شؤون لبنانية

افتتاحيات الصحف الصادرة صباح اليوم

الاخبار
المستقبل “يبقّ” بحصة جعجع: متورّط في التآمر حتى النخاع
أخيراً، “بقّ” تيار “المستقبل” البحصة. هذا ما لم يفعله رئيسه قبل خمس سنوات، بعد احتجازه في المملكة العربية السعودية وإجباره على تقديم استقالته، بالتآمر مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي، وحده من بين كل القيادات في لبنان، دعا الى قبول استقالة الحريري. آنذاك، لمّح رئيس الحكومة السابق إلى تلقّيه طعنة غادرة من “الحلفاء”، ولوّح بـ”بقّ” البحصة التي علقت في حلقه منذذاك، فيما لم يتوقف الهمس يوماً في كواليس التيار الأزرق عن “المتآمر الأكبر” على الحريري والمحرّض الأول عليه لدى “ولاة الأمر” في الرياض.
بيان “استسلام” الحريري للضغوط السعودية، عصر الاثنين، أخرج جمهور “المستقبل” ومسؤوليه عن هدوئهم. كل الأطراف السياسية استشعرت حراجة الخطوة الحريرية وخطورة تداعياتها، فيما سمير جعجع، وحده أيضاً، واصل غرز سكينه في جرح “المستقبل” المفتوح، طامحاً بعد مشاركته في إطاحة الحريري، إلى تطويب نفسه “وريثاً” لتياره، وزعيماً لسنّة لبنان، علماً بأنه نقل عن أوساط قريبة من تيار “المستقبل”، في اليومين الماضيين، أن من بين شروط “بيان الاستسلام” تجيير الجمهور الأزرق، في الانتخابات المقبلة، للمدان باغتيال زعيم تاريخي للسنّة هو الرئيس الراحل رشيد كرامي، والخارج من سجنه بعفو نسجه الحريري الابن نفسه. وإذا كان زعيم “المستقبل” قد رفض تنفيذ هذا الشرط، ضمناً، عندما نفض يده من كل ما يتعلق بالانتخابات، يبدو أن زعيم القوات ماضٍ، من طرف واحد، في تنفيذ الأجندة السعودية في هذا السياق.
هكذا، وكأن ما أعلنه الحريري الاثنين كان بياناً انتخابياً لا بيان انسحاب، غرّد جعجع أمس بأنه “متعاطف مع الحريري”، لكنه “مصرّ على التنسيق مع الإخوة في تيار المستقبل وأبناء الطائفة السنية”. تغريدة كانت كافية لتفجير الاحتقان المستقبلي على مواقع التواصل الاجتماعي، فشنّ أنصار “المستقبل” هجوماً على “الغدّار الذي طعن سعد الحريري”. عضو كتلة المستقبل النائب وليد البعريني وصف موقف جعجع بأنه “خبيث يُحاول الظهور عبره بمظهر الحريص على تيار المستقبل ولعموم أهل السنّة في لبنان (…) وقد أثبتت كل الأحداث الماضية أنه متورّط حتى النّخاع في طعن تيار المستقبل ورئيسه في ظهورهم وفي رقابهم، وهذه حقائق ثابتة ولم تعد تخفى على أحد”. ورأى أن “ادّعاء الحرص والاهتمام للقفز الى المقدمة لوراثة تيار المستقبل لا يعدو كونه محاولات مكشوفة سترتدّ على صاحبها بالخيبة والخذلان، لأن السنّة كانوا وسيبقون أهل دولة وأهل وفاء، ولن يسمحوا لمن طعنهم بأن يتوثّب نحو حمل رايتهم وتقدم صفوفهم”. فيما سخر منسق الإعلام في التيار، عبد السلام موسى، من جعجع الذي “يُصرّ على التنسيق معنا ونحن لا نشارك في الانتخابات”، موجّهاً نصيحة إليه: “لعاب بملعبك وما تطلع ع كتافنا”.
وكان جعجع قد غرّد مطلع الشهر الجاري بأنّ “الأكثرية السنيّة هم حلفاؤنا بطبيعة الحال على المستوى الشعبي لا القيادي”، ما دفع الأمين العام لـ”المستقبل” أحمد الحريري إلى “نصيحته، بأن “يترك الأكثرية السنيّة بحالها ويتوقّف عن سياسة شقّ الصفوف بينها وبين قيادتها السياسية”.
إلى ذلك، كانت لافتة تغريدة رئيس التيار الوطني الحر، النائب جبران باسيل، بأن “هناك من اختار أن يتعاقَب حتى يمنَع الحرب الأهلية، وآخر وافق على الانسحاب حتى لا يسمح بالحرب الأهلية، وهناك أحد مصمّم على الحرب، وغير مهتمّ إذا طعن حليفه بالظهر أو خان تفاهماً لمصالحة تاريخية، والمهمّ أن ينفّذ أجندة خارجية توقع الفتنة بلبنان”.


النهار

اشتعال السباق الانتخابي نحو الساحة الحريرية!

لعلّها المفارقة التي توقعها بعض كبار المطلعين على خفايا كثيرة لم تكشف بعد في ابعاد اعلان الرئيس #سعد الحريري تعليق عمله السياسي وامتناعه و”تيار المستقبل” عن الترشح للانتخابات النيابية، انه قبل ان تمضي 24 ساعة على مؤتمره الصحافي في بيت الوسط، كان السباق الانتخابي نحو ساحة قواعد الحريرية يشتعل بين قوى داخلية عدة. والحال ان هذا السباق، الذي بدا واضحاً انه كان في طور التحفز بناء على التقديرات السابقة بانسحاب الحريري، انطلق بحدة فورية سواء عبر المواقف والسجالات التي تعاقبت أمس أم على نحو مضمر غير علني، بما يعني ان خلط الأوراق الواسع والناشئ عن قلب الطاولة التي تسبب بها قرار الحريري لم يحتمل تبريدا لأكثر من ساعات، فبدأت الحسابات الانتخابية والسياسية تخرج من القمقم غداة سفر الحريري ليل اول من أمس إلى ابوظبي بعد ساعات من اعلان قراره.

ويمكن اختصار المشهد في اليوم التالي على قرار الحريري انه انقسم بين “ساحتين” أساسيتين لخصوم وحلفاء، فيما لا تزال “ساحات” الشركاء الاخرين، خصوما او حلفاء أيضا، ساكنة تلتزم الترقب والتريث. ساحة الوقع المباشر للقرار أي لدى “تيار المستقبل” وعبره كل القوى والاتجاهات السنية تحديدا التي تعتمل بمخاض غير مسبوق منذ محطات مفصلية مصيرية مثل اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري او عملية 7 أيار 2008 وسط تصاعد المخاوف إلى ذرواتها من تداعيات الفراغ الذي سيحدثه ابتعاد الرئيس الحريري و”تيار المستقبل” عن الانخراط في العملية الانتخابية. وبدا واضحا ان ثمة تهيباً واسعاً حتى الان لدى مختلف المعنيين في هذه الساحة عن الخوض في رسم سيناريوات حول البدائل الانتخابية فيما لا تزال “مشاريع البدائل” غامضة وغير مؤهلة لمواجهة استحقاق بمستوى محاولة ملء فراغ “المستقبل”. اما نواب “المستقبل” وأركانه فبرزت معطيات سريعة تعكس اتجاههم إلى التقيد الأقصى بقرار الحريري. واتخذت تغريدة مقتضبة للرئيس #فؤاد السنيورة في هذا السياق دلالات معبرة اذ كتب “اخي سعد، معك رغما عن قرارك ومعك رغما عنهم”.

أما الساحة الأخرى فشكلت مفاجأة إلى درجة معينة اذ تمثلت بيقظة الصراعات والتنافسات المسيحية التي سرعان ما اثبتت انها تعتمل أكثر من سائر الساحات تحفزا للمعارك الانتخابية. ولكن لم يكن تطورا عابرا ان تبرز الحساسية الكبيرة الكامنة بين تيار “المستقبل” و”القوات اللبنانية ” غداة اعلان الحريري قراره الامر الذي عزز ما يتردد عن سيناريوات تحالفية بين “القوات” وشخصيات سنية في الشمال وغيره على خلفية محاولات توظيف الانسحاب “المستقبلي” لملء فراغه بنواب لتحالف يجري العمل عليه في الكواليس منذ مدة غير قصيرة. وبذلك برزت على مستوى التفاعلات المسيحية مع قرار الحريري تداعيات في اتجاهين: الأول بين القوى المسيحية الكبرى كـ”التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” اللذين يجمعها عامل واحد في هذا السياق هو الخصومة الحديثة ولكن الحادة جدا مع الرئيس الحريري ويسعيان كل من جانبه إلى استمالة القواعد السنية في المناطق التي سيخوضان فيها معاركهما الكبيرة ويواجهان عقبة الصوت السني الحاسم المناصر لتيار المستقبل. والثاني بين هذه القوى نفسها بعضها في مواجهة البعض الاخر في معارك كسر عظم حادة اكثر من أي انتخابات سابقة .

هذا الأمر برزت دلالاته الأولية امس في تشنجات إعلامية فورية اذ لم يسقط تصريح أدلى به رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع معلقا فيه على قرار الرئيس الحريري برداً وسلاماً على اسماع “المستقبليين” ومشاعرهم. وكان جعجع اعتبر أنه “على الرغم من تباينات عدة اعترت العلاقة بيننا وبين الرئيس سعد الحريري وتحديداً في المقاربات السياسية المتعلقة بالحكم، الا أنني لا أستطيع في هذه اللحظات بالذات إلا ان أبدي تعاطفي الشخصي مع الشيخ سعد”. وأضاف “إذ نحترم ونقدّر الاصدقاء والاخوة في تيار المستقبل، نصرّ على التنسيق معهم ومع كل ابناء الطائفة السنية في لبنان ومع كل المخلصين والمؤمنين في الطوائف الأخرى بالقضية اللبنانية حتى ينتصر لبنان الدولة والسيادة والحرية غير الخاضع لإرادة إيران، ولبنان الخالي من الفساد، وحتى لا يموت شهداء الحرية والسيادة في لبنان مرتين، من كمال جنبلاط وبشير الجميل ورفيق الحريري ومحمد شطح وكل قوافل الشهداء الأبرار”.

وسرعان ما رد منسق الإعلام في تيار “المستقبل” عبد السلام موسى على جعجع، قائلاً: “تيار المستقبل يعلن تعليق المشاركة بالانتخابات وجعجع مصرّ على مشاركتهم، عجبي!”. ثم كان موقف ناري لعضو كتلة “المستقبل ” النائب وليد البعريني هاجم فيه جعجع واتهمه باتخاذ “موقف خبيث يحاول الظهور بمظهر الحريص والمحب لتيار المستقبل ولجمهور الرئيس الشهيد رفيق الحريري ولعموم اهل السنة في لبنان ولكن الحقيقة بخلاف ذلك وقد اثبتت الاحداث الماضية انه متورط حتى النخاع في طعن تيار المستقبل ورئيسه “.

وفي المقابل وظف رئيس “التيار الوطني الحرّ” النائب جبران باسيل قرار الحريري لشن هجوم على جعجع فقال مغرداً: “في حدا اختار يتعاقب حتى يمنع الحرب الاهلية، وفي حدا وافق ينسحب حتى ما يسمح بالحرب الأهلية، بس في حدا مصمّم يعمل الحرب، ومش مهم إذا طعن حليفه بالضهر او خان تفاهم لمصالحة تاريخية؛ المهم ينفذ أجندة خارجية وتوقع الفتنة بلبنان. الخيار هو بين ميليشياوي مهووس بالحرب وابن دولة يعمل لمنعها”.

ثم علق علّق لاحقا وقال: “نتمنى زوال الظروف التي أملت موقف الحريري ومعنيون بالمواجهة بالتعاضد بيننا كلبنانيين كل محاولات الفتن والتطرف وموقفنا ثابت بالوقوف مع أي مكون يشعر بالاستهداف وما لم نقبل به لأنفسنا لا نقبل به لغيرنا ونحن مع ضرورة أن يكون هناك تمثيل فعلي لبعضنا البعض في أي استحقاق”.

ورد عليه رئيس جهاز العلاقات الخارجية في “القوات اللبنانية” الوزير السابق ريشار قيومجيان عبر حسابه على “تويتر” قائلا: “‏أحد الصغار الصغار مهووس بتعابير الحرب الأهلية والفتنة والميليشيا. في الطب النفسي، الإكثار من الهوس يتحول إلى حالة مرضية تبدأ بالهلوسة لتصل إلى حد الانتحار بالافتراء على الآخرين، يحاول جبران باسيل أن يقتل العميل والفاسد والكاذب والسيء الذي في داخله.”

تعليق باريس

وفي اول تعليق خارجي على خطوة الحريري وزعت السفارة الفرنسية مساء تصريحا للناطقة باسم الخارجية الفرنسية قالت فيه ردا على سؤال “اعلن رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سعد الحريري امس انسحابه من الحياة السياسية التي لعب فيها دورا مركزيا ، ونحن كنا دوما على اتصال منظم معه . هذا القرار يعود له ونحترمه ولا يعود لنا التعليق عليه ويجب الا يؤثر ذلك على ضرورة اجراء الانتخابات التشريعية في موعدها المقرر في 15 أيار بشفافية وحيادية . ان الأولوية يجب ان تعطى لتنفيذ القادة اللبنانيين الإصلاحات اللازمة لتحسين الأوضاع المعيشية للبنانيين والخروج من الأزمة، وتبقى #فرنسا من جانبها مع جميع شركائها الدوليين والاقليميين مصممة على دعم الشعب اللبناني “.

الرد على الورقة؟

هذه الأجواء المحتقنة داخليا لم تحجب تطورا سلبيا جديدا تمثل في اعتداء جديد هو الثالث خلال شهر على القوات الدولية العاملة في الجنوب اليونيفيل وسط مؤشرات يصعب معها عزل موقف” حزب الله “صاحب القرار الواضح في تكرار هذه الاعتداءات من الورقة الخليجية عن هذا التطور . ذلك ان معنيين ربطوا هذا الاعتداء بإعادة ادراج القرار 1559 في الورقة التي نقلها وزير الخارجية #الكويتي إلى بيروت وتنتظر الكويت رد لبنان الرسمي عليها قبل نهاية الشهر الحالي موعد اجتماع المجلس الوزاري العربي في الكويت.


نداء الوطن

الراعي: المطلوب مؤتمر دولي وليس مؤتمراً تأسيسياً

“حزم” عربي مع لبنان: “عواقب وخيمة” لإجهاض المبادرة الكويتية!

لم يعد التعاطي مع الاعتداءات المتكررة على قوات “اليونيفيل” في الجنوب، بوصفها حوادث عابرة وليدة لحظة “غضب الأهالي” وغيرتهم على خصوصية الأحياء الداخلية، إنما بات الأمر أقرب إلى التسليم بكونها رسائل عابرة للحدود يضعها “حزب الله” برسم كل من يعنيه أمر القرار 1701 ويحرص على الإبقاء على مفاعيله سارية جنوب الليطاني، سيّما وأنّ رسالة الأمس تعمّدت بدماء أحد جنود القوات الدولية إثر إصابته بجروح نتيجة الهجوم على “دورية روتينية” غربي قرية رامية، بعدما تم اعتراضها و”تخريب آليتين وسرقة عدد من الأغراض”، كما أعلن الناطق الرسمي باسم “اليونيفيل” اندريا تيننتي، مستغرباً أسباب الهجوم خصوصاً وأنّ “الدورية لم تكن على أملاك خاصة بل على طريق عام يسلكه جنود حفظ السلام في العادة داخل منطقة عملياتهم”.

لا شكّ في أنّ “حزب الله” بدأ يستشعر جدياً ثقل الضغوط المتزايدة، والمتقاطعة داخلياً وعربياً ودولياً، لوضع سلاحه على طاولة الحلول الجذرية للأزمة اللبنانية، فهل قرر أن تكون معادلته المضادة: “ارتفاع منسوب الضغط لتنفيذ القرار 1559 سيفجّر أرضية القرار 1701؟”… سؤال ستتضح الإجابات عليه في القابل من الأيام، لا سيما وأنها ستكون حافلة بمنعطفات مصيرية تضع لبنان أمام مفترق “حزم” عربي، ما بعده ليس كما قبله، ربطاً بالجواب اللبناني المرتقب نهاية الأسبوع الجاري على الرسالة الخليجية – العربية – الدولية التي نقلها وزير الخارجية الكويتي إلى بيروت، وسط تنبيه مصادر ديبلوماسية عربية إلى “ضرورة التعامل بجدية مع المبادرة الكويتية”، محذرة من أنّ إجهاضها ستكون له “عواقب وخيمة” على لبنان.

وأوضحت المصادر لـ”نداء الوطن” أنّ المجتمع العربي ينتظر “جواباً دقيقاً وحاسماً من الجانب اللبناني على كامل البنود التي تضمنتها الرسالة الخليجية – العربية المدعومة دولياً، من دون أي استثناءات، وبشكل خاص في ما يتصل بمسألة تطبيق القرار 1559 وحصر السلاح بيد الدولة ومؤسساتها وأجهزتها الشرعية”، معربةً عن تخوفها من أن “يأتي الجواب اللبناني ضعيفاً على الرسالة لأن ذلك سينتج عنه تداعيات بالغة السلبية على العلاقات العربية مع لبنان، من شأنها أن تفضي إلى توسيع مروحة المقاطعة بأشكال شاملة ومتعددة، كإمكانية مقاطعة الدول الخليجية لاجتماعات جامعة الدول العربية عندما يتسلم لبنان رئاستها الدورية من الكويت، واتساع رقعة قطع العلاقات العربية مع لبنان وسحب البعثات الديبلوماسية العاملة على أراضيه، وصولاً إلى احتمال اتخاذ إجراءات عربية ذات صلة بوقف استقبال الصادرات اللبنانية وتقييد عمليات التحاويل المالية من وإلى لبنان”.

وإذ لم تخفِ خشيتها من أن يكون لبنان مقبلاً على فترات “عاصفة وقاتمة” في المرحلة المقبلة، ألمحت المصادر الديبلوماسية العربية إلى أنّ عدم التجاوب اللبناني الرسمي مع مضامين الرسالة الخليجية العربية سيؤدي إلى إمكانية تحويل بنودها إلى “قرارات تصدر عن مجلس وزراء الخارجية العرب نهاية الشهر الجاري ولاحقاً تبينها في مقررات القمة العربية في آذار، تمهيداً لرفعها لاحقاً إلى مجلس الأمن الدولي”.

وتزامناً، شدد البطريرك الماروني بشارة الراعي على الحاجة الملحة لإخراج “لبنان وشعبه من حالة اليأس”، لافتاً إلى أهمية الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الكويتي إلى بيروت “باسم دول الخليج” تأكيداً على أنّ “لبنان أيقونة العرب وقوتهم… فهل هو قوة العرب بالسلاح؟ طبعًا، لا”، وأضاف الراعي أمام مجلس نقابة المحررين الذي زراه في بكركي أمس: “نحن في قلب العاصفة حاليًا، وعلينا أن نتعاون ونتعاضد لتمرّ هذه العاصفة وتنتهي”.

وردًا على سؤال، أعرب البطريرك الماروني عن تأييده الدعوة التي نقلها وزير الخارجية الكويتي بخصوص “تطبيق اتفاق الطائف وقرارات الشرعية الدولية”، وأردف: “نحن طبعاً تعنينا سيادة لبنان وتقوية الجيش اللبناني والوحدة اللبنانية وحماية الكيان اللبناني”، مشيراً في ما يتصل بمسألة سلاح “حزب الله” إلى ضرورة العودة إلى “ما يقوله اتفاق الطائف، لأنّ معاناتنا تكمن في عدم تطبيقه إلا جزئيًا… وهذا ما يعنيني مما قاله الوزير الكويتي”، وخلص الراعي إلى تجديد تأكيده على أنّ “ألف باء كل شيء في ما نطالب به كل يوم” هو وجوب انعقاد “مؤتمر دولي وليس مؤتمراً تأسيسياً، لتطبيق الطائف أولًا روحًا ونصًا وتطبيق قرارات الشرعية الدولية وإعلان حياد لبنان وحلّ قضية اللاجئين الفلسطينيين والنازحين السوريين”.


الشرق الأوسط

دريان يأسف لقرار الحريري… وجعجع «يتعاطف»

الراعي يتخوف من «خلل في المجتمع اللبناني»

أسف المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان لقرار رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري تعليق عمله السياسي وعزوفه مع تيار «المستقبل» عن المشاركة في الانتخابات النيابية، معرباً عن «قلقه مما يجري على الساحة اللبنانية»، فيما قال البطريرك الماروني بشارة الراعي إن قرار الحريري سيؤدي إلى خلل في المكون اللبناني، في حين أبدى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع تعاطفه الشخصي مع الحريري، بموازاة تأكيد رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة عن دعمه للحريري والوقوف إلى جانبه.

وقال دريان في تصريح إن الخطوة التي أقدم عليها الحريري «هي أمر مؤسف يبعث على الألم بعد الجهود التي بذلها خلال مهامه الوطنية وعلى مدى سنوات عديدة بتعاونه الدائم مع دار الفتوى التي كانت وستبقى حاضنة لتطلعات أبنائها وآمال اللبنانيين جميعاً في نهوض وبناء الدولة ومؤسساتها».

وأبدى دريان قلقه مما يجري على الساحة اللبنانية، داعياً إلى «مزيد من وحدة الصف الإسلامي والوطني». وشدد على «تعزيز التكاتف والتعاضد في هذه المرحلة العصيبة التي يمر بها لبنان، والعمل معا في مواجهة التحديات التي تعصف بالوطن».

وأكد دريان أن «علاقات لبنان مع الأشقاء العرب وخصوصاً دول مجلس التعاون الخليجي وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية ينبغي أن تكون على أفضل وأرقى مستوى، وأن يكون لدى اللبنانيين قناعة ألا يسيئ فريق منهم إلى هذه العلاقات الأخوية كي لا ينعكس ذلك ضررا على المصالح اللبنانية والعربية».

من جهته، أعرب الرئيس فؤاد السنيورة عن دعمه للحريري، وقال في تغريدة: «أخي سعد، معك رغماً عن قرارك، ومعك رغماً عنهم».

وتوالت التعليقات حول قرار الحريري، إذ أكد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أنه «رغم تباينات عدة اعترت العلاقة بيننا وبين الحريري وتحديداً في المقاربات السياسية المتعلقة بالحكم، فإنني لا أستطيع في هذه اللحظات بالذات إلا أن أبدي تعاطفي الشخصي معه».

وقال جعجع في تصريح: «إذ نحترم ونقدّر الأصدقاء والإخوة في تيار المستقبل، نصرّ على التنسيق معهم ومع كل أبناء الطائفة السنية في لبنان ومع كل المخلصين والمؤمنين في الطوائف الأخرى بالقضية اللبنانية حتى ينتصر لبنان الدولة والسيادة والحرية غير الخاضع لإرادة إيران، ولبنان الخالي من الفساد، وحتى لا يموت شهداء الحرية والسيادة في لبنان مرتين، من كمال جنبلاط وبشير الجميل ورفيق الحريري ومحمد شطح وكل قوافل الشهداء الأبرار».

وفي لقاء بين الراعي ونقابة المحررين قال البطريرك الماروني رداً على سؤال عن تعليق الرئيس سعد الحريري نشاطه السياسي: «فاجأني هذا القرار ولم أكن أنتظره شخصياً. للرئيس سعد الحريري شخصيته ودوره واعتداله، لا يمكن لنا أن ننسى السنوات التي كان فيها مسؤولاً وكان يسير دائماً بخط المرحوم والده ألا وهو خط الاعتدال. كما أنني لم أكن أنتظر أن تعليق العمل السياسي سيشمل تيار المستقبل. للوهلة الأولى أعتبر أن هكذا قرار سيخلق خللا في المكون اللبناني. وكنت أتمنى ألا يعلق الرئيس الحريري نشاطه السياسي وكذلك تيار المستقبل. إذا كان الرئيس الحريري له ظروفه وأسبابه، ولماذا القرار يشمل تيار المستقبل؟ نأمل ألا يتسبب ذلك بخسارات وخلل كبير في المجتمع اللبناني وآمل أن يعرف السنة الكرام اتخاذ موقعهم في المجتمع اللبناني، لأن لبنان لا يمكن له التخلي عن أي مكون من مكوناته والسنة مكون كبير ونأمل خيراً وأنا لم ألتق أحداً منهم لتكون الفكرة أوضح بالنسبة إلي».


صحيفة الجمهورية

الموازنة تُوائم بين خطة التعافي والواقع المعيشي.. وعزوف الحريري يُفجِّر سجالات

توزّعت الاهتمامات امس بين «ماراتون» جلسات مجلس الوزراء في السرايا الحكومية لدرس مشروع موازنة الدولة لعام 2022 والذي سيستكمل اليوم، وبين ردود الفعل على قرار الرئيس سعد الحريري تعليق مشاركته وتيار «المستقبل» في العمل السياسي والانتخابات النيابية، وما بينها الرد اللبناني الجاري تحضيره على الورقة الكويتية العربية الدولية التي كان وزير خارجية الكويت الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح سلّمها الى المسؤولين في عطلة نهاية الاسبوع الماضي. فضلاً عن تتبّع تطورات الازمة المالية والاقتصادية والمعيشية المتفاقمة على مختلف الصعد، في الوقت الذي ينتظر ان يوقّع لبنان اليوم اتفاقه مع الاردن وسوريا لاستجرار الطاقة الكهربائية الاردنية بما يزيد من ساعات التغذية بالطاقة الكهربائية مطلع الربيع المقبل، على ان يُتابع مع مصر لاحقاً موضوع استجرار الغاز المصري الى معمل دير عمار لتوليد الطاقة الكهربائية.

وقال مرجع حكومي لـ»الجمهورية» ان «مشروع الموازنة الذي تسلّمته الحكومة من وزارة المال لن يقر كما هو وإنما سيخرج من مجلس الوزراء معدّلاً في الاتجاه الذي يلائم خطة التعافي ويراعي اوضاع اللبنانيين في هذه الظروف الصعبة التي يمرون فيها». واكد انّ مجلس الوزراء أنجز في جلستيه امس درس 80 مادة من مواد قانون الموازنة البالغة 135، وأحال للدرس 7 مواد اخرى تتعلق بالضرائب والرسوم التي ترتفع الاصوات مطالِبة بعدم زيادتها وخفضها اذا أمكن في ضوء الانهيار الذي تعيشه البلاد. وأبلغت مصادر وزارية الى «الجمهورية» انّ النقاشات في مجلس الوزراء حول مشروع الموازنة هي «مناقشات علمية وموضوعية»، لافتة إلى انّ بعض التباينات في المقاربات «متوقعة وطبيعية ولا شيء نافرا او حادا في المداولات». واكدت المصادر انّ مجلس الوزراء هو في صدد ان يؤدي واجبه في درس مشروع الموازنة واقراره «إلّا ان المحك الحقيقي هو ان تتمكن الموازنة من عبور مجلس النواب حيث يُخشى ان تؤدي الحسابات والمزايدات الانتخابية الى انعكاسات سلبية على مسارها». وفي سياق متصل، قال احد الوزراء لـ»الجمهورية»: «نحن نفعل ما يتوجّب علينا فعله و»نُشارِع» حول كل بند «لكن كلو بيضَل حكي بحكي» لأن الأمور تبقى في خواتيمها في مجلس النواب». وعلمت «الجمهورية» ان المواد التي علّقت في الموازنة من اصل الـ80 مادة التي نوقشت في اليوم الماراتوني الاول هي سلفة الكهرباء واعتمادات «كورونا» والعائلات الاكثر فقراً، وأضيفت مبالغ على البرامج الخاصة بإزالة القنابل العنقودية لتأثيرها الايجابي بقيمة 3 مليارات ليرة. كذلك اضيفت 7 مليارات ليرة لموضوع الضم والفرز كونه يخفف من النزاعات على العقارات. وتمت اعادة النظر ببعض الشطور المتعلقة برسم الانتقال وأرجئت شطور ضريبة الدخل لمزيد من الدرس. كذلك علق النقاش في رسم الاستهلاك الداخلي المحدد بـ 3 % من ضمن الرسوم الجمركية لمزيد من الدرس. وطُلبت اعادة النظر بكافة الشطور للرسوم والضرائب والتنزيلات العائلية ورسم الانتقال بما يتناسب مع التضخم الذي أثّر في سعر الصرف.

وأكد وزير العمل لـ»الجمهورية» ان بعض توصيات لجنة المؤشر بدأ تنفيذها، وابرزها بدل التنقل والمنح المدرسية. واشار الى انه وقّع ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي بعد جلسة مجلس الوزراء المرسوم الذي يُلزم المؤسسات الخاصة بدفع 65 الف ليرة يومياً بدل يوم عمل لكل موظف ومليوني ليرة عن كل تلميذ في المدارس الخاصة، وهذا المرسوم هو إلزامي بعكس السابق ويبدأ العمل فيه فور نشره في «الجريدة الرسمية».

لا ضرائب وكشفت مصادر وزارية لـ»الجمهورية» انه تمّ التطرق الى مسألة الضرائب، فكان هناك تشديد على أن لا ضرائب جديدة ستفرض على الناس. وسئل وزير المال يوسف الخليل عن سعر المنصة التي ستحتسب على اساسها بعض الرسوم؟ فأكد ان «لا نية لتغيير السعر الرسمي على المدى المنظور، ولم يتم ابدأ البحث في موضوع الصلاحيات الاستثنائية علماً أن اصواتاً رافضة لها بقوة بدأت ترصد وخصوصا الوزراء المحسوبين على «التيار الوطني الحر» . واوضح الخليل لـ»الجمهورية» ان «ما تمّ تناوله عن موضوع العجز في الموازنة لم يكن دقيقاً كونه تم الخلط بين العجز الداخلي والعجز الذي يقاس بالنسبة الى الناتج المحلي، فالعجز في مجمل المصروفات او ما يُعرف بالعجز في المدفوعات يختلف عن العجز الذي يقاس نسبة الى الناتج المحلي او الـ GTP وما يهم الخارج هو الثاني»، كاشفاً أنه سُجِّل في هذه الموازنة رقم اقل من 1 % وهو امر في منتهى الاهمية، فالعجز الاولي من دون فوائد يبلغ 1 % ومع فوائد يبلغ 2 %، وهذا الامر ايجابي، اما العجز في المدفوعات فيبلغ نحو 20 %».

شيا في بعبدا وفي غضون ذلك حطّت سفيرة الولايات المتحدة الاميركية في لبنان السيدة دوروثي شيا رحالها أمس في بعبدا والتقت رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في بداية جولة سريعة يبدو انها تستهدف المسؤولين الكبار لاستكشاف عناوين المرحلة بكل تفاصيلها. وقالت المعلومات الرسمية ان اللقاء شكل مناسبة لإجراء جولة افق تناولت العلاقات اللبنانية – الاميركية والتعاون القائم بين البلدين، اضافة الى التطورات السياسية الاخيرة، والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الراهنة. وقالت مصادر مطلعة لـ»الجمهورية» انّ شيا طرحت خلال اللقاء مجموعة من الاسئلة تناولت مختلف جوانب الازمة اللبنانية بما فيها الملفات الاقتصادية والأمنية والاجتماعية. وذكرت المصادر انها، وبعدما هنّأت باستئناف مجلس الوزراء أعماله لمعالجة قضايا الناس والموازنة العامة، توقّفت في اسئلتها المبرمجة عند ما آلت إليه التحضيرات التي انطلقت على طريق المفاوضات مع صندوق النقد الدولي والتدقيق الجنائي كما بالنسبة الى المبادرة العربية – الدولية التي حملها وزير خارجية الكويت الى بيروت والنتائج المترتبة عليها وما يمكن للبنان ان يقوم به لترميم العلاقات مع دول الخليج العربي والعالم.

مسودة رد لبنان

وبعد أقل من 48 ساعة على مغادرة وزير خارجية الكويت بيروت، وفيما اكد مرجع حكومي الى «الجمهورية» انّ رد لبنان على الورقة الكويتية العربية ـ الدولية هو «قيد الاعداد»، كشفت مصادر ديبلوماسية لـ»الجمهورية» ان وزير الخارجية عبد الله بوحبيب أنجز مسودة هذا الرد انطلاقاً من مضمون المناقشات التي رافقت زيارة الوزير الكويتي مع المسؤولين اللبنانيين الكبار، والتي شارك فيها بغية تجهيزها قبل اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب المقرر في 30 الجاري في العاصمة الكويتية. واكدت مصادر قصر بعبدا لـ»الجمهورية» انها تسلّمت نسخة من المسودة وسيدرسها رئيس الجمهورية في الساعات المقبلة لإرسالها الى كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وبعد نيل موافقتهما سيصار الى إرسالها مسبقا الى الوزير الكويتي الذي سيلتقي في الساعات المقبلة نظيره الاميركي انتوني بلينكن وستكون مبادرته على طاولة المفاوضات بينهما.

الحريري في أبو ظبي الى ذلك، وفي الوقت الذي بقيت ترددات موقف الحريري مطروحة على اكثر من ساحة داخلية وحزبية، علمت «الجمهورية» انه غادرَ بيروت بعد ساعة ونصف الساعة على انتهاء مؤتمره الصحافي إلى أبو ظبي حيث اتخذ مقراً لعمله منذ فترة. وفي اول رد فعل ديبلوماسي اوروبي على موقف الحريري، وزّعت السفارة الفرنسية في بيروت تعليقا للناطقة باسم وزارة الخارجية الفرنسية ردّت فيه على سؤال عن إعلان الحريري اعتزاله الحياة العامة، فقالت: «أعلنَ رئيس مجلس الوزراء اللبناني الأسبق سعد الحريري أمس انسحابه من الحياة السياسية اللبنانية التي لعب فيها دورا مركزيا، ونحن كنّا دوماً على اتصال منتظم معه. هذا القرار يعود له، ونحترمه ولا يعود لنا التعليق عليه. ويجب أن لا يؤثر ذلك في ضرورة إجراء الانتخابات التشريعية اللبنانية في موعدها المقرر في 15 أيار، بشفافية وحيادية. ان الأولوية يجب أن تعطى لتنفيذ القادة اللبنانيين الاصلاحات اللازمة لتحسين الأوضاع المعيشية للبنانيين والخروج من الأزمة. وتبقى فرنسا من جانبها مع جميع شركائها الدوليين والإقليميين مصممة على دعم الشعب اللبناني».

وقد أحدث موقف الحريري وردود الفعل عليه سجالا عالي النبرة بين القوات اللبنانية وتيار «المستقبل» وكذلك بينها وبين «النيار الوطني الحر». فرئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع قال انه «على الرغم من تباينات عدة اعترت العلاقة بيننا وبين الرئيس سعد الحريري وتحديداً في المقاربات السياسية المتعلقة بالحكم، الا أنني لا أستطيع في هذه اللحظات بالذات إلا ان أبدي تعاطفي الشخصي مع الشيخ سعد». وأضاف: «إننا إذ نحترم ونقدّر الاصدقاء والاخوة في تيار المستقبل، نصرّ على التنسيق معهم ومع كل ابناء الطائفة السنية في لبنان ومع كل المخلصين والمؤمنين في الطوائف الأخرى بالقضية اللبنانية حتى ينتصر لبنان الدولة والسيادة والحرية غير الخاضع لإرادة إيران، ولبنان الخالي من الفساد، وحتى لا يموت شهداء الحرية والسيادة في لبنان مرتين، من كمال جنبلاط وبشير الجميل ورفيق الحريري ومحمد شطح وكل قوافل الشهداء الأبرار». وردّ عضو كتلة «المستقبل» النائب وليد البعريني على جعجع بتغريدةٍ عبر «تويتر»، فكتب: «طالَعنا سمير جعجع بموقف خبيث يُحاول الظهور عبره بمظهر الحريص والمُحِب لتيار المستقبل ولجمهور الرئيس الشهيد رفيق الحريري ولعموم أهل السنة في لبنان، لكن الحقيقة بخلاف ذلك، وقد أثبتت كل الأحداث الماضية أنه متورّط حتى النّخاع في طعن تيار المستقبل ورئيسه في ظهورهم وفي رقابهم، وهذه حقائق ثابتة ولم تعد تخفى على أحد». وأضاف: «أما ادّعاء الحرص والاهتمام للقفز الى المقدمة، ولوراثة تيار «المستقبل»، فهو لا يعدو كونه محاولات مكشوفة سترتدّ على صاحبها بالخيبة والخذلان، لأن السّنة كانوا وسيبقون ما بقيَ هذا البلد».

وكذلك رد منسق الإعلام في تيار «المستقبل» عبد السلام موسى عبر «تويتر» على جعجع، كاتباً: «تيار المستقبل يعلن تعليق المشاركة في الانتخابات وجعجع مصرّ على مشاركتهم، عجبي». اما رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل فغرد عبر «تويتر» كاتباً بالعامية: «في حَدا اختار يتعاقَب حتى يمنع الحرب الاهلية، وفي حدا وافق ينسِحب حتى ما يسمح بالحرب الأهلية، بَس في حدا مصمّم يعمل الحرب، ومش مهم إذا طعنَ حليفه بالضهر او خان تَفاهم لمصالحة تاريخية؛ المهم ينفّذ أجندة خارجية وتوقع الفتنة بلبنان. الخيار هو بين ميليشياوي مهووس بالحرب وابن دولة يعمل لمنعها».

الراعي ودريان في غضون ذلك رد مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان على الشكر الذي وجهه الحريري لدار الفتوى وله وللعمائم البيضاء، فقال: «الخطوة التي أقدم عليها الرئيس سعد الحريري بتعليق عمله بالشأن السياسي هي أمر مؤسف يبعث على الألم بعد الجهود التي بذلها خلال مهماته الوطنية وعلى مدى سنوات طويلة بتعاونه الدائم مع دار الفتوى التي كانت وستبقى حاضنة لتطلعات أبنائها وآمال اللبنانيين جميعا في نهوض وبناء الدولة ومؤسساتها». وأبدى قلقه مما يجري على الساحة اللبنانية، داعيا الى «مزيد من وحدة الصف الإسلامي والوطني». وشدد على «تعزيز التكاتف والتعاضد في هذه المرحلة العصيبة التي يمر بها لبنان، والعمل معا في مواجهة التحديات التي تعصف بالوطن». وأكد «انّ علاقات لبنان مع الأشقاء العرب وخصوصا دول مجلس التعاون الخليجي وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية ينبغي ان تكون على أفضل وأرقى مستوى، وان يكون لدى اللبنانيين قناعة ان لا يُسيء فريق منهم الى هذه العلاقات الأخوية لكي لا ينعكس ذلك ضررا على المصالح اللبنانية والعربية».

وعلّق البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي خلال استقباله وفد نقابة المحررين على عزوف الحريري فقال: «تفاجأتُ بالقرار ولم أكن انتظره لأن الحريري له شخصيته واعتداله ونأمل ان لا يؤدي ذلك الى اي خلل في الصيغة اللبنانية». واشار إلى أننا «نمر في صعوبات لكن يجب ان لا نبقى تحتها فهذا الوطن وطننا وعلينا بناؤه بتجرد وخلق الثقة من خلال تضافر الجهود». وعن المبادرة الكويتية قال: «أكثر ما يعنينا هو ما ردده وزير الخارجية الكويتي احمد ناصر المحمد الصباح وهو تطبيق الطائف والقرارات الشرعية ونزع السلاح غير الشرعي، مجدداً دعوته ومطالبته بمؤتمر دولي واعلان حياد لبنان وحل قضية اللاجئين السوريين والفلسطينيين». وعن العلاقات بين المرجعية المارونية والمرجعية الشيعية وهل هناك قطيعة بينهما، قال الراعي: «لا اريد أن اعتبر انّ هناك خلافاً بين الموارنة والشيعة. كنّا نعقد اجتماعات وكانوا يشاركون معنا ونحن في انتظار انتخاب رئيس المجلس الشيعي الأعلى خلفاً للمرحوم الشيخ عبد الأمير قبلان». واضاف: «إذا تحدث أحد عن موضوع ما لا يعني ذلك ان هذا رأي الشيعة. نحن والرئيس بري تربطنا علاقة ممتازة واتصالاتنا دائمة. اما في ما خَص «حزب الله» فهناك لجنة تمثّلنا وتمثله ما زالت تجتمع. ولا يجوز القول أبداً انّ هناك قطيعة بين بكركي والشيعة. وكان شيخ عقل الموحدين الدروز الشيخ سامي ابي المنى مهتماً بعقد قمة روحية وهو يقوم بالإتصالات لذلك».

كبتاغون ايضاً من جهة ثانية أعلن وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي، عن «ضبط شحنة كبتاغون مخبّأة بالشاي في البحر كانت متوجّهة إلى أفريقيا وكان من المفترض أن تتوجّه بعدها إلى الخليج، وعلى الأرجح إلى السعودية». وخلال مؤتمر صحافي في مبنى المديرية العامة لقوى الامن الداخلي، للإعلان عن عملية أمنية، قال مولوي: «نؤكد للجميع ولإخواننا العرب أنّ كشف شبكات الكبتاغون دليل على جدّية عملنا». وتابع: «أنوّه بالمتابعة والعمل الأمني الدقيق الذي قامت وتقوم به شعبة المعلومات من خلال متابعة كل شبكات تهريب الكبتاغون».

كورونا على الصعيد الصحي سجل التقرير اليومي لوزارة الصحة العامّة حول مستجدات فيروس كورونا ارتفاعاً كبيراً في الاصابات بلغ 7250 إصابة جديدة (7051 محلية و199 وافدة) ليرتفع العدد الإجمالي للإصابات منذ تفشي الفيروس في شباط 2020 الى 874144. كذلك سجل التقرير 14 حالة وفاة جديدة، لصبح العدد الإجمالي للوفيات 9513.


اللواء

لبنان على شبكة التعاون الكهربائي والتطبيع مع سوريا

ماراتون الموازنة انطلق بتأنيب البنك الدولي.. والمستقبل يفترق نهائياً عن جعجع

من بوابة توقيع اتفاقية عبور الطاقة من الأردن إلى لبنان عبر سوريا، سجلت أمس أوّل زيارة لوزير سوري إلى لبنان، اطل من خلالها على بداية إعادة تطبيع العلاقات، من قصر بعبدا، بعد ان استقبله الرئيس ميشال عون برفقة وزير الطاقة والمياه وليد فياض، ناقلاً رسالة تسهيلات ممهورة بموقف الرئيس بشار الأسد «تقضي بتقديم كل العون لامداد لبنان بالكهرباء عبر سوريا»، حيث بات خط الربط جاهزاً منذ 29 الشهر الماضي.

قبل ذلك، بوقت ليس طويلاً، كانت السفيرة الأميركية دورثي شيا في بعبدا، تجري جولة من المحادثات حول التعاون القائم بين لبنان والولايات المتحدة الأميركية، وحسب البيان الصادر عن المكتب الإعلامي في بعبدا اضافة إلى التطورات السياسية الأخيرة، والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الراهنة» مما يعني ضمناً قرار الرئيس سعد الحريري بالعزوف عن الترشح للانتخابات النيابية، وبدء مناقشات الموازنة والبيان الأخير للبنك الدولي، الذي حمل «النخبة الحاكمة» مسؤولية الانهيار المالي في البلد.

تصاعد الاعتداءات على اليونيفل

وفي سياق متصل، لاحظت مصادر ديبلوماسية غربية في لبنان، بأن  تصاعد حوادث الاعتداء على دوريات من قوات الامم المتحدة العاملة في جنوب لبنان، بدأ بعد صدور توصية، عن لجنة الدفاع والقوات المسلحة في البرلمان الفرنسي منتصف شهر اب الماضي، تتضمن ارسال قوات دولية الى لبنان، تحت وصاية الأمم المتحدة والبنك الدولي، لحفظ الامن ودعم  الجيش اللبناني بحفظ الامن والاستقرار، ومساعدة الشعب اللبناني اقتصاديا من الازمة التي يواجهها.

واعربت المصادر عن اعتقادها، بأن وراء هذه الاعتداءات، تقف جهات حزبية موجودة بحكم الامر الواقع بالمنطقة، وهي التي تحرض الاهالي للاعتداء على دوريات قوات الامم المتحدة، التي تقوم بمهامها لتنفيذ القرار الدولي رقم ١٧٠١ لحفظ الامن والاستقرار، بالتنسيق مع الجيش اللبناني ضمن منطقة عملياتها، والهدف منها، توجيه رسائل للمجتمع الدولي، بأن اي قرار يتخذ لارسال قوات دولية الى لبنان، استنادا الى القرار ١٥٥٩، او اي قرار جديد سيتخذ، لن يكون سهلا تنفيذه، وسيواجه من قبل العناصر الحزبية المعروفة، اومن يدور بفلكها.

ومع هذا التطور ما زالت البلاد منشغلة بالحدثين المهمين: تعليق الرئيس سعد الحريري عمله السياسي والنيابي وعدم خوض الانتخابات النيابية، حيث اندلع سجال حاد بين القوات اللبنانية وتيار المستقبل على خلفية كلام لسمير جعجع حول التعاون والتحالف مع «المستقبل» والطائفة السنية في الانتخابات، فيما إستؤنفت مناقشة مجلس الوزراء لمشروع موازنة 2022 في جلستين. ويستمر اليوم في مناقشة بنودها.

واعتبرت مصادر سياسية انه لا يزال من المبكر، توقع ما سينتج عن قرار الحريري بتعليق عمله السياسي، والعزوف مع تياره عن خوضه الانتخابات النيابية المقبلة، ولكنها لاحظت ان ردود الفعل الاولية عليه، اظهرت ارتباكا واضحا، لدى معظم الاطراف والقوى، وخشية من تداعيات سلبية، قد تنعكس ضررا على إجراء الانتخابات والاوضاع العامة في البلاد.

وقالت المصادر انه لابد من انتظار بعض الوقت، لترقب المدة الزمنية التي يستغرقها تعليق العمل السياسي للحريري وتياره، وهل ستطول ام تقصر، ام انها مرتبطة بمرحلة معينة او استحقاق محدد.

الا ان المصادر اشارت إلى ان اولى النتائج التي ظهرت ردا على موقف الحريري، هي اعادة تحريك الواقع السياسي من جموده القاتل، واحياء مشاعر الاعتراض ورفض الانصياع الشعبي لسيطرة سلاح حزب الله على قرارات الدولة ومقدراتها.

وتوقعت المصادر ان تحاول بعض القوى والاطراف جس نبض الشارع، لمعرفة، مايمكنها من استقطاب لمؤيدين للحريري، ولو كان محدودا في المرحلة الاولى، في حين استبعدت ظهور زعامة سياسية بديلة على المدى القريب على الاقل.

جلسات الموازنة

استأنف مجلس الوزراء درس مشروع موزانة العام2022 وعقد امس جلستين في السرايا برئاسة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وفي حضور الوزراء الذين غاب منهم وزير العدل هنري خوري بداعي السفر.

وعُلم ان تباينات حصلت حول منهجية مشروع الموازنة، وتم البحث في أرقام الموازنة المتعلقة بالإعتمادات والواردات، واجازة حسابات القروض وتلقي الهبات والقروض الخارجية، وفتح الاعتمادات الاستثنائية وفوائد القروض الاستثمارية، وتم تعليق البحث ببند اعتمادات المعالجات الصحية والبند المتعلق بضريبة الدخل على الارباح التي تحتاج الى مواكبة في التفاوض مع صندوق النقد الدولي. كما تم تعليق البحث باعتمادات مؤسسة كهرباء لبنان ومنحها سلفة خزينة بانتظار نتائج توقيع اتفاق استجرار الكهرباء من الاردن ومصر عبر سوريا. وتعليق البحث ببند اقتطاع حصة من ايرادات البلديات.

وبعدالجلسة الاولى وقبيل فترة الاستراحة التي استمرت من الثانية الى الثانية والنصف، صرح وزير الاعلام بالوكالة عباس الحلبي قائلاً: بوشر بدراسة هذا المشروع مادة مادة، وتوقف المجلس أمام عدة مواد تتصل بالمحفزات الاقتصادية وبتطويرها، لتمكين الإقتصاد اللبناني من النهوض مجدداً، كما علق البحث في بعض المواد الاخرى لمزيد من النقاش. وستستمر جلسات المجلس لغاية السادسة، كما ستستأنف صباح الاربعاء وصباح اليوم الذي يليه، أي الخميس.

أضاف: ستبقى جلسات مجلس الوزراء مفتوحة الى حين إقرار هذا المشروع، وقد وصلنا قبل الإستراحة الى المادة 40 من مشروع الموازنة.

وعن الدولار الجمركي قال: من السابق لأوانه ان نتكلم بالتفاصيل، فلننهِ دراسة هذا المشروع وعند انجازه، نخرج ببيان خطي حوله، ونحن نناقش كل المواد، مادة مادة في جو من التعاون والنقاش العلمي والموضوعي الذي يثري هذه المواد بشكل يحفظ المالية العامة ويؤدي الى تحفيز الاقتصاد.

وحول ما حُكي عن الضرائب الجديدة أجاب: هذا مشروع متكامل وطالما هو كذلك، يجب أن ننتظر عند الفراغ من مناقشته للحديث في النتائج.

ورداً على سؤال عن الصلاحيات الاستثنائية المعطاة لوزير المالية، قال: لم يُثَر هذا الموضوع، ولا  نزال في بداية المناقشة.

وانتهت الجلسة الثانية قرابة الخامسة عصراً وقد اكمل المجلس مناقشة المواد المدرجة لغاية المادة 80. وتمت خلالها الموافقة على مشروع مرسوم يرمي الى اعطاء تعويض نقل شهري مقطوع للعسكريين من مختلف الرتب بقيمة مليون و200 الف ليرة.

البنك الدولي يتهم النخبة الحاكمة بالإنهيار

وفي سياق متصل بالوضع الإقتصادي قال البنك الدولي أمس، إن الكساد الكبير الذي يشهده لبنان منذ أزيد من عامين، هو نتيجة تدبير تقوده قيادات النخبة المحلية في البلاد.

وذكر البنك الدولي في تقرير بعنوان «المرصد الاقتصادي للبنان: الإنكار الكبير»، أن هذه النخبة في البلاد «تسيطر منذ وقت طويل على مقاليد الدولة وتستأثر بمنافعها الاقتصادية».

واعتبر أن الأزمة في لبنان واحدة من أشد 10 أزمات، وربما من أشد ثلاث أزمات في العالم منذ خمسينيات القرن التاسع عشر، وباتت تُعرّض للخطر الاستقرار والسلم الاجتماعي في البلاد على المدى الطويل.

وتشهد البلاد، حالة من الانهيار في بيئة جيوسياسية تتسم بدرجة عالية من عدم الاستقرار، الأمر الذي يزيد من إلحاح الحاجة إلى معالجة هذه الأزمة الحادة.

وزاد التقرير: «حجم ونطاق الكساد المتعمّد الذي يشهده لبنان حالياً، يؤديان إلى انهيار الخدمات العامة الأساسية، ونزيف رأس المال البشري وهجرة الكفاءات على نطاق واسع، بينما تتحمل الفئات الفقيرة والمتوسطة العبء الأكبر للأزمة».

وقدّر تقرير المرصد الاقتصادي للبنان، أن إجمالي الناتج المحلي الحقيقي هبط 10.5 بالمئة في 2021 في أعقاب انكماش نسبته 21.4 بالمئة في 2020.

وفي الواقع، انخفض إجمالي الناتج المحلي للبنان من قرابة 52 مليار دولار في 2019 إلى مستوى متوقع قدره 21.8 مليار دولار في 2021، مسجِّلا انكماشاً نسبته 58.1 بالمئة، وهو أشد انكماش في قائمة تضم 193 بلدا.

وما زالت الفوضى النقدية والمالية تغذي ظروف الأزمة، في ظل نظام تعدد أسعار الصرف الذي أفرز تحديات جسيمة على الاقتصاد؛ واستمر التدهور الحاد لقيمة الليرة اللبنانية في 2021.

ما بعد موقف الحريري

اكتفى الرئيس سعد الحريري بعد قراره عدم خوض الانتخابات وتعليق العمل في الحياة السياسية، بالقول في تغريدة له امس لمناسبة ذكرى استشهاد الرائد وسام عيد: لن ننسى الشهيد وسام عيد.

ونشرت عقيلة الرئيس سعد الحريري، لارا العظم الحريري، عبر حسابها على تطبيق «فيرو»، صورة للرئيس الحريري وعلقت كاتبةً: «الله يعزك ولا يعز عليك، كفيت ووفيت أبو حسام، الحمد لله».

ورد مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان على الشكر الذي وجهه الرئيس سعد الحريري «لدار الفتوى وله وللعمائم البيضاء بتحية وفاء ومحبة»، فقال في تصريح: الخطوة التي أقدم عليها الرئيس سعد الحريري بتعليق عمله بالشأن السياسي هو أمر مؤسف يبعث على الألم بعد الجهود التي بذلها خلال مهامه الوطنية وعلى مدى سنوات عديدة بتعاونه الدائم مع دار الفتوى التي كانت وستبقى حاضنة لتطلعات أبنائها وآمال اللبنانيين جميعا في نهوض وبناء الدولة ومؤسساتها.

وابدى المفتي دريان «قلقه مما يجري على الساحة اللبنانية، داعيا الى مزيد من وحدة الصف الإسلامي والوطني. وشدد على تعزيز التكاتف والتعاضد في هذه المرحلة العصيبة التي يمر بها لبنان، والعمل معا في مواجهة التحديات التي تعصف بالوطن».

وقال البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي خلال استقباله وفد نقابة المحررين حول عزوف الرئيس الحريري: تفاجأت بالقرار ولم أكن انتظره، لأن الحريري له شخصيته واعتداله، ونأمل الا يؤدي ذلك الى اي خلل في الصيغة اللبنانية.

واشار إلى أننا نمر بصعوبات لكن لا يجب ان نبقى تحتها فهذا الوطن وطننا وعلينا بناؤه بتجرد وخلق الثقة من خلال تضافر الجهود».

وعن المبادرة الكويتية ‎قال: أكثر ما يعنينا هو ما ردده وزير الخارجية الكويتي احمد ناصر المحمد الصباح، وهو تطبيق الطائف والقرارات الشرعية، ونزع السلاح غير الشرعي، مجدداً دعوته ومطالبته بمؤتمر دولي واعلان حياد لبنان وحل قضية اللاجئين السوريين والفلسطينيين».

وغرّد الرئيس فؤاد السنيورة عبر حسابه على «تويتر»: «اخي سعد، معك رغماً عن قرارك ومعك رغماً عنهم».

وغرّد رئيس تكتل «لبنان القوي» النائب جبران باسيل عبر حسابه على «تويتر» مستهدفا سميرجعجع من دون ان يُسميه قائلاً بالعامية: «في حدا اختار يتعاقب حتى يمنع الحرب الاهلية، وفي حدا وافق ينسحب حتى ما يسمح بالحرب الأهلية، بس في حدا مصمّم يعمل الحرب، ومش مهم إذا طعن حليفه بالضهر او خان تفاهم لمصالحة تاريخية؛ المهم ينفذ أجندة خارجية وتوقع الفتنة بلبنان. الخيار هو بين ميليشياوي مهووس بالحرب وابن دولة يعمل لمنعها».

ورد مرشح القوات اللبنانية في قضاء البترون غياث يزبك عبر «تويتر» على باسيل ومما كتب: «ما حدا بيعمل حرب إلّا يلي معو سلاح، وما حدا ميليشياوي إلّا يلي معو سلاح خارج الشرعية. في ناس سلّمت سلاحا بعد نهاية الحرب كرمال تعمّر دولة، وفي حدا مغطّا الدويلة كرمال مصالحو الشخصية، ولو ما بقي دولة».

بدوره قال رئيس حزب «القوّات اللبنانيّة» سمير جعجع أنه «على الرغم من تباينات عدة اعترت العلاقة بيننا وبين الرئيس سعد الحريري، وتحديداً في المقاربات السياسية المتعلقة بالحكم، إلّا أنني لا أستطيع في هذه اللحظات بالذات إلا ان أبدي تعاطفي الشخصي مع الشيخ سعد».

واضاف في تصريح له: وإذ نحترم ونقدّر الاصدقاء والاخوة في تيار المستقبل، نصرّ على التنسيق معهم ومع كل ابناء الطائفة السنية في لبنان، ومع كل المخلصين والمؤمنين في الطوائف الأخرى بالقضية اللبنانية حتى ينتصر لبنان الدولة والسيادة والحرية غير الخاضع لإرادة ايران، ولبنان الخالي من الفساد، وحتى لا يموت شهداء الحرية والسيادة في لبنان مرتين، من كمال جنبلاط وبشير الجميل ورفيق الحريري ومحمد شطح وكل قوافل الشهداء الأبرار.

ورداً على كلام جعجع قال منسق الاعلام في «تيار المستقبل» عبد السلام موسى: «تيار المستقبل يعلن تعليق المشاركة في الانتخابات وجعجع مصر على مشاركتهم… عجبي!».

كما رد موسى على موقف باسيل بالقول: «لجبران الصهر.. استاذ.. «المستقبل» مقفل والسباق الانتخابي مع معراب غير قابل للصرف عندنا».

كما رد عضو كتلة المستقبل النيابيّة النائب وليد البعريني على جعجع بالقول: طالعنا سمير جعجع بموقف خبيث يُحاول الظّهور عبره بمظهر الحريص والمُحِب لتيار المستقبل ولجمهور الرّئيس الشهيد رفيق الحريري ولعموم أهل السنة في لبنان، لكن الحقيقة بخلاف ذلك، وقد أثبتت كل الأحداث الماضية أنه متورط حتى النّخاع في طعن تيار المستقبل ورئيسه في ظهورهم وفي رقابهم، وهذه حقائق ثابتة ولم تعد تخفى على أحد.

وأضاف البعريني: أما إدّعاء الحرص والاهتمام للقفز الى المقدمة، ولوراثة تيار المستقبل، فهو لا يعدو كونه محاولات مكشوفة سترتد على صاحبها بالخيبة والخذلان، لأن السّنة كانوا وسيبقون ما بقيَ هذا البلد، أهل دولة وأهل وفاء، ولن يسمحوا لمن طعنهم أن يتوثّب نحو حمل رايتهم وتقدم صفوفهم. ومن يعش يرَ.

دولياً، وفي أوّل موقف فرنسي من قرار الحريري، وزعت السفارة الفرنسية في بيروت تعليقا للناطقة باسم وزارة الخارجية الفرنسية ردت فيه على سؤال عن اعلان رئيس تيار «المستقبل» اعتزاله الحياة العامة، فسئلت: «اعلن احد رموز السياسة اللبنانية – وصديق لفرنسا – رئيس تيار «المستقبل» سعد الحريري اعتزاله الحياة العامة، ما هو تعليقكم على ذلك؟».

أجابت: «أعلن الرئيس سعد الحريري أمس انسحابه من الحياة السياسية اللبنانية التي لعب فيها دورا مركزيا، ونحن كنا دوما على اتصال منتظم معه. هذا القرار يعود له، ونحترمه ولا يعود لنا التعليق عليه. ويجب ألا يؤثر ذلك على ضرورة إجراء الانتخابات التشريعية اللبنانية في موعدها المقرر في 15 أيار، بشفافية وحيادية. ان الأولوية يجب أن تعطى لتنفيذ القادة اللبنانيين للاصلاحات اللازمة لتحسين الأوضاع المعيشية للبنانيين والخروج من الأزمة. وتبقى فرنسا من جانبها مع جميع شركائها الدوليين والإقليميين مصممة على دعم الشعب اللبناني».

توقيع اتفاق الكهرباء

من جهة ثانية، وصل امس إلى بيروت وزيرا الطاقة السوري والأردني يرافقهما المدراء العامون لشركات ومؤسسات نقل الكهرباء، حيث سيتم التوقيع بين لبنان وكل من الأردن وسوريا في العاشرة قبل ظهر اليوم في وزارة الطاقة والمياه، على اتفاقيتين مع الأردن لتزويد لبنان بالطاقة الكهربائية من الأردن، وأخرى مع كل من الأردن وسوريا لعبور الطاقة عبر سوريا إلى لبنان.

وأوضح أنه غادر جلسة مجلس الوزراء لاستقبال وزير الطاقة السوري على نقطة الحدود في المصنع.

وعن تزويد مصر لبنان بالغاز بسعر مخفض أقل من السعر الذي تدفعه أوروبا، قال: يأخد الاوروبيون الغاز المسيل، بينما نحن نحصل على الغاز بواسطة الأنابيب وعن طريق اتفاقية طويلة الأمد، وحصلنا على سعر جيد جداً.

وعصراً زار الوزير السوري غسان الزامل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون برفقة الوزير فياض والسفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي.

وصرح الزامل قائلاً: أبلغنا الرئيس عون بتوجهات الرئيس بشار الأسد بتقديم التسهيلات لإيصال الكهرباء إلى لبنان.

بدوره قال فياض: من المفترض ان تبدأ الاتفاقية مع الأردن وسوريا بتغذية شركة كهرباء لبنان بساعات إضافية، بعد الشهرين المقبلين.

ومساءً، وصل إلى مطار رفيق الحريري الدولي وزير الطاقة والثروة المعدنية الأردني صالح الخرابشة يرافقه مدير عام شركة الكهرباء الوطنية أمجد الرواشدة لتوقيع اتفاقيتين مع لبنان.

وكشف عن مجالات التعاون الكبيرة بين الأردن ولبنان وسوريا عبر توقيع اتفاق استجرار الكهرباء، على ان يكون هذا الاتفاق فاتحة خير.

ورأى الرواشدة انه على أرض الواقع فإن الشبكة السورية باتت جاهزة واستكملت الدراسات في الأردن لغايات الربط الزمني بما يؤمن تصدير الكهرباء إلى لبنان، كاشفاً عن مرحلة تجريبية لمدة قصيرة، وبالتالي نستمر بتزويد الجانب اللبناني بالكهرباء.

إحباط تهريب كابتغاون

وفي سياق الحرب الدائرة ضد وصمة لبنان بأنه بلد تهريب الكابتاغون، كشف وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي في مؤتمر صحفي عقده في مكتب المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، بحضور رئيس شعبة المعلومات العميد خالد حمود عن «كشف عملية تهريب شحنة كابتاغون متوجهة إلى إفريقيا، ومنها إلى السعودية»، وقال: «أحببت أن أزور المديرية والمدير العام اللواء عثمان ورئيس شعبة المعلومات العميد خالد حمود في يوم يعني لي الكثير، إذ إنه الذكرى الـ14 للشهيد الرائد وسام عيد. ففي هذه المناسبة، نستذكر روحه. كما نستذكر كل الشهداء الأبطال في المديرية وشعبة المعلومات. نستذكر أيضا الشهيد اللواء وسام الحسن، ونشد علي أيدي اللواء عثمان والعميد حمود، الذين قدموا إلى الشعبة من فكرهم وتضحياتهم وعمرهم».

وإذ كشف عن أنّ «هناك 7 طن من الشاي متجهة بحرا، علمت بأمرها قوى الامن الداخلي اعيدت من البحر»، لفت إلى أن «كشف شبكة الكابتاغون دليل جدية على العمل والمتابعة والتحقيق»، وقال: «كان لهذه الشعبة أن تنطلق في وجهتها لولا الجدية في المتابعة الاستباقية والتحريات. إن عملية كشف شبكات الكابتاغون لهي دليل صحة وعافية، ولدليل أيضا أن الابطال في قوى الأمن وشعبة المعلومات يقومون بواجبهم ودورهم دوما ويرفعون رأسنا ورأس كل اللبنانيين، وذلك يثبت للجميع أن الامن الداخلي في لبنان بخير وقادر على العطاء ومنع الشر».

ازمة كهرباء وطحين

على الصعيد المعيشي، اعلن اتحاد نقابات المخابز والافران في بيان، انه تلقى «خلال الايام الاخيرة شكاوى عدة من اصحاب الافران في كل المناطق اللبنانية حول نقص حاد في مادة الطحين المخصص لصناعة الرغيف ، الامر الذي انعكس سلبا على عمل هذه الافران التي توقفت قسرا عن انتاج الخبز العربي. وقال: «بعد مراجعة تجمع المطاحن عن اسباب هذا النقص في تسليم مادة الطحين، جاءنا الرد بان ثمة مطاحن متوقفة عن العمل بسبب عدم توفر القمح المدعوم لديها، مع العلم انها تقدمت بالمستندات اللازمة لاستيراد القمح وفواتير شرائه وحصلت على موافقة وزارة الاقتصاد والتجارة وهي عالقة في مصرف لبنان حتى تاريخه.

وناشد الاتحاد «رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي إيلاء هذا الموضوع الاهمية التي يستحق، خصوصا وان الامر يتعلق بقوت الشعب ولقمة عيشه». واشار الاتحاد إلى ان «هناك اكثر من سبع بواخر محملة بالقمح راسية في عرض البحر تنتظر انهاء ملفاتها وتسديد ثمنها لتفريغ حمولتها لدى المطاحن، لأن المستوردين لن يتجرأوا على ادخالها قبل تسديد ثمنها وفقا للآلية المعتمدة». وحذر الاتحاد من «استمرار مصرف لبنان في تأخير البت بفواتير القمح المستورد مما يؤثر سلبا على لقمة ذوي الدخل المحدود والفقراء وبالتالي يعرض هذا القطاع الى مشاكل نحن بغنى عنها في المرحلة الراهنة».

وعلى صعيد الكهرباء، أعلنت مؤسسة كهرباء لبنان انه «نتيجةً للعاصفة الثلجية وموجات الصّقيع المستمرة بالإضافة إلى تكوّن طبقات من الجليد منذ يوم الخميس الفائت، يصعب على الفرق الفنيّة القيام بأعمال الصيانة والتصليحات على شبكات التوتر المتوسط والمنخفض، كما هو الحال تحديداً في غالبية المناطق الوسطى والجبلية المرتفعة، وعلى طول الساحل اللبناني. أضف إلى ذلك الأزمة المالية في البلاد، ولا سيّما عدم توفّر العملات الأجنبيّة، مما يؤثر سلباً على قدرة شراء قطع الغيار الضرورية، الأمر الذي يؤدي إلى التأخير في أعمال الصيانة».

وقالت: بالإضافة إلى ما تقدّم، تجدر الإشارة إلى حصول انقطاعات شاملة للتيار الكهربائي ناجمة عن عدم استقرار الشبكة بسبب محدودية القدرة الإنتاجية نتيجة الأوضاع المالية والنقدية في البلاد من جهة، والاعتداءات التي تحصل من قبل بعض الأشخاص على بعض محطات التحويل الرئيسية كما جرى مؤخراً في محطة عرمون الرئيسية من جهة أخرى.  وعليه، فإن مؤسسة كهرباء لبنان تؤكّد بأنها تعمل جاهدة على إصلاح الأعطال على كافة الأراضي اللبنانية، لا سيّما الجبلية منها، من أجل إعادة الوضع إلى ما كان عليه وبحسب القدرات المتاحة في ظل الظروف الراهنة.

إضافة الى ذلك، أعلنت نقابة عمال ومستخدمي مؤسسة كهرباء لبنان الاضراب التحذيري الاسبوع المقبل الموافق 2 شباط ولغاية 4 منه ضمناً، مع عدم الحضور بإستثناء ما يشكل خطراً على السلامة العامة، بحيث تبقى اجتماعاتها مفتوحة لمواكبة التطورات.

وقالت النقابة: أن كل ما طرح للقطاعين العام والخاص والمصالح المستقلة والمؤسسات العامة ما هو الا طعم للعمال والمستخدمين كمن يدس السم في العسل، محذرة جميع العمال والمستخدمين على كافة الاراضي اللبنانية عدم القبول بما أقره مجلس الوزراء لانه لا يسمن ولا يغني عن جوع.

ورأت «أن رفع الدولار الجمركي من ألف وخمسماية ليرة الى سعر منصة صيرفة سيزيد أسعار المواد الغذائية والدوائية والاستشفائية وغيرها وغيرها عشرات الأضعاف ما ينبىء بمجاعة لكافة اللبنانيين وعلى مساحة الوطن باستثناء الطبقة المخملية والطبقة السياسية الحاكمة».

874144 إصابة

صحياً، أعلنت وزارة الصحة العامة عن تسجيل 7250 إصابة جديدة بفايروس كورونا و14 حالة وفاة خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع العدد التراكمي إلى 874144 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.


صحيفة الديار

جواب لبناني «دبلوماسي» على المبادرة الخليجية

مخاوف من سيناريو «دموي» يسبق «الانتخابات»… وحرب بين «القوات» و «المستقبل»

عمليات تجميل للموازنة لتعبيد طريقها برلمانياً… ومحاولات لانعاش «كهرباء لبنان» – بولا مراد

تتسارع التطورات داخليا على مسافة ٤ اشهر من الانتخابات النيابية بما يضع مصير هذه الانتخابات على المحك كما مصير البلد ككل. اذ يُجمع اكثر من مصدر متابع على ان انكفاء رئيس تيار» المستقبل» سعد الحريري لن يكون الا بوابة لانقلابات كبرى ستشهدها الساحة اللبنانية حتى موعد الانتخابات، فيما تتعاظم المخاوف من سيناريو «دموي» يكون المحطة الاخيرة في مرحلة الانهيار التي يشهدها البلد منذ العام ٢٠١٩.

ويقول مصدر سياسي واسع الاطلاع لـ «الديار» ان «كل المؤشرات والمعطيات المحلية كما الخارجية لا تدعو للاطمئنان، لافتا الى ان الاشهر الـ ٣ المقبلة حساسة للغاية وقد تشهد ما حاولنا تفاديه في العامين الماضيين الا وهو تدهور الاوضاع الامنية وصولا للانفجار الامني الواسع». ويضيف المصدر: «اما الاخطر فما يبدو دفع خارجي في هذا الاتجاه، والا كيف نقرأ كل الضغوط الاميركية والخليجية ومحاولاتهم تخيير لبنان بين الاستقرار والازدهار مقابل تسليم رأس حزب الله وبين الانهيار والحرب الاهلية في حال العكس؟!»

وتخشى قيادات سياسية وأمنية ان يستغل المتطرفون فراغ الساحة السنية من قياداتها المعتدلة خاصة وان استعادة تنظيم «داعش» نشاطه في مدينة طرابلس في الاشهر القليلة الماضية لا يدعو للاطمئنان، «فحتى ولو كانت حركته في الاشهر الماضية من لبنان باتجاه العراق، لا شيء يمنع ان تتحول حركة عكسية خاصة في ظل التطورات الحاصلة في الحركة. فمتى اقتضى مخططا دوليا ذلك، تولى التنظيم الذي بات واضحا انه يتحرك وفق اجندات دولية معروفة، تنفيذه بحذافيره».

جواب دبلوماسي

وتعتبر مصادر مطلعة على جو حزب الله ان «المبادرة الخليجية التي تولى الكويتيون عرضها على لبنان لا تندرج باطار رغبة هذه الدول وعلى رأسها السعودية بالحل، انما بالعكس تماما تأتي باطار الضغوط التي تمارس على لبنان والتي يبدو انها بلغت آخر مراحلها». وتقول المصادر لـ «الديار»: يعي المروجون للمبادرة انها غير قابلة للتنفيذ وان الموافقة على كل بنودها ومن بينها تطبيق القرار ١٥٥٩ يعني السير بمخطط نزع سلاح حزب الله ما سيؤدي لحرب اهلية في لبنان».

ويتجه لبنان، بحسب معلومات «الديار» وبعد التنسيق مع الرؤساء الـ ٣، رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، لصياغة جواب او ردّ «دبلوماسي» على المبادرة بحيث يؤكد ترحيبه وسعيه لتنفيذ ما أمكن من بنودها من دون الغوص في تفاصيلها. ويبدو محسوما ان الجواب «على الطريقة اللبنانية» اي بشكل «دبلوماسي» لن يرضي معدّو المبادرة ومن صاغها، ما يعني سقوطها والانتقال الى مرحلة جديدة من التصعيد الخليجي بوجه لبنان.

حرب بين «المستقبل» و «القوات»

وتواصلت يوم أمس ردود الفعل السياسية على قرار الحريري الانسحاب من المشهد السياسي اللبناني. واشتعلت مجددا جبهة «القوات»- «المستقبل» اذ استدعى موقف رئيس «القوات» سمير جعجع من قرار الحريري ردودا عالية النبرة من «المستقبل».

وقال مصدر في «المستقبل» لـ «الديار»: جمهور تيارنا يدرك جيدا من طعن الرئيس الحريري بالظهر وهو لن يسامحه. اما مراهنة جعجع على اجتذاب جزء من شارعنا اليه فمضحك».

وكان رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، علّق على قرار الحريري قائلا: «على الرغم من تباينات عدة اعترت العلاقة بيننا وبين رئيس الحكومة السابق سعد الحريري وتحديدا في المقاربات السياسية المتعلقة بالحكم، الا أنني لا أستطيع في هذه اللحظات بالذات إلا ان أبدي تعاطفي الشخصي مع الحريري».

وتابع: «اذ نحترم ونقدّر الاصدقاء والاخوة في تيار المستقبل، نصرّ على التنسيق معهم ومع كل ابناء الطائفة السنية في لبنان ومع كل المخلصين والمؤمنين في الطوائف الأخرى بالقضية اللبنانية، حتى ينتصر لبنان الدولة والسيادة والحرية غير الخاضع لارادة ايران، ولبنان الخالي من الفساد، وحتى لا يموت شهداء الحرية والسيادة في لبنان مرتين، من كمال جنبلاط وبشير الجميل ورفيق الحريري ومحمد شطح وكل قوافل الشهداء الأبرار».

ولعل التعليق الاقسى على كلام جعجع اتى من عضو كتلة المستقبل النيابيّة النائب وليد البعريني الذي قال: «طالعنا سمير جعجع بموقف خبيث يُحاول الظّهور عبره بمظهر الحريص والمُحِب لتيار المستقبل ولجمهور الرّئيس الشهيد رفيق الحريري ولعموم أهل السنة في لبنان، لكن الحقيقة بخلاف ذلك، وقد أثبتت كل الأحداث الماضية أنه متورط حتى النّخاع في طعن تيار المستقبل ورئيسه في ظهورهما وفي رقابهما، وهذه حقائق ثابتة ولم تعد تخفى على أحد.» وأضاف البعريني:

«أما إدّعاء الحرص والاهتمام للقفز الى المقدمة، ولوراثة تيار المستقبل، فهو لا يعدو كونه محاولات مكشوفة سترتد على صاحبها بالخيبة والخذلان، لأن السّنة كانوا وسيبقون في هذا البلد، هم أهل دولة وأهل وفاء، ولن يسمحوا لمن طعنهم أن يتوثّب نحو حمل رايتهم وتقدم صفوفهم. ومن يعش يرَ».

الموازنة تسقط في البرلمان؟

في هذا الوقت، انكبت الحكومة على مناقشة مشروع موازنة ٢٠٢٢ الذي تقدم به وزير المال يوسف الخليل، وفيما يأمل رئيس الحكومة ان ينتهي البحث فيه هذا الاسبوع ليناقشه مجلس النواب الاسبوع المقبل، لا يبدو ان طريق الموازنة سيكون معبدا تحت قبة البرلمان. اذ استبعدت مصادر نيابية في حديث لـ «الديار» ان يمر المشروع في الهيئة العامة، خاصة بعد المواقف التصعيدية بوجهه من قبل حزب الله و»التيار الوطني الحر» وعدد كبير من النواب. واضافت المصادر: ليس من مصلحة احد السير بمشروع مماثل على عتبة الانتخابات النيابية، علما انه تجري محاولات شتى لتجميله واتخاذ قرارات مرافقة له كموافقة مجلس الوزراء على مشروع مرسوم يرمي الى إعطاء تعويض نقل شهري مقطوع للعسكريين في الجيش وقوى الأمن الداخلي والأمن العام وأمن الدولة والضابطة الجمركية وشرطة مجلس النواب من مختلف الرتب تعويض نقل شهري مقطوع بقيمة 1200000 ليرة لبنانية يضاف إلى تعويض الانتقال اليومي المستحق للعسكريين».

واشارت المصادر الى ان «القوى السياسية ستدقق بالمشروع بعد انتهاء عمليات تجميله لتحدد ما اذا كان سيرتد عليها سلبا شعبيا ام انه قد يمر من دون مضاعفات».

عملية انعاش «كهرباء لبنان»

وعلى وقع الانهيار السريع لشبكة كهرباء لبنان نتيجة الاعطال وعدم توافر الاموال اللازمة لاصلاحها، تواصلت يوم امس عمليات انعاشها مع وصول وزيري الطاقة السوري والأردني يرافقهما المدراء العامون لشركات ومؤسسات نقل الكهرباء حيث سيتم التوقيع بين لبنان وكل من الأردن وسوريا اليوم الاربعاء اتفاقيتين مع الأردن لتزويد الطاقة الكهربائية، وأخرى مع كل من الأردن وسوريا لعبور الطاقة عبر سوريا إلى لبنان.

وكانت مؤسسة كهرباء لبنان اصدرت امس بيانا اوضحت فيه انه «نتيجةً للعاصفة الثلجية وموجات الصّقيع المستمرة بالإضافة إلى تكوّن طبقات من الجليد منذ يوم الخميس الفائت، يصعب على الفرق الفنيّة القيام بأعمال الصيانة والتصليحات على شبكات التوتر المتوسط والمنخفض كما هو الحال تحديداً في غالبية المناطق الوسطى والجبلية المرتفعة، وعلى طول الساحل اللبناني. أضف إلى ذلك الأزمة المالية في البلاد، ولا سيّما عدم توفّر العملات الأجنبيّة، مما يؤثر سلباً على قدرة شراء قطع الغيار الضرورية، الأمر الذي يؤدي إلى التأخير في أعمال الصيانة. وتحدث البيان عن «حصول انقطاعات شاملة للتيار الكهربائي ناجمة عن عدم استقرار الشبكة بسبب محدودية القدرة الإنتاجية نتيجة الأوضاع المالية والنقدية في البلاد من جهة، والاعتداءات التي تحصل من قبل بعض الأشخاص على بعض محطات التحويل الرئيسية كما جرى مؤخراً في محطة عرمون الرئيسية من جهة أخرى. وعليه، فإن مؤسسة كهرباء لبنان تؤكّد بأنها تعمل جاهدة على إصلاح الأعطال على كافة الأراضي اللبنانية، لا سيّما الجبلية منها، من أجل إعادة الوضع إلى ما كان عليه وبحسب القدرات المتاحة في ظل الظروف الراهنة».


صحيفة الشرق

المفتي: لوحدة الصف الوطني .. والراعي: لنزع السلاح غير الشرعي

جلسات ماراتونية للموازنة.. والكهرباء تلفظ أنفاسها الأخيرة

ظلت صدمة موقف الرئيس سعد الحريري ووقعها على اللبنانيين عموما والجمهور الازرق خصوصا، ترخي بظلالها على الوسطين السياسي والشعبي، وسط ترقب لتداعياتها المحتملة على المديين القريب والبعيد لا سيما انتخابيا. أما النقاشات الحكومية فبقيت مشدودة إلى معالجات تتراوح بين درس مشروع الموازنة العامة للعام 2022 في اطار جلسات ماراتونية يومية تمتد صبحا ومساء وبين اجتماعات كهربائية يفترض ان تنتهي بتوقيع اتفاق يضيء ولو قليلا من عتمة ليالي اللبنانيين الحالكة.

جلسات مكثفة

فقد واصل مجلس الوزراء جلساته المكثفة لمناقشة مشروع الموازنة، فعقد امس جلسة ماراتونية استمرت حتى الخامسة عصرا وتخللتها استراحة لمدة نصف ساعة ، صرح وزير الاعلام بالوكالة عباس الحلبي قائلا « مثلما تم الإتفاق في جلسة مجلس الوزراء التي عقدت في قصر بعبدا، إستأنف مجلس الوزراء اجتماعاته برئاسة دولة رئيس مجلس الوزراء وحضور جميع الوزراء لبحث مشروع قانون الموازنة، وبوشر بدراسة هذا المشروع مادة مادة، وقد وصلنا قبل الإستراحة الى المادة 40 من مشروع الموازنة، وبعد الاستراحة الى المادة 80 .

الدولار الجمركي

وعن الدولار الجمركي قال «من السابق لأوانه ان نتكلم بالتفاصيل، فلننه دراسة هذا المشروع وعند انجازه، نخرج ببيان خطي حوله،ونحن نناقش كل المواد، مادة مادة في جو من التعاون والنقاش العلمي والموضوعي الذي يثري هذه المواد بشكل يحفظ المالية العامة ويؤدي الى تحفيز الاقتصاد». وعن الضرائب الجديدة أجاب: «هذا مشروع متكامل وطالما هو كذلك، يجب أن ننتظر عند الفراغ من مناقشته للحديث في النتائج». ورداً على سؤال عن الصلاحيات الاستثنائية المعطاة لوزير المالية، قال «لم يثر هذا الموضوع، ولا نزال في بداية المناقشة ووصلنا الى المادة 39 التي انجزت، وعلق البحث بعدد من المواد لمزيد من النقاش، وسنباشر في الجلسة الثانية بعد الظهر من المادة 40»… وبعد الظهر، عاود مجلس الوزراء الاجتماع في جلسة ثانية.

أزمة الكهرباء

وفي انتظار اقرار الموازنة الذي يريد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي انجازه هذا الاسبوع تمهيدا لارسالها الى مجلس النواب، واصلت الاوضاع المعيشية والحياتية اليومية انهيارها. في السياق، شكت مؤسسة كهرباء لبنان من العاصفة الثلجية والأزمة المالية والاعتداءات التي تحصل من قبل بعض الأشخاص على بعض محطات التحويل الرئيسية والتي تؤدي إلى التأخير في أعمال الصيانة وإلى حصول انقطاعات شاملة للتيار الكهربائي.

توقيع التفاهم

في المقابل، وصل امس إلى بيروت وزيرا الطاقة السوري والأردني يرافقهما المدراء العامون لشركات ومؤسسات نقل الكهرباء حيث سيتم التوقيع بين لبنان وكل من الأردن وسوريا في العاشرة قبل ظهر غد في وزارة الطاقة والمياه على اتفاقيتين مع الأردن لتزويد الطاقة الكهربائية من الأردن، وأخرى مع كل من الأردن وسوريا لعبور الطاقة عبر سوريا إلى لبنان.

أزمة طحين؟

في الموازاة، لفت اتحاد نقابات المخابز والافران في بيان، إلى انه تلقى «خلال الايام الاخيرة شكاوى عدة من اصحاب الافران في كل المناطق اللبنانية حول نقص حاد في مادة الطحين المخصص لصناعة الرغيف ، الامر الذي انعكس سلبا على عمل هذه الافران التي توقفت قسرا عن انتاج الخبز العربي».

دريان والحريري

سياسيا، بقي قرار الرئيس سعد الحريري تعليق مشاركته في الحياة السياسية في الواجهة اليوم. على هذا الصعيد، رد مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان الذي استقبل امس منسقة الامم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا ، على الشكر الذي وجهه الرئيس سعد الحريري «لدار الفتوى وله وللعمائم البيضاء بتحية وفاء ومحبة»، فقال في تصريح: «الخطوة التي أقدم عليها الرئيس سعد الحريري بتعليق عمله بالشأن السياسي هو أمر مؤسف يبعث على الألم بعد الجهود التي بذلها خلال مهامه الوطنية وعلى مدى سنوات عديدة بتعاونه الدائم مع دار الفتوى التي كانت وستبقى حاضنة لتطلعات أبنائها وآمال اللبنانيين جميعا في نهوض وبناء الدولة ومؤسساتها». وابدى المفتي دريان قلقه مما يجري على الساحة اللبنانية، داعيا الى «مزيد من وحدة الصف الإسلامي والوطني». وشدد على «تعزيز التكاتف والتعاضد في هذه المرحلة العصيبة التي يمر بها لبنان، والعمل معا في مواجهة التحديات التي تعصف بالوطن». وأكد «ان علاقات لبنان مع الأشقاء العرب خصوصا دول مجلس التعاون الخليجي وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية ينبغي ان تكون على أفضل وأرقى مستوى، وان يكون لدى اللبنانيين قناعة ان لا يسيء فريق منهم الى هذه العلاقات الأخوية كي لا ينعكس ذلك ضررا على المصالح اللبنانية والعربية».

عون – شيا

في الغضون، استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون سفيرة الولايات المتحدة الاميركية في لبنان دوروثي شيا، واجرى معها جولة افق تناولت العلاقات اللبنانية- الاميركية والتعاون القائم بين البلدين، بالاضافة الى التطورات السياسية الاخيرة، والاوضاع الاقتصادية والاجتماعية الراهنة.

الراعي

من جهة ثانية، وفي وقت يفترض ان يناقش وزيرا خارجية الولايات المتحدة والكويت الملف اللبناني غدا، أشار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي إلى ان»أكثر ما يعنينا هو ما ردده وزير الخارجية الكويتي احمد ناصر المحمد الصباح وهو تطبيق الطائف والقرارات الشرعية ونزع السلاح غير الشرعي، مجدداً دعوته ومطالبته بمؤتمر دولي واعلان حياد لبنان وحل قضية اللاجئين السوريين والفلسطينيين».

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى