افتتاحيات الصحف الصادرة صباح اليوم
الأخبار
هل ضمن نصرالله دعم باسيل لفرنجية
مع أن تأليف الحكومة، كما الدوران من حول حكومة تصريف الأعمال، يتصدّران واجهة الاهتمامات والسجالات، ومن خلالها التأويلات والتوقّعات، إلا أن معظم الأفرقاء باتوا الآن – أو يكادون – في فلك الانتخابات الرئاسية الوشيكة
المهلة الدستورية لانتخاب الرئيس الجديد للجمهورية على الباب. تبدأ بعد شهر ونصف شهر. ملزم انتخاب الرئيس في خلالها في حد أقصى شهران، إلا أن موعدها الإجرائي لا يبدأ بالضرورة منذ يومها الأول. ربما تحتاج إلى استنفاد معظمها وأحياناً كلها. قد يحدث – وقد حدث بالفعل ثلاث مرات قبل اتفاق الطائف وبعده – أن تمر من دون أن يُنتخب الرئيس الجديد. لكن يحدث أيضاً بعد أن تنقضي، وتطوى عندئذ صفحة احترام الدستور والتزام أحكامه، انتخاب الرئيس خارجها كأمر واقع فلا ينشأ إذَّاك عن واقع دستوري طبيعي.
الأفرقاء جميعاً يتحدثون في الوقت الحاضر، بقليل من الاهتمام بتأليف حكومة جديدة أو بعث الروح في حكومة تصريف الأعمال، عن الانخراط في الاستحقاق الرئاسي شبه الموضوع كلياً بين يدي فريق واحد، هو الثنائي الشيعي. يتقاسم دوريْه رئيس البرلمان نبيه برّي والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله. لدى الأول، الصلاحية الدستورية الحصرية لتوجيه الدعوة إلى انتخاب الرئيس بحسب المادة 73، من اليوم الأول في المهلة الدستورية (الساعة الصفر منتصف ليل 31 آب)، إلى الساعة الصفر ليل اليوم الذي يسبق اليوم العاشر لانتهاء المهلة عندما يصبح المجلس في انعقاد حكمي بلا دعوة. أما لدى الثاني، فإدارة الاستحقاق الرئاسي بما يمثّل من فائض قوة في الداخل يمكّنه من أن تكون له الكلمة الفصل في كل ما يحدث في البلاد. لا يحتاج فائض القوة إلى أدلة إضافية، كان آخر مظاهرها مساء الأربعاء المنصرم.
ليس ثمّة قيد يلزم رئيس المجلس بتوجيه الدعوة إلى جلسة انتخاب الرئيس في اليوم الأول للمهلة الدستورية، ولا في الأسبوع الأول ولا في الشهر الأول حتى، إلا أنها واجبة قبل اليوم العاشر لانتهائها قبل أن يفقد الصلاحية هذه. لذا غالباً ما غدا توجيه الدعوة ثمرة جهود يبذلها رئيس المجلس -ذلك ما كان يحصل قبل اتفاق الطائف – لتوفير أوسع توافق على رئيس جديد للبلاد، كما على إدارة الاستحقاق بين متنافسين. أما ما لدى توأمه الآخر، وهو حزب الله، فيكاد يكون الفريق الوحيد الذي له مرشحان علنيان لرئاسة الجمهورية دونما أن ينبري أحد، من بين سائر الأفرقاء الآخرين، يجهر بأن لديه من الآن مرشحاً للرئاسة المقبلة. البعض من حول مرشحين دوريين، يوصفون في الغالب طبيعيين، يأتون على ذكرهم أو يوحون بترشحهم.
قبل الانتخابات النيابية العامة المجراة في 15 أيار الفائت، افتتح الانخراط في الانتخابات الرئاسية في الإفطار الذي جمع فيه نصرالله النائب جبران باسيل والنائب السابق سليمان فرنجية، المرشحيْن الشمالييْن المتنافسيْن، حليفيْ حزب الله وفي الوقت نفسه العدوّيْن أحدهما للآخر، في 8 نيسان، وتحدثوا في ما سيلي الانتخابات النيابية الشهر التالي. مذّاك نُظر إلى هذا اللقاء على أنه صفّارة انطلاق. عزّز هذا اليقين عبارة أطلقها بعد أقل من شهرين، في 22 أيار، باسيل في مهرجان إعلانه الانتصار في الانتخابات النيابية، بأن وصف فرنجية بأنه «يبقى أصيلاً». كانت العلامة البارزة بأن ثمة ما حدث بينه وبين خصمه في ضيافة نصرالله.
لأنّ كليهما مرشحان، ولأنهما – وقد يكون ذلك مؤلماً ومحزناً أكثر – يستمدان قوتيْهما في الانتخابات النيابية وتحالفاتها وتأليف الحكومات كما في المعادلة السياسية وتوازن القوى الداخلي من نصرالله وحزبه، يصبح من الطبيعي الجزم بأن حسم تنافسهما بين يدَي المرجعية تلك، المعتادة على فضّ خلافات فريقيْهما. فعلت ذلك عام 2015 عندما رشّح الرئيس سعد الحريري فرنجية للرئاسة، فغلّب حزب الله كفة ترشيح الرئيس ميشال عون على كفته. تراجع الثاني وتقدّم الأول وترأّس الجمهورية.
حينما التأم الإفطار الثلاثي لم يُفصَح عن مداولاته في ما بعد، ما خلا إشارات عابرة تناولت الانتخابات الرئاسية والنيابية وسواهما. بانقضاء وقت على اجتماعهم، واقتراب موعد الاستحقاق، ورسائل الود والانفتاح المتبادلة بين الحليفيْن اللدودين، يصير متاحاً أكثر من ذي قبل، وربما ضرورياً، الكشف غير المباشر عن بعض ما جيء عليه في الإفطار.
فيما قيل إن اللقاء الثلاثي طَرَقَهُ، مخاطبة نصرالله باسيل وفرنجية معاً بالقول إن الانتخابات الرئاسية المقبلة يوليها حزب الله أهمية كبرى، خصوصاً مع قرب ولوجهما الانتخابات النيابية. إلا أنه جزم لهما أن الحزب حريص على أصدقائه وحلفائه والوقوف إلى جانبهم.
قال إن كليْهما حليف له. سبق أن التزم الوقوف إلى جانب عون، وعندما التزم الحزب الوقوف إلى جانبه كان برضى فرنجية. اليوم الحزب أمام التزام جديد حيال فرنجية، يريده أن يحصل برضى باسيل على نحو ما حدث قبل ست سنوات.
ما نُقل عن نصرالله قوله: إذا لم يُنتخب فرنجية في الانتخابات الرئاسية المقبلة، قد لا تسنح له الفرصة في ما بعد، في حين أنها تُسنح لباسيل.
أضاف مخاطباً رئيس التيار الوطني الحر: اقتراحنا أن تكون الرئاسة المقبلة لفرنجية، على أن تكون أنت شريكاً كاملاً في العهد المقبل. يحقق لنا ذلك هدفين هما شراكتك في المرحلة المقبلة ووقوفك إلى جانب الرئيس، وتكون وقتذاك أعدت مراجعة موقع التيار ودوره ورددت عنك كل ما تعرّضت إليه في الآونة الأخيرة.
التزام 2015 يتكرّر في عام 2022 معكوساً
جواب باسيل كان نصف موافقة نهائية، في انتظار أن يحمل هذا الخيار في الوقت المناسب إلى التيار الوطني الحر لإجراء مناقشة له، في نهاية المطاف لن تقف حجر عثرة في طريق قرار الأمين العام لحزب الله.
لم يطل الحديث في الاستحقاق الرئاسي سوى دقائق. من بعد استغرق الإفطار الطويل في ملفات محلية وإقليمية تجاوزته. أنبأ موقف نصرالله أنه حسم إلى حد بعيد، تبعاً للمعطيات القائمة حتى هذا الوقت، دعمه ترشيح النائب السابق لزغرتا الذي لا يصطدم حكماً بجدران اعتراضات أساسية أو مانعة. عام 2015 أيّده بعد ترشيح الحريري له، برّي ووليد جنبلاط. لا ينتظر حزب الله موافقة حزب القوات اللبنانية ولا يحتاج إليها. انضمام باسيل إلى هذا المعسكر، بعد أن يجتمع من حول ترشيح فرنجية الحلفاء، يجعل انتخابه حتمياً من الدورة الثانية للاقتراع بالأكثرية المطلقة، بعد أن يكون التأم في القاعة 86 نائباً، هم غالبية الثلثين المقيِّدة لافتتاح الجلسة وإجراء دورات الاقتراع المتتالية.
لا أحد من الأفرقاء يتحدث من الآن عن احتمال مقاطعتها. في أحسن الأحوال يُبدون براءتهم والنية الحسنة على الأقل.
أمّا ما يكمن في صلب إرادة حزب الله ترشيح فرنجية، فهو سعيه ـ ويتردّد أنها خطته المقبلة بدأ أول تباشيرها ـ إلى أن يحوط به أوسع تأييد سياسي. انفتاح التيار الوطني الحر على جنبلاط، ومن بعد لقاء اللقلوق بين باسيل والنائب فريد الخازن، أضف إلى ذلك ما يُنتظر من خطوات مماثلة في مواعيد لاحقة، كلُّ ذلك ليس سوى حلقات في سلسلة.
***********************************
النهار
الدولة تقاطع الدولة!… وواشنطن ملتزمة المفاوضات
بدا واضحا من دورة الأيام الأخيرة في لبنان، ان الدول المعنية برصد أوضاعه قد تقف عند نقطة بالغة الصعوبة في توجيه مطالبها ومواقفها المتصلة سواء بالاستحقاقات الدستورية التي يواجهها، ام في ما يتعلق بالمطالب الإصلاحية التي تحولت الى برنامج دولي ثابت مطلوب تنفيذه كشرط للدعم الدولي، وهي ان التساقط السريع لكل معالم الدولة الراعية لمواطنيها لن ينفع معه أي ضغط خارجي. ذلك ان المشهد الذي يرتسم مع الاهتراء غير المسبوق في واقع معظم القطاعات زاده تفاقما وسوداوية الطلاق الحقيقي البالغ الخطورة بين الدولة والقطاعات العامة والخاصة، بحيث تتعاظم الازمات المعيشية والحياتية والإدارية والاجتماعية والصحية على الغارب ولا من يلتفت الى احد. منذ اكثر من شهر واسبوع، يتسع ويتفاقم اضراب الموظفين في القطاع العام الذي هو الدولة، فاذا بالدولة تقاطع نفسها، والوضع متروك على الغارب على رغم التداعيات والاضرار والخسائر الفادحة التي يرتبها هذا الاضراب على مالية الدولة، كما على مصالح المواطنين ومعاملاتهم الحيوية المشلولة والمجمدة، وعلى مئات الوف الموظفين انفسهم الذين يعانون مرارات الذل المعيشي. اقفل باب المعالجات وتفاقم الوضع الى ذروته الى ان تحدثت المعلومات امس عن اعداد وزير المال لمشروع معالجة لمطالب الموظفين سيعرض في اجتماع وزاري في السرايا ظهر الاثنين المقبل بعد عودة رئيس حكومة تصريف الاعمال #نجيب ميقاتي من الخارج. ولا يقف الامر عند هذا الاضراب اذ ان واقع الكهرباء ذاهب من سيء الى أسوأ في عز موسم الاصطياف الذي يستقطب يوميا ما يناهز العشرين الف وافد من الخارج. وواقع الخدمات في كل وجوهه لا ينبئ الا بتساقط الدولة وترك الناس لمصائرهم، بدليل ان واقع المستشفيات، الذي عاد الى الأضواء مع استفحال انتشار وباء كورونا مجددا، ينبىء بوضع خطير مع تراجع الامكانات وازدياد الدواء المهرب والمزور.
وتستمر ازمة الخبز والطحين منذ أسابيع وصارت مزمنة مثل ازمتي المياه والكهرباء . ولكن قبسا نسبيا من انفراج سجل في تراجع أسعار المحروقات في اليومين الأخيرين وامس صدر جدول جديد لأسعار المحروقات لحظ انخفاضاً في الأسعار.
اما على صعيد الازمة السياسية الداخلية فلم تسجل في الساعات الأخيرة أي معالم إيجابية ملموسة ولكن تنامت الرهانات على لقاء يرجح ان يعقد مطلع الأسبوع المقبل بين رئيس الجمهورية #ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي ربما يطلق نقاشا متجددا بينهما حول التشكيلة الحكومية، ولو ان اوساطا مطلعة لا تبدي تفاؤلا في حلحلة التعقيدات التي تعترض أي اتفاق حول الحكومة الجديدة. وقالت هذه الأوساط ان الامال التي يعلقها بعض الجهات الديبلوماسية والسياسية بإمكان تشكيل حكومة جديدة قبل الأول من اب عيد الجيش، لا تبدو مستندة الى معطيات مطمئنة، اذ ان الأسبوعين الأخيرين شهدا تراجعا حادا في إمكانات تجاوز التناقضات وتقليص الهوة بين بعبدا والسرايا بما يصعب معه التفاؤل بتسجيل اختراق جدي يخرج التركيبة الحكومية العتيدة من عنق الازمة في الفترة الفاصلة عن الأول من أب. والانكى ان ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية يشهد تطورات بالغة الأهمية والخطورة تستدعي استنفار الدولة لمواجهتها فيما يثير التخبط السياسي وحال القطيعة بين اركان السلطة الكثير من المحاذير على غرار تداعيات الكلمة الاخيرة للامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله مهولا فيها بالحرب.
ولكن تطورا لافتا سجل امس في هذا السياق وتمثل في اعلان وزارة الخارجية الأميركية أنها “لا تزال ملتزمة تسهيل المفاوضات بين لبنان وإسرائيل بغية التوصل إلى قرار بشأن ترسيم الحدود البحرية”. وأضافت: “لا يمكن تحقيق التقدم نحو حل إلا من خلال المفاوضات بين الأطراف” مرحبة “بالروح التشاورية للأطراف للتوصل إلى قرار نهائي يؤدي لمزيد من الاستقرار للبنان وإسرائيل”.
قائد الجيش
واطلق قائد الجيش العماد جوزف عون مواقف بارزة امس خلال جولته على المواقع العسكرية على الحدود الشرقية اذ خاطب العسكريين قائلا :”من دونكم، لا مسؤول ولا مواطن يذهب الى عمله، ولا مؤسسات ولا مستشفيات ولا سياحة، بل ستسود شريعة الغاب. فبفضل جهودكم وتضحياتكم عادت مهرجانات بعلبك وبيت الدين”. مؤكداً إيمان الشعب اللبناني بجيشه وقال: “أنتم الركيزة الأساس لهذا الوطن وهو اليوم بحاجة لكم، فكونوا على قدر المسؤولية رغم صعوبة ما تمرون به، وخطورة مراكز انتشاركم في الجرود وعلى الجبال لكنكم بوجودكم هنا تبثون الحياة والروح وتنشرون الطمأنينة بين الناس، وتعملون على حماية الحدود وتمنعون عمليات التهريب بكل أنواعه، وتلاحقون مهربي الممنوعات والبشر.”
وأبلغ العسكريين “أن القيادة تدرك عمق المعاناة التي يمرون بها وتتابع أوضاعهم وتعمل بكل جهد على التخفيف منها، خصوصاً في فصل الشتاء حيث تنخفض درجات الحرارة إلى أدنى مستوى وتحاصر الثلوج المراكز، مشيراً إلى أن القيادة رغم قدراتها المتواضعة سوف تعمل على تحسين أوضاعهم من خلال المساعدات والهبات التي تقدمها دول صديقة وشقيقة والتي نعلن عنها وعن طرق الاستفادة منها بكل شفافية عبر وسائلنا الرسمية”.
كتلة نيابية جديدة
وفي المشهد السياسي أُعلن امس في مؤتمر صحافي تشكيل كتلة نيابيّة جديدة هي “#كتلة التجدّد” وتضمّ النواب أشرف ريفي، وميشال معوض، وفؤاد مخزومي، وأديب عبد المسيح. وأشار النائب أشرف ريفي الى أن “بإعلاننا اليوم ولادة الكتلة، ننتقل إلى مرحلة جديدة لجمع الجهود لمواجهة الواقع، ونطالب بتطبيق الدستور وببسط سلطة الدولة على كافة الأراضي وبتسليم أي سلاح غير شرعي، فسلاح حزب الله فقد أي صفة مقاومة”، معتبراً أنّ “سلاح حزب الله الحامي الأوّل للفساد، ونناضل من أجل استعادة قرار السلم والحرب ونطالب بترسيم الحدود البرية مع سوريا وببسط سلطة الدولة على المعابر كافة ولإنجاز ترسيم الحدود البحرية”.
في المقابل أعلن وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال زياد المكاري ان “هناك مناسبات اجتماعية يتحدث فيها رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل مع بعضهما البعض وانا أرى ان اللقاء بينهما صار طبيعياً وممكن ان يكون قريباً”. واشار الى ان “فريق الوزير سليمان فرنجية والتيار الوطني الحر هم حلفاء في السياسة والخلاف بينهما اخذ حقه ومصلحة البلد تقتضي ان يكونا معا”. وقال “ان حصل اتفاق بين سليمان فرنجية وجبران باسيل لن يكون اتفاق محاصصة كما كان اتفاق معراب”.
*********************************************
نداء الوطن
هدوء ما قبل العاصفة التي تهبّ على المنطقة
“حرب تموز” الثانية: عليّ وعلى أعدائي؟
مريب الصمت اللبناني في هذه اللحظة الإقليمية المصيرية. كأنه هدوء ما قبل العاصفة التي بشّر بها الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله. وكأن لا صوت يعلو فوق صوت المعركة. ذهب رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي إلى استنزاف المزيد من الوقت وكأن لا ضرورة للعجلة وكأنهما خارج سياق اللعبة الكبيرة حيث يغيب اللاعبون الصغار. لا حكومة جديدة في لبنان بينما تشهد المنطقة تحولاً كبيراً على المستوى الإستراتيجي سيحصل اليوم في قمة جدة. وأهم ما في هذه القمة أنها تتوج مرحلة جديدة من العلاقة بين المملكة العربية السعودية والإدارة الأميركية وأنها تأتي بعد التهديد الأميركي الإسرائيلي لإيران بأنه ممنوع عليها امتلاك السلاح النووي ولو اقتضى ذلك استعمال القوة.
في قلب هذه اللحظة التي يولد فيها هذا الإنفجار السياسي والأمني الكبير كان تهديد الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله بتغيير قواعد اللعبة في المنطقة وقلب الطاولة ومنع إسرائيل من استخراج النفط طالما لا يمكن أن يستخرجه لبنان مهدداً بما بعد بعد بعد كاريش. هذا التهديد تم تفسيره بأنه محاولة لدعم الموقف الإيراني الصعب أكثر مما يتعلق بدعم الموقف اللبناني الصعب، بل على العكس فقد أتى هذا التهديد ليزيد على الأثقال اللبنانية أثقالاً جديدة وليخيف اللبنانيين الذين أتوا إلى لبنان على أساس التطمينات الكثيرة التي أطلقتها السلطة الحاكمة والأمين العام لـ”حزب الله” على خلفية قضاء صيف هادئ “وأهلا بهالطلة”، فهل ينقلب المشهد ويبدأ الرحيل السريع و”يلّا عالفلّة”؟
قد يكون الصيف كذلك. في تموز 2006 كانت الصورة مشابهة لتموز 2022. كان “حزب الله” يعاني من آثار التحول الكبير الحاصل في لبنان والمنطقة. اتفق الرئيسان جورج بوش وجاك شيراك على إخراج سوريا من لبنان فكان القرار 1559 في أيلول 2004 بعد عام على إسقاط نظام صدام حسين في العراق وتمركز القوات الأميركية على الحدود السورية والإيرانية وبعد عامين على احتلال أفغانستان. في تلك اللحظة التاريخية من تغيير خريطة المنطقة اغتيل الرئيس رفيق الحريري في محاولة لمنع اكتمال التغيير في لبنان. قبل أن تتوجه اصابع الإتهام مباشرة إلى “حزب الله” بدأت حرب تموز، بعد العملية التي نفذها الحزب وراء الخط الأزرق، وانتهت في 13 آب بالقرار 1701 الذي جاء تطبيقاً تنفيذياً للقرار 1559 الذي طلب نزع سلاح “حزب الله”.
في تموز 2022 تكاد الصورة تكون مطابقة أيضاً. “حزب الله” يعاني من توجيه الشكوك إليه في قضية تفجير مرفأ بيروت ولذلك عطل التحقيق وطلب قبع المحقق العدلي القاضي طارق البيطار. وهو يواجه مجدداً حالة داخلية ودولية تطالب بنزع سلاحه بينما يراقب التحول الكبير الحاصل في المنطقة والذي يشبه إلى حد كبير التحول الذي كان في العام 2005. فهل يكرر المحاولة ويهرب نحو الحرب؟
في العام 2005 كان “حزب الله” في مواجهة أكثرية نيابية جديدة أتت على أصوات ثورة 14 آذار وفي مواجهة حكومة مثلت تلك الأكثرية وكان يريد أن يوقف عقارب ساعة التغيير. اندلاع تلك الحرب أعطاه الحجة ليتهم الحكومة وقوى 14 آذار بالخيانة وليتمسك بسلاحه ولينكر التهمة باغتيال الرئيس رفيق الحريري. في العام 2022 أفقدته الإنتخابات النيابية الأكثرية الموصوفة التي كان يتمتع بها وهو يتخوف من أن التحول الكبير الحاصل في المنطقة قد ينعكس تحولاً على مستوى انتخاب رئيس الجمهورية في لبنان، ولذلك قد يجد أن أفضل وسيلة للدفاع هي الحرب والدخول في المجهول على قاعدة “عليّ وعلى أعدائي يا رب”.
ولكن على رغم التهديد الذي أطلقه نصرالله فإن هناك أسباباً كثيرة تدعوه إلى تقدير أفضل للوضع. لقد تردد كثيراً قبل أن يقدم على هذه الخطوة ذلك أنه لم يكن قادراً على توقع رد الفعل الذي يمكن أن يحصل تجاه أي خطأ يمكن أن يرتكبه. فهو يعرف أن إسرائيل ليست دولة متهالكة. ما يعرفه غير ما يعلنه. ويعرف أيضاً أن أميركا ليست تلك الدولة العجوز. وإلا لماذا كل هذا التوجس من تغيير خريطة المنطقة ومن التهديد الموجه إلى إيران؟
في ظل تلك اللعبة الكبيرة تصغر الألاعيب الصغيرة في لبنان. ويصير التراشق الكلامي بين بعبدا والسراي كأنه مشهد عبثي في ساحة معركة كبيرة يتقرر فيها مصير المنطقة بما فيه مصير لبنان. وكأن هذا الإستنزاف للوقت يتحول أيضا إلى رقصة العاجزين فوق مقابر الأحياء الباحثين عن لقمة عيش وكيس طحين ورغيف خبز وحبة دواء، فكيف إذا وقعت الحرب؟
*********************************************
الشرق الأوسط
لبنان: فرنجية يعول على انسحاب باسيل من السباق الرئاسي لصالحه
التقارب مستمر بين الطرفين بعد سنوات من الفراق والعداء
يعول رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، على التوصل لتفاهم مع رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، يضمن تبني ترشيح فرنجية لرئاسة الجمهورية، أو أقله انسحابه من السباق الرئاسي حتى لو قرر وكتلته النيابية عدم منحه أصواتهم.
ورغم عدم صدور أي مواقف رسمية من الفرقاء الأساسيين المعنيين بالاستحقاق الرئاسي حتى الساعة لجهة حسم مرشحيهم الرئاسيين، إلا أنه ومع اقتراب الموعد الدستوري لانتخاب رئيس جديد للبلاد، بين مطلع سبتمبر (أيلول) ونهاية أكتوبر (تشرين الأول)، يجد مختلف الفرقاء أنفسهم معنيين بمباشرة النقاشات الداخلية لتحديد كيفية التعامل مع الاستحقاق المقبل.
وكان البطريرك الماروني بشارة الراعي، أول من باشر الحديث عن الاستحقاق الرئاسي بدعوته منتصف يونيو (حزيران) لإجراء الانتخابات الرئاسية قبل انتهاء ولاية الرئيس الحالي ميشال عون ضمن مهلة الشهرين التي ينص عليها الدستور، محدداً مؤخراً المواصفات التي يجب أن يتحلى بها الرئيس المقبل، أبرزها أن يكون «فوق الاصطفافات والمحاور والأحزاب، ولا يشكل تحدياً لأحد».
ولا يبدو أن باسيل بصدد خوض الانتخابات الرئاسية، لعلمه أن حظوظ فوزه ضعيفة جداً، باعتباره على خلاف مع مختلف القوى السياسية، باستثناء «حزب الله»، غير القادر وحده في حال قرر تبني ترشيح باسيل على ضمان حصوله على الأصوات النيابية اللازمة لتأمين فوزه. ويرجح أن يتجه رئيس «الوطني الحر» لتبني مرشح معين يخوض به الاستحقاق.
ولعل ما يعزز فرضية انسحابه لصالح فرنجية التقارب المستمر بين الطرفين بعد سنوات من الفراق والعداء على خلفية الانتخابات الرئاسية الماضية التي أفضت لفوز العماد ميشال عون بالرئاسة.
وبدا اللقاء الذي جمع الأسبوع الماضي النائب فريد هيكل الخازن، المقرب من فرنجية، بباسيل، رغم أن العلاقة بين الرجلين لم تكن على ما يرام لسنوات، استكمالاً لمسار التقارب بين رئيس «الوطني الحر» ورئيس «المردة»، وهو مسار بدأ مع المصالحة التي أنجزها «حزب الله» بين حليفيه في أبريل (نيسان) الماضي من خلال دعوة وجهها لهما أمين عام الحزب حسن نصر الله على مأدبة إفطار.
وخاض الطرفان معركة انتخابية نيابية «صامتة» في مايو (أيار) الماضي، بحيث كانا يتنافسان بشكل أساسي في دائرة «الشمال الثالثة»، ووجه كل منهما حملته الانتخابية بشكل أساسي ضد «القوات اللبنانية».
وتبادل الحزبان منذ ذلك الوقت جملة رسائل وإشارات يمكن وصفها بـ«الإيجابية»، أبرزها قول باسيل خلال حملته الانتخابية: «مهما اختلفنا مع فرنجية، إلا أنه يبقى أصيلاً». وفي ملاقاة «عملية» لمد اليد العونية، قرر نواب «التكتل الوطني المستقل» الذي يضم النواب فريد هيكل الخازن وطوني فرنجية ووليم طوق، وهو تكتل محسوب على فرنجية، التصويت لمرشح «التيار» لنيابة رئاسة الحكومة إلياس بو صعب، كما للنائب آلان عون لعضوية هيئة مكتب المجلس.
ورغم أن باسيل وفرنجية لم يعقدا بعد لقاءً ثنائياً بعد اللقاء الثلاثي الذي جمعهما بنصر الله، فإن لقاء بو صعب – فرنجية ولقاء الخازن – باسيل يمهدان لتزخيم العلاقة بين الطرفين.
ويعد النائب أسعد درغام من تكتل «لبنان القوي» الذي يرأسه باسيل، أنه «مع اقتراب موعد الاستحقاق الرئاسي من الطبيعي أن تبدأ المشاورات، خصوصاً أن فرنجية مرشح أساسي للرئاسة، بالتالي التشاور معه طبيعي بعد فتح قنوات الاتصالات بين الطرفين»، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «التيار الوطني الحر لم يبحث بعد بالاستحقاق الرئاسي لا في الهيئة السياسية ولا في التكتل لاتخاذ الموقف المناسب»، مضيفاً: «رئيس التيار جبران باسيل مرشح طبيعي للموقع، وما يهمنا بنهاية المطاف ضمان إيصال مرشحنا أو شخص ندعمه. لذلك عندما ندخل في المهلة الدستورية لانتخاب رئيس عندها نحسم موقفنا وقرارنا».
وخلال إطلالة تلفزيونية له، أكد وزير الإعلام زياد مكاري (المقرب من فرنجية)، أنه في حال حصل اتفاق بين فرنجية وباسيل، فهو لن يكون كـ«اتفاق معراب» اتفاق محاصصة، معتبراً أنه «إذا أردنا أن يكون الرئيس (صنع في لبنان) يجب أن نقوي حظوظ فرنجية لأبعد الحدود». وأضاف مكاري: «هناك مناسبات اجتماعية يتحدث فرنجية وباسيل مع بعضهما البعض، وأنا أرى أن اللقاء بينهما صار طبيعياً، وممكن أن يكون قريباً، فبنهاية المطاف فريق فرنجية والتيار حلفاء في السياسة، والخلاف بينهما أخذ حقه، ومصلحة البلد تقتضي أن يكونا معاً، وهناك استحقاقان هما الاستحقاق الحكومي والرئاسي، ومصلحة البلد أن يمرا بهدوء».
وتتجه الأنظار إلى موقف «حزب الله» من الاستحقاق الرئاسي والشخصية التي سيدعمها. وهو حتى اللحظة لم يعط أياً من حلفائه أي وعد بهذا الخصوص. وتقول مصادر قريبة منه لـ«الشرق الأوسط»، «نحن لم نبدأ مباحثاتنا في هذا الخصوص، وعندما يحدد رئيس المجلس النيابي نبيه بري موعداً لجلسة لانتخاب رئيس، الأرجح أن تكون مطلع سبتمبر (أيلول)، عندها يضع مختلف القوى أمام أمر واقع ستكون ملزمة على التعامل معه، أولاً من خلال حسم مشاركتها أو لا في الجلسة، ومن ثم من خلال حسم اسم مرشحها الرئاسي»، لافتة إلى أن «حزب الله حين يحسم اسم مرشحه يبدأ العمل لجمع الأصوات النيابية اللازمة لفوزه، وهو لا يقوم بذلك قبل اتخاذ قراره النهائي». وعما إذا كان الاستحقاق الرئاسي مرتبطاً بالتطورات الخارجية وملف الترسيم، تكتفي المصادر بالقول: «إذا لم تحصل حرب فالأرجح أن الانتخابات الرئاسية حاصلة في موعدها. أما في حال الحرب فلا شيء يعود محسوماً حينها».
*********************************************
الجمهورية
“التأليف العقيم” ينتظر “الفانوس السحري” .. ومخاوف من صعوبات من البرّ إلى البحر
ما بين تأكيد رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلّف نجيب ميقاتي عزمهما تشكيل حكومة، وبين معايير وشروط رئيس الجمهورية وتياره السياسي التي نُصبت كمعبر إلزامي لهذه الحكومة، و”اقتناعات” الرئيس المكلّف التي ترجمها بتشكيلة حكومة أفضل الممكن لهذه المرحلة الانتقاليّة، حقيقة ثابتة هي أنّ التعطيل سيّد هذه المرحلة، وانّ الحكومة التي يقولون إنّ حاجة البلد إليها أكثر من ملحّة لتتصدّى لتحدّيات الأزمة وتواكب الاستحقاقات الداهمة وتقدّم ولو الحدّ الأدنى من العلاجات، لن يكون لها وجود في الاشهر الفاصلة عن انتهاء ولاية رئيس الجمهورية آخر تشرين الاول المقبل.
ماتت وشبعت موت!
ورغم الحديث المتكرّر في أوساط الرّئيسين عن أنّ تأليف الحكومة ما زال ممكناً، وأنّ اللقاء المقبل بينهما ليس مقفلاً على إمكان بناء نافذة أمل تفضي إلى خرق ما في جدار التأليف، فإنّ هذه المقولة، وبحسب معطيات المطّلعين على تعقيدات هذا الملف، تجافي الواقع والوقائع.
وفي هذا الإطار، عرض «مصدر مسؤول» لـ«الجمهورية» ما سمّاها رواية «التأليف العقيم» بقوله: «تشكيلة ميقاتي يرفضها عون، وملاحظات عون يرفضها ميقاتي، ولكل منهما أسبابه الجوهرية، ولا اتصالات توفيقيّة بين الرّفْضَين، بل بالعكس توتير سياسي وإعلامي، وهنا تنتهي المسألة. ولذلك لا أحد يتعب نفسه بزراعة آمال كاذبة او وهميّة، فالمسألة لا تحتاج لا إلى تبصير ولا إلى تنجيم، ولا إلى إبحار في التحليلات والتفسيرات، بل تحتاج إلى فانوس سحري يحكّه الحريصون، ليخرج منه مارد أمره مطاع ويفرض تشكيل الحكومة، وهذا الفانوس غير موجود، ولذلك فإنّ الصورة واضحة وقرارهم واضح ومحسوم من البداية، لا يريدون حكومة».
ويجزم المصدر المسؤول نفسه، «أنّ الحكومة ماتت وشبعت موت، وأنا مسؤول عن كلامي»، ويتابع عرضه ما سمّاها «ممهّدات الوفاة» ويقول: «إحتضار الحكومة بدأت تظهر عوارضه في ما إحاط تكليف الرئيس نجيب ميقاتي من مواقف، وصار موت الحكومة يدنو أكثر فأكثر مع الوقائع التي تسارع توتّرها على خطّ رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف، من اللحظة التي قدّم فيها ميقاتي تشكيلته الحكومية إلى عون، وما تلا ذلك من تسريبات وإحياء لشروط ومعايير قُدّمت كـ«ملاحظات»، انّما هي في جوهرها مفصّلة على مقاس طرف سياسي معيّن لم يسمّ ميقاتي في الاستشارات الملزمة، وصولاً إلى حرب البيانات ورفدها بتصريحات ومواقف وتسريبات تصبّ الزّيت على النار».
هذا الوضع، يضيف المصدر المسؤول، «أثار في الأجواء علامات استفهام حول هذا المنحى الهجومي، كما جعل الكثيرين يتحسّسون من مراميه، وخصوصاً انّه عكس إصراراً من قِبل طرف سياسي على أن تكون الحكومة بمعاييرنا، او لا تكون. وأكثر من ذلك، فإنّ هذا المنحى الهجومي، استحضر إلى الأذهان فترة تكليف الرئيس سعد الحريري، حيث انّ الوضع السائد اليوم على خط التأليف، وجه الشبه كبير جداً، إن لم يكن مطابقاً، مع الوضع الذي ساد في فترة تكليف الحريري، التي اصطدمت بالمنطق ذاته والمعايير ذاتها، وطافت بالبيانات والهجومات والاتهامات وبالتجريح السياسي والشخصي».
ولكن، هل المُراد دفع الرئيس المكلّف إلى الاعتذار على ما فعل الرئيس الحريري سابقاً؟ يجيب المصدر المسؤول: «قد يكون هذا الامر معششاً في أذهان البعض، تبعاً للمنطق الحاد الذي يواجهون فيه الرئيس المكلّف في الوقت الغلط، ولا أرى له أي مبرّر. ولكن على ما أنا متأكّد منه، أنّ الزمن اختلف، وما كانت تُسمّى «قوة للبعض» في وقت ما، لم تعد متوفرة بالقدر ذاته، على باب انتهاء ولاية رئيس الجمهورية، حتى لا نقول انّها انعدمت، وبالتالي لا أعتقد أنّ الرئيس المكلّف قبل بالتكليف أصلاً لكي يعتذر، ولا أعتقد أنّه «في زمن تراجع القوّة»، في وارد أن يقبل بأن تُنتزع منه ورقة التكليف، أو أن يُسجّل عليه الرضوخ لمشيئة فريق سياسي يريد إفشاله. فإن تألّفت الحكومة وفق التشكيلة التي قدّمها مع محاولة تدوير زوايا ملاحظات عون، خير، وإن لم تتألف، فخير أيضاً، حيث لن يضرّه ابداً الاستمرار في تصريف الأعمال حتى انتهاء ولاية عون وانتخاب الرئيس الجديد للجمهورية».
يستطيع أن ينتظر
ما ذهب إليه المصدر المسؤول في روايته، يتقاطع مع ما تبلّغه مراجعو مسؤول كبير على صلة مباشرة بملف التأليف، حيث نُقل عنه تأكيده على انّ اللقاء المقبل بين عون وميقاتي، يشكّل الفرصة الاخيرة والحاسمة لتوجّه البوصلة الحكومية، اما في اتجاه التأليف السريع واما في اتجاه ابقاء الوضع على ما هو عليه من تعطيل.
الاّ انّ المسؤول عينه صارح مراجعيه بقوله: «لم يطرأ حتى الآن ما يبدّل تشاؤمي حيال تأليف الحكومة، بل ازددت تشاؤماً جراء «الخربطة المتعمدة» التي تبدّت في المواقف والتسريبات الاستفزازية في اتجاه الرئيس المكلّف».
وعندما سُئل المسؤول الكبير عن تداعيات عدم تشكيل حكومة، سارع إلى القول: «الأزمة وتفاعلاتها تجيب عن ذلك، فلا شك انّ كل يوم يمضي في ظل هذا الوضع، يعني مزيداً من الشلل والاهتراء، والمواطن يدفع أثمان الأزمة، وثمن عدم وجود إرادة جدّية لكسر هذا التعطيل وتشكيل حكومة تقدّم ولو حداً متواضعاً من العلاجات لأزمة عتّمت حياة اللبنانيين بالكامل».
وحول ما نُسب إلى أحد المسؤولين المعنيين بملف التأليف من أنّ «لا مشكل في عدم تأليف حكومة، والبلد الذي انتظر سنوات لبدء العلاجات والاصلاحات، يستطيع ان يتكيّف مع تصريف الاعمال، وينتظر ثلاثة اشهر بلا حكومة». قال المسؤول الكبير: «إن صحّ هذا الكلام، فهو كلام غير مسؤول، البلد لا يستطيع ان ينتظر دقيقة واحدة. «طار البلد، وما عاد في دولة»، واللبنانيون كفروا، وحياتهم اصبحت خراباً وميؤوساً منها، وماذا يمكن للناس ان تتحمّل من مصائب ومصاعب بعد»؟
التهدئة
إلى ذلك، وفي انتظار انعقاد اللقاء الثالث بين الرئيسين عون وميقاتي مطلع الأسبوع المقبل، دخلت جبهة التأليف في هدنة، بعد التراشق السياسي والاعلامي وتبادل كرة التوتير، الذي سمّم أجواء التأليف، و»شوّش» العلاقة بين الشريكين، الّا انّ المهم في رأي المواكبين لملف التأليف، ان تثمر هذه الهدنة في لقاء الرئيسين المقبل تفاهماً على حكومة، وغير ذلك يعني انّ الهدنة مؤقتة، وسيبقى معها باب التصعيد مفتوحاً على مصراعيه.
وبحسب هؤلاء المواكبين، انّ الخيارات ضيّقة جداً أمام الرئيسين، لأنّ الوقت صار أضيق من أن يتسع لأي مناورات او مماحكات. مشيرة إلى انّ امام عون وميقاتي مجموعة خيارات:
الاول، إمّا السير بتشكيلة ميقاتي كما قدّمها إلى رئيس الجمهورية. وهو خيار رفضه عون.
ثانياً، وإما أخذ الرئيس المكلّف بالملاحظات والمعايير التي قدّمها الرئيس عون على التشكيلة، مع تطعيمها بستة وزراء سياسيين. الّا انّ لميقاتي ملاحظات عميقة على ملاحظات عون ومعاييره.
ثالثاً، وإما التفاهم على إعادة الحياة لحكومة تصريف الاعمال، وتقديمها بأسمائها جميعهم ضمن تشكيلة جديدة، وتصدر مراسيمها على هذا الأساس، وهو الامر الذي يضمن لهذه الحكومة ثقة مسبقة من قِبل مختلف اطرافها.
رابعاً، وإما التفاهم على «فشل حبي»، يتعذّر معه تشكيل حكومة جديدة، ويبقي الحال الحكومي على ما هو عليه من تصريف أعمال حتى انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
مخاوف
في سياق متصل، أبلغت شخصية حزبية وسطية، إلى «الجمهورية» قولها، انّ «مخاوف جديّة تتملكها، على مستقبل المنطقة ومن ضمنها لبنان».
واعتبرت الشخصية المذكورة «انّ زيارة الرئيس الاميركي جو بايدن إلى المنطقة ليست زيارة عابرة، بل هي زيارة تؤسس لشيء كبير بعدها»، كاشفة عن تلقيها معلومات ديبلوماسية غربيّة، في شقها اللبناني، تشدّد على أن يبادر القادة في لبنان إلى تنظيم واقعهم السياسي بحكومة تمسك بالأزمة، والّا فإنّ فشل الاستحقاق الحكومي سيجر فشلاً في إتمام الاستحقاقات الاخرى، ما يُسقط لبنان ليس في فراغ في الحكومة ورئاسة الجمهورية، بل في ضياع قاتل. واما في شقها الاوسع، فتلفت المعلومات إلى تطوّرات وسيناريوهات سلبيّة متوقّعة على أكثر من ساحة دولية واقليمية جراء الحرب في اوكرانيا».
ورداً على سؤال، حول الوضع الحكومي قالت ما حرفيته: «إفلاس، وجوع، وطارت الدولارات، وطارت الودائع، وأخشى انّ وضعنا ذاهب إلى مزيد من الصعوبة. فيما اصحاب «العقول النيّرة» لا يزالون متلهّين بالحرتقات والولدنات.. ليس صعباً ان تتشكّل حكومة كيفما كان لتكون حاضرة على الأقل لإدارة أزمة البلد، ومواجهة ما قد يتدحرج على هذا البلد من تداعيات، ولكن مع الأسف في نهاية هذا العهد صار البلد ضحية الإفلاس السياسي والجهل بما يجري من حولنا».
ورداً على سؤال حول حجم الصعوبة التي اشار اليها، قال: «أتوقع ظروفاً صعبة وقاسية، ومزيداً من الصعوبات من البرّ إلى البحر. في البر إصرار على التعطيل والفراغ وتغليب الحسابات، واما في البحر، فموضوع ترسيم الحدود البحرية والتهديدات حوله تخيفني جداً، ولا أستبعد شيئاً».
قيل له: حتى الحرب؟ فأجاب: «كل شيء وارد، فالاسرائيليون يهدّدون واعلنوا انّهم سيبدأون باستخراج الغاز في ايلول، و»حزب الله» يهدّد، ما جعل هذا الملف مفتوحاً على كلّ شيء. ولقد سمعت من الاوروبيين كلاماً مباشراً بأنّهم خائفون من شهر ايلول، وما قد يحمله من تطورات».
واشنطن: تسهيل المفاوضات
إلى ذلك، وفي الوقت الذي أُعلن فيه عن زيارة جديدة للوسيط الاميركي آموس هوكشتاين إلى المنطقة، في مهمة مرتبطة بمفاوضات ترسيم الحدود بين لبنان واسرائيل، وحُدّد موعدها بعد زيارة الرئيس الاميركي إلى السعودية، حيث انّ هوكشتاين يرافق بايدن في زيارته، برز أمس إعلان وزارة الخارجية الاميركية من أنّ «واشنطن ما زالت ملتزمة بتسهيل المفاوضات بين لبنان وإسرائيل، بغية التوصل إلى قرار بشأن ترسيم الحدود البحرية».
قائد الجيش
من جهة ثانية، قام قائد الجيش العماد جوزف عون أمس بجولة على الوحدات العسكرية في البقاع الشمالي. وتوجّه إلى العسكرين قائلاً: «نعلم حجم التحدّيات التي واجهتموها في ظلّ الظروف القاسية والأزمة الاقتصادية التي نمرّ فيها، لكنكم رغم ذلك أثبتم جدارة وتميزاً في مواجهتكم لكل هذه الظروف».
وتابع: «لدينا ثقة كبيرة بكم. ما عليكم إلّا أن تكونوا على قدر المسؤولية التي تقع على عاتقكم والثقة التي مُنحتم إياها، وعليكم يقع واجب الحفاظ على المؤسسة واستمراريتها وعلى الوطن ومنعته».
وأضاف: «واجباتكم هي حماية وطنكم مهما اشتدت الظروف وازدادت التحدّيات. إن شعارنا هو الشرف والتضحية والوفاء، ونحن نعمل بموجبه ونطبّقه، لأننا مؤمنون بوطننا الذي يمرّ حالياً بأزمة صعبة وظروف دقيقة، لكننا واثقون بقدرتنا على اجتيازها».
وأكّد عون على إيمان الشعب اللبناني بجيشه وقال: «أنتم الركيزة الأساس لهذا الوطن. وهو اليوم بحاجة لكم، فكونوا على قدر المسؤولية رغم صعوبة ما تمرون فيه، وخطورة مراكز انتشاركم في الجرود وعلى الجبال، لكنكم بوجودكم هنا تبثون الحياة والروح وتنشرون الطمأنينة بين الناس، وتعملون على حماية الحدود وتمنعون عمليات التهريب بكل أنواعه، وتلاحقون مهربي الممنوعات والبشر».
وقال: «إنّ القيادة تدرك عمق المعاناة التي تمرون فيها وتتابع أوضاعكم وتعمل بكل جهد على التخفيف منها، خصوصاً في فصل الشتاء حيث تنخفض درجات الحرارة إلى أدنى مستوى وتحاصر الثلوج المراكز»، مشيراً إلى أنّ «القيادة رغم قدراتها المتواضعة سوف تعمل على تحسين أوضاعكم من خلال المساعدات والهبات التي تقدّمها دول صديقة وشقيقة»، مؤكّداً أنّ «المؤسسة العسكرية لن تتقاعس في تحمّل مسؤولياتها مهما كانت الظروف والتحدّيات».
الوضع الحياتي
في الجانب الحياتي، ارتفاع حاد في معدلات الجريمة والسرقات والقتل والمتاجرة بالسموم والمخدرات، وانهيار جارف ومتسارع على كل المستويات. فالشلل ما زال مطبقاً على الدولة في ظل الإضراب المتواصل لموظفي القطاع العام، ضدّ التمييز الفاقع بين موظف صُنّف انّه إبن ست، وموظف صُنّف على انّه إبن جارية، فيما اللصوصية متمادية في شتى المفاصل، إن في السوق السوداء الحاكمة للدولار، او في الاحتكار والرفع العشوائي للأسعار، ناهيك عن لصوص المولّدات وصولاً إلى إخفاء الرغيف وبيعه في السوق السوداء.
وآخر الموبقات، ما تكشّف بالأمس عن أفظع جريمة تُرتكب بحق اللبنانيين، عبر أدوية مهرّبة فاسدة ومزورة يجري بيعها للمرضى من دون أي رادع إنسائي وأخلاقي، وهو ما كشف عنه نقيب الصيادلة في لبنان الدكتور جو سلّوم ، حيث قال في بيان أمس: «في ظلّ الأزمات المتتالية التي تعصف بالقطاع الصحي في لبنان، لاسيما الدوائي، يحذّر نقيب صيادلة لبنان من الاجتياح الكبير للأدوية المهرّبة في الأسواق اللبنانيّة، لاسيّما التركيّة منها، والتي تدخل إلى لبنان من دون حسيب أو رقيب، وأصبحت تباع بشكل علني في «الدكاكين» وعبر مواقع التواصل الالكترونيّ».
ولفت سلوم إلى «أنّ القسم الأكبر من هذه الأدوية مزوّر، والقسم الآخر أضحى سمّاً قاتلاً بسبب عدم حفظه بالطرق الصحيحة والمعايير الصحية المفروضة». ودعا كل المعنيين، لاسيما الأجهزة الأمنيّة والقضائية، إلى إيقاف هذه المهزلة واعتماد استراتيجيّة النقابة بتأمين الدواء الجيّد للمرضى». كما طالب بـ»توفير الدعم المادي لوزارة الصحة بهدف تأمين الادوية، وخصوصاً السرطانية التي لا تحتمل التأجيل».
النزوح
وسط هذه الأجواء، يبقى ملف النزوح السوري ضاغطاً بكل أعبائه على اللبنانيين، في وقت يتبدّى عجز الدولة بشكل كامل على تحمّل كلفته الباهظة ليس على المستوى المالي فقط، بل على المستوى المعيشي والاجتماعي، وكذلك الأمني، وخصوصا انّ اكثرية العمليات المخلّة وجرائم السرقات والقتل التي تنفّذها عصابات، وتنجح القوى الأمنية في كشفها والقاء القبض على افرادها، يتبين انّ افرادها اما جميعهم او معهم سوريون.
وغداة اعلان المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم انّ دولاً كبرى تعرقل عودة النازحين السوريين، حذّر رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل من موجة نزوح جديدة، مؤكّدًا أهمية إيجاد حلّ لأزمة النازحين السوريين بما يؤدي بهم إلى عودة كريمة إلى بلادهم.
وكان باسيل يتحدث في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير خارجية هنغاريا بيتر سيارتو، الذي لبّى دعوته الرسمية لزيارة بودابست. حيث شكر باسيل سيارتو لدعمه لبنان ووقوفه إلى جانب «التيار الوطني الحر»، لافتاً إلى «أنّ الوفاء بات عملة نادرة في العلاقات السياسية».
كما تحدث عن تأثير الأزمة في اوكرانيا على الاقتصاد العالمي وتحديداً على الأمنين الغذائي والطاقوي، مشدّداً على أنّ أي حلول لا تقوم بسياسة العقوبات، بل بالحوار سبيلاً وحيدًا لإرسائها.
وتناول ختاماً ملف ترسيم الحدود البحرية، مشدّداً على أنّ «أي إتفاق يجب أن يشمل أيضاً ضمانات باستخراج لبنان غازه ونفطه».
*********************************************
اللواء
واشنطن تتذكر لبنان:ترسيم الحدود ممكن وملتزمون بتسهيل المفاوضات
«أولويتان» أمام ميقاتي الإثنين: إضراب القطاع العام ومسودة الحكومة
يعود الرئيس المكلف نجيب ميقاتي إلى بيروت الاثنين، والخطوة الأوّلي، المتوقع، أو المتفق عليها ان يزور قصر بعبدا، لاستئناف البحث مع رئيس الجمهورية ميشال عون في كيفية تجاوز النقاط العالقة في التشكيلة المعلنة، والمؤلفة من 24 وزيراً، والتي قيل ان الرئيس عون وضعها في الجارور، نظرا لجملة ملاحظات، أبرزها غياب وحدة المعايير، واهمها المطالب بحكومة من 30 وزيرا، باضافة 6 وزراء دولة، يمثلون سياسياً، الطوائف الست الأساسية في البلد، والممثلة في المجلس النيابي، ليكون بالإمكان عندها ان تملء الفراغ الرئاسي، إذا شغر الموقع بعد 31 ت1 (2022) استناداً إلى نص المادة 62 من الدستور: «في حال خلو سدة الرئاسة لأي علة كانت تناط صلاحيات رئيس الجمهورية وكالة بمجلس الوزراء».
وانطلاقاً من الحاجة إلى حكومة قادرة على ملء الفراغ، ولقطع الطريق على الاجتهادات الدستورية، التي يبيح بعضها ان تمارس الوكالة حكومة مستقيلة، أو حكومة فاعلة، فإن الجهد يتركز على المضي إلى حكومة، ولو بصيغة معدلة، تأخذ مطالب بعبدا بعين الاعتبار، كبقاء وزارة الطاقة مع التيار الوطني الحر، من دون الذهاب إلى الحكومة الثلاثينية لأسباب متعددة.
وفي غمرة تحولات ومتغيرات من شأنها ان تغيّر مسار المنطقة لسنوات بعيدة، تذكرت الولايات المتحدة الأميركية لبنان، الغائب علناً عن جولة الرئيس الأميركي جون بايدن.
فقد أكدت وزارة الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بتسهيل المفاوضات بين لبنان و«إسرائيل» للتوصل إلى قرار بشأن ترسيم الحدود البحرية، مشيرةً إلى أنه لا يمكن تحقيق تقدم نحو حل إلا من خلال المفاوضات بين الأطراف.
وفي بيان لها عبر موقها الإلكتروني أكدت الوزارة أن الإدارة ترحب بالروح التشاورية والصريحة للأطراف للتوصل إلى قرار نهائي، وأضاف البيان: يمكن أن يؤدي الإتفاق إلى مزيد من الاستقرار والأمن والازدهار لكل من لبنان وإسرائيل وكذلك للمنطقة، وتعتقد الإدارة أن الحل ممكن.
وسط عملية الترقب والانتظار هذه، وبعد ابتعاد باريس عن فكرة عقد مؤتمر لتغيير النظام السياسي والاكتفاء راهناً بإدارة الأزمة في لبنان عبر شخصيات وسطية في الرئاستين الأولى والثالثة، من زاوية منع التلاعب بالتقسيم السياسي في ظل الانهيار المالي والحرب الروسية على اوكرانيا ومسالة استخراج الثروة النفطية هو بمثابة عملية انتحار ستؤدي حكما الى فدرلة الدولة، وبالتالي فان اعتماد السياسة الوسطية في ادارة الازمات السياسية المتلاحقة في لبنان سيحافظ على التوازن السياسي والامني القائم وسيؤدي المطلوب لجهة منع انهيار لبنان بالكامل.
وتتحدث المصادر الدبلوماسية عن انتخاب شخصية وسطية لرئاسة الجمهورية، وهناك معلومات دبلوماسية تتحدث عن تاييد فرنسي لوصول احد وزيري الداخلية السابقين زياد بارود او مروان شربل الى الرئاسة الاولى، في حين تتحدث اوساط داخلية عن العديد من الاسماء نتحفظ عن ذكرها حاليا، وهذا يعني ان التوجه الدولي هو لابقاء الستاتيكو اللبناني كما هو «اي انتخاب وسطي للرئاسة الاولى مع الالتزام باعادة ترشيح رئيس الحكومة الحالي نجيب ميقاتي للرئاسة الثالثة»، لادارة الازمة المالية بما يمنع الانهيار الشامل وتوقيع الاتفاقيات مع صندوق النقد الدولي والهيئات المانحة ووضع الاتفاقيات الاولى لاستخراج النفط والغاز، ولكن على الرغم من محاولة تسويق اسماء معروفة لتولي منصب رئاسة الجمهورية، الا ان الثنائي الوطني يحتفظ باسم وسطي مغاير لما يطرحه الفرنسيون والمجتمع الدولي، وهو وفقا للمعلومات المسربة شخصية اقتصادية بامتياز لا تتعاطى الشان السياسي وتحمل جنسية اوروبية.
ومع ذلك، أشارت مصادر سياسية إلى انه بالرغم من التصعيد السياسي الذي باشره رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ضد رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي بعد تقديم الاخير للتشكيلة الوزارية بمعزل عن المرور بموافقة مسبقة من الاول،فإن الرئيس المكلف ينوي بعد عودته من الخارج مطلع الاسبوع المقبل على ابعد تقدير ،الى لقاء رئيس الجمهورية ميشال عون للتشاور معه في التشكيلة الوزارية.
واعترفت المصادر بأن أجواء التصعيد بالمواقف الاخيرة سممت الاجواء السياسية، وارخت بعراقيل جديدة على مسارعملية التشكيل المثقل بجملة تعقيدات وصعوبات، ولكنها اشارت ان كل ذلك، لن يؤدي الى وقف المساعي والجهود المبذولة لتاليف الحكومة، باعتبارها مسألة ضرورية وملحّة، لادارة السلطة واستكمال الخطى المطلوبة لحل الازمة المالية والاقتصادية والمعيشية الصعبة التي يواجهها اللبنانيون حاليا.
واستدركت المصادر قائلة، ولكن الاجواء السياسية والمواقف الضمنية، وخصوصا للتيار العوني، لا توحي بامكانية تحقيق اي اختراق جدي باتجاه تأليف الحكومة الجديدة، بل على عكس ذلك تماما، فإن ما يحكى وراء الجدران، وبين الكوادر الحزبية، ينعي كل المحاولات الخجولة لتشكيل الحكومة الجديدة فيما تبقى من الوقت الفاصل عن بدء المواعيد الدستورية لانتخابات رئاسة المجلس، ما يعني ان ما يحصل هو بمثابة تقطيع الوقت المتبقي بالتراشق السياسي ، بينما انظار كل الاطراف السياسيين مركزة على الانتخابات الرئاسية وشخص الرئيس العتيد.
وحسبما علمت «اللواء»، فإن الرئيس ميقاتي مرتبط بإجتماع وزاري مهم يوم الاثنين مخصص لمتابعة البحث في اضراب موظفي القطاع العام والحلول الممكنة لتلبية مطالب الموظفين.
لكن في هذه الاثناء ينصرف الاهتمام الرسمي والسياسي الفعلي الى زيارة الرئيس الاميركي جو بايدن الى المملكة العربية السعودية التي بدأت امس، ويشارك خلالها في «قمة جدة للامن والتنمية» التي تضم الدول الخليجية+3 مصر والعراق والاردن، والتي ستبحث شؤوناً مهمة حول اوضاع المنطقة، ومنها الملف النووي الايراني، وامور اقتصادية وتجارية ولا سيما توفير الطاقة لأوروبا بديلاً عن الطاقة الروسية، وتوفير الحبوب بعد شحّها نتيجة الحرب الروسية الاوكرانية، وسيكون الوضع اللبناني من ضمن مواضيع الزيارة ولو لم يكن بشكل مفصل.
كما تتركز الاهتمامات على امكانية قيام الوسيط الاميركي في مفاوضات ترسيم الحدود آموس هوكستين المشارك في الوفد الرئاسي الاميركي، بزيارة لبنان والكيان الاسرائيلي مرة ثانية، بعد انتهاء زيارة بايدن الى المملكة السعودية، حيث وعد بمواصلة الجهود لإستئناف المفاوضات.
في هذه الاثناء، استمرت الحال السياسية على ما هي عليه، على امل تشكيل الحكومة قبل احتفال عيد الجيش في الاول من آب، الذي يترأسه رئيس الجمهورية والذي يقام في ثكنة شكري غانم في الفياضية في حضور رسمي ودبلوماسي وسياسي وروحي، حيث من المقرر أن يلقي كلمة في المناسبة، ثم يسلم السيوف الى الضباط المتخرجين وعددهم هذه السنة 132 ضابطا بين شاب وفتاة.
وتردد ان منسق المساعدات الدولية للبنان السفير بيار دوكان مع وفد مساعد سيصل الى بيروت الإثنين المقبل. وان هدف الزيارة اطلاق الصندوق المشترك الفرنسي- السعودي لمساعدة الشعب عبر الجمعيات والمنظمات الخيرية والمؤسسات غير الحكومية في قطاعات عدة لا سيما تربوية وطبية وغذائية.
كما تردد إن مسؤولا سعوديا عن المساعدات سيصل لبنان بدوره للتعاون والتنسيق في هذا المجال.
باسيل في بودابست
الى ذلك، ظهر رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في بودابست في زيارة تلبية لدعوة من وزير خارجية هنغاريا بيتر سيارتو ورافقه في الزيارة عضو لجنة العلاقات الديبلوماسية في التيار بشير حداد. في ظل معلومات عن احتمال عقد لقاء بعد عودته بينه وبين رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية. حيث أعلن وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال زياد المكاري ان «هناك مناسبات اجتماعية يتحدث فيها فرنجية وباسيل مع بعضهما البعض». وقال: وانا أرى ان اللقاء بينهما صار طبيعياً وممكن ان يكون قريباً.
واضاف مكاري: ان فريقي الوزير سليمان فرنجية والتيار الوطني الحر هم حلفاء في السياسة والخلاف بينهما اخذ حقه ومصلحة البلد تقتضي ان يكونا معاً. وقال ان حصل اتفاق بين سليمان فرنجية وجبران باسيل لن يكون اتفاق محاصصة كما كان اتفاق معراب.
وعقد باسيل وسيارتو امس مؤتمرا صحافياً، حذّر فيه باسيل من موجة نزوح جديدة، مؤكداً أهمية إيجاد حل لأزمة النازحين السوريين بما يؤدي بهم الى عودة كريمة الى بلادهم.
كما تحدث عن تأثير الأزمة في اوكرانيا على الإقتصاد العالمي وتحديدا على الأمنين الغذائي والطاقوي، مشددا على أن أي حلول لا تقوم بسياسة العقوبات، بل بالحوار سبيلاً وحيدًا لإرسائها.
وتناول باسيل ملف ترسيم الحدود البحرية، مشدداً على أن أي إتفاق يجب أن يشمل أيضا ضمانات بإستخراج لبنان غازه ونفطه.
واشار سيارتو «الى أن اللقاء يجري في ظل أحداث عالمية تتأثر بها هنغاريا الى جانب مشاكل تشهدها دول الجوار، وكل ذلك يؤدي الى تضخم في الإقتصاد العالمي والى تهديد الأمن الطاقوي، ومشيرا الى أن التداعيات تصيب أيضا دولا خارج الفلك الأوروبي».
وأكد أن الحل الوحيد لتلك المشاكل لا يكون إلا بإعتماد طرق التفاوض والحوار والسلام. وأبدى مخاوف من أن تنعكس الازمات موجة نزوج جديدة الى أوروبا من دول شرق أوسطية. وشدد على أهمية أن يغيّر الإتحاد الأوروبي سياسته تجاه لبنان، بما يؤدي الى وقف التلويح ببسياسة العقوبات، مؤكدا أهمية دعم المكوّن المسيحي.
جنبلاط والتيار
على صعيد سياسي آخر، كشف عضو تكتل لبنان القوي النائب غسان عطا الله عن لقاء ثانٍ جمعه برئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وقال: كانت الأجواء جيدة جداً في اللقاءين بما فيه خير المنطقة وأهلها، ولم نتحدث عن تشكيل الحكومة والرئاسة، إنما عن الجبل. كما بحثت مع شيخ العقل ما يمكن أن نقدمه معاً لمنطقتنا والتوترات لا توصل الى نتيجة.
وأضاف: نحضّر كنواب «التيار» عريضة قانونية حول انفجار المرفأ لإيجاد حل لموضوع بدري ضاهر والموقوفين، وهذا الموضوع أصبح خارج القانون ودور كل نواب المجلس أخذ موقف موحّد لمنع هذا الظلم.
وأوضح «أن الجرّة لم تنكسر مع الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، وهو الذي لا يريد تشكيل الحكومة ويفضل البقاء من دون أخذ أي قرار».
كتلة نيابية جديدة
على الصعيد الداخلي، أُعلن في مؤتمر صحافي امس، عن تشكيل كتلة نيابيّة لبنانية جديدة هي «كتلة التجدّد» وتضمّ النواب أشرف ريفي، وميشال معوض، وفؤاد مخزومي، وأديب عبد المسيح.
وقال النائب أديب عبد المسيح في كلمةٍ له: عهدنا أن نكون كتلة دفاع عن لبنان الدولة والانسان، وهي عابرة للطوائف، وهي معركة وطنية بين لبنانين، ونريد بناء دولة قانون، وسنبدأ بالتواصل مع المكوّنات المعارضة ويجب ألا نكون مشتّتين».
من جهته، قال النائب أشرف ريفي: بإعلاننا اليوم ولادة الكتلة، ننتقل إلى مرحلة جديدة لجمع الجهود لمواجهة الواقع، ونطالب بتطبيق الدستور وببسط سلطة الدولة على كافة الأراضي وبتسليم أي سلاح غير شرعي، فسلاح حزب الله فقد أي صفة مقاومة»، معتبراً أنّ «سلاح حزب الله الحامي الأوّل للفساد، ونناضل من أجل استعادة قرار السلم والحرب ونطالب بترسيم الحدود البرية مع سوريا وببسط سلطة الدولة على المعابر كافة ولإنجاز ترسيم الحدود البحرية» .
وتابع ريفي «ندعو لتطبيق كل القرارات الدولية المتعلقة بحفظ سيادة لبنان واستقلاله، وندعم المؤسسات الشرعية وتعزيز قدرات الجيش، ونؤكد على رفض توطين الفلسطينيين ونطالب بعودة النازحين السوريين، ونؤكد على التمسك بالعدالة في ما يخص انفجار المرفأ واستشهاد رفيق الحريري وكل الذين سقطوا على طريق الدولة والسيادة والاستقلال، ونشدد على حياد لبنان، ولدينا كل الإرادة للعمل معكم وإلى جانبكم، فالمواجهة تكون على المستوى الوطني لإخراج لبنان من السجن الكبير».
أما النائب ميشال معوّض فقال: أنّ فقدان السيادة هو السبب الأساسي للانهيار، ولا يمكن أن يقوم لبنان وهو معزول عن العالم ولا استقرار في ظلّ وجود سلاحين وقرارين. النظام الموجود اليوم غير قادر على إدارة دولة والدولة فاسدة وفاشلة وغير قادرة على اتخاذ القرارات وهذا ما أنتج الانهيار، وإسقاط نظام 7 أيّار والعودة إلى الدستور وتطويره هو مدخل أساسي لبناء دولة فعلية ولانتظام عمل المؤسسات، وهذا يتطلّب مواجهة منطق الحكومات الوطنية، ولإقرار النظام اللامركزي وإقرار الحكومة الإلكترونية وإقرار قانون استقلالية القضاء»، مشدّداً على أنّ «التغيير لا يحصل «بكبسة زر» ولكن قرارنا اتخذ وعزيمتنا قوية ولن نلين».
على الصعيد المعيشي، قطع عددٌ من بائعي الخضار طريق السفارة الكويتية- بيروت،احتجاجاً على تردّي أوضاعهم المعيشية. لكن ما لبثوا ان فتحوها بعد فترة قصيرة.
وحول ازمة الخبز والطحين، خفّض وزير الاقتصاد والتجارة أمين سلام حصص الأفران الكبيرة من الطحين المعدّ لإنتاج الخبز العربي منعاً لاستعمال الطحين المخصص لإنتاج الخبز العربي في صناعة المعجنات الأخرى المتنوعة والموجودة أكثر لدى الأفران ذات الحصص الكبيرة، وتشجيعاً للأفران الصغيرة المتوزعة في القرى والمناطق البعيدة على زيادة انتاجها وحمايتها من المنافسة والمضاربة.
وأكّد سلام «أن هذا الاجراء هو جزء من ورشة اصلاح ترمي الى إعادة تقييم جداول التوزيع ومراقبة الكميات التي توزع في السوق، حفاظاً على خبز المواطن ولوضع حدّ لتجّار الازمات، على ان تنشر كل هذه الجداول أمام الرأي العام التزاماً بالشفافية».
وفي السياق ذاته، أقرّت لجنة الشؤون الخارجية والمغتربين النيابية مشروع القانون الوارد في المرسوم 9640 الرامي إلى طلب الموافقة على اتفاقية قرض مقدم من البنك الدولي بقيمة 150 مليون دولار أميركي، كما ورد من الحكومة بغية تنفيذ مشروع الاستجابة الطارئة لتأمين امدادات القمح.
واجتمعت اللجنة على هذا القرار برئاسة رئيسها النائب فادي علامة وأعضاء اللجنة ووزير الاقتصاد أمين سلام وفي حضور ممثّلين للبنك الدولي ووزارة الخارجية.
وأكد سلام على أهمية «إقرار هذا المشروع للحصول على قرض طارئ لتأمين الملاءة المالية لاستيراد القمح وانتظامة من ستة إلى تسعة أشهر، وفقاً لتاريخ وصوله وتغيّر السعر العالمي. وشدّد على ترشيد الدعم على مراحل من أجل رفعه في نهاية هذا البرنامج واضافة المبلغ المرصود للدعم على البطاقة التمويلية التي تستهدف الأسر الأشدّ فقراً».
وعلى صعيد المحروقات فقد استمر تراجعها بسبب تراجع السعر العالمي، وصدر امس، جدول جديد لاسعار واصبحت الاسعار كالآتي:
البنزين 95 اوكتان 627 الف ليرة (-9 الاف)
البنزين 98 اوكتان 639 الف ليرة (-9 الاف) المازوت 675 الف ليرة (-4 الاف)
الغاز 323 الف ليرة (-4 الاف).
1811 إصابة جديدة
صحياً، سجلت وزارة الصحة العامة 1811 إصابة جديدة بفايروس كورونا، مع حالتي وفاة، خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع العدد التراكمي إلى 1135565 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.
الساهر يغني لبيروت الجميلة
أحيا الفنان العراقي كاظم الساهر ليل أمس حفلاً غنائياً ضخماً في العاصمة اللبنانية بيروت، على مدرج سي سايد أرينا.
وردّ الساهر الأمسية الغنائية الجميل لبيروت بأغنية خصها بها.
وتأتي هذه الاحتفالية وسط محاولات مستمرة لإعادة الفرح إلى المدينة التي تعيش ظروفاً صعبة منذ نهاية عام 2019.
*********************************************
الديار
السعودية تستبق زيارة بايدن بإعلان فتح مجالها الجوي للرحلات من والى «اسرائيل»
الحرب تسابق الرئاسة… حزب الله لم يحسم خياره الرئاسي
ميقاتي في بعبدا الأسبوع المقبل خالي الوفاض
خطوات كبيرة تسلكها دول الخليج وآخرها المملكة العربية السعودية باتجاه تطبيع العلاقات مع «اسرائيل»، وآخرها الاعلان عن فتح الرياض مجالها الجوي أمام الرحلات من والى اسرائيل مستبقة زيارة يقوم بها خلال ساعات الرئيس الأميركي جو بايدن الى المملكة حيث من المقرر أن يشارك في قمة “جدة للامن والتنمية، ويجتمع مع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الامير محمد بن سلمان، وذلك بعدما اختتم يوم أمس زيارة الى «اسرائيل» والاراضي الفلسطينية المحتلة وأجرى خلالها مباحثات مع الرئيس محمود عباس.
وفيما لم يعد خافيا ان الهدف الرئيسي من زيارة بايدن الى المنطقة هو زيادة الضغوط على طهران، وقد بدا ذلك جليا بتوقيع بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد وثيقة تؤكد «عدم السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي»، واستعداد الولايات المتحدة «لاستخدام جميع عناصر قوتها الوطنية لضمان ذلك»، يفترض انتظار عودة بايدن الى واشنطن لتبيان النتائج العملية لهذه الزيارة وانعكاسها على المنطقة ولبنان.
اتفاق خلال شهر؟
ويبدو أن تصعيد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لاقى صداه سريعا بعدما وصلت الرسالة بحسم للدوائر المعنية، اذ تفادت واشنطن كما «اسرائيل» التعليق على كلامه وتهديده علنا بالحرب في حال منع لبنان من استخراج ثرواته الطبيعية ومواصلة تل ابيب التنقيب بغض النظر عن توصل المفاوضات الى تفاهم على ترسيم الحدود البحرية. اذ أكدت وزارة الخارجية الأميركية، «الالتزام بتسهيل المفاوضات بين لبنان وإسرائيل للتوصل إلى قرار بشأن ترسيم الحدود البحرية»، لافتة الى أنه «لا يمكن تحقيق التقدم نحو حل إلا من خلال المفاوضات بين الجوانب»، مؤكدةً الترحيب بـ «الروح التشاورية للتوصل إلى قرار نهائي يؤدي الى مزيد من الاستقرار للبنان وإسرائيل».
وعلقت مصادر مطلعة على جو حزب الله، لافتة الى ان العدو الاسرائيلي كما واشنطن لا يفهمان الا بمنطق القوة اما منطق التنازلات فيؤدي الى طلب المزيد منها. وقالت المصادر لـ «الديار»: «المقاومة بقوتها وحنكة سيدها جعلت لبنان اليوم يفاوض من موقع قوة. ونحن ندرك ان اسرائيل لن تجرؤ على المغامرة بالتنقيب من جديد لانها تعلم انها ستكون بالنسبة لحزب الله شرارة اعلان الحرب وهو بات جاهزا تماما لها ومستعدا لخوضها».
ورجحت المصادر «التوصل الى اتفاق على ترسيم الحدود خلال شهر كحد أقصى»، معتبرة ان «واشنطن ومن خلفها اوروبا تتوقان لاستبدال الغاز الروسي الذي قطعه بوتين عن القارة العجوز بالغاز الشرق أوسطي وبخاصة الغاز الاسرائيلي، لذلك تجد هذه الاطراف مصلحة لها بحل سلمي وبتفاهم مع لبنان، وذلك لن يحصل الا وفق شروط لبنان والمقاومة». وأضافت المصادر: «لكن ذلك لا يعني ان احتمال الحرب ليس قائما في حال قرار تل ابيب وواشنطن المغامرة».
لا مرشح لحزب الله.. حتى الساعة
في هذا الوقت تصدرت النقاشات «الرئاسية» المشهد السياسي الداخلي بعد تراجع الحديث الحكومي مع اقتناع مختلف القوى بأن رئيس الحكومة المكلف لن يُقدم على تشكيل يراه دون ذي جدوى، وبأنه ينسق موقفه هذا مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي تشير كل المعطيات انه سيدعو لجلسة لانتخاب رئيس للجمهورية مطلع شهر أيلول المقبل.
وفيما يتركز الحديث اليوم عن توجه لدى رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل لتبني ترشيح رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، قالت مصادر قريبة من حزب الله لـ «الديار» ان «الحزب لم يحسم خياره الرئاسي بعد لا لمصلحة فرنجية او سواه وبأنه لم يفاتحه فرنجية او باسيل بالخيارات الرئاسية»، معتبرة انه «بعد الانشغال بالانتخابات النيابية داهمتنا استحقاقات شتى تباعا، اما العامل الذي سيسرع حسم القوى السياسية مرشحيها الرئاسيين، فهو الدعوة لجلسة لانتخاب رئيس».
ويبدو واضحا ان اولويات حزب الله اليوم مختلفة، وهي تتركز بشكل اساسي على متابعة ملف الترسيم، خاصة بعد تهديد امينه العام بالحرب في حال كان هناك قرار بالمماطلة والتسويف لمنع الجانب اللبناني من استخراج ثرواته مقابل مواصلة «اسرائيل» أعمال التنقيب. وتشير مصادر مطلعة الى ان «الحزب يعي تماما ان الرئاسة مرتبطة عمليا بالتطورات الخارجية، وليس حصرا بامكان اندلاع حرب تطير الاستحقاق، انما ايضا بموازين القوى الناشئة ما يتيح للحزب فرض مرشحه الرئاسي مجددا كما فعل في العام 2016، او اللجوء لمرشح توافقي في حال كان المسار الذي ستسلكه الامور مسار تسوية في الخارج وبالتحديد بين طهران وواشنطن، علما ان الامور قد تتطلب مزيدا من الوقت ما قد يُدخلنا في دوامة من الفراغ لا يعلم أحد متى تنتهي».
الى التعويم در
وبالعودة الى الملف الحكومي، تشير معلومات «الديار» الى ان الرئيس المكلف نجيب ميقاتي يستعد لزيارة القصر الجمهوري الاسبوع المقبل بعد عودته من عطلة عيد الاضحى، الا انه لا يحمل جديدا وينتظر ما سيعرضه رئيس الجمهورية. وتشير مصادر مطلعة على المستجدات على هذا الصعيد ان «الخلاف تحول شخصيا بين الاطراف المعنية بالتشكيل وبخاصة عون وباسيل من جهة وميقاتي وبري من جهة أخرى»، مشددة على ان «ايا منهم لن يقبل تقديم أي تنازل يذكر للآخر بعدما باتت الاهتمامات المحلية والخارجية في مكان آخر، وبخاصة اننا في مرحلة يجري فيها قرع طبول الحرب».
ورجحت المصادر ان يتم اللجوء قريبا الى «تعويم حكومة تصريف الاعمال مجددا كأمر واقع سيرضخ له الجميع، خاصة مع تفاقم اضراب القطاع العام الذي يترك تداعيات كبيرة على مصالح الناس ومالية الدولة». واضافت المصادر: «سيشهد الاسبوع المقبل استنفارا للتعامل مع هذه المسألة، وبخاصة انه يجري الاعداد لتحركات احتجاجية كبيرة لمواجهة تلكؤ الدولة وتعاطيها بفوقية واستنسابية مع العمال… الا ان الاشكالية تكمن اليوم في سحب كل الوسطاء وساطاتهم وآخرهم وزير العمل، ما يحتم بروز وسيط جديد يتولى في آن تليين موقف «المضربين» وحث المسؤولين على اقتراح مخارج جديدة للأزمة».
*********************************************
الشرق
نصيحة دولية: «التوافق » على شخصية للرئاسة
الى المملكة العربية السعودية، المحطة الابرز في جولته الشرق اوسطية، حيث يشارك اليوم في قمة «جدة للامن والتنمية»، طار الرئيس الاميركي جو بايدن مختتما زيارة الى اسرائيل والاراضي الفلسطينية التي اجرى فيها امس مباحثات مع الرئيس محمود عباس بشأن مسار السلام وجدد التأكيد على دعم حل الدولتين.
وفي بيروت، تكاد الدولة تطير بمن تبقى فيها. دولة صُنفت في العام 1964 على انها رابع اكثر دولة ازدهارا في العالم، فيما باتت اليوم الافقر والاتعس، فيها اكثر الشعوب يأساً، بفعل الشلل المتحكم بمفاصلها المنخورة فسادا وانعدام الحلول والمساعي الهادفة اليها، وتمترس الافرقاء خلف مواقفهم دون ادنى اعتبار للشعب القابع في الظلمة والفقر والجوع والموعود بمزيد من الكوارث والمصائب والارتطام المدوّي ان لم يستفق احد من المنظومة لوضع حد للتدحرج الصاروخي نحو القعر.
انتظار ميقاتي
الملف الحكومي “المُفَرَّز” ينتظر عودة الرئيس المكلف نجيب ميقاتي من الخارج مطلع الاسبوع المقبل، ليتحرّك من جديد، خصوصا بعدما بدا ان بياني بعبدا والسراي اول امس، لجما حرب المصادر التي استعرت بين الطرفين في الايام الماضية، ومهّدا طريق الرئيس المكلف الى القصر من جديد، غير ان المرتقب من اللقاء لا يشي بإمكان بلوغ لحظة التشكيل في المدى المنظور.
باسيل يحذّر
وسط هذه الاجواء، بقي ملف النزوح السوري في الواجهة. وغداة اعلان المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم ان دولا كبرى تعرقل عودتهم، حذّر رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل من موجة نزوح جديدة، مؤكدًا أهمية إيجاد حل لأزمة النازحين السوريين بما يؤدي بهم الى عودة كريمة الى بلادهم.
تقليد السيوف
في الداخل، يرأس رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في الأول من آب المقبل، الاحتفال الذي يقام في ثكنة شكري غانم في الفياضية، حيث يقلد السيوف لضباط دورة “مئوية الكلية الحربية”، في حضور رئيسي مجلس النواب ومجلس الوزراء واركان الدولة، والوزراء والنواب، والسلك الديبلوماسي العربي والاجنبي. ومن المقرر ان يلقي الرئيس عون كلمة في المناسبة، ثم يسلم السيوف الى الضباط المتخرجين، وعددهم هذه السنة 132 ضابطا وضابطة، من بينهم عدد من الضباط النساء. واستقبل وفدا من قيادة الجيش سلمه دعوة قائد الجيش العماد جوزف عون الى الاحتفال، واطلعوه على التحضيرات الجارية، علما ان الاحتفال غاب خلال السنتين الماضيتين بسبب جائحة كورونا، ويعود التقليد هذه السنة. كما زار الوفد للغاية عينها رئيس مجلس النواب نبيه بري.
لقاء قريب؟
الى ذلك، أعلن وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال زياد المكاري ان “هناك مناسبات اجتماعية يتحدث فيها رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل مع بعضهما البعض وانا أرى ان اللقاء بينهما صار طبيعياً وممكن ان يكون قريباً”. وفي حديث تلفزيوني، اشار المكاري الى ان “فريق الوزير سليمان فرنجية والتيار الوطني الحر هم حلفاء في السياسة والخلاف بينهما اخذ حقه ومصلحة البلد تقتضي ان يكونا معا”. وقال “ان حصل اتفاق بين سليمان فرنجية وجبران باسيل لن يكون اتفاق محاصصة كما كان اتفاق معراب”.