افتتاحيات الصحف الصادرة صباح اليوم
النهار
9 شباط مشهود بين “أولويات بكركي” وتسوية هوكشتاين
إذا كان عامل المصادفة جعل جولة الوسيط الأميركي في المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل آموس هوكشتاين على المسؤولين تتزامن مع إحياء عيد القديس مارون وتحمل معالم تحريك هذه المرة لملف مفاوضات الترسيم، فإنّ هذه الجولة لم تحجب الدلالات السياسية والوطنية البارزة للموقف الذي أعلنه بطريرك الموارنة في يوم عيد شفيع الطائفة أمام أركان الدولة. ذلك أنّ المشهد في عطلة عيد القديس مارون توزع بين القداس الاحتفالي في كنيسة القديس مارون في الجميزة الذي ترأسه للمرة الأولى البطريرك مار بشارة بطرس الراعي وأطلق في عظة العيد موقفاً بارزاً حدّد فيه الأولويات الخمس الأساسية للشعب اللبناني كما تراها الكنيسة المارونية، وبين جولة هوكشتاين الذي بدا واضحاً أنه نقل إلى الرؤساء والمسؤولين الذين التقاهم أفكاراً جديدة لكسر الجدار المسدود في المفاوضات لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل.
وعلى أهمية هذين التطورين، فإنّه من غير الممكن تجاهل ظاهرة سلبية اتّسمت بخفّة هزلية وأساءت إلى موقع رئاسة الجمهورية، وتمثّلت في استقدام مفتعل لـ”جوقة مصفّقين” ممّا يُسمّى “الحرس القديم” إلى الكنيسة للهتاف والتصفيق لرئيس الجمهورية، بحيث عمدوا إلى مواكبة دخول الرئيس ميشال عون إلى الكنيسة بإطلاق شعارات شعبوية والتصفيق داخل الكنيسة، الأمر الذي أشعل موجات انتقاد وسخرية لهذه الحركة المدبّرة بسخافة مسيئة إلى شخص الرئيس في المقام الأول.
وقد شارك في القداس رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، وترأس القداس البطريرك الراعي، وعاونه فيه راعي أبرشية بيروت للموارنة المطران بولس عبدالساتر والمطران خليل علوان ولفيف من الكهنة، حضره عدد من الشخصيات الرسمية والسياسية والديبلوماسية.
الأولويات الخمس
في الكلمة التي ترقّبتها الأوساط السياسية بتركيز لافت، والتي اتّسمت بأهمية خاصة في دلالات شرحها للقيم المارونية، بدا لافتاً أنّ البطريرك الراعي بات يقرن التشديد على إجراء الانتخابات النيابية بالانتخابات الرئاسية. وقال في عظته: “في هذه المناسَبةِ الدينيّةِ والوطنيّةِ في آنٍ، نجدنا امام واجب تجديد إيمانَنا بلبنانَ وتَمسُّكَنا به رغمَ كلِّ التحدّياتِ الداخليّةِ والخارجيّة. فالتحدّي يُعزِّزَ صمودَنا ويَـحُـثُّنا على استخلاصِ العِبرِ لتطويرِ وجودِنا وحمايتِه. لم يَختَر الموارنةُ “لبنانَ الكبيرَ” صدفةً. فقَبلَه اخْتبروا في لبنانَ والمشرِقِ جميعَ أنواعِ الأنظمةِ والممالكِ والسلطناتِ. عايشوا كلَّ الفتوحاتِ والأديانِ والمذاهب. وجربّوا في جبلِ لبنان مع إخوانهم الدروز خصوصًا، مختلَفَ أشكالِ الصيغِ الدستوريّةِ لاسيّما في القرنِ التاسعَ عشر، فعرَفوا حسناتِ كلِّ صيغةٍ وسيّئاتها. ولـمّا صاروا في موقِعِ التأثيرِ في اختيارِ المصير سنةَ 1920، انْتقَوا مع المكوّنات اللبنانيّة الشراكةَ المسيحيّةَ الإسلاميّةَ والانتماءَ إلى المحيطِ العربي. وميّزوا وطنهم بالتعدّديّةِ الثقافيّة والدينيّة، والنظامِ الديمقراطيِّ البرلمانيِّ، والحرّياتِ العامّة، والتزامِ الحِيادِ والسلام، وفَصْلِ الدينِ عن الدولةِ في صيغةٍ ميثاقيّةٍ فريدةٍ على أساس من العيش معًا. كما ميّزوا وطنَهم باقتصادِه الليبراليِّ وازدهارِه ونظامِه المصرِفيّ، وبمدارسِه وجامعاتِه ومؤسّساتِه الاستشفائيّة، وأمنِه واستقرارِه وانفتاحِه”.
وأضاف: “لقد أردناه معًا أن يكونَ مشروعًا رائدًا في الشرقِ وللشرق. بحيث تتعدّى صيغة تعايشه في المحيط الداخليَّ إلى التعايشِ مع محيطِه العربيِّ على أساسٍ من الإحترام المتبادل. وأرَدناه مُلتقى الحضاراتِ وواحةَ تعايشِها. لكنَّ ضُعفَ المناعةِ الوطنيّةِ المعطوفَ على تَعدّدِ الولاءاتِ حَرَفَ رسالةَ لبنان. غير أنّنا نُناضل معًا لئلّا يَسترسِلَ لبنانُ في أن يكونَ ساحةَ صراعاتِ المِنطقةِ، ومِنصّةَ صواريخ، وجبهةَ قتال. ما تأسَّسَت دولة لبنان لتكونَ عدوَّةَ أشقّائِها وأصدقائِها، فلا نَجعلَــنَّها عدوّةَ ذاتِها. إنَّ الاعترافَ بلبنانَ وطناً نهائيًّا يعني اعترافاً بثلاثِ ثوابت: نهائّيةُ ميثاقِ التعايش، ونهائيّةُ الدورِ المسيحيِّ، ونهائيّةُ الولاءِ للبنان دون سواه. باحترام هذا المثلَّث التاريخيّ نُنقذ وِحدةَ لبنان ونُثبِّت حِيادَه”.
وتابع الراعي: “منذ نشأتِهم، سعى الموارنةُ إلى أن يكونوا حالةً استقلاليّةً في لبنانَ والشرق. حدودُهم الحريةُ والكرامة، ومَداهُم الحوارُ والتفاعلُ مع الحضارات. تَجذّروا في الشرقِ ومَدّوا أغصانَهم نحو العالم. مَنطِقُهم الإيمانُ والعقلُ والوِجدان، وولاؤُهم لأمّةٍ واحدةٍ هي لبنان. تكيّفوا مع الواقعِ من دونِ أن يَخضَعوا له، وعاشوا مع الآخَرين من دونِ أن يذوبوا فيهم. تَجنّبوا التورّطَ في صراعاتٍ، لا لأنّهم أقليّةً في الشرقِ، بل لأنّهم رُسلَ سلام”.
وأضاف: “إنّا في مناسبة هذا العيد الوطنيّ والدينيّ في آن، وبحضور قادة الدولة المحترمين، نتطلّع مع الشعب اللبنانيّ إلى خمس أولويّات:
1) إجراءُ الانتخاباتِ النيابيّةِ والرئاسيّةِ في مواعيدِها الدستوريّة، فالشعبَ اللبنانيَّ، المقيم والمنتشِر، التائقُ إلى التغييرِ، يَتطلَّعُ إلى هذين الاستحقاقين ليُعبِّرَ عن إرادتِه الوطنيّة، فلا تخيّبوا آماله من جديد.
2) إعلانُ الحقيقةِ في تفجيرِ مرفأ بيروت، بعدَ مرورِ نحو عامين. وقد سمّي انفجار العصر، فلا يمكن أن يظلَّ التحقيق مُجمَّدًا وضحيّةَ الخلافاتِ والتفسيراتِ الدستوريّة، كأنَّ هناك من يَخشى الحقيقة؟
3) تسريعُ عمليّةِ الإصلاحِ والاتفاقُ مع صندوقِ النقد الدوليِّ على خُطّةٍ واقعيّةٍ متكامِلةٍ تُنقذ لبنانَ من الانهيارِ المتواصِل، وتُعيدُ إليه مُقوِّماتِ نهضتِه الاقتصاديّةِ والماليّةِ والإنمائيّة.
4) استكمال تطبيق اتفاق الطائف ومعالجة الثغرات الناتجة. والسعي إلى تطبيق قرارات مجلس الأمن من أجل تحقيق سيادة لبنان على كامل أراضيه. إذا استمرّ عجزُ الدولةِ عن ذلك، فلا بدَّ من الاستعانةِ بالأممِ المتّحدةِ لعقدِ مؤتمرٍ دوليٍّ يَضمَنُ تنفيذَ الحلولِ وسلامةَ لبنان.
5) اعتمادُ نظام الحِياد الإيجابيّ أساسًا في علاقاتِنا الخارجيّة، لأنّه ضمانُ وِحدة لبنان واستقلالِه وسيادتِه. فالحيادُ الذي نطالب به هو أصلًا عنصرٌ بنيويٌّ في تكوينِ لبنان وملازمٌ لموقِعَه الجغرافيَّ وتراثِه السلميّ”.
جولة هوكشتاين
وبعد ظهر أمس، استقبل الرئيس عون في قصر بعبدا، الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين، في حضور السفيرة الأميركية دوروثي شيا والفريق المعاون لهوكشتاين.
حضر عن الجانب اللبناني وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب، وزير الطاقة والمياه وليد فياض، الوزير السابق سليم جريصاتي، المدير العام لرئاسة الجمهورية أنطوان شقير والمستشاران رفيق شلالا واسامة خشاب.
أفادت معلومات قصر بعبدا بأنّ هوكشتاين أطلع الرئيس عون على نتائج الاتصالات التي أجراها في إسرائيل في موضوع ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، وقدّم اقتراحات سيتمّ درسها انطلاقاً من إرادة الوصول إلى حلول لهذه الملف. وسوف يستمرّ التواصل مع الجانب الأميركي تحقيقاً لهذه الغاية.
وأكّد رئيس الجمهورية لهوكشتاين استعداد لبنان للبحث في النقاط التي طرحها والتي سيتم استكمالها لاحقاً. ومن جهة أخرى، تم التداول مع هوكشتاين في الدور الذي تقوم به بلاده للمساعدة في تذليل العقبات أمام استجرار الغاز والكهرباء من مصر والأردن وسوريا. وأفادت السفارة الأميركية بأنّ هوكشتاين أجرى نقاشات مثمرة مع رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ميقاتي للمساعدة في إيجاد حلول لأزمة الطاقة والحدود البحرية.
وكان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي استقبل هوكشتاين ظهراً في دارته بحضور السفيرة شيا. وأفاد المكتب الإعلامي لميقاتي أنّه جرى البحث في الاقتراحات الجديدة التي يحملها هوكشتاين، حيث أشار ميقاتي إلى أنّه سيتشاور في شأنها مع رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري لتحديد الموقف اللبناني.
وزار هوكشتاين عصراً رئيس مجلس النواب نبيه بري، في مقرّ الرئاسة الثانية في عين التينة، التي أفادت بأنّه “جرى عرض نتائج مساعي المبعوث الأميركي لمعاودة عملية التفاوض غير المباشر وفقاً لاتفاق الإطار، وللبحث صلة على قاعدة التمسك بالحقوق اللبنانية”.
وأفادت السفارة الأميركية بأنّ هوكشتاين أجرى نقاشاً إيجابياً مع الرئيس بري حول أفضل السبل للمضيّ قدماً في موضوع الحدود البحرية في سياق الإطار المُتّفق عليه.
وكان هوكشتاين استهلّ جولته على المسؤولين من اليرزة، حيث استقبله قائد الجيش العماد جوزاف عون في مكتبه بحضور السفيرة الأميركية، وتناول البحث موضوع ترسيم الحدود البحرية. وأكّد العماد عون لهوكشتاين أن المؤسسة العسكرية هي مع أيّ قرار تتخذه السلطة السياسية في هذا الشأن. وتعليقاً على لقاء هوكشتاين بقائد الجيش، نشرت السفارة الأميركية في لبنان عبر حسابها على “تويتر” تغريدة جاء فيها: “حيث هناك إرادة هناك وسيلة. إنّ اتفاق على الحدود البحرية يمكنه أن يخلق فرصة تشتدّ الحاجة إليها لتحقيق الازدهار لمستقبل لبنان. لقاء مثمر اليوم بين كبير مستشاري الولايات المتحدة لأمن الطاقة العالمي آموس هوكشتاين وقائد الجيش جوزف عون”.
كذلك، زار هوكشتاين المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبرهيم وتناول البحث تطورات ملف ترسيم الحدود البحرية.
وفي حديث للـLBCI عن أزمة الكهرباء في لبنان والاتفاق مع مصر قال هوكشتاين: “أعتقد أننا نحرز تقدماً جيداً في الوصول إلى ترتيب مع البنك الدولي وتسهيل تمويل شراء الغاز وآمل أنه في غضون أسابيع يمكننا القيام بذلك”.
وأضاف: “العقوبات المفروضة على سوريا لا تزال قائمة، ولا نؤمن بالتطبيع مع نظام الأسد لكن من أجل الحصول على الغاز يجب على مصر أن تمرّ به من مكان ما وسوريا هي الخيار الوحيد”.
وتابع: “يجب أن نرى شيئاً ناجحاً وتمرير الإصلاحات الضرورية وأن تكون جادة وبعد ذلك يمكننا العمل على توسيع العمل ليشمل صفقة الكهرباء الأردنية وربما إلى زيادة كمية الغاز”.
ولفت إلى أنّه “على لبنان أن ينظر إلى الموارد الطبيعية التي يتمتّع بها كالرياح والطاقة الشمسية، لكن علينا أن نبدأ من مكان ما والمجتمع الدولي يجتمع لدعم لبنان لكن لبنان بحاجة إلى دعم نفسه أيضاً”.
وعن ملف ترسيم الحدود، قال: “أعتقد أننا في لحظة سدّ الفجوات للتوصل إلى صفقة”. وتمنّى توحيد الموقف في لبنان، لافتاً إلى أنّ لبنان وحده بين دول المحيط هو عند نقطة الصفر في الطاقة فيما الدول الأخرى تستخرج الغاز والنفط.
الأنباء
هوكشتاين مستعجل والرد اللبناني يحتاج الى توضيح.. والبنود الخلافية إلى طاولة المفاوضات
خمس أولويات لخلاص لبنان من محنته حددها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في عيد القديس مارون شفيع الطائفة المارونية، بحضور رؤساء الجمهورية ميشال عون ومجلس النواب نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي، مركّزاً على إجراء الانتخابات النيابية والرئاسية في مواعيدها، وإعلان الحقيقة في تفجير مرفأ بيروت بعد مرور نحو عامين، اذ لا يمكن ان يظل التحقيق مجمّداً وضحية الخلافات والتفسيرات الدستورية، وتسريع عملية الإصلاح والاتفاق مع صندوق النقد الدولي على خطة تنقذ لبنان من الانهيار، واستكمال تطبيق اتفاق الطائف ومعالجة الثغرات، والسعي إلى تطبيق قرارات مجلس الأمن واعتماد نظام الحياد الإيجابي في العلاقات الخارجية لأنه ضمان وحدة لبنان واستقلاله وسيادته.
مصادر بكركي أشارت في حديث مع “الأنباء” الالكترونية الى أن “البطريرك الراعي لم يخرج في الكلمة التي ألقاها عن ثوابت بكركي التي تنطلق من الحرص على استقلال وسيادة لبنان، وهو ما دأبت عليه بكركي منذ نشأة الكيان اللبناني والدور الوطني الكبير للبطريرك الماروني الياس الحويك في نشوء هذا الكيان، وهي منذ ذلك التاريخ لم تتردد في الدفاع عن ديمومة هذا الكيان في كل المحطات والحقب التي كانت تتلمس خطراً عليه”.
وقالت المصادر عينها بأن “الراعي لم يكن بوارد الخروج عن هذه الثوابت كما تردد في بعض وسائل الاعلام، لأن موقف بكركي ينطلق من حرصها على لبنان ومنعه من الانزلاق نحو المجهول كما يريد البعض، وسيد الصرح ليس بوارد تسجيل النقاط ضد أي فريق إنما حث المسؤولين على انقاذ وطنهم لأن الوطن فوق الجميع وملاذ الجميع ولا شيء يعلو على الوطن لا سلاح ولا غيره، ومن هنا كانت مطالبة الراعي بالحياد الإيجابي”.
المصادر لم تخف انزعاجها من المواقف التي صدرت عن بعض القوى السياسية “التي لا تدع مناسبة الا وتؤكد على ارتباطاتها الاقليمية وتنفيذها لأجندات خارجية لم تجلب للبنان الا الازمات وعزله عن محيطه العربي”، معربة عن استهجانها وانزعاجها الشديدين لما أسمته “بعراضة الشغب” التي جرت في حرم المطرانية لحظة وصول الرئيس عون للمشاركة في الاحتفال والصرخات المؤيدة له “بما يعد اساءة للمكان وللمناسبة المحتفى بها في آن”، معتبرة أنه “كان بإمكان المتعطشين للتعبير عن الولاء السياسي لهذا الفريق او ذاك تحييد الاماكن المقدسة ودور العبادة عن هذه الحركات الصبيانية”.
من جهة أخرى، وعلى خط الاتصالات التي أجراها الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين مع المسؤولين اللبنانيين والمتعلقة بترسيم الحدود البحرية بين لبنان و”إسرائيل”، لفتت مصادر مواكبة لزيارة الوسيط الاميركي الى أن لقاءات هوكشتاين مع المسؤولين تنطلق من نقطين، الاولى ابلاغ الجهات اللبنانية عن تمكنه من تقليص الثغرات بموضوع الترسيم اثناء محادثاته مع المسؤولين الاسرائيلين ومدى استعداد الجانب اللبناني على اظهار بعض الليونة والتخلي عن التمسك بالخط 29، والثانية هل أصبح لبنان جاهزاً لاستئناف المفاوضات من حيث توقفت في ايار الماضي.
المصادر المعنية تحدثت للأنباء الالكترونية عن ان الرد اللبناني على اسئلة هوكشتاين “يتطلب توضيحاً دقيقاً، وهذا ما قد لا يمكّن الوسيط الاميركي المستعجل لاستئناف المفاوضات من الحصول اجابات محددة في هذه الزيارة، لذا فإنه اقترح ترك النقاط الخلافية الى طاولة المفاوضات لمناقشتها بحضور المتفاوضين”.
وفي المعلومات ان الرئيس بري أبلغ هوكشتاين رفضه أمرين هما اعادة البحث بخط هوف والاستثمار المشترك الذي يعد نوعاً من التطبيع. هذا في وقت استبق لبنان هوكشتاين بتكريس الخط 29 بدلا من الخط 23 مع التلويح بتعديل المرسوم 6433.
توازياً، يبقى الجانب اللوجستي المتعلق بتشكيل الوفد اللبناني بعد احالة رئيسه العميد بسام ياسين الى التقاعد وامكانية اعادة تكليفه برئاسة الوفد او اسناد المهمة الى مساعده العقيد الركن مازن بصبوص والابقاء على عضوية عضو هيئة قطاع البترول البحري وسام شباط والخبير النفطي نجيب مسيحي.
الشرق الأوسط
جولات مكوكية للوسيط الأميركي في المفاوضات الحدودية بين لبنان وإسرائيل
بيروت تأمل بـالتوصل إلى اتفاق خلال شهرين
عكس لبنان تفاؤلاً كبيراً بمسار التفاوض حول الحدود البحرية مع إسرائيل، بعد أن حمل الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين إلى المسؤولين اللبنانيين «أفكاراً جديدة» حول مسار المفاوضات الذي شهد انفراجاً ثم تعثراً، فجموداً، قبل أن يعود الوسيط الأميركي إلى بيروت أول من أمس.
وقال مصدر لبناني اطلع على فحوى اللقاءات التي أجراها هوكشتاين، إن الجو «إيجابي جداً»، كاشفاً لـ«الشرق الأوسط»، عن أن لبنان يتوقع نتائج حاسمة «في مهلة أسابيع… ولا تتعدى الشهرين».
وأوضح المصدر، أن الوسيط الأميركي بدأ بزيارته للبنان جولات مكوكية، قد لا يكون بعضها معلناً بين الجانبين، أملاً بالوصول إلى اتفاق خلال شهرين على أبعد تقدير. وقال «إن وضوح الموقف اللبناني بدأ يقربنا أكثر إلى حقوقنا».
ويشرح المصدر، بأن المرحلة الحالية هي «مرحلة تبادل أفكار جدية وملموسة وحسية، لكن لا شيء نهائياً بعد». موضحاً أن الوسيط حمل أسئلة أجبنا عليها، وحملناه أسئلة يفترض أن يأتي بإجابات لها».
وكان هوكشتاين وصل إلى بيروت أول من أمس، بعد زيارة قام بها إلى إسرائيل، حيث كان بحث في إمكانية استئناف المفاوضات المتوقفة منذ أشهر بين البلدين؛ وذلك بناءً على اقتراحات جديدة قدمها الموفد الأميركي وأبدى لبنان استعداده لدرسها.
وشملت لقاءات هوكشتاين كلاً من رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزيف عون ومدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم، وذلك في حضور السفيرة الأميركية دوروثي شيا.
وفي حين وصفت السفارة الأميركية عبر حسابها على «تويتر» نقاشات الموفد الأميركي مع عون وميقاتي وقائد الجيش بـ«المثمرة للمساعدة في إيجاد حلول لأزمة الطاقة والحدود البحرية»، قالت في تغريدة لها «حيث هناك إرادة هناك وسيلة… إن اتفاقاً على الحدود البحرية يمكنه أن يخلق فرصة تشتدّ الحاجة إليها لتحقيق الازدهار لمستقبل لبنان».
والتقى هوكشتاين الرئيس عون بحضور وزيري الخارجية عبد الله بو حبيب، والطاقة والمياه وليد فياض. وقال بيان رسمي لبناني، إن هوكشتاين «أطلعه على نتائج الاتصالات التي أجراها في إسرائيل في موضوع ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، وقدم اقتراحات سيتم درسها انطلاقاً من إرادة الوصول إلى حلول لهذه الملف. وسوف يستمر التواصل مع الجانب الأميركي تحقيقاً لهذه الغاية، في حين أكد رئيس الجمهورية استعداد لبنان للبحث في النقاط التي طرحها والتي سيتم استكمالها لاحقاً».
ولفت البيان كذلك إلى أنه تم التداول مع هوكشتاين في الدور الذي تقوم به بلاده للمساعدة في تذليل العقبات أمام استجرار الغاز والكهرباء من مصر والأردن وسوريا.
وخلال لقائه رئيس الحكومة، جرى البحث في الاقتراحات الجديدة التي يحملها هوكشتاين، حيث أشار ميقاتي إلى أنه سيتشاور في شأنها مع رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري لتحديد الموقف اللبناني، بحسب بيان رئاسة الحكومة، في حين أكد قائد الجيش للموفد الأميركي، أن المؤسسة العسكرية «هي مع أي قرار تتخذه السلطة السياسية في موضوع ترسيم الحدود البحرية».
كما استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري الوسيط الأميركي هوكشتاين والوفد المرافق بحضور السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا، وجرى عرض لنتائج مساعي المبعوث الأميركي لمعاودة عملية التفاوض غير المباشر وفقاً لاتفاق الإطار.
وكانت المفاوضات التي تتوسط فيها الولايات المتحدة بين لبنان وإسرائيل، بدأت في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي في محاولة لحل النزاع الذي عرقل عمليات التنقيب عن النفط والغاز في منطقة يحتمل أن تكون غنية بالغاز، لكن المحادثات توقفت بعد أربع جلسات عقدت في مقر الأمم المتحدة في رأس الناقورة (جنوب لبنان) إثر مطالبة لبنان بتوسيع المساحة المتنازع عليها مع إسرائيل لتصل إلى 2290 كيلومتراً مربعاً عوضاً عن 860 كلم، وهو ما رفضته تل أبيب.
الانباء الكويتية
جعجع يُعلن عقيص واسطفان مرشحين لـ«القوات» في زحلة
الراعي يحدد لـ «الرؤساء» 5 أولويات.. لئلا يتحول لبنان إلى منصة صواريخ
أمضى لبنان يوما سياسيا حافلا بالمناسبات والخطابات والمواقف والمباحثات المعقدة، بدءا من عظة البطريرك الماروني بشارة الراعي بمناسبة عيد مار مارون، والتي اختصر فيها كل هواجس اللبنانيين، والموارنة خصوصا حول المستقبل، على مسامع أهل السلطة المختلفين والمتعارضين، وفي مقدمتهم رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، مرورا بتصريحات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لقناة «العالم»، وصولا إلى محادثات الوسيط الأميركي الهوية، الإسرائيلي الهوى، آموس هوكشتاين حول ترسيم الحدود البحرية جنوبا، أو تقاسمها عبر طرف ثالث.
البطريرك الراعي رحب بالرؤساء الثلاثة، ثم دعاهم مع الجميع إلى تجديد إيماننا بلبنان وتمسكنا به رغم التحديات الداخلية والخارجية، وأضاف «أردنا لبنان ملتقى الحضارات، لكن ضعف المناعة الوطنية حرف رسالته، غير أننا نناضل معا لئلا يسترسل لبنان أن يكون جبهة قتال ومنصة صواريخ وهو لم يتأسس ليكون عدو محيطه».
كما عدد البطريرك الراعي الأولويات قائلا «نتطلع مع الشعب اللبناني إلى 5 أولويات، هي: إجراء الانتخابـــات النيابيـــــة والرئاسية في مواعيدها، وإعلان الحقيقة في تفجير مرفأ بيروت، وتسريع عملية الإصلاح والاتفاق مع صندوق النقد الدولي على خطة تنقذ لبنان من الانهيار، واستكمال تطبيق اتفاق الطائف ومعالجة الثغرات الناتجة والسعي إلى تطبيق قرارات مجلس الأمن، واعتماد نظام الحياد الإيجابي في علاقاتنا الخارجية لأنه ضمان وحدة لبنان واستقلاله وسيادته».
وكان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أعلن عبر قناة «العالم» الإيرانية ان «الحزب غير معني بعملية ترسيم الحدود البحرية أو التقاسم، الذي هو شأن الحكومة اللبنانية، وما تقرره الدولة نلتزم به، لكن أي شبهة تطبيع أو تنسيق مع العدو مرفوض، وهذا قرار الدولة».
وقال نصرالله ان البعض يتآمر على المقاومة بأوامر السفارات، وتحدث عن التأثير الأميركي على الجيش، وكيف ان السفارة الأميركية تحولت إلى مركز للتجسس على المنطقة، رافضا اتهام الحزب بأنه غير لبناني «بل هو لبناني وقراره لبناني، وصديق وحليف مع إيران».
القوات اللبنانية وعبر إذاعة «لبنان الحر» توجهت بسؤال إلى رئيس الجمهورية ميشال عون وفيه «هل سمعت رد السيد حسن نصرالله على طرحك إجراء الحوار، بأن وجوده في مجلس النواب لحماية المقاومة، وبالتالي ان سلاح الحزب أكبر مما ستخرجه صناديق الاقتراع؟».
وأشارت الإذاعة إلى الاستياء الحاد من جانب بكركي للحملة التي شنها رئيس التيار الوطني الحر ضد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة.
وأضافت: في آخر لقاء بين عون والراعي في القصر الجمهوري، بعيد أحداث عين الرمانة ـ الطيونة، يومها سعى الراعي لتطويق ما حصل، وتطرق اللقاء إلى موضوع التدقيق الجنائي وإلى اتهام سلامة بتعطيل مسار التدقيق لمنع اكتشاف اختفاء المليارات من المصرف المركزي، وهنا تدخل الراعي وقال له: انت تعلم يا فخامة الرئيس، ان هذه الأموال استدانتها الدولة من المصرف المركزي، فأجابه عون: دينها للدولة، ومن قال له يدينها وكيف يعني؟ فرد البطريرك: بطلب من السلطة السياسية، وبموجب قانون النقد والتسليف، ولماذا لا يتناول التدقيق موضوع الكهرباء أيضا؟ وهناك كلام عن هدر كبير فيها، فأجابه الرئيس عون بقوله: ما بدنا نخلط شعبان برمضان.. ليس وقت الكهرباء الآن وكله حكي على الفاضي، التدقيق لازم يتناول الحاكم والبنك المركزي.. وانتهى اللقاء على زغل.
على الصعيد الانتخابي، تابع رئيس حزب القوات اللبنانية د.سمير جعجع إعلان مرشحي «القوات» لانتخابات 15 مايو، وكان أمس موعده مع دائرة زحلة، عاصمة محافظة البقاع، حيث قدم عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب جورج عقيص عن المقعد الكاثوليكي في هذه الدائرة، والمحامي إلياس اسطفان عن المقعد الأرثوذكسي.
واستذكر جعجع الرئيس الشهيد رفيق الحريري، معتبرا أن «تفاهم مار مخايل بين حزب الله والتيار الحر خرب لبنان، وهو تفاهم في الحقيقة لا علاقة له بمار مخايل، له علاقة بالشياطين التي «داسها» مار مخايل».
جعجع وصف مدينة زحلة بـ «عرين الأسود» التي أخرجت الأسد، و«ستستكمل على الباقي، ونسترجع لبنان العزة والكرامة، لبنان مستشفى الشرق، وجامعته لبنان، رفيق الحريري».
إشارة جعجع هذه موجهة إلى الناخبين السنة في هذه الدائرة الذين بلغ عددهم في انتخابات 2018 نحو 15 ألف ناخب من اصل 175 ألفا، يقابلهم 15600 ناخب شيعي صوتوا في الانتخابات السابقة لمرشحي حزب الله.
رئيس «الكتائب» سامي الجميل يرى ان الفريق المعارض في لبنان سينتصر في الانتخابات، داعيا كل المجموعات المعارضة إلى ان تتحلى بالتواضع والتضحية، وفي تصريح لـ «النهار» البيروتية، قال ان الانتخابات ستجري إلا إذا حصل حدث أمني كبير، مشيرا إلى ان لبنان وصل إلى هنا لأنه يحكم وفق عقل ميليشياوي. وقال: ان «الكتائب» في خدمة لبنان وليست في خدمة «الكتائب». وفي قوله هذا رد على انتقادات النائب الكتائبي المستقيل سامر جورج سعادة، الذي استبعد عن ترشيحات الحزب، لصالح تبني ترشيح المستقل مجد بطرس حرب. وأشار الجميل إلى حملات إعلامية يومية ضد حزبه.
الغموض المحيط بالمسار الانتخابي أرخى بظلاله السلبية على مستوى إقبال المرشحين على تسجيل ترشيحاتهم، حيث سجل حتى أمس 21 مرشحا مقابل 161 مرشحا، سجلوا في نفس الفترة الزمنية، في انتخابات 2018.
ويرد الخبير الانتخابي محمد شمس الدين هذا التراجع إلى عدة أسباب، منها التشكيك بإمكانية إجراء الانتخابات، ومنها رفع رسم الترشيح من 8 ملايين ليرة إلى 30 مليون ليرة لبنانية، ومنها امتناع المصارف عن فتح حسابات للمرشحين.