شؤون لبنانية

افتتاحيات الصحف الصادرة صباح اليوم

الأخبار

 لبنان مكبّاً للقاحات كورونا

 آلاف اللقاحات ضد فيروس «كورونا»، التي يتلقّاها لبنان هبات أو يدفع ثمن بعضها، تتجه إلى التلف، بسبب تراجع نسبة التلقيح في المراكز، وأيضاً بسبب «العمر القصير» للهبات التي «ترميها» الدول الواهبة إلينا بدل أن تتكبّد كلفة إتلافها

تتصرّف وزارة الصحة العامة في ملف إدارة عملية التلقيح ضد «كوفيد – 19» كما لو أنها تعيش الجائحة… قبل عام. ففي عزّ الامتناع في بعض المناطق عن تلقّي اللقاحات و«تعسّر» المسار في مناطق أخرى كثيرة، إما بسبب الإصابات أو لعدم الاقتناع بفكرة اللقاح أساساً، تنشغل الوزارة بالبتّ في مزيد من هبات اللقاحات، رغم فائض اللقاحات المخزّنة بلا أي تصوّر لوجهة استخدامها، وما إذا كانت ستستخدم أصلاً أو أنها ستذهب… إلى التلف.

ثمة فائض من السوريالية هنا، بين عملية التلقيح التي يجمع المعنيون بها على «فرملتها»، وبين إدارة لا تتوانى عن فتح ذراعيها لهباتٍ جديدة رغم الفائض المخزّن من اللقاحات. فهل الأزمة هنا في تقدير الأولويات؟ أم أنها أزمة سوء تصرّف؟

اليوم، تملك الوزارة أكثر 400 ألف جرعةٍ من لقاح «فايزر» لم تصرف منها إلى الآن جرعة واحدة، استحصل عليها لبنان عبر منصة كوفاكس covax. وهذا يعني أنها «لقاحات لقاء ثمنٍ يتكفّل لبنان بدفع جزءٍ منه». رغم ذلك، بقي الصدر رحباً لاستقبال المزيد. هكذا، وإضافة إلى ما هو «قيد الدرس»، استقبلت وزارة الصحة مطلع العام الجاري 429 ألفاً و600 جرعة (43 ألف قارورة) من لقاح «مودرنا» هبة من الدانمارك. حملت الهبة تاريخَي صلاحية: الأول ينتهي في الثلث الأول من الشهر الجاري والجزء المتبقي مطلع الشهر المقبل. وعلى عكس اللقاحات التي وصلت سابقاً، لا يتوقع أن تصل مستندات جديدة لتمديد صلاحية لقاح «مودرنا»، إذ إن التواريخ الموضوعة على العبوات بحسب المصادر «هي تواريخ الصلاحية الممدّدة»، وهذا يعني أنها إذا لم تصرف، سيكون مصيرها التلف.

بعد شهرين من وصول الهبة، وعلى عتبة الشهر الثالث الذي تنتهي فيه صلاحية جزءٍ وافرٍ من اللقاحات، لم تصرف وزارة الصحة منها جرعة واحدة. ويعزو وزير الصحة فراس الأبيض ذلك إلى «أمور ضرورية، منها إجراء التدريبات اللازمة للعاملين في المراكز على كيفية التعامل مع اللقاح الجديد، والتغييرات التي يفترض إجراؤها على المنصة».

لهذا السبب، اتخذت الوزارة ــــ متأخرة ــــ قراراً بتحويل الجزء الأكبر من مراكز «فايزر» (نحو 70 مركزاً) إلى مراكز لتلقي لقاحات «مودرنا»، على أن يصبح هذا الأخير اللقاح الوحيد لمن هم فوق الثامنة عشرة، فيما يحصر «فايزر» بمن هم دون ذلك. غير أن القرار واجه «مقاومة» من بعض المراكز لأسباب عدة، منها توقف عملية التلقيح في بعض المناطق. وفي هذا السياق، تشير مصادر في وزارة الصحة إلى «استرجاع كميات مهولة من لقاحات فايزر منذ شهر تقريباً تفوق الـ 20 ألف جرعة أرسلتها المراكز على دفعات بعدما انتهت صلاحيتها»، متوقعة أن يرتفع العدد أكثر. إذ إن المركز الذي كان «يلقّح ألفاً أسبوعياً، باتت حصته اليوم 20 فقط». والأسوأ أن هذه الكميات «ستذهب إلى التلف».

أما في ثاني الأسباب، فهو أن «التدريب الذي تلقاه العاملون في المراكز على لقاح مودرنا لم يكن كافياً كما يتبيّن من المراجعات التي تتلقاها الوزارة من بعض المراكز التي تشكو فيها من عدم تلقي العاملين فيها التدريب اللازم». وثالث الأسباب، والأهم، هو أن «مودرنا» يختلف عن لقاح «فايزر» و«أسترازينيكا» بأن الكمية المسحوبة من قارورة اللقاح في الجرعة الأولى تختلف كلياً عن الكمية المفترضة في الجرعة الثانية، وهو ما يشكّل إرباكاً لدى العاملين، وخصوصاً أنه لم يوزع على المراكز الـ syringe الخاص بذلك اللقاح، ما يعني أن هامش الخطأ وارد هنا. ويضاف إلى تلك الأسباب، ما يتعلق بـ«الأمور اللوجستية التي تخص تغيير المواعيد من فايزر إلى مودرنا». أما ما لم تلتفت إليه الوزارة فهو أنها «لا تستطيع أن تفرض على الناس اللقاحات التي تريدها».

والسؤال هنا: ماذا إذا لم تصرف تلك اللقاحات ضمن «عمر» الصلاحية المتبقي لها؟ لا يحتمل الجواب تعدد الخيارات. فبحسب الوزير الأبيض، «عندما نصل إلى التاريخ المحدد، ما بقى رح نستعملهم»، وهذا يعني حكماً أنها ذاهبة نحو التلف. وإذا كان الوزير يبدي بعض التفاؤل لناحية أنها لا تنتهي كلها في وقتٍ واحد، يتحفّظ آخرون معتبرين أن «ما سيتلف أكبر مما سيؤخذ»، وأن آلاف اللقاحات ستتلف، إلى جانب آلاف أخرى «مخزنة اليوم تمهيداً للتلف». وينسحب هذا الأمر على كل ما نتلقاه من هبات «بعمر قصير»، وهو اعتراف ضمني بأن ما يأتي من هباتٍ لا وظيفة فعلية لها سوى أن «الدولة الواهبة تعطينا ما تريد أن ترميه»، على ما تقول مصادر متابعة لعملية التلقيح. مع ذلك، لا ترفض الوزارة الهبات مطلقاً على قاعدة أن «لا يموت الذئب ولا يفنى القطيع». ويؤكد الأبيض أن الوزارة، أخيراً، رفضت هبات ذات تواريخ صلاحية قريبة، منها هبتان للقاحَي «أسترازينيكا» و«فايزر»، فيما قبلت هبة ثالثة من اللقاحات للأطفال.

أما الأسوأ من فكرة «المكبّ» الذي باتت عليه البلاد بالنسبة إلى عددٍ من الدول الواهبة للقاحات، فهو أن الوزارة تعمد إلى تخزين ما تنتهي صلاحيته لعدم وجود آلية تسمح بتلفه، وخصوصاً أن العمل على هذا الأمر دونه أكلاف مادية. ولذلك، تستخدم جزءاً من مستودعات تخزين الأدوية ــــ وهي قليلة في الأصل ــــ لتخزين ما هو للتلف من لقاحات وأدوية.

النهار

انطلاق الآلية الفرنسية السعودية للمشاريع الإنسانية

التزم “#حزب الله” الصمت المطبق زهاء عشرين يوماً منذ زيارة الوسيط الأميركي في المفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل لترسيم الحدود البحرية اموس هوكشتاين لبيروت، وما أعقبها من هبوب لعاصفة الردود التي اثارها ما اعتبر تنازلا من جانب رئيس الجمهورية ميشال عون في اعتماد الخط 23 منطلقا للترسيم بدلا من الخط 29 ليخرج فجأة امس، وبلا مقدمات، بموقف تصعيدي موجه ظاهرا ضد الوسيط الأميركي ولكنه يستبطن الكثير من الريبة والشكوك في مقصده الحقيقي. والواقع ان ما صدر على لسان رئيس “كتلة الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد منذراً بمنع أي عمليات للحفر واستخراج الغاز، وان بدا عنوانه الأميركي والإسرائيلي ظاهرا، الا انه يصعب عزله عن الأجواء الداخلية وتحديدا عن توجيه سهامه نحو حليفه الأساسي رئيس الجمهورية لكونه المعني الأول والمفاوض الواقعي راهنا مع الوسيط الأميركي بما يوجب البحث عن أسباب “الهجوم المتأخر” وتوقيته في هذه اللحظة الدولية والإقليمية والداخلية. وإذا كان بعض الأوساط يرتبط هذا التطور بالغضب الكبير الذي عبر عنه “حزب الله ” بسبب بيان وزارة الخارجية الذي دان الغزو الروسي لأوكرانيا، وتوجس الحزب من دور حليفه العهد، في صدور البيان، فان ذلك يرتب توقعات حيال مرحلة مقبلة شديدة الاضطراب وحبلى بمزيد من التخبط بين الحلفاء كما بين هؤلاء وخصومهم مع اقتراب دخول البلاد من مرحلة ساخنة انتخابيا.

وجاء تصعيد “حزب الله” حيال ملف ترسيم الحدود البحرية عبر اعلان النائب محمد رعد “أن الاميركي الوسيط في التنقيب عن الغاز في لبنان، جاء الى لبنان في الايام الماضية للعب دور الثعلب في قسمة الجبنة بين المتخاصمين. ولكي نتمكن من التنقيب في مياهنا الاقليمية لاستخراج الغاز ونسدد بثمنه ديوننا، يقول لك انت ستحفر بالماء ومن الممكن ان يكون حقل الغاز مشتركا بينك وبين الاسرائيلي”. اضاف “نحن نقول، اننا سنبقي غازنا مدفونا في مياهنا الى ان نستطيع منع الاسرائيلي من ان يمد يده على قطرة ماء من مياهنا. لسنا قاصرين، وليعلم العدو ومن يتواصل معه، وسيطا وغير وسيط، ان الاسرائيلي لن يتمكن من التنقيب عن الغاز في جوارنا ما لم ننقب نحن عن الغاز ونستثمره كما نريد، و”ليبلطوا البحر”. لن نسمح للاسرائيلي ان ينقب عن الغاز من دون ان نستطيع ان ننقب عنه في مياهنا”.

الدعم الفرنسي السعودي

غير ان التطور البارز المقابل تمثل امس في انطلاق الآلية المالية المشتركة الفرنسية – #السعودية التي تم الاتفاق عليها بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والخاصة بلبنان. وأفادت مراسلة “النهار” في باريس رندة تقي الدين ان انطلاق الالية جاء اثر لقاء وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ووزير الخارجية الفرنسي جان – ايف لودريان، وبعد متابعة التنسيق الذي جرى بين البلدين عقب زيارة ماكرون لبن سلمان. وتم الاتفاق على المشاريع الأولى بتمويل مشترك، وهي: تقديم مساعدة مباشرة لمراكز الرعاية الصحية الأولية في كل لبنان، دعم مستشفى طرابلس من خلال الوكالة الفرنسية للتنمية، ودعم الرعاية الصحية الطارئة للشعب اللبناني في تعزيز خدمات الطوارئ لكوفيد 19، وتمويل المساعدة الغذائية في كل انحاء لبنان وتقديم المساعدة المعيشية للبنانيين الأكثر حاجة، ودعم الأطفال اللبنانيين بتوزيع حليب الرضّع، وتركيب الواح شمسية في المدارس لضمان حاجاتها من الطاقة. وقد انشأ الوزيران آلية لتوفير الدعم المشترك بين #فرنسا والمملكة للمنظمات غير الدولية اللبنانية لتلبية الحاجات اليومية للبنانيين. وسبق ذلك عقد اجتماعات عدة للجانب الفرنسي للإعداد لذلك، إضافة الى اجتماعين فرنسي – سعودي لانشاء الآلية واختيار المشاريع. ولم يعلن حتى الآن عن المبالغ التي جرى إقرارها. وتجدر الإشارة الى ان الجانب الفرنسي يراقب عن كثب التطورات في لبنان رغم انشغال ماكرون بالحرب الروسية على أوكرانيا.

على صعيد آخر، قال مصدر ديبلوماسي غربي لـ “النهار” انه سبق لوزير الخارجية الاميركي انطوني بلينكن ونظيره الفرنسي ان اثارا موضوع الدعم الاقتصادي والسياسي للبنان، وان الإدارة الاميركية، كما الفرنسية، تحاول باستمرار اقناع السعودية بعدم التخلي عن الاهتمام بلبنان وتركه لهيمنة “حزب الله” وايران. واعتبر المصدر ان هناك خطرا نشأ من الفراغ السياسي الذي تركه الرئيس سعد الحريري على الساحة السنية، خصوصا ان ليس هناك حاليا أي بديل على هذه الساحة التي أصبحت مشتتة والتي قد يستفيد منها “حزب الله”. وأكد المصدر انه “صحيح ينبغي تجديد الطبقة السياسية بوجوه جديدة، ولكن طالما ان هذا الامرغير متوافر على الساحة السنية وليست هناك شخصية بارزة توحّد هذه الساحة، فان الفراغ فيها يشكل خطرا كبيرا”.

الانتخابات

ومع دخول البلاد مهلة الأسبوعين الأخيرين لإقفال باب الترشيحات للانتخابات النيابية في منتصف آذار، جدد وزير الداخلية بسام مولوي التأكيد امس من دار الفتوى “أنّ #الانتخابات النيابية ستحصل، وهذا التزام من الحكومة في بيانها الوزاري، والتزام منه شخصياً والذرائع لعدم اجرائها تتلاشى يوماً بعد يوم”.

اما في المواقف السياسية المتصلة بالانتخابات فشن رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع هجوما مضادا على مهاجمي الأحزاب من دون تمييز بينها. وقال ان “الهجوم الطاحن من البعض على كل الأحزاب وعلى مفهوم العمل الحزبي والذي ادى الى محاولة لتقسيم المجتمع بين مؤيد للاحزاب او معارض لها، هو بعيد كل البعد عن الواقع ويعد اكبر عملية تزوير في تاريخ المجتمعات وفي تاريخ لبنان”.

واذ لفت الى ان “دور الاحزاب بالمطلق ضرورة قصوى في المجتمعات”، آسف “اننا رأينا في السنتين الاخيرتين هجوما على مفهوم العمل الحزبي، ما هو خطير جدا، بسبب خنفشارية البعض وسوء نية البعض الآخر بحجة ان لبنان وصل الى هذا الوضع بسبب الأحزاب، لكن تناسى هؤلاء انه كما مسؤولية ما وصلنا اليه تتحمله بعض الاحزاب كذلك بعض الشخصيات المستقلة” .واضاف: “الكلام بهذا الاسلوب ينمّ اما عن جهل مطلق ام عن سوء نية، وهذا على الأغلب، ويعود ذلك لانهم اما من الطامحين او المتنطحين. فواحدة من مشاكلنا في المجتمع هي التنطح بهدف الرغبة لتحمل مسؤولية، لا مقومات لديهم اصلا لاستلامها، لم ينجحوا بالوصول اليها على خلفية تواجد احزاب كبيرة، فاستغلوا الوضع الذي يمر به لبنان والتي تتحمل نتيجته بعض الاحزاب لتحميل المسؤولية الى كل الاحزاب عن سابق تصور وتصميم، محاولين بذلك ازاحة الاحزاب وايجاد مكان لهم على الساحة السياسية”.

وفدان

في السياق المتصل بالازمة المالية في لبنان، بدا لافتا وصول وفدين من وزارة الخزانة الأميركية وصندوق النقد الدولي الى لبنان بتوقيت متزامن. والتقى رئيس الوزراء نجيب ميقاتي بعد ظهر أمس وفداً من وزارة الخزانة الأميركية ضم النائب الأول لمساعد وزير الخزانة والمسؤول عن مكافحة تمويل الإرهاب والجرائم المالية بول أهرين، ونائبه اريك ماير في حضور السفيرة الأميركية دوروثي شيا، وجرى خلال اللقاء بحث التعاون بين لبنان و#الولايات المتحدة.

كما بدأ رئيس بعثة صندوق النقد الدولي الى لبنان إرنستو راميريز زيارة لبيروت مع وفد. وفي لقاء الوفد مع رئيس مجلس النواب نبيه بري جرى عرض لمراحل الحوار القائم بين لبنان والصندوق والتشريعات التي أنجزها المجلس النيابي وما هو في صدد إنجازه لاحقا لا سيما قانون الكابيتال كونترول حيث تم التأكيد على ضرورة أن يحفظ القانون حقوق المودعين كأولوية.

************************************************

نداء الوطن

وفد “الخزانة” يستعرض تحضيرات الانتخابات: تلويح بمعاقبة المعرقلين!

“حزب الله” ينتزع راية الترسيم: “تموضعات” عابرة للحدود؟

من خارج سياق التطمينات العونية للوسيط الأميركي بمنح “حزب الله” الضوء الأخضر لإبرام اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل وفق إحداثيات الخط 23، باغت “الحزب” العهد وتياره أمس بهجمة مرتدة استهدف فيها “الوسيط وغير الوسيط” في ملف الترسيم، ضارباً يده على طاولة المفاوضات ليعلن بصريح العبارة أن وقوفه خلف “بارافان” الدولة كان من “أكسسوارات” المرحلة التفاوضية السابقة، أما اليوم فباتت الضرورات والمستجدات تقتضي وقوف الدولة خلفه… على قاعدة “إذا حضر الأصيل بطل الوكيل”!

في أكثر من اتجاه، تطايرت شظايا الموقف التصعيدي الذي أطلقه “حزب الله” على لسان رئيس كتلته البرلمانية النائب محمد رعد، لا سيما لناحية دعوته العاملين على خط مفاوضات الترسم إلى “تبليط البحر”. إذ رأت أوساط مواكبة للملف أنّ هذه الدعوة “وإن كانت تستهدف بشكل مباشر الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين الذي وصفه بـ”الثعلب”، لكنها أصابت بشكل غير مباشر الجهود التي يقودها رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل لإنجاز صفقة الترسيم مع هوكشتاين قبل نهاية العهد”، خصوصاً وأنّ رعد كان واضحاً في تلويح “حزب الله” بإبقاء الغاز “مدفوناً” في المياه اللبنانية “ما لم نستثمره كما نريد”.

وبينما لم تستبعد المصادر أن يكون مسار “المفاوضات والمقايضات الجانبية” الذي يخوضه باسيل مع الجانب الأميركي في أكثر من ملف واستحقاق، قد استثار “حزب الله”، خصوصاً إثر “بيعة” إدانة الخارجية اللبنانية “الاجتياح الروسي” لأوكرانيا، وهو موقف صوّب عليه رعد صراحةً أمس بوصفه “يستجيب لمزاج بعض اللبنانيين الذين يحبوّن الغرب”، غير أنّ الأوساط نفسها لم تستبعد في الوقت عينه أن يكون لقرار “حزب الله” انتزاع راية “الترسيم” ومغادرة تخندقه السابق خلف راية “ما تقرّره الدولة”، أبعاد تصعيدية “عابرة للحدود” في ضوء التطورات الملتهبة والمتسارعة على أكثر من جبهة إقليمية ودولية، موضحةً أنّ “الحرب العالمية” المستعرة راهناً بين روسيا والصين وإيران من جهة، والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وسائر دول العالم من جهة أخرى، من شأنها “أن تفرض تموضعات وتكتيكات جديدة في مختلف الساحات والملفات، وعلى الأخص بالنسبة لمحور الممانعة الذي بدأ يحبس الأنفاس بانتظار ما ستفرزه هذه الحرب من نتائج وتداعيات عليه، سواءً في ما يتصل بمصير المفاوضات النووية الإيرانية، أو في ما يتعلق بتضعضع أوراق القوة والنفوذ تحت وطأة اشتداد الخناق العالمي على روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين الحليف الاستراتيجي لطهران والراعي الأكبر لطموحاتها النووية وأجندتها التوسعية في المنطقة”.

وفي المقابل، برزت خلال الساعات الأخيرة زيارة وفد من وزارة الخزانة الأميركية برئاسة النائب الأول لمساعد وزير الخزانة والمسؤول عن مكافحة تمويل الإرهاب والجرائم المالية بول أهرين، إلى بيروت حيث عقد جولة مباحثات مع المسؤولين شملت السراي الحكومي، وسط تكتم ملحوظ عن أهداف الزيارة. غير أنّ مصادر مطلعة أكدت أنها تندرج ضمن إطار “تفعيل التنسيق المشترك بين الإدارة الأميركية والسلطات اللبنانية في سبيل مكافحة عمليات تبييض الأموال وتجفيف مصادر تمويل الإرهاب”، مشيرةً إلى أنّ “زيارة وفد الخزانة بحد ذاتها لا تعتبر مؤشراً إلى قرب إصدار حزمة عقوبات جديدة على شخصيات وكيانات لبنانية على صلة بالفساد و”حزب الله”، لكنها تعكس بطبيعة الحال تصميم واشنطن على متابعة هذا الملف عن كثب مع المسؤولين اللبنانيين وإبداء عزمها على عدم التهاون إزاء أي تلكؤ من جانب السلطات السياسية والمالية والمصرفية في لبنان مع تطبيقات العقوبات الأميركية، خصوصاً في مجالات الفساد والإرهاب وتقويض سلطة الدولة”، كما لفتت الانتباه إلى أهمية الزيارة التي قام بها وفد الخزانة الأميركية إلى وزارة الداخلية أمس للإطلاع على الاستعدادات والتحضيرات الجارية لإجراء الانتخابات النيابية في موعدها المقرر في أيار المقبل، في رسالة واضحة إلى أنّ “الولايات المتحدة تولي أهمية قصوى لهذا الاستحقاق الدستوري بما يشمل تلويحاً غير مباشر بالاستعداد لمعاقبة أي طرف يعمل على عرقلة الانتخابات”.

وتوازياً، استهلّ رئيس بعثة صندوق النقد الدولي إلى لبنان إرنستو راميريز لقاءاته في بيروت أمس بالاجتماع مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، على أن يجتمع اليوم مع رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي للاطلاع على ما أنجزته الحكومة على صعيد الإصلاح وخطة النهوض الوطني. وأعربت مصادر اقتصادية عن اعتقادها بأنّ مهمة بعثة الصندوق هي أقرب إلى مهمة “هزّ عصا لمجلسي النواب والوزراء” على حد سواء لحث المعنيين على ضرورة “وقف استنزاف الوقت والمناورات، والشروع فوراً في ترجمة الخطوات العملية على طريق الإصلاحات المطلوبة من صندوق النقد والمجتمع الدولي”، مع إشارتها إلى “محورية الدور التشريعي في هذا المجال لا سيما ما يخصّ إقرار قانون الكابيتال كونترول واعتماد خطة هيكلية للدين والمصارف تضع في رأس أولوياتها ضمان حقوق المودعين”.

************************************************

الجمهورية

الانتخابات: تساؤلات.. ومطالبة بخطة تصدّ “التداعيات”.. و”الصندوق”: تعاون بشروط

المشهد الدولي مليء بالأحداث المفصلية، وكل المؤشرات تؤكّد بما لا يحتمل أدنى شك، انّ ما يجري في اوكرانيا، ليس مجرّد حرب عملية عسكرية عابرة، بل مأزق حقيقي ذروة في الخطورة، يشرّع الباب الدولي على شتّى الاحتمالات والعواصف، والسيناريوهات الكارثية.

لا يختلف إثنان على انّ خريطة جديدة ترسمها الوقائع الأوكرانية، من الصعب تحديد معالمها، وخصوصاً انّ هذه الحرب ما زالت في بداياتها وأفقها مفتوح على مدى زمني غير محدّد، والعالم بأسره يقف متهيّباً من نار الحرب الدائرة في اوكرانيا، وتداعياتها المفتوحة، وخصوصاً مع تزايد الخشية من أن تخلق هذه الحرب وقائع دراماتيكية خطيرة غير تقليدية تعبر كل الحدود.

ما هو جلي، هو أنّ هذه الحرب فرضت استنفاراً على طول الرقعة الدولية وعرضها، تحسباً من تأثيراتها، وهو الأمر الذي عدّل في أجندات الدول وحصر أولوياتها، في كيفية احتواء هذه التأثيرات والحدّ من أضرارها وسلبياتها. الّا انّ الصورة في لبنان افتقدت أي إجراء ولو خجول، في الاتجاه التحصيني للداخل، والإدارة السياسية للبلد في قمّة استرخائها، في الوقت الذي يقع فيه لبنان بما يعتريه من هشاشة وضعف، في صدارة الدول المرشّحة لتلقّي الصدمات.

خطة طوارئ

هذا الأمر يوجب بالحدّ الأدنى، كما يقول مرجع مسؤول لـ»الجمهورية»، بلورة خطّة طوارئ عاجلة. فلبنان وإن كان بعيداً من حيث المسافة عن مسرح الأحداث الحربية في اوكرانيا، فإنّه في عين العاصفة، ولا ينفعه تكتيك الإنحناء أمام الرياح الأوكرانية التي تهبّ بتداعيات على كل العالم، بل يتوجب مسارعة الحكومة إلى اتّخاذ خطوات احترازية استباقية لأيّ طارئ، أقله لناحية توفير المواد الأساسية، ولاسيما الطبية والغذائية والتموينية ومضاعفتها، وخصوصاً مع احتمالات تفاقم الزلزال الذي بدأ يتحرّك في أوكرانيا، والذي، وفق مؤشرات التصعيد القائمة، قد لا يبقى محصوراً ضمن حدوده الحالية.

دعم فرنسي- سعودي

في هذه الأجواء، وعشية زيارة محتملة لوزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان الى بيروت منتصف الاسبوع الجاري، كان الملف اللبناني محور بحث بينه وبين وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان، وكيفية دعم الشعب اللبناني. وكان توافق على تمويل مشاريع إنسانية أولية لمساعدة الشعب اللبناني.

وبحسب قناة «العربية»، فإنّ «الدعم السعودي- الفرنسي سيساهم في تمويل المنظمات لتوزيع حليب الأطفال والغذاء في لبنان، وسيتجّه إلى بعض المنشآت التعليمية في لبنان، وسيهتم بالمساعدة المباشرة لمستشفيات ومراكز رعاية، وسيأتي على شكل مشاريع خيرية وإنسانية»، مشيرة الى «أنّ السعودية تتبرّع بـ 36 مليون دولار للبنان عبر مركز الملك سلمان للإغاثة.

قلق ديبلوماسي

على أنّ هذه الصورة القاتمة التي ترسمها المراجع المسؤولة حول مستقبل الوضع على مستوى العالم وصولاً الى لبنان، تتقاطع مع جواب ديبلوماسي قلق، أبداه سفير دولة كبرى في بيروت أمام أحد كبار المسؤولين اللبنانيين، حينما سأله الأخير عن مآل الاحداث في اوكرانيا، حيث قال ما حرفيته: «نشهد حرباً هي الأسوأ والأشدّ خطورة منذ الحرب العالمية الثانية، وباتت تهدّد الأمن والسلام العالميين، وجواباً على سؤالك، لا أحد يعرف مآل الأمور، ومن السابق لأوانه تحديد قراءة معيّنة، ولكن نحن قلقون جداً، هناك دمار كبير، وأعداد هائلة من النازحين، والأفق مفتوح على تداعيات واسعة، ولذلك من الطبيعي مع هذه التطوّرات ألّا نلغي من حساباتنا كلّ الإحتمالات الصعبة».

الداخل: ترقّب

وربطاً بذلك، تبدو الصورة الداخلية في ذروة الارتباك. فمفاعيل بيان وزارة الخارجية الذي أدانت فيه ما سمّته الإجتياح الرّوسي لأوكرانيا، لم تنتهِ بعد، حيث انّه ما زال في دائرة التجاذب والاشتباك الداخلي، بالتوازي مع محاولات متواصلة للبحث عمّن هو «والد» هذا البيان والغاية منه في هذا الظرف وهذا التوقيت. فيما برزت إشادة أوكرانية ببيان الخارجية عبّر عنها السفير الأوكراني في لبنان ايغور اوستاش في مؤتمر صحافي عقده امس، حيث قال: «بصفتي ديبلوماسياً، أفتخر بلبنان الذي دان (برغم ظروفه الصعبة) اجتياح الأراضي الأوكرانية وأصدر بياناً قال فيه: «نظراً لما شهده تاريخ لبنان الحديث من اجتياحات عسكرية لأراضيه ألحقت به وبشعبه أفدح الخسائر التي إمتد أثرها البالغ لسنوات طويلة على إستقراره وإزدهاره، فإنّ لبنان يدين اجتياح الأراضي الأوكرانية، ويدعو روسيا إلى وقف العمليات العسكرية فوراً وسحب قواتها منها والعودة إلى منطق الحوار والتفاوض كوسيلة أمثل لحل النزاع القائم».

.. وتساؤلات

اما في المقلب الآخر للصورة الداخلية، فإنّ الأجواء السياسية باتت محكومة لتساؤلات بدأت تتراكم منذ بدء الحرب في اوكرانيا يوم الخميس الماضي، وتحيط مصير الاستحقاقات الداخلية بعلامات استفهام، وأقربها الاستحقاق الانتخابي الذي بات على بعد 76 يوماً من موعده في 15 أيار المقبل.

وإذا كانت هذه الاسئلة مشروعة، على ما تقول مصادر حكومية معنيّة بالملف الانتخابي، الّا انّها أكّدت لـ»الجمهورية»، انّ الانتخابات النيابية حاصلة في موعدها مهما كانت الظروف.

ورداً على سؤال عمّا إذا كانت التداعيات المحتملة قد فرضت وقائع صعبة هدّدت الاستحقاق الانتخابي، وادّت الى الوقوع في المحظور، قالت المصادر الحكومية: «أي كلام عن تعطيل الاستحقاق الانتخابي هو من باب التشويش ومحاولة إعاقته. دعونا لا ندخل في التكهنات ورسم سيناريوهات غير واقعية، فالأكيد أنّ الإنتخابات ستجري في الموعد المحدّد لها، وكل الإستعدادات والتحضيرات اللوجستية باتت جاهزة لإجرائها».

الزحف الى الداخلية!

ما يجدر ذكره في السياق الانتخابي، الوقت بات ضاغطاً على الراغبين في تقديم ترشيحاتهم لخوض الانتخابات النيابية، وخصوصاً انّ مهلة تقديم الترشيحات رسمياً الى وزارة الداخلية تنتهي في 15 آذار الجاري، ما يعني انّ البطء في تقديم الترشيحات الذي ساد منذ صدور بيان وزارة الداخلية ذي الصلة بهذا الامر، سيتحوّل خلال الاسبوعين المقبلين الى ما يشبه الزحف إلى وزارة الداخلية لتقديم الترشيحات رسمياً لانتخابات 15 ايار.

«أمل» لإنجاز الاستحقاق

الى ذلك، اكّدت «حركة «امل» حرصها على «إنجاز إستحقاق الانتخابات النيابية بكل مسؤولية وشفافية، وأن تتابع الجهات المختصة القيام بكل ما يلزم للوصول إلى النتيجة المرجوة. وفي هذا الصدد، تتوجّه الحركة إلى جماهيرها ومناصريها لتهيئة كل الأجواء الضرورية للمشاركة الواسعة في لبنان والخارج».

وفي بيان لمكتبها السياسي أمس، توقّفت الحركة عند الأحداث التي تجري على الساحة الروسية – الاوكرانية»، مبدية أسفها «للإهمال الذي يتمادى في تصرّف الحكومة اللبنانية إزاء أبنائها المغتربين والطلاب المنتشرين في العالم، والمحنة التي يعانونها في أوكرانيا، والإستفاقة المتأخّرة على إجلائهم ورعايتهم للعودة إلى حضن الوطن»، مطالبة بـ»أقصى الإجراءات اللازمة والاتصالات الضرورية لضمان سلامتهم».

وفي جانب آخر، اعتبرت الحركة، «أنّ إقرار خطة الكهرباء المبدئية لا تستقيم من دون التنفيذ الجدّي والالتزام بمندرجات قرار مجلس الوزراء وفي الإسراع في تعيين الهيئة الناظمة للقطاع، وتطبيق القانون 462، كأساس لمعالجة وضع الكهرباء بكل عناوينها».

الموازنة وبعثة الصندوق

وفي جانب داخلي آخر، وفي الوقت الذي سلك فيه مشروع موازنة السنة الحالية طريقه الى مجلس النواب أمس، مع توقيع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على مرسوم الإحالة، حيث يُنتظر ان تبدأ اللجنة النيابية للمال والموازنة رحلتها في دراسة المشروع ضمن فترة حدودها نهاية آذار الحالي وفق ما أكّدت أوساط اللجنة لـ»الجمهورية»، بدأ وفد صندوق النقد الدولي برئاسة رئيس بعثة الصندوق الى لبنان ارنستو راميريز، محادثاته في بيروت، حيث التقى رئيس المجلس النيابي نبيه بري. وذكرت معلومات عين التينة، انّه «تمّ عرض لمراحل الحوار القائم بين لبنان والصندوق والتشريعات التي أنجزها المجلس النيابي وما هو في صدد إنجازه لاحقاً، لا سيما قانون «الكابيتال كونترول»، حيث تمّ التأكيد على ضرورة أن يحفظ القانون حقوق المودعين كأولوية».

في هذا الوقت، أكّدت مصادر مواكبة لزيارة وفد صندوق النقد لـ»الجمهورية»، انّ زيارة الوفد حاسمة هذه المرة، حيث جاء للاستطلاع بشكل مباشر لما بلغته تحضيرات الحكومة للدخول في مفاوضات مع الصندوق، تفضي الى اتفاق تعاون يمكن لبنان من الحصول على مساعدات يحتاجها لتخطّي أزمته الاقتصادية والمالية.

وبحسب المصادر، عينها فإنّ وفد الصندوق ما زال ينتظر لبنان، وفي موازاة ما سمعه سابقاً من تأكيدات علنية من الجانب اللبناني على إنجاز ما هو مطلوب منه في هذا المجال، ولاسيما لجهة إنجاز الحكومة لبرنامجها وخطة التعافي وتحديد الخسائر وتوزيعها بشكل موضوعي، خلافاً للعشوائية التي سادت في السابق، فإنّ الضرورة باتت تحتّم على الجانب اللبناني الدخول إلى مرحلة التطبيق الحقيقي لما يلتزم به، وخصوصاً انّ الصندوق ما زال يؤكّد استعداده للتعاون مع لبنان، انما ضمن الشروط التي تسهّل عقد المفاوضات مع الحكومة اللبنانية وصولاً الى الاتفاق على برنامج تعاون، وهو ما ينبغي على الجانب اللبناني توفيره بالشكل الذي يوصل الى مفاوضات منتجة، وتَوفّر هذه الشروط الموضوعية من شأنه أن يطلق هذه المفاوضات في غضون فترة قصيرة، ويؤدي الى بلوغ اتفاق تعاون ضمن فترة قصيرة ايضاً، وفي ذلك مصلحة أكيدة للبنان.

وبحسب المصادر، فإنّ ملاحظات الصندوق ما زالت تتمحور حول موجبات تأخّر الحكومة اللبنانية في إنجاز ملف التفاوض والموجبات الإصلاحية، اضافة الى مقاربة سلبية لمشروع موازنة العام 2022، وخصوصاً انّ مضمونه جاء رقمياً، من دون ان يقارب المتطلبات الإصلاحية التي يحتاجها لبنان، وتضعه على سكّة التعافي. فالموازنة قد تكون عاملاً سلبياً ومعيقاً، وخصوصاً انّها لا تفي بالمطلوب.

تقدير إيراني لعون

في هذا الوقت، اكّد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أهمية السلام بين الشعوب الذي يكفل لها راحتها وحياتها الهنيئة.

وأمل عون، خلال استقباله وزير الثقافة الايراني محمد مهدي اسماعيلي في نجاح مفاوضات فيينا، «باعتبارها مؤشر سلام ليس لإيران فحسب بل لكل المنطقة».

اما الوزير الايراني فقال انّ بلاده «تنظر بكثير من التقدير الى مواقف رئيس الجمهورية المبدئية والمحورية والراسخة، التي أعطت الجمهورية اللبنانية هذه المكانة الفريدة التي تتمتع بها، وانكم من خلال فترة عملكم السياسي بذلتم كل ما أوتيتم من قوة من اجل المحافظة على وحدة لبنان حكومة وشعباً واستطعتم ان تكلّلوا مسيرتكم بنجاح».

واكّد الوزير الإيراني»انّ الحكومة الإيرانية الجديدة تضع نصب عينيها سياسة خارجية منفتحة بنّاءة، تقوم على إقامة افضل جسور الثقة والتلاقي والحوار مع دول المنطقة بشكل عام والدول الصديقة والشقيقة بشكل خاص». وقال انّ «محادثات فيينا تسير بشكل إيجابي ما يمكن ان يساعد في التوصل الى اتفاق إيجابي وبنّاء. والجمهورية الإسلامية تصرّ على ان يكون الاتفاق منصفاً ونهائيا».

سنبقي غازنا مدفوناً!

وفي موقف لافت، قال رئيس «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد في احتفال في كفرفيلا: «إنّ الاميركي الوسيط في التنقيب عن الغاز في لبنان، جاء الى لبنان في الايام الماضية للعب دور الثعلب في قسمة الجبنة بين المتخاصمين. ولكي نتمكن من التنقيب في مياهنا الإقليمية لاستخراج الغاز ونسدّد بثمنه ديوننا، يقول لك أنت ستحفر بالماء ومن الممكن ان يكون حقل الغاز مشتركاً بينك وبين الاسرائيلي».

اضاف: «نحن نقول، إننا سنُبقي غازنا مدفوناً في مياهنا الى ان نستطيع منع الاسرائيلي من ان يمدّ يده على قطرة ماء من مياهنا. لسنا قاصرين، وليعلم العدو ومن يتواصل معه، وسيطاً وغير وسيط، انّ الاسرائيلي لن يتمكن من التنقيب عن الغاز في جوارنا ما لم ننقب نحن عن الغاز ونستثمره كما نريد، و»ليبلطّوا البحر». لن نسمح للاسرائيلي ان ينقب عن الغاز من دون ان نستطيع ان ننقب عنه في مياهنا. إذا لم تكن قوياً من اجل ان تنقذ حقك فلن ينفعك الدعم من كل الدول».

وتطرّق رعد الى بيان وزارة الخارجية اللبنانية عن الأزمة بين روسيا واوكرانيا، فقال: «انّه يستجيب لمزاج بعض اللبنانيين الذين يحبون الغرب، لكن لبنان ليس له علاقة بأوكرانيا ولا بروسيا. المسألة، انّ السفيرة الاميركية كانت تتصل طيلة الليل بكل العالم لإصدار بيان لا يكون الموقف فيه ضد اميركا».

بدوره، اكّد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، انّ «الهجوم الطاحن من البعض على كل الأحزاب وعلى مفهوم العمل الحزبي، والذي ادّى الى محاولة لتقسيم المجتمع بين مؤيّد للأحزاب او معارض لها، هو بعيد كل البعد عن الواقع، ويعدّ اكبر عملية تزوير في تاريخ المجتمعات وفي تاريخ لبنان».

ولفت جعجع في كلمة له خلال احتفال نظّمته مصلحة المعالجين الفيزيائيين في «القوات»، الى انّ «دور الأحزاب بالمطلق ضرورة قصوى في المجتمعات»، وأسف اننا «رأينا في السنتين الاخيرتين هجوماً على مفهوم العمل الحزبي، ما هو خطير جداً، بسبب خنفشارية البعض وسوء نية البعض الآخر بحجة انّ لبنان وصل الى هذا الوضع بسبب الأحزاب، لكن تناسى هؤلاء انّه كما مسؤولية ما وصلنا اليه تتحمّله بعض الاحزاب كذلك بعض الشخصيات المستقلة».

ولفت الى «خنفشاريين ووصوليين ومتنطحين وفوضويين يظهرون في الأزمات، ونراهم اليوم في كل المناطق من بيروت الى بشري، يسوّقون لفكرة انّ كل الاحزاب «ما بتسوا»، متجاهلين انّه «على الأقل يوجد حزب واحد لا ينتمي الى المجموعة التي «ما بتسوا» وهو حزب «القوات اللبنانية».

وإذ أسف انّ «الحملة التي شُنّت على الأحزاب تحت راية «كلن يعني كلن»، ضربت مبدأ اساسياً في المجتمع وهو العمل الحزبي»، شدّد على انّه «ما من مجتمع ينجح بالنهوض من دون الأحزاب».

واشار الى انّ «العمل داخل الحكومة صعب جداً، خصوصاً إذا كانوا اقلية فيها»، لافتاً الى ان «ملف الكهرباء خير دليل على ذلك، فـ»القوات اللبنانية» منذ عام 2016 حاولت استدراك ما حصل في هذا الملف لكنها لم تفلح رغم كل الدراسات التي عمل عليها نوابها ووزراؤها». وقال: «نخوض الانتخابات النيابية كي ننجح بتحقيق امور اكبر واكثر في السنوات المقبلة. إذ انّ النتيجة التي وصل اليها اللبنانيون اليوم سببها خيارهم في الإنتخابات عام 2018، بمنح الثنائي الشيعي والمقرّبين منه اكثر من 40 نائباً و»التيار الوطني الحر» 27 نائباً أي أكثرية المجلس النيابي».

************************************************

الشرق الأوسط

اتفاق سعودي ـ فرنسي على تمويل مشاريع إنسانية للشعب اللبناني

فيصل بن فرحان التقى جان إيف لودريان… والجانبان بحثا علاقات البلدين

أجرى الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، في باريس أمس، مباحثات مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان، تناولت مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية، والجهود المبذولة لدعم ركائز الأمن والاستقرار. كما استعرض الجانبان أطر العلاقات السعودية – الفرنسية وسبل تعزيزها في شتى المجالات، بما يخدم مصالح وتطلعات البلدين الصديقين.

وشهدت جلسة المباحثات التي عقدت بمقر الخارجية الفرنسية في باريس، متابعة التنسيق الثنائي بين السعودية وفرنسا حيال مستجدات الأوضاع في لبنان وما يعانيه الشعب اللبناني من ظروف صعبة ومن تداعيات أزمة اقتصادية وإنسانية حادة، وجرى الاتفاق على تمويل عدة مشاريع إنسانية أولية لمساعدة الشعب اللبناني، وكخطوة أولى للعمل المشترك بين السعودية وفرنسا لتقديم الدعم في هذا الخصوص، والذي يأتي على شكل عدة مشاريع خيرية وإنسانية تُعنى بتوفير مساعدة مباشرة لعدد من المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية في لبنان، ورفع مستوى الرعاية الصحية الموجهة لمكافحة جائحة كورونا (كوفيد – 19)، وبعض المنشآت التعليمية الأساسية، والمساهمة في تمويل أعمال المنظمات العاملة على توزيع حليب الأطفال والغذاء للفئات الأكثر تضرراً. وجارٍ إنشاء آلية العمل المشتركة المتفق عليها بين الجانبين لتقديم الدعم للشعب اللبناني وتمويل بعض أنشطة المنظمات الدولية غير الحكومية العاملة في مجال الإغاثة والمساعدة الشعبية في لبنان.

وتبادل وزير الخارجية ونظيره الفرنسي وجهات النظر حيال تطورات القضايا الإقليمية والدولية، ومستجدات الأوضاع في اليمن، حيث أكدا على أهمية دعم الجهود المبذولة للوصول إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية، بما في ذلك جهود المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، استناداً إلى المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بما فيها القرار 2216.

من جانبه أكد الجانب الفرنسي، على دعم فرنسا الكامل لمبادرة السلام السعودية التي تم تقديمها في تاريخ 22 مارس (آذار) 2021، وإدانتها القاطعة للاعتداءات بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيَرة التي ترتكبها ميليشيا الحوثي.

كما تناولت المباحثات، الملف النووي الإيراني وأهمية أن يسهم أي اتفاق يتم التوصل إليه في منع إيران من تطوير أو الاستحواذ على سلاح نووي، واتفق الوزيران على أهمية استمرار التنسيق لمواجهة التحديات وتعزيز الأمن الإقليمي.

وتبادل الوزيران وجهات النظر حيال المستجدات المرتبطة بالأزمة الأوكرانية الجارية وتطورات الأوضاع المرتبطة بها، وعدد من الموضوعات الأخرى ذات الاهتمام المشترك.

حضر اللقاء، فهد الرويلي سفير السعودية في باريس، وعبد الرحمن الداود مدير عام مكتب وزير الخارجية.

************************************************

اللواء

ضغوطات على حكومة ميقاتي.. ووفد الخزانة في السراي الكبير!

المصارف تشكو استدعاءات عون في قضية سلامة وشقيقه.. وتفلّت السلاح يطرح أمن الانتخابات

أخذت موازنة العام 2022 طريقها إلى المجلس النيابي مع توقيع الرئيس ميشال عون على مشروع قانون الموازنة، واحالتها بمرسوم إلى المجلس النيابي لتأخذ طريقها إلى الجنة المال والموازنة، ثم سائر اللجان قبل دعوة مجلس النواب لمناقشتها واقرارها، في وقت لم يتم تحديد موعد جلسة لمجلس الوزراء بعد لإقرار ما يلزم، ومعاودة البحث بمسار خطة الكهرباء التي تحظى بالأولوية، مع الاستعدادات الجارية لاطلاق مفاوضات التمويل مع البنك الدولي مع اكتمال الشروط الخاصة بالحكومة، وبالتزامن كان ملف المساعدات والمشاريع الإنسانية على طاولة البحث في مقر الخارجية الفرنسية بين الوزير جان ايف لودريان، الذي يستعد للمجيء إلى بيروت ونظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله، إذ شدّد الوزيران على حرص فرنسا والمملكة العربية السعودية على تمويل بعض «انشطة المنظمات الدولية غير الحكومية العاملة في مجال الاغاثة والمساعدة الشعبية في لبنان».

اعربت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» عن اعتقادها ان مفاعيل بيان وزارة الخارجية عن الحرب الروسية على أوكرانيا انتهت, وأشارت إلى أن العمل منصب على مواكبة تداعيات ما يجري على الوضع في لبنان سواء لناحية الأمن الغذائي أو غير ذلك.

إلى ذلك بقي موضوع تحديد موعد لجلسة مجلس الوزراء المقبلة غير واضح. وفهم من المصادر نفسها أن تجاوز هذا البيان ضروري لأن من شأن ذلك أن يساعد في ترتيب عمل مجلس الوزراء الذي تجنب خضة في جلسته السابقة جراء ذلك.

ولفتت المصادر إلى أن لبنان الرسمي سينشغل بزيارة عدد من المسؤولين الأجانب هذا الأسبوع فيما لم يتأكد بعد موعد زيارة الوسيط الأميركي في ملف ترسيم الحدود آموس هوكستين، في وقت اثار فيه توقيت زيارة وفد الخزانة الأميركية الذي ضم النائب الأوّل لمساعد وزير الخزانة والمسؤول عن مكافحة الإرهاب بول أهرين، ونائبه أريك ماير إلى بيروت، والاجتماع مع الرئيس ميقاتي بحضور السفيرة الأميركية دورثي شيا، أكثر من سؤال، بالتزامن مع الحرب الروسية – الأوكرانية.

ضغوطات

والثابت ان ضغوطات تمارس في الداخل على حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، سواء منها ما هو متعلق بخطة الكهرباء التي أقرّت مبدئياً، ويصر النائب جبران باسيل على ان تتضمن في مرحلة بناء المعامل بناء معمل في سلعاتا، وهو الامر الذي لا يرى الرئيس ميقاتي أولوية له الآن، فضلاً عن محاولة التيار الوطني الحر التهرب من قيمة هيئة ناظمة للكهرباء، مثلما يتمسك بهذا الطلب كل من حركة أمل والحزب التقدمي الاشتراكي.

ومن الضغوطات الداخلية، تداعيات بيان وزير الخارجية عبد الله أبو حبيب، الذي ما يزال «الثنائي الشيعي» يعتبره وكأنه لم يكن.

وما زاد الطين بلة مضي المدعي العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضية غادة عون في التحقيقات الخارجة عن الأصول، وكأنها عدلية قائمة بذاتها، في إطار ملاحقة حاكم مصرف لبنان وشقيقه، عبر استدعاءات رؤساء مجالس إدارة المصارف.

وعليه، استبعد مصدر مطلع انعقاد جلسة لمجلس الوزراء هذا الأسبوع، لتفادي حدوث مشكلة بين الرئيس ميقاتي وفريق العهد.

وأشارت قناة «العربية» إلى ان السعودية تتبرع بـ36 مليون دولار للبنان عبر مركز الملك سلمان للاغاثة.

ومع ترقب موعد جلسة جديدة لمجلس الوزراء لا يبدو انها ستنعقد هذا الاسبوع على الارجح، وتحديد جلسات للجنة المال والموازنة لدرس مشروع قانون موزانة 2022، وصل الى بيروت امس وفدا صندوق النقد الدولي ووزارة الخزانة الاميركية وباشرا لقاءاتهما فوراً، بينما ما زالت ارتدادات الحرب الروسية – الاوكرانية الاقتصادية تنعكس معيشياً على لبنان كما على سائر دول العالم لكن بوتيرة اسرع في بيروت نتيجة الاحتكاروالتلاعب بالاسعار عند كل مشكلة محلية أو خارجية.

صندوق النقد والخزانة الاميركية في بيروت

وفي سياق آخر، استقبل الرئيس نبيه بري رئيس بعثة صندوق النقد الدولي الى لبنان إرنستو راميريز الذي وصل الى بيروت عصر امس مع وفد. وتم عرض لمراحل الحوار القائم بين لبنان والصندوق والتشريعات التي أنجزها المجلس النيابي وما هو في صدد إنجازه لاحقا لا سيما قانون الكابيتال كونترول، حيث تم التأكيد على ضرورة أن يحفظ القانون حقوق المودعين كأولوية.

كما وصل الى بيروت وفد من وزارة الخزانة الأميركية ضم النائب الأول لمساعد وزير الخزانة والمسؤول عن مكافحة تمويل الإرهاب والجرائم المالية بول أهرين،ونائبه اريك ماير، وزار فور وصوله الرئيس ميقاتي في السرايا الحكومية، وحضرت اللقاء السفيرة الأميركية دوروثي شيا. وجرى خلال اللقاء بحث التعاون بين لبنان والولايات المتحدة، وغادر الوفد من دون الإدلاء بأي تصريح.

ويزور الوفدان الدولي والاميركي اليوم رئيس الجمهورية ميشال عون، فيما يزور وفد صندوق النقد الرئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي.

وزيارة وفد صندوق النقد ستكون لمدة ثلاثة أيام فقط «إلا إذا قرّر الوفد تمديدها» بحسب ما كشف لـ«المركزية» مستشار رئيس الحكومة للشؤون الاقتصادية سمير ضاهرالمواكب للمفاوضات الجارية مع الصندوق، وأوضح أن الهدف من تلك الزيارة «أولاً إجراء التعارف بين الفريقين، والاتفاق على متابعة المفاوضات، كون الفريق اللبناني سبق أن قدّم لوفد الصندوق مسودّة عن الخطة وتصوّراته في مواضيع عديدة، فدَرَسَها الوفد خلال الأسبوعين الماضيين، وسيبلغ الوفد اللبناني بملاحظاته عليها.

واضاف: وسيُطلع الفريق اللبناني وفد الصندوق على ملاحظاته وسيطلب منه التعاون في بعض الأمور، كذلك سيفعل وفد الصندوق الذي سيطلب من الجانب اللبناني القيام بخطوات محدّدة.

 الحرب الروسية –الاوكرانية تابع

على صعيد انعكاسات الحرب في اوكرانيا، يتم تبشير اللبنانيين بإرتفاع اسعار الزيوت والقمح والحبوب وسواها من منتجات اوكرانية او روسية تصل لبنان، بينما الدولة ووزارة الاقتصاد بشكل خاص غائبة عن المتابعة والملاحقة للمستوردين.

فقد اعتبرت نقابة أصحاب محطات المحروقات أنه «دائمًا ما تدفع المحطات ضريبة إرتفاع سعر برميل النفط عالميًا. إذ، وفي الآونة الآخيرة، تزامنًا مع إرتفاع سعر برميل النفط عالميًا، نلاحظ أن بعض شركات المحروقات تمنعت عن التسليم والبعض الآخر يسلم بكميات قليلة جدًا لا تكفي إحتياجات السوق». وأشارت في بيان إلى أن «شركات النفط تمتنع عن التسليم كي تستفيد أسبوعيًا من الزيادة التي ستلحق بجدول تركيب الأسعار الذي يصدر كل ثلاثاء، مما يخلق شحًا في مادة المحروقات في الأسواق ويخلق أزمة لا وجود لها، لذا نتمنى من وزير الطاقة الذي يتم الإتصال به دائمًا وهو بعيد من السمع، التجاوب مع طلبات النقابة وتأمين مادة المازوت، لا سيما في مصافي النفط الأمر الذي يعمل على حلحلة الأزمة ومنع شركات النفط من إحتكار هذه المادة».

واعتذرت النقابة «من المواطنين على إلغاء خدمة الـVISA CARD لأن هذه الخدمة تكبدنا خسائر كثيرة بحيث لا يخفى على أحد أننا لا نستطيع سحب أموالنا من البنوك ونحن مضطرون على تسديد ثمن المحروقات نقدًا».

لكن عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات جورج البراكس اكد ان «لا أزمة بنزين وهناك شركات تُسلّم المادة». واضاف: الجعالة التي نأخذها لا تكفينا فكيف الحال أيضاً مع العمولة التي ندفعها مقابل البطاقات المصرفيّة للدفع في المحطّات؟

وعلى صعيد الخبز والقمح، قال وزير الاقتصاد امين سلام بعد زيارة الرئيس نبيه بري: طمأنت الرئيس بري حول موضوع القمح، والذي هو موضوع أمن غذائي بإمتياز، اننا مواكبون لهذا الموضوع وإن شاء الله لن يكون هناك إنقطاع للخبز ولا للقمح. وأبلغناه أن بعض الاجهزة الامنية وحسب ما ابلغتنا ضبطت (امس) كميات كبيرة من القمح المخزن والمحتكر. وشدد الرئيس بري على وجوب متابعة هذا الأمر وعدم السماح للبعض بإستغلال ظروف الحرب الروسية الأوكرانية للتلاعب بلقمة عيش المواطن. وأبلغناه أيضا، أن الوزارة تعمل وأخذت موافقة بإستيراد كميات قمح من قبل الدولة اللبنانية بشكل مباشر من أجل إقامة نوع من التأمين للأمن الغذائي.

أما سياسياً، فقد استمرت الاتصالات لإحتواء ردود الفعل على بيان وزارة الخارجية الذي أدان ما وصفه «الغزو الروسي لاوكرانيا»، ويبدو أن المساعي التي بذلها الرئيس نجيب ميقاتي اثمرت تهدئة في هذا الصدد، لكن السفير الأوكراني في لبنان إيغور أوستاش قال: أن «العدوان الذي تمارسه روسيا ضدّ بلاده يعتبرُ شاملاً وليس محدوداً»، واصفاً نظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ«المُجرم»، لافتا إلى أن «ما من أحد توقع الصمود البطولي للجيش الأوكراني ضدّ الهجمة العسكرية التي تتعرض له بلاده من روسيا».

واضاف في مؤتمر صحافي عقده امس: بصفتي ديبلوماسيا، أفتخر بلبنان الذي أدان، برغم ظروفه الصعبة، اجتياح الأراضي الأوكرانية. معرباً عن «شكره للشعب اللبناني الذي يقف إلى جانب أوكرانيا ويدعمها منذ بدء الحرب».

واعتبر أوستاش أنّ «حقبة بوتين شارفت على الانتهاء وأن الأخير سيدفع ثمن كل ما يقوم به في أوكرانيا التي تمكّنت من إزالة أسطورة الجيش الروسيّ العظيم».

وختم: قريباً سيتحقق ما تطمح اليه اوكرانيا بالانضمام إلى الإتحاد الأوروبي، والدول الأوروبية أصبحت تعلم أن اوكرانيا تدافع عن أوروبا بأسرها».

الانتخابات: جهوزية و18 مرشحاً

على صعيدالانتخابات النيابية، علمت «اللواء» ان عدد المرشحين الذين تقدموا بطلبات رسمية للترشيح في وزارة الداخلية بلغ حتى يوم امس 18مرشحاً في عشر دوائر، علماً ان مهلة الترشيح تنتهي في 15 آذار الحالي ومهلة العودة عنها تنتهي في 30 آذار، بينما يفترض الانتهاء من تشكيل اللوائح وتسجيلها رسمياً في 4 نيسان المقبل، فيما اعلن النائب المستقيل نديم الجميل استمراره بالمواجهة للمشروع الايراني

واكدت مصادر وزارة الداخلية ان الوزارة جاهزة من كل النواحي والتحضيرات ماشية على قدم وساق، وكذلك الحال بالنسبة لهيئة الاشراف على الانتخابات بعد تعيين الشغور في ثلاثة مراكز في عضويتها، والتي تعاني بعض النواقص ولكن يجري التعاون مع المنظمات الدولية والدول المانحة لتوفيرها.

وفي هذا المجال، قال وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي بعد زيارة تهنئة بالاسراء والمعراج الى مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان: تناولت مع المفتي ملف الانتخابات، ملف تحضيرات وزارة الداخلية وجهوزها لإنجاز الانتخابات. هذا الاستحقاق الدستوري الذي ينتظره اللبنانيون منذ أكثر من سنتين أو ثلاث سنوات، وقد التزمت الحكومة في بيانها الوزاري إنجازه، وقمت شخصيًا بكل التحضيرات، سواء اللوجيستية أو الإدارية، والمالية، لنستطيع القول: إننا جاهزون لإجراء الانتخابات، ليستطيع كل لبناني أن يدلي بصوته بحرية، ولننجز هذا الاستحقاق لينتقل لبنان إن شاء الله إلى حال أفضل.

سئل: البعض يشكك سياسيا بإجراء الانتخابات النيابية، فماذا تقولون؟

أجاب: الانتخابات النيابية ستجري، وهذا التزام من الحكومة في بيانها الوزاري والتزام مني شخصياً، ومن يتحجج بذرائع لعدم إجراء الانتخابات، فأنا أقول ان هذه الذرائع ستزول الواحدة تلو الأخرى، فلقد تمكَّنا من إنجاز كل التحضيرات في وقتها، وحتى قبل وقتها، ونحن جاهزون لإجراء الانتخابات، ونتابع الوضع الأمني بشكل دقيق ويومي، للوصول إلى انتخابات جيدة وفي أجواء هادئة.

وحول إعادة طرح إنشاء «الميغاسنتر» وهل يمكن ان يكون مقدمة لإلغاء الانتخابات؟

قال: رفعت يوم الجمعة تقريرا لرئاسة الحكومة في ما يتعلق بـ«الميغاسنتر»، وإن كان هذا الموضوع بيد الحكومة، فالحكومة هي ملتزمة في بيانها الوزاري بإجراء الانتخابات، والتخوف من ان الحكومة ستطير الانتخابات بحجة معينة، هذا افتراض ليس في محله. «الميغاسنتر» طرحه رئيس الجمهورية وطلبنا أسبوعا لوضع التقرير، والتقرير موجود عند رئاسة الحكومة وسيعرض على الوزراء، إنما موقف الحكومة هو إجراء الانتخابات وليس تطييرها.

حزب الله والغاز والنفط

وفي اول موقف لحزب الله من موضوع ترسيم الحدود البحرية، اعتبر رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، من كفرفيلا «أن الاميركي الوسيط في التنقيب عن الغاز في لبنان، جاء الى لبنان في الايام الماضية للعب دور الثعلب في قسمة الجبنة بين المتخاصمين. ولكي نتمكن من التنقيب في مياهنا الاقليمية لاستخراج الغاز ونسدد بثمنه ديوننا، يقول لك انت ستحفر بالماء ومن الممكن ان يكون حقل الغاز مشتركا بينك وبين الاسرائيلي».

اضاف: نحن نقول، اننا سنبقي غازنا مدفونا في مياهنا الى ان نستطيع منع الاسرائيلي من ان يمد يده على قطرة ماء من مياهنا. لسنا قاصرين، وليعلم العدو ومن يتواصل معه، وسيطا وغير وسيط، ان الاسرائيلي لن يتمكن من التنقيب عن الغاز في جوارنا ما لم ننقب نحن عن الغاز ونستثمره كما نريد، و«ليبلطوا البحر». لن نسمح للاسرائيلي ان ينقب عن الغاز من دون ان نستطيع ان ننقب عنه في مياهنا. اذا لم تكن قويا من اجل ان تنقذ حقك فلن ينفعك الدعم من كل الدول.

عون على الخط

ودخلت المدعي العام الاستئنافي في جبل لبنان إلى ملف حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وشقيقه رجا من باب المصارف، إذ استمعت أمس إلى بعض رؤساء مجلس الإدارة، ومن بينهم رئيس جمعية المصارف صفير، على ان تستمع للباقين اليوم الثلاثاء وبعد غد الخميس.

وفيما امتنع هؤلاء عن البوح بما دار لوحظ ان سليم صفير زار على رأس وفد من الجمعية الرئيس نجيب ميقاتي في السراي.

على الأرض، ومنذ الصباح الباكر، بدأ قدامى متقاعدي قوى الأمن الداخلي، تحركاتهم باتجاه المصارف لحملها على دفع كامل رواتبهم.

وفي مدينة صور، حاول عنصر امني حرق نفسه أمام أحد المصارف في محلّة جل البحر – صور، احتجاجا على السياسة التي يتعمدها المصرف المذكور وعدم تسهيله قبض راتبه الشهري مقفلين الأبواب في وجهه.

وقام بسكب مادة البنزين على نفسه محاولاً إحراق نفسه، ولكن عناصر الجيش وقوى الأمن الداخلي وزملاءه حالوا بينه وبين إشعال النار وسحبوا منه «الولاعة».

ويُذكر أن تجمع المتقاعدين في قوى الأمن نظمّ تحركات احتجاجية أمام المصارف في طرابلس وصيدا، وطالبوا بعدم تقسيط الراتب ودفعه كاملاً ودفع الأموال المحتجزة في حسابات التوطين كاملة ونقداً لأصحابها.

أمنياً، تحول إشكال فردي بين آشخاص من آل ز. في منطقة الليلكي بالضاحية الجنوبية، الى انتشار مسلح وحرب شوارع.

وذكرت المعلومات أن الخلاف وقع بين بعض الافراد بسبب «محل خضار» فيما لم تُعرف الاسباب الحقيقية بانتظار التحقيقات.

وحسب مصدر متابع فإن الخلاف وقع على خلفية إعارة أركيلة من دون إذن، تطور إلى إطلاق نار، وما لبث كل طرف ان استدعى مسلحيه الى الشارع.

وفي السياق، تساءلت مصادر أمنية عن كيفية حفظ أمن الانتخابات في ظل هذا السلاح المتفلت.

1065710 إصابة

صحياً، سجلت وزارة الصحة 1870 إصابة جديدة بفايروس كورونا ليرتفع العدد التراكمي للاصابات منذ بدء انتشار المرض إلى 1068710.

كما سجل لبنان 12 حالة وفاة مما رفع العدد التراكمي إلى 10091 وفاة.

************************************************

الديار

«الارباك» الدبلوماسي يُهدّد لبنان «بالفوضى»: ما قبل اوكرانيا ليس كما بعده!

واشنطن تلاحق الارصدة الروسية في المصارف وتطلب حظر «القرض الحسن»

 حزب الله يُصعّد من «بوابة» الترسيم… والسنيورة «لملء الفراغ» برعاية المفتي – ابراهيم ناصرالدين

على وقع «الحرب» الكلامية بين سفيري اوكرانيا وروسيا في بيروت، لا تزال «فضيحة» الموقف الديبلوماسي اللبناني محط اهتمام دوائر دبلوماسية اوروبية حذرت خلال الساعات القليلة الماضية من تطورات خطيرة ستحول لبنان الى ساحة «كباش» بين موسكو وواشنطن بعد انقشاع «غبار» المعركة في كييف. ويبدو ان الاميركيين لم ينتظروا انتهاء مفاعيل المواجهة مع الروس من «البوابة» الاوكرانية التي يخشاها الاسرائيليون ويعد لها حزب الله عبر تصعيد ممنهج من «بوابة» الترسيم البحري، وتوازن القوى جوا، وقد حضر التصعيد الاميركي من خلال ما حمله وفد وزارة الخزانة الأميركية الى بيروت التي تبحث عن حماية امنها الغذائي المهدد بفعل الحرب، فيما تدور عجلة الانتخابات على الساحة السنية في «بوابة» «ملء فراغ» غياب الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل عن الساحة السياسية، وقد بدات ملامح دور دار الفتوى في قيادة هذا المسعى تتبلور اكثر فاكثر وهي ستكون اكثر وضوحا في الايام القليلة المقبلة.

  تصعيد اميركي

اذا، وفيما لا يزال التصعيد على اشده بين واشنطن وموسكو، وصل وفد الخزانة الاميركية الى بيروت وضم النائب الأول لمساعد وزير الخزانة والمسؤول عن مكافحة تمويل الإرهاب والجرائم المالية بول أهرين، ونائبه اريك ماير حيث التقى في السراي الحكومي، الرئيس نجيب ميقاتي بحضور السفيرة الأميركية دوروثي شيا، ووفقا لمعلومات «الديار» وضع الوفد على «الطاولة» ملف الحسابات المالية الروسية في المصارف اللبنانية، واكد وجود توجه لحجزها وتطبيق عقوبات عليها، وهو امر يضع لبنان مجددا في موقف حرج مع موسكو. كما ابلغ الوفد رئيس الحكومة ان واشنطن بصدد مواصلة فرض العقوبات على حزب الله، وشخصيات تدور في فلكه، اما الجديد في الموقف المتشدد اميركيا فهو فتح ملف «القرض الحسن» والتحذير من التوسع في نشاطه، وبعدما طلب الوفد من ميقاتي ضرورة حظره، كان جوابه مفاجئا عندما ابلغهم ان هذه المؤسسة ليست مرخصة اصلا، وتعمل خارج سياق المنظومة المالية للدولة. ووفقا للمعلومات، وجه الوفد في نهاية الاجتماع رسالة دعم لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، «ونصحوا» بعدم المساس به خوفا من التداعيات السلبية على الاوضاع المالية والنقدية في لبنان؟

«زوبعة» الخارجية

في هذا الوقت، وعلى وقع «حرب» المؤتمرات الصحافية بين سفيري روسيا واوكرانيا، انتهت «زوبعة» بيان وزارة الخارجية اللبنانية باقل الاضرار الممكنة، بعدما اختارت موسكو تجاوز الموقف اللبناني «موقتا» ريثما ينجلي غبار المعركة في اوكرانيا، ووفقا لمصادر دبلوماسية بات لدى السفارة الروسية في بيروت اطلاع كامل على «فضيحة» الموقف اللبناني الذي قرر وزير الخارجية عبدالله بوحبيب أن يتحمله «بصدره» لتغطية فريقه السياسي الذي اجرى تعديلات على مسودته «الدبلوماسية» التي لم تكن تتضمن عبارات عالية السقف مع موسكو، ولفتت الى ان البيان الذي تلته مندوبة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة السفيرة آمال مدلّلي حول موقف لبنان من الحرب، هو ما يمثل موقف وزير الخارجية، لكن التعديل جاء من قبل الفريق نفسه الذي تواصل مع موسكو محاولا التنصل من المسؤولية، وهو سيناريو مفضوح بالنسبة الى موسكو التي لا تضع اليوم لبنان ضمن اولوياتها، واختارت «التطنيش» الى حين ريثما تنتهي فصول المعركة، ولعل ابرز تعبير عن حجم المازق اللبناني ما قاله بوحبيب لعدد من الاصدقاء عندما استفسروا منه عن الملف فقال»في فمي ماء»!

تحذير دبلوماسي

وفي هذا السياق، وصلت الى بيروت «رسائل» دبلوماسية شديدة اللهجة عنوانها ضرورة الانتباه الى ان الموقف «المائع» ستكون له تداعيات خطيرة على الساحة اللبنانية لان ما بعد الحرب في اوكرانيا ليست كما قبلها، ووفقا لمصادر دبلوماسية «اذا كانت دول الخليج، قد اختارت «السير» على أطراف الأصابع في محاولة لعدم إحداث صوت، تجنبا لتداعيات اي موقف على العلاقة مع روسيا، واذا كانت اسرائيل قلقة من «الغضب» الروسي وتاثيره على مصالحها في الشرق الاوسط، فمن غير المفهوم كيف يمكن ان يصيغ لبنان دبلوماسيته بهذا الاستهتار ومن زاوية المصالح الشخصية لا الوطنية. والسؤال المطروح «انتم مع من»؟ او لماذا لم تلتزموا الحياد؟

شرق اوسط جديد؟

ولفتت تلك الاوساط، الى ان شرق أوسط جديد يتشكل في ظل النظام العالمي الجديد الذي سيقوم عقب الحرب الروسية على اوكرانيا وفي ظل توزيع الغنائم والذخائر وترسيم الحدود بين الغرب والشرق، مثلما حصل بعد الحرب العالمية الثانية، فأن الخريطة السياسية في المنطقة، ستتغير وسنكون امام دول تحت الرعاية الاميركية واخرى تحت «جناح» روسيا، والمفارقة ان لبنان منقسم على ذاته وغير موحد، وهذا يعني حكما انه سيكون امام فصل جديد من الصراع لحسم توجهاته، وهو امر شديد الخطورة عكسته هشاشة الموقف الدبلوماسي الاخير.

فوضى عارمة

ولهذا ثمة قلق كبير لدى الفرنسيين على نحو خاص من ارتدادات الحدث الروسي- الاوكراني في حوض البحرالمتوسط، سيكون لبنان في طليعة المتضررين كون حدوده الشرقية باتت مع روسيا وليس سوريا، بحكم وجود القوات الروسية في سوريا، بينما لا تزال واشنطن تمارس ضغوطا عالية المستوى على هذا البلد لابقائه تحت «جناحها» في مفاصله الاساسية، وهو امر يهدد بفوضى عارمة.

قلق اسرائيلي من اميركا!

وفي هذا الاطار، عبرت اسرائيل على نحو اكثر وضوحا عما يحدث من تحولات، وقال مصدر رفيع لصحيفة «اسرائيل اليوم» الشرق الاوسط ليس اوروبا، لم يواجه أحد الروس لإيقافهم عندما تدخلوا في سوريا، والسؤال الان هو» ماذا سيحصل إذا ما قررت روسيا بعد انتهاء الحرب في اوكرانيا العودة مجددا إلى ليبيا أو إلى العراق اللتين كانتا حليفتيها في الماضي؟ وماذا إذا ما استفادت إيران من التجربة الروسية وجاءت لمساعدة الشيعة في البحرين أو هاجمت الإمارات أو قطر؟ فهل يظن احد ان رد الفعل الاميركي سيتجاوز العقوبات الاقتصادية ؟

اسرائيل والتحدي الاستراتيجي

وفي هذا السياق، تعتقد اسرائيل ان حزب الله وحده هو من يستعد «لليوم التالي»، ويجهز نفسه لمواكبة التطورات الدراماتيكية، وفي مقابلة مع صحيفة معاريف، اكد قائد الدفاع الجويّ الإسرائيليّ السابق، الجنرال تسيفكا حايموفيتش أن اسرائيل ستواجه في الحرب المُقبِلة تهديدا جويا واسعًا، حيث ستستيقظ بعد وقتٍ قصيرٍ على استخدام عشرات الطائرات الصغيرة والمُسيّرة في آنٍ واحد، فيما اجتاز حزب الله حدود الـ 130 ألف صاروخ، ذات المدّيات المُختلفة، وبات يملك الآن عددًا أكبر بكثير من الرقم الذي كانت المخابرات الإسرائيليّة تقدره.

تصعيد حزب الله

وفي هذا السياق، برز تصعيد لافت من حزب الله على خط ملف ترسيم الحدود البحرية، وهو بداية للدخول على نحو مباشر على خط هذا الملف، كما تقول مصادر مطلعة بعدما شاب هذا الملف الكثيرمن علامات الاستفهام، كما ياتي هذا التطور ردا على الموقف اللبناني الملتبس دبلوماسيا ازاء الحرب الروسية الاوكرانية، بضغط اميركي، ما استدعى رفع حزب الله لسقف المواجهة مع واشنطن لمنع اي خلل في توازن القوى على الساحة اللبنانية، فيما يبقى السؤال حيال كيفية مقاربة الملف من زاوية الخلاف اللبناني على الخط الذي سيعتمد للتفاوض او التنازل؟

«يبلطوا البحر»

وفي هذا السياق، اعتبر رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، «أن الاميركي الوسيط في التنقيب عن الغاز في لبنان، جاء الى لبنان في الايام الماضية للعب دور الثعلب في قسمة الجبنة بين المتخاصمين. ولكي نتمكن من التنقيب في مياهنا الاقليمية لاستخراج الغاز ونسدد بثمنه ديوننا، يقول لك انت ستحفر بالماء ومن الممكن ان يكون حقل الغاز مشتركا بينك وبين الاسرائيلي». اضاف «نحن نقول، اننا سنبقي غازنا مدفونا في مياهنا الى ان نستطيع منع الاسرائيلي من ان يمد يده على قطرة ماء من مياهنا. لسنا قاصرين، وليعلم العدو ومن يتواصل معه، وسيطا وغير وسيط، ان الاسرائيلي لن يتمكن من التنقيب عن الغاز في جوارنا ما لم ننقب نحن عن الغاز ونستثمره كما نريد، و». لن نسمح للاسرائيلي ان ينقب عن الغاز من دون ان نستطيع ان ننقب عنه في مياهنا. اذا لم تكن قويا من اجل ان تنقذ حقك فلن ينفعك الدعم من كل الدول».

نعي استجرار الكهرباء؟

بدوره اكد رئيس تكتل بعلبك الهرمل في حزب الله، النائب حسين الحاج حسن، أن استجرار الغاز والكهرباء من مصر والأردن كلام بكلام، لافتاً إلى أنّ كلّ العقد لها علاقة بـ«قانون قيصر». وأشار، من جهة أخرى، إلى أنّ سبب توقف الحفر في البلوك 4 يعود إلى شروط أميركية سياسية تتعلّق بالتطبيع والنازحين السوريين وتوطين الفلسطينيين..

تحديات الامن الغذائي

وفيما تعالت اصوات اهالي الطلاب اللبنانيين العالقين في اوكرانيا المنددة بالتقصير الرسمي في ملف اجلائهم، ثمة ترقب للانعكاسات الاقتصادية التي تتجاوز القمح والغلاء المرتقب للمشتقات النفطية، وفي هذا السياق، وصلت باخرة محملة محملة بـ 7000طن من القمح آتية من ميناء ماريوبول في اوكرانيا، وبدأ تفريغها في مرفأ طرابلس صباح امس، وستصل باخرة اخرى الخميس المقبل محملة بـ 11000طن من القمح ايضا، والسفينتان غادرتا الموانىء الاوكرانية قبل وقت قصير من بداية الحرب.

وفيما تسعى وزارة الاقتصاد الى ايجاد مصادر أخرى للقمح مثل الهند وانتهت بالامس الى اعداد دفتر الشروط الذي يتضمن مواصفات القمح المناسب لإعداد الخبز العربي، لن يرتفع سعر ربطة الخبز، مبدئيا،لان القمح مدعوم من مصرف لبنان كاملا، والسعر يعتمد على سعر صرف الدولار وسعر النفط»، وقد اكد نقيب أصحاب الأفران علي ابراهيم ان مخزون القمح يكفي لمدّة شهر وتمنى على حاكم مصرف لبنان ألا يتأخر بفتح الاعتمادات، مستبعدا ان يكون هناك أزمة رغيف في المدى القريب. من جهته، اقرنقيب مستوردي المواد الغذائية هاني بحصلي بان المشكلة كبيرة جدا، ولا ترتبط بمادتي القمح والزيت، فاسعار الحبوب كالعدس، والذرة، والحمص، على اختلافها ارتفعت كون أوكرانياً تعدّ مخزناً لهذه السلع والمصدّر الأساسي لها.

لا ازمة محروقات؟

نفطيا، اكد عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات جورج البراكس  ان «لا أزمة بنزين وهناك شركات تُسلّم المادة». هذه التطمينات جاءت بعد ساعات على اعلان نقابة أصحاب محطات المحروقات أن بعض شركات المحروقات تمنعت عن التسليم والبعض الآخر يسلم بكميات قليلة جدًا لا تكفي إحتياجات السوق كي تستفيد أسبوعيًا من الزيادة التي ستلحق بجدول تركيب الأسعار الذي يصدر كل ثلاثاء، مما يخلق شحًا في مادة المحروقات في الأسواق ويخلق أزمة لا وجود لها، وتمنت من وزير الطاقة الذي يتم الإتصال به دائمًا وهو بعيد من السمع، منع شركات النفط من إحتكار هذه المادة».

 خلط «الاوراق» سنيا؟

وفيما أكد وزير الداخلية بسام مولوي من دار الفتوى، أنّ الانتخابات النيابية ستحصل معلنا ان لذرائع لعدم اجرائها تتلاشى يوماً بعد يوم، لا يزال خلط «الارواق» سيد الموقف على الساحة السنية، ووفقا لمصادر «بيروتية» جدد رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة تواصله مع سفير لبنان السابق لدى الأمم المتحدة نواف سلام، وحضه على الخروج من تردده وحسم ترشحه لخوض الانتخابات سريعا، وتم الاتفاق على عقد لقاء خلال الايام المقبلة في بيروت للاتفاق على اتخاذ موقف مشترك من المشاركة في الانتخابات، ويحضر السنيورة الارضية من خلال لقاءات مع الجماعة الاسلامية، وشخصيات «متحمسة» في تيار المستقبل ترفض ترك الساحة السنية لخيارات بديلة بعيدا عن خيارات التيار «الازرق» واكثر التصاقا بحزب الله.

التواصل مع جنبلاط

وفي الساعات القليلة الماضية وسع السنيورة مروحة اتصالاته وتواصل مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وبحث معه امكانية ترشح النائب فيصل الصايغ ضمن لائحة مشتركة، لكنه طلب منه التريث بانتظار جواب رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يخوض حوارا مع حزب الله لاستكشاف امكانية التفاهم على ترك المقعد الدرزي في بيروت الثانية خاليا لصالح جنبلاط، وهو امر لا يزال يلاقي رفضا مطلقا من النائب طلال ارسلان.

خروج دار الفتوى عن «الحياد»

ويسعى السنيورة في حال تبلور تحالفه «المدعوم» من دار الفتوى الى اطلاق حملة سياسية لقطع الطريق على نواب سنة محسوبين على حزب الله، وهو امر بدا المفتي عبداللطيف دريان التسويق له قبل ساعات بالخروج عن مواقفه المعتدلة، وشن هجوماً على حزب الله من دون أن يسميه، مؤكداً أن لبنان عربي مهما فعل «التدميريون»، متحدثا عن أهمية الانتخابات النيابية المقبلة، قائلاً: «نحن نفارق التردد والحيرة، وندعو الجميع للنزول إلى صناديق الاقتراع. فالتصويت الكثيف، هو رسالة أمل ورجاء، وإيمان بمستقبل الوطن والدولة!

ما هو موقف ميقاتي؟

ووفقا لتلك الاوساط، يحرص رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على البقاء بعيدا عن الاضواء، لكنه عمليا في اجواء اللقاءات بين السنيورة وسلام، وينسق مع دار الفتوى لاتخاذ القرار المناسب حيال ترشحه وهو يحرص على ابقاء اي حراك تحت «عباءة» دارالفتوى كونه المعبر الاكثر مشروعية لاستقطاب اصوات تيار المستقبل الذي يمر بفترة من «التيه» غير المسبوقة في ظل غياب الترشيحات الوازنة للقيادات السنية، وغياب الرئيس الحريري عن المشهد السياسي والانتخابي.

************************************************

الشرق

توافق سعودي – فرنسي على دعم إنساني لشعب لبنان 

في انتظارما ستؤول اليه الحرب الروسية في اوكرانيا، وكما سائر دول العالم الترقب سيد الموقف لبنانيا . في حين تتابع السلطات المحلية ملف اجلاء اللبنانيين العالقين هناك بعدما اتخذت الاجراءات الكفيلة بذلك. الا ان تداعيات الحرب على الواقع المعيشي لا تبدو تحتمل التأجيل في ظل تأثيرها الواسع على مختلف القطاعات.

سياسيا، وغداة المؤتمر الصحافي للسفير الروسي في لبنان ، اعتبر السفير الأوكراني في لبنان  إيغور أوستاش في مؤتمر صحافي امس  أن «العدوان الذي تمارسه روسيا ضدّ بلاده يعتبرُ شاملاً وليس محدوداً»، واصفاً نظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ»المُجرم»، لافتا إلى أن «ما من أحد توقع الصمود البطولي للجيش الأوكراني ضدّ الهجمة العسكرية التي تتعرض له بلاده من روسيا».

اهمية السلام

على صعيد آخر، اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أهمية السلام بين الشعوب الذي يكفل لها راحتها وحياتها الهنيئة، معربا عن امله في نجاح مفاوضات فيينا «باعتبارها مؤشر سلام ليس لإيران فحسب بل لكل المنطقة». كلام الرئيس عون جاء في خلاله استقباله، وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي في الجمهورية الإسلامية الإيرانية محمد مهدي اسماعيلي الذي يزور لبنان على رأس وفد من الوزارة لافتتاح «الأسبوع الثقافي الإيراني في لبنان».

دعم فرنسي- سعودي

على خط آخر، وفي خطوة لافتة، بحث وزيرا خارجيتي فرنسا والسعودية جان ايف لودريان وفيصل بن فرحان الأوضاع في لبنان وكيفية دعم الشعب اللبناني. وكان توافق على تمويل مشاريع إنسانية أولية لمساعدة الشعب اللبناني.

وجاء في بيان مشترك : ترجمةً لتوجيهات قيادتي البلدين، فقد شهدت جلسة المباحثات متابعة التنسيق الثنائي بين المملكة وفرنسا حيال مستجدات الأوضاع في لبنان وما يعانيه الشعب اللبناني من ظروف صعبة ومن تداعيات أزمة اقتصادية وإنسانية حادة، وجرى الاتفاق على تمويل عدة مشاريع إنسانية أولية لمساعدة الشعب اللبناني، وكخطوة أولى للعمل المشترك بين المملكة العربية السعودية وفرنسا لتقديم الدعم في هذا الخصوص، والذي يأتي على شكل عدة مشاريع خيرية وإنسانية تُعنى بتوفير مساعدة مباشرة لعدد من المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية في لبنان، ورفع مستوى الرعاية الصحية الموجهة لمكافحة جائحة كورونا (COVID-19)، وبعض المنشآت التعليمية الأساسية، والمساهمة في تمويل أعمال المنظمات العاملة على توزيع حليب الأطفال والغذاء للفئات الأكثر تضررا. وجارِ إنشاء آلية العمل المشتركة المتفق عليها بين الجانبين لتقديم الدعم للشعب اللبناني وتمويل بعض أنشطة المنظمات الدولية غير الحكومية العاملة في مجال الإغاثة والمساعدة الشعبية في لبنان.

وبحسب قناة «العربية» ، سيساهم الدعم السعودي الفرنسي في تمويل المنظمات لتوزيع حليب الأطفال والغذاء في لبنان، وسيتجه إلى بعض المنشآت التعليمية في لبنان، وسيهتم بالمساعدة المباشرة لمستشفيات ومراكز رعاية، وسيأتي على شكل مشاريع خيرية وإنسانية. واشارت قناة «العربية» الى أن السعودية تتبرع بـ 36 مليون دولار للبنان عبر مركز الملك سلمان للإغاثة.

مرسوم الموازنة

الى ذلك، وفي حين يستعد لبنان للمباحثات مع وفد صندوق النقد الدولي الذي وصل مساء امس الى بيروت، ووزارة الخزانة الاميركية، وقّع رئيس الجمهورية مرسوم احالة قانون الموازنة العامة والموازنات الملحقة للعام 2022 الى مجلس النواب.

وفي هذا الاطار استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية رئيس بعثة صندوق النقد الدولي الى لبنان إرنستو راميريز مع وفد. وتم عرض لمراحل الحوار القائم بين لبنان والصندوق والتشريعات التي أنجزها المجلس النيابي وما هو في صدد إنجازه لاحقا لا سيما قانون الكابيتال كونترول حيث تم التأكيد على ضرورة أن يحفظ القانون حقوق المودعين كأولوية.

ليبق الغاز مدفونا!

في الغضون، برز تصعيد من حزب الله على خط ملف ترسيم الحدود البحرية. فقد اعتبر رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، من كفرفيلا «أن الاميركي الوسيط في التنقيب عن الغاز في لبنان، جاء الى لبنان في الايام الماضية للعب دور الثعلب في قسمة الجبنة بين المتخاصمين. ولكي نتمكن من التنقيب في مياهنا الاقليمية لاستخراج الغاز ونسدد بثمنه ديوننا، يقول لك انت ستحفر بالماء ومن الممكن ان يكون حقل الغاز مشتركا بينك وبين الاسرائيلي». اضاف «نحن نقول، اننا سنبقي غازنا مدفونا في مياهنا الى ان نستطيع منع الاسرائيلي من ان يمد يده على قطرة ماء من مياهنا. لسنا قاصرين، وليعلم العدو ومن يتواصل معه، وسيطا وغير وسيط، ان الاسرائيلي لن يتمكن من التنقيب عن الغاز في جوارنا ما لم ننقب نحن عن الغاز ونستثمره كما نريد، و»ليبلطوا البحر». لن نسمح للاسرائيلي ان ينقب عن الغاز من دون ان نستطيع ان ننقب عنه في مياهنا. اذا لم تكن قويا من اجل ان تنقذ حقك فلن ينفعك الدعم من كل الدول».

الانتخابات ستحصل

من جهة اخرى، أكد وزير الداخلية بسام مولوي من دار الفتوى، أنّ الانتخابات النيابية ستحصل، وهذا التزام من الحكومة في بيانها الوزاري، والتزام منه شخصياً والذرائع لعدم اجرائها تتلاشى يوماً بعد يوم. وكشف مولوي، أنّ المحمكة العسكرية أطلقت سراح شخصين من شبكة التجسس مع إسرائيل، وليس من الإرهابيين، وأن القضاء يتعامل مع الموضوع بجدّية كما وزارة الدّاخلية.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى