شؤون لبنانية

افتتاحيات الصحف الصادرة صباح اليوم

الأخبار

 القطيعة السعودية مستمرة مع العهد… والمصالحة تشمل خصوم حزب الله فقط

عملياً، عودة السفير السعودي وليد البخاري إلى بيروت ليست إنهاء للقطيعة الدبلوماسية مع لبنان، رغم البيان الذي دبّجته الخارجية السعودية لتغطية هذه العودة. إنهاء القطيعة يفترض، وفق الحدّ الأدنى من اللياقات الدبلوماسية، أن يكون قصر بعبدا والرئيس ميشال عون الوجهة الأولى للبخاري. فيما المؤشرات الأولى لحركة السفير العائد تشير إلى أن ممثل الرياض في لبنان بات «مفتاحاً انتخابياً» يدعو إلى «موائد الرحمن»، لا سفيراً دبلوماسياً، وإن كان الغموض لا يزال يحيط بالموقف السعودي الذي يحمل إشارات متناقضة حيال الاستحقاق واللوائح والمرشحين، وصولاً إلى المال الانتخابي.

مصادر على صلة وثيقة بالسعوديين أكدت أن «عودة السفير انتخابية بامتياز»، وأن «القطيعة مع العهد ورئيس الجمهورية مستمرة، فيما المصالحة هي مع خصومه وخصوم حزب الله». وقالت المصادر إنه «ليس من الضرورة أن تُعلن المملكة موقفاً من الانتخابات، لكن الشخصيات التي ستحدّد لها مواعيد في السفارة ستشكل مؤشراً للوجهة السعودية».

ويبدو الرئيس فؤاد السنيورة، حتى الآن، في مقدّم هذه الشخصيات. فقد سُجّل بعد عودة البخاري الاتصال الثاني خلال أيام بينه وبين رئيس الحكومة السابق، الذي تشير المصادر إلى أن حراكه الانتخابي «انطلق»، وأنه «بات أكثر أريحية وجرأة في ملاعبة تيار المستقبل، بعدما هالته بدايةً هجمة التخوين المستقبلية ضده باعتباره مُنقلباً على قرار الرئيس سعد الحريري»، فضلاً عن «التحرك المضاد» الذي يقوم به الأمين العام للتيار أحمد الحريري وأحمد هاشمية والماكينة الانتخابية الزرقاء، إن لجهة دعم مرشحين من تحت الطاولة أو الدعوة إلى مقاطعة الانتخابات.

ويحاول السنيورة حالياً الالتفاف على هجمة «المستقبل» من داخله. فبعدما نجح في تحقيق اختراق في العائلات البيروتية التي كانت ترفضه، بدأ باستقطاب مستقبليين سابقين انضموا إلى ماكينته الانتخابية، وإن كان هؤلاء لا يزالون يحاذرون الإعلان عن نشاطهم تحسباً لرد فعل الحريري. وفي هذا السياق، فإن كثراً ممن كانوا مفاتيح انتخابية للتيار، صاروا أكثر ميلاً لدعم لائحة «بيروت تواجه». و«الصيد الأسمن» الذي نجح السنيورة في استقطابه هو النائب السابق سليم دياب الذي بدأ يتحرك بفعالية في الأوساط البيروتية دعماً للائحة «بيروت تواجه»، علماً بأنه لا يزال يحظى بعلاقات متينة مع القواعد الشعبية ويمتلك شبكة علاقات واسعة في بيروت يمكن أن يجيّرها لمصلحة اللائحة. كما بدأ السنيورة التحرك على خط نافذين ورجال أعمال مقربين من الحريري، والتأكيد لهم أن خوضه المعركة في بيروت هو «مشروع مؤقت لئلا يستبيح حزب الله المدينة، في انتظار عودة الحريري». وفي هذا الإطار، علمت «الأخبار» أن مساعي السنيورة استهدفت أخيراً أحد المقاولين الكبار المعروفين بقربهم من الحريري، إلا أن الرجل لم يكُن متحمساً لرئيس الحكومة السابق وطروحاته.

كذلك يعمل السنيورة على فتح خطوط مع معظم المرشحين السنّة، حتى أولئك الذين لن «يهضموا» دوره ويتمسكون بـ«الوفاء» للرئيس الحريري، ولو بالمواقف. قنوات السنيورة المفتوحة من فوق الطاولة وتحتها، هدفها واضح، وفق ما يردّد مطّلعون، مشيرين إلى أنه يطمح إلى رعاية كتلة نيابية تضمّ النواب الذين خرجوا من رحم تيار المستقبل كـ(محمد القرعاوي ومحمد سليمان ووليد البعريني وهادي حبيش) تحفظ نفوذه في حال أفول نجم الحريري تماماً، وتشكّل مع القوات اللبنانية والشخصيات السنّية الأخرى كالنائب فؤاد مخزومي ونبيل بدر في حال فوزه، «بيضة قبان» المجلس الجديد، وتكون مهمتها رفض التسويات التي يمكن أن تعقدها القوى السياسية، بالتماهي مع الموقف السعودي إذا ما قرّر رعاية السنيورة، على أن تكون الخطوة الأولى عدم انتخاب نبيه بري لرئاسة مجلس النواب والامتناع عن إعطاء الثقة للحكومة المقبلة.

******************* 

النهار

 تعويم 8 آذار… في مواجهة العودة الخليجية؟

اذا كان للتطورات والتحركات التي طرأت على المشهد الداخلي في الأيام الأخيرة من دلالات بارزة، فهي لم تعد تتصل فقط بارتباطها بالعد العكسي للانتخابات النيابية في 15 أيار المقبل، بل أيضا بمعالم انعكاسات محلية لتطورات خارجية جديدة حيال #لبنان تزامن صدورها تباعا في تزامن لافت بين بدايات عودة السفراء الخليجيين الى بيروت والتوصل الى الاتفاق الاولي بين الحكومة وصندوق النقد الدولي. ذلك ان الانطباعات والمعطيات التي تركها اندفاع “حزب الله” الى إعادة تعويم ما كان يشكل سابقا تحالف 8 آذار الذي كاد بدوره ان يندثر تحت وطأة الزلزال السياسي والاجتماعي الذي خلفته انتفاضة 17 تشرين الأول 2019 وتداعيات الانهيار، لا تقف دلالاتها عند المسببات الانتخابية وحدها بدليل ان المبادرة التي تولاها الأمين العام لـ”حزب الله ” السيد حسن نصرالله شخصيا عبر جمع حليفيه المارونيين الخصمين اللدودين رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل ورئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية ليل الجمعة الماضي جاءت خارج التحالفات الانتخابية وبعد انجاز اعلان اللوائح. وهو الامر الذي يعد مؤشراً حاسماً الى ان الرسالة التي أراد الحزب اطلاقها من جمع حلفائه وتعويم جبهة او تحالف 8 اذار مجددا تتجاوز الأهداف الانتخابية الى “مواجهة” تطورات يعتبرها تمس بالتوازنات الداخلية مجددا، وفي مقدمها عودة ال#دول الخليجية الى ملء فراغاتها في الساحة الديبلوماسية والسياسية على المسرح اللبناني وعدم تركه للنفوذ الإيراني سواء في لحظة انتخابية او في المرحلة التي ستعقب الانتخابات وتطل على الاستحقاق الرئاسي. وفي ظل جمعه لباسيل وفرنجية الجمعة وبعد رصد ترددات هذه الخطوة فان نصرالله يبدو كأنه تفرغ تماما للمضي في لملمة وتحصين تحالف 8 اذار، اذ انه سيتحدث الليلة في اطلالة تلفزيونية عن التطورات الانتخابية وملفات أخرى بما يعكس الأولوية المطلقة التي يوليها الحزب لاعادة تعويم جبهة حلفائه عشية الانتخابات من جهة وكرسالة واضحة الى قدرته الساحقة على التحكم بجانب أساسي من المشهد الداخلي ردا على أي تطور داخلي او خارجي من شانه ان يؤثر على توازنات البلاد .

وبدا لافتا في هذا السياق انه فيما تجاهل باسيل الحديث عن اللقاء ولم يأت على ذكره في الخطاب الذي القاه غداة يوم اللقاء، بادر فرنجيه في لقاء له مع مجموعة من اساتذة “المرده” في بنشعي، الى التأكيد أن اللقاء مع باسيل “جاء في سياقه الطبيعي وبمعزل عن اي تحالف انتخابي كما بات واضحا وأردناه علنيا، لاننا نعتمد معكم الشفافية والوضوح”. واضاف: “كان هناك حديث عن فتح صفحة جديدة وامكانية استتباع اللقاء بجلسات تنسيقية”. وردا على سؤال أوضح فرنجيه ان “اللقاء جرى بدعوة من السيد حسن نصرالله، الذي هو ضمانة لأي لقاء، وكنا لنلبي أيضا لو وجهت الينا الدعوة من غبطة البطريرك أو من رئيس الجمهورية”.

عودة السفراء

وفي هذه الاثناء وعلى ضفة العودة الخليجية الى لبنان تلقى رئيس الوزراء نجيب ميقاتي اتصالا من وزير خارجية الكويت الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح جرى خلاله عرض للأوضاع اللبنانية والعلاقات بين لبنان ودول الخليج العربي، في ضوء التطورات الايجابية التي سجلت أخيرًا. وقال وزير خارجية الكويت خلال الاتّصال، إن “دول الخليج تتطلع إلى استقرار لبنان الشقيق الحبيب وأمنه واستعادة عافيته”. وشدد على ان “الروابط التي تجمع الكويت ولبنان بشكل خاص هي روابط متينة جدا تزداد رسوخا مع الايام”، مؤكداً ان “الكويت لن تدخر اي جهد لدعم لبنان ومساعدته على النهوض من جديد”. وتابع: “إن عزم رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي على استعادة العلاقات اللبنانية- الخليجية عافيتها ومثابرته على تبديد ما اعتراها من شوائب هو أمر مقدّر ويعبّر عن ايمان وطيد بعمق لبنان العربي”.

وجدد ميقاتي الشكر للكويت، “أميرا وحكومة على وقوفها الدائم الى جانب لبنان، ومساعيها وجهودها لعودة العلاقات اللبنانية – الخليجية الى صفائها وحيويتها”.

وقال: “إن هذه الجهود يقدرها جميع اللبنانيين، وهي ستبقى على الدوام محطة مضيئة في تاريخ علاقات لبنان والكويت”. وفيما زار ميقاتي في دارته السفير الكويتي عبد العال القناعي، شرع السفير السعودي وليد البخاري في إقامة سلسلة افطارات في دارته في اليرزة بدءا بافطار أقامه امس على شرف مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان ومفتي المناطق.

وبازاء هذه التطورات لاحظ البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في عظة الشعانين امس ان “تباشير ثلاثة ظهرت هذا الأسبوع هي: إعلان زيارة قداسة البابا فرنسيس لبنان في حزيران المقبل؛ الاتفاق المبدئي مع خبراء صندوق النقد الدولي؛ عودة سفراء الدول الخليجية إلى لبنان. وإذ تأتي هذه الخطوات الإيجابية بينما تحصل تطورات مهمة على الصعيدين الإقليمي والدولي، نأمل أن تستفيد منها الدولة اللبنانية وتوظفها في الإطار الوطني دون سواه”.

الاحتدام الانتخابي

اما على صعيد المشهد الانتخابي فشهد “السبت الناري” مجموعة واسعة من المهرجانات الانتخابية التي اطلقت فيها مواقف سياسية بارزة من اتجاهات مختلفة ولكن الأبرز فيها تمثل في ارتفاع لافت في سقوف المواجهات بين القيادات والقوى المسيحية خصوصا. وفي هذا الاطار شن رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل اعنف حملاته وهجماته على “القوات اللبنانية”.وجاءت كلمته في مهرجان اعلان لوائح التيار تحت شعار “ما خلونا ونحن كمان ما خليناهن” فـ”اعتذر” من اللبنانيين لان فريقه لم يستطع المضي قدما في الخطط التي وضعها للاصلاح والانماء، كما هاجم “مَن غدروا” بالتيار والمجتمع المدني وخصومه، متوعدا اياهم بالمحاسبة. واكد “أنّنا نُريد أن نُحاسب مَن فتحنا لهم باب المسامحة وعقدنا معهم مصالحة على أساس أن نكون فريقاً واحداً داعماً للعهد أمّا هم فانتخبوا الرئيس ليفشّلوه ويسقطّوه ويتباهون بهذا الامر”.

في المقابل اطلق الرئيس فؤاد السنيورة دعوةٌ الى مشاركة كثيفة في الانتخابات. ورأى أن “الهواء المنعش عاد الى بيروت مع عودة السفيرين السعودي والكويتي وليد البخاري وعبدالعال القناعي، بعد أن كاد النفس أن ينقطع”. وخلال سحور رمضاني للائحة “بيروت تواجه”، اضاف “أقول ذلك لأن لبنان العربي يواجه حملة متصاعدة لتغيير هويته العربية واستتباع دولته واختطافه وهذا ما ترفضه بيروت ويرفضه اللبنانيون. وتوجه إلى “كل من يتقاعس أو يحاول أن يبرر عدم قيامه بواجبه الانتخابي في 15 أيار متذرعا بكل الأعذار غير المقبولة ومنها انه لا توجد فائدة من الانتخاب وبالتالي لن يتغير شيء”. وقال: “هذا الكلام غير صحيح، بإمكاننا أن نغير إذا ذهبنا وشاركنا في هذه الإنتخابات. ماذا سنفعل في 16 أيار إذا لم نشارك؟ هل نذهب للنق “.

وتعهد رئيس حزب الكتائب سامي الجميّل بدوره خلال اطلاق لائحة “متن التغيير” بمواجهة وضع يد حزب الله على لبنان وتطوير النظام السياسي بدءا باللامركزية الموضوعة بدُرج رئيس مجلس النواب نبيه بري، كما نتعهد بتطبيق الحياد الكامل عن كل صراعات المنطقة، والعمل على خطة اقتصادية مبنية على رؤية اقتصادية ونظام متوازن يؤمّن فرص عمل لكل اللبنانيبن”.

من جانبه أكد رئيس كتلة “اللقاء الديموقراطي” النائب تيمور جنبلاط خلال اعلان مرشحي “لائحة الشراكة والإرادة” في الشوف وعاليه “عدم الاستسلام”، وقال “نلتقي كي نكمل معركة السيادة، ‏‎معركة تثبيت عروبة لبنان، وعلاقات لبنان الطبيعية مع الدول العربية، معركة قرارنا الوطني الحر والمستقل من دون أي هيمنة خارجية أو داخلية”.

*******************************************

نداء الوطن

تنسيق سعودي – كويتي مع ميقاتي… والعين على “إفطار بخاري”

باسيل “يتبكبك” انتخابياً: جعجع أفشلَ عون!

“حُبّ الرئاسة مرضٌ روحيّ يصيب الإنسان الذي لم يتعلم التواضع بعد”… عبارة ضمّنها المطران الياس عودة عظة الأحد أمس، واختزنت في طياتها أفضل تعبير عن خلفيات صورة اللقاء الذي جمع من خلاله الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، كلاً من رئيسي “التيار الوطني الحر” وتيار “المردة”، جبران باسيل وسليمان فرنجية، متضرعاً إلى الرب أن “يخلّصنا من الآفات الروحية المتمثلة بحب الرئاسة والتسلط والكبرياء والاستئثار بالرأي والأنانية”.

غير أنّه، وعلى قاعدة الموازنة بين “عدم تسخيف أهمية اللقاء وعدم تضخيمه”، حرص باسيل في إطلالته المتلفزة مساءً على وضعه ضمن الإطار “الطبيعي”، باعتبار أنّ “السيّد وجه لنا الدعوة ولم أرَ سبباً لعدم تلبيتها”، نافياً أن يكون تم التطرق على مائدة “حارة حريك” إلى مرحلة ما بعد الانتخابات “لا في الملف الحكومي ولا في الملف الرئاسي”…

وفي المقابل، بدا رئيس “التيار الوطني” متماهياً مع “الأجندة الانتخابية” التي تجمعه مع “حزب الله”، من خلال تصويبه المباشر على “القوات اللبنانية” واتهامها بتجاوز سقف الإنفاق الانتخابي و”دفع المصاري للناس في بيوتهم”، فضلاً عن الميزانية الكبيرة التي تصرفها على “البانوهات والتلفزيونات”، بينما بادر من ناحيته إلى اتباع استراتيجية “التمسكن” سياسياً و”التبكبك” مالياً لاستجرار عطف الناخبين قائلاً: “ما معي حق “بانو”… وأعترف أنّ سمير جعجع نجح في إفشال عهد ميشال عون… وهيدا كافي ليربح”.

أما على ضفة تحالفه الانتخابي مع “الثنائي الشيعي”، فأطلق باسيل العنان لاستراتيجية “القنابل الدخانية” في سبيل التعمية على حقيقة انضوائه في حلف واحد مع “حركة أمل” بعد سيل الاتهامات التي ساقها بحق “الحركة” ورئيسها نبيه بري بالضلوع في الفساد، مستخدماً رسماً تشبيهياً لتبرير هذا الحلف بإشارته إلى أنه وبري يركبان “قطاراً واحداً” انطلق من “الحاجة المشتركة” التي تجمعهما مع “حزب الله”، بينما لكل منهما “مشهده المختلف من نافذة القطار” على أن يكون لهما “وجهتان مختلفتان عندما يصل إلى محطته الأخيرة”.

وفي معرض مضيّه قدماً على خطى “حزب الله” في تخوين الخصوم والمعارضين، اتهم باسيل جهات خارجية وسفارات بدفع الأموال منذ اندلاع ثورة 17 تشرين لبعض الأحزاب ولجمعيات مدنية و”NGOs” في سبيل إضعاف العهد وتياره وتقويض فرص نجاح أركان السلطة القائمة في الانتخابات، رافضاً في المقابل اعتبار “سلاح حزب الله” عائقاً أمام وصول مرشحين معارضين من الطائفة الشيعية إلى الندوة البرلمانية. وقال رداً على سؤال حول منع المرشحين المناهضين للثنائي الشيعي من القيام بأي نشاط انتخابي في الجنوب: “سطوة المال أقوى من سطوة السلاح”. وفي السياق عينه، لم يتوانَ رئيس “التيار الوطني الحر” عن تخوين المحقق العدلي في جريمة المرفأ القاضي طارق البيطار متهماً إياه بأنه “يسيّس” ملف التحقيق في جريمة المرفأ ويفسح المجال أمام استثماره انتخابياً “بإيعاز من جهات خارجية”، من دون أن يتردد في إبداء تحامله الواضح على الجيش اللبناني، بوصفه يتحمل “مسؤولية أساسية” في انفجار النيترات في 4 آب، إلى جانب تحميله مسؤولية موازية في حصول الانفجار إلى كل من “القضاء وإدارة المرفأ… وليس الجمارك”.

وإذ نفى أي إمكانية لعدم حصول الانتخابات إلا إذا حصل “حدث كبير جداً”، شدد باسيل في ما خصّ مرحلة ما بعد الانتخابات على وجوب “التخلص من كذبة التكنوقراط في الحكومة الجديدة”، مؤكداً في الوقت نفسه الحاجة إلى تنظيم “مؤتمر حوار لبناني في قصر بعبدا بمساهمة وتشجيع من أطراف خارجية” لمعالجة الأزمة اللبنانية.

على المقلب الآخر من المشهد، ومع وصول السفير القطري الجديد اليوم إلى بيروت لمزاولة مهامه الديبلوماسية، بدأ السفيران السعودي والكويتي، وليد بخاري وعبد العال القناعي، عملية تزخيم مفاعيل العودة الخليجية إلى لبنان من خلال تفعيل نشاطهما الديبلوماسي على الساحة اللبنانية، في حين ستتجه الأنظار إلى مائدة الإفطار الجامعة للقوى الوطنية والسيادية التي سيقيمها بخاري في دارة السفارة، والتي دعا إليها أمس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، عبر اتصال هاتفي أجراه معه مثمناً “جهوده في سبيل حماية لبنان في هذا الظرف الصعب واعادة العلاقات اللبنانية – السعودية الى طبيعتها”.

وتزامناً، لفت أمس تلقي ميقاتي اتصالاً هاتفياً من وزير خارجية الكويت الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح “جرى خلاله عرض الاوضاع اللبنانية والعلاقات بين لبنان ودول الخليج العربي، في ضوء التطورات الايجابية التي سجلت أخيراً”، بحيث أكد الصباح على أنّ “دول الخليج تتطلع إلى استقرار لبنان وأمنه واستعادة عافيته”، مشيراً إلى أنّ “الكويت لن تدّخر أي جهد لدعم لبنان ومساعدته على النهوض من جديد”.

*******************************************

الشرق الأوسط

لبنان: فرنجية يتحدث عن صفحة جديدة مع باسيل

ستريدا جعجع: «حزب الله» ينغمس بخلافات حلفائه لتجميع أكبر قوة ممكنة

تفاعل لقاء رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل ورئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية بمبادرة من أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله، حيث أعلن فرنجية أن هناك «حديثاً عن فتح صفحة جديدة» في العلاقات بين التيارين المتخاصمين، وهو ما رأت فيه النائب ستريدا جعجع «انغماساً» من قبل الحزب «في مستنقع خلافات حلفائه وتناقضاتهم»، وذلك «بغية تجميع أكبر قوة ممكنة».

وجَمَعَ نصر الله حليفيه المتخاصمين غروب الجمعة، في لقاء بدا على أنه لرعاية مصالحة بين الطرفين المتخاصمين سياسياً. وقال فرنجية أمس، إن اللقاء مع باسيل «جاء في سياقه الطبيعي وبمعزل عن أي تحالف انتخابي كما بات واضحاً». وأضاف: «كان هناك حديث عن فتح صفحة جديدة وإمكانية استتباع اللقاء بجلسات تنسيقية»، حسب ما ذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية.

ورداً على سؤال، أوضح فرنجية أن «اللقاء جرى بدعوة من نصر الله، وأكد في الوقت نفسه: «إننا كنا سنلبي أيضاً لو وُجهت إلينا الدعوة من غبطة البطريرك (الماروني بشارة الراعي) أو من رئيس الجمهورية ميشال عون». وأكد أنه «لا بديل للحوار ولتوحيد الجهود في مرحلة دقيقة وحساسة دولياً وإقليمياً وداخلياً».

ويعد هذا اللقاء الأول بين الطرفين منذ فترة طويلة، وتلا مرحلة التنسيق وبلورة التحالفات الانتخابية وترتيب القوائم التي أعلنت وزارة الداخلية إقفال باب تقديمها في الأسبوع الماضي، ولم تشهد تلك القوائم أي تحالف بين «الوطني الحر» و«المردة» في أي من الدوائر الانتخابية، بل يتواجهان في دائرة «الشمال الثالثة».

وما يعزز إشارة فرنجية إلى أن اللقاء أشبه بـ«مصالحة» رعاها نصر الله، نقلت قناة «المنار» الناطقة باسم «حزب الله» عن مصادر قولها إن «اللقاء كان صريحاً وأشبه بغسيل قلوب، فتحول ودياً حيث اتفق على فتح صفحة جديدة»، وأوضحت أن «هذا اللقاء يؤسس عليه وهو عقد بعد إغلاق باب الترشيحات وإنهاء مهلة تشكيل اللوائح لأن لا مصالح انتخابية وراء عقده بل المصلحة مقاربة جديدة للعلاقة بين الحلفاء».

وباتت مسألة التقريب بين الحلفاء، محط انتقادات أساسية، إذ رأت عضو كتلة «الجمهورية القوية» النائبة ستريدا جعجع أن «حزب الله» يحاول «إتمام المهمة المستحيلة بغية تجميع أكبر قوة ممكنة».

وقالت جعجع في جولة انتخابية في الشمال، إن «دعوة حزب الله للمشاركة في الاقتراع وصلت إلى ما يُشبه التكليف الشرعي، لأنه يدرك تماماً أهمية هذا الاستحقاق بالنسبة له ليبقى مهيمناً على القرار السياسي وقرار السلم والحرب في لبنان». وشددت جعجع على أن «الشراسة التي ترَونَها من قِبل حزب الله في هذا الاستحقاق الانتخابي مردها إلى أنه يريد اقتناص الأكثرية النيابية مجدداً ليتمكن من الاستمرار بما كان يمارسه من تأثير في تشكيل الحكومات وانتخابات رئاسة الجمهورية».

وقالت إن «حزب الله يعتبر أن لهذا الاستحقاق الانتخابي أهمية كبرى في تكريس هوية لبنان، شأنُه شأن الاستحقاق الانتخابي في عام 1992 عندما قرر للمرة الأولى الدخول إلى الندوة البرلمانية، وبنظره المرحلة دقيقة جداً كما كانت الحال في عام 2005 عندما قرر للمرة الأولى الدخول إلى السلطة التنفيذية من بوابة الحكومة»، وأضافت: «انطلاقاً من هنا ترونه يحاول إتمام المهمة المستحيلة وينغمس في مستنقع خلافات حلفائه وتناقضاتهم محاولاً جمع الأضداد في لوائح انتخابية واحدة، بغية تجميع أكبر قوة ممكنة».

ويُوصَف فرنجية وباسيل بأنهما «حليفان لدودان للحزب»، وهما مرشحان متنافسان على رئاسة الجمهورية وينحدران من منطقتين قريبتين من شمال لبنان، وتجمع بينهما تباينات عميقة حالت دون تحالفهما انتخابياً في انتخابات عام 2018 كما في الانتخابات النيابية المزمع إجراؤها في 15 مايو (أيار) المقبل.

*******************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

ميقاتي لتعجيل الإصلاحات لملاقاة “الصـندوق”.. وجلسة تشريعية بين العيدين

يُنتظر ان يكون هذا الاسبوع اسبوع تثبيت علاقات لبنان العربية، بعد التطور المتمثل بعودة سفراء دول الخليج العربي تباعاً الى بيروت، وسيصل اليوم السفير القطري، ويُنتظر ان يكون هناك لقاء قريب بين السفير السعودي وليد البخاري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الذي كان له لقاء امس مع السفير الكويتي عبد العال القناعي. وربما تُتوّج هذه التحركات بزيارة عربية لرئيس الحكومة في وقت لاحق. وفي موازاة هذا التحرّك لتثبيت العلاقات اللبنانية ـ العربية، يُنتظر ان تنطلق الحكومة هذا الاسبوع، بدءاً من جلستها الخميس، في إعداد مشاريع القوانين الإصلاحية التي يستعجلها صندوق النقد الدولي لبدء تمويل لبنان على أساسها، وذلك في ضوء الاتفاق المبدئي الذي تمّ الاسبوع الماضي بينه وبين الحكومة، على ان تُحال هذه القوانين سريعاً الى مجلس النواب لدرسها وإقرارها، خصوصا انّ المجلس ستكون له جلسة تشريعية خلال هذا الشهر.

أكّدت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية»، انّ جلسة نيابية عامة ستُعقد بين عيدي الفصح والفطر لإقرار بعض القوانين الملحّة، مثل مشروعي قانوني «الكابيتال كونترول» والموازنة العامة، بغية إعطاء إشارة لصندوق النقد الدولي حول جدّية الدولة اللبنانية في بدء تنفيذ الإصلاحات التي تمّ الاتفاق عليها معه ضمن الاتفاق المبدئي. ولفتت المصادر، إلى أنّ هذه الجلسة قد تكون الأخيرة قبل الانتخابات النيابية المقبلة، مشدّدة على اهمية ان يتمّ خلالها إقرار «الكابيتال كونترول» ومشروع الموازنة الضروريين، لأنّه قد يتعذّر تشكيل حكومة جديدة سريعاً بعد الانتخابات المقبلة، وبالتالي فإنّ الشلل سيصيب الدولة حتى إشعار آخر.

عنوانان

وكان عنوانان بارزان تصدّرا المشهد السياسي في عطلة نهاية الاسبوع، على رغم الحماوة الانتخابية التي ارتفعت وتيرتها في الأيام الأخيرة: العنوان الأول عودة السفيرين السعودي والكويتي وليد البخاري وعبدالعال القناعي، وما ترمز إليه هذه العودة من أبعاد عشية الانتخابات النيابية. والعنوان الثاني مبادرة الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله إلى جمع رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل ورئيس تيار «المردة» النائب السابق سليمان فرنجية على مائدة افطار رمضانية في زمن الصومين المسيحي والاسلامي.

وقالت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية»، انّ المملكة العربية السعودية ربطت عودتها إلى لبنان بثلاث نقاط أساسية:

ـ النقطة الأولى، تشديد الرياض على انّ قرار العودة الديبلوماسية إلى لبنان جاء استجابة لمناشدات ونداءات قوى وشخصيات لبنانية معتدلة، ونقطة ارتكاز هذه المناشدات التمييز بين الأكثرية الحاكمة التي أساءت إلى علاقة لبنان مع الدول الخليجية بتحويله منصّة لاستهداف هذه الدول، وبين الشعب اللبناني الذي يُنشد أفضل العلاقات مع الدول الخليجية التي وقفت إلى جانب لبنان واللبنانيين في كل الظروف والأوقات، والهدف من التمييز بين السلطة والناس مدّ الشعب اللبناني في سياسة صمود من أجل ان يجتاز عتبة الانتخابات النيابية في 15 أيار ويتمكّن من إنتاج أكثرية جديدة تعيد مدّ جسور علاقاتها الخارجية، وتحديداً مع السعودية والدول الخليجية.

ـ النقطة الثانية، ارتكزت على تعهُّد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف كل الأنشطة السياسية والعسكرية والأمنية التي تمسّ المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي، والاتصال الذي أجراه البخاري بميقاتي وهنأه فيه بحلول شهر رمضان المبارك ووجّه اليه الدعوة الى إفطار يقيمه في دار السفارة، يؤكّد علاقة الثقة التي باتت تجمع بين رئيس الحكومة والمملكة، خصوصاً انّ السفيرالسعودي أصرّ على تظهير تثمينه «لجهود رئيس الحكومة في سبيل حماية لبنان في هذا الظرف الصعب وإعادة العلاقات اللبنانية-السعودية الى طبيعتها». ومن الواضح انّ ميقاتي سيتشدّد بما التزم به من أجل ترسيخ الثقة بشخصه ودوره من جهة، ولأنّ أي تقاعس يعني العودة إلى النقطة الصفر وما دونها من جهة أخرى.

ـ النقطة الثالثة، ترتبط بحرص المملكة على «أهمية عودة جمهورية لبنان إلى عمقها العربي، متمثلةً بمؤسساتها وأجهزتها الوطنية»، ما يعني انّ الرياض لن تتهاون مع محاولات فصل لبنان عن عمقه العربي، وانّ عودتها تشكّل رسالة مزدوجة: رسالة إلى اللبنانيين بأنّها لن تتخلّى عنهم، ورسالة إلى طهران بأنّها لن تسمح بسلخ لبنان عن محيطه.

ورأت المصادر المطلعة نفسها، انّ «من الصعوبة بمكان عدم الربط بين العودة الخليجية والانتخابات النيابية، لأنّه كان في استطاعة المملكة العربية السعودية ان تؤخِّر قرار عودتها إلى ما بعد هذه الانتخابات، اي بعد نحو شهر من اليوم، ولكنها تقصّدت توقيت هذه العودة قبل الانتخابات في رسالة إلى اللبنانيين مفادها انّ العودة كانت من أجلهم، وانّ الرهان يبقى عليهم من أجل إنتاج أكثرية جديدة تعيد تصحيح علاقات لبنان مع الدول الخليجية وتعيده شكلاً ومضموناً إلى حاضنته العربية».

ميقاتي والصباح

وفي هذا السياق، تلقّى ميقاتي اتصالاً من وزير خارجية الكويت الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح، عرضا خلاله للأوضاع اللبنانية والعلاقات بين لبنان ودول الخليج العربي، في ضوء التطورات الإيجابية التي سُجّلت أخيراً.

وخلال الاتصال، قال الصباح: «إنّ دول الخليج تتطلع إلى استقرار لبنان الشقيق الحبيب وأمنه واستعادة عافيته». وشدّد على أنّ «الروابط التي تجمع الكويت ولبنان بشكل خاص هي روابط متينة جداً، تزداد رسوخاً مع الايام». وأكّد انّ «الكويت لن تدخر اي جهد لدعم لبنان ومساعدته على النهوض من جديد». وقال: «إنّ عزم رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي على استعادة العلاقات اللبنانية – الخليجية عافيتها، ومثابرته على تبديد ما اعتراها من شوائب، هو أمر مقدّر ويعبّر عن ايمان وطيد بعمق لبنان العربي».

ومن جهته ميقاتي، كرّر الشكر للكويت أميراً وحكومة على «وقوفها الدائم الى جانب لبنان، ومساعيها وجهودها لعودة العلاقات اللبنانية – الخليجية الى صفائها وحيويتها». وقال: «إنّ هذه الجهود يقدّرها جميع اللبنانيين، وهي ستبقى على الدوام محطة مضيئة في تاريخ علاقات لبنان والكويت».

وكان ميقاتي إستقبل القناعي في دارته أمس، وجرى عرض للعلاقات اللبنانية- الكويتية والعلاقات اللبنانية- الخليجية. وتلقّى اتصالا من السفير بخاري الذي هنأه فيه بحلول شهر رمضان المبارك، ودعاه الى افطار يقيمه في دار السفارة. مثمناً «جهوده في سبيل حماية لبنان في هذا الظرف الصعب وإعادة العلاقات اللبنانية – السعودية الى طبيعتها». وافادت معلومات رسمية، انّه تخلل الاتصال «تأكيد عمق علاقات لبنان العربية وتقدير الرئيس ميقاتي للخطوة الخليجية والسعودية خصوصاً بعودة السفراء الى لبنان، مقدّمة لاستعادة هذه العلاقات عافيتها كاملة». وتمّ «الاتفاق على استكمال العمل الاخوي الإيجابي لاجل لبنان وعروبته».

وقد استهل البخاري الإفطارات الرمضانية التي يعتزم اقامتها في دار السفارة في اليرزة بإفطار اقامه غروب امس على شرف مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان والمفتيين.

وعلمت «الجمهورية»، انّ السفير السعودي سيزور المفتي دريان في دار الفتوى اليوم، وسيكون له موقف من منبر الدار، في بداية تحرك محدود لا يبدو انّه سيشمل كل المواقع والمؤسسات الرسمية في وقت قريب.

وفي جدول اعمال السفير البخاري، افطار على شرف رئيس الحكومة اليوم قد يحضره رؤساء جمهورية وحكومات سابقون ووزراء ونواب وشخصيات سياسية وحزبية. على أن تتبعه مجموعة من الإفطارات التي اختير ضيوفها بدقة.

سفير قطر

واستكمالاً لعودة العلاقات بين لبنان ودول مجلس التعاون الخليجي قالت مصادر ديبلوماسية عربية في بيروت لـ «الجمهورية»، انّ السفير القطري في بيروت سيعود اليوم تمهيداً لاستئناف مهماته الديبلوماسية. واعتبرت انّ علاقة لبنان مع قطر لم تصل الى ما بلغته مع عواصم خليجية اخرى، كما بالنسبة الى دولة الإمارات العربية المتحدة التي لم تقرّر بعد تسمية سفير جديد لها في بيروت منذ ان غادرها سفيرها السابق قبل الأزمة الديبلوماسية مع الرياض بأشهر عدة.

نصرالله وباسيل وفرنجية

أما العنوان الثاني الذي تصدّر المشهد السياسي نهاية الاسبوع، فكان لقاء الإفطار الذي دعا إليه السيد نصرالله، وجمع فيه باسيل وفرنجية، والذي يمكن إدراجه ضمن الرسائل التالية:

ـ الرسالة الأولى، انّ «حزب الله» هو العمود الفقري لقوى 8 آذار او الخط السياسي، والوحيد القادر على جمع مكونات هذا الخط تحت سقفه.

ـ الرسالة الثانية، انّ المرحلة السياسية تستدعي توحيد الصفوف ورصها ووضع حدّ لحالة الشرذمة والخلافات.

ـ الرسالة الثالثة، التهيؤ للانتخابات النيابية وما تليها من استحقاقات دستورية تبدأ من تكليف رئيس حكومة ومحاولة تأليف حكومة ولا تنتهي بالانتخابات الرئاسية، وكل هذه الاستحقاقات تستدعي التشاور وخوضها من مربّع وحدة الموقف والصفّ.

الراعي والتباشير

وفي المواقف امس، توقف البطريرك الماروني في قداس احد الشعانين للطوائف المسيحية التي تعتمد التقويم الغربي عند «تباشير ثلاثة ظهرت في هذا الأسبوع هي: إعلان زيارة قداسة البابا فرنسيس لبنان في حزيران المقبل؛ الاتفاق المبدئي مع خبراء صندوق النقد الدولي؛ عودة سفراء الدول الخليجية إلى لبنان». وقال انّ «هذه الخطوات الإيجابية بينما تحصل تطورات مهمة على الصعيدين الإقليمي والدولي، نأمل أن تستفيد منها الدولة اللبنانية وتوظفها في الإطار الوطني دون سواه».

أضاف: «إنّ زيارة قداسة البابا فرنسيس، تأتي في سياق سعي الكرسي الرسولي إلى مساعدة لبنان للخروج من أزمته العميقة، وإبقائه بين منظومة الأمم الديموقراطية». ودعا اللبنانيين الى «الاستعداد نفسياً وروحياً لاستقبال قداسته بالفرح والرجاء». اما بالنسبة إلى الاتفاق المبدئي بين لبنان وصندوق النقد الدولي، فقال الراعي: «إننا ننتظر من الحكومة ومجلس النواب الإسراع في إقرار القوانين التطبيقية لهذا الاتفاق ولإجراء الإصلاحات المتفق عليها كأساس وشرط للحصول على المال اللازم».

وعن عودة سفراء دول الخليج، وفي مقدّمها المملكة العربية السعودية ودولة الكويت، قال: «إنّها تعود لتشدّ عرى الصداقة والتعاون بين هذه الدول ولبنان». واضاف: «نزيد على هذه التباشير، السير الجدّي في إعداد الإنتخابات النيابية في 15 أيار المقبل، فإنّها وسيلة لإحداث الفارق بين الحاضر والمستقبل، بتكوين مجلس نيابي يحقق حلم التغيير وإرادة الشعب. ولا يحصل ذلك من دون كثافة الاقتراع».

عوده

ومن جهته، قال متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده، أمس في القداس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس: «إنّ الذين يعتبرون رؤساء في هذا العالم يجورون على الشعب، وينصبّون أنفسهم أسياداً، ويتسلّطون على البشر. كان هذا الأمر شائعاً في زمن المسيح، لكنه يحدث بشدة أيضاً في زماننا هذا. فعلى الرغم من أنّ الديكتاتوريات اندحرت معظمها في العالم، إلّا أنّ الأنظمة التي يُقال عنها ديموقراطية، كحال بلدنا، تبتكر الأساليب البديعة للمحافظة على مصالح كبار القوم ومكتسباتهم، بغية محافظتهم على السلطة». وسأل: «أليس القضاء النزيه مقموعاً في بلدنا؟ ألا تُخفى الدلائل والحقائق في خدمة ذوي النفوذ؟ ألا يصبح المظلوم ظالماً بفعل ملفات تظهر بين ليلة وضحاها؟ ألا يُسلب الفقير قروشه كي يبقي الغني على ملايينه؟». واعتبر «إنّ حب الرئاسة مرض روحي يصيب الإنسان الذي لم يتعلّم التواضع بعد، لذلك نحن نتلو يومياً خلال الصوم المقدّس صلاة القديس أفرام السرياني التي نقول في مطلعها: «أيها الرب وسيد حياتي، أعتقني من روح البطالة والفضول وحب الرئاسة والكلام البطال…» طالبين من الرب أن يخلّصنا من الآفات الروحية المتمثلة بحب الرئاسة والتسلّط والكبرياء والاستئثار بالرأي والأنانية».

«عقد الاستقراض»

من جهة ثانية، وفي إطار المساعي الجارية لمعالجة أزمة الطحين، عُلم انّ اتفاقاً تمّ بين رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس ميقاتي، على اتخاذ قرار حكومي يسمح لمصرف لبنان بفتح الاعتمادات اللازمة لشراء كميات من الطحين، على أن يصدر تشريع عن مجلس النواب خلال الجلسة العامة المرتقب انعقادها يغطي هذا الإجراء، من خلال إقرار ما يُعرف بـ»عقد الاستقراض».

*******************************************

اللواء

عودة العرب تعزّز الإنفراج.. وتعثّر في ترميم التحالفات الإنتخابية

الكابيتال كونترول في الطريق إلى الإقرار.. وفرنجية إلى موسكو خلال أيام

تحفل الأيام القليلة في بحر الأسبوع الطالع، الفاصلة عن عطلة عيد الفصح المجيد لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي، بتكثيف الحراك الانتخابي، مع بلورة اللوائح وتعزيز التحالفات، نظراً لما يتوقع أن تسفر عنه الانتخابات المقبلة بعد شهر وأيام خمسة فقط، لجهة تحديد وضعية لبنان بين سائر وضعيات تتغير في الشرق الأوسط، بصرف النظر عن حجم التغيرات المرتقبة، والأجندات المرتبطة بتلك النتائج، التي من الممكن بعد الاتفاق المبدئي مع صندوق النقد الدولي أن تنقل البلد من ضفة الانهيار إلى ضفة التعافي والاستقرار، ضمن خطة انتقالية، بدءاً من حزيران المقبل.

وعلمت «اللواء» ان ثمة تعثراً في ترميم التحالفات سواء في جبهة 8 آذار، عبر وساطة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بين حليفيه المسيحيين، سليمان فرنجية وجبران باسيل، من دون التوصل إلى تفاهم على المجريات الراهنة والمقبلة (راجع ص3).

وفي ما خص التحالف الانتخابي بين «القوات اللبنانية» والحزب التقدمي الاشتراكي في البقاع الغربي، فقد كشف النائب وائل ابو فاعور انه لم يتم التوصل إلى تفاهم، وتقرر فصل هذا الملف عن سائر ملفات التحالف في جبل لبنان.

ويتوجه النائب فرنجية إلى موسكو في الايام القليلة المقبلة، بناء لدعوة تلقاها من القيادة الروسية، في اطار الاتصالات الدولية الجارية، وانطلاقاً من أن روسيا هي لاعب اساسي في المنطقة، انطلاقاً من وجودها الفاعل في سوريا، وتأثيرها في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

وفي ما خص متابعة التفاهمات التي جرت مع صندوق النقد الدولي، وضع مشروع قانون الكابيتال كونترول على طاولة اللجان النيابية المشتركة في جلستها بعد غد الاربعاء قبل احالته على الهيئة العامة للتصويت عليه، وإقراره.

وكانت عطلة نهاية الاسبوع حافلة بالتطورات التي شغلت الساحة لا سيما عودة السفيرين السعودي والكويتي الى لبنان، واعلان قوى اساسية كالتيار الوطني الحر وتحالف الحزب الاشتراكي والقوات اللبنانية عن لوائحهم الانتخابية في مهرجانات تخللتها خطابات عالية السقف السياسي. إضافة الى اللقاء المفاجيء بين رئيسي التيار الوطني الحر جبران باسيل وتيار المردة سليمان فرنجية الى مائدة افطار الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، والذي كرّس حسب معلومات «اللواء» المصالحة بين الطرفين والتوافق على التعاون والتنسيق لمواجهة المرحلة المقبلة.

وعلى الصعيد الرسمي، يعقد مجلس الوزراء جلسة عادية الخميس المقبل، لكن لم يتحدد بعد ما اذا كانت ستعقد في القصر الجمهوري او السراي الكبير، وفي أي ساعة.

حراك سعودي كويتي

فقد تلقى الرئيس نجيب ميقاتي إتصالا امس، من وزير خارجية الكويت الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح، جرى في خلاله عرض الاوضاع اللبنانية والعلاقات بين لبنان ودول الخليج العربي، في ضوء التطورات الايجابية التي سجلت أخيرا.

وفي خلال الاتصال قال وزير خارجية الكويت: إن دول الخليج تتطلع إلى استقرار لبنان الشقيق الحبيب وأمنه واستعادة عافيته» . وشدد على «ان الروابط التي تجمع الكويت ولبنان بشكل خاص هي روابط متينة جدا تزداد رسوخا مع الايام». وأكد « ان الكويت لن تدخر اي جهد لدعم لبنان ومساعدته على النهوض من جديد» .

وقال: إن عزم رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي على استعادة العلاقات اللبنانية- الخليجية عافيتها ومثابرته على تبديد ما اعتراها من شوائب هو أمر مقدّر ويعبّر عن ايمان وطيد بعمق لبنان العربي.

وشكر ميقاتي الكويت،أميرا وحكومة على وقوفها الدائم الى جانب لبنان، ومساعيها وجهودها لعودة العلاقات اللبنانية – الخليجية الى صفائها وحيويتها» . وقال: إن هذه الجهود يقدرها جميع اللبنانيين، وهي ستبقى على الدوام محطة مضيئة في تاريخ علاقات لبنان والكويت.

وزار السفير الكويتي عبد العال القناعي عصر امس، الرئيس ميقاتي في دارته، وجرى عرض العلاقات اللبنانية – الكويتية والعلاقات اللبنانية- الخليجية.

وكان السفير الكويتي قد أعلن في أول موقف له بعد وصوله الى بيروت، وعلى هامش زيارته مركز سرطان الأطفال، أنّ «جلّ ما تريده الكويت من لبنان ان يكون لبنانياً في عروبته وسياسته»، مشيراً الى «وضع تصور بين القيادات في الخليج ولبنان حول كيفية اعادة العلاقات الى طبيعتها»، مشدداً على أنّ «الانتخابات شأن لبناني، والكويت تثق بما سمعته من وعود» .

وكان ميقاتي قد تلقّى اتصالاً من سفير المملكة العربية السعودية وليد البخاري، العائد الى بيروت، هنأه فيه بحلول شهر رمضان المبارك، ووجه اليه الدعوة الى حفل افطار يقيمه في دار السفارة.

وحسب المعلومات الرسمية، فقد «ثمّن السفير جهود رئيس الحكومة في سبيل حماية لبنان في هذا الظرف الصعب واعادة العلاقات اللبنانية – السعودية الى طبيعتها. وكان الاتصال مناسبة لتأكيد عمق علاقات لبنان العربية وتقدير الرئيس ميقاتي للخطوة الخليجية والسعودية بشكل خاص بعودة السفراء الى لبنان كمقدمة لاستعادة هذه العلاقات عافيتها كاملة . كما تم الاتفاق على استكمال العمل الاخوي الايجابي لاجل لبنان وعروبته».

إفطارات السفير بخاري

وبدأت الافطارات الرمضانية التي يقيمها سفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد بخاري، باستضافة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان على مأدبة إفطار في دارته في اليرزة، على ان تليها افطارات اخرى باستضافة الرئيس نجيب ميقاتي ورؤساء الجمهورية والحكومات السابقين وسفراء عرب وأجانب في اطار تأكيد طي صفحة المرحلة العابرة التي كانت اشبه بغيمة ضيف عابرة.

وفي اول نشاط له بعد عودته اقام بخاري مأدبة افطار حضرها إلى جانب المفتي مفتو المناطق وعدد من رجال الدين.

واعرب دريان عن امله في بقاء العلاقات اللبنانية العربية في اعلى المستويات، مؤكداً انه بفضل السفير بخاري «لن نمر بأزمة ثانية»، مشدداً على العلاقات الطيبة مع الدول العربية والسعودية بشكل خاص.

والتقى السفير بخاري في اليرزة وكيل الامين العام المنسقة الخاصة للأمم المتحدة يوانا فرونتسكا، واعلنت السفارة السعودية عبر «تويتر» انه جرى خلال اللقاء البحث في مجمل التطورات السياسية وسبل التنسيق والتعاون المشترك.

وحسب معلومات «اللواء» فان السفير البخاري سيقيم افطارات عدة بدءا من اليوم الاثنين، وقد وجهت الدعوة لافطار اليوم اضافة إلى ميقاتي، إلى الرئيس تمام سلام وشخصيات اخرى ورؤساء الجمهوريات والحكومة ومجلس النواب السابقين.

نصر الله والحليفان

وبعدما جمع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله كلاً من رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ورئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية إلى مأدبة افطار غروب الجمعة الماضي، يتحدث اليوم نصر الله في مقابلة تلفزيونية حول الشأنين الانتخابي والعام.

وعلمت «اللواء» من مصادر قيادية اطلعت على تفاصيل لقاء المصالحة ان نصر الله تحدث عن ظروف البلد ووضع حلفاء الحزب المسيحيين غير المريح، وعن المطلوب للمرحلة المقبلة، وعرض استحقاقات مهمة وخطيرة مصيرية مقبلة، اولها خوض الانتخابات النيابية بتفاهم كامل وتنافس هاديء في الساحة المسيحية خلال الانتخابات، لمواجهة الاستحقاقات التي تليها بموقف واحد، من انتخاب رئيس للمجلس النيابي ومن ثم تشكيل حكومة جديدة وصولا الى انتخابات رئاسة الجمهورية، وهوما يتطلب مواجهة هذه الاستحقاقات بوحدة الصف لا سيما المسيحي الحليف للحزب.وقد وافق فرنجية وباسيل نصر الله في مقاربته، وطرح كلٌّ منهما ما لديه.

وانتهى النقاش بتوافق بين الحليفين على وقف الحملات والتصعيد وفتح قنوات التواصل المباشر بينهما، سواء هاتفيا او بلقاءات دورية، والتنسيق بين قيادتي الطرفين، وخرج باسيل وفرنجية من اللقاء بإمتنان لنصر الله على ترتيب المصالحة التي كانت مطلوبة قبل الانتخابات. على ان تأخذ المصالحة مفاعيلها الاولية بخوض الانتخابات بهدوء وتنسيق وتعاون في الدوائر حيث يمكن، ثم بعد الانتخابات يتم التعامل مع كل استحقاق في وقته «وعلى القطعة» وفي قضايا اخرى حسب الموضوع والظروف.

وقال فرنجية خلال لقاء مع مجموعة من «أساتذة المردة» في ‏القطاع التعليمي الخاص في بنشعي، أن اللقاء مع باسيل «جاء في سياقه الطبيعي وبمعزل عن اي ‏تحالف انتخابي كما بات واضحا وأردناه علنيا، لأننا نعتمد معكم الشفافية ‏والوضوح.‏ وكان هناك حديث عن فتح صفحة ‏جديدة وامكانية استتباع اللقاء بجلسات تنسيقية‏‎.‎

وردا على سؤال اكد ان السيد حسن نصرالله، ‏الذي هو ضمانة لأي لقاء، وكنا لنلبي أيضا لو وجهت الينا الدعوة من البطريرك أو من رئيس الجمهورية‎.‎

وختم بالتأكيد أنه «لا بديل للحوار ولتوحيد الجهود في مرحلة دقيقة ‏وحساسة دوليا واقليميا وداخليا».

وكشف باسيل​، أنّ «​البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي​، لم يحاول ان يجمعني مع رئيس تيار «​المرده​»، ​سليمان فرنجية». ولفت، إلى أنّه «حصل زعل من جانب فرنجية منذ الانتخابات الرئاسية، فيما كنت دائمًا اقول ان لا مشكلة لدي مع فرنجية، وحين سئلت من أمين عام «​حزب الله​» ​السيد حسن نصرالله​، ان كان لدي مشكلة في لقاء، كان جوابي ان لا مشكلة لدي وكنت مستعدا لاجري هذا اللقاء في أي مكان».وأوضح باسيل، أنّ «بالنسبة لي اللقاء مع فرنجية كان طبيعيا أن يحصل، وقد حصل بشكل طبيعي، وليس لدي عقدة في ان التقي مع احد وبالسياسة​ لا آخذ شيئا بالشخصي»، مشيرًا إلى أنّه «لا عنوان ولا اجندة للقاء مع فرنجية، وانا كنت منفتحا لأي صيغة بما خصّ اللقاء سواء في الجانب الاعلامي او غيره»، لافتًا ان لا سبب للحدّية ولا النفور، وعلى المستوى الشخصي اكنّ المحبّة لفرنجية».

وأوضح انه «لم يتمّ البحث معنا لا من جانب حزب الله ولا المردة، في مسألة اعادة انتخاب رئيس مجلس النواب نبيه بري، وفي المرّة السابقة لم اصوت له والآن لا أجد موجبا»، مؤكدًا أنه لم يتم البحث بشأن موضوع الرئاسة.

أحد الشعانين

الى ذلك احتفل لبنان امس بأحد الشعانين لدى الطوائف المسيحية الغربية، والسابق لعيد الفصح المبارك الاحد المقبل، وأقيمت القداديس والزياحات  في مختلف كنائس لبنان.

وترأس البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي قداس أحد الشعانين على مذبح كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي، والقى عظة مما قال فيها: ظهرت في هذا الأسبوع تباشير ثلاثة هي: إعلان زيارة البابا فرنسيس لبنان في حزيران المقبل؛ الاتفاق المبدئي مع خبراء صندوق النقد الدولي؛ عودة سفراء الدول الخليجية إلى لبنان. وإذ تأتي هذه الخطوات الإيجابية بينما تحصل تطورات مهمة على الصعيدين الإقليمي والدولي، نأمل أن تستفيد منها الدولة اللبنانية وتوظفها في الإطار الوطني دون سواه.

أضاف: إن زيارة البابا فرنسيس، تأتي في سياق سعي الكرسي الرسولي إلى مساعدة لبنان للخروج من أزمته العميقة، وإبقائه بين منظومة الأمم الديموقراطية. وتشكل زيارة البابا فرنسيس بركة للشعب وأملا للوطن ومنبها للمسؤولين. فالبابا حريصٌ على أن يتمتع لبنان بحوكمة رشيدة وبجماعة سياسية تضع الصالح العام فوق كل اعتبار. وهو مدرك للتقصير الحاصل في التصدي بجرأة وجدية لقضايا الشعب، وبالتردد في تجاوب الدولة مع المساعي الدولية.

وعن عودة سفراء دول الخليج، وفي مقدمها المملكة العربية السعودية ودولة الكويت، قال: إنها تعود لتشد عرى الصداقة والتعاون بين هذه الدول ولبنان. فلبنان صديق مخلص لها، وعشرات الألوف من اللبنانيين يعملون فيها، ويسهمون في نموها وازدهارها بخبرتهم وإنجازاتهم، والسلطات المحلية من جهتها تقدر نشاطهم وإخلاصهم. وإن هذه العودة تشعر لبنان بأنه عضو فاعل في الأسرة العربية وجامعتها.

واضاف: نزيد على هذه التباشير، السير الجدي في إعداد الإنتخابات النيابية في 15 أيار المقبل، فإنها وسيلة لإحداث الفرق بين الحاضر والمستقبل، بتكوين مجلس نيابي يحقق حلم التغيير وإرادة الشعب. ولا يحصل ذلك من دون كثافة الاقتراع. واجب اللبنانيين أن يمارسوا حقهم، بل دورهم في نهضة الوطن.

كثافة لبنانية بالانتخابات الفرنسية

انتخابياً، توجه اللبنانيون المقيمون في لبنان من حاملي الجنسية الفرنسية بكثافة الى صناديق الاقتراع التي بلغت 12 مركزاً في كل لبنان.

وتعقيباً، أشار القنصل العام لفرنسا جوليان بوشار إلى أن «الدورة الأولى من الانتخابات الفرنسية تحصل في لبنان للمواطنين الفرنسيين المسجلين هنا، وأن تنظيم هذه الانتخابات للفرنسيين المقيمين في لبنان هو انتصار للديموقراطية»، لافتا إلى أن «هناك زهاء 18742 ناخبا مسجلين، ينتخبون من الثامنة صباحا حتى السابعة مساء».

ولفت إلى أن «نسبة حاملي الجنسيتين اللبنانية والفرنسية مرتفعة جدا في لبنان حوالى 80 في المئة من الفرنسيين المسجلين في لبنان، ويبقى المبدأ الأساسي للانتخابات هو تأمين سرية الاقتراع، وعمل السفارة والقنصلية هو تنظيم الانتخابات لتسير بطريقة هادئة وشفافة وآمنة، مع احترام الأنظمة والقوانين الفرنسية كما تطبق في فرنسا».

أبو فاعور: الانتخابات تحسم صورة لبنان

ووصف النائب وائل ابو فاعور التيار الوطني الحر انه من أسوأ التجارب السياسية التي مرت على لبنان، مشيراً الى اننا لن ننتخب جبران باسيل لرئاسة الجمهورية، مستبعداً ان تكون هناك مقاطعة سنية للانتخابات النيابية، مؤكداً ان نتيجة الانتخابات ستحسم صورة لبنان المقبلة.

169 إصابة جديدة

صحياً، سجلت وزارة الصحة 169 اصابة جديدة بفايروس كورونا، و3 حالات وفاة، ليرتفع العدد التراكمي الى 1094672 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.

*******************************************

الديار

شللّ مجلس الأمن الدولي.. العالم من دون مرجعية أمنية عليا

رياح الحرب الروسية ـ الأوكرانية تُلقي بطقس ربيعي على لبنان

قراءة إقتصادية في شروط صندوق النقد الدولي وإمكانية تطبيقها – جاسم عجاقة

فشل مجلس الأمن الدولي بمنع الحرب الروسية – الأوكرانية، كما فشل سابقًا في منع العديد من الحروب مثل غزو العراق في العام 2003. هذا الأمر أعاد إلى الواجهة طرح إعادة هيكلة مجلس الأمن ودوره الذي يعتبر البعض أنه لا يُمثّل الدول الأعضاء في الأمم المُتحدة. وإذا ما تخطّينا لوهلة عامل التمثيل، اليوم مجلس الأمن مشلول بكل ما للكلمة من معنى، والعالم من دون مرجعية أمنية عليا تسمح بإدارة النزاعات! فالحرب الحالية الدائرة في أوكرانيا تجعل الدول في العالم تصطف مع هذا الفريق أو ذاك وهو ما قد يخرج عن السيطرة ويتمدّد أو قد يؤدّي إلى تأجيج مطامع دول في دول أخرى ويفتح الباب على نزاعات أخرى من دون أي رادع أممي! هذا الأمر خطير ولم يحصل أمر حتى في عزّ الحرب الباردة!

مجلس الأمن الذي تمّ إنشاؤه في العام 1945 (بعد الحرب العالمية الثانية) بهدف ضمان السلام العالمي، يتألف من خمسة عشر مقعدًا منح منها خمس دول مقاعد دائمة مع حق النقض (VETO) والعشرة الباقية مداورة بين البلدان الأخرى، وهو ما يعتبره العديد من المحللين حماية لمصالح هذه الدول وترك باب التدخل لهذه الدول في الشؤون العالمية. هذه المقاعد الدائمة مضمونة لهذه الدول عملًا بالمادة السادسة من شرعة الأمم المتحدة التي تُعطي الهيئة العام الحق بطرد عضو بناءً على توصيات مجلس الأمن وهو أمر غير مُمكن عملًا بمبدأ حق النقض!

من أكثر الطروحات الإصلاحية مداولة هو توسيع مجلس الأمن عبر زيادة عدد المقاعد الدائمة والمقاعد غير الدائمة في المجلس. إلا أن الصعوبة أمام هذه الأمر هو كيفية توزيع هذه المقاعد ومن هي الدول التي سيتم إعطاؤها مقاعد دائمة وعلى أية معايير؟ أيضًا من الطروحات الإضافية وضع أطر أكثر صرامة لإستخدام حق النقض الذي يُعتبر شلاّ لعمل المجلس وبالتالي يمنع أيجاد حلول على الصعيد الأممي ويتركها لعناية الدول العظمى التي عادة ما تتكل على ماكيناتها العسكرية لحل مثل هذه الأمر سواء مباشرة أو بالوكالة. بعض الدول طرحت قيودًا على إستخدام الفيتو من خلال إستخدامه فقط في الجرائم الكبرى والإبادة، والبعض الأخر طرح إلزامية مناقشة أسباب إستخدام الفيتو من قبل الدولة العضو أمام الهيئة العامة قبل إستخدامه.

على كل الأحوال التداعيات لهذا الشلل خطيرة وتجعل حلول الصراعات العالمية بين أيدي بعض الدول لما هو مصلحتها من دون أخذ السلام العالمي بعين الإعتبار كما يحصل حاليًا في أوكرانيا.

رياح روسية – أوكرانية على لبنان

الصراع الروسي – الأوكراني يستمر بإلقاء تداعياته على العالم من باب أسعار النفط ولكن أيضًا من باب النقص في عرض بعض المواد الغذائية الأساسية وأسعار المواد الأولية الصناعية والزراعية. إلا أن هذا الأمر لا يقف عند هذا الحدّ، فأزمة الغاز الروسي إلى أوروبا تتفاقم مع الوقت مع قرار واضح من قبل الدول الأوروبية بتسريع التخلّي عن الغاز الروسي على الرغم من الضرر الذي ستتكبده إقتصادات هذه الدول على المدى القصير. وبالتالي هناك سيناريو مطروح يطال الشرق الأوسط، ألا وهو تسريع عملية إستخراج الغاز من الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط نظرًا لقربه من الأسواق الأوروبية ونظرًا إلى النفوذ الغربي على هذه المنطقة. لكن إستخراج الغاز وتصديره إلى السوق الأوروبي يحتاج إلى ثبات سياسي في المنطقة وهو ما يُرجّح التطورات التي تشهدها المنطقة سواء في اليمن أو في لبنان. فعلى الصعيد اللبناني وعلى خلاف كل التوقعات، تم توقيع إتفاق إطار بين صندوق النقد الدولي وبين الدولة اللبنانية مع العلم أن الحكومة اللبنانية لم تقم بأي إجراء جدّي لإستعادة المصداقية في سياساتها الإقتصادية. وبالتالي يُطرح السؤال عن السبب الذي دفع صندوق النقد إلى توقيع الإتفاق (غير المُلزم)؟

أيضًا شهد لبنان عودة سفيري المملكة العربية السعودية والكويت إلى بيروت على الرغم من أية خطوات جدّية من قبل الحكومة اللبنانية لم تُتخذ لتلبية المطالب المنصوص عليها في الورقة الكويتية (الخليجية)، أللهم بإستثناء تصريحات رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ومصادرة بعض الشحنات التي تحمل ممنوعات بإتجاه المملكة العربية السعودية. فما الذي حمل إذًا السفراء على العودة إلى لبنان؟

الجواب قد يكون في الدفع الأميركي – الأوروبي خصوصًا الفرنسي منه والذي نعتقد أنه خلف هذه الخطوات.

عمليًا على الصعيد اللبناني، الترجيحات حول حدوث الإنتخابات النيابية تزداد يومًا بعد يوم. وبالتالي أصبح الهم الدولي (وبالتحديد الفرنسي) ينصب حول الحكومة المُقبلة التي من المتوقّع (بحسب التسلسل المنطقي للسيناريو المطروح) أنها لن تتأخر في التشكيل مع بروز أسم الرئيس نجيب ميقاتي كمرشّح جدّي لتولّي رئاستها وعودة العديد من الوزراء الحاليين عملًا بمبدأ أن موازين القوى في المجلس النيابي لن تتغيّر كثيرًا وهذه الحكومة حظيت بموافقة الأفرقاء، وبالتالي يُمكن الإستمرار بها مع بعض التعديلات الطفيفة.

إذا صحّ هذا السيناريو، فإن المرحلة المُقبلة ستشهد إنفراجًا على الصعيد الإقتصادي حيث أن أي ضخّ للأموال في لبنان سيكون له مفعولا إيجابيا على المواطن خصوصًا على صعيد الإستيراد. وإذا كان عملية النهوض تحتاج إلى سنوات عديدة لتطبيقها، إلا أن الإنفراجات قد تكون ملحوظة بعد عام من بدء تطبيق خطة التعافي.

في مقابل هذا السيناريو التفاؤلي، هناك سيناريو أخر، تشاؤمي بإمتياز وينصّ على عدم إجراء الإنتخابات وبالتالي الفراغ العملاني في السلطة وتردّي الوضع الإقتصادي والمالي والنقدي والمعيشي وإستطرادًا الأمني مع زيادة السرقات والسطو المسلح من عصابات تتشكّل على هامش تحلّحل الدولة ومؤسساتها. هذا السيناريو السوداوي هو وليد معطيات جوهرية لا يُمكن تجاهلها!

فالمعروف أن القوى التغييرية لم تنجح في توحيد صفوفها، وبالتالي فإنها غير قادرة على الخرق بشكل تقلب فيه الموازين، أضف إلى ذلك أن حزب الله حوّل هذه الإنتخابات إلى إنتخابات لدعم حلفائه وبالتحديد التيار الوطني الحرّ وهو يريد بقوة الحفاظ على تمثيل حلفائه ويمتلك مع حلفيه، حركة أمل، تأثير على الأصوات في كل الدوائر الإنتخابية. كما أن حزب الله جمع رئيس التيار الوطني الحر ورئيس تيار المردة بهدف توحيد الصفوف في الإنتخابات وضغط على حركة أمل للتحالف مع التيار الوطني الحر في كل الدوائر حيث يتواجدون. وبالتالي قد لا يكون من مصلحة الخصوم إجراء الإنتخابات النيابية لأنها ستعاود تكريس القوى الحالية التي سيكون تأجيلها من باب حدث أمني أو من باب المغتربين.

تطبيق شروط الصندوق

فاجأ الإعلان نهار الجمعة الماضي عن إتفاق أوّلي بين لبنان وصندوق النقد الدولي كل التوقعات، فالإنقسام السياسي هو على كل المواضيع بدون إستثناء وحتى داخل الصف الواحد. هذا الإتفاق الذي نعتقد أنه نتاج ضغوط دولية وبالتحديد فرنسية، هو تمهيد للإتفاق المُلزم الذي سيسمح للبنان بالإستفادة من قرض 3 مليارات دولار أميركي ضمن برنامج تسهيلات الصندوق الموسع (EFF) كنا توقّعناه في مقالنا في جريدة الديار في 11 تشرين الأول 2021، في مُقابل إصلاحات تقوم بها الحكومة اللبنانية شرط تلبية عدد من المطالب الصندوقية كشرط أساسي مُسبق قبل توقيع الإتفاق النهائي. وطرح البيان الصحفي رقم 22/108 لصندوق النقد الدولي هذه الشروط على الشكل التالي (https://www.imf.org/en/News/Articles/2022/04/07/pr22108-imf-reaches-agreement-on-economic-policies-with-lebanon-for-a-four-year-fund-facility):

1- موافقة مجلس الوزراء على استراتيجية إعادة هيكلة البنوك تعترف بالخسائر الكبيرة في القطاع وتعالجها، مع حماية صغار المودعين والحد من اللجوء إلى الموارد العامة؛

2- موافقة مجلس النواب على قانون يؤمّن الإطار القانوني المناسب لتنفيذ استراتيجية إعادة هيكلة المصارف وذلك في أسرع وقت وبدء عملية إعادة إحياء القطاع المالي وإعادته إلى حالته السليمة بحكم أنه أمر أساسي لدعم النمو الإقتصادي؛

3- بدء عملية تقييم للمصارف – بدعم خارجي – كل مصرف على حدة وذلك لأكبر 14 مصرفًا من خلال توقيع الشروط المرجعية مع شركة دولية مرموقة؛

4- موافقة مجلس النواب اللبناني على تعديل قانون السرية المصرفية لجعله موائمًا مع المعايير الدولية لمكافحة الفساد وإزالة العوائق أمام إعادة هيكلة القطاع المصرفي والإشراف عليه، وإدارة الضرائب، وكذلك الكشف عن الجرائم المالية والتحقيق فيها، واسترداد الأصول المأخوذة عن غير وجه حق؛

5- استكمال التدقيق بهدف مُحدّد وهو تحديد وضع الأصول الأجنبية لمصرف لبنان، للبدء في تحسين شفافية هذه المؤسسة الرئيسية؛

6- موافقة مجلس الوزراء على إستراتيجية متوسطة الأمد لإعادة هيكلة المالية العامة والديون، وهو أمر ضروري لاستعادة القدرة على تحمل الديون، ولإستعادة المصداقية في السياسات الاقتصادية للحكومة، وخلق حيز ضريبي إضافي للإنفاق الاجتماعي والإعماري؛

7- موافقة مجلس النواب على موازنة 2022 لبدء استعادة المساءلة المالية؛

8- توحيد أسعار الصرف من قبل مصرف لبنان وذلك لمعاملات الحساب الجاري المسموح بها، وهو أمر بالغ الأهمية لتعزيز النشاط الاقتصادي، واستعادة المصداقية والإستدامة في التعاملات الخارجية، وسيتم دعمه من خلال تطبيق ضوابط رسمية على رأس المال.

هذه الشروط مطلوبة من كلٍ من الحكومة اللبنانية، والمجلس النيابي، والمصرف المركزي. وإذا كانت الإنقسامات السياسية قد منعت أية إصلاحات في الماضي، وإذا كان المشهد السياسي باقٍ على ما هو عليه بعد الإنتخابات، فإن المنطق يقول أن لا إمكانية لتلبية كل الشروط إلا إذا كان هناك ضغط خارجي. وبالتحديد فإن الفرنسيين يقومون بمجهود هائل للضغط على السلطات اللبنانية من أجل القيام بورشة عمل حكومية – نيابية يكون نتاجها إقرار القوانين المطلوبة في الشروط أعلاه وهو ما يُرجّح القيام به في الأسابيع القادمة إذا ما أثمرت الضغوطات الفرنسية، أي قبل الإنتخابات النيابية. فهل تصحّ هذه التوقعات؟ الوقت وحده كفيل بالردّ على هذا السؤال.

*******************************************

افتتاحية صحيفة الشرق

جبران يهدّد.. وجنبلاط يردّ على جماعة «ما خلّونا » 

«ويك أند» انتخابي بامتياز في لبنان، لا يعلو فيه صوتٌ على صوت هدير الماكينات والخطابات السياسية. المشهد هذا، سيسود البلادَ من الآن فصاعدا، وسترتفع حماوتُه كلّما اقتربنا من 15 ايار، تاريخ الاستحقاق الكبير. التحضيراتُ للاستحقاق تتواصل في العلن والكواليس، والاستعداداتُ تسير على قدم وساق خصوصا في خندق 8 آذار، حيث يبدو ان العودة الخليجية الى بيروت والخشيةَ من مفاعيلها السياسية والانتخابية والشعبية، استدعتا خطواتٍ من الصنف الكبير النوعي الثقيل، من قِبَل مايسترو الفريق «حزب الله»، وتدخّلا مباشرا منه بين أهل البيت الداخلي الواحد المتخاصمين، لرصّهم وتأمين أفضل حظوظ الربح في المعركة المنتظرة والتي ما عادت تحتمل «الصبيانيات والحسابات الصغيرة»، في نظر الضاحية.

السيد جمعهما

في هذا السياق، ولأن الوضع دقيق وحرج والمواجهة مصيرية، ولأن مصلحة المحور تسمو ولا يسمو عليها، قرر الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله النزول شخصيا الى «جبهة» التيار الوطني الحر – المردة، لتهدئتها وارساء هدنة عليها، تمتد من الانتخابات النيابية الى «الرئاسية». فقد أعلنت العلاقات الاعلامية في «حزب الله»، في بيان أن الأمين العام للحزب «استقبل على مائدة الافطار يوم امس رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية ورئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، بحضور عدد من القيادات المعنية. وكان اللقاء فرصة مناسبة للتداول في العلاقات الثنائية والأوضاع السياسية في لبنان والمنطقة».

خطاب ناري

وفي انتظار ما ستكون عليه مفاعيل هذه «الصلحة»، على الواقع الانتخابي في دائرة الشمال الثالثة التي تجمع الحزبَين، أعلن الفريق البرتقالي لوائحه الانتخابية ومرشحيه على كامل الاراضي اللبنانية في مهرجان شعبي حاشد. وفي المناسبة، كانت كلمة عالية السقف لباسيل.

ودائما على الخط الانتخابي، لكن على الضفة الاخرى، دعوةٌ سنية الى مشاركة كثيفة في الانتخابات. فقد رأى الرئيس فؤاد السنيورة أن «الهواء المنعش عاد الى بيروت مع عودة السفيرين السعودي والكويتي وليد البخاري وعبدالعال القناعي، بعد أن كاد النفس أن ينقطع».

وليس بعيدا من الخندق «السيادي»، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة ،  حيث تحالفٌ بين الاشتراكي والقوات، ليس السنيورة بعيدا منه كما هي الحال في البقاع مثلا، فقد أكد رئيس كتلة «اللقاء الديمقراطي» النائب تيمور جنبلاط،  خلال إعلان مرشحي لائحة الشراكة والإرادة في دائرة الشوف ـ عاليه،  أكد عدم الاستسلام، وقال «نلتقي كي نكمل معركة السيادة، ‏‎معركة تثبيت عروبة لبنان، وعلاقات لبنان الطبيعية مع الدول العربية، معركة قرارنا الوطني الحر والمستقل من دون أي هيمنة خارجية أو داخلية». وتابع: «مدرستنا، مدرسة نضال من اجل الحق. ‏‎ومعركتنا معركة عدالة، معركة كرامة وحياة، معركة حقوق الناس التي سرقتها جماعة ما خلونا الذين أخذوا كل شيء ولم يتركوا لنا وطنا».

نثق بالوعود

في الغضون، وغداة عودة سفراء الدول الخليجية الى بيروت والتي تعتبر اوساط ديبلوماسية مطّلعة  انها «ستخلق بلا شك، توازنا على الساحة المحلية، مع المحور الايراني في لبنان»،  اكد السفير الكويتي عبد العال القناعي، في اول موقف له غداة وصوله الى بيروت، وعلى هامش زيارته مركز سرطان الأطفال، ان جلّ ما تريده الكويت من لبنان ان يكون لبنانيا في عروبته وسياسته، لافتا الى وضع تصور بين القيادات في الخليج ولبنان حول كيفية اعادة العلاقات الى طبيعتها. وشدد على ان الانتخابات شأن لبناني، والكويت تثق بما سمعته من وعود.

وتلقى رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي اتصالا من وزير خارجية الكويت الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح تم في خلاله عرض الاوضاع اللبنانية والعلاقات بين لبنان ودول الخليج العربي، في ضوء التطورات الايجابية التي سجلت أخيرا.

وخلال الاتصال، قال وزير خارجية الكويت: «إن دول الخليج  تتطلع إلى استقرار لبنان الشقيق الحبيب وأمنه واستعادة عافيته».

كما تلقى  إتصالا من سفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري، العائد الى بيروت، هنأه فيه بحلول شهر رمضان المبارك، ووجه اليه الدعوة الى حفل افطار يقيمه في دار السفارة.

وقد ثمن السفير «جهود رئيس الحكومة في سبيل حماية لبنان في هذا الظرف الصعب واعادة العلاقات اللبنانية – السعودية الى طبيعتها».

«كابيتال كونترول»

على صعيد آخر، يرصد المجتمع الدولي خطوات الدولة اللبنانية بعيد توقيع اتفاق اولي بينها وصندوق النقد الدولي. وفي وقت حدد الاخير جملة شروط يجب على لبنان تنفيذها للوصول الى اتفاق نهائي شامل، يبدو ان اهل الحكم اختاروا البدء بـ»الكابيتال كونترول». وفي السياق، يُفترض ان يحضر على طاولة اللجان النيابية المشتركة الاربعاء المقبل على الارجح، قبل احالته على الهيئة العامة للتصويت عليه، هذا اذا تم الاتفاق عليه في اللجان طبعا. وكان رئيس مجلس النواب نبيه بري احال مشروعَ القانون المعجل امس، اليها.

ازمة الرغيف الى الحل؟

معيشيا،  تابع رئيس مجلس النواب نبيه بري، موضوع تأمين الطحين للمخابز والافران خلال استقباله في قاعة ادهم خنجر، في دارته في المصيلح، نقيب أصحاب المخابز والأفران في لبنان علي إبراهيم، على رأس وفد من النقابة. ولهذه الغاية، أجرى رئيس المجلس سلسلة إتصالات مع الوزارات المعنية ومع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي. سلكت أزمة الطحين والرغيف طريقها الى الحل، بعدما جرى تأمين الإعتمادات المالية اللازمة لها.

«التيار» اعلن لوائحه وباسيل هدّد الجميع:

سنحاسب من ركب على أكتافنا وغدر بنا

أعلن التيار الوطني الحر لوائحه الانتخابية ومرشحيه على كامل الاراضي اللبنانية في مهرجان شعبي حاشد. وفي المناسبة، كانت كلمة عالية السقف لباسيل اعتذر فيها من اللبنانيين لان فريقه لم يستطع المضي قدما في الخطط التي وضعها للاصلاح والانماء، وصوّب فيها بعيارات ثقيلة على مَن غدروا بالتيار وعلى المجتمع المدني وعلى خصومه في السياسية، متوعدا اياهم بالمحاسبة. وقال باسيل «كنّا في بداية عهد متأملين فيه ومدركين لصعوباته ولكن اليوم «بدّنا نعتذر لأنّو تأمّلنا وما قدرنا نبني دولة نحنا وياكن» ونعتذر لأنّ اللبنانيين محرومون من الكهرباء «حتّى لو مش نحنا السّبب». ونعتذر مع أنّنا خفّضنا بشكلٍ كبير كلفة الخلوي والخطّ الثابت في أيامنا و»دوبلنا» مداخيل الدولة و»تربلنا» عدد المشتركين.. الوزارة «مش معنا والخدمة بأسوأ حالتها».

اضاف «اعتقدوا أنّهم قضوا علينا وجاء وقت الانتخابات لدفننا. حاصرونا وخنقونا بالعقوبات وبالمال والإعلام والتحالفات. حاولوا تطويقنا… رشّحنا وتحالفنا وألّفنا لوائح في كلّ لبنان وسيكون لدينا نواب في كلّ لبنان».

وشدّد على «أنّنا سنُحاسب الذين ركبوا على أكتافنا حتى وصلوا وغدروا بنا وقفزوا من المركب وشاركوا في جريمة إغراق البلد». كما أكّد «أنّنا نُريد أن نُحاسب مَن فتحنا لهم باب المسامحة وعقدنا معهم مصالحة على أساس أن نكون فريقاً واحداً داعماً للعهد أمّا هم فانتخبوا الرئيس ليفشّلوه ويسقطّوه و»بيتباهوا بهالشي». نحنا بدّنا وفينا نفوت على الحكومة بعد الانتخابات.. هنّي بالـ 91 قبلوا بوزير واحد بزمن الوصاية ومن بعدها بالـ 2005 قبلوا كمان بوزير واحد ونحنا لمّا دخلنا الحكومات رفعنا لهم عدد وزراءهم. نحنا بعهدنا ما قبلنا إلا بـ 15 وزيراً على 15. ورح نبقى نقاتل لحقوقنا».

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى