افتتاحيات الصحف الصادرة صباح اليوم
الأخبار
الأخبار: «حزب الله يفعّل معادلة نصر الله الجوية»؟ إسرائيل تعترف: المقاومة تهدّد سلاح الجو
«إصبع حزب الله في عين إسرائيل»؟ تل أبيب قلقة من معادلة نصر الله الجوية
في إقرار غير مسبوق بالتشكيك في تفوّق سلاح جو العدو في سماء لبنان، أكّدت إسرائيل أنها «تلقّت» أخيراً «رسائل» تشكّل تهديداً لسلاح الجو الإسرائيلي وحرية حركته، وتضع «إصبعاً في عين إسرائيل»، مع تعمّد المقاومة في لبنان الكشف عن منظومات دفاع جوي باتت في حوزتها
حذّرت إسرائيل من «اتجاهات تغيير» في معادلات الساحة اللبنانية، من شأنها أن تلقي بأعباء ثقيلة ومخاطر غير سهلة على سلاح الجو الإسرائيلي، تمنع عنه هامش المناورة في سماء لبنان، سواء في ما يتعلق بالطائرات الحربية، أو تلك المسيّرة من دون طيار.
وأشارت عبر شعبة العمليات في أركان جيش العدو إلى أن حزب الله وجّه رسائل عدة أخيراً، أكد فيها عملياً معادلة الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله بأن قواعد الاشتباك الجوية تغيرت عما كانت عليه في الماضي.
ونقل موقع «واللا» العبري عن مصادر شعبة العمليات أن حزب الله يتعمد في الآونة الأخيرة «الكشف» عن منظومات دفاع جوي باتت في حوزته بعدما نجح في السنوات الأخيرة في إيصالها إلى لبنان عبر سوريا. وهو «كشف»، بالمعايير العسكرية، يجري التعبير عنه عبر تشغيل هذه المنظومات بشكل واضح وعلني من دون إخفاء، كما كان يجري في الماضي، ما يشير إلى نيات واتجاهات عملية مقلقة بالنسبة إلى العدو.
الكلام المنسوب تحديداً إلى شعبة العمليات، هو تعبير عن «قلق عملياتي» فعلي لا يتعلق فقط بتقديرات استخبارية مرتبطة بـ«يوم الحساب»، كما يُعبّر في إسرائيل عن الحرب المقبلة، بل قلق آني يتعلق بإمكان تفعيله في مرحلة ما قبل الحرب، على خلاف سياقات المواجهة غير المباشرة بين الجانبين منذ حرب عام 2006.
على هذه الخلفية، تنظر شعبة العمليات إلى وجود «تصاعد» في مقاربة حزب الله ميدانياً، وهو مصدر إقلاق آني يفرض على المؤسسة العسكرية الإسرائيلية العمل على صده ومحاولة ردع أي إرادة حالية أو لاحقة لتفعيل هذا النوع من التهديدات غير المسبوقة من الساحة اللبنانية، علماً بأن وجود مثل هذه المنظومات في حد ذاته، وإن دون تفعيل حالي، يعدّ تهديداً عملانياً لسلاح الجو الإسرائيلي.
ووفقاً للتقرير الإسرائيلي، بعنوانه اللافت: «إصبع في عين إسرائيل»، هناك تأكيد على أن حزب الله نجح في الحصول على منظومات دفاع جوي برعاية وتسهيل من سوريا وإيران، من بينها أنظمة دفاع جوي روسية الصنع من نوع SA-8 وSA-17 وغيرها من المنظومات التي من شأنها أن تهدد وتعطل نشاط سلاح الجو الإسرائيلي في لبنان، وهي تهدف إلى إسقاط الطائرات في «يوم الأمر»، في إشارة إلى الحرب. وتشير التقديرات، وفقاً للتقرير نفسه، إلى أن عناصر حزب الله تلقّوا تدريباتهم العملية على أنظمة الدفاع الجوي داخل الأراضي السورية.
بطبيعة الحال، الحديث عن هذا النوع من التهديدات يخدم في جزء منه توجّهات ردعية موجّهة إلى مستويات القرار في حزب الله، في مرحلة ترى فيها تل أبيب أن الحزب يواجه عوائق عملية وانتقادات داخلية من شأنها لجمه ومنعه من المبادرة، ودفعه إلى تلقّي الأفعال من دون ردود متناسبة. وهنا، تكمن المفارقة الإسرائيلية بين اتجاهَي تقدير متناقضين: الداخل يلجم حزب الله، مع تحذير عملي بأنه مدفوع إلى المبادرة!
إلى جانب محاولة ردع حزب الله، ثمّة توجّه إلى الجمهور الإسرائيلي نفسه بهدف طمأنته. إذ يرد في التقرير أن «الجيش الإسرائيلي ووزارة الأمن يعملان لمواجهة المتغيرات في الساحة اللبنانية من خلال التطوير التكنولوجي وأنماط عمل إبداعية كي يبقيا على تفوق سلاح الجو، والاستعداد لاحتمال أن يحاول حزب الله إسقاط طائرة حربية أو طائرة من دون طيار». وهو إقرار غير مسبوق بالتشكيك في تفوّق سلاح جو العدو في الساحة اللبنانية، وإن عبر النفي.
وشدّد مسؤولون أمنيون إسرائيليون أخيراً على أن الجيش الإسرائيلي لن يتنازل عن حرية العمل في سماء لبنان لـ«جمع معلومات استخبارية» تتعلّق بتهديدات، من بينها مشروع دقة الصواريخ الذي لم يتوقف العمل فيه رغم الجهود الإسرائيلية التي بذلت في سبيل ذلك خلال السنوات الماضية.
ولا خلاف في أن «كشف» إسرائيل عن متغيرات ذات أهمية استراتيجية تتعلق بتنامي قدرة حزب الله إلى مستويات جديدة، من شأنها أن تقرّب الحزب من التموقع العملاني الآني للإضرار بـ«درّة تاج» جيش العدو، أي سلاح الجو. كما يعدّ كشفاً عن تطور لا يمكن قياسه بأيّ متغير أو تهديد آخر، وإن حاول العدو عبر التقرير، كما عبر غيره، إرفاق هذا التطور بتهديدات للساحة اللبنانية باتت في الحد الأدنى محلاً للتشكيك.
****************************************
النهار
تواصل أميركي سعودي وتشدد حول الانتخابات
لعل التحرك الاحتجاجي الذي نفذه أهالي شهداء انفجار #مرفأ بيروت مساء امس وأقفلوا من خلاله الحركة عند مستديرة العدلية في بيروت، اكتسب دلالتين رمزيتين بارزتين، أولاهما انه شكل تذكيراً بالشلل والحصار المتعمدين اللذين فرضتهما تسوية تعويم الحكومة على التحقيق وعلى المحقق العدلي في ملف الانفجار القاضي طارق البيطار، وثانيتهما ان التحرك تزامن مع محاولة متقدمة من داخل الحكومة لاعادة العبث بقانون المحاكمات الجزائية بما يمعن في اضعاف موقع قضائي أساسي هو موقع النائب العام التمييزي. وفي كل الأحوال فان الافاق الحكومية بدت ماضية نحو تلبد عشية جلستين ل#مجلس الوزراء الأولى ستعقد اليوم في السرايا وتتضمن جدول اعمال مثقلا بعشرات البنود المتنوعة فيما ستعقد الجلسة الأخرى الخميس في قصر بعبدا لانجاز إقرار مشروع الموازنة.
كما ان الأجواء الخارجية المتصلة ب#لبنان بدأت تكتسب دلالات بارزة لجهة تكثيف “الحضور” اللبناني في تحركات دولية وإقليمية. وعشية وصول الوسيط الأميركي في المفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل لترسيم الحدود البحرية آموس هوكشتاين الى بيروت اليوم وتعليقاً على الضجة التي أحدثتها الرسالة التي ارسلها لبنان الى مجلس الامن رداً على الرسالة الاسرائيلية التي تعترض على دورة التراخيص اللبنانية في المنطقة الاقتصادية التابعة للبنان، قالت مصادر ديبلوماسية لبنانية لـ”النهار” ان “الرسالة كانت منسقة بين الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي وان الاعلان عنها لا علاقة له بزيارة هوكشتاين وليس لها ارتباط بأي ملفات اخرى. وكل ما في الامر انها جاءت رداً على رسائل اسرائيلية سابقة. وقد لا يتطرق هوكشتاين الى مضمون هذه الرسالة في لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين. وأتت في اطار الردود بين لبنان واسرائيل لا اكثر ولا اقل”.
وفي المقابل بدا بارزا ان يحضر الملف اللبناني بين الديبلوماسيتين الأميركية والسعودية. وقد أفادت السفارة الأميركية في بيروت ان القائمة بأعمال مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الادنى يائيل لامبرت التقت امس وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير لمناقشة القضايا الإقليمية، بما في ذلك لبنان، والتعاون لتعزيز الجهود المتعددة الأطراف من أجل حل دبلوماسي سلمي للصراع في اليمن.
كما ان السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا شددت امس على انه انه “يتعين اجراء الانتخابات البرلمانية في لبنان في موعدها في أيار”. وقالت شيا لوكالة رويترز”هناك اجماع في المجتمع الدولي على ضرورة اجراء الانتخابات في موعدها بصورة تتسم بالنزاهة والشفافية”. وقالت “لا مجال للمراوغة”.
اما في المشهد الداخلي فان التعقيدات التي تراكمت في الأيام الأخيرة حول مجموعة مسائل تتصل بالموازنة وبخطة التعافي الاقتصادي بدأت ترسم شكوكا متسعة حول امكان انجاز الموازنة هذا الأسبوع خصوصا مع تصاعد معالم تباينات داخل السلطة حول فصل الموازنة عن ملف الكهرباء. ثم ان الأجواء المتوترة والمربكة زادت ارتباكا مع اعلان جمعية المصارف مساء امس رفضها المطلق لخطة الحكومة لمعالجة الازمة المالية المطروحة على التفاوض مع صندوق النقد الدولي.
البند 16 لا يمر
اما في ما خَص البند ١٦ المدرج على جدول اعمال جلسة مجلس الوزراء اليوم فمعلوم انه يلحظ اقتراح قانون يرمي الى إلغاء القانون رقم ٣٥٩ تاريخ ١٦/٨/٢٠٠١ المتعلق بتعديل قانون أصول المحاكمات الجزائية وإعادة العمل بقانون أصول المحاكمات الجزائية كما وُضع بالقانون رقم ٣٢٨ تاريخ ٢/٨/٢٠٠١، في ما يتعلق بصلاحيات النائب العام لدى محكمة التمييز. ووسط الظروف الملتبسة التي أثيرت حول هذا البند الذي عزي الى المحاولات المتعددة للعهد لتنحية القاضي بيطار، فهم ان رئاسة الحكومة تلقت منذ عام 2018 كتاباً من رئيس المجلس نبيه بري، يودع فيه ربطاً اقتراح القانون المشار اليه والمقدم من النائب زياد اسود، وبسبب تعذر انعقاد الجلسات الحكومية في شكل ثابت، تراكمت البنود، وبما ان الحكومة التي كانت احالت كتاب بري على المجلس الأعلى للقضاء وهو المرجع القضائي المختص، تلقت جواب المجلس الذي أبدى اعتراضه على الاقتراح، أدرجت البند لاتخاذ القرار في شأنه. وقللت مصادر عين التينة من أهمية البند مؤكدة انه سيتم تجاوزه في الجلسة الحكومية على قاعدة الأخذ برأي مجلس القضاء الأعلى اي رفضه.
الموازنة
وسط هذه الاجواء تتحدث المعطيات عن تباينات مرشحة للاختبار والتفاعل في ملف الموازنة في جلسة الخميس المقبل بما قد يؤخر انجاز إقرارها .
وقالت جمعية المصارف إنه لم يكن لها أي دور في صوغ خطة التعافي ولم تطّلع على نسخة رسمية منها. وقالت “إذا كان ما ورد فيها صحيحا، فإن هذا النهج الوارد لمعالجة الخسائر التي حدثت في القطاع المالي غير مقبول على الإطلاق، ولن يؤدي بالتأكيد إلى تعويض انهيار الاقتصاد”.
ولكن هذا الموقف اثار التباسا اذ نفى مصدر حكومي ان تكون الحكومة أنجزت الخطة لاطلاع الاخرين عليها وانها لا تزال مثار اخذ ورد مع صندوق النقد الدولي.
*******************************************
نداء الوطن
هوكشتاين في بيروت اليوم: هل يدفع باتجاه “تبادل الآبار”؟
أهالي شهداء المرفأ ينتفضون: مواجهة مفتوحة مع “حزب الله”!
بعدما فضحت “نداء الوطن” نوايا الأكثرية الخبيثة والمبيّتة لتنفيذ مؤامرة “تطيير” الاستحقاق النيابي، وجدت سلطة 8 آذار نفسها أمام ردة فعل صارمة حتّمت عليها التراجع خطوة إلى الوراء بانتظار إنضاج الظروف الملائمة لتمرير مؤامرتها الانتخابية، إذ وبينما توالت الردود الداخلية الرافضة لتأجيل الانتخابات، لفت على المستوى الدولي إثارة وكالة “رويترز” المخاوف من أن “تسعى أحزاب لبنانية قوية لإرجاء الاستحقاق النيابي لأنّ نتيجتها قد تؤدي إلى فقدان هذه الأحزاب بعض قوتها في مجلس النواب”، ونقلت في المقابل عن السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا تشديدها على وجوب إجراء الاستحقاق في أيار المقبل، مؤكدةً وجود “إجماع في المجتمع الدولي على ضرورة إجراء الانتخابات في موعدها بصورة تتسم بالنزاهة والشفافية… ولا مجال للمناورة”.
وإلى المناورة الانتخابية المفضوحة لإجهاض فرصة التغيير النيابي، عادت إلى الواجهة أمس المناورات القضائية التي تمارسها السلطة لطمس الحقيقة ووأد العدالة في جريمة انفجار مرفأ بيروت، فكان قرار أهالي الشهداء أمس بالتصعيد ميدانياً أمام قصر العدل للمطالبة ببت طلبات الرد المرفوعة ضد المحقق العدلي القاضي طارق البيطار إفساحاً في المجال أمام استئناف تحقيقاته المجمدة منذ أكثر من شهرين تحت وطأة القيود التي فرضتها الهجمة السياسية والقضائية التي يشنها “حزب الله” على القاضي البيطار ونجح من خلالها بشلّ التحقيق العدلي في انفجار 4 آب، وهو ما دفع أهالي الشهداء إلى الانتفاض على هذا الامر الواقع وإبداء الاستعداد لخوض غمار “مواجهة مفتوحة” مع المساعي الحثيثة التي يبذلها “حزب الله” لترهيب القضاء ومنع استكمال التحقيق في جريمة المرفأ.
وفي هذا السياق، نفذ أهالي الضحايا والمتضررين من الجريمة وقفة احتجاجية عند “مستديرة العدلية” قطعوا خلالها الطريق بالإطارات المشتعلة متوعدين باتخاذ خطوات تصعيدية تصاعدية للدفع باتجاه فكّ الحظر القضائي عن مواصلة المحقق العدلي تحقيقاته، توصلاً إلى البت بملف القضية وما يتفرع عنها من توقيفات واستدعاءات وادعاءات، وكان لافتاً إعراب الأهالي عن رفضهم ما تم تسريبه عن محاولة إغرائهم بتعويضات مالية تصل إلى مليون دولار لكل عائلة شهيد في مقابل إقفال القضية وإغفال الملاحقات القضائية بحق المشتبه فيهم والمدعى عليهم، بينما صوّب بعضهم بشكل مباشر على “حزب الله” باعتباره مسؤولاً مباشراً عن عرقلة الوصول إلى الحقيقة والعدالة في انفجار المرفأ، فسألت إحدى أمهات الضحايا على الهواء مباشرةً: “أليس من الأجدى بكاء (رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة”) محمد رعد على أولادنا بدل التباكي على أطفال اليمن؟”.
وفي خضم حالة الغليان والهريان المتمددة على الأرضية اللبنانية، يستأنف المبعوث الأميركي السفير آموس هوكشتاين وساطته في بيروت لتعبيد الطريق أمام عودة الجانبين اللبناني والإسرائيلي إلى طاولة المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية الجنوبية. وقبيل زيارته اللبنانية المرتقبة اليوم، تضاربت المعلومات وكثرت التحليلات والتوقعات حيال ما ستخلص إليه جولة محادثات الوسيط الأميركي مع المسؤولين اللبنانيين، ففي حين رأى البعض أنه “لا يحمل مبادرة محددة إنما مجرد أفكار للتدارس”، شددت مصادر متابعة للملف على أنه “في ضوء المؤشرات التي سبقت الزيارة يمكن التقاط نقاط إيجابية قابلة لإحداث خرق في جدار الترسيم”، موضحةً أنّ “من يتابع تصاريح هوكشتاين الأخيرة يلمس تفاؤله بإمكانية إيجاد فرصة لحل النزاع الحدودي بين لبنان وإسرائيل”، وهذا يعود بحسب المصادر نفسها “إلى أكثر من سبب، لعل أهمها التغيير الذي طرأ على الموقف الأميركي بين إدارتي دونالد ترامب وجو بايدن، فإدارة الأخير الملتزمة اتفاقيات الحياد المناخي، أي التحول إلى اقتصاد بصافي صفر من انبعاثات الغازات الدفيئة، لم تعد داعمة لخط EastMed pipeline الذي يربط كلّاً من اسرائيل وقبرص واليونان، على الرغم من امتعاض اسرائيل من الخطوة، وهي تنوي الانضمام من جديد للجهود الدولية في مواجهة التغير المناخي والتقليل من الاعتماد على مصادر الطاقة الاحفورية fossil energy”.
هذا على الصعيد الأميركي، أما على المستوى اللبناني فتلاحظ المصادر “وجود 3 مواقف تختلف شكلياً على خط الترسيم، الموقف الأول يقوده رئيس الجمهورية الذي بعث برسالة عبر وزارة الخارجية إلى الأمم المتحدة يعيد التذكير من خلالها بسقوط “خط هوف” وأن التفاوض يبدأ من الخط 23 إلى الخط 29 في المنطقة المتنازع عليها، بينما من ناحية ثانية هناك موقف “حزب الله” الذي يفاوض على طريقته من دون أن يتبنى رسمياً أي خط لمفاوضات الترسيم، فضلاً عن موقف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي المؤيد للتفاوض على أساس الخط 23″.
وترى المصادر أن “مواقف لبنان المتعددة إنما تهدف إلى وضع الخط 29 هدفاً لعملية التفاوض بغية الوصول عملياً إلى الخط 23″، في حين توقفت على المقلب الآخر عند إعراب إسرائيل على لسان وزيرة طاقتها كارين الهرار عن “الترحيب بالحلول المبتكرة”، وقد تكون تقصدت بذلك دعوة الجانب اللبناني إلى “ملاقاة المبادرة الهادفة الى تبادل حقل كاريش من الجانب الاسرئيلي بحقل قانا اللبناني، بمعنى أن توزيع الثروة يقع تحت سطح البحار بحيث تحوز كل جهة على بئرها وتستأنف عمليات الحفر في البلوك رقم 9… فهل تدفع الوساطة الأميركية باتجاه اعتماد الحلول المبتكرة والإقرار بحلّ “تبادل الآبار” بين الجانبين؟”.
*******************************************
الجمهورية
رتابة سياسية وسخونة انتخابية.. أسئلة ديبلوماسية عن التعطيل.. الترسيم ينتظر الوسيط
ما خلا الحدث المنتظر في الايام القليلة المقبلة، المتمثّل بإعادة تحريك مفاوضات ترسيم الحدود البحرية غير المباشرة بين لبنان واسرائيل، من خلال ما سيحمله الوسيط الاميركي عاموس هوكشتاين للدفع بهذه المفاوضات الى الامام، فإنّ المشهد الداخلي سيبقى محافظاً على حال الرتابة التي تأسره، حيث انّ أقصى المتوقع هو استمرار الدوران في حلقة المراوحة ذاتها، وعملٌ حكومي مستغرق في ملامسة قشور الازمة الداخلية من دون الغوص في عمقها ومقاربتها بما تتطلّبه من اجراءات علاجية تخفف من الفاتورة الغالية التي تُدَفَّع للمواطن اللبناني، والتي اعدمت أمنه الاجتماعي والمعيشي والصحّي والغذائي وكلّ مفاصل حياته. وضمن سياق المراوحة هذه، تأتي جلسة مجلس الوزراء اليوم، وكذلك جلسة إقرار الموازنة واحالتها الى مجلس النواب الخميس المقبل، إلا أذا طرأ أمر ما فرض تأجيل الإحالة الى موعد آخر. وقد لفت في هذا السياق التأكيد المتجدد لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي على «اننا لا نملك عصا سحرية لمعالجة المشاكل دفعة واحدة، لكننا بالتأكيد نملك الارادة والعزم والتصميم على المحاولة».
على انّ هذه الرتابة مرشّحة لأن تزيد وتتفاعل أكثر، وتفرض انكفاء العمل الحكومي والرسمي بشكل عام الى خلف المشهد، مع السّخونة المتزايدة في الملف الانتخابي، حيث بات جليا أن هذا الملف قد تثبّت بنداً وحيداً في جدول الأعمال الداخلي في الاشهر الثلاثة الفاصلة عن موعد الانتخابات النيابية في 15 ايار المقبل.
حرب استطلاعات… واتصالات
التحضيرات الداخلية للاستحقاق الانتخابي جارية على قدم وساق، وكلّ طرف يجهّز عدّته وماكيناته وترشيحاته واستطلاعاته، مع الاشارة هنا الى انّ الحلبة الانتخابية تشهد منذ مدّة حرب استطلاعات متناقضة في حساباتها وتقديراتها، بحيث لا يعرف أيّ منها التي تقارب المشهد بشيء من الدقة، وايّ منها التي ترمي ارقاماً ونسباً وهمية غير المستندة الى واقع الدوائر الانتخابية وأمزجة الناخبين فيها. ما أرخى على امتداد المشهد الانتخابي غموضا صعّب على المواطن اللبناني الركون الى أي منها.
وبالتوازي مع ذلك، تدور حركة اتصالات بكثافة وزخم ملحوظ بين الاطراف السياسية في هذه الفترة، لبناء التحالفات وترسيم الجبهات الانتخابية وتحضيرها لما يمكن ان توصف بمعركة تصفية حسابات، يؤكد كلّ ما يتصل بها انها ستكون الأكثر ضراوة من المعارك الانتخابية التي سبقتها منذ أوّل انتخابات نيابية بعد الطائف في العام 1992.
صعوبة تحالفات
الا ان اللافت للانتباه في هذا الجانب هو انه على الرغم من الشهية المفتوحة في الاعلام على الترشيح، الا ان ذلك يقابله ضعف على الاقبال على الترشيح رسمياً حتى الآن، وربطت مصادر متابعة هذا الامر في سعي المرشحين الى بلورة صورة تحالفاتهم قبل الاقدام على تقديم ترشيحاتهم.
واذا كانت بعض التحالفات الانتخابية قد حُسمت بين بعض الاطراف، مثل “القوات اللبنانيّة” والحزب التقدمي الاشتراكي، و”حزب الله” والتيار الوطني الحر، الا انّ بلورة الصورة الواضحة التي سترسو عليها قد تتطلب وقتا طويلا، كما ان المعضلة الاساس في هذا السياق تتبدّى في أن صياغة التحالفات تعتريها صعوبة ملحوظة، خصوصا أنّ هناك أطرافاً بدأت “ترفع أسعارها”، وتضع شروطا على قوى سياسية تصل الى حد المطالبة بالمناصفة في اللوائح الانتخابية.
وبحسب معلومات “الجمهورية” فإنّ بعض القوى السياسية، وخصوصا تلك التي ركبت موجة انتفاضة 17 تشرين الاول 2019 وما تلاها من حراكات في الشارع، سَعت الى فتح حوار مع بعض مكونات الحراك سعيا الى الى نسج تحالفات انتخابية معها في بعض الدوائر، الا انها اصطدمت بأنّ بعض هذه المكونات طلب ان يشرك بأكثر من مرشح، فيما البعض الآخر من هذه الحراكات كان رافضاً بالمطلق، حيث اكد انه يتجه الى خوض الانتخابات وحده من دون التحالف مع أي من القوى السياسية او الحزبية المتهمة بأنها كانت جزءاً من السلطة الحاكمة التي تسببت بالازمة التي يعانيها لبنان.
تحت المجهر
وفي موازاة هذه الحركة، اكدت مصادر موثوقة لـ”الجمهوريّة” انّ الحركة الديبلوماسية الغربية تعكس انّ الملف الانتخابي هو تحت المجهر الدولي.
وكشفت المصادر ان لقاء ديبلوماسيا قد عقد قبل فترة وجيزة وشارك فيه عدد من السفراء الغربيين، نوقِشت خلاله المعطيات المتوافرة حول الاستحقاق الانتخابي في لبنان. كذلك جرى تقييم استعدادات الدولة اللبنانية لإنجاز هذا الاستحقاق في موعده، وتم استعراض مواقف الأطراف المحليّين في ضوء ما تشيعه بعض المستويات السياسية عن محاولات تجري لتعطيل الانتخابات، وتدرج “حزب الله” في موقع العامل الاساس في هذا الاتجاه.
وبحسب المصادر عينها فإنّ الحركة الديبلوماسية نشطت في الآونة الأخيرة في أكثر من اتجاه سياسي ورسمي، تحت عنوان عريض مفاده التحذير من تعطيل الانتخابات، ومن أنّ هذا الامر سيجرّ عواقب وخيمة، ويدفع الشعب اللبناني الى تفجير غضبه في وجه المعطّلين، والمجتمع الدولي سيكون بالتأكيد الى جانب الشعب اللبناني.
وكانت السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا قد شدّدت أمس لوكالة “رويترز” أنّ “الإنتخابات النيابية يجب أن تُجرى في موعدها والمجتمع الدولي متوافقٌ على ذلك”.
وأشارت إلى أنّ “الانتخابات يجب أن تُقام بطريقة عادلة وشفافة”، مؤكدة أنه “لا مجال للمُراوغة”.
التعطيل وهمي
في المقابل، تلفت المصادر الى انّ الحركة الديبلوماسية تلقت تأكيدات من المراجع السياسية والرسمية اللبنانية بالعزم على اجراء الانتخابات في موعدها من دون تأخير، والتوجّه العام في البلد هو نحو اجراء الانتخابات وليس الى تعطيلها.
ونقل عن مرجع سياسي قوله لديبلوماسيين من سفارة دولة كبرى ما حرفيته: “نحن ادرى بمصلحة لبنان، وقرارنا اجراء الانتخابات. ومع الاسف هناك اطراف تصرّ على التضليل وكتابة تقارير كاذبة فقط لإحباط الناس واثارة العامل النفسي القلق. ومن هنا أقول لكم انكم قبل ان تتبنّوا منطق الاتهام بالتعطيل لهذا الطرف او ذاك، عليكم ان تتثبتوا قبل كل شيء إن كان من ينقل اليكم اخبارا عن محاولات للتعطيل ويسمّي امامكم الاطراف الساعية الى التعطيل بالاسم، صادقا او كاذبا. واسألوه هل يملك دليلا على ذلك. اعتقد ان هؤلاء يغشّونكم، فربما يكون من يتهم الآخرين بالسعي الى تعطيل، هو نفسه من يسعى الى التعطيل”.
وبحسب المعلومات الموثوقة فإنّ المرجع نفسه طرح على الديبلوماسيين سؤالاً مفاده: انتم تؤكدون على اجراء الانتخابات، وهذا هو لسان حالنا اصلاً، ولكن هل تعتقدون ان تعطيل الانتخابات يفيد احداً في لبنان؟ وتابع: “تعطيل الانتخابات لا يخدم اي طرف في لبنان، ويشكّل عامل عدم استقرار في هذا البلد وإثاره مدمّرة على البلد على كل المستويات، وهذا ما لا نريده. واختم لأقول انّ التعطيل جريمة تؤدي الى تخريب لبنان.
“القوات”
وكانت مصادر في كتلة الجمهورية القوية قد اكدت لـ”الجمهورية” انّ “حزب الله” والتيار الوطني الحر يسعيان الى تعطيل الانتخابات، متّهمة التيار بالتحضير لتقديم اقتراح قانون الى مجلس النواب متعلق بالمغتربين.
“التيار” و”الحزب”
وسألت “الجمهورية” مصادر في تكتل لبنان القوي، فرفضت تأكيد او نفي تقديم اقتراح قانون لإعادة احياء الدائرة السادسة عشرة المتعلقة بالمغتربين، واكتقت بالقول: لن نرد.
وبدورها قالت مصادر في كتلة الوفاء للمقاومة لـ”الجمهورية”: لسنا معنيين بكل هذا الكلام الفارغ، نحن أعلنّا موقفنا بأننا مع اجراء الانتخابات في موعدها، ونجن جاهزون للانتخابات، وتحالفاتنا باتت واضحة ولسنا كغيرنا قلقين.
بري
الى ذلك، جدد رئيس مجلس النواب نبيه بري تأكيده على اجراء الانتخابات في موعدها المحدد من دون ايّ تأخير. مشددا في الوقت نفسه على عمل حكومي جاد في اتجاه معالجة القضايا الاجتماعية والاقتصادية. وتجدر الاشارة هنا الى ان الرئيس بري دعا الى اجتماع لهيئة مكتب المجلس بعد ظهر الخميس المقبل في مقر رئاسة المجلس في عين التينة، وذلك تمهيدا لعقد جلسة نيابية عامة للمجلس النيابي قبل نهاية الشهر الجاري.
وفي السياق، اكدت حركة امل، في بيان لمكتبها السياسي امس، “ان إجراء الانتخابات النيابية في موعدها الدستوري هو محطة مفصلية على المستوى الوطني”، رافضة أية محاولة لتعطيلها وتأجيلها”.
واعتبرت “أنّ الطريق الوحيد لإنهاء قضية كارتيلات الإحتكار للسلع بمختلف أنواعها والتي ينوء تحتها اللبنانيون جميعاً يكمن في إقرار قانون المنافسة وضرب الاحتكارات وإلغاء الوكالات الحصرية كافة، التي تجعل من أصحابها متحكّمين برقاب اللبنانيين ومصائرهم الحياتية”.
ورأت “أن روح الحل الاقتصادي تكمن في رؤية الإمام القائد السيّد موسى الصدر ببناء اقتصاد الانتاج وإسقاط اقتصاد الريع والاستهلاك المرضي الذي تعمل على ترويجه فئات ترتبط بمراكز وقوى الإنتاج لدى الدول الكبرى والمصدرة لمنتجاتها على حساب الإقتصاد الوطني”.
ولفتت الى انّ انتفاضة 6 شباط 1984 هي فعل تصويب للمسار وفتح آفاق ومساحات جديدة للمقاومة اللبنانية في مواجهة الاحتلال وتثبيت نهج المقاومة والمواجهة من الجنوب إلى بيروت والجبل والبقاع، إلى العمق المقاوم دمشق. واعلنت “ان حركة أمل التي تنكبت مع حلفائها مسؤولية إسقاط المشروع الصهيوني وإتفاقه إتفاق الإذعان في السابع عشر من أيار 1983، بأطهر الدماء، دماء الشهيد محمد نجدي وإخوانه، وما استتبَع من مكاتب اتصال مع العدو، تؤكد اليوم أن هذه الانتفاضة لم تكن صفحة من صفحات الحرب الأهلية على الاطلاق، بل مدماك عليه قام كل النهوض الوطني بكل مراحله وليس آخرها انتصار التحرير في العام 2000، ولولاها لما كان لبنان قد عاش كل الفترة التي أعقبتها حتى اليوم.
كما اعلنت انه “في ذكرى فتى عامل الاستشهادي الأخ حسن قصير الذي روى، شأن إخوته الشهداء ممن سبقوه وممن اتبعوه، ربى الجنوب وطهروها من رجس الإحتلال، تؤكد حركة أمل استمرار نهج المقاومة والتمسك بعوامل قوة لبنان وحفظ سيادته وأرضه وإنسانه وثرواته البرية والبحرية، وإن قدرة الحركة على العطاء والبذل لن تكون إلا على ذات السوية التي رافقت عصر الإستشهاديين الحركيين الكبار”.
دريان
الى ذلك، اكد مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، أمام زواره، “انّ الوضع في لبنان دقيق وصعب للغاية، وعلينا التحلي بالحكمة ومعالجة الأمور بالتعاون والتشاور ووحدة الصف ولمّ الشمل، في ظل الظروف المصيرية التي يمر بها البلد، خصوصاً اننا أمام استحقاق انتخابي نيابي يتطلب الكثير من الوعي والتبصّر والعمل على إنجازه لإنجاحه لتحقيق ما يريده الناس بكل حضارة ورقي واتزان”.
واعلن أن “دار الفتوى كانت وستبقى قائمة بدورها الديني والوطني التوحيدي الذي يحفظ كيان لبنان وحقوق أبنائه وهي مع مطالب الشعب ضمن الأطر والقوانين المرعية الإجراء التي تحفظ البلد من التراجع والانهيار”.
الترسيم
من جهة ثانية، ينتظر أن تشكّل إعادة اطلاق مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل محطة الاهتمام الاولى مع وصول الوسيط الاميركي عاموس هوكشتاين الى بيروت ربما هذا الاسبوع.
وتُحاط زيارة هوكشتاين هذه المرة بأهمية بالغة، مع الحديث المتزايد الذي سبقها عبر القنوات الديبلوماسية بأن المقاربة الاميركية لملف الترسيم اكثر عناية من السابق، سعياً الى بلوغ اتفاق في اقرب وقت بين لبنان واسرائيل. وبحسب المعلومات فإنّ هوكشتاين سيقوم بجولات مكوكية بين لبنان واسرائيل تسبق وتواكب انطلاق المفاوضات التي يرى الاميركيون وجوب ان تبدأ فوراً، لبلوغ اتفاق يخدم مصلحة الطرفين.
وسألت “الجمهورية” مراجع سياسية معنية بملف الترسيم، فأعربت عن الامل في بلوغ تقدم، ولكن لا نستطيع ان ان نقول شيئا اضافيا قبل ان نرى ما يحمل هوكشتاين في جعبته.
اسرائيل
على انّ ما لفت الانتباه، حول ملف الترسيم، ما كتبه الديبلوماسي الاسرائيلي الذي شغل منصب السفير السابق لإسرائيل في مصر، حيث قال ما يلي:
– انّ المفاوضات الناجحة ستكون بمثابة نعمة دبلوماسية مهمة لإسرائيل وتساعد في حل أزمة الطاقة الحادة في لبنان.
– سيزور الوسيط الاميركي البلدين هذا الأسبوع لحل قضية 860 كيلومترًا مربعًا (332 ميلًا مربعًا) المتنازع عليها. وقد تمكن من إقناع الجانبين بالعودة إلى المحادثات.. على السطح، يبدو أن الظروف الملائمة قد نشأت للتوصل إلى اتفاق.
– لا يبدو أن حل أزمة الطاقة الشديدة في لبنان يلوح في الأفق، على الرغم من تسليم إيران أربع ناقلات نفط إلى البلاد، وعلى الرغم من التزام مصر بتزويد الغاز الطبيعي عبر الأردن وسوريا. إن استخراج الغاز الطبيعي من الشواطئ اللبنانية في إطار اتفاق مع إسرائيل سيوفّر حلاً مناسباً طويل الأمد لأزمة الطاقة في البلاد.
– إن الجانب اللبناني قلق بشأن أجندة إسرائيل الخفية، وتحديداً أنها ستستخدم المحادثات لمتابعة التطبيع الدبلوماسي بين البلدين. وقد ضاعفت الثرثرة في الجانب الإسرائيلي من هذه المخاوف. وبالتالي، فإن أمام هوكشتاين مهمة صعبة تنتظره.
– في الآونة الأخيرة، ذكرت تقارير لم يتم التحقق منها أنه (هوكشتاين) يفكر في تهدئة هذا القلق اللبناني باقتراح أصلي: بدلاً من تقسيم المنطقة المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل، ما قد يخلق مشاكل فنية وإدارية في المستقبل، سيكون اتحاد الطاقة الدولي مسؤولاً عن استخراج الغاز من المنطقة المتنازع عليها بالكامل ثم تخصيص الغاز لإسرائيل ولبنان على أساس مفتاح التوزيع الذي حدده الوسيط الأميركي الأول فريدريك هوف. وفقاً لاقتراح هوف، سيذهب 55 % من إجمالي الغاز الطبيعي في المنطقة المتنازع عليها إلى لبنان والباقي إلى إسرائيل.
– قالت إسرائيل بالفعل في الماضي إنها تقبل مخطط توزيع هوف. إذا تخلّى لبنان عن مطالبته بمزيد من الأراضي، والتي تمتد إلى حقل غاز كاريش البحري الإسرائيلي، وفي ضوء الظروف التي تطورت، فإنّ احتمالات إبرام صفقة إسرائيليّة لبنانيّة معقولة.
– التدخل الأميركي في هذه المرحلة أمر بالغ الأهمية. ولتجنّب تخريب الجهود في هذا المنعطف الهَش، يجب أن تظل أبواق إسرائيل صامتة حتى لا تُحرج الجانب اللبناني أو تجتذب ضغوطا داخلية يمكن أن تفسد أي ترتيب.
– في رأيي، بالنظر إلى الظروف التي تحققت، نحن أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق. إذا نجحت المحادثات، فسيكون ذلك إنجازًا دبلوماسيًا مهمًا لإسرائيل.
تهديد بالتصعيد
وفي سياق منفصل، نفّذ أهالي الضحايا والجرحى والمتضررين من تفجير مرفأ بيروت وقفةً أمام قصر العدل أمس، تحت شعار “نحو العدالة” دعماً للعدالة ورفضاً لطلبات الرد التي تعرقل مسار التحقيق، حيث قطعوا الطريق في محيط قصر العدل وأحرقوا الاطارات تحت جسر العدلية، وفي مستوعبات النفايات.
وطالبوا “القاضية رلى المصري بالحضور الى مكتبها في العدلية للبتّ بطلبات الرد للقاضي ناجي عيد، حتى يستطيع أن يقوم بواجبه ويبتّ بطلب رد القاضي البيطار”.
وبعد ذلك، توجّه الأهالي الى مستديرة العدلية وعمدوا الى قطع الطريق بالإطارات المشتعلة، متوعّدين بالتصعيد في الأيام المقبلة، ليُعاد فتحه لاحقاً وانتهاء الوقفة الاحتجاجيّة.
*******************************************
الشرق الأوسط
الجيش يفكك مصنعاً للمخدرات في شرق لبنان
حملة أمنية مكثفة لملاحقة المتورطين بالتهريب
أعلن الجيش اللبناني، أمس (الاثنين)، تفكيك معمل لتصنيع المخدرات وحبوب «الكبتاغون» وتوقيف متورطين في التصنيع والتهريب عبر الأراضي السورية في شرق لبنان، ضمن حملة مكثفة منذ الأسبوع الماضي، لضبط مصانع المخدرات وتوقيف المتورطين بها.
وتعهدت الحكومة اللبنانية، في الأسابيع الماضية، بملاحقة مصنعي المخدرات ومهربيها، وضبط المعابر غير الشرعية مع سوريا التي تمر عبرها، إثر أزمة من دول الخليج العربي. وبالتزامن، شددت القوى الأمنية اللبنانية والجيش اللبناني من الإجراءات الأمنية لتقويض هذا النشاط وتفكيكه وملاحقة المتورطين.
وقالت قيادة الجيش، في بيان، إن قوة من الجيش ودورية من مديرية المخابرات دهمت منازل عدد من المطلوبين في بلدة بريتال – بعلبك (شرق لبنان)، حيث أوقفت سورياً وضبطت معملاً لتصنيع المخدرات وكمية من حشيشة الكيف وحبوب «الكبتاغون»، إضافة إلى كمية من الأسلحة والذخائر الحربية وعدد من السيارات والدراجات النارية.
كما أوقفت دورية من مديرية المخابرات في جرود نحلة – بعلبك، سورياً ولبنانيين اثنين «لتشكيلهم عصابة تهريب المخدرات عبر الحدود»، كما ضبطت دراجة «سكيدو» وسلاحاً حربياً.
وليست العملية الأولى من نوعها، فقد سجلت في الأسبوع الماضي عدة عمليات أمنية أفضت إلى توقيف المتورطين وتفكيك معامل تصنيع المخدرات. فقد أوقف الجيش، يوم الجمعة الماضي، لبنانياً في منطقة الهرمل هو مطلوب بعدة مذكرات توقيف بجرائم إطلاق النار ورمي رمانات يدوية وترهيب المواطنين والتعدي على المنازل والسرقة، إضافة إلى تجارة أسلحة، وتجارة مخدرات وفرض خوات.
كما أحالت مديرية المخابرات، يوم الجمعة الماضي، على القضاء المختص لبنانيين وسورياً يشكلون عصابة تهريب للمخدرات من لبنان إلى الخارج. وذكرت قيادة الجيش أنهم كانوا قد نفذوا عدة عمليات تهريب للمخدرات منها، عملية إلى ألمانيا، وأخرى إلى المملكة العربية السعودية حيث تم توضيب الشحنة في سوريا، إضافة إلى عملية تهريب إلى كل من سلوفاكيا وجيبوتي نفذت عبر إخفاء المخدرات في آلات لتصنيع الحلوى وآلة لتنظيف السجاد.
بالتزامن، دهمت قوة من الجيش ودورية من مديرية المخابرات في منطقة الشراونة – بعلبك معامل لتصنيع المخدرات، وضبطت عدداً من الآلات وكمية من المواد الأولية المستخدمة في عملية التصنيع، وقد عملت القوة على إتلاف المواد المضبوطة.
ويوم الخميس الماضي، دهمت قوة من الجيش بمؤازرة دورية من مديرية المخابرات منازل المتورطين في خطف طفل في حي الشراونة في بعلبك، حيث تم تبادل إطلاق نار مع المتورطين، وعلى أثرها تم توقيف سوري، وضبطت القوة ماكينات لتصنيع المخدرات بالإضافة إلى أسلحة حربية وذخائر عائدة لها، وكمية كبيرة من حشيشة الكيف وأنواع مختلفة من المخدرات.
وفي الوقت نفسه، أوقف الجيش في البقاع سورية كانت تحمل نحو 15 كيلوغراماً من مادة حشيشة الكيف، إضافة إلى مائة غرام من مادة (كريستال ميث).
وتنضم تلك العمليات إلى عمليات أخرى نفذتها قوى الأمن الداخلي ومديرية الجمارك وأجهزة أمنية أخرى، أحبطت خلالها محاولات لتهريب المخدرات إلى الخارج، وكان آخرها في الأسبوع الماضي محاولة لتهريب «الكبتاغون» إلى الكويت، عبر إخفائها في شحنة حلويات.
*******************************************
اللواء
مواجهة بين المصارف والوكالات الحصرية مع الحكومة واقتراح حزب الله
شيا ترفض مناورة أحزاب السلطة الانتخابية.. وعون يبحث مع فياض الملاحظات على الموازنة!
في المخاض الداخلي، ومع بدء العد التنازلي لاجراء الانتخابات النيابية، وقرب انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون بعد ثمانية أشهر ونيف، تحتدم الخلافات والنقاشات حول مسائل اقتصادية ونقدية (مصير حاكم مصرف لبنان عزله أو بقائه إلى ما بعد انتهاء ولاية عون) فضلاً عن انتقال النزاع إلى الوكالات الحصرية في مجلس النواب بين مطالب بإلغائها بالكامل، وبين مطالب بإعطائها جزءا من الحماية من قبل الدولة، إضافة إلى شؤون قضائية كتقليص صلاحيات النائب العام التمييزي وتجييرها إلى وزير العدل (البند 16 المدرج على جدول اعمال مجلس الوزراء اليوم) اضافة إلى استمرار التجاذبات، ولو بالخفاء، حول مسار التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت.
يضاف إلى كل ذلك، ازمة الكهرباء الآخذة بالاعتضال (التحول إلى معضلة) او داء ليس من السهل معالجته، على الرغم من انه بات مطلباً دولياً لإجراء الاصلاحات.
وبين سلسلة التشابكات والتجاذبات أصدر وزير المال يوسف خليل قراراً باعطاء مساعدة اجتماعية مؤقتة للعاملين في الادارات العامة مهما كانت مسمياتهم الوظيفية عن شهري ت2 وك1 بين شباط وآذار المقبلين.
رفض المصارف لخطة الحكومة
وسط ذلك، رفضت جمعية مصارف لبنان مسودة خطة حكومية لمعالجة الأزمة المالية في البلاد تقترح إلغاء بعض الديون وتقليصا جزئيا للمدخرات في البنوك، قائلة إن ذلك سيؤدي إلى فقدان الثقة في القطاع المالي لفترة طويلة.
وتنص مسودة خطة لسد فجوة ضخمة في النظام المالي، على إعادة 25 مليار دولار فقط من إجمالي 104 مليارات دولار من الودائع بالعملة الصعبة إلى المدخرين بالدولار الأمريكي.
وسيتم تحويل معظم ما تبقى إلى الليرة اللبنانية على عدة أسعار صرف، أحدها من شأنه أن يمحو 75 بالمئة من قيمة بعض الودائع. وتبلغ القيمة التقديرية للخسائر في القطاع المالي، بحسب الخطة، 69 مليار دولار. وتحدد الخطة إطارا زمنيا مدته 15 عاما لسداد أموال جميع المودعين.
وقالت جمعية مصارف لبنان في بيان مكتوب «تشير هذه المسودة الافتراضية للخطة إلى أنها يمكن أن تقضي على ما يسمى ’الخسائر’ من أجل موازنة الدفاتر. هذا النهج… هو نهج تصفية وسيؤدي إلى فقدان الثقة بشكل دائم على مدى أجيال مقبلة».
وموافقة الجمعية ليست مطلوبة من أجل أن تتبنى الحكومة الخطة وتبدأ تنفيذها، لكن خبراء يقولون إن دعم القطاع المصرفي لها يمكن أن يساهم في حل الأزمة. وقالت الجمعية إنه لم يكن لها أي دور في صوغ هذه الخطة ولم تطّلع على نسخة رسمية منها.
وقالت «إذا كان هذا صحيحا، فإن هذا النهج الوارد لمعالجة الخسائر التي حدثت في القطاع المالي غير مقبول على الإطلاق، ولن يؤدي بالتأكيد إلى تعويض انهيار الاقتصاد».
إلغاء بعض الديون
وقالت جمعية مصارف لبنان إنها لن تؤيد خطة من شأنها أن تؤدي إلى «خفض اسمي لودائع العملاء» أو القضاء تماما على حقوق المساهمين، لكنها منفتحة على تحمل بعض الخسائر من إعادة هيكلة السندات الدولية (يوروبوندز) وقروض القطاع الخاص.
وكانت البنوك اللبنانية مقرضا رئيسيا على مدار عقود للحكومة، غير أن هدر الأموال والفساد أديا إلى الانهيار المالي في عام 2019.
كما اشارت الجمعية إلى «اعتراضها الشديد» على مقترح أن يحتفظ مساهمو البنوك بأغلبية الاسهم بالقطاع مقابل ضخ مليار دولار في رأسمال جديد.
ولاحقاً، أوضح رئيس جمعية مصارف لبنان سليم صفير أن ما نشر شكل اجتزاء من نص رد يبين بوضوح ومن السطر الأول عدم اضطلاع الجمعية على أي خطة معدة من قبل الحكومة وحتى عدم وجود خطة.
اما الرفض فكان في معرض الافتراض حول ما سُـرّب وهو ينطلق من مبدأ الجمعية الداعي لحماية حقوق المودعين.
وتمت الاشارة بوضوح ايضاً إلى أن ما سرب، ان كان صحيحا وكرد افتراضي، لا يشكل حلا للازمة الاقتصادية المتسارعة.
وقال متحدث باسم صندوق النقد الدولي الأسبوع الماضي إنه ليس بوسعه التعقيب على تقارير أفادت بأن الصندوق رفض جوانب من خطة الحكومة أثناء المحادثات التي بدأت في يناير كانون الثاني.
وقال مسؤول لبناني إن صندوق النقد طلب من المسؤولين اللبنانيين «العمل على أجزاء من الخطة».
وفي إطار الجهود المبذولة لسد الفجوة البالغة 69 مليار دولار في النظام المالي، تشير مسودة الخطة إلى إنقاذ كبار المودعين بما يصل إلى 12 مليار دولار، أو ما يعادل 72 بالمئة من الأسهم في القطاع المصرفي، وبالتالي تقليل المساهمين والدائنين إلى أقل من الثلث.
وسط ذلك اصدرت الولايات المتحدة الاميركية موقفاً يتعلق بالانتخابات، رفضت فيه ما اسمته «المناورة»، وقالت السفيرة الأميركية في بيروت إنه يتعين إجراء الانتخابات البرلمانية في لبنان في موعدها في مايو أيار، وسط مخاوف من أن تسعى أحزاب قوية لتأجيلها لأن نتيجتها قد تؤدي إلى فقدان هذه الأحزاب بعض قوتها في مجلس النواب.
وقالت السفيرة دوروثي شيا «هناك إجماع في المجتمع الدولي على ضرورة إجراء الانتخابات في موعدها بصورة تتسم بالنزاهة والشفافية»، مضيفة «لا مجال للمناورة».
وقال كريم إميل بيطار، مدير معهد العلوم السياسية في جامعة القديس يوسف في بيروت، إن حركة أمل التي ينتمي إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري، إضافة إلى التيار الوطني الحر الذي ينتمي إليه الرئيس ميشال عون سيكونان أكبر الخاسرين وقد يدفعان باتجاه التأجيل. وأضاف أنهما حليفان رئيسيان لحزب الله ويتراجعان منذ عام 2019.
وأضاف بيطار «عندما يرى حزب الله أن حليفيه الرئيسيين في موقف ضعف فقد يكون ذلك دافعا له أيضا للعمل على تأجيل الانتخابات في حالة وجود تهديد بفقدان الأغلبية البرلمانية».
وقالت مها يحيى مديرة مركز كارنيجي الشرق الأوسط في بيروت، إن الفشل في إجراء الانتخابات في موعدها يشعل المخاوف من زيادة التوتر في العلاقات مع الدول الغربية التي يمكن أن تساعد لبنان على الخروج من الأزمة.
الوكالات الحصرية
نيابياً، اقرت اللجان النيابية المشتركة اقتراح قانون المناقشة المقدم من «كتلة الوفاء للمقاومة» ورحلت المادة الخامسة المتعلقة بالغاء الوكالات الحصرية نظرا للخلاف حولها الى الهيئة العامة، في ظل وجود اقتراح آخر من النائب سمير الجسر حول هذه المادة، وانقسم النواب بين مطالب بالغاء الوكالات الحصرية بالكامل، وبين مطالب باعطائها جزء من الحماية من قبل الدولة.
وقال النائب حسين الحاج حسن بعد الجلسة: « هو قانون اصلاحي وينظم المنافسة في السوق اللبنانية، ومن اجل تنظيم المنافسة شكلت هيئة، وهو يقع في 66 مادة. النقاش كان حول المادة الخامسة التي تتعلق بحماية الدولة للوكالات الحصرية واخذت نقاشا طويلا في اللجنة الفرعية وفي اللجان المشتركة».»ما حصل ان الوزير سمير الجسر قدم اقتراح قانون ناقشناه في اللجنة الفرعية وتفاهمنا على جزء من هذا الاقتراح وجزء اخر لم نتفاهم عليه، «الوزير الجسر خفف من سيئات المرسوم الصادر منذ زمن، وتم الخلاف حول البند الرابع وفق ما تقدم به، ومن ثم جاء موضوع التعويض. هناك اصرار على حماية عدد قليل من التجار تحت عنوان ان لهم حقوقا، وندعو زملاءنا لعدم التفريط بهذه الخطوة الاصلاحية بما فيها المادة الخامسة مع اعطاء فرصة للشركات الام بالتعويض في حال فسخ العقد».
وبدورها، حذرت النائب عناية عز الدين من «محاولات يقوم بها بعض النواب لتفخيخ قانون المنافسة ، ورات «ان ما يجري يصب في مصلحة عدد محدود من أصحاب الوكالات بمعزل عن مصلحة المواطن».
ويعاود مجلس الوزراء جلساته العادية اليوم، لمناقشة جدول اعمال عادي لن يكون متوتراً حسبما افاد وزير العمل مصطفى بيرم لـ«اللواء»، مستغرباً الحديث عن بنود خلافية ومتفجرة، ومعتبراً انه قد تكون هناك وجهات نظر مختلفة حول بعض البنود لكن بحثها يتم في اجواء حوارية وهادئة ولا داعي لإثارة هذا الهلع، خاصة حول ما قيل عن البند 16 المتعلق بتعديل بعض احكام قانون اصول المحاكمات الجزائية.
وقال بيرم: نحن في تواصل دائم مع كل الوزراء ولا شيء يوحي بوجود خلافات حتى لو كانت موجودة في المطابخ السياسية لكنها تنعكس فوراً على عمل الحكومة. ولكن عادة لا تُطرح الامور بحدية، وأي بند ذي طابع غير متفق يعالجه رئيس الحكومة باسلوبه الهادئ وبحنكته وقد يُسحب من التداول.
واضاف: ورأيي انه لا بنود متفجرة في جلسة الثلاثاء، لكن النقاش الاساسي سيكون في بنود الموازنة العامة في جلسة الخميس وهي الدسم، وهناك ملاحظات ستعرض، ولا سيما حول موضوع الضرائب، وستعرض في الجلسة أيضاً التخريجة النهائية لسلفة الكهرباء والصيغة النهائية لمساعدات موظفي القطاع العام. وسنحدد ايضاً اي معيار يُعتمد بالنسبة للدولار الجمركي لأنه لا يمكن التعاطي مع نظام الجمارك افقيا وبالتساوي بين المواد المشمولة، بل عمودياً او طولياً، فمثلاً لا يمكن اعتماد نفس المعايير في المواد الغذائية بين الكافيار والأرز والسكر.
ورداً على سؤال، أكد بيرم «أنه فور الانتهاء من إقرار الموازنة سيدعو لجنة المؤشر الى اجتماع لبت موضوع الحد الأدنى للأجور وإعادة النظر في الأرقام السابقة».
وفي اطار الجلسات الحكومية، استقبل رئيس الجمهورية ميشال عون وزير الطاقة والمياه وليد فياض، الذي أطلعه على المعطيات المتعلقة بخطة الكهرباء وسبل استكمالها في ضوء المناقشات التي دارت في جلسات مجلس الوزراء.
وأوضح الوزير فياض أنه أطلع رئيس الجمهورية على نتائج الاتصالات مع البنك الدولي لتمويل عملية استجرار الكهرباء والغاز من مصر وسوريا والأردن، وأن البحث تناول ملاحظات الوزير فياض على مشروع الموازنة.
كما استقبل الرئيس عون وزير الدفاع الوطني موريس سليم الذي بحث معه في حقوق العسكريين بالنسبة إلى المساهمات الاجتماعية، كما تناول البحث موضوع ترسيم الحدود البحرية الجنوبية في ضوء الزيارة المرتقبة للموفد الاميركي آموس هوكشتاين المرتقبة مساء اليوم. وأوضح الوزير سليم انه بحث أيضا مع الرئيس عون في قضايا إدارية تتعلق بحاجات المؤسسة العسكرية، ولا سيما موضوع التلزيمات والحاجات اللوجستية.
وعقد رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي اجتماعاً وزارياً لاستكمال البحث في موضوع قطاع الكهرباء، ضم وزير المالية يوسف خليل، وزير الطاقة والمياه وليد فياض ورئيس مجلس إدارة كهرباء لبنان كمال حايك.
من جهة ثانية، اعلنت وزيرة التنمية الإدارية نجلا رياشي، في حديث لقناة «الحرة»، أن «الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد» ستبدأ عملها في غضون 3 أشهر وستطبق قوانين مكافحة الفساد التي أقرها مجلس النواب عام 2017، والتي بقيت من دون تطبيق على أرض الواقع.
وأوضحت أنه سيكون للهيئة مطلق الصلاحيات من دون المرور أو أخذ الإذن من الدولة اللبنانية، وتستطيع أن تتكلم مباشرة مع هيئات الرقابة والهيئات القضائية وتقوم باستقصاءات. وقالت: بإمكان اللبنانيين أن يلعبوا دورا أيضاً كونهم يملكون حق الوصول إلى المعلومة. وكل لبناني يعتبر أن لديه أي تساؤل عن أمر حصل في إدارة معينة، عن التزام حصل بمكان ما، عن نفقة صرفتها إدارة معينة، يحق له ان يذهب الى هذه الإدارة ويطلب المعلومات التي يريدها. وإذا لم يُعطَ المعلومة بإمكانه تقديم شكوى لدى الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد.
وعن الضمانة لتحصين الهيئة أمام التدخلات السياسية، كشفت عن أن طريقة تعيين الأعضاء كفيلة بضمان استقلاليتها عن أي محاصصة أو زبائنية.
وردا على سؤال عما إذا كان عمل الهيئة يقتصر على القطاع العام، قالت: «إن القانون يقول إن الهيئة تكافح الفساد في القطاع العام، لكن بإمكانها أن تتناول بعض القضايا في القطاع الخاص في حال تضاربت مع مصالح القطاع العام».
بري وهيئة المكتب
وفي تطور برلماني، دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري، هيئة مكتب المجلس، الى إجتماع يعقد في الثانية من بعد ظهر الخميس الواقع فيه 10 شباط الحالي، في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة. للبحث في عقد جلسة للمجلس وفي ابرز بنود جدول اعمالها.
مواقف
في المواقف، أكد مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، أمام زواره «ان الوضع في لبنان دقيق وصعب للغاية، وعلينا التحلي بالحكمة ومعالجة الأمور بالتعاون والتشاور ووحدة الصف ولم الشمل، في ظل الظروف المصيرية التي يمر بها البلد، خصوصا واننا أمام استحقاق انتخابي نيابي يتطلب الكثير من الوعي والتبصر والعمل على إنجازه لإنجاحه لتحقيق ما يريده الناس بكل حضارة ورقي واتزان».
وقال دريان: «إن دار الفتوى كانت وستبقى قائمة بدورها الديني والوطني التوحيدي، الذي يحفظ كيان لبنان وحقوق أبنائه، وهي مع مطالب الشعب ضمن الأطر والقوانين المرعية الإجراء التي تحفظ البلد من التراجع والانهيار».
وغرد رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط عبر «تويتر»: هل التصريحات لمسؤول كبير في حزب اساسي ذات بعد اقليمي والتي تشكك بجدوى التفاوض مع المؤسسات الدولية تهدف الى التعطيل الكامل للحكومة أم ان هذه التصريحات من باب المزايدة. ولماذا عدنا الى سلف الكهرباء من خارج الموازنة واين اصبحت الطاقة الاردنية والغاز المصري؟
ويطلّ الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصر الله عند الساعة الثامنة من مساء اليوم الثلاثاء، في حوارٍ عبر قناة «العالم» جرى تأجيله لأسباب لم تُعرف، ويتطرق فيه إلى مختلف الملفات الراهنة على الساحة اللبنانية والإقليميّة.
كما يتحدث نصر الله في ذكرى «القادة الشهداء» مباشرة يوم 16 شباط، عبر شاشةٍ عملاقة في احتفالٍ مركزي سيُقام في مجمع سيد الشهداء بالضاحية الجنوبيّة لبيروت.
الوضع المعيشي
على الصعيد المعيشي والمطلبي، افادت معلومات شبه رسمية ان الاجتماع الذي ترأسه الرئيس ميقاتي وحضره كل من وزير التربية القاضي عباس الحلبي، ورئيسة لجنة التربية النيابية النائب بهية الحريري بالاضافة الى مختلف لجان الأساتذة المتعاقدين في التعليم الرسمي، انتهى الى توافق على العودة الى التعليم بشكل نظامي في المدارس الرسمية، بعد ان طلب رئيس الحكومة إدراج مبلغ 100 مليار ليرة في الموازنة العامة كبدل نقل للأساتذة المتعاقدين، ما اعتبره المتعاقدون انصافاً لهم، وبالتالي قرروا توقيف اضرابهم والعودة الى مدارسهم.
وتابعت مديرية حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد جولاتها الرقابية في الاسواق، حيث تمّ اقفال سوبرماركت بالشمع الاحمر في جزين. كما أقفلت سوبرماركت في قضاء النبطية، ونُظمت محاضر ضبط بحق العديد من المخالفين.
وجالت دورية من مديرية أمن الدولة – مكتب البترون في عدد من السوبرماركت والمحال التجارية في المنطقة لمراقبة الأسعار وضبط المخالفات في حال وجدت. وتم الطلب من صاحب محل بيع بالجملة والمفرق الاقفال لحين تصحيح الأسعار وفق الأصول. وستشمل دوريات المديرية أنحاء قضاء البترون كافة.
على الأرض، قضائياً، قطع اهالي ضحايا انفجار المرفأ الطريق عند مستديرة العدلية بالإطارات المشتعلة احتجاجاً على المماطلة في التحقيقات.
978125 إصابة
صحياً، اعلنت وزارة الصحة العامة في تقريرها اليومي حول مستجدات فيروس كورونا امس عن تسجيل 6351 اصابة جديدة بكورونا (6208 محلية و143 وافدة) ليصبح العدد الاجمالي للاصابات 978125.
ولفتت الوزارة في تقريرها الى تسجيل 19 حالة وفاة جديدة، وبذلك يصبح العدد الاجمالي للوفيات 9730.
*******************************************
الديار
واشنطن تستدرج تدخلا مصريا بزيادة الضغوط على الحريري: خطاب تصعيدي في 14 شباط ؟
دريان يرفض التعامل مع السنّة «كرجل مريض»… تهويل بالقرارات الدولية و«اسرائيل» عاجزة
«صمت» بانتظار هوكشتاين… تباينات تهدد العمل الحكومي و«كارتيل» الاحتكار يعزز نفوذه – ابراهيم ناصرالدين
«صمت» رسمي ينتظر عودة الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين الى بيروت، تجاهلت القوى السياسية رسالة الرئيس ميشال عون «غير المنسقة» الى الامم المتحدة والتي تبنى فيها نظريا الخط 29، وذلك لعدم اظهار الارباك في الموقف الرسمي قبل الاستماع الى طروحات الموفد الاميركي. في هذا الوقت سادت اجواء سلبية حيال الخلافات بين بعبدا والسراي الحكومي حيال خطة الكهرباء، والموقف من حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في ظل اصرار رئيس الجمهورية بالذهاب بعيدا في مواجهة الحاكم وهو ما يرفضه رئيس الحكومة بشدة. وفي انتظار تبلور مشهدية التجاذب الكهربائي، حيث لا اتفاق على التمويل، بغياب القروض الخارجية، وفشل تمرير سلفة او قرض، تعترف مؤسسة الكهرباء انها غير قادرة على سدادها، خرجت جمعية المصارف عن «صمتها» واعلنت رفضها خطة التعافي «المسربة» من قبل الحكومة لانها ستؤدي الى انهيار القطاع المصرفي، تزامنا مع وجود تباين في وجهات النظر حول الخطة بين عون وميقاتي. وفي انتظار مدى انعكاس كل هذه الخلافات على الموازنة والعمل الحكومي، دخلت واشنطن مجددا على خط التدخل في الاستحقاق الانتخابي، واعلنت السفيرة دوروثي شيا ان بلادها لن تسمح لاي مناورة تؤدي الى تاجيل هذا الاستحقاق، في وقت تعمل السفارة في عوكر بالتنسيق مع الفرنسيين للحد من تداعيات خروج رئيس تيار المستقبل سعد الحريري من «السباق» الانتخابي عبر رفع منسوب الضغط عليه لتوجيه ناخبيه ضد حزب الله وحلفائه والتهويل «بعصا» القرارات الدولية اذا لم تنجح الانتخابات في تحقيق التغيير المطلوب، وهو ما يهدد بتغيير «قواعد اللعبة» التي لا تبدو اسرائيل جاهزة لمواجهتها مع اعلان احد كبار جنرالاتها بالامس ان جيشها «منهار» وغير قادر على مواجهة اي حرب جديدة.
«سباق مع الزمن»
وفي هذا السياق، تبدو الولايات المتحدة وفرنسا في سباق مع الزمن لطي صفحة عزوف الرئيس سعد الحريري عن خوض الانتخابات النيابية لمنع حزب الله من استعادة الأكثرية في البرلمان عبر استغلال «الاحباط» المستجد في «الشارع» السني. ووفقا لمصادر دبلوماسية، تسعى واشنطن لاقناع مصر بالتدخل على نحو اكثر فعالية في الاستحقاق اللبناني في ظل صعوبة قيام تركيا بهذا الاختراق نظرا لوجود «حساسية» سعودية مفرطة ازاء اي دور تركي، وعلم في هذا الاطار، ان السفارة الاميركية في بيروت رفعت توصية الى الخارجية بضرورة ارسال مبعوث اميركي رفيع الى القاهرة للبحث في كيفية التاثير على الساحة اللبنانية بعدما وصلت الاتصالات مع السعودية الى «حائط» مسدود.
«ضبط الصوت السني»
ولان انسحاب الحريري «خلط الاوراق» الانتخابية والسياسية، وبعثر الاولويات، بات الهم الرئيسي لدى الفريق المتخصص في السفارة الاميركية ضبط «الصوت» السني وتوجيهه في عملية الاقتراع، وتبلغ زوار السفارة الاميركية باستراتيجية جديدة سيعملون على الترويج لها اعلاميا وسياسيا، لمواجهة مقولة فريق حزب الله وحلفائه بانه لن تحصل مفاجآت في صناديق الاقتراع، وعماد هذه الاستراتيجية الاضاءة على نتائج الانتخابات العراقية التي ادت الى خسارة حلفاء ايران للاكثرية في المجلس التشريعي، اي تعميم «النموذج « العراقي في لبنان. وهو توجه خطير براي مصادر نيابية بارزة ترى انه تعميم للفوضى كما يحصل الان في العراق.
تفاؤل اميركي؟
ويعرض فريق العمل الانتخابي في عوكر نتائج احصاءات تشير الى حصد المجتمع المدني والمعارضة لمقاعد وازنة في المجلس النيابي تتقدمها القوات اللبنانية، والحزب التقدمي الاشتراكي، ما سيوسع من هامش المستقلين القادرين على التاثير في الاستحقاقات المقبلة وفي مقدمتها الاستحقاق الرئاسي.
ضغط فرنسي على الحريري
وفي هذا السياق، دخلت فرنسا على الخط بقوة عبر تولي التواصل المباشر مع رئيس تيار المستقبل سعد الحريري الموجود في الامارات لاستغلال ثغرة في قراره حين لم «يتورط» في دعوة محازبيه وأنصاره الى مقاطعتها لدى اتخاذه قراره بالعزوف عن خوضها. ووفقا للمعلومات، بدأت باريس بالتواصل مع الحريري قبيل عودته المفترضة إلى بيروت للمشاركة في الذكرى السابعة عشرة لاغتيال والده، والعمل جار لبلورة افكار محددة لتوجيه جمهوره للمشاركة الفاعلة في العملية الانتخابية والإقبال بكثافة على الصناديق للاقتراع للقوى المناهضة لحزب الله وحلفائه، وثمة ضغط فرنسي – اميركي واضح لدفع الحريري لتبني خطاب عالي السقف لتحفيز محازبيه بعد ان جاء خطاب اعتزال العمل السياسي مخيبا للامال كونه لم يحدد البوصلة المقبلة وترك الجمهور السني في حالة من «الارباك» التي يفترض ان يذللها الحريري في اطلالته سواء حصلت من بيروت او عبر وسيلة اخرى، مع العلم ان الضغوط كبيرة عليه كي يحيي ذكرى والده حضوريا.
دار الفتوى و «الرجل المريض»!
وفيما تعوّل واشنطن وباريس على تبلور سياسة واضحة من رؤساء الحكومة السابقين بالتنسيق مع دار الفتوى، ينتظر مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان استراتيجية رؤساء الحكومة السابقين لمواجهة «ملء فراغ» الحريري، وهو لا يزال متريثا في الخروج بموقف نهائي من التطورات بانتظار تبلور رؤية موحدة تخرج الطائفة السنية من دائرة التعامل معها «كرجل مريض» يسعى الجميع الى تقاسم ارثه، فدريان يرفض التسويق لمقولة ان عزوف الحريري هي السبب في الاحباط او الارباك لدى السنة، وانما هي نتيجة لكل الاضطهاد الذي تعرضت له الطائفة التي تمت محاصرتها لانها تمسكت بمشروع «الدولة»؟!
«ورقة» القرارات الدولية
ووفقا لمصادر سياسية بارزة، فان «الكارت» المخفي لدى الولايات المتحدة يبقى الدفع لاعادة تعويم القرارات الدولية وخصوصا القرار 1559، وهو امر منسق مع دول الخليج الذي تبنته في «وثيقتها» الاخيرة، وكان البيان الذي صدر عن مجلس الامن نهاية الاسبوع بشأن لبنان، خير دليل على وجود مناخات سلبية تتحضر لاستخدام هذه «الورقة» في الوقت المناسب، خصوصا ان قوات اليونيفيل قامت في الاونة الاخيرة بسلسلة من «البروفات» لفرض امر واقع القرار 1701 ما ادى الى ثلاث مواجهات ميدانية مع الاهالي وهو مؤشر سلبي للغاية. ووفقا للمعلومات، فان الاميركيين يسوقون لعدم وجود تراجع هذه المرة في تصعيد الموقف مع حزب الله خصوصا اذا لم تحمل الانتخابات النيابية التغيير المطلوب الذي يسمح بحصول التغيير المنشود.
تهديدات «فارغة»
في المقابل، ترى اوساط مقربة من حزب الله ان هذا «التهويل» كلام فارغ لرفع «معنويات» حلفاء الولايات المتحدة في لبنان عشية الاستحقاق الانتخابي الذي لن يحدث التغيير المنشود اميركيا، خصوصا ان موازين القوى لا تسمح بتغيير «قواعد اللعبة» في الجنوب او في ملف السلاح، والجميع يدرك ان اي محاولة لفرض قواعد جديدة لن تكون في صالح الاسرائيليين او في صالح القوات الدولية المنتشرة في الجنوب.
الجيش الاسرائيلي «منهار»
وتعزز هذه الفرضية حالة الانهيار المتمادية في جهوزية الجيش الاسرائيلي لخوض اي حرب مقبلة، وقد كتب الجنرال في الاحتياط وقائد سابق للكليات العسكرية اسحق بريك في صحيفة «هارتس»امس محذرا من المخاطر المحدقة بالجيش الاسرائيلي، وقال «انه على الرغم من أن رئيس الأركان أفيف كوخافي، تسلم من سلفه الجنرال غادي آيزنكوت، جيشاً في حالة تدهور صعبة وغير مستعد للحرب، فقد كان يتوقع من كوخافي إيقاف هذا التدهور وإعادة الجيش إلى السكة». لكن للأسف، يقول بريك، لم يحدث ذلك، وهو اتهم وزير الدفاع بني غانتس وكوخافي بانهما لا يدفعان قدماً بمواضيع حيوية تهيئ الجيش لحرب مقبلة متعددة الجبهات. لذلك، قد يؤدي ذلك إلى كارثة فظيعة تنزل على «شعب إسرائيل». وحينها فان لجنة التحقيق بعد الحرب المقبلة لن تفيد في شيء لان الجيش، كما يقول، لم يكن في يوم ما بوضع أكثر خطورة مما هو الآن.
لن نستطيع صد حزب الله
وبعد شرح الكثير من نقاط الضعف، لفت الجنرال الاسرائيلي الى انه ليس هناك من يحمي القرى الحدودية في الشمال أمام آلاف الصواريخ وقذائف المدفعية التي ستسقط على أراضيهم وقراهم كل يوم. وحتى مئات أو آلاف مقاتلي حزب الله الذين سيجتازون الحدود ويحاولون السيطرة على القرى. فالجيش الإسرائيلي غير مستعد لذلك. لهذا، يجب على القرى الحدودية الدفاع عن نفسها. وبدلاً من أن يزود الجيش هذه القرى بالسلاح ويساعدها في التدريب، يقوم بجمع السلاح منها خوفاً من السرقة، وهذا تفكير غير معقول وغير مسؤول بسلامة سكان الجليل.!
«الكلاب تنبح والقافلة تسير»
اما الجبهة الداخلية التي تضم حوالي 10 ملايين مواطن فيقول بريك انها سقطت بين الكراسي، وغير مستعدة للحرب الأكثر قسوة التي تحل علينا منذ «حرب الاستقلال». الحديث يدور عن إطلاق 3 آلاف صاروخ وقذيفة وطائرة مسيرة بالمتوسط كل يوم على الجبهة الداخلية الإسرائيلية. والنتيجة تدمير حوالي 100 موقع يومياً. فيما لا يسعى احد لاخراج سلاح المشاة من انحطاطه، فالجيش البري أصغر من أن يستوعب مهماته في الحرب، لأن منظومة الاحتياط غير مؤهلة للحرب ووصلت إلى الحضيض. وخلص بريك الى القول المستوى الأمني يستمر في تجاهل كل هذا وكأنه يقول لنا «الكلاب تنبح والقافلة تسير».
الاشتراكي «راس حربة» ؟
وفي سياق متصل بالاستحقاق الانتخابي، يبرز دور الحزب التقدمي الاشتراكي في ادارة الحملة على حزب الله، وهي بحسب اوساط مطلعة ستتصاعد مع تبلور الموقف لدى تيار المستقبل الاسبوع المقبل، فهو كشريك انتخابي للقوات اللبنانية طلب منه اميركيا بعدم امكانية البقاء على «الحياد» في ظل الحملة من قبل حزب الله على حليفه المسيحي، وقد ترجم هذا الامر بالامس بتغريدة لرئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط عبر «تويتر» قال فيها: «هل التصريحات لمسؤول كبير في حزب أساسي ذات بعد إقليمي والتي تشكك بجدوى التفاوض مع المؤسسات الدولية تهدف الى التعطيل الكامل للحكومة؟ أم ان هذه التصريحات من باب المزايدة؟ ولماذا عدنا إلى سلف الكهرباء من خارج الموازنة؟ وأين أصبحت الطاقة الاردنية والغاز المصري؟».
«عبء» الشراكة مع «القوات»
ووفقا لتلك الاوساط، فان «الاشتراكي» الذي يخشى اجهاض الانتخابات، لديه الكثير من «الهواجس» بعد انكفاء الحريري، ومنها تحمل «عبء» التحالف مع القوات اللبنانية، فالمقعد الدرزي في بيروت في «خطر» لان الحزب الديموقراطي سيخوض الانتخابات عن هذا المقعد، واذا انكفأ السنة فسيخسر جنبلاط المقعد. وفي دائرة الشوف وعاليه ليست الامور على خير ما يرام، فالمعركة قاسية مع النائب طلال ارسلان ورئيس حزب التوحيد وئام وهاب ومرشحي المجتمع المدني، خصوصا ان 15 الف صوت للمستقبل تبدو «مائعة» وغير مضمونة وتبرز معضلة اقناع الناخبين السنة للاقتراع للائحة تضم مرشحي القوات اللبنانية.
«القوات» تتهم «والتيار» ينفي
وفيما اتهم أمين سر تكتل الجمهورية القوية فادي كرم التيار الوطني الحر وحلفاءه بمحاولة تطيير الانتخابات من خلال إعادة طرح تعديل البند 16 المتعلق بانتخابات المغتربين في محاولة لتغيير المواعيد والإطاحة بالانتخابات، نفت مصادر التيار الوطني الحر وجود رغبة بتاجيل الانتخابات النيابية، ونفت وجود نية لتقديم اقتراح قانون لتعديل قانون الانتخابات واعادة تضمينه الدائرة 16 الخاصة بالمنتشرين، وشددت على ان «التيار» يحترم قرار المجلس الدستوري.
رفض «الصندوق» وغضب المصارف
اقتصاديا، وبينما تبلغت الحكومة عدم رضى صندوق النقد الدولي على خطة التعافي المسربة عبر وسائل الاعلام، دخل القطاع المصرفي على خط رفضها، حيث اعلنت جمعية المصارف رفضها تاييد هذه الخطة، ما يفضي الكثير من الغموض حول امكانية المضي قدما بها. ووفقا لمصادر مصرفية، فان المصارف مستعدة لتحمل نصيبها المحدود من الخسائر، لكن توزيع الخسائر كما تقترح الخطة الحكومية غير عادل فهي تضرب الثقة بالقطاع المصرفي، وستؤدي الى انهياره، بينما تعفي الدولة نفسها من تحمل اي خسائر، بل تحمل الخسائر للقطاع الخاص وحده، ومبدأ توزيع الخسائر غير مقبول دون التزام الدولة بخارطة طريق لتسديد التزاماتها. والحل بتحمل الدولة مسؤولياتها لا معاقبة كبار المودعين بتبديد اموالهم.!
من يدعم كارتيل المحتكرين؟
وفي دليل جديد على أن كارتيل الوكالات الحصرية لا يزال فاعلا لدى قوى سياسية فاعلة في البلاد، رحّلت اللجان النيابية المشتركة جلسة المادة الخامسة المتعلّقة بالوكالات الحصرية من قانون المنافسة إلى الهيئة العامة لمجلس النواب إثر نقاش صاخب ادى الى عدم التوافق على المادة الخامسة المتعلقة بالوكالات الحصرية. وفيما جرى التفاهم على 69 مادة، بقيت هذه المادة عالقة لأنّها تتعلّق بكارتيل الاحتكارات المؤلف من مسؤولين منهم نواب ووزراء ورجال أعمال يدورون في فلك الأحزاب ويحتكرون قطاعات مختلفة ابرزها الدواء وقطاع السيارات والمواد الغذائية… وجاء هذا الفشل بعدما عقدت اللجان الأسبوع الماضي جلسة لمناقشة اقتراح قانون المنافسة وقررت إعطاء اللجنة الفرعية مهلة أسبوع إضافي لإنجاز درس القانون لكن اللجنة الفرعية اخفقت في ذلك بسبب الدعم الواضح للكارتيلات من قبل التيار الوطني الحر، والقوات اللبنانية، وتيار المستقبل، في مقابل رفض كتلة الوفاء للمقاومة لحماية الوكالات والمطالبة بإلغائها، يساندها في موقفها كل من الحزب الاشتراكي وحركة أمل.!
*******************************************
الشرق
تباينات رئاسية في الكهرباء وخطّة التعافي
لا يبدو طريق اقرار موازنة العام 2022 معبدا بالورود على غرار سرعة جلسات مناقشاتها وصولا الى محطتها الاخيرة المفترضة في قصر بعبدا الخميس المقبل، ولا درب المفاوضات مع صندوق النقد الدولي كذلك. فالمعلومات المتجمعة من اكثر من مصدر تؤشر الى فرملة العهد الاندفاعة القوية نحو اقرارها بحيث يعجز الرئيس نجيب ميقاتي عن وصل «التيار» بالموازنة، نتيجة ابقاء سلفة الكهرباء خارجها وامكان عرقلة المخطط البرتقالي، في ضوء الاصرار على خطة متكاملة يعرف اللبنانيون معها موعد توافر الكهرباء 24 ساعة، وتضع حدا للنزف المالي الذي كلف خزينة الدولة نحو 43 مليار دولار والحبل على الجرار.
ومثل الكهرباء، حال لجنة التفاوض مع صندوق النقد الدولي والخطة المعتمدة، اذ تفيد المعلومات عن تباين رئاسي مستجد في وجهات النظر حول الخطة التي يريد الرئيس ميشال عون ان تعتمد وهي خطة التعافي التي اعدها فريق من مستشاريه ايام حكومة الرئيس حسان دياب، في حين ان خطة الانقاذ الاقتصادي التي تبناها الرئيس ميقاتي انطلق التفاوض على اساسها «والامور ماشية» . فهل تجوز العودة عنها بعد ذلك.؟ مصادر المعلومات تؤكد ان سلسلة تباينات طرأت في الاونة الاخيرة بين بعبدا والسراي تتهدد العمل الحكومي، معطوفة على الحملة الشرسة التي يشنها فريق العهد وتياره ضد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي يريدونه كبش محرقة. وما ارتفاع صوت سيد بكركي في عظة الاحد اول امس في شأن رفض تحميل شخص تبعة الانهيار المالي والاقتصادي والسياسي للتغطية على ألاخرين اضافة الى حديثه عن القضاة المسيسين سوى اشارة في هذا الاتجاه.
تساؤلات جنبلاط
الاشارة هذه عززتها امس تغريدة لرئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط عبر «تويتر»، قائلاً: «هل التصريحات لمسؤول كبير في حزب أساسي ذات بعد إقليمي والتي تشكك بجدوى التفاوض مع المؤسسات الدولية تهدف الى التعطيل الكامل للحكومة؟ أم ان هذه التصريحات من باب المزايدة؟ ولماذا عدنا إلى سلف الكهرباء من خارج الموازنة؟ وأين أصبحت الطاقة الاردنية والغاز المصري؟».
بين الكهرباء والترسيم
وعشية عودة الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين الى بيروت وجلسة مجلس الوزراء التي ستضع لمسات اخيرة على الموازنة قبل اقرارها الخميس وستعرض ايضا لسلفة الكهرباء، ناقش رئيس الجمهورية العماد ميشال عون هذه الملفات مع زواره. فقد استقبل وزير الطاقة والمياه وليد فياض الذي أطلعه على المعطيات المتعلقة بخطة الكهرباء وسبل استكمالها في ضوء المناقشات التي دارت في جلسات مجلس الوزراء. وأوضح الوزير فياض أنه أطلع رئيس الجمهورية على نتائج الاتصالات مع البنك الدولي لتمويل عملية استجرار الكهرباء والغاز من مصر وسوريا والأردن، وأن البحث تناول ملاحظات الوزير فياض على مشروع الموازنة. كما استقبل الرئيس عون وزير الدفاع الوطني موريس سليم الذي بحث معه في حقوق العسكريين بالنسبة إلى المساهمات الاجتماعية، كما تناول البحث موضوع ترسيم الحدود البحرية الجنوبية في ضوء الزيارة المرتقبة للموفد الاميركي آموس هوكشتاين في اليومين المقبلين. وأوضح الوزير سليم انه بحث أيضا مع الرئيس عون في قضايا إدارية تتعلق بحاجات المؤسسة العسكرية، لا سيما موضوع التلزيمات والحاجات اللوجستية.
لا رفض
في المواقف عشية الجلسة، نفى وزير العمل مصطفى بيرم «وجود أي خطر انتكاسة لجلسات مجلس الوزراء»، مؤكدا أن «لا جو من النكايات في النقاشات خلال الأسبوعين الماضيين، بل كانت بناءة وعلمية في ظل رغبة موحدة كاملة بالوصول الى نتيجة تراعي الأحوال المعيشية ومالية الدولة على حد سواء». أما عن فصل خطة الكهرباء عن الموازنة، فقال في تصريح «ما من رفض للموضوع، لكن التجارب السابقة أظهرت ان دفع السلف لم تحقق الغاية المطلوبة»، مشيرا الى أن «وزير الطاقة اعتبر انها بمثابة مساعدة للدولة، فيما كان لرئيس الحكومة رأي آخر بأن يندرج المبلغ ضمن احتياط الموازنة، لكن الدفع يتم تبعا لخطوات واضحة على طريقة القطعة قطعة». وردا على سؤال، أكد بيرم «أنه فور الانتهاء من إقرار الموازنة سيدعو لجنة المؤشر الى اجتماع لبت موضوع الحد الأدنى للأجور وإعادة النظر في الأرقام السابقة».
تطيير الانتخابات؟
على صعيد آخر، الانتخابات النيابية المرتقبة في ايار تبدو في خطر مع تعميم مناخات من قبل فريق 8 آذار تقول بأنها لن تؤدي الى اي تغيير. في المقابل، بدت حركة امل متمايزة اذ أكد مكتبها السياسي في بيان «أن إجراء الانتخابات النيابية في موعدها الدستوري هو محطة مفصلية على المستوى الوطني»، رافضا أية محاولة لتعطيلها وتأجيلها». كما اكد الرئيس نبيه بري للامين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان علي حجازي، أهمية اجراء الانتخابات النيابية في موعدها المحدد من دون اي تأخير.
مغامرة عسكرية؟
وفي موقف لافت، يطرح علامات استفهام عما اذا كان من معلومات في شأن عمل امني لتنفيذ المخطط، نبّه «لقاء سيدة الجبل» «حزب الله من أية مغامرة عسكرية أو أمنية لإسقاط الدعم العربي والإقليمي والدولي لاستعادة سيادة لبنان كما فعل سابقاً في 7 أيار عام 2008، ويحذّره من أي تهور لقلب الطاولة على رؤوس الجميع لأن الآتي يُنذر بأن الأمور ستنقلب على هذا الحزب بوصفه حزباً إيرانياً يُمسك بقرار لبنان بقوة السلاح
دريان ووحدة الصف
ليس بعيدا من الموقف الاسلامي، أكد مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، أمام زواره، «ان الوضع في لبنان دقيق وصعب للغاية، وعلينا التحلي بالحكمة ومعالجة الأمور بالتعاون والتشاور ووحدة الصف ولم الشمل، في ظل الظروف المصيرية التي يمر بها البلد، خصوصا واننا أمام استحقاق انتخابي نيابي يتطلب الكثير من الوعي والتبصر والعمل على إنجازه لإنجاحه لتحقيق ما يريده الناس بكل حضارة ورقي واتزان».