شؤون لبنانية

افتتاحيات الصحف الصادرة صباح اليوم

الأخبار

 جنبلاط يطوي مرحلة الحريري… ويلتحق بمعراب

عندما زار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط «بيت الوسط»، الاثنين الماضي، لم يكن يحاول أن يثني الرئيس سعد الحريري عن قراره «تعليق» العمل السياسي. يعلم «بيك المختارة»، تماماً، أن قرار الحريري مطلوب منه ولا مجال لنقاشه. وهو أساساً في جوه منذ زيارة تيمور جنبلاط ووائل ابو فاعور للحريري في الامارات قبل أكثر من شهر. هاجسه الأساس عبّر عنه، بوضوح، عبر توجّهه إلى الحريري بسؤال مباشر: «شو بعمل بالاقليم؟». فالزعيم الاشتراكي يدرك تماماً أن أي مقاطعة سنية للانتخابات، إذا ما تدارك خصومه أخطاء الدورة الماضية، تعني إمكان اقتناص مقعدين للوزير السابق وئام وهاب واللواء علي الحاج في اقليم الخروب، وإسقاط مروان حمادة. إسقاط الأخير، في الجبل، سقوط لجنبلاط نفسه. ناهيك عن الخطر على المقعدين الدرزيين في بيروت وراشيا اللذين لطالما حازهما زعيم المختارة بأصوات سنية.

عشية المؤتمر الصحافي للحريري، غرّد جنبلاط بأن «المختارة وحيدة وحزينة». ساد الظنّ لدى كثيرين بأنه قد يحذو حذو الحريري، إن لم يكن من باب التضامن مع الحليف منذ عام 2005، فعلى الأقل من باب أن لا مصلحة لصاحب كتلة الـ 12 نائباً التي شكّلت دائماً «بيضة قبّان»، أن يدخل المجلس المقبل بنصف دزينة من النواب.

في مقابلته التلفزيونية أمس، سريعاً «فكّ» جنبلاط «حداده»، وأعلن تخلّيه عن الحريري، كما سمير جعجع، رغم تغليفه موقفه هذا بمجاملات عن «عدم قدرة أحد على استبدال الحريري الذي منع الإنجراف نحو العصبيات والحرب الأهلية». ببساطة، سلّم «البيك» بـ«اختفاء» الحريري عن الساحة السياسية، وطوى مرحلته، قائلاً: «بعدما استشهد رفيق الحريري استمرينا مع سعد الحريري (…) وسنستمر بالمواجهة مع القوى الحليفة»، و«سنرى من ستفرز السّاحة السنّية». و«نصح» الرئيس نجيب ميقاتي الذي «لديه تأييد عربي ودولي» بعدم «الاعتكاف عن الترشح للانتخابات النيابية المقبلة».

«رسمياً»، أعلن جنبلاط انتظامه ضمن «المنظومة السلمانية» التي ترعاها الولايات المتحدة بقيادة… سمير جعجع نفسه، مرتضياً بالحجم الذي ستسفر عنه الانتخابات، «وربّما قد نُقدِم على خسارة أو قد نحافظ على حجمنا (…) نحن مجبورون أن نستمر ولن نقفل باب المختارة لا أنا ولا تيمور»، معلناً أن أبو فاعور وأكرم شهيب سيزوران معراب لوضع اللمسات الأخيرة على التحالف الانتخابي، وأن الحزب التقدمي الاشتراكي سيكشف عن أسماء مرشحيه خلال أسبوعين.

سنرى من ستفرز السّاحة السنّية وأنصح ميقاتي بالترشح للانتخابات

وانتقد جنبلاط حزب الله مشيراً إلى أن لبنان «ليس منصة لإطلاق الصواريخ (…) العرب تخلّوا عن لبنان بحجة التهجّم الشخصي والسياسي لحزب الله عليهم ونحن ضحية هذا الصراع». وسأل حزب الله «هل يدرك أن ما أوصلونا اليه هو الفقر وتجويع الجيش؟ وهل يريدون لبنان ساحةً مفتوحة؟». وشبه الوضع في لبنان «في ظل النفوذ الإيراني بحقبة التسعينيات عندما كانت البلاد خاضعة لسيطرة سوريا، والفارق أن الرئيس حافظ الأسد لم يلغ الكيان اللبناني ولم يلغ الدولة».

وعن «المبادرة الخليجية»، قال إن «لا مطالب عربية لتكون المطالب تعجيزية والمذكرة الأخيرة أما القرار 1559 فلا يمكن تطبيقه». وبلسان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، نصح جنبلاط بالخروج من حرب اليمن «بكرامة» متهما «الايراني بالاعتداء على السعودية والامارات».

**************

النهار

لبنان “يرتجف”… والحكومة تلطّف الموازنة

نعمة العاصفة الثلجية الثالثة التي غمرت لبنان هذا الشتاء بكثافة كبيرة من شأنها تعويض الكثير من منسوب المياه الجوفية واستدراك أضرار التصحر المزمن، سرعان ما انقلبت مع قسوة العاصفة نقمة واسعة على معظم اللبنانيين. ذلك ان تداعيات الانهيار الاجتماعي برزت بكل معالمها الحادة في القرى والمرتفعات، كما في المدن الساحلية، مع الافتقار العارم إلى التدفئة ووسائل الوقاية من موجة صقيع قطبية نادرا ما عرفها لبنان منذ مدة طويلة تدنت معها الحرارة على الساحل والمرتفعات إلى نسب قياسية. وإذ لامس للمرة الأولى بساط البرد والثلج شاطئ حبيل وعمشيت ولو لفترة قصيرة فان تساقط الثلوج على علو 400 متر في بعض المناطق اخرج العاصفة من إطار الترحيب بالنعمة إلى التخوف من تداعياتها متى طالت والناس في افتقار إلى الكهرباء ومازوت التدفئة والغاز وحتى الحطب. جرى ويجري ذلك فيما وعود التغذية الكهربائية وزيادتها “ساعتين بعد شهرين” بفعل اتفاق الاستجرار الثلاثي اللبناني الأردني السوري مجرد وعود هوائية حتى الان، لان الجميع يدركون البون الشاسع بين الوعود والاتفاقات والتنفيذ العليل السقيم. وقد ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي أمس بالانتقادات النيابية والشعبية لوعد زيادة التيار ساعتين وأكثر بواقعة تباهي وزير الطاقة امام زميله السوري بصداقته مع السفيرة الأميركية لتمرير اتفاق الاستجرار الكهربائي ولو أصدر مكتب الوزير توضيحا لم ينف الكثير من سلوكيات وزارات هذا الزمن.

في المشهد السياسي تتجه الأنظار إلى الاستحقاق المتصل بتقديم لبنان ردّه على الورقة الكويتية غدا السبت عبر وزير الخارجية عبدالله بوحبيب بما يفترض معه ان يكون الرد اللبناني الرسمي قد انجز او قيد وضع اللمسات الأخيرة عليه بالتشاور بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي عبر وزير الخارجية.

جنبلاط

وبرزت أمس المواقف الجديدة التي عبر عنها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي #وليد جنبلاط اذ وصف تنفيذ القرار 1559 بانه مستحيل. واكد في حديث إلى برنامج “صار الوقت” من محطة “ام تي في” أن اعتكاف أو انسحاب الرئيس سعد الحريري سيترك فراغا على الساحة السنية العربية، ورفض الاسترسال في شرح خلفيات هذه الخطوة. ونفى كل ما اشيع أمس عن اعتزامه العزوف عن العمل السياسي مؤكدا انه سيستمر مع تيمور والقوى الحليفة في الحد الأدنى من الاعتراض السلمي ونحن مجبرون على الاستمرار ولن نقفل باب المختارة. واعتبر جنبلاط ان العرب تخلوا عن لبنان بحجة التهجم الشخصي والسياسي لحزب الله عليهم ونحن ضحية هذا الصراع. وإذ أكد انه خسر حليفا أساسيا بخطوة الحريري قال نحن ملزمون بالاستمرار في المعارضة السلمية، وكشف “اننا اتفقنا في روسيا على بنود منها ان التخلي العربي عن لبنان يعطي نفوذا أكبر لإيران وهذا ما سمعته من بوغدانوف وقلته للافروف الذي وافقني الرأي”. وبدا لافتا ان جنبلاط نصح الإيرانيين كما الخليجيين بالخروج من اليمن. وسأل هل تحترم إيران الكيان اللبناني؟ ونسأل حزب الله إلى اين نذهب؟ من يمكنه ان يصل إلى السيد نصرالله فليفهمه خصوصية الوضع اللبناني. وفي الموضوع الانتخابي اكد انه سيعقد تحالفات موضوعية مع شخصيات مستقلة والقوات اللبنانية وأوضح انه ليس متشائما بإنتاج منظومة جديدة بعد ظروف الثورة الشعبية التي دعاها إلى ضرورة وضع برنامج على غرار برنامج الحركة الوطنية مؤكدا امكان تطوير النظام من خلال الطائف. ونصح الجميع الا يفكروا ان أحدا يمكنه ان يرث “تيار المستقبل” رافضا ان يملي شروطا على أي جهة.

مجلس الوزراء

في غضون ذلك اقترب مجلس الوزراء من انجاز درس #مشروع الموازنة وإقراره وقد أدخل عليه تعديلات غير بسيطة وجوهرية في بعض البنود الذي كانت اثارت أصداء سلبية قبيل البدء بعقد جلسات مجلس الوزراء بما يعكس الاتجاه إلى تلطيف وتهذيب بعض الاتجاهات المالية والضريبية. ووافق المجلس أمس على البند 133 من الموازنة المتعلق بالدولار الجمركي مع بعض التعديلات والتفسيرات، المتعلقة بتحديد الحكومة بمرسوم كيفية استيفاء الرسوم الجمركية بالعملة اللبنانية وفق سعر صرف للدولار يصل إلى سعر الصرف على منصة صيرفة، ويرفع السعر تدريجيًا بحسب السلع. ولكن سعر صرف احتساب الرسم الجمركي لم يحدد في جلس الامس، بل رسا النقاش على تحمل الحكومة مجتمعة هذه المسؤولية على رغم ان هذا الامر يأتي من ضمن صلاحيات وزير المال الذي فضل ان يكون القرار بالإجماع، وتمت اعادة صياغة البند 133 من الموازنة مع الغاء تفويض وزير المال الذي علم انه سينجز دراسة حول هذا الموضوع لتقرير ما هو السعر الذي سيعتمد في استيفاء حقوق الدولة عن طريق الدولار الجمركي فيما يتم البحث حاليا في اعتماد معيار معين قد يكون سعر “صيرفة”. وتشير المعلومات إلى إمكان اعتماد سعر صرف وسطي في مرحلة اولى يتم رفعه تدريجيا للوصول إلى سعر منصة “صيرفة” بما يعني الارتفاع التدريجي في الأسعار. أما بالنسبة إلى سعر الصرف فلم يقرر مجلس الوزراء أي شيء نهائي بعد بل جرى النقاش في الموضوع على قاعدة ان لا مصلحة في الاستمرار في ابقاء تعددية أسعار صرف الدولار وقررت الحكومة ترك هذا الامر وألية تحديد سعر الصرف الجديد لوزير المال بحسب النص القانوني. وفي السياق ألغيت المادة 132 المتعلقة بتسديد المصارف للودائع الجديدة بالعملة الاجنبية التي تودع لديها اعتباراً من تاريخ نشر قانون الموازنة بالطريقة عينها ورفع الضمانة عليها، نظراً إلى أن مضمونها يجب أن يأتي ضمن قانون “الكابيتال كونترول” كما انها تناقض قانون الموازنة وتتجاوز قوانين اخرى وصلاحيات اخرى بما فيها اساسا صلاحيات مصرف لبنان بالإضافة إلى التمييز الذي تحدثه هذه المادة بين المودعين الجدد والقدامى.

وبعد الجلسة اشار وزير الاعلام بالوكالة وزير التربية عباس الحلبي إلى انه “جرى نقاش معمق حول وضع الادارة العامة وضمان استمرارية العمل فيها كما في سائر القطاعات، وجرى التداول بضرورة شرح اهداف الموازنة للمواطنين”. ولفت إلى انه تقرر ان يستأنف المجلس جلساته المفتوحة اليوم بقراءة التقرير المقدم من وزير المال حول مشروع الموازنة، كما سيصار إلى النقاش في المواد بغية اقرار الموازنة في جلسة اليوم. واعتبر ان “الضوضاء الإعلامية التي أحاطت بمشروع الموازنة تهدف إلى هز الثقة بالدولة، وما تقوم به وهذا لا يهدف إلا إلى تحقيق مصالح بعض الفئات الضيقة”. واوضح بأن “لا يمكننا تحديد سعر الصرف الجمركي ويجب أن يكون له معيار معين، ومن الممكن أن يكون معياراً “صيرفياً”، ونحن ندرس إمكانية تصحيح الرواتب في القطاع العام لكن ضمن الإمكانيات المتاحة في الخزينة”.

وفي حين انخفضت اسعار المحروقات، أثارت عملية بيع المازوت في السوق السوداء خلال موجة الصقيع، ردود فعل وزارية فقال وزير الطاقة والمياه وليد فياض من السرايا عقب انتهاء جلسة مجلس الوزراء “بالنسبة إلى موزّعي المازوت هناك سوق سوداء وجملة من التجاوزات، حيث يتم أخذ عمولات تفوق السعر المعتمَد وتصل إلى حدود 10 و15 في المئة، وهذا الامر يشكّل جريمة وعلى القضاء ملاحقة هذه الأطراف المهرِّبة”. بدوره أشار وزير الاقتصاد والتجارة أمين سلام إلى أن “شكاوى عديدة تردنا حول احتكار المازوت، ويجب الالتزام بأسعار وزارة الطاقة وسيتم ملاحقة أي مخالفة تستغل ظروف الناس الصعبة وتحديداً في المناطق الجبلية. ارحموا المحتاج”.

*********************************************

نداء الوطن

هروب إلى الأمام لتبرير عدم الالتزام بالقرار 1559

“الرد اللبناني” على الورقة العربية: الصياغة النهائية في عهدة بري!

لم تدخل المبادرة الكويتية الخليجية في “دراما” الخلافات الداخلية المتناسلة، إنما تلقفتها السلطة بعقلها البارد وتعاملت معها بوصفها فرصة لإعادة وصل ما انقطع مع دول الخليج، متعاميةً عن جوهر الرسالة ونقطتها المركزية المتصلة بالقرار 1559 وقضية سلاح “حزب الله” ووجوب حصر كل سلاح على الأراضي اللبنانية بيد الدولة ومؤسساتها… وتحت سقف سياسة الهروب إلى الأمام تهرّباً من موجبات الالتزام بتطبيقات هذا القرار، تعاونت الرئاسات الثلاث في عملية صوغ الموقف اللبناني الرسمي الذي سيحمله وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب إلى الكويت نهاية الأسبوع الجاري.

إذ أكدت مصادر رسمية مطلعة على نص الرد اللبناني لـ”نداء الوطن” أن “الصيغة النهائية التي وافق عليها كل من رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، باتت منذ مساء الأربعاء في عهدة رئيس مجلس النواب نبيه بري للموافقة عليها”، موضحةً أنّ “جواب الدولة اللبنانية على المبادرة الكويتية أتى مقتبساً من البيان الوزاري لحكومة “معا للانقاذ”، وتضمن مقترحاً عملياً طرحه رئيس الجمهورية لاعطاء المبادرة حظوظاً تنفيذية، وقد أبدى استعداده لعقد اجتماع رئاسي ثلاثي إذا اقتضى الأمر للبت النهائي بصيغة الجواب اللبناني”.

وعن مضمون المسودة التي جرى إعدادها بالاتفاق بين عون وميقاتي، كشفت المصادر أنها انطلقت من التأكيد على “التزام أحكام الدستور ووثيقة الوفاق الوطني، وإحترام الشرائع والمواثيق الدولية التي وقّع لبنان عليها وقرارات الشرعية الدولية كافة، وتأكيد التزام تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، واستمرار دعم قوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان، ومطالبة المجتمع الدولي وضع حد للإنتهاكات والتهديدات الإسرائيلية الدائمة للسيادة اللبنانية، براً وبحراً وجواً، بما يؤمن التطبيق الكامل لهذا القرار. وتأكيد الدعم المطلق للجيش والقوى الأمنية كافة في ضبط الأمن على الحدود وفي الداخل وحماية اللبنانيين وتعزيز سلطة الدولة وحماية المؤسسات. والتمسك باتفاقية الهدنة والسعي لإستكمال تحرير الأراضي اللبنانية المحتلة، والدفاع عن لبنان في مواجهة أي إعتداء والتمسك بحقه في مياهه وثرواته، وذلك بشتى الوسائل المشروعة، مع التأكيد على حق المواطنين اللبنانيين في المقاومة للإحتلال الإسرائيلي ورد اعتداءاته واسترجاع الأراضي المحتلة”.

وكذلك، يتضمن الجواب اللبناني “الالتزام باستئناف المفاوضات من أجل حماية الحدود البحرية اللبنانية وصونها من جهاتها كافة، ومع تأكيد حق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وعدم توطينهم في لبنان، ومتابعة العمل على عودة النازحين السوريين وتعزيز التواصل مع المجتمع الدولي للمساهمة في مواجهة أعباء النزوح السوري، مع الإصرار على عودة هؤلاء النازحين الآمنة إلى بلدهم ورفض أي شكل من أشكال إدماجهم أو توطينهم، وتنفيذ ورقة السياسة العامة لعودة النازحين التي أقرتها الحكومة اللبنانية”.

أما في ما يتعلق بعلاقات لبنان مع الدول العربية، فنقلت المصادر أنّ الجواب اللبناني سيؤكد “الحرص على تعزيز هذه العلاقات والتمسك بها والمحافظة عليها وتفعيل التعاون التاريخي مع الدول العربية، مقابل دعوة العرب إلى الوقوف إلى جانب لبنان في المحنة التي يرزح تحتها، فضلاً عن تأكيد النية في تعزيز علاقات لبنان الدولية وتفعيل إنخراطه مع المجتمع الدولي والشركاء الأوروبيين بما يخدم المصالح العليا للبنان”.

كما لفتت المصادر إلى أنّ الدولة اللبنانية ستؤكد في ردها على المبادرة الكويتية “الالتزام بإجراء الانتخابات النيابية والانتخابات الرئاسية في مواعيدها الدستورية، وإتخاذ كل الإجراءات التي ينص عليها القانون الذي ينظم عملية الإنتخاب لإتمامها بكل نزاهة وشفافية وتوفير السبل كافة لنجاحها، فضلاً عن تجديد الالتزام باستمرار التفاوض مع صندوق النقد الدولي للوصول إلى اتفاق على خطة دعم من الصندوق، تعتمد برنامجاً إنقاذياً قصير ومتوسط الأمد ينطلق من خطة التعافي بعد تحديثها مع المباشرة بتطبيق الإصلاحات في المجالات كافة والتي باتت معروفة ووفقاً للأولويات الملحة، والعمل على إنجاز الخطة الإقتصادية والإلتزام بتنفيذها مع مصرف لبنان بعد إقرارها من قبل الحكومة”.

وختمت المصادر بالإشارة إلى أنّ وزير الخارجية سيذهب إلى الكويت “حاملاً خريطة عمل تنفيذية للمبادرة الكويتية تتلاءم مع المصلحة اللبنانية العليا، وتختزن الحرص اللبناني على التضامن العربي، وعلى أمتن العلاقات مع الأشقاء العرب من منطلق السيادة الوطنية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية وفق ما ينص عليه ميثاق جامعة الدول العربية”.

*********************************************

الشرق الأوسط

الحكومة اللبنانية تتجه إلى رفع دراماتيكي لـ«الدولار الجمركي»

انعكاساته ستكون كبيرة على المواد الاستهلاكية المستوردة

واصل مجلس الوزراء اللبناني، أمس، البحث في الموازنة العامة للعام 2022 على أن يستكمل البحث بها اليوم (الجمعة)، في وقت يبدو أن الاتجاه بات نحو تحديد الدولار الجمركي وفق سعر «دولار منصة صيرفة»، بحسب ما أعلن وزير الإعلام بالوكالة عباس الحلبي بعد انتهاء الجلسة التي عقدت برئاسة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي.

 و«دولار صيرفة» هو السعر الذي يحدده المصرف المركزي لبيع وشراء الدولار عبر البنوك والمحدد أخيراً بـ22500 ليرة للدولار، في حين سجل في السوق السوداء نحو 23 ألفاً، علماً بأنه منذ بدء الأزمة المالية ما زال لبنان يعتمد سعر 1500 ليرة للدولار.

وقال الحلبي، إنه «استكملت دراسة الموازنة بكل موادها. وكنا اتفقنا في خلال درس مشروع هذه الموازنة أنه ينبغي، في حال إقرارها من قبل المجلس النيابي أن يعاد توزيع الدخل بما يحقق منسوباً عالياً من العدالة الاجتماعية بعد الفجوات التي خلّفتها الأزمة الراهنة في نشوء طبقات أكثر غنى وطبقات أكثر سحقاً»، مشيراً إلى أن «هذه المواضيع كانت مدار نقاش حيوي عميق؛ لأن الحكومة مدعوة إلى بدء السعي لردم الهوة التي تزيد يوماً بعد يوم بين طبقات الشعب اللبناني. كما جرى نقاش معمق بشأن وضع الإدارة العامة وضمان استمرارية العمل فيها كما في سائر القطاعات الصحية والتربوية والمعيشية والاجتماعية».

ولفت الحلبي إلى أنه تم البحث «في ضرورة شرح أهداف الموازنة للمواطنين»، منتقداً ما أسماها «ضوضاء إعلامية ارتكزت على حماية بعض المصالح الخاصة التي تعود إلى فئة قليلة من المواطنين كما يجري استغلال ضيق حالهم لتحصيل المزيد من الأرباح غير المشروعة، خصوصاً بما يجري في قطاعات المازوت وبعض المواد الغذائية كما جرى سابقاً في الدواء». وأعلن، أنه سيكون لوزير المالية إطلالة إعلامية لاحقاً لشرح سائر القضايا المتصلة بهذا المشروع، وقال، إن جلسات مجلس الوزراء ستستأنف اليوم (الجمعة) لقراءة التقرير المقدم من وزير لمالية بشأن مشروع الموازنة، كما سيصار إلى دراسة المواد التي تأخر نقاشها.

وعن موضوع تصحيح الأجور، أشار إلى أن «هذا الموضوع أخذ حيزاً كبيراً في النقاشات التي انطلقت من نظرة اجتماعية وإنسانية مع مراعاة إمكانات الخزينة، وما يمكن أن توفره الواردات حتى يتقرر المناسب في هذا الشأن».

ورداً على سؤال عن الدولار الجمركي، قال الوزير الحلبي «تقرر ترك هذا الأمر إلى وزير المالية الذي سينجز دراسة حول هذا الموضوع لتقرير ما هو السعر الذي سيعتمد في استيفاء حقوق الدولة عن طريق الدولار الجمركي»، مضيفاً «لا يمكننا وضع أسعار جديدة للدولار الجمركي، بل اعتماد معيار معين قد يكون دولار صيرفة»، معلناً أنه لم يتقرّر حتى الآن تحديد سعر صرف الدولار.

وبانتظار الانتهاء من مشروع الموازنة الذي يترافق منذ تسريب مسودّته مع انتقادات كبيرة مرتبطة بالرسوم التي أدرجت فيها وبالدرجة الأولى رفع سعر «الدولار الجمركي» الذي لا يزال عند حدود الـ1500 ليرة لبنانية، وفق سعر الصرف القديم مع التوجه لتحديده وفق سعر صيرفة»، يبدو واضحاً أن هذا الأمر سينعكس سلباً على حياة اللبنانيين بشكل مباشر، وإن بدرجة متفاوتة بين سلعة وأخرى. وفي هذا الإطار، يوضح الباحث في «الدولية للمعلومات» محمد شمس الدين لـ«الشرق الأوسط»، أن متوسط ارتفاع الأسعار سيكون 25 في المائة مع رفع الدولار الجمركي، مشيراً في الوقت عينه إلى أنه وعلى عكس كل المعلومات التي كانت قد أشارت إلى أن هذه الموازنة هي موازنة ضرائب فهي لم تتضمّن الضرائب الموجعة إنما أضيفت إليها رسوم لم تكن موجودة في الموازنات السابقة، مع انتقاده رفع فرض دفع رسم الخروج من المطار بالدولار وللدولار الجمركي، الذي إضافة إلى أنه يشجّع على التهريب، فهو سيؤدي إلى تراجع نسبة الاستيراد بدرجة كبيرة جداً.

وفي حين يوضح أن، هناك الكثير من السلع التي لا تخضع للرسوم ولا يجب أن تشهد ارتفاعاً كبيراً، على غرار السلع الغذائية التي يتم استيرادها من الدول العربية وأوروبا نتيجة خضوعها لاتفاقية التجارة مع الدول العربية والأمر نفسه بالنسبة إلى الدول الأوروبية، إضافة إلى الأدوية، يلفت إلى أن زيادة أسعارها ستتأثر برفع أسعار المواد الأولية المرتبطة بها كالمحروقات، وغيرها.

لكن في المقابل، فإن ضريبة القيمة المضافة والدولار الجمركي سينعكسان ارتفاعاً كبيراً وغير مسبوق في أسعار السلع الاستهلاكية، كالأدوات الكهربائية والسيارات والثياب والأجهزة الخلوية وغيرها والتي كانت تستورد إلى لبنان بأعداد كبيرة. ويعطي مثالاً على ذلك تراجع عدد السيارات المستوردة العام 2021 إلى 8 آلاف بعدما كان يصل إلى مائة ألف، لافتاً إلى أنه يقدّر أن تصل تكلفة السيارة إلى 150 مليون ليرة على الأقل، في حين كان يستورد لبنان قبل العام 2020 أجهزة خلوية بنحو 170 مليون دولار بينما انخفضت اليوم إلى 45 مليون دولار.

وفي موازاة ذلك، استمرت الانتقادات الموجهة إلى الحكومة على خلفية الموازنة، وكتب عضو كتلة «القوات اللبنانية» زياد حواط عبر حسابه على «تويتر»، «اعترض الرئيس ميقاتي على بنود الموازنة، وكذلك (راعي) الحكومة، (حزب الله)، فمن هو العبقري الذي أعد موازنة لا تتضمن إصلاحات جذرية، وتفتقد التوازن بين وارداتها ونفقاتها، ولا تلحظ أي خطة تعافٍ؟» واصفاً إياها بـ«موازنة السطو على ما تبقى في جيوب الناس».

وأضاف «بدعة البدع في موازنة الحكومة، تخصيص سلفة لمؤسسة كهرباء لبنان بأكثر من خمسة آلاف مليار ليرة، لتأمين تغذية بساعتين يومياً، بدل الشروع في تنفيذ خطة تؤمّن التغذية الشاملة بالتيار الكهربائي. ألم يشبع هؤلاء من الغرف من خزينة الدولة عبر مؤسسة كهرباء لبنان؟».

*********************************************

الجمهورية

“الجمهورية”: لا موازنة خارج خطة التعافي والصندوق.. وهوكشتاين: لترسيم تحت الماء

لم يحجب انكباب مجلس الوزراء المتواصل على درس مشروع قانون الموازنة الاهتمام بمواجهة آثار العاصفة «ياسمين» التي تضرب لبنان متسبّبة بانقطاع التواصل بين بعض المناطق ومحاصرة بلدات وقرى بالثلوج، في الوقت الذي أنجز المسؤولون الرد اللبناني على الورقة الكويتية العربية الذي ينتظر ان يتسلّمه اليوم وزير الخارجية الكويتية الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح، وهو رد يُبرّىء لبنان الرسمي من البنود المتصلة بالوضع الاقليمي ويدعو العرب الى تحمّل قسط من المسؤولية والتعاون مع لبنان على تنفيذها، فيما يبدي تجاوبا مع البنود ذات الطابع الداخلي والتي يعمل لبنان على تطبيقها منذ ما قبل تلقّيه الورقة العربية.

عشيّة انعقاد مجلس وزراء الخارجية العرب غدا في الكويت علمت «الجمهورية» ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي أنهيا وضع ملاحظاتهما على المسودة الأولى للرد على الورقة الكويتية العربية الدولية، والتي أعدها وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب واحالها عبر رئاسة الحكومة الى القصر الجمهوري لتحط أمس في عين التينة لدى رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي من المتوقع ان يكون قد وضع بدوره ملاحظاته عليها تمهيداً لإنجازها في صيغتها النهائية وإيداعها في مهلة أقصاها عصر اليوم لدى وزير خارجية الكويت بصفته رئيسا للدورة الحالية لمجلس وزراء الخارجية العرب الذي سيعقد في عطلة نهاية الأسبوع في الكويت في حضور بوحبيب الذي سيتوجه اليها غدا.

وعلمت «الجمهورية» ان الصيغة الجديدة التي وضعها رئيس الجمهورية حظيت بموافقة ميقاتي بعدما توقف أمام مجموعة الملاحظات التي فنّدت المذكرة العربية بندا بندا انطلاقا من رؤية لبنان الثابتة تجاه مضمونها بكل فقراتها وبحجم متناسق مع بنودها بطريقة موضوعية ربطاً بالتطورات التي وضعت لبنان في موقع صعب في كثير من الاستحقاقات الاقليمية والدولية وقدرته على الإيفاء بما هو مطلوب منه.

وفي المعلومات ان رئيس الجمهورية أحيا في المذكرة ذاكرة العرب في شأن بعض المحطات الإقليمية التي لا تلقي اللوم كاملاً على لبنان بعدم قدرته على تنفيذ القرارات الدولية ربطا بعدم التزام اسرائيل بما هو مطلوب منها، وخصوصا في القرارات الخاصة بالوضع في جنوب لبنان ولا سيما استمرار اعتداءاتها التي برّرت بعض الخطوات اللبنانية، والتي كان العرب من الداعمين لها وخصوصا عقب الحروب التي شنتها اسرائيل على لبنان.

كما تبرر الورقة عجز لبنان عن التجاوب مع بعض المطالب العربية خصوصا تلك التي تتحدث عن ادوار كبيرة لـ«حزب الله» برعاية ايرانية، ولفتت الى ما يمكن ان تقوم به هذه الدول على المستوى الاقليمي لتنعكس بنتائجها الايجابية على الساحة اللبنانية ووضع حد للنتائج السلبية التي أنهكت لبنان.

ترسيم تحت المياه

على صعيد آخر يستعد لبنان لاستقبال الراعي الاميركي لمفاوضات ترسيم الحدود البحرية بينه وبين اسرائيل عاموس هوكشتاين منتصف الأسبوع المقبل لاستئناف البحث في مصير هذه المفاوضات غير المباشرة التي كانت جارية في الناقورة.

وفي المعلومات انّ هوكشتاين الذي سيصل الى بيروت آتياً من اسرائيل سيستأنف جولاته المكوكية بين الطرفين لتسويق مخرج جديد قد يعطي الأولوية لوقف البحث في الخطوط البحرية فوق المياه والتركيز على أهمية ان يكون تقسيم الثروة انطلاقاً من الأحواض الموجودة تحت الماء، بحيث يمكن اقتسام حصة الدولتين قياسا على حجم هذه الثروة بعيدا من منطق الخطوط المباشرة وان وجدت مناطق متداخلة سيتجنّب اي بلد من البلدين مَد اعمال الحفر الى ما يعدّ من حقوق الدولتين بما يحفظ حقوقهم ولماذا كانت متداخلة في بعض المناطق البحرية، وهو أمر يمكن ان يكون سهلا ان ثبت ان الاحواض التي يتمسك بها الطرفان مقفلة وهو ما يحفظ حقهما بالثروة الوطنية تحت المياه وهو امر ينهي اهمية الخط الفوقي على سطح المياه.

الموازنة

من جهة ثانية واصل مجلس الوزراء جلساته المفتوحة في السرايا الحكومية لدرس مشروع قانون الموازنة العامة للعام 2022، والتي ستستكمل اليوم والاسبوع المقبل.

وبدا من خلال هذه الجلسات ان الحكومة تستعجل اخراج الموازنة العامة من كنفها لتحيلها الى المجلس النيابي وسط ارباك واضح في اتخاذ قرارات في شأن الرسوم والضرائب وتحديد سعر الصرف، وحتى ان التقديمات الاجتماعية تقاذفتها الحكومة مع غياب مصادر التمويل، فيما يحرص ميقاتي على انجازها قبل الاول من شباط موعد توجّهه في زيارة رسمية الى تركيا على رأس وفد من 7 وزراء، علما ان زيارتين مماثلتين سيقوم بهما لاحقاً الى كل من مصر والعراق.

وقالت مصادر وزارية لـ«الجمهورية» ان «ما تقوم به الحكومة لا تحسد عليه فهي من جهة مضطرة لإقرار الموازنة بعدما اشتكَت في السابق من ان عدم انعقاد مجلس الوزراء يحول دونه، ومن جهة أخرى هناك إرباك وضبابية وتخبّط في القرارات المالية والاقتصادية والاجتماعية بسبب تقلبات سعر الصرف وغياب مصادر التمويل والخوف من اتخاذ قرارات موجعة بيد فيما اليد الاخرى فارغة». واكدت المصادر «ان لا موازنة خارج سياق خطة التعافي التي يتم البحث فيها مع صندوق النقد الدولي وهي مصابة بداء سعر الصرف وعدم التوافق على توزيع الخسائر. كما ان الكهرباء أم العقد وهي عالقة بين مطرقة السلف لديمومة الانتاج ولو في حده الادنى وهو العصفور الذي لا يزال في اليد لأن الغاز المصري والكهرباء الاردنية على الشجرة وسندان الاصلاحات الغائبة، ونحن نعلم انها في سلم اولويات الدول المانحة وصندوق النقد». واستبعدت المصادر الاتفاق على اي من كل هذه الامور الاساسية والحساسة في المدى المنظور.

وكان وزير الاعلام بالوكالة عباس الحلبي قد قال بعد الجلسة امس انه «تم نقاش معمق حول وضع الادارة العامة وضمان استمرارية العمل فيها كما في سائر القطاعات، وجرى التداول بضرورة شرح اهداف الموازنة للمواطنين». ولفت الى انّ «الضوضاء الإعلامية التي أحاطت بمشروع الموازنة تهدف إلى هز الثقة بالدولة وما تقوم به، وهذا لا يهدف إلا إلى تحقيق مصالح بعض الفئات الضيقة». واوضح أنه «لا يمكننا تحديد سعر الصرف الجمركي ويجب أن يكون له معيار معين، ومن الممكن أن يكون معياراً «صيرفياً»، ونحن ندرس إمكانية تصحيح الرواتب في القطاع العام لكن ضمن الإمكانات المتاحة في الخزينة».

جنبلاط: مستمرون

في هذه الاجواء رأى رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط أن «لا قدرة لأحد على استبدال الحريري». وأكّد في حديث متلفز، أنّه لن يتطرق الى ظروف انسحاب رئيس تيار «المستقبل» وقال: «نحن مُجبرون على الاستمرار ولن نقفل باب المختارة»، مشدّدا على أنّ «الحريري سيترك فراغاً في الساحة العربية السنية». واعتبر جنبلاط أن «لا مطالبَ عربيّة، وإنما هناك مذكّرة أتت عبر وزير الخارجية الكويتية، والعرب تخلّوا عن لبنان بحجة التهجّم الشخصي والسياسي لـ«حزب الله» عليهم ونحن ضحية هذا النزاع»، لافتاً الى أنّ «القرار 1559 أكبر منّا، ولكن نوافق على القرار 1701 وهو مفتاح الامن لكلّ لبنان».

واضاف: «تحدّثتُ مع الرّوس حول أهمية وضع حدٍّ لحرب الخليج، فإيران تعتدي على السعودية والامارات»، وسأل «حزب الله»: «الى أين نذهب؟ وهل تريدون ترك لبنان ساحة مفتوحة؟»، وتابع قائلا: «من يمكنه أن يصل الى السيّد نصرالله فليفهمه خصوصيّة الوضع اللبناني».

وفي ملف الموازنة، سأل جنبلاط: «لماذا لم يطبّقوا «الكابيتال كونترول»؟ ماذا عن الاملاك البحرية والضريبة التصاعديّة؟». ورأى أن ميقاتي «يبذلُ جهوداً في تدوير الزوايا ويملك تأييداً عربياً ودولياً وأدعوه الى عدم الاعتكاف»، مشجعاً في مجال آخر «المُجتمع المدني على المشاركة، والوسيلة الوحيدة لتغيير النظام ليست بالقوة وإنما من الداخل».

ورداً على سؤال، أجاب جنبلاط: «العهد القوي حَرق دينّا ودين البلد بهذه القوّة، لذلك فليترك ميشال عون بكرامة هو وصهره».

باسيل يرد

وليلاً، ردّ رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل على جنبلاط من دون أن يسمّيه، في تغريدة فكتب: «نطالب بالـ capital control منذ ١٧ تشرين ٢٠١٩ ولم نجد من يقف معنا… لمن استفاق اليوم، وهو استفاد من غيابه وحَوّل امواله للخارج، نقول له: هيا لنقرّه الان، ونقرّ معه قانون استعادة الأموال المحوّلة إلى الخارج، خصوصا انها تعيد معظم أموال ٩٥% من المودعين».

وكان وفد من «التيار الوطني الحر» برئاسة نائب رئيس «التيار» للعمل الوطني الوزير الأسبق طارق الخطيب قد زار دمشق، بدعوة من الأمين العام المساعد لحزب «البعث العربي الاشتراكي» هلال هلال الذي التقاه، في حضور الوزير السابق مهدي دخل الله. وتناولَ البحث، بحسب بيان للتيار، «ضرورة تطوير العلاقات بين البلدين»، وشدّد المجتمعون على «وحدة الموقف في وجه التحدّيات المشتركة التي تهدّد الشعبين اقتصادياً وسياسياً». كذلك التقى الوفد وزير الخارجية السورية فيصل المقداد، الذي أعرب عن «محبة سوريا قيادة وشعباً لشخص رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ولمواقفه الوطنية الثابتة على الحق، كذلك لرئيس التيار النائب جبران باسيل»، مثنياً على «ثباته في المواقف الوطنية على رغم الضغوط التي تعرّض لها في الداخل كما من الخارج».

«القوات»

وفيما تواصلت ردود الفعل على قرار الحريري، قالت مصادر حزب «القوات اللبنانية» لـ«الجمهورية» ان «قرار الرئيس سعد الحريري تعليق مشاركته ومشاركة تياره في الانتخابات النيابية هو ملكه ويعود اليه وحق له، خصوصا انه اكد ان هذا التعليق في المشاركة في الانتخابات النيابية لا ينسحب على مشاركته في الحياة الوطنية والسياسية وإبقاء «بيت الوسط» مفتوحا امام الناس وامام جميع اللبنانيين. وفي المقابل هناك حملة تُخاض ضد «القوات اللبنانية» وهذه الحملة تتولاها مطابخ وغرف داخل أروقة 8 آذار في محاولة لضرب صورة «القوات» داخل البيئة السنية على قاعدة ان «القوات» هي «طعنت الرئيس الحريري»، إنما في الحقيقة والعمق انّ مَن طعن الرئيس الحريري هو ايضا طعن «القوات اللبنانية» وهو من اغتال قافلة الشهداء ومن ضمنها الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وسام الحسن، وسام عيد، محمد شطح ووليد عيدو، وهو من حاصَر السرايا الحكومية واستباح بيروت في 7 ايار واسقط حكومة الحريري من الرابية، ومن خَوّن الطائفة السنية ووصفها بالداعشية ومن أدخلنا في حرب صلاحيات بين رئاسة اولى ورئاسة ثالثة. وبالتالي، هذا هو من طعن الرئيس الحريري و»القوات اللبنانية» معاً ومن طعن الدستور والسيادة ومن طعن مشروع قيام الدولة الذي شكل مشروعاً مشتركاً لـ«القوات اللبنانية» وتيار «المستقبل».

واضافت هذه المصادر: «نعم، هناك تباين بين «القوات» وتيار «المستقبل»، وهذا التباين موجود بين كل القوى السياسية التي تتشارَك بعضها مع بعض في أمور وطنية وهو تباين طبيعي وحق لكل طرف سياسي، ولكنه لم ولن يتحول خلافاً، والخلاف الحقيقي هو خلاف مع المشروع السياسي الآخر و«القوات» و«المستقبل» ليسا في خلاف إنما هما معاً في مواجهة الخلاف مع المشروع الآخر، وبالتالي تسليط الضوء على تباينات بينهما وغَض النظر وحرف الانظار عن المواجهة الحقيقية في البلد مع من يخطف الدولة ومع من يستبيح السيادة ومع من يعزل لبنان ومع من يستهدف الدول الخليجية وفي طليعتها المملكة العربية السعودية. هو استهداف للمشروع السياسي وكل من يساهم في حرف الانظار عمّن يستهدف السعودية والدول الخليجية ومَن يحول دون قيام الدولة هو عملياً يكون في شكل او بآخر يساهم في تعزيز مشروع محور الممانعة في مواجهة محور السيادة. ولذلك التركيز يجب ان يكون منصبّاً على مواجهة المشروع الآخر الذي أوصَل لبنان الى الانهيار والشعب الى الفقر والدولة الى الفشل والعزلة».

وفي سياق متصل زار رئيس حزب الكتائب سامي الجميل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، على رأس وفد من الحزب، حيث اطلع على «وجهة نظره وتوجهات دار الفتوى» بعد قرار الحريري. وقال: «انَّ الاعتدال الذي جسّده تيار المستقبل منذ أيام الرئيس رفيق الحريري، وصولا إلى اليوم هو حاجة أساسية للبلد». ولاحظَ «انّ الوضع حساس جدا، ومن واجبنا أن نأتي إلى دار الفتوى، لكي نقول لجميع اللبنانيين، وأولاً لمحبّي الرئيس الحريري الذين بالتأكيد أصيبوا بالإحباط، وطرحوا التساؤلات: في هذا البلد ممنوع الإحباط، نحن قضيتنا لبنان أولاً، قضيتنا بناء هذا البلد للأجيال القادمة، نحرره، ونحرر قراره». ودعا الجميل «اللبنانيين لأي طائفة انتموا، ولأي اتجاه وخلفيات سياسية انتموا للتعبير بحرية عن آرائهم في الانتخابات المقبلة، وأن يتمسكوا بالثوابت الوطنية التي هي ثوابت السيادة والاستقلال والانفتاح والاعتدال والحياد». وقال: «المبادرة العربية التي اطلقها وزير خارجية الكويت نعتبرها مبادرة جدية وأساسية، ونستغرب الخفة التي تتعاطى فيها الحكومة اللبنانية مع هذه المبادرة، ولم يطرح الموضوع على مجلس الوزراء، ولا كيف ستتعاطى الدولة اللبنانية معها، مع العلم اننا نحن اليوم بأمسّ الحاجة لأن يعاود لبنان انفتاحه على العالم وخصوصا الدول العربية».

غلاغير في بيروت

على صعيد آخر، حضرت التحضيرات الجارية لزيارة وزير خارجية الفاتيكان المونسنيور بول ريتشارد غالاغير للبنان في 1 شباط المقبل كما كشفت مصادر ديبلوماسية لـ»الجمهورية»، وذلك في اللقاء بين رئيس الجمهورية وسفير لبنان في الفاتيكان فريد الياس الخازن الذي سبق له ان زار بكركي للغاية عينها تحضيرا للمؤتمر الوطني – الدولي الذي تستضيفه جامعة الروح القدس في الكسليك برعاية فاتيكانية يومي الأربعاء والخميس في 2 و3 شباط المقبل تحت عنوان: «البابا يوحنا بولس الثاني ولبنان الرسالة»، بمشاركة حشد كبير من الشخصيات اللبنانية والعربية والدولية. وقالت مصادر اطلعت على التحضيرات ان الهدف من المؤتمر هو الاضاءة على الجهود التي يبذلها الفاتيكان بإشراف قداسة البابا فرنسيس من اجل اعادة الاعتبار للرسالة التي أطلقها البابا يوحنا بولس الثاني حول اعتباره لبنان «اكبر من وطن لا بل انه رسالة».

ياسمينا

من جهة ثانية كلّلت «ياسمينا» لبنان بساحله وجباله ومناطقه بالثلوج أمس، حيث لبس الشاطئ في جبيل وعمشيت الرداء الأبيض. وغطّى الأبيض أيضاً لبعض الوقت مطار رفيق الحريري الدولي، فيما ارتدى لبنان الأبيض بدءاً من ارتفاع 500 متر.

وفيما تستمرّ مفاعيل العاصفة، أفادت المديرية العامة لقوى الامن الداخلي أنّ «موجة من الصقيع ستضرب المناطق التي يفوق ارتفاعها الـ700 متر اليوم ما سيؤدي الى تشكُّل طبقة من الجليد على الطرق خلال الليل وساعات الصباح الاولى»، لذلك حذّرت قاطني المناطق المذكورة من التجوُّل قبل التأكد من حال الطرق، ما قد يسبّب انزلاقات وحوادث سير.

من جهتها، أهابت وزارة الأشغال العامة والنقل المواطنين والمقيمين على الاراضي اللبنانية ساحلاً وجبلاً، بـ»ضرورة التقيد بالارشادات التي تصدرها قوى الامن الداخلي قبل سلوك الطرق وتحديداً الجبلية منها، وعدم التنقل على طرق بديلة للطرق التي تقفل موقتاً بالثلوج، قبل التواصل الأكيد مع الجهات المعنية والتي تصدر نشرات متتالية عن أحوال الطرق على الاراضي اللبنانية كافة، وذلك حفاظاً على سلامتهم».

ونشر الجيش اللّبناني عبر صفحته على «فيسبوك» صوراً لعناصره في مهبّ العاصفة وأرفقها بعبارة: «بيسألونا: بردانين؟ أبداً… قلوبنا دفيانة بمحبة شعبنا».

كورونا

وعلى الصعيد الصحي سجل عداد الاصابات بفيروس كورونا حسب التقرير اليومي لوزارة الصحة العامّة 9199 إصابة جديدة (9040 محلية 159 وافدة) ليرتفع العدد الاجمالي للاصابات منذ تفشي الوباء في شباط 2020 الى 891982». كذلك سجل التقرير 16 حالة وفاة جديدة ليصبح العدد الإجمالي للوفيات 9544.

*********************************************

 اللواء

لا موازنة بلا صندوق النقد.. والتجاذب السياسي يُعيق التفاهمات!

جنبلاط ماضٍ بالمواجهة السلمية والتحالف مع «القوات».. وبهاء الحريري على الخط

مع بداية بلورة النتائج العملية لانسحاب الرئيس سعد الحريري من الحياة السياسية ومن الترشح للانتخابات النيابية، دخلت البلاد في سباق بين المفاعيل ومناقشات بنود موازنة العام 2022 مادة مادة، على ان تستأنف غدا السبت من حيث ما وصلت أمس، في وقت أعلن فيه النائب السابق وليد جنبلاط مضيه في المواجهة بعد خروج الحريري، وإعلان رجل الأعمال بهاء الحريري، عن تعيين صافي كالو ممثلا سياسيا له في لبنان.

وقالت مصادر مطلعة لـ «اللواء» ان انتظارات ما يجري من حراك إقليمي- دولي يعني إن لبنان في صلب هذا الحراك، ان على المستوى السياسي أو الدعم في ما خص الدعم الكهربائي، وبالتالي فإن الحكومة حريصة على المضي في إقرار الموازنة للعام 2022، كشرط ضروري للتمويل أو التفاوض مع صندوق النقد الدولي.

توقعت مصادر وزارية ان تتصاعد حدة الانتقادات السياسية ضد مشروع الموازنة العامة طوال مناقشة المشروع في المجلس النيابي ،من اطراف سياسيين ممثلين بالحكومة وغيرهم، في محاولة مكشوفة لاخفاء مسؤوليتهم عن المشاركة بوضع المشروع ،امام الرأي العام.

واشارت المصادر الى ان حملة التصعيد ستقوى تدريجا مع اقتراب موعد الترشيح للانتخابات النيابية المقبلة، الا انها ستبقى في حدود المزايدات الشعبوية،وقد تؤدي الى تعديلات طفيفة و غير جذريةعلى المشروع بالمجلس النيابي .

ووصفت المصادر الانتقادات التي تصدر عن الاطراف المشاركين بالحكومة، ضد مشروع الموازنة بانها غير منطقية اوعلمية،اولا لان ممثليهم بالحكومة، اما هم من وضع العناوين الاساسية للمشروع، او من الذين وافقوا عليه بمراحله الاولية ، وهم يعرفون،انه لم يعد امامهم التراجع عن المشروع او حتى انكاره، لان ذلك سيطيح بالحكومة، وهذا غير مطروح.

وبات الرد اللبناني على الورقة الكويتية قيد الإنجاز، وانتقلت الىعين التينة، حيث يدرسها الرئيس نبيه برّي.

وذكرت المعلومات ان مشروع الرد أعده بداية وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب واودعه إلى الرئيس ميقاتي الذي أرسله بدوره إلى الرئيس عون بعد إجراء بعض التعديلات عليه.

وأفادت المعلومات ان «الدوائر المعنية في رئاسة الجمهورية صاغت ردا عمليا لا إنشاء فيه بل يحاكي الهواجس الخليجية تحديدا ويراعي المصلحة اللبنانية والثوابت الوطنية. وتضمن الرد مقترحات من شأنها ترجمة فحواه بشكل فعال».

جلسات الموازنة

واصل مجلس الوزراء جلساته المفتوحة لدرس مشروع قانون الموازنة العامة للعام 2022 والتي ستستكمل غداً والاسبوع المقبل. وترأس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الجلسة في السراي الحكومي، وحضر الجلسة المدير العام للقصر الجمهوري والامين العام لمجلس الوزراء ومدير عام المالية ومدير الواردات في وزارة المال. وأُفيد ان المجلس وافق على البند ١٣٣ من الموازنة المتعلق بالدولار الجمركي مع بعض التعديلات والتفسيرات، والمتعلق بتحديد الحكومة بمرسوم كيفية إستيفاء الرسوم الجمركية بالعملة اللبنانية وفق سعر صرف للدولار يصل إلى سعر الصرف على منصة صيرفة، ويرفع السعر تدريجياً حسب السلع.

وحسب المعلومات انهت الحكومة دراسة مواد الموازنة وعددها 138، وعلقت البحث بسبع عشرة مادة ستناقش في جلسة اليوم، وتعنى بسعر الصرف والضرائب والرسوم وسلف الكهرباء والتقديمات الاجتماعية. كما يناقش المجلس تقرير وزير المال حول الموازنة الذي تم توزيعه في جلسة امس الاول.

واقر المجلس بند الانظمة التقاعدية والصرف من الخدمة، وارجات البحث بالمادة 132 المتعلقة بتسديد المصارف الودائع الجديدة بالعملة الاجنبية التي تودع لديها اعتبارا من نشر الموازنة الجديدة بالطريقة عينها ورفع قيمة الضمانة عليها الى 50 الف دولار على ان تحدد دقائق تطبيق البند بقرار من مصرف لبنان. اما المساعدات الاجتماعية المقررة لموظفي القطاع العام فتأجلت لحين تحديد كلفتها.

وعُلِمَ ان مجلس الوزراء صادق على اقتراح وزير الزراعة عباس الحاج حسن بمنع تصدير الأغنام من لبنان لمدة 5 سنوات لتوفير اللحوم للمواطنين باسعار معقولة.

ونفى مصدر حكومي مطلع ما تردّد حول إقرار مشروع الموازنة العامة في جلسة مجلس الوزراء المقبلة، مؤكدا ان مناقشة المشروع ستستكمل في جلسات متتابعة ومتلاحقة الأسبوع القادم.

وأدلى في نهايتها وزير التربية والتعليم العالي ووزير الاعلام بالوكالة عباس الحلبي بمعلوات قال فيها: جرى درس المواد من 120 الى 139، اي استكملت دراسة الموازنة بكل موادها. وكنا اتفقنا في خلال درس مشروع هذه الموازنة انه ينبغي، في حال اقرارها من قبل المجلس النيابي الكريم، ان يعاد توزيع الدخل بما يحقق منسوبا عاليا من العدالة الاجتماعية  بعد الفجوات التي خلفتها الازمة الراهنة في نشوء طبقات اكثر غنى وطبقات اكثر سحقا. لأن الحكومة مدعوة الى بدء السعي لردم الهوة التي تزيد يوما بعد يوم بين طبقات الشعب اللبناني. كما جرى نقاش معمق بشأن وضع الادارة العامة وضمان استمرارية العمل فيها كما في سائر القطاعات الصحية والتربوية والمعيشية والاجتماعية . ونحن ندرس إمكانية تصحيح الرواتب في القطاع العام لكن ضمن الإمكانيات المتاحة في الخزينة.

اضاف: وتقرر ان يستأنف مجلس الوزراء جلساته المفتوحة التاسعة صباح الجمعة لقراءة التقرير المقدم من وزير المال بشأن مشروع الموازنة، كما سيصار الى دراسة المواد التي استؤخر النقاش فيها بغية اقرار مشروع الموازنة في جلسة الغد بالمواد من 1 الى 139.

وعما اذا كان سيُترك موضوع تحديد سعر الصرف لمصرف لبنان ووزارة المال؟ أجاب: سنترك الامر لوزير المالية بحسب النص القانوني، فهو الجهة المناط بها تحديد سعر الصرف بقرار يصدره وزير المالية.

وقال رداً على سؤال: لا يمكننا تحديد سعر الصرف الجمركي ويجب أن يكون له معيار معين، ومن الممكن أن يكون المعيار هو منصة «صيرفة».

وعن المادة ١٣٢ التي تحدثت عن تمييز بين المودعين من خلال  الاشارة الى الودائع القديمة والجديدة، وما تقرر بشأنها؟  قال الحلبي: جرى حديث في هذا الموضوع، وفي كل هذه المواضيع التي يجري  النقاش فيها،لم نصل الى إقرار نهائي لكل مادة على حدة ، لأنه سيتم النظر بكل الواردات المقدرة ، وما ستؤمنه  من مداخيل لمصلحة المالية العامة من أجل ان يتم تاليا تحديد أوجه الانفاق والعجز.

 فياض وسلام والمافيات

بعد ذلك تحدث وزير الطاقة وليد فياض فقال: هناك تجاوزات تحصل بالنسبة لموزعي المازوت الذين يتجاوزون الرسوم والاسعار المحددة، فهناك سوق سوداء، وهم يتقاضون عمولات اكبر من السعر تصل إلى نحو ١٠ و١٥ بالمئة من السعر المحدد، وهذا امر غير مقبول وهي جريمة يجب أن يحاسبوا عليها.وطالبنا بضرورة  مؤازرتنا من قبل  وزارة الداخلية وقوى الامن والقضاء لمتابعة هذه الأطراف المخربة وملاحقتها واتخاذ الإجراءات بحقها وتغريمها.

أضاف:  أما بالنسبة إلى التجاوزات التي تحصل لأسعار كهرباء المولدات، فقد وضعنا الأسعار لاصحاب الموتورات الخاصة والمشغلين بالسعر غير المدعوم  بشكل غير مجحف، ويبقى عليهم تنفيذ التزاماتهم المحددة بالمراسيم  وتحديد الالتزام بالتعرفة بالليرة وتركيب العدادات، ووزير الاقتصاد سيساعدنا في هذا الشأن، ونحن نعول على وزير الداخلية ان يفعّل قوى الامن الداخلي والاجهزة الامنية المعنية لمساعدتنا .

اما وزير الاقتصاد امين سلام فعقب قائلاً: تردنا شكاوى حول هذا الموضوع الطارىء بامتياز، وتطرقنا اليه على هامش الجلسة. بالنسبة إلى موضوع  اسعار المازوت وتخزينه واحتكاره، هناك تسعيرة موضوعة من وزارة الطاقة، ومَن يود استغلال هذا الظرف الصعب وان يحتكر المازوت ويخزنه ويرفع الأسعار فسيلاحق.  وقد بحثنا في عدة آليات مع وزارة الداخلية والبلديات، وصولا إلى الملاحقة عبر النيابات العامة  المالية والقضاء، وسأحمل هذه الملاحقات شخصيا لتنفيذها. فلا يجوز استغلال الناس، واي مخالف سيلاحق بأشد الوسائل الممكنة، ولقد وضعت جميع  الوزراء المعنيين في هذا الجو.

التيار في دمشق

من جهة ثانية، خطفت الاضواء في توقيتها واهدافها، زيارة وفد من «التيار الوطني الحر» برئاسة نائب الرئيس للعمل الوطني الوزير السابق طارق الخطيب، الى دمشق، بدعوة من الامين العام المساعد لـ«حزب البعث العربي الاشتراكي» هلال هلال الذي التقاه، في حضور الوزير السابق عضو القيادة القطرية في الحزب مهدي دخل الله في مبنى الحزب في دمشق.

وبحسب بيان للتيار، أن «البحث تناول ضرورة تطوير العلاقات بين البلدين، وشدد المجتمعون على وحدة الموقف في وجه التحديات المشتركة التي تهدد الشعبين اقتصاديا وسياسياً».

والتقى الوفد ايضا، وزير الخارجية السورية فيصل المقداد، الذي اعرب عن «محبة سوريا قيادة وشعبا لشخص رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ولمواقفه الوطنية الثابتة على الحق، كما لرئيس التيار النائب جبران باسيل، مثنيا على ثباته في المواقف الوطنية بالرغم من الضغوط التي تعرض لها في الداخل كما من الخارج» .

واقام المقداد مأدبة غداء رسمية على شرف الوفد.

… والجميل عند دريان: ممنوع الاحباط

كما لفتت الانتباه زيارة رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» النائب المستقيل سامي الجميل الى دار الفتوى حيث التقى مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان، وقال الجميل بعد اللقاء: «يهمنا في هذا الظرف الدقيق أن نسمع من المفتي وجهة نظره وأن نعرف توجهات دار الفتوى بعد الخطوة التي قام بها الرئيس سعد الحريري، فنحن وكما يعلم جميع اللبنانيين على خلاف أساسي معه بالنسبة إلى النهج السياسي الذي يتبعه الرئيس الحريري، والتسويات التي أقيمت في الآونة الأخيرة، وقد أوضح أنها كانت خطأ في كلمته الأخيرة التي أعلن فيها تعليقه العمل السياسي.

اضاف: ومع كل الاختلاف الذي كان بيننا وبين الرئيس الحريري في السنوات الأخيرة للتسوية الرئاسية بشكل أساسي، إنما لا شك في أنَّ الاعتدال الذي جسده تيار «المستقبل» منذ أيام الرئيس رفيق الحريري، وصولاً إلى اليوم هو حاجة أساسية للبلد، ولا شك في أن هذا الاعتدال انعكس إيجابا على بناء الهوية اللبنانية، والانتماء اللبناني، والمواطن اللبناني، ولا شك أيضا في أنَّ نبذ العنف الذي اعتمده تيار المستقبل والرئيس سعد الحريري،  هو نقطة أساسية بالنسبة إلينا، هذه الأمور الإيجابية يجب أن نبني عليها، ويجب أن نكمل بها.

وتابع الجميل: الوضع حساس جداً، ومن واجبنا أن نأتي إلى دار الفتوى، كي نقول لجميع اللبنانيين، وأولاً لمحبي الرئيس الحريري الذين بالتأكيد أصيبوا بالإحباط، وطرحوا التساؤلات، نريد أن نقول لهم: في هذا البلد ممنوع الإحباط، نحن قضيتنا لبنان أولاً، قضيتنا بناء هذا البلد للأجيال القادمة، نحرره، ونحرر قراره، ونستعيد ديموقراطيته، وهذه معركة ستستمر برغم كل الظروف، ولا أحد يدّعي الوصاية على أي شارع في لبنان، فكل مواطن لبناني حر بقراره، كل مواطن لبناني عنده طموحات وآمال وتطلعات لبناء لبنان جديد.

زيارة غالاغير

الى ذلك بحث الرئيس ميشال عون مع سفير لبنان لدى الفاتيكان فريد الخازن التحضيرات الجارية للزيارة التي سيقوم بها وزير خارجية الفاتيكان المونسنيور بول ريتشارد غالاغير الأسبوع المقبل الى بيروت و يلتقي خلالها كبار المسؤولين، في متابعة للمساعي التي يقوم بها الفاتيكان لدعم لبنان على المستويات السياسية والاجتماعية والانسانية.

وحسب المعلومات، سيشارك غالاغير في مؤتمر سيعقد في جامعة الروح القدس- الكسليك تحت عنوان «البابا يوحنا بولس الثاني ولبنان الرسالة» في الثاني من شباط والثالث منه، والهدف منه تسليط الضوء على مضمون رسالة لبنان والعيش المشترك.

جنبلاط: الفرصة الأخيرة والمواجهة

سياسياً، أكّد النائب السابق وليد جنبلاط استمراره في المواجهة، بعد خروج الرئيس الحريري من المعترك. مؤكداً أن لا قدرة لنا على تطبيق القرار 1559.

ولاحظ أن هناك تخلياً عربيا عن لبنان، بحجة هجوم حزب الله على العرب، ونحن ضحايا هذا الصراع، داعيا إلى دعم الشخصيات والمؤسسات، كالمؤسسات السنيّة كالمقاصد، دار الايتام والعجزة.. كاشفا عن مخاطر العهد القوي، وما فعله بالبلد، متخوفا من سعي الرئيس عون لعدم تسليم السلطة والمضي إلى التمديد.

وكشف عن بناء تحالفات مع شخصيات مستقلة والقوات اللبنانية، معربا عن عدم تشاؤمه من بناء طبقة سياسية جديدة، مشجعاً فريق 17 ت1 (2019) على أخذ دورهم.

وقال انه ضد التعيينات، ما خلا في المؤسسات الأمنية، قبل اجراء الانتخابات، مشددا على ان المفاوضات مع صندوق النقد هي الفرصة الأخيرة لإنقاذ لبنان.

وعن موازنة 2022 قال: «لست خبيراً لكنني لست راضياً عن مشروع الموازنة».

وسـأل: لماذا لم يتم إقرار قانون الكابيتال كونترول؟ الضريبة التصاعدية الموحدة؟ الضريبة على الثروة؟ الضريبة على أملاك الأوقاف؟ لماذا إعفاء الأوقاف عن دفع الضرائب؟

واضاف: الفرصة الأخيرة وضع موازنة مقبولة ترضي صندوق النقد إلّا إذا دخلنا في مزايدات الانتخابات النيابية ومن ثم مزايدات الانتخابات الرئاسية.

وتوجه جنبلاط الى رئيس الوزراء نجيب ميقاتي بالقول: ادعوك لعدم العزوف عن الترشح الى الانتخابات النيابية.

وعن الانتخابات دون تيار المستقبل قال: سنقوم بالحد الأدنى من التحالفات مع شخصيات مستقلّة ومع القوات اللبنانية ولكن قد نُقدِم على خسارة أو نحافظ على حجمنا ولست متشائماً وأدعو من أعدمنا تحت شعار «كلن يعني كلن» للترشّح للانتخابات النيابية.

واضاف: انا لست متشائماً من قدرة الناس اللبنانيين على خلق طبقة سياسية جديدة وانا اشجع كل التغييريين على خوض الانتخابات . ادخلوا الى المجلس النيابي واحدثوا صدمة ايجابية.

وتابع: لست انا من افرض رأيي على بيروت او غير مناطق … ننظر الى المستقبل. الى تيمور جنبلاط (هو المستقبل) وانا الماضي. ونحاول الحفاظ على موقعنا في مناطقنا حيث تمثيلنا.

واضاف: الجماعة الإسلامية موجودة ولكن فلننتظر ونحدّد والمهم أن لا نخرج بأي تحالفات من أجل الوصول إلى أي حجم ولن أتحالف مع عبد الرحيم مراد والساحة السنية متنوّعة ووطنية، ولن أتحالف مع عبد الرحيم مراد والساحة في البقاع الغربي لا تخلو من الشخصيات التي يمكننا التحالف معها.

واضاف: أيّ خلاف على الأسماء يؤدّي الى الخسارة وسنُعلن أسماء مرشّحينا خلال أسبوعين الى أقصى حدّ.

خليل: الدولار الجمركي قيد الدرس

مالياً،

أكد وزير المالية يوسف الخليل أن «وضعنا المالي صعب ولا حل سوى ان نعتمد على أنفسنا»، مشيرا الى أنه «اشعر بحجم الكارثة المالية على البلد والناس».

ولفت خليل الى ان «هناك جوّا متفهما وداعما في الحكومة للموازنة»، معتبرا ان «الموازنة هي موازنة الممكن ونحاول تفهم كل مطالب الموظفين في القطاع العام»، مؤكدا «اننا سندفع منحا لموظفي القطاع العام بما فيهم العسكر».

شدد الخليل على أن «الجو ايجابي داخل مجلس الوزراء ولمست حماساً لدى الوزراء الذين نعمل معهم بشكل جماعي وانفتاح لافكار وطروحات جدية»، معتبرا أن «الوضع الاقتصادي الصعب شرذم القطاعات الانتاجية والمواطن في حالة يرثى لها اقتصادياً واجتماعياً».

أضاف: «هذه الموازنة هي موازنة طوارئ للحفاظ على ما تبقى من مؤسسات في البلد»، معتبرا أن «الجو ايجابي داخل مجلس الوزراء و لمست حماساً لدى الوزراء الذين نعمل معهم بشكل جماعي وانفتاح لافكار وطروحات جدية»، لافتا الى أن «الوضع الاقتصادي الصعب شرذم القطاعات الانتاجية والمواطن في حالة يرثى لها اقتصادياً واجتماعياً».

وكشف الوزير خليل أنه «يجري الحديث عن تقديم منح للقطاع العام لمدة سنة»، موضحا أنه «من نقاط ضعف هذه الموازنة عدم الجدية في مكافة التهرب الضريبي والايرادات المنخفضة والاصلاحات التي تم ترحيلها، والدولار الجمركي مشكلة اساسية وهو ملك الدولة نريد تنفيذه لنجذب مداخيل لنقدر نستمر لتغطية المصاريف، لكن ليس من المفروض ان يشعر المستهلك بالفرق نتيجة الزيادة في الرسوم».

وأوضح أنه «سنحتاج لموظفين في الجمارك بالتأكيد فور تطبيق مسألة الدولار الجمركي وسنقوم بتثبيت الموظفين في هذا الجهاز».

تابع خليل «تحاورنا مع الهيئات الاقتصادية حول رفع سعر الصرف وموضوع الدولار الجمركي».

وكشف النقاب عن اتفاق حصل بين الرئيس ميقاتي والهيئات الاقتصادية على دولار جمركي لا يقل عن 12 ألف ليرة، فيما اقترح ان يكون الدولار الجمركي 8 آلاف ليرة، فيما رجح وزير المال يوسف خليل ان يكون 14 ألفا أو أكثر.

على صعيد التحضير للانتخابات أعلن وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي جهوزية وزارة الداخلية للانتخابات النيابية المقبلة وقيامها بالتحضير والمتابعة المستمرة لتأمين الأمور اللوجستية، وقال انه يواصل العمل لضبط المخدرات وملاحقة شبكات تهريبها، مؤكدا: «نحن نتابع ونكافح هذه الافة وسننجح». وذلك بعد زيارته قصر بعبدا بعد ظهر امس، والاجتماع إلى الرئيس عون الذي اطلع منه على عمل وزارة الداخلية لجهة مكافحة تهريب المخدرات والاستعدادات للانتخابات النيابية المقبلة، فضلا عن مساعدة المواطنين الذين حاصرتهم الثلوج في الساعات الأخيرة.

وفي سياق التحرّك على الأرض، واستنكاراً لما يحمله مشروع الموازنة للعام 2022 من مواد تصعب حياة اللبنانيين والمتقاعدين ومنها المادة 135 التي شكل، حسب مجلس تنسيق المتقاعدين في القطاع العام، المدنيين والعسكريين، دعا المجلس إلى الاعتصام في ساحة رياض الصلح ابتداء من الساعة التاسعة والنصف من صباح اليوم.

الطقس الممطر

ولليوم الثاني، تكشفت أضرار العاصفة التي تجتاح لبنان على الرغم من التفاؤل الذي بسطه الجنرال الأبيض على يوميات اللبنانيين السوداء.

وفي بشري، سقط مبنى قديم غير مسكون في ساحة كنيسة السيدة في بشري بسب كمية الثلوج، واقتصرت الأضرار على الماديات وبعض السيارات الموجودة في المحلة.

وتعمل جرافة بلدية بشري على رفع الأنقاض وفتح الطريق.

وفي الضنية، تسبب انزلاق صخور وأتربة نتيجة الأمطار الغزيرة التي هطلت خلال الساعات الماضية، في إغلاق الطريق المؤدية من بلدة عزقي إلى منطقة عيون السمك، وتعذر عبور السيارات عليها.

891982 إصابة

 صحياً، اعلنت وزارة الصحة في تقريرها اليومي عن تسجيل 9199 إصابة، و16 حالة وفاة خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع العدد التراكمي إلى 891982 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.

*********************************************

الديار

العاصفة الثلجية تلامس الشاطىء وتغزو المرتفعات والعواصف السياسية والاقتصادية على «الابواب»

 تشاؤم حول الردود الخليجية على اجوبة لبنان واسرائيل تصف الوثيقة «بالاستسلام»

بهاء يمهد لوراثة سعد..بري لثني ميقاتي عن العزوف: الانتخابات الرئاسية في خطر! – ابراهيم ناصرالدين

تقدمت العاصفة الثلجية «ياسمين» على ما عداها مع وصول الثلوج الى الشواطىء اللبنانية في حدث غير مألوف لم يحصل منذ العام 1963حيث تساقطت الثلوج على ارتفاع 400 متر وما دون وقد لامست الشاطئ في عمشيت وجبيل، وتدنت درجة الحرارة الى الصفر وبضع درجات تحته في البقاع وعلى المرتفعات، وكالعادة فضحت موجة الصقيع والامطار الغزيرة الدولة المهترئة حيث وجد اللبنانيون انفسهم كالعادة في مواجهة تحديات الطبيعة في غياب الكهرباء وشح المازوت وشراءه من السوق السوداء بعمولات تجاوزت السعر الرسمي ب15 بالمئة باقرار وزير الطاقة والمياه وليد فياض الذي «شجب» الجريمة مع وزير الاقتصاد والتجارة أمين سلام  واكتفيا بوعد لا «يغني» عن برد بملاحقة أي مخالفة تستغل ظروف الناس الصعبة وتحديداً في المناطق الجبلية؟ فيما يبقى السؤال حول الاجراءات الاستباقية المفترضة لدولة تعودت على مشاركة المواطنين «بالشكوى» «والنق»دون ان تقوم بواجباتها كسلطة رادعة لمنع «الذل» باشكاله المتنوعة!

وفيما تشق الموازنة غير الاصلاحية في بنودها «التضخمية» طريقها نحو الاقرار في مجلس الوزراء، تكبر يوما بعد يوم «كرة ثلج» خروج رئيس تيار المستقبل سعد الحريري من الحياة السياسية وتداعياته على الساحة السنية، وفيما نفى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط نيته «الاعتكاف» السياسي معتبرا ان ظروف الحريري خاصة به، مؤكدا المضي بالحد الادنى من «المقاومة» على رغم الظروف الدولية والاقليمية الصعبة،في ظل تخلي العرب عن الساحة اللبنانية، يكثر الحديث عن سعي بهاء الحريري للحصول على «المظلة» السعودية لوراثة اخيه والدخول بقوة على الساحة السنية في شباط المقبل، وقد انتقل النقاش الى تاثير المقاطعة السنية السلبي على الاستحقاق الرئاسي بعد النيابي، وهو ما يقلق «عين التينة» التي تحاول ثني رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عن مقاطعة الاستحقاق الانتخابي فيما تحركت السفارتان الاميركية والفرنسية للتحذير من تداعيات اي محاولة لنسف الانتخابات. اما انتظار رد فعل دول «وثيقة» الاملاءات التي سوقت لها الكويت على الاجوبة اللبنانية المفترضة غدا، فلا تحمل التوقعات الكثير من التفاؤل خصوصا بعدما تحولت «الشروط» الى ورقة تفاوضية ارادت السعودية فرضها على «الطاولة» في الحوار مع طهران التي سبق لها ان رفضت ان يكون لبنان جزءا من الحوار الثنائي.

رد عملي لا انشائي؟

الرد العملي اللبناني سيحمله وزير الخارجية عبدالله بوحبيب الى نظرائه العرب يوم غد، ووفقا للمعلومات، انهى القصر الجمهوري صياغة نص «غير انشائي» وواضح وافق عليه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ويفترض ان يعرض اليوم على رئيس مجلس النواب نبيه بري للموافقة عليه، ووفقا للمعلومات، لم يلزم لبنان نفسه بما لا طاقة له عليه لجهة القرار 1559وال1701وهو سيضع القرارين في سياقهما الدولي والاقليمي وارتباطهما بتطبيق اسرائيل بالتزامها بالقرارات الدولية، اي ان ملف سلاح حزب الله يتجاوز الواقع اللبناني الداخلي، ونزعه مسالة اكبر من قدرة لبنان على اتخاذ القرار فيه اما منع التحريض على دول الخليج فيستعرض الرد تعامل لبنان الرسمي بجدية مع هذا الشان بعد اقالة وزيرين للخارجية والاعلام، فيما مكافحة المواد المخدرة، فيملك الجانب اللبناني الكثير من الوثائق التي تؤكد التعاون الامني الوثيق مع كافة الدول لمكافحة هذه الآفة التي تحمل ابعادا جرمية لا سياسية.

لبنان على «الطاولة»؟

ووفقا لاوساط دبلوماسية، فان الامور ستبدا بالتبلور بعد يوم السبت حيث سيتبين كيفية تعامل دول الخليج وفي طليعتهم الرياض مع الردود اللبنانية على «الوثيقة» الكويتية التي تبدو وفقا للتسريبات «غير كافية»، حيث يامل الجانب اللبناني فتح مسار تفاوضي حول نقاطها العالقة وخصوصا سلاح حزب الله، وهو امر لا يبدو انه قابل للتفاوض، الا اذا حصلت تطورات ايجابية في مسار طاولة الحوار مع طهران لاحقا، حيث تعمدت السعودية الاعلان عن هذه الوثيقة لتكون جزءا من عملية التفاوض بعدما سبق للايرانيين ان رفضوا ادخال لبنان ضمن اي «صفقة»؟!

 ثمن «البقاء على قيد الحياة»

وبانتظار كيفية تلقف دول الخليج للردود اللبنانية، فان هذه الوثيقة، لم تغب عن اهتمام دولة الاحتلال الاسرائيلي، حيث وصفها مصدر رفيع المستوى بانها تمثل الثمن الذي على لبنان دفعه إذا أراد «البقاء على قيد الحياة»، وبحسب صحيفة «هارتس» التي تحدثت عما وصفته بتدفق «الدماء الشريرة» بين السعودية ولبنان، وقالت «ان مصدرها جهود ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، لإبعاد حزب الله من الحكومة، وتقليص هيمنة إيران وعودة «صاحب البيت» ليكون في الدولة مثلما كانت الحال في عهد رئيس الحكومة رفيق الحريري، الذي قتل في العام 2005. وذكرت «هارتس» بان الجهود السعودية وصلت إلى الذروة في 2017 عندما استدعت المملكة رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري، وأجبرته على إعلان استقالته من الحكومة. واشارت الصحيفة الى ان السعودية فرضت المزيد من العقوبات المؤلمة على لبنان، عندما فرضت الحظر على استيراد البضائع بحجة ملايين حبوب المخدرات و قد انضم إلى السعودية، التي علقت علاقاتها الدبلوماسية مع لبنان في تشرين الأول، الإمارات والبحرين، وبهذا أكملوا الخناق على الاقتصاد اللبناني.

«وثيقة» استسلام

ووصفت الصحيفة الشروط بانها «وثيقة استسلام استهدفت إهانة لبنان»، واشارت الى ان «العبوة الناسفة» تكمن في الطلب السياسي، الذي يلزم لبنان التعهد بتطبيق قرارات الأمم المتحدة، خاصة قرار 1559 ، وقرار 1701، وفي هذه القرارات بند «غير معقول» حسب وصفها يقضي بوجوب سيطرة كاملة للحكومة فقط على أي سلاح في الدولة، ونزع سلاح المليشيات المسلحة، منها حزب الله.

تمديد مهلة «الانذار»

وخلصت الصحيفة الى التاكيد ان الانذار السعودي الذي ينتهي السبت قد يمدد حتى انتهاء الاستحقاق الانتخابي وهذا يعني ان لبنان سيضطر للعيش على آخر «البخار» المتبقي لخمسة أشهر أخرى وتشكيل حكومة جديدة التي تدور شكوك كبيرة حول ولادتها بسرعة، هذا اذا حصلت الانتخابات بعد خروج سعد الحريري من الحياة السياسية، كما تقول «هارتس» التي رجحت ان يتمكن السنة الذين لا يشكلون جسماً واحداً أن يجدوا له بديلاً ، وبرايها فان المرشح الاوفر حظا شقيقه بهاء الحريري!.

بهاء «ملء الفراغ»

وفي هذا السياق، رجحت مصادر دبلوماسية ان يتحرك بهاء الحريري على نحو اكثر وضوحا في ذكرى 14 شباط المقبل في خلال احياء ذكرى اغتيال والده، ولفتت الى وجود تحضيرات لوجستية تمهد لحضوره شخصيا الى بيروت لاطلاق معركة «وراثة» تيار المستقبل عبر حركة «سوا لبنان» وهو يسعى الان للحصول على غطاء سعودي «رسمي» ليكون البديل عن شقيقه. وقد باشر اتصالاته مع العديد من الشخصيات لحثها على الترشح من خلال «مظلته» السياسية واعدا بتغطية مالية مفتوحة للترشيحات الانتخابية.

 العزوف بين بري وميقاتي ؟

في هذا الوقت، يميل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى عدم الترشح الى الانتخابات المقبلة، لكنه بحسب اوساط سياسية طرابلسية ينتظر الوقت المناسب لإعلان موقفه، ولن يحصل ذلك قبل تقطيع إقرار الموازنة في مجلس النواب، ووضع التفاوض مع «صندوق النقد الدولي» على سكته الصحيحة، كي لا يخلق عزوفه بلبلة تعيق العمل الحكومي.

  اغراءات التطرف

ولفتت تلك الاوساط الى ان رئيس مجلس النواب نبيه بري تدخل على نحو مباشر مع رئيس الحكومة لثنيه عن هذا القرار او التريث في الاقدام عليه ريثما يتم استيعاب اعلان الحريري عزوفه عن المشاركة في الاستحقاق الانتخابي، ويأمل رئيس المجلس في مراجعة ميقاتي لموقفه لانه سيشكل «َضربة» موجعة للاعتدال السني وسيفتح الباب واسعا امام تسلل التطرف على نحو غير مسبوق الى المجلس النيابي خصوصا ان تاثير ميقاتي فاعل في الشمال المحافظة الاكثر تعرضا لاغراءات متنوعة تقوم بها جهات عديدة لفرض واقع سني جديد يقود معارضة متطرفة قد تاخذ البلاد الى مزيد من التوتر.

 تاثيرات على الدوائر الانتخابية

كما ان خروجه من «السباق» بعد الحريري والرئيس تمام سلام والنائب بهية الحريري سيعني ان المقاطعة السنية ستكون واسعة وستترك تاثيراتها المباشرة على 24دائرة انتخابية حيث لصوتهم تاثير مباشر على انتخاب نحو 81 نائبا، وهنا ستدخل التحالفات في حسابات جديدة معقدة تعيد خلط الاوراق خصوصا لدى القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي اللذين يعولان على «الرافعة» السنية في اكثر من دائرة.

 «لغم» الانتخابات الرئاسية

ووفقا لزوارعين التينة ابدى بري قلقا واضحا من طبيعة «خريطة» المجلس النيابي وتوازناته المقبلة في ظل التطورات المتلاحقة على الساحة السنية، وهو ذّكر الحريري في لقائهما الاخير، وكذلك ميقاتي بان هذا المجلس سيكون امام مهمة انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وتشتت الصوت السني وعدم وجود كتل وازنة تمثل هذا «الشارع» سيضع الجميع امام «المأزق» وستذهب الامور باتجاهات مقلقة، مستغربا كيف يمكن السماح او المساعدة بتسهيل هذا الامر الذي وصفه بري «باللغم» الكبير الذي لا يعرف احد كيف ستتوزع شظاياه اذا ما انفجر في وجه الجميع!

 واشنطن مصرة على الانتخابات؟

ووفقا لمصادر سياسية مطلعة، كانت هذه «الهواجس» جزءا من نقاش اجرته شخصيات سياسية وازنة مع السفيرة الاميركية في بيروت دوروثي شيا، تخوفوا خلاله من مقدمات مقلقة لتطيير الانتخابات، ووفقا للمعلومات، «نفضت» السفيرة يدها من التاثير في قرار الحريري «غامزة» من «قناة» السعوديين وقالت انهم كما يبدو «تركوا تاثيرا كبيرا على قرار الحريري»، ودون ان تقدم اجوبة واضحة حيال عزوف بلادها عن التدخل لمنع حصول هذا «الزلزال» السياسي، كانت حاسمة لجهة التاكيد ان الادارة الحالية مصرة على اجراء الانتخابات مهما كانت الظروف المحيطة بها، وتحدثت عن «امل» كبير في تاثير من اسمتهم قوى «التغيير» في المجتمع المدني في خلق توازنات جديدة في البرلمان تمنع «سطوة» حزب الله.!

باريس قلقة وتحذر!

في المقابل، شهدت الساعات القليلة الماضية تحركا بعيدا عن الاعلام للسفيرة الفرنسية آن غريو التي تواصلت مع سياسيين ومسؤولين رسميين لاستطلاع موقفهم من احتمال حصول تاجيل للانتخابات النيابية، مبدية حذرا شديدا ازاء تطور الاحداث، وكانت حريصة على عرض اكثر من سيناريو مفترض قد يؤدي الى الاطاحة بالاستحقاق، وطالبت بردود واضحة حيال كيفية التعامل معها، محذرة من التداعيات الخطيرة التي يمكن ان تحصل اذا ما جرى الاطاحة بالانتخابات.

 «التيار» في دمشق: زيارة رئاسية؟

وفي خطوة سياسية لافتة، تمهد لزيارة الوزير جبران باسيل الى دمشق، قام وفد من «التيار الوطني الحر» برئاسة الوزير السابق طارق الخطيب، بزيارة العاصمة السورية بدعوة من الامين العام المساعد لـ»حزب البعث العربي الاشتراكي» هلال هلال، والتقى الوفد ايضا، وزير الخارجية السورية فيصل المقداد، الذي اعرب عن «محبة سوريا قيادة وشعبا لشخص رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ولمواقفه الوطنية الثابتة على الحق، كما لرئيس التيار النائب جبران باسيل»، مثنيا على «ثباته في المواقف الوطنية بالرغم من الضغوط التي تعرض لها في الداخل كما من الخارج». ووفقا لمصادر متابعة فان «التيار» حسم امره لجهة اخذ خطوات تاخرت سنوات باتجاه سوريا بعد خسارة «الرافعة» الاقليمية والدولية حيث يراهن باسيل على عودة دمشق الى توازنها وموقعها عربيا، ويسعى ليكون «حصانها» الرابح في الاستحقاق الرئاسي المقبل.

نقاش الموازنة

في هذا الوقت، واصل مجلس الوزراء امس جلساته المفتوحة لدرس مشروع قانون الموازنة العامة لعام 2022في الشكل انتهت مناقشة الموازنة قانونيا، واليوم سيتم مناقشة بنود عديدة اهمها كيفية تحديد نسبة الضرائب والرسوم، ووفقا لمصادر وزراية، فان وزارة المال ستقدم اليوم المعيار التي سيتم من خلاله احتساب هذه النسب. اما بالنسبة الى الدولار الجمركي فقد تم الاتفاق على ان يتخذ مجلس الوزراء قرار رفع قيمته لا وزير المال الذي سيقدم دراسة مفصلة الى الحكومة.

كارثة الدولار الجمركي

هذا البند قد يحمل معه نتائج كارثية على الواقع المعيشي السيىء اصلا، كما تقول مصادر اقتصادية سخرت من تقليل عدد من الوزراء من تداعيات زيادة الدولار الجمركي عبر القول ان الادوية ومعظم المواد الغذائية معفاة من الضريبة اصلا ولن تشهد زيادة في الاسعار، وقالت انه سواء تم تحديد سعر الدولار على 20 الف ليرة او السير باقتراح الضريبة التصاعدية بين 8 الاف وعشرين الف فان الانعكاسات ستكون كارثية مثلا على اسعار الملابس، والادوات المنزلية، والاكترونية، وكذلك السيارات التي ستتجاوز كل حدود المنطق، وعلى سبيل المثال لا الحصر فان السيارة التي كانت تكلفة جمركها 8 ملايين ليرة ستصبح مئة مليون ليرة !

وفي ختام الجلسة امس، أعلن وزير التربية ووزير الإعلام بالوكالة، عباس الحلبي، أنه جرى درس المواد من 120 إلى 139، أي استكملت دراسة الموازنة بكلّ موادها، وأشار إلى أنّه جرى نقاش معمّق بشأن وضع الإدارة العامة وضمان استمرارية العمل فيها كما في سائر القطاعات الصحية والتربوية والمعيشية والاجتماعية، وجرى البحث في ضرورة شرح أهداف الموازنة للمواطنين، معتبراً أنّ الضوضاء الإعلامية التي أحاطت بتوزيع مشروعها لا تهدف إلا إلى الإمعان بتقليل الثقة بكلّ ما تجريه الدولة وهذا ليس بالتأكيد في مصلحة اللبنانيين.

تعاظم التضخم ؟

من جهتها اكدت مصادر نيابية ان الخلل الرئيسي الذي يعتري الموازنة انها وضعت وفق رؤية محاسبية، ولم تحقق التوازن المطلوب لان العجز سيبلغ نحو 15250 مليار ليرة، وهذا يعني انه سيتم الاقتراض مرة جديدة من مصرف لبنان لتغطية الفجوة وضخها في السوق. وهذا يعني ان العجز سيكون كبيرا وهو يبلغ 31% من النفقات وفيما تضخمت الأسعار سبع مرات، الا ان الدين العام لم يتدن إلا نصف مرة. ولا يمكن الاستمرار ابدا في التعايش مع هذا الحجم من التضخم.!

*********************************************

 الشرق

«برد وصقعة » ومازوت أسود .. والدولار الجمركي يهدّد الموازنة

«ياسمين» في صدارة اهتمامات اللبنانيين، وقد وجدوا أنفسهم مضطرين إلى تنظيم حياتهم على إيقاع عاصفة عاتية، حملت معها الثلوج والصقيع، وأعادت التذكير بـ «طقوس» فصل الشتاء العائد بقوة، الى دولة منهارة تفتقد ادنى مقومات المواجهة بدءا من التدفئة المنعدمة الا في بيوت الميسورين في ظل انقطاع تام للكهرباء وارتفاع اسعار المحروقات، فاقفلت المدارس وبعض المحال لا سيما في القرى الجبلية والمتوسطة،حيث تساقطت الثلوج على ارتفاع 400 متر وما دون وقد لامست الشاطئ في عمشيت وجبيل،وتساقط البرد بغزارة في العاصمة بيروت ، وتدنت درجة الحرارة الى الصفر وبضع درجات تحته في البقاع وعلى المرتفعات

ليدخل اللبنانيون في معركة من نوع آخر ليس مع المنظومة السياسية انما مع صقيع  الطبيعة، وجنرالها الابيض.

درس الموازنة

اما جنرال السياسة، فلن يسجل جديدا في انتظار تقديم لبنان ردّه على الورقة الكويتية، غدا السبت عبر وزير الخارجية عبدالله بوحبيب. في الاثناء، التأم مجلس الوزراء لمواصلة درس مشروع الموازنة. وافيد انه وافق على البند ١٣٣ من الموازنة المتعلق بالدولار الجمركي مع بعض التعديلات والتفسيرات، والمتعلق بتحديد الحكومة بمرسوم كيفية إستيفاء الرسوم الجمركية بالعملة اللبنانية وفق سعر صرف للدولار يصل إلى سعر الصرف على منصة صيرفة، ويرفع السعر تدريجيًا حسب السلع.

الاقرار اليوم؟

وبعد الجلسة اشار وزير الاعلام بالوكالة وزير التربية عباس الحلبي خلال تلاوته المقررات الى انه «جرى نقاش معمق حول وضع الادارة العامة وضمان استمرارية العمل فيها كما في سائر القطاعات، وجرى التداول بضرورة شرح اهداف الموازنة للمواطنين». ولفت الحلبي الى انه «تقرر ان يستأنف المجلس جلساته المفتوحة اليوم الجمعة عند التاسعة بقراءة التقرير المقدم من وزير المالية حول مشروع الموازنة، كما سيصار الى النقاش  في المواد بغية اقرار الموازنة في جلسة الغد». واوضح بان «الضوضاء الإعلامية التي أحاطت بمشروع الموازنة تهدف إلى هز الثقة بالدولة، وما تقوم به وهذا لا يهدف إلا إلى تحقيق مصالح بعض الفئات الضيقة». واوضح الحلبي بأن «لا يمكننا تحديد سعر الصرف الجمركي ويجب أن يكون له معيار معين، ومن الممكن أن يكون معياراً «صيرفياً»، ونحن ندرس إمكانية تصحيح الرواتب في القطاع العام لكن ضمن الإمكانات المتاحة في الخزينة».

المازوت والسوق السوداء

ليس بعيدا من شؤون الطاقة، وفي وقت انخفضت اسعار المحروقات انخفاضا طفيفا امس، أثارت عملية بيع المازوت في السوق السوداء خلال موجة الصقيع، ردود فعل وزارية شاجبة. فقال  وزير الطاقة والمياه وليد فياض من السراي عقب انتهاء جلسة مجلس الوزراء “بالنسبة إلى موزّعي المازوت هناك سوق سوداء وجملة من التجاوزات، حيث يتم أخذ عمولات تفوق السعر المعتمَد وتصل الى حدود 10 و15 في المئة، وهذا الامر يشكّل جريمة وعلى القضاء ملاحقة هذه الأطراف المهرِّبة». بدوره أشار وزير الاقتصاد والتجارة أمين سلام  إلى أن «شكاوى عديدة تردنا حول احتكار المازوت، ويجب الالتزام بأسعار وزارة الطاقة وسيتم ملاحقة أي مخالفة تستغل ظروف الناس الصعبة وتحديداً في المناطق الجبلية… إرحموا المحتاج». ولفت في المقلب الآخر إلى «تحسّن في الأداء لدى أصحاب المولدات»، وقال: إما «نكفّي نكسّر ببعض» أو يجب أن يلتزموا بالإرشادات والتسعيرات التي تحدّد بدقّة متناهية.

زيارة غالاغر

على صعيد آخر، استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون سفير لبنان في الفاتيكان فريد الياس الخازن وعرض معه التحضيرات للزيارة التي سيقوم بها إلى لبنان وزير الخارجية في الكرسي الرسولي المونسنيور بول ريتشارد غالاغر الأسبوع المقبل. كما استقبل، وزير الداخلية بسام مولوي الذي أطلعه على الأوضاع الأمنية في البلاد وحصيلة الجهود المبذولة لمكافحة تهريب المخدرات بعد ضبط سلسلة محاولات تهريب الى الخارج.

احباط مخدرات

وجاءت زيارة مولوي لبعبدا اثر الاعلان عن احباط شحنة مخدرات معدة للتصدير. اذ، كتب وزير الداخلية بسام مولوي عبر حسابه على «تويتر»، «عملية جديدة تثبت فيها الاجهزة الامنية إصرارها على مكافحة تهريب المخدرات الى خارج لبنان، اذ تمكن مكتب مكافحة المخدرات في الشرطة القضائية بالتعاون مع شعبة مكافحة المخدرات في الجمارك من ضبط حوالي ١٢ طنا من المخدرات مموهة في صناديق من مسحوق الشراب (عصير) متوجهة الى السودان كمحطة أولى. التحقيقات متواصلة للكشف على كل محتوى الشحنة وملابسات العملية. لن ندخر جهداً في إحباط كل عمليات التهريب ومنع الأذى والشر عن اشقائنا العرب».

التيار في سوريا

من جهة ثانية، لفتت زيارة وفد من «التيار الوطني الحر» برئاسة الوزير السابق طارق الخطيب، دمشق، بدعوة من الامين العام المساعد لـ»حزب البعث العربي الاشتراكي» هلال هلال الذي التقاه، في حضور الوزير السابق عضو القيادة القطرية في الحزب مهدي دخل الله في مبنى الحزب في دمشق. وبحسب بيان للتيار، أن «البحث تناول ضرورة تطوير العلاقات بين البلدين، وشدد المجتمعون على وحدة الموقف في وجه التحديات المشتركة التي تهدد الشعبين اقتصاديا وسياسيا». والتقى الوفد ايضا، وزير الخارجية السورية فيصل المقداد، الذي اعرب عن «محبة سوريا قيادة وشعبا لشخص رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ولمواقفه الوطنية الثابتة على الحق، كما لرئيس التيار النائب جبران باسيل»، مثنيا على «ثباته في المواقف الوطنية بالرغم من الضغوط التي تعرض لها في الداخل كما من الخارج». ثم لبى الوفد دعوة غداء رسمية على شرفه مع الوزير  المقداد ودخل الله.

*********************

البناء: واشنطن تنصح رعاياها بعدم التوجّه الى الإمارات… التي تطلب الدعم عسكريّاً

الموازنة للإقرار اليوم ودولار الجمارك والاتصالات والكهرباء 20 ألفاً

جنبلاط وجدانيّاً مع الحريري وسياسياً وانتخابياً مع القوات والمجتمع المدنيّ

جبهة الإمارات واليمن الى مزيد من التصعيد وجبهة كييف ودونباس، وفقاً لما قاله بيان وزارة الخارجية الأميركية بدعوة الرعايا الأميركيين لعدم المخاطرة بالتوجه اليها في ظل مخاطر أمنية متصاعدة، والإمارات تعترف بالمخاطر وتطلب الدعم الأميركي بأسلحة ومعدّات لمواجهة هذه المخاطر، بينما يعرض اليمنيون طريقاً مختلفاً لتفاديها هو وقف التورط الإماراتي في الحرب على اليمن والعودة الى الاتفاقات السابقة التي حيّدت الإمارات من النشاط الحربي وحيّدت المرافق الإماراتية الحيوية من الاستهداف اليمني. ويبدو أن هذا العرض سيحمله وزير خارجية قطر الذي زار طهران والتقى بوزير الخارجية الإيراني، قبيل زيارة أمير قطر الى واشنطن ولقائه بالرئيس الأميركي. وجاء في بيان عقب الزيارة ان البحث تناول من بين ملفات المنطقة حرب اليمن.

في لبنان فاجأ تطوّر الإصابات بكورونا وتسجيل رقم على عتبة الـ 10000 إصابة أمس، مع المعلومات حول متحوّر جديد ينتشر بسرعة وهو أشدّ خطورة مما سبق، في ظل تهاون بالإجراءات الوقائية تسبب به التقدير بأن متحور أوميكرون ليس شديد الأذى، وأن اللقاح كاف للحدّ من تأثيراته، وجاء التطور الجديد ليعيد الانتباه لخطورة الوضع.

على الصعيد الحكومي والشعبي العيون مشدودة نحو مصير الموازنة وأرقامها، والمتوقع أن ينهي مجلس الوزراء اليوم مناقشاته بإقرار الموازنة وترحيل باقي النقاش الى مجلس النواب، انطلاقاً من تقدير رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أن الإقرار السريع سيتيح تحويل الموازنة الى إحدى أوراق تسريع التفاوض مع صندوق الدولي، وفي الأرقام الجديدة تحدث وزير المالية يوسف خليل عن اعتماد دولار العشرين ألف ليرة في استيفاء الرسوم الجمركيّة، وفواتير الهاتف والكهرباء، بما يزيد الأعباء على المواطنين اللبنانيين بأرقام تفوق طاقتهم، وهو ما سيفتح النقاش حول مستقبل الرواتب التي ستستهلكها فواتير الكهرباء والاتصالات الجديدة وحدَها، حيث ستكون قيمة الفاتورة التي تبلغ اليوم مئتي ألف ليرة، ثلاثة ملايين ليرة، وفاتورة الهاتف والإنترنت التي تبلغ مئة الف ليرة ستصبح مليوناً ونصف مليون ليرة.

سياسياً، حسم النائب السابق وليد جنبلاط طي صفحة انسحاب الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل من المشهدين السياسي والانتخابي مكتفياً بالتضامن الوجداني، معلناً أن الانتخابات ستفتح الباب أمام التغيير والوجوه الجديدة، مؤكداً تموضعه الى جانب القوات اللبنانية في الانتخابات، ودعمه للقاضي طارق بيطار في تحقيقات مرفأ بيروت، متوجّهاً الى دول الخليج وإيران على حد سواء لتقدير الخصوصية اللبنانية والحفاظ على ما يمثله من نموذج فريد للتنوع، ومركز جامعي واستشفائي.

فيما فرضت العاصفة «ياسمين» إيقاعها على البلاد وحركة المواطنين وتنقلاتهم إلى أماكن عملهم ومدارسهم، بقيت جملة ملفات كقرار الرئيس سعد الحريري تعليق عمله الانتخابي والسياسي والمبادرة الكويتيّة ومشروع موازنة 2022، الحاكمة للمشهد السياسيّ، وسط ترقب لتداعيات خطوة الحريري على الشارعين المستقبلي والسني وعلى الانتخابات النيابيّة عموماً لجهة الترشيحات والتحالفات والنتائج المتوقعة، بموازاة سباق بين الردّ اللبنانيّ على البنود الـ12 التي حملتها المبادرة الكويتية وبين اجتماع وزراء الخارجيّة العرب نهاية الشهر الجاري الذي سيخرج بقرار جماعي موحّد من لبنان بناء على إجابته على المبادرة.

ووفق مصادر مطلعة على مزاج الشارع السني لـ”البناء” فإن جمهور تيار المستقبل والسنة عموماً سيتوزّع إلى خمسة أقسام:

القيادات التقليدية التي لا تنضوي تحت لواء المستقبل وممثلو العائلات في المناطق.

–  حزب القوات اللبنانية الذي وتحالفه مع اللواء أشرف ريفي وربما بهاء الحريري (إذا قرّر خوض الانتخابات).

– القوى الإسلامية بمن فيهم الجماعة الإسلامية وقد يتلقون الدعم من تركيا وقطر وغيرهما.

– القوى المستجدّة، أو ما يُسمّى بالمجتمع المدني المدعومة من السفارة الأميركية والسفارة السعودية.

– القوى السنية المنضوية تحت فريق المقاومة أو 8 آذار كالنائب عبد الرحيم مراد والنائب فيصل كرامي وجمعيّة المشاريع الخيريّة الإسلامية والنائب جهاد الصمد وغيرهم.

وتشير أوساط مطلعة على أجواء المستقبل لـ”البناء” إلى أن “الشارع المستقبلي سيردّ الصاع للقوات اللبنانية التي يتهمها بطعن الحريري في مراحل ومواقع متعددة، وذلك من خلال التصويت ضد المتحالفين مع القوات، وستتوزّع أصوات التيار الأزرق على قوى متعددة وفق الحسابات السياسية تارة والمناطقية والعائلية والمنفعية تارة أخرى، كما أن الشارع المستقبلي يخفي جمر غضبه تجاه السعودية تحت الرماد لكونها مسؤولة عن تدمير الحريري منذ احتجازه في الرياض حتى انسحابه من السياسة. وهذا ما تظهره بوضوح حملة التضامن مع الحريري في بيت الوسط التي أطلقت شعارات تنتقد المملكة وتحملها المسؤولية”.

وأشارت مصادر سياسية لـ”البناء” الى أن “السعودية اعتقدت بأن الحريري بإزاحته يمكن استبداله بقوى سنية أخرى تدين لها بالولاء ويمكنها بالتحالف مع القوات اللبنانية من مواجهة حزب الله، لكن تشتت تيار المستقبل لا يعني انتقاله الى القوات”، مضيفة: “حزب الله وحلفاؤه سيتمكّنون من الحصول على نسبة كبيرة من الصوت المستقبليّ الذي لن يذهب للقوات اللبنانية وإن سعت السعودية وواشنطن لذلك”، ولهذا الأمر قد تدفع استطلاعات الرأي الأميركيين والسعوديين الى تطيير الانتخابات، بحسب المصادر، “إذا أيقنوا عدم تمكنهم من الحصول على الأغلبية النيابية”، مضيفة أن “حزب الله وحلفاءه في حركة أمل والحزب السوري القومي الاجتماعي وتيار المردة واللقاء التشاوري للنواب السنّة المستقلين والنائب طلال أرسلان ومع التيار الوطني الحر يتمكّنون من الحصول على الأكثرية وبالتالي إسقاط مخطط انتزاع الأغلبية لمزيد من الحصار السياسي لحزب الله”.

الى ذلك، كشفت مصادر “البناء” أن “الحكومة اللبنانية ستردّ على المبادرة الكويتية بالموافقة على البنود باستثناء جوهر المبادرة والمقاصد الخليجية أي تطبيق القرار 1559 ونزع سلاح حزب الله”.

وأشارت أوساط سياسية لـ”البناء” الى أن “المبادرة الكويتية تهدف الى محاولة انتزاع استسلام من لبنان في ملفات عدة لا سيما ترسيم الحدود وسلاح المقاومة، ظناً من الأميركيين بأن لبنان ضعيف ويعاني أوضاعاً اقتصادية صعبة والدولة منهكة وتتخبط بالأزمات وهذه الفرصة الملائمة لانتزاع الشروط منها، لا سيما ان زيارة وزير الخارجية الكويتي الذي نقل الورقة الخليجية سبق بأيام قليلة الإعلان عن عودة الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين الى لبنان، ما يخفي تنسيقاً واضحاً بين واشطن وإسرائيل ودول الخليج”، مشيرة الى أن الاميركيين يحاولون الاستثمار في أزمات لبنان لتحقيق مكاسب لمصلحة إسرائيل”.

ولفتت المصادر الى أن لا موعد حتى الساعة لزيارة الوسيط الأميركي، لكنها أوضحت أن “جولة المفاوضات الجديدة لن يقدّر لها النجاح بسبب تعنت إسرائيل ورفضها التفاوض على الخط 29 ومساحته 1430 كلم والذي يصرّ عليه لبنان، بل تريد التفاوض على الخط 23 أي توزيع المساحة المتنازع عليها التي تقدر بـ860 كلم”، مؤكدة ان لبنان “لن يتنازل عن حقوقه في ثروته النفطية. وهذا هو الموقف اللبناني حتى الساعة”.

الى ذلك وبعد إشاعات تطال تهجم أهالي بلدة رامية الجنوبية، على قوات اليونيفيل أعلنت بلدية رامية في بيان، أن “آلية تابعة لقوات اليونيفل قامت يوم الأحد الفائت بتاريخ 1/23 بالدخول الى البلدة وبدون مرافقة الجيش او الأجهزة الأمنية اللبنانية، وخلال مغادرتها قامت بكسر خزان مياه تابع لأحد أبناء البلدة الذي يملك مزرعة ابقار قريبة من المكان جرى على أثرها ملاحقة الآلية فقامت بكسر بوابة حديدية وخرجت من القرية، ثم عاودت الرجوع يوم الثلاثاء بتاريخ 1/25 الى المكان نفسه وبدون مرافقة الجيش اللبناني، فتجمّع الأهالي مطالبين بتعويض عن الأضرار، وجرى تلاسن مع الأهالي ثم خرجت الآلية من البلدة”.

وفي موازاة ذلك، بقي مشهد زيارة وزير الطاقة السوري غسان الزامل حاضراً في الساحة الداخلية لما يعكسه من مؤشر سياسي إيجابي على صعيد العلاقات اللبنانية – السورية، لا سيما أن الزيارة بحسب أوساط مطلعة على العلاقات أبعد من ملف الكهرباء الى أنها كسرت الحصار المفروض على سورية والحصار المفروض على علاقة لبنان بسورية بذريعة قانون قيصر، ما يُعدّ خطوة هامة على صعيد تصحيح العلاقات اللبنانية – السورية وتطويرها وإعادتها الى طبيعتها.

وأطلق رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط، سلسلة مواقف من التطورات المحلية، وأشار إلى أنّه “بعد اغتيال رئيس الحكومة الرّاحل رفيق الحريري، استمرّينا مع رئيس الحكومة السّابق سعد الحريري، لكن اليوم الوضع أسوأ لأنّ الوضع العربي والدولي أسوأ، لكنّنا سنستمرّ بالمواجهة مع القوى الحليفة إذا وُجدت، في الحد الأدنى من الاعتراض السلمي”. ورأى أنّ “لا قدرة لأحد على استبدال الحريري، وأنّنا سنرى تشرذمًا في بيروت وطرابلس وصيدا وغيرها، والحريري سبق أن منع أي انجراف نحو العصبيات والحرب الأهلية”، وأضاف: “لن أتطرق الى ظروف انسحاب رئيس تيار المستقبل سعد الحريري، ونحن مُجبَرون على الاستمرار ولن نقفل باب المختارة”، مضيفاً: “الحريري سيترك فراغاً في الساحة العربية السنية”.

واعتبر جنبلاط، في حوار تلفزيوني أنّ “لا مطالبَ عربيّة، وإنما هناك مذكّرة أتت عبر وزير الخارجية الكويتية، والعرب تخلّوا عن لبنان بحجة التهجّم الشخصي والسياسي لـ”حزب الله” عليهم ونحن ضحية هذا الصراع”، لافتاً الى أنّ “القرار 1559 أكبر منّا، ولكن نوافق على القرار 1701 وهو مفتاح الأمن لكلّ لبنان”.

وتابع جنبلاط “تحدّثت مع الرّوس حول أهمية وضع حدٍّ لحرب الخليج، فإيران تعتدي على السعودية والإمارات وأنصح بالخروج من الحرب وترك شأن اليمن”، وسأل حزب الله: “الى أين نذهب؟ وهل تريدون ترك لبنان ساحة مفتوحة؟”، وتابع قائلاً: “من يمكنه أن يصل الى السيّد نصرالله فليفهمه خصوصيّة الوضع اللبناني، وحمداً لله أنّ الثنائي الشيعي عاد الى الحكومة للبتّ بالموازنة تمهيداً للاتفاق مع صندوق النقد الدولي”.

ورداً على سؤال، أجاب جنبلاط: “العهد القوي حرق دينّا ودين البلد بهذه القوّة، لذلك فليترك ميشال عون بكرامة هو وصهره”.

وفي ملف الموازنة، سأل جنبلاط: “لماذا لم يطبّقوا “الكابيتال كونترول”؟ ماذا عن الأملاك البحرية والضريبة التصاعديّة؟ وقيل لي إنّ سلفة الخزينة في ملف الكهرباء خارج الموازنة وأين الضريبة على أملاك الأوقاف؟”.

ورد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل على جنبلاط من دون أن يسمّيه وكتب على تويتر: “نطالب بالـ capital control منذ ١٧ تشرين ٢٠١٩ ولم نجد مَن يقف معنا… لمن استفاق اليوم، وهو استفاد من غيابه وحوّل أمواله للخارج، نقول له: هيا لنقرّه الآن، ونقرّ معه قانون استعادة الأموال المحوّلة إلى الخارج، خاصةً أنّها تعيد معظم أموال ٩٥٪ من المودعين”.

في غضون ذلك، واصل مجلس الوزراء أمس درس مشروع الموازنة في جلسته في السراي الحكومي. وافيد أنه وافق على البند ١٣٣ من الموازنة المتعلق بالدولار الجمركي مع بعض التعديلات والتفسيرات، والمتعلق بتحديد الحكومة بمرسوم كيفية استيفاء الرسوم الجمركية بالعملة اللبنانية وفق سعر صرف للدولار يصل إلى سعر الصرف على منصة صيرفة، ويرفع السعر تدريجيًا حسب السلع.

وبعد الجلسة أشار وزير الإعلام بالوكالة وزير التربية عباس الحلبي خلال تلاوته المقررات الى أنه “جرى نقاش معمق حول وضع الإدارة العامة وضمان استمرارية العمل فيها كما في سائر القطاعات، وجرى التداول بضرورة شرح أهداف الموازنة للمواطنين”.

ولفت الحلبي الى انه “تقرر ان يستأنف المجلس جلساته المفتوحة غداً (اليوم) عند التاسعة بقراءة التقرير المقدم من وزير المالية حول مشروع الموازنة، كما سيُصار الى النقاش في المواد بغية اقرار الموازنة في جلسة الغد (اليوم)”. واوضح بأن “الضوضاء الإعلامية التي أحاطت بمشروع الموازنة تهدف إلى هز الثقة بالدولة، وما تقوم به وهذا لا يهدف إلا إلى تحقيق مصالح بعض الفئات الضيقة”. وقال الحلبي: “لا يمكننا تحديد سعر الصرف الجمركيّ ويجب أن يكون له معيار معين، ومن الممكن أن يكون معياراً “صيرفياً”، ونحن ندرس إمكانية تصحيح الرواتب في القطاع العام لكن ضمن الإمكانيات المتاحة في الخزينة”.

وفيما سجلت أسعار المحروقات انخفاضاً طفيفاً، أثارت عملية بيع المازوت في السوق السوداء خلال موجة الصقيع، ردود فعل وزارية شاجبة، فقال وزير الطاقة والمياه وليد فياض من السراي عقب انتهاء جلسة مجلس الوزراء: “بالنسبة إلى موزّعي المازوت هناك سوق سوداء وجملة من التجاوزات، حيث يتم أخذ عمولات تفوق السعر المعتمَد وتصل الى حدود 10 و15 في المئة، وهذا الأمر يشكّل جريمة وعلى القضاء ملاحقة هذه الأطراف المهرِّبة”. بدوره أشار وزير الاقتصاد والتجارة أمين سلام إلى أنه “ستتم ملاحقة أية مخالفة تستغل ظروف الناس الصعبة وتحديداً في المناطق الجبلية، ارحموا المحتاج”. ولفت في المقلب الآخر إلى “تحسّن في الأداء لدى أصحاب المولدات”، وقال: إما “نكفّي نكسّر ببعض” أو يجب أن يلتزموا بالإرشادات والتسعيرات التي تحدّد بدقّة متناهية”. وفي إطار مكافحة تهريب المخدرات الى الخارج، قال وزير الداخلية بسام مولوي في تغريدة على “تويتر”: “عملية جديدة تثبت فيها الأجهزة الأمنية إصرارها على مكافحة تهريب المخدرات الى خارج لبنان، اذ تمكن مكتب مكافحة المخدرات في الشرطة القضائية بالتعاون مع شعبة مكافحة المخدرات في الجمارك من ضبط حوالي 12 طناً من المخدرات مموهة في صناديق من مسحوق الشراب (عصير) متوجهة الى السودان كمحطة أولى. التحقيقات متواصلة للكشف على كل محتوى الشحنة وملابسات العملية. لن ندخر جهداً في إحباط كل عمليات التهريب ومنع الأذى والشر عن اشقائنا العرب”.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى