جرّاء صعوبات مادية تحول دون توفّر الاعتمادات المالية اللازمة لإتمامها والتي تبلغ 4 ملايين و500 الف دولار.
التحدّي الثاني، المشكلة القضائية الجديّة التي استجدّت على الخط الانتخابي، والتي تَجلّت في ما اعلن عن انكفاء قضائي عن الاستحقاق، وقرار عدد كبير من القضاة بالامتناع عن ترؤس لجان القيد، لأسباب ماديّة وغير ماديّة، وبعضها مرتبط بصلاحية هذا الوزير او ذاك.
التحدي الثالث، يتعلق بتوفير كل المتطلبات اللوجستية لإنجاح يوم الانتخاب وتمريره من دون أي مطبّات او عراقيل تُربك العملية الانتخابية، سواء ما يتعلق بالأساتذة، وسط الحديث المتصاعد من قبلهم عن امتناعهم عن ترؤس اقلام الاقتراع، او ما يتعلق بتزويد مراكز الاقتراع بالطاقة الكهربائية حيث تتطلّب العملية الانتخابية توفر التغذية الكهربائية 24 على 24 بدءاً من عمليات الاقتراع وحتى انتهاء عمليات الفرز وتحديد النتائج النهائية. وما من شك في هذا السياق انّ الوضع صعب جدا لهذه الناحية، في ظل عجز كهرباء لبنان عن توفير هذه التغذية.
التحدي الرابع، إتخاذ التدابير الوقائية المسبقة، لمنع نشوء أزمة قد يلجأ اليها متضررون من الانتخابات بافتعال أزمة محروقات عشيّة الانتخابات ويوم الاقتراع، تصعب انتقال الناخبين من اماكن سكنهم الى اماكن قيدهم للمشاركة في عمليات الاقتراع.
تؤكد المصادر انّ ثمّة صعوبة في عبور هذه التحديات، لكن إتمام الانتخابات يوجِب تجاوزها، والكرة في ملعب الحكومة أولاً، كما في ملعب سائر المعنيين بالاستحقاق الانتخابي، حيث انهم جميعاً محكومون بابتداع السبل الآيلة الى تجاوز هذه التحديات، بما يجعل إجراء الانتخابات امرا واقعا ومحسوما في موعده.
تأكيد
وفي موازاة ذلك، يبرز تأكيد مصادر حكومية لـ»الجمهورية» أنّ الحكومة مطمئنة الى إجراء الانتخابات في موعدها، وتشديدها على «انّ كل الموانع والذرائع ستسحب من أمام إنجاز هذا الاستحقاق في الموعد المحدّد».
الإنتخابات ضرورة وحاجة
واللافت للانتباه، وسط هذا الغبار الذي ينثر في أجواء الاستحقاق الانتخابي، تأكيد مسؤول سياسي كبير لـ»الجمهورية» انه بمعزل عن الحديث المُسبق عن أنّ نتائج الانتخابات لن تغيّر شيئاً في الواقع السياسي والنيابي وانها ستُعيد استنساخ الواقع القائم، ينبغي الانتباه الى ما يلي:
أولاً، ما نراه انّ وزارة الداخلية قد باتت جاهزة لإجراء الانتخابات، والمطلوب من الحكومة ان تُتمّم ما تبقى من تدابير وخطوات ما زالت عالقة على خط الانتخابات. وفي المقابل انّ محاولة تعطيل الانتخابات تُعادِل الخيانة العظمى. لأنّ ذلك سيجرّ البلد الى خراب حتمي، يبدأ بالفراغ النيابي ولا ينتهي بالفراغ الرئاسي. وما بينهما قد لا يكون في مقدور احد ان يلحق بالانهيارات التي قد تحصل، وعلى كل المستويات. وحتى الآن استطيع ان اقول إنني أثِق بما اسمعه من القيادات والمسؤولين من التزامات، الى ان يثبت العكس.
ثانياً، انّ إجراء الانتخابات ليس فقط امراً ملحاً ومطلوباً لإعادة إنتاج حياته السياسية والنيابية، بل هو ضرورة وأكثر لتجنّب الوقوع في الفراغ الفَوضوي بالدرجة الاولى، لأن لا احد «فاضي» للبنان، في ظل البراكين المتحركة من حوله، سواء في المنطقة او على المستوى الدولي وما استجَدّ مع الحرب الروسية الاوكرانية، التي شَدّت كل العالم اليها وباتت العيون على القضايا الكبرى، امّا الأمور الصغرى فمؤجّلة حتى إشعار آخر، ما يعني انّ موقع لبنان في أجندات الاهتمامات الدولية قد انحدر الى مستويات دنيا امام التطورات المستجدة، زهذا يعني انّ لبنان ليس مرئيّاً اليوم في العين الدولية. وبالتالي، فإنّ الانتخابات تشكّل في موازاة هذه البراكين فرصة للحفاظ على الستاتيكو القائم، وإبقاء البلد في حالٍ من الهدوء والاستقرار السياسي والنيابي.
ثالثاً، لا شك انّ ثمة اطرافاً في الداخل تُضحّي ببلد واهله من اجل مقعد نيابي، وهو حال اصحاب الخطاب التوتيري بأبعاده السياسية والطائفية والمذهبية، الذين يتعمّدون كل يوم نَكء جراحات الماضي وإثارة العصبيات. ولكن الملاحظ في موازاة ذلك، انّ قرارا قويا داخليا وخارجيا متّخذا للنأي بلبنان عن اية توترات واحتقانات من اي نوع كانت، ولذلك يبدو اصحاب الخطاب التوتيري وكأنهم يصرخون وحدهم، ولا يماشيهم في هدفهم ايّ طرف سواء من الداخل او الخارج.
رابعاً، خلافاً لِما يروّجه بعض الجهات السياسية من اجواء تفيد عن تشكيك دولي بنتائج الانتخابات اذا ما جاءت مخالفة للآمال التي عقدها عليها «الثوار»، وغير مُلبّية لطموحات اللبنانيين بالتغيير الجذري، فإنّ الاولوية الدولية، سواء الاميركية او الاوروبية وكذلك العربية، هي الحفاظ على الاستقرار في لبنان، ومَنع انزلاقه الى منحدرات خطيرة. وبالتالي، فإنّ الانتخابات باب لتعزيز الاستقرار. وتبعاً لذلك، إنّ المجتمع الدولي متحمّس لإجراء الانتخابات النيابيّة، ودعواته تتوالى لإجرائها في موعدها. وحتى ولو كانت رغبته احداث انقلاب بالصورة النابية والسياسية القائمة، الا انه في نهاية الامر، وانطلاقاً من اولوية استقرار لبنان، سيسلّم بنتائج هذه الانتخابات أيّاً كانت ويُماشي الامر الواقع الذي ستفرضه. وفي هذا السياق، ينبغي التعمّق ملياً في اعلان الفاتيكان عن زيارة البابا فرنسيس الى لبنان في حزيران المقبل بعد إتمام هذه الانتخابات ونتائجها.
خامساً، أيّاً كانت نتائج الانتخابات، فإنّها ستفرز واقعا نيابيا وسياسيا جديدا في لبنان، سيرسمه اللبنانيون بأصواتهم، وسيحكم لبنان لأربع سنوات. امّا من حيث الاكثرية والاقلية، فهذا تحدّده التحالفات بين الكتل النيابية. وبالتالي، من الخطأ القول مسبقاً انّ الاكثرية محسومة في هذا الجانب او ذاك.
جولة البخاري
اللافت في سياق الانعطافة الخليجية، الجولة التي قام بها امس السفير السعودي في لبنان وليد البخاري وشملت البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة الراعي، ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، ونائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ علي الخطيب وشيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ سامي ابي المنى.
وفيما اكد السفير البخاري على «اننا نَتوسّم خيراً للبنان واللبنانيين»، اكد الشيخ دريان «انّ عودة السفراء تبشّر بالخير القادم على لبنان رغم كل الظروف التي يمر بها وبمستقبل واعِد للبنانيين، فيما اعتبر الشيخ الخطيب ان تكون هذه العودة «بداية مَسار جديد في توطيد العلاقات الاخوية بين البلدين الشقيقين». من جهته، أمل الشيخ ابي المنى «أن يسعى المسؤولون في لبنان من اجل التفاهم الدائم على كل ما يخدم مصلحة البلدين الشقيقين».
ميقاتي
وكانت لافتة زيارة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي للسفير السعودي وليد البخاري في دارته في اليرزة، وقال بعد اللقاء، سعدت جداً هذا المساء بلقاء سعادة سفير المملكة العربية السعودية في لبنان الصديق وليد البخاري. وسعادتي نابعة من عودته الى لبنان بعد هذا الغياب القسري، وقد سمعت من سعادته حرص المملكة، مَلِكاً ووليّ عهد وقيادة،على دعم لبنان وان تكون دائماً الى جانب لبنان. لم نتحدث عن الغيمة التي مرت في المرحلة السابقة، لأن العلاقات تمر أحياناً بمطبات، ونحن لا نريد أن نذكرها، بل ذكرنا سوية العلاقة التاريخية والمستقبلية بين المملكة ولبنان.
وأضاف: تحدث سعادته عن الشراكة الفرنسية – السعودية في ما يتعلق بدعم ستة قطاعات في لبنان، وقال إن عودته في هذا الشهر الفضيل هي عنوان لمزيد من التعاضد مع الشعب اللبناني.
هذا هو عنوان شهر رمضان، شهر الرحمة والتعاضد ومناسبة لشد أواصر المحبة التي تربط لبنان بالمملكة العربية السعودية، والتعاضد الذي يؤكده خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين. وقد أكد لي سعادة السفير حرصهما الكبير على لبنان ووحدته ومساعدته، والنظر الى ما يريده لبنان. نأمل باذن الله أن تكون صفحة جديدة نحو تنمية العلاقات وتطويرها بين البلدين.
ورداً على سؤال قال : لم أشعر يوماً أن المملكة العربية السعودية أغلقت أبوابها أمامي وأمام أي لبناني، فنحن نعلم تماماً ان اللبنانيين الموجودين في المملكة العربية السعودية محاطون بكل رعاية واهتمام من قبل القيادة، وأنا بإذن الله سأقوم بزيارة الى المملكة العربية السعودية قريباً جداً، واذا اردتم معرفة التاريخ خلال شهر رمضان المبارك».
ورداً على سؤال عن الضمانات التي قدمها لبنان الى المملكة العربية السعودية قال: «نحن نتحدث عن علاقات بين دولتين، والبيان الذي أصدرته عن حرص لبنان على العلاقات والثوابت اللبنانية بما يتعلق بأفضل العلاقات مع السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي هي الأساس كدولة، والعلاقة بين الدولتين ستكون بإذن الله مبنية على هذه الأسس. إنني حريص على العلاقات وتمتينها أكثر فأكثر».
ورداً على سؤال قال: «لقد أكدت في بياني الثوابت، واننا ملتزمون بكل ما يحمي سيادة لبنان، وفي الوقت ذاته الّا يكون لبنان منصة أو مصدر إزعاج لأي دولة من دول مجلس التعاون الخليجي، وهذا هو الأساس».
إفطار
وكان البخاري قد أقام مأدبة افطار في دارته، وأعلن أن الممكلة العربية السعودية لطالما أبدت اهتمامها وحرصها على استقرار لبنان ووحدته الوطنية والحفاظ على الانتماء العربي، وانطلاقاً من هذه الرؤية كانت العودة إلى لبنان.
واشار البخاري الى أن السعودية لم تقطع علاقتها بلبنان بل كان إجراء ديبلوماسياً للتعبير والتشاور بشأن موقف كان مسيئاً.
وعن الصندوق بين لبنان وفرنسا، قال إنه «لدعم لبنان وهناك آلية ولجنة لمتابعة وتنفيذ المشاريع وسنكمل كل التزاماتنا».
واكد ان المملكة لا تتدخل في الشؤون الداخلية إنما العودة أتت وفق مشاريع مشتركة وسنتحدث عن مشاريع مشتركة بين فرنسا والسعودية لتقديم الدعم الإنساني والاستقرار في لبنان، وهناك لجنة تحضيرية مشتركة لتنفيذ المشاريع لأن لبنان والشعب اللبناني يستحقان لأن الوضع صعب جداً في هذه المرحلة.
وقال: مرتكزات السعودية لا تسمح لها بالتدخل في الأمور السيادية ونحترم الإجراءات والاستحقاقات النيابية والرئاسية، ونتمنى على الجميع خوضها وفق الكفاءة ويهم المملكة الإهتمام باللبنانيين والإنسان في لبنان.
غريو وشيا
بدورها، أكدت سفيرة فرنسا في لبنان العمل مع السعودية في مشاريع إنسانية تجاه لبنان.
اما السفيرة الاميركية في لبنان، فأكدت أن الأمل موجود لعودة الإستقرار الإقتصادي في لبنان.
السفير القطري الجديد
الى ذلك، وتأكيداً لِما نشرته «الجمهورية» أمس، فقد كشفت مصادر ديبلوماسية عربية انّ الحكومة القطرية سَمّت سفيراً جديداً لها في بيروت هو ابراهيم بن عبد العزيز محمد صالح السهلاوي، لإحياء التواصل مباشرة بين بيروت والدوحة.
وفي معلومات «الجمهورية» انّ السفير الجديد سيقدّم اوراق اعتماده ظهر اليوم الى وزير الخارجية عبد الله بو حبيب.
وقبل ظهر اليوم يزور وزارة الخارجية سفير الكويت في بيروت عبد العال القناعي في اول نشاط رسمي له بعد عودته الى بيروت.
«حزب الله»
من جهته، أكد رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، في كلمة ألقاها في احتفال في المدينة الكشفية في زوطر الشرقية، «أنّ الإستحقاق النيابي المقبل أفرزَ مَسارين ونهجين، نهج نعبّر عنه في كل لقاءاتنا، نهج البناء والحماية والإنماء والإستثمار والتوظيف والادارة، نهج الأمل والحرص على بناء البيئة والدولة النظيفة من الفساد الهدّام، ونهج الصلابة والثبات والقدرة على الدفاع عن النفس والوجود والمؤسسات والأرض. أمّا النهج الآخر للأسف فهو نهج يعتمد المناكفة ويبحث بين مناهج الآخرين عمّا يُناكف به، من دون أن يملك مشروعا خاصا به يعرضه على الآخرين، نهج يؤدي في نهاية المطاف الى الجفاف والتصحّر والإفلاس وانهيار الدولة والحاجة لتسوّل المساعدات من هنا وهنالك».
وقال رعد: «بين هذين النهجين يشّرفنا أن نكون ممثلين للنهج الأول الذي أنتم حاضنته وقاعدته وسياجه وروحه التي تنبعث في كل مقام ومجال وموسم ومحطة وفي كل مفترق طريق». وختم قائلا: «أسأل الله أن يوفقنا لكي ننهض في هذا النهج ليكون دائماً هو الفائز والمنتصر والشائع في حياتنا السياسية والإقتصادية والإجتماعية».
الجميّل يرد على باسيل
من جهة ثانية، رد رئيس حزب الكتائب سامي الجميّل على رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، بالقول: «كيف يمكنك أن تطلّ أمام اللبنانيين بعد كل ما ارتكبته مع شركائك بحقّ لبنان من تسليم القرار لـ»حزب الله» إلى عَزل البلد وصولاً إلى تدمير شامل لاقتصادنا ومقوّمات حياة اللبنانيين»؟.
وأضاف: «يمكنكم حَرف المعركة وإلهاء الناس بأكاذيب لتغطية إخفاقاتكم وطمس مراوغاتكم، لكن تبقى الحقيقة أنكم أمام حزب لا يغريه الترغيب ولا يخيفه الترهيب وهذا واقع لن يتغيّر، والأفضل لكم أن تصمتوا حياءً. لقد انبرت أقدامكم وتوالت أوراقكم واقتراحاتكم لإغرائنا بالتصويت لمرشّحكم الرئاسي والمشاركة في الحكومة، فرفضناها من دون تردد. لماذا؟ لأننا رجال دولة وأصحاب مبادىء نرفض المتاجرة، أما أنتم فلا تُتقنون سوى البيع والشراء على حساب الناس».
**********************************************
الشرق الأوسط
السفير السعودي: نتوسم خيراً للبنان
جال سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان وليد بخاري أمس (الاثنين)، في أول نشاط له بعد عودته إلى بيروت، على رؤساء الطوائف اللبنانية بدءاً من مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، مروراً بنائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب، ثم شيخ عقل الطائفة الدرزية سامي أبي المنى، وصولاً إلى البطريرك الماروني بشارة الراعي.
وكان السفير بخاري وصل إلى بيروت الجمعة الماضي غداة إعلان الخارجية السعودية في بيان أنها قررت إعادته «استجابة لنداءات ومناشدات القوى السياسية الوطنية المعتدلة في لبنان، وتأكيداً لما ذكره رئيس الوزراء اللبناني (نجيب) من التزام الحكومة اللبنانية باتخاذ الإجراءات اللازمة والمطلوبة لتعزيز التعاون مع المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي ووقف كل الأنشطة السياسية والعسكرية والأمنية التي تمس المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي». وأضافت: «تؤكد المملكة على أهمية عودة جمهورية لبنان إلى عمقها العربي متمثلة بمؤسساتها وأجهزتها الوطنية، وأن يعم لبنان الأمن والسلام، وأن يحظى شعبها بالاستقرار والأمان في وطنه».
واستهل بخاري أمس جولته بزيارة دريان في دار الفتوى، حاملاً معه هبة من المملكة العربية السعودية بمناسبة شهر رمضان هي عبارة عن 30 ألف نسخة من القرآن الكريم لتوزيعها على المساجد ومراكز حفظ القرآن الكريم في لبنان ومن يريد من اللبنانيين، وفق ما ذكرت الوكالة الوطنية (الرسمية).
وناقش بخاري أوضاع لبنان والمنطقة مع دريان الذي أبدى ارتياحه واللبنانيين لـ«عودة الدبلوماسية الخليجية إلى لبنان وفي مقدمها سفيرا المملكة العربية السعودية ودولة الكويت» (عبد العال القناعي). وأكد أن «العودة تبشّر بالخير القادم على لبنان رغم كل الظروف التي يمر بها، وبمستقبل واعد للبنانيين الذين يعيشون في أزمات صعبة للغاية». وشدد على «أهمية المحافظة والحرص على العلاقة المميزة مع دول مجلس التعاون الخليجي وفي مقدمها المملكة العربية السعودية».
ورد السفير بخاري بـ«تحية محبة وتعاون»، وقال: «نتوسم خيراً للبنان وللبنانيين». وأعلن بخاري عن إطلاق جائزة القرآن الكريم السنوية بعنوان «اقرأ» التي تقيمها السفارة السعودية لدى لبنان في شهر رمضان المبارك من كل عام برعاية دريان على أن يتم توزيع جوائز مالية للفائزين في حفل يقام أواخر الشهر في دار الفتوى.
الإسلامي الشيعي
ثم انتقل بخاري إلى مقر المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى حيث التقى الخطيب وناقش معه المستجدات الراهنة على الساحتين المحلية والإقليمية. وتمنى الخطيب أن «تشكل عودة السفير بخاري مع أشقائه إلى لبنان بداية مسار جديد في توطيد العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين»، حسب ما ذكرت «الوكالة الوطنية».
مشيخة العقل
ثم زار بخاري مشيخة عقل الطائفة الدرزية حيث اجتمع مع أبي المنى وبحثا التطورات السياسية في لبنان والمنطقة. وأمل أبي المنصى أن «يسعى المسؤولون في لبنان من أجل التفاهم الدائم على كل ما يخدم مصلحة البلدين الشقيقين، باعتبار ما يجمع بلدينا من ثقافة وحضارة وإرث تاريخي جعل من انتمائنا للعروبة خياراً ثابتاً ماضياً وحاضراً وأي اعتبارات أخرى لن تبدل من تلك الهوية مستقبلاً. وأننا ككل الشعوب التي تتوق إلى السلام الدائم والاستقرار العام وتنبذ كل أشكال النزاعات ولغة الحروب والعنف حفاظاً على التراث المشترك في العالمين العربي والإسلامي»، وفق بيان لمشيخة العقل.
بكركي
واختتم البخاري جولته على رؤساء الطوائف بزيارة الراعي في بكركي حيث جرى عرض للأوضاع العامة، وكانت مناسبة أكد فيها الراعي أن «عودة سفراء دول الخليج إلى لبنان عكست ارتياحاً لبنانياً وطنياً، وأعادت التأكيد على وقوف الأشقاء العرب إلى جانب لبنان، الأمر الذي يحتاجه أكثر من أي وقت مضى».
ومساءً، استقبل بخاري في دارته في اليرزة رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، الذي أعرب عن سعادته بعودته إلى لبنان «بعد هذا الغياب القسري، وقد سمعت من سعادته حرص المملكة، ملكاً وولي عهد وقيادة، على دعم لبنان وأن تكون دائماً إلى جانب لبنان. لم نتحدث عن الغيمة التي مرت في المرحلة السابقة؛ لأن العلاقات تمر أحياناً بمطبات، ونحن لا نريد أن نذكرها، بل ذكرنا سوية العلاقة التاريخية والمستقبلية بين المملكة ولبنان». وأضاف «تحدث سعادته عن الشراكة الفرنسية – السعودية فيما يتعلق بدعم ستة قطاعات في لبنان، وقال إن عودته في هذا الشهر الفضيل هي عنوان لمزيد من التعاضد مع الشعب اللبناني. هذا هو عنوان شهر رمضان، شهر الرحمة والتعاضد ومناسبة لشد أواصر المحبة التي تربط لبنان بالمملكة العربية السعودية، والتعاضد الذي يؤكده خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين. وقد أكد لي سعادة السفير حرصهما الكبير على لبنان ووحدته ومساعدته، والنظر إلى ما يريده لبنان. نأمل – بإذن الله – أن تكون صفحة جديدة نحو تنمية العلاقات وتطويرها بين البلدين».
وأضاف ميقاتي «لم أشعر يوماً أن المملكة العربية السعودية أغلقت أبوابها أمامي وأمام أي لبناني، فنحن نعلم تماماً أن اللبنانيين الموجودين في المملكة العربية السعودية محاطون بكل رعاية واهتمام من قِبل القيادة، وأنا – بإذن الله – سأقوم بزيارة إلى المملكة العربية السعودية قريباً جداً، وإذا أردتم معرفة التاريخ خلال شهر رمضان المبارك».
وعن الضمانات التي قدمها لبنان إلى المملكة العربية السعودية، قال «نحن نتحدث عن علاقات بين دولتين والبيان الذي أصدرته عن حرص لبنان على العلاقات والثوابت اللبنانية بما يتعلق بأفضل العلاقات مع السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي هي الأساس كدولة، والعلاقة بين الدولتين ستكون – بإذن الله – مبنية على هذه الأسس. إنني حريص على العلاقات وتمتينها أكثر فأكثر». وختم «أكدت في بياني الثوابت، وأننا ملتزمون بكل ما يحمي سيادة لبنان، وفي الوقت ذاته ألا يكون لبنان منصة أو مصدر إزعاج لأي دولة من دول مجلس التعاون الخليجي، وهذا هو الأساس».
**********************************************
اللواء
«أزمة قمح» تنغِّص على اللبنانيين فرصة تعافي العلاقات اللبنانية – الخليجية
بخاري يجدِّد دعم لبنان بالشراكة مع فرنسا.. والتشكيلات الدبلوماسية تعود إلى الواجهة
ما خلا أزمة الرغيف المفتعلة، التي أعادت المواطنين الذين يئنون من ضغط الأزمة المعيشية، على خلفية تأخر مصرف لبنان بفتح الاعتمادات اللازمة لدعم القمح تلبية لحاجة السوق، ولاستمرار تأمين الرغيف!
وعلى أمل ان تنفرج الأزمة اليوم، وفقاً لتوقعات وزير الاقتصاد أمين سلام، بدا التنغيض على حياة المواطن موضة يومية، عبر تفريخ الأزمات أو على أقل اعتبار الحؤول دون التقدم خطوات باتجاه الاستقرار..
وتأتي هذه التطورات في وقت كانت الأنظار مشدودة ولا تزال إلى مفاعيل العودة العربية، عبر سفراء دول الخليج إلى بيروت، بعد موقف احتجاجي على إساءات تعرّضت لها المملكة العربية السعودية، ودول أخرى، لجأت إلى «إجراء دبلوماسي للتعبير عن موقف كان مسيئاً للمملكة ودول مجلس التعاون».
أمّا حكومياً، فلم يتبلغ الوزراء حتى الآن بأي موعد لجلسة مجلس الوزراء هذا الأسبوع على ان تتضح الصورة اليوم. وفهم من مصادر سياسية مطلعة أن الحدث المتمثل بعودة السفيرين السعودي والكويتي هو الأبرز وجولة البخاري على القيادات وأقامته حفل الأفطار. وقالت المصادر إن هناك حاجة إلى الاستفادة من هذه العودة التي تحمل في طياتها دعما للبلد.
وقالت المصادر إن العمل جار من أجل البدء بوضع الاتفاق المبدئي مع صندوق النقد الدولي على السكة الصحيحة من خلال ملف الإصلاحات.
إلى ذلك، يعقد لقاء بين رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء من أجل بحث ملفات عالقة وأبرزها مسألة التشكيلات الديببلوماسية التي يبدو أنها عالقة. كما أن هناك ميلا إلى إصدار دفعة من تعيينات عدد من مجالس الإدارات.
وكشفت حركة سفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري في اليوم الثاني لعودته إلى بيروت عن أجواء مؤاتية لاطلاق مشاريع مشتركة مع فرنسا لتقديم الدعم الإنساني والاستقرار في لبنان.
وقال السفير بخاري، في كلمة له في الإفطار الذي دعا إليه رؤساء جمهورية سابقين ورئيس الحكومة ورؤساء حكومات سابقين وحضره، ممثّل الرئيس نبيه برّي وزير الزراعة عباس الحاج حسن، ان «هناك لجنة تحضيرية مشتركة لتنفيذ المشاريع لأن لبنان والشعب اللبناني يستحقان لأن الوضع صعب جداً في هذه المرحلة».
إذاً، ملأت عودة السفيرين السعودي والكويتي وعمّا قريب القطري الى بيروت، الساحة السياسية المشغولة فقط بالحملات الانتخابية والخطابات السياسية العالية السقف، فيما المواطن مازال يعيش ايام رمضان المبارك بتقشف كبير نتيجة الاسعار غير المحتملة وغير المبررة للمواد الغذائية والخضار واللحوم والدجاج، وسط استمرار التحذيرات من فقدان الخبز نتيجة عدم توافر القمح بكميات كافية وربما فقدانه بعد فترة ما لم يفتح المصرف المركزي الاعتمادات اللازمة له، برغم اعلان الرئيس نبيه بري يوم السبت عن حلحلة للازمة.
وفي هذا السياق المعيشي، ترأس الرئيس نجيب ميقاتي إجتماعاً للجنة الوزارية المكلّفة معالجة تداعيات الأزمة المالية على سير المرفق العام، وتم خلال الإجتماع الإتفاق على سلسلة إقتراحات ستُعرض على مجلس الوزراء الذي يجتمع الخميس وقد تعقد الجلسة في القصر الجمهوري لدرسها وإقرارها. لكن حتى مساء امس لم يكن قد تم توزيع جدول الاعمال على الوزراء.
كما اجتمع ميقاتي مع وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب، وجرى البحث في اوضاع وزراة الخارجية وانتخابات المغتربين التي تنتظر صرف الاعتمادات اللازمة لإجرائها.
وقال بوحبيب: ان ولا خلاف بيننا والتشكيلات الدبلومسية ستصدر قريباً. كما حان وقت الدفع لمصاريف الانتخابات ولا أموال بعد ولو حصلت التشكيلات اليوم لن يلتحق المعينون بسفاراتهم قبل حزيران المقبل.
كما دعا الرئيس نبيه بري اللجان النيابية الى جلسة مشتركة ظهر الاربعاء المقبل للبحث في جدول الأعمال الذي تصدر بنوده مشروع القانون الوارد في المرسوم الرقم 9014 الرامي إلى وضع ضوابط إستثنائية وموقتة على التحاويل المصرفيه والسحوبات النقدية (الكابيتال كونترول).
جولة البخاري
استهلّ السفير البخاري جولته على القيادات الروحية، من دار الفتوى حيث استقبله المفتي الشيخ عبداللطيف دريان، الذي «أبدى ارتياحه واللبنانيين لعودة الدبلوماسية الخليجية الى لبنان وفي مقدمتها سفيرا المملكة العربية السعودية ودولة الكويت، وأكد ان العودة تبشر بالخير القادم على لبنان برغم كل الظروف التي يمر بها، وبمستقبل واعد للبنانيين الذين يعيشون في أزمات صعبة للغاية. وقال: بعد كل أزمة انفراج بإذن الله وعليه الاتكال. وشدد على أهمية المحافظة والحرص على العلاقة المميزة مع دول مجلس التعاون الخليجي وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية.
ورد السفير البخاري بتحية محبة وتعاون، وقال: نتوسم خيرا للبنان وللبنانيين. وقدم لدريان 30 الف مصحف بتصرف دار الفتوى عبارة عن هبة مقدمة من الملك سلمان بن عبد العزيز لتوزيعها على المساجد ومراكز حفظ القرآن الكريم في لبنان ومن يريد من اللبنانيين.
ثم زار البخاري المجلس الاسلامي الشيعي حيث استقبله نائب رئيس المجلس الشيخ علي الخطيب، وكانت مناسبة تم خلالها التداول في تطورات الاوضاع العامة في لبنان والمنطقة. وتمنى الخطيب «أن تشكل عودة السفير بخاري مع أشقائه الى لبنان بداية مسار جديد في توطيد العلاقات الاخوية بين البلدين الشقيقين».
وانتقل البخاري الى دار الطائفة الدرزية حيث استقبله شيخ العقل سامي ابي المنى، وكان اللقاء مناسبة لعرض التطورات السياسية في لبنان والمنطقة وفق ما وزعت السفارة السعودية في بيروت.
واعلنت مشيخة العقل أن «الشيخ أبي المنى أمل أن يسعى المسؤولون في لبنان من اجل التفاهم الدائم على كل ما يخدم مصلحة البلدين الشقيقين، باعتبار ما يجمع بلدينا من ثقافة وحضارة وإرث تاريخي جعل من انتمائنا للعروبة خيارا ثابتا ماضيا وحاضرا وأي اعتبارات اخرى لن تبدل من تلك الهوية مستقبلا. واننا ككل الشعوب التي تتوق الى السلام الدائم والاستقرار العام وتنبذ كل اشكال النزاعات ولغة الحروب والعنف حفاظا على التراث المشترك في العالمين العربي والاسلامي».
واختتم البخاري جولته على رؤساء الطوائف الروحية بزيارة إلى بكركي حيث استقبله البطريرك الماروني بشارة الراعي، وغادر السفير من دون تصريح. وعاد الى دارته حيث أقام افطارا على شرف الرئيس نجيب ميقاتي ورؤساء الجمهورية والحكومة السابقين وعدد من السياسيين.
ولوحظ حضور وزير الزراعة عباس الحاج حسن ممثلا رئيس المجلس النيابي، والرئيسين امين الجميل وميشال سليمان وتمام سلام وفؤادالسنيورة، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس حزب القوات اللبنانية سميرجعجع ورئيس حزب الكتائب سامي الجميل للإفطار، بينما لم يحضر رئيسا تيار المردة سليمان فرنجية والتيار الوطني الحر جبران باسيل، ربما لعدم توجيه الدعوة اليهما، كما شاركت في الافطار سفيرة الولايات المتحدة دورثي شيا، والفرنسية آن غاريو، والسفير البريطاني بان كولارد ومبعوثتة الامم المتحدة يوانا فرنتيسكا.
وألقى السفير بخاري كلمة اكد فيها: «ان الممكلة العربية السعودية لطالما أكدت اهتمامها وحرصها على استقرار لبنان وانتمائه الوطني، وانطلاقا من هذه الرؤية كانت عودتنا إلى لبنان.واوضح انه لم يكن هناك قطع للعلاقات مع لبنان، إنما إجراء دبلوماسي للتعبير عن موقف كان مسيئاً للمملكة ودول مجلس التعاون الخليجي.
وقال: مرتكزات السعودية لا تسمح لها بالتدخل في الأمور السيادية ونحترم الإجراءات والاستحقاقات النيابية والرئاسية ونتمنى على الجميع خوضها وفق الكفاءة. ويهم المملكة الاهتمام باللبنانيين والانسان في لبنان.
واكد ان المملكة لا تتدخل في الشؤون الداخلية إنما العودة أتت وفق مشاريع مشتركة وسنتحدث عن مشاريع مشتركة بين فرنسا والسعودية لتقديم الدعم الإنساني والاستقرار في لبنان.
وقال: ستكون هناك لجنة تحضيرية مشتركة لتنفيذ المشاريع لأن لبنان والشعب اللبناني يستحقان لأن الوضع صعب جداً في هذه المرحلة.
خلوة ميقاتي – بخاري
وسبقت الافطار خلوة بين الرئيس نجيب ميقاتي والسفير بخاري، قال بعدها رئيس الحكومة: سمعت من سعادته حرص المملكة، ملكا وولي عهد وقيادة، على دعم لبنان، وأن تكون دائما إلى جانب لبنان. لم نتحدث عن الغيمة التي مرت في المرحلة السابقة، لان العلاقات تمر أحيانا بمطبات، ونحن لا نريد أن نذكرها، بل ذكرنا سوية العلاقة التاريخية والمستقبلية بين المملكة ولبنان.
أضاف: تحدث سعادته عن الشراكة الفرنسية – السعودية في ما يتعلق بدعم ستة قطاعات في لبنان، وقال إن عودته في هذا الشهر الفضيل هي عنوان لمزيد من التعاضد مع الشعب اللبناني. وأكد لي سعادة السفير حرص خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الامين الكبير على لبنان ووحدته ومساعدته، والنظر الى ما يريده لبنان. نأمل باذن الله أن تكون صفحة جديدة نحو تنمية العلاقات وتطويرها بين البلدين.
وردا على سؤال، قال ميقاتي: لم أشعر يوما بأن المملكة العربية السعودية أغلقت أبوابها أمامي وأمام أي لبناني، فنحن نعلم تماما أن اللبنانيين الموجودين في المملكة العربية السعودية محاطون بكل رعاية واهتمام من قبل القيادة، وأنا بإذن الله سأقوم بزيارة للمملكة العربية السعودية قريبا جدا، وإذا أردتم معرفة التاريخ خلال شهر رمضان المبارك.
وعن الضمانات التي قدمها لبنان إلى المملكة العربية السعودية، قال: نحن نتحدث عن علاقات بين دولتين، والبيان الذي أصدرته عن حرص لبنان على العلاقات والثوابت اللبنانية في ما يتعلق بأفضل العلاقات مع السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي هي الاساس كدولة، فالعلاقة بين الدولتين ستكون بإذن الله مبنية على هذه الأسس. إني حريص على العلاقات وتمتينها أكثر فأكثر.
واضاف: لقد أكدت في بياني الثوابت، وأننا ملتزمون كل ما يحمي سيادة لبنان، وفي الوقت ذاته ألا يكون لبنان منصة أو مصدر ازعاج لأي دولة من دول مجلس التعاون الخليجي، فهذا هو الأساس».
وفي المعلومات ان ليس على أجندة السفير بخاري القيام بأي زيارة لشخصيات سياسية او رؤساء أحزاب..
أسرار الشامي
الى ذلك أعلن نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي في تصريح للـmtv حول مرحلة ما بعد الإتفاق المبدئي مع صندوق النقد الولي، بان «الحكومة ستقر خطة التعافي قبل الانتخابات وسنرسل كل مشاريع القوانين المطلوبة من صندوق النقد إلى مجلس النواب وقد يُقر الكابيتال كونترول وموازنة 2022 في المجلس قبل الانتخابات، أما مشروع اعادة هيكلة المصارف فقد يؤجل قليلاً لأنه سيستغرق بعض الوقت.
وكشف الشامي ان «الدولة ستتحمل جزءاً من الخسائر ضمن سقف وقيود محددة بالاضافة الى مصرف لبنان والمصارف، وسنحمي ٨٥-٩٠ بالمئة من المودعين الصغار، وأحد الطروحات بالنسبة للمودعين الكبار هو الـbail in الذي لا يعني خسارة الودائع. كما يشمل البحث ليلرة جزء منها وايجاد صندوق سيادي للتعويض على الناس في المستقبل.
واشار الى ان «الخسائر مقدرة بنحو 73 مليار دولار، لكن هذا الرقم قد يتغير بعد التدقيق في المصارف، وستقوم مؤسسة دولية يختارها مصرف لبنان ولجنة الرقابة على المصارف بتقييم 14 مصرفاً لبنانياً يشكلون 83 في المئة من القطاع المصرفي للتوصل الى أرقام دقيقة.
واكد الشامي ان «الوضع سيزداد سوءاً في حال عدم تطبيق البرنامج التصحيحي بعد الانتخابات النيابية، وكلفة الانتظار باهظة جداً والصندوق طلب تعديل قانون رفع السرية المصرفية لمكافحة الفساد والتهرب الضريبي والوصول الى أسماء اصحاب الحسابات المعنية كما سيسهل عملية اعادة هيكلة المصارف».
واوضح الشامي ان «صندوق النقد يميل الى تحميل المصارف أكثر من المودعين لجهة النسبة المئوية وتقديرنا بالنسبة لسعر الصرف تحريره وتوحيده على ان يحدد السوق سعر الصرف ضمن ضوابط وهوامش».
نصر الله يتهم السفارة
سياسياً، وفي شأن انتخابي اتهم الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله السفارة الأميركية والفريق الآخر بالسعي إلى تعطيل العملية الانتخابية، آملاً من القضاة والمعلمين والهيئات الدبلوماسية عدم تعطيل الانتخابات داعياً الدولة إلى الاستجابة لمطالب هؤلاء..
وقال نصر الله في إطلالة له أمس «اننا بدأنا نسمع نغمة جديدة منقولة عن أجواء السفارات وبعض القوى السياسية تقضي بأن فريقنا سيحافظ على الغالبية النيابية، وربما الثلثين كما ورد على لسان أحدهم»، مؤكدا أن «الحصول على الثلثين ليس هدف فريقنا السياسي، كما أن رؤيتنا حول اي تغيير يجب أن يحصل عليه تفاهم وطني ولا يحصل بالاستقواء بأغلبية أو بالشارع». ورأى أن «هذا الكلام إنما هو من باب شد العصب الانتخابي لدى الفريق الآخر».
ولفت الى «تشتت لوائح الفريق الآخر، ومنهم ما يعرف بالمجتمع الوطني»، متوقفا عند «الهمس القائل بتمديد المجلس الحالي ربما من باب تقوية الفريق الآخر».
بهاء الحريري لدعم القوى التغييرية
وأعلن الشيخ بهاء الدين اننا سنقدم الدعم للقوى التغييرية، مؤكداً بأن منظومة الحزب الذي أعطى من خلالها الفرصة للفساد ان يعم في البلد، تحت غطاء حزب الله الذي هو السبب الأساسي.
وعن سبب عدم دخول حركة «سوا للبنان» المعترك الانتخابي والاكتفاء بدعم القوى التغييّرية، قال الحريري: «كما علمنـــا الوالد رحمه الله نحن لا نؤمن بالإلغاء الذي لم يكن موجودا في حياته، لذلك نحن سنسـتــند فـــي المناطـــق على القـــوى التغييريـــة الاساسية الموجودة والمؤثرة في مناطقها بقوة والتي نتشارك معها بذات القيّم والنهج والتفكير والمؤمنة بمسيرة الشهيد رفيق الحريري ونحن لدينا كل الحرص علـــى الالتزام بها واستكمالها».
131 إصابة
سجلت الصحة العامة 131 إصابة جديدة بفايروس كورونا، ليرتفع العدد التراكمي إلى الإصابات منذ انتشار الوفاء إلى 1094803 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.
**********************************************
الديار
غياب الاستراتيجيّة السعوديّة تزيد من «إرباك» الحلفاء: «الانتخابات المحسومة مش أولويّة»؟!
نصرالله يحضّ على الاقتراع ويُحذر من التأجيل ويطمئن «القلقين»: لا نريد الغاء أحد
ساعات من «الإذلال» على الافران وحلحلة خلال ساعات… «فوضى أمنيةّ» في «اسرائيل» – ابراهيم ناصرالدين
بعدما نجحت كل الاطراف في اخذ عنوان المعركة الانتخابية الى «مكان آخر» لا يمت بصلة الى واقع محاسبة من هو مسؤول عن افقار اللبنانيين وسرقتهم، وبعدما بات من المسلمات عودة معظم الوجوه «الكالحة» التي حفظها اللبنانيون عن ظهر قلب» الى ساحة النجمة ومعها كل التسويات السياسية المفترضة التي لا امل في ان تحدث النقلة النوعية المطلوبة في بلاد تنتظر نضوج «الطبخة» الاقليمية والدولية لكي «تنتعش» او تغرق اكثر في «الكوما». وفيما اصطف اللبنانيون امام الافران الغارقة في ازمة طحين بعدما عجزت الحكومة كالعادة عن التفاهم مع مصرف لبنان على صيغة للافراج عن اموال الدعم، كان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يتقدم الصفوف، ليس لشراء الخبز، وانما على مائدة السفير السعودي الوليد البخاري، فرحا ان البلاد «نورت» بوجوده، يعني»ما عاد مهم اذا بتجي الكهرباء»!
«النور» السعودي الذي «سطع» على المرجعيات الروحية، وفي الافطارات الرمضانية، «لن يغني ولن يثمن عن جوع»، حتى الان، هو تحرك في «الوقت الضائع» وجاء متاخرا، لكل المتأملين بان يكون الهدف منه «التقريش» على الساحة اللبنانية في مواجهة حزب الله. كل الحلفاء المفترضون مربكون حتى الان، لم يفهموا لماذا غادر السفير مع نظرائه الخليجيون ولماذا يعودون «بالتقسيط»؟ عودة «الهواء المنعش» الذي تحدث عنه رئيس الحكومة الاسبق فؤاد السنيورة، لا يزال «لا جعجعة ولا طحين»، لا اموال، ولا استراتيجية دفاعية او هجومية، وكل من يواجه حزب الله انتخابيا يرغب في ان ينعم «بمظلة» المملكة في انتخابات بات التسليم بالهزيمة فيها يحتاج فقط الى اعلان رسمي بعدما نجح الحزب على «الورقة والقلم» في التمدد حيث اخلا السعوديين الساحة، ونجح اقله مؤقتا في ترميم العلاقة «الملتبسة» بين حلفائه الذين دفعت بهم خطاياهم المرتكبة عن «حماقة» او عن سابق تصور وتصميم الى شيء من التواضع ووقف «تكبير الرأس»، واليوم كل الحلفاء عادوا الى الارتماء في «احضان» الحزب وسيكون حيث يجب ان يكون رافعة لهم لمحاولة تقليل الخسائر وتامين الاغلبية الوازنة ضمن استراتيجة «منربح» الانتخابات، وغدا يوم آخر…! لكن دون الغاء احد، او السعي للثلثين، او الركون «للدعاية» بان الانتخابات محسومة، كما قال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي حذر من «المال الانتخابي» وارجا الحديث عن «الانهيار» الامني في اسرائيل التي شهد قادتها على فوضى امنية غير مسبوقة.
ازمة رغيف؟
معيشيا، ولان العادة هي ان تاتي الحلول متاخرة، دفع المواطن الثمن مزيدا من «الاذلال»، وهذه المرة من «بوابة» رغيف الخبز، «فالكباش» بين الحكومة ومصرف لبنان المستمر منذ نحو عشرة ايام لم يجد طريقه الى الحل بالامس، فاقفلت بعض الافران، وقننت اخرى في بيع الخبز، فحصل «الهلع» المعتاد ووقف الناس في «طوابير» خوفا من انقطاع «لقمة العيش». وبعد اعلان الافران ان الطحين يكفي حتى بعد ظهر اليوم، جاءت الانفراجة من خلال قرار النيابة العامة التمييزية التي اخلت سبيل احد اصحاب كبار المطاحن وسمحت بعودة تشغيلها، ففتحت المطاحن ابوابها، لكن الكمية المتوفرة لا تتعدى الـ 20 الف طن وهي تكفي لاسبوع واحد. وهذا يستدعي الى الاسراع لحل المشكلة بين الحكومة ومصرف لبنان الذي لا يزال يرفض تسديد الاموال لشراء القمح دون التوقيع على قانون الاستقراض الذي يحتاج الى مشروع قانون من مجلس الوزراء وتصويت في مجلس النواب، وهذا يتطلب وقتا طويلا. ووفقا لمصادر مطلعة، وبعد نحو اسبوع من «المماطلة» تتجه الامور نحو حل «وسطي» يقضي بتوقيع عقد «دين ظرفي» بين الحكومة و «المركزي» في الساعات المقبلة، تسمح بالمس بالاحتياطي الالزامي وتضمن ان تعيد الدولة الاموال، لاستيراد القمح والادوية!
الانتخابات «مش» اولوية»؟
سياسيا، من التقى السفير السعودي الوليد البخاري بعد عودته الى بيروت يشعر ان الانتخابات النيابية ليست اولوية لدى المملكة، وهي باتت تسلم انها لن تحدث اي تغيير سياسي في البلاد، وهي لم تغير وجهة نظرها حيال عدم فائدة بذل الاموال او حتى منح «المظلة» لقوى على حساب أخرى، والاحتمال الوحيد للتاثير وفق موازين القوى المتاحة التدخل للتاثير في انتخاب رئيس للجمهورية.
«الغالبية» لحزب الله
وبحسب المعطيات الموثقة باستطلاعات للراي تجريها السفارات الغربية والعربية في اكثر من دائرة مؤثرة خلصت الى ان حزب الله وحلفاؤه سيحصلون على الغالبية في المجلس النيابي الجديد، وسيحصل الحزب هذه المرة على حصة سنية «وازنة» تسمح له بتوسيع «مظلة» الشرعية على مشروعه السياسي والعسكري»السلاح»، وهذا سيسمح له بتجاوز اي «خضة» في البلاد ازاء ما يحكى عن فرض «مثالثة» دستورية، ستكون امرا واقعا من خلال «فائض» الشرعية بعد هذه الانتخابات، حسب تعبير مقربين من السفارة السعودية في بيروت.
لا امكانية «لربح» المعركة
ووفقا لمصادر مطلعة، من الصعب جدا بعد خروج الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل من «المشهد» السياسي والانتخابي اعادة توحيد «المعارضة» في مجموعة واحدة في ظل غياب «العصب» الرئيسي المحرك والمؤثر في اكثر من منطقة، فالقوى السنية والمسيحية منقسمة على بعضها البعض وتخوض معارك «كسر عضم» ضد بعضها البعض في معظم الدوائر، والكتل السنية المفترضة خارج «عباءة» حزب الله في المجلس النيابي ستكون مشتتة وضعيفة، اما هيئات المجتمع المدني فوضعها اكثر سوءا، ولا امل في ان تحقق اي خروقات نوعية او مؤثرة في الانتخابات المقبلة.
اعادة تموضع بانتظار التفاهمات
وفي هذا السياق، تستغرب السعودية «حماسة» المجتمع الدولي والولايات المتحدة الاميركية لاجراء هذا الاستحقاق، وثمة قلق حقيقي من «تسليم» اميركي بعدم القدرة على استمرار «الكباش» مع ايران في لبنان بعدما ثبت غياب البديل القادر على المواجهة مع حزب الله، والانشغال في حرب اوكرانيا، والخروج الممنهج من المنطقة، وبات الشغل الشاغل للاميركيين الحفاظ على الاستقرار الامني حتى لو كان بضمانة الحزب! ولهذا اختارت السعودية اعادة «التموضع»على الساحة اللبنانية «بهدوء» بانتظار الحوار الثنائي المفترض ان يستأنف قريبا مع ايران،وبانتظار نتائج المفاوضات في فيينا، حينها ستكون كل الملفات على «الطاولة» وثمة من نصح المملكة ان يكون لها حضور في لبنان، بدل التسليم المسبق بالنفوذ الايراني.
جولات وافطارات
وفيما اكدت اوساط مطلعة ان السفير السعودي لن يقوم باي زيارات سياسية ذات «دلالة»، استهل جولته بالامس من دار الفتوى بلقاء مفتي الجمهورية، الشيخ عبد اللطيف دريان، وانتقل إلى مقرّ المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، حيث التقى نائب رئيس المجلس، الشيخ علي الخطيب كما زار بخاري شيخ العقل لطائفة الموحّدين الدروز في لبنان الشيخ سامي أبي المنى. ومساء اقام البخاري افطارا في مقر اقامته في اليرزة بحضور رئيسي الحكومة السابقين تمام سلام وفؤاد السنيورة، وزير الزراعة ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، النائب السابق وليد جنبلاط، النائبة بهية الحريري، رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع،رئيس حزب الكتائب سامي الجميل الجميل، السفيرة الاميركية، والسفيرة الفرنسية، وسفير الكويت. على ان يكون هناك افطارا اليوم يجمع القادة الامنيين ووزراء الداخلية السابقين والوزير الحالي. وعلى هامش الافطار التقى ميقاتي البخاري، حيث بادره قائلاً: «سعادتك نوّرت البلد. ورداً على سؤال»، قال ميقاتي: لم أشعر يوماً أن أبواب المملكة موصدة في وجهي وسأزور السعودية خلال شهر رمضان، وعلم ان الزيارة لاداء فريضة العمرة.
نصرالله والانتخابات
الى ذلك، وفي وقت تبدو انتخابات المغتربين بخطر في ظل اضراب في صفوف موظفي الخارجية، اجتمع رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي اليوم مع وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب لمحاولة ايجاد مخارج للازمة.
من جانبه، اكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ان السفارة الاميركية والفريق الاخر لديهم مصلحة لتاجيل الانتخابات النيابية، وقال» ننظر بريبة لمحاولات تعطيل الاستحقاق الانتخابي، وقال لقد بدا «الهمس» في السفارات لتأجيل الانتخابات، ودعا من يريد ان يعلن الاضراب من القضاة، والموظفين الديبلوماسيين، المعلمين، لا تجعلوا الانتخابات رهينة مطالبكم المحقة.
نصرالله يحذر
واكد نصرالله ان هناك اجواء تنقل عن السفارة الاميركية وجرى تعميمه في البلاد، بان حزب الله وحلفاؤه سيحققون الاغلبية في المجلس النيابي المقبل، مؤكدا ان هدفنا ليس الحصول على ثلثي اعضاء المجلس النيابي لانه غير منطقي وواقعي، لان رؤيتنا في هوية البلد لا تتم بالاستقواء ولا بالاغلبية ولا بالسلاح وانما بالتفاهم بين الجميع، لكنه تحريض للتحفيز على الانتخاب.
محاولات «التبريد»
وحذر السيد نصرالله من تكون الاهداف «لتبريد» جمهور وانصار حزب الله وحلفاءه، ودعا الى عدم الركون الى هذه القراءة، وهناك معركة انتخابية ويجب ان نشارك فيها بقوة ولا يؤثر ذلك على الحماسة. وذكر بما حصل في انتخابات 2009 حين قلبت النتائج في بعض الدوائر على الرغم من انفاق السعوديين ملايين الدولارات في حينها، بحسب ما اعترف به مسؤول سعودي في حينها. وحذر من دخول مال انتخابي استغلالا لحاجات الناس، وقال «لا تركنوا لتوقعات او دراسات وادخلوا المعركة السياسية بكامل الحماسة والجهد».
التصويت للحلفاء
وبعد ساعات من تحريض مباشر من قبل رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع للناخبين الشيعة على التيار الوطني الحر، اكد نصرالله ان الهدف انجاح مرشحينا ومرشحي الاصدقاء والحلفاء، ولفت الى حلفاء الحزب اقوياء وليسوا بحاجة لمساعدة حزب الله في الكثير من الدوائر، ولكن من الطبيعي دعم الحلفاء والاصدقاء.
لا نريد الغاء احد
ودون ان يسميه، «غمز» السيد نصرالله من «قناة» النائب السابق وليد جنبلاط الذي سبق واتهم محور «الممانعة» بمحاولة الغائه، اكد السيد نصرالله اننا لا نريد الغاء احد، بل يجب ان يتمثل الجميع بحجمهم الحقيقي… وبعد ان ذكر قوى 14 آذار بدورها الالغائي طمأن الجميع قائلا «لا نريد ان نسيطر او نحكم البلد فهذا ليس طموحنا، وهو اصلا امر غير عملي…»
«معركة وهمية»
ولفت السيد نصرالله الى ان الاغلبية لم تقدم في برامجها اي شان اقتصادي، وهم يكتفون بشعارات نزع سلاح حزب الله لاسترضاء الاميركيين والسعودية وبعض الدول العربية التي لديها مشاكل مع حزب الله، لاستدراج الدعم السياسي والمالي «الدولار الطازج».
من يخرب العلاقات العربية؟
وسخر السيد نصرالله من مقولة ان حزب الله «يخرب» العلاقات مع العرب، ولفت الى ان السعودية والامارات هما من شنتا الحرب في اليمن، فهل من يقف من المظلوم هو من يخرب العلاقات العربية او من شن العدوان؟ وقال نحن لم نطالب بتغيير النظام السعودي بل طالبنا وقف التدمير والظلم في اليمن. ونصح حكام المملكة بان لا يراهنوا على غير التفاوض مع «انصار الله» لان ايران واصدقاء هؤلاء لن يضغطوا عليهم، وعليكم التفاوض معهم مباشرة ولا تنتظروا من احد ان يطلب منهم التنازل عن حقوقهم. وتساءل من خرب العلاقات العربية من خرب سوريا او من دافع عنها؟
اهانة امنية
وما ارجأ السيد نصرالله الحديث عنه الى يوم القدس حول تداعيات العمليات الفلسطينية في الاراضي المحتلة كشفت عنه كبار القيادات الاسرائيلية، وفي هذا السياق، تحدثت صحيفة «هآرتس» ان الضباط الكبار في الجيش الإسرائيلي شاهدوا في الأيام الأخيرة سلوكاً غير مسؤول لقوات الشرطة والجيش الإسرائيلي و»الشاباك» في شوارع تل أبيب أثناء مطاردة الشاب الفلسطيني الذي نفذ العملية الاخيرة. ونقلت عن مسؤول امني كبير قوله» حقيقة أننا أنهينا هذه الحادثة بدون قتلى بنيران قواتنا، فهذا من حسن حظنا وليس لشيء آخر ولا أحد يعرف ما الذي يحدث هناك، جنود ومواطنون كانوا يركضون ويحملون السلاح إلى بيوت السكان. يركضون مسلحين وراء مدني بين الأزقة دون أن يعرف أحد عن الآخر. كان هذا إهانة امنية خطيرة.
«فوضى خطيرة»
مصدر عسكري كبير شارك وصف إدارة الحدث في تل أبيب،»بالفوضى» الخطيرة فهناك أشخاص مسلحون بملابس مدنية يبحثون عن مطلوب مسلح بملابس مدنية خرج مئات الجنود في الخدمة الدائمة والجنود الذين يعيشون في المنطقة من بيوتهم بملابس مدنية حاملين السلاح وبدأوا يركضون في الساحات لإطلاق النار على المخرب. حتى ذلك الوقت، لم يعرف أحد كيف كان شكل «المخرب» بحث الجميع عن شخص بملابس مدنية يحمل مسدساً في الوقت الذي كان يتجول في تلك المنطقة مئات الأشخاص الذين يستجيبون لهذا الوصف. وبدلاً من ملاحقة المخرب، نشأ وضع انتقل فيه جل الاهتمام إلى محاولة السيطرة على القوات التي تدفقت إلى هناك، وقال ضابط كبير في الشرطة. «جنود بدون تجربة في المجال المدني عملوا هناك مع ضباطهم الذين هم في جيل لا يزيد على 24 – 25 سنة، والذين هم أنفسهم ليست لديهم تجربة».
جيش «ضعيف»
وحال الجيش الاسرائيلي لا يقلّ سوءا عن جهاز الامن الداخلي ، فوفقا لصحيفة «اسرائيل اليوم» الوحدات العسكرية بمعظمها غير مدربة، غير خبيرة، ويقف على رأسها رئيس أركان أدمن العلاقات العامة منذ بداية ولايته، إلى جانب إلغائه خيارات المبادرات، وبات الجيش عديم قدرات الردع أو الحسم، وهيئة الأركان متعبة تعارض المبادرات، وجنرالات يفضلون الاحتواء والامتناع عن العمل من خارج الصندوق وأخذ مخاطرات. وبرأي الصحيفة اذا لم مبادرة لتصحيح الخلل ستكون اسرائيل اما المزيد من الوهن، والمزيد من ضباط الحرص على «اقعد ولا تفعل شيئاً»، والحرص على التقاعدات وإنهاء الولاية بسلام بدون لجان تحقيق وبدون تحقيق اي هدف…!
**********************************************
الشرق
السفير السعودي يجول على القيادات الروحية ويقيم إفطاراً جمع معظم الزعامات السياسية
السفير السعودي من دار الفتوى الى بكركي…نتوسم خيرا للبنان
الازمة المعيشية تتفاقم .. والكابيتال كونترول في اللجان غدا
من الجولة على القادة الروحيين المسلمين والمسيحيين المفتتحة سنياً صباحا في دار الفتوى والمختتمة مارونياً عصر امس في بكركي ، الى موائد الافطار لرئيس الحكومة ورؤساء جمهوريات وحكومات سابقين وسفراء دول عربية وغربية في دارة اليرزة مساء، الحدث واحد. حركة السفير السعودي وليد البخاري، العائد الى بيروت بأجواء خليجية انفراجية، يؤمل ان تطول اذا لم تصبها الانتكاسات اللبنانية الانتخابية وتفتح عليها ابواق مدافع المحاور «غب الطلب» الاقليمية بألسنة لبنانية.
العودة الخليجية الموضوعة تحت الرصد الدقيق من المحور الممانع، خرقت الصخب والضجيج الانتخابي الذي ترتفع حماوته تدريجيا مع كل لائحة تعلن لتشكل خارطة واضحة لاشكال المنافسة، وكل برنامج انتخابي يطرح مستحضرا عدة العمل الخطابي والادوات الاتهامية للفريق الآخر، فيما لم تغب من مدار النقاش اللبناني جمعة حزب الله للزعيمين المارونيين النائب جبران باسيل ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية على افطار امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله.
وابدى مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان بعد استقباله بخاري ارتياحه واللبنانيين لعودة الديبلوماسية الخليجية الى لبنان وفي مقدمتها سفيرا المملكة العربية السعودية ودولة الكويتن.
سفير قطر
ويفترض ان يستكمل مسار العودة الخليجية الى بيروت، بعودة السفير القطري الى لبنان في الساعات المقبلة.
سيدة الجبل يناشد
وليس بعيدا، اعتبر «لقاء سيدة الجبل» أن الغاية من إستدعاء كل من جبران باسيل وسليمان فرنجية، مع حفظ الألقاب، إلى الضاحية الجنوبية هي إفهام أي مدّعي زعامة أن لا ملجأ ولا مرجع له سوى موقع المرشد الأعلى للدولة اللبنانية السيّد حسن نصرالله، بصفته الوالي المحلي للوليّ الفقيه في لبنان». وتوجّه «اللقاء» إلى «الكنيسة اللبنانية ومن خلالها إلى الكنيسة الرسولية العالمية برسالة واضحة :»إن وطننا الحبيب لبنان واقعٌ تحت الإحتلال الإيراني ونطالب أصدقاء لبنان بالمساعدة في تحريره من هذا الإحتلال».
جعجع
على صعيد آخر، الاستعدادات للانتخابات في أوجها. وعقب كلمة نارية لرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل خلال اطلاقه لوائح ومرشحي التيار السبت، توجّه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الى اللبنانيين عموما والناخب الشيعي خصوصا، «يللي كلّ عمرو جارنا الأقرب»، سائلا «هل تعلم انّك حين تنتخب «حزب الله» انت لا تنتخب «المقاومة» الراسخة في رأسك، بشكل نظيف وعفوي وصافٍ، وفي عاطفة ووجدان مُعيّن؟ فانت تنتخب شخصا اسمه «جبران باسيل» زرعه «حزب الله» في لوائحه على امتداد الوطن.
بين نهجين
في المقابل، أكد رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، «أن الإستحقاق النيابي المقبل أفرز مسارين ونهجين، نهج نعبر عنه في كل لقاءاتنا، نهج البناء والحماية والإنماء والإستثمار والتوظيف والادارة، نهج الأمل والحرص على بناء البيئة والدولة النظيفة من الفساد الهدام، ونهج الصلابة والثبات والقدرة على الدفاع عن النفس والوجود والمؤسسات والأرض. أما النهج الآخر للأسف فهو نهج يعتمد المناكفة ويبحث بين مناهج الآخرين عما يناكف به، دون أن يملك مشروعا خاصا به يعرضه على الآخرين، نهج يؤدي في نهاية المطاف الى الجفاف والتصحر وإلى الإفلاس وانهيار الدولة والحاجة لتسول المساعدات من هنا وهنالك».
اقتراع المغتربين
الى ذلك، وفي وقت تبدو انتخابات المغتربين بخطر في ظل اضراب في صفوف موظفي الخارجية، اجتمع رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي امس مع وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب.
ازمة الرغيف
معيشيا، الاوضاع تبدو حرجة على خط ازمة الرغيف رغم اعلان الرئيس نبيه بري عن حلحلة على هذا الصعيد السبت. أعلن رئيس تجمع نقابة اصحاب الافران المستقلة والباتيسري والحلويات رياض السيد في بيان، ان «الافران لم يعد لديها كميات من الطحين للاستمرار في انتاج الخبز بسبب عدم سداد ثمن القمح المستورد من قبل مصرف لبنان «. وقال:» من ابرز الافران التي ستتوقف افران كبيرة منتشرة على جميع الاراضي اللبنانية، بالاضافة الى افران اخرى في الجنوب والبقاع والشمال».
الدواء
اما دوائيا، فاكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، بحسب ما نقل عنه وزير الصحة فراس الأبيض، أهمية موضوع الصحة وخصوصا الدواء بالنسبة الى الحكومة، مشيرا الى انه على رأس جدول أولوياتها، ومشددا على الإستمرار بجدولة الأموال وإرسالها الى الخارج لضمان إستمرارية وصول الدواء الى لبنان والعمل على أي وسيلة ممكنة لتأمين الإطمئنان لشركات الأدوية العالمية، كي لا يؤثر الموضوع على صحة المواطن أو توافر الدواء في لبنان. وعقد الرئيس ميقاتي اجتماعا في مكتبه في السراي بمشاركة الوزير الأبيض، مع وفد تجمع الشركات العالمية لإستيراد الأدوية في لبنان، وتم البحث في آلية إستمرار إستيراد الأدوية خصوصا تلك التي لا تنتج في لبنان.
مجلس الوزراء
ولاحقا، رأس ميقاتي إجتماعاً للجنة الوزارية المكلّفة معالجة تداعيات الأزمة المالية على سير المرفق العام، وتم خلال الإجتماع الإتفاق على سلسلة إقتراحات ستُعرض على مجلس الوزراء الذي يجتمع الاربعاء، لدرسها وإقرارها.
الكابيتال كونترول
وفيما تنتظر اموال ومساعدات العالم وصندوق النقد الدولي، للبنان، الاصلاحات، دعا الرئيس بري اللجان النيابية الى جلسة مشتركة ظهر غد الاربعاء للبحث في جدول الأعمال الذي تصدر بنوده مشروع القانون الوارد في المرسوم الرقم 9014 الرامي إلى وضع ضوابط إستثنائية وموقتة على التحاويل المصرفيه والسحوبات النقدية، اي قانون الكابيتال كونترول.
الاتصالات في بعبدا
على صعيد آخر، تسلّم رئيس الجمهورية ميشال عون تقريراً خاصاً بقطاع الاتصالات من رئيس ديوان المحاسبة القاضي محمد بدران، يظهر وجود مخالفات وتجاوزات في المؤسسات التابعة للقطاع وهيئة اوجيرو وشركتي الخلوي، تتناول مسائل ادارية وتنظيمية ومالية، إضافة الى توصيات واقتراحات لتحسين الانتاجية وضبط الهدر والمخالفات. واثنى الرئيس عون على «الجهد المبذول لإنجاز التقرير الذي يفترض أن يأخذ مجراه القانوني».
جولة بخاري على القيادات الروحية…
دريان: عودة الديبلوماسية الخليجية تبشّر بالخير
زار السفير السعودي وليد البخاري دار الفتوى للقاء مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان. وابدى دريان ارتياحه واللبنانيين لعودة الدبلوماسية الخليجية الى لبنان وفي مقدمها سفيرا المملكة العربية السعودية ودولة الكويت، وأكد خلال استقباله البخاري ان العودة تبشر بالخير القادم على لبنان رغم كل الظروف التي يمر بها وبمستقبل واعد للبنانيين الذين يعيشون في أزمات صعبة للغاية، وقال بعد كل أزمة انفراج بإذن الله وعليه الاتكال.
وشدد على أهمية المحافظة والحرص على العلاقة المميزة مع دول مجلس التعاون الخليجي وفي مقدمها المملكة العربية السعودية.
ورد السفير البخاري بتحية محبة وتعاون، وقال: نتوسم خيرا للبنان وللبنانيين.
وقدم لسماحته 30 الف مصحف بتصرف دار الفتوى عبارة عن هبة مقدمة من عاهل المملكة العربية السعودية الملك سلمان بن عبد العزيز لتوزيعها على المساجد ومراكز حفظ القرآن الكريم في لبنان ومن يريد من اللبنانيين.
واعلن السفير بخاري عن اطلاق جائزة القرآن الكريم السنوية بعنوان «اقرأ» التي تقيمها السفارة السعودية لدى لبنان في شهر رمضان المبارك من كل عام برعاية مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان على ان يتم توزيع جوائز مالية للفائزين في حفل يقام أواخر الشهر في دار الفتوى.
الشيعي الاعلى: وبعد زيارته دريان، توجّه السفير السعودي الى المجلس الاسلامي الشيعي حيث استقبله نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب، الذي هنأه بحلول شهر رمضان المبارك، وكانت مناسبة تم خلالها التداول في تطورات الاوضاع العامة في لبنان والمنطقة.
وتمنى الخطيب «أن تشكل عودة السفير بخاري مع أشقائه الى لبنان بداية مسار جديد في توطيد العلاقات الاخوية بين البلدين الشقيقين».
شيخ العقل: من ثم استقبل شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي ابي المنى في دار الطائفة – بيروت اليوم، سفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري مهنئا بحلول شهر رمضان المبارك.
وأفاد بيان لمشيخة العقل، أن «اللقاء كان مناسبة لعرض التطورات السياسية في لبنان والمنطقة، قدم خلاله الشيخ ابي المنى التهنئة للسفير بخاري بعودته الى لبنان ومتابعة نشاطه الدبلوماسي في سبيل تعزيز علاقات الصداقة بين البلدين وتوطيد الروابط الأخوية العريقة بين طائفة الموحدين الدروز والمملكة العربية السعودية على مر التاريخ، محملا إياه التحيات الى الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان والتقدير البالغ للمملكة التي وقفت دائما الى جانب لبنان إبان المحن والمراحل الصعبة العديدة التي مر بها».
بكركي: واختتم البخاري جولته على رؤساء الطوائف الروحية بزيارة بكركي ولقاء البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي.
«أمل»: للاستفادة من انفراج
علاقات لبنان مع العرب
دعا المكتب السياسي لحركة أمل إلى الاستفادة من مناخات الإنفراج في علاقات لبنان مع المحيط والعالم خصوصاً مع الدول العربية الشقيقة.
ونوّه بالمراحل التي قطعتها الماكينات الإنتخابية للحركة ولحلفائها والاستعدادات لإنجاز الإستحقاق الإنتخابي الذي يبقى المعبر الوحيد للخروج من الواقع السياسي الراهن إلى واقع أفضل يعبر من خلاله اللبنانيون عن حقهم في صياغة المشروع السياسي والنظام الديموقراطي لحياتهم الوطنية، ويرى المكتب أن الهمهمات التي تثار حول إجراء العملية الإنتخابية مردودة على أصحابها، وعلى السلطة التنفيذية عبر الوزارات المختصة أن تؤمن المستلزمات لهذا الشأن.
وأيدت الحركة في بيان الخطوات المزمع إجراؤها في الشان النقدي من قبيل الكابيتال كونترول والإتفاق مع الجهات المختصة مع ضرورة التأكيد على أن أية عملية تتعلق بالقطاع المصرفي يجب أن يكون على رأس أولوياتها حقوق المودعين وإلزام المصارف بدفع هذه الحقوق.
ورفضت الحركة منطق التساهل بمتابعة الشؤون الحياتية الخانقة للمواطنين تحت ذريعة الصوم أو الإنتخابات أو قصر ما تبقى للحكومة من عمر، إذ أن العناوين ما زالت إياها في قطاعات الطبابة والصيدلة والخبز والنقل والغلاء الفاحش لمجمل السلع مع عجز واضح في ردع المتسببين الذين لا يراعون حرمة الصيام عند عموم اللبنانيين.
إفطار سياسي وديبلوماسي في دارة السفير
ميقاتي: سأزور المملكة خلال رمضان
شارك في الافطار في دارة السفير السعودي وليد البخاري في اليرزة امس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وزير الزراعة عباس الحاج حسن ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، والرؤساء أمين الجميّل وميشال سليمان وفؤاد السنيورة وتمام سلام النائب بهية الحريري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع والنائب المستقيل سامي الجميّل.
كما شارك سفراء الكويت وقطر وأميركا وفرنسا وألمانيا وروسيا ومنسقة الامم المتحدة في لبنان.
وعقد ميقاتي قبل الافطار لقاء مع بخاري وقال بعده «تحدث سعادته عن الشراكة الفرنسية – السعودية في ما يتعلق بدعم ستة قطاعات في لبنان.
ورداً على سؤال، قال ميقاتي: «بإذن الله سأقوم بزيارة للمملكة العربية السعودية قريباً جداً، وإذا أردتم معرفة التاريخ خلال شهر رمضان المبارك».