شؤون لبنانية

افتتاحيات الصحف الصادرة صباح اليوم

الاخبار

باسيل يلاقي نصر الله: المقاومة ورقة قوة | ذهول في لبنان وإسرائيل والغرب

الصمت الذي ساد الأوساط الإسرائيلية رسمياً وسياسياً وإعلامياً يعني أمراً واحداً: تل أبيب فوجئت بالسقف العالي لخطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أول من أمس.

في مثل هذه الحالات، تلجأ إسرائيل الى الصمت الرسمي، وتعمل الرقابة العسكرية على منع اجتهادات المعلقين والمراقبين، فيما تنحصر التسريبات الضئيلة بالجهات الدبلوماسية التي تنشط لمعرفة ردود الفعل، وسط أجواء توتر تسود المنطقة كلها، وليس فقط منطقة الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة.

صحيح أن الجميع منشغلون بزيارة الرئيس الأميركي جو بايدن للأراضي المحتلة ولقاء الرياض الذي يستهدف خلق إطار لرفع مستوى التطبيع بين كيان العدو وعدد غير قليل من الدول العربية. لكن من يذهبون الى الرياض، كما من يراقبون نتائج الاجتماعات فيها، يعرفون أن موقف حزب الله من ملف الطاقة لم يعد منفصلاً عن هذا السياق الإقليمي، ذلك أن سعي الأميركيين الى الارتقاء بلغة التهديد للدول المنضوية في محور المقاومة لن يتجاوز في هذه المرحلة سقف العقوبات الاقتصادية الواسعة. ورغم أن الحرب ليست مدرجة على جدول أعمال حلفاء أميركا، لكن المواجهة القائمة على سلاح الحصار والتجويع باتت حرباً مكشوفة بالنسبة إلى أطراف محور المقاومة، ومنها لبنان. ما يعني أن أصداء خطاب نصر الله لن تقف عند حدود لبنان والكيان الإسرائيلي، وستصل الى مسامع كل المشاركين في لقاءات الرياض.

لبنانياً، كانت الصدمة واضحة لدى غالبية القوى. لكن التعليقات التي صدرت عن «صبيان» السفارتين الأميركية والسعودية لا معنى لها في هذه اللحظة السياسية التي تحوّل فيها موقف رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الى عنصر شراكة مع الوجهة التي أعلن عنها السيد نصر الله. وفيما المشاورات مقطوعة بين أركان الدولة، حيث لا كلام بين الرؤساء الثلاثة بسبب الخلاف على الملف الحكومي، كرر الرئيس ميشال عون التزام لبنان تحصيل حقوقه كافة والتزامه التفاوض الهادف الى ضمان هذه الحقوق. الموقف الذي لم يرق الجانب الأميركي الذي حاول تنشيط اتصالاته السياسية مع قوى في الحكم وخارجه لإطلاق حملة ضد حزب الله، وهو أمر يبدو متعذراً في ظل عدم قدرة الأميركيين على تنفيذ أي من الوعود التي قدّموها لمساعدة لبنان في ملف الطاقة منذ أكثر من عام.

ورصد مراقبون أنه على عكس الأجواء التي تلت عملية المسيّرات فوق منصة «كاريش»، في الثاني من الشهر الجاري، التزمت الجهات الخارجية المعنية بالملف الصمت التام، ولم تُسجل إلا اتصالات خجولة من جانب السفارتين الأميركية والفرنسية، وهو ما عزته مصادر رفيعة المستوى إلى «حساسية الموقف واستشعار مدى جدية التهديد الذي أطلقه السيد نصر الله، ما يلزم كل الأطراف بالتروّي قبل إطلاق أي موقف». مع الإشارة الى أن لبنان تلقى معلومات غير رسمية عن «قرار بتنشيط مهمة الوسيط عاموس هوكشتين» مباشرة بعد انتهاء جولة الرئيس الأميركي في المنطقة.

في غضون ذلك، نقلت أوساط مطّلعة عن مرجعيات رسمية ارتياحها إلى ما ورد في الخطاب، واعتبرت أنه وضع نقطة قوة لبنان في تصرف المفاوض اللبناني، بما يضغط على الأميركيين والإسرائيليين لعدم اللجوء إلى تقطيع الوقت.

ورأت مصادر رفيعة في التيار الوطني الحر أن الخطاب «يمكن أن يساعد في التوصل إلى حل لملف الترسيم. إذ إن المطروح على الإسرائيليين أمام شعبهم هو استخراج النفط والغاز وترسيم الحدود وتفادي مشكل في المنطقة». وأكّدت «أننا مع العمل لحل دبلوماسي، ولسنا هواة حرب. وهناك اليوم فرصة حقيقية لإقفال هذا الملف نخشى أن يهدرها الإسرائيلي».

باسيل: المقاومة قوّتنا

وفي كلمة له سُجّلت قبل خطاب الأمين العام لحزب الله، ونُشرت أمس، شدّد رئيس التيار النائب جبران باسيل في فقرة «دقيقة مع جبران» التي تبثّ عبر «تويتر»، على «أننا نريد حقوقنا، وهي ليست عبارة عن الحدود فقط، وإنّما هي فعلياً الموارد التي تكمن في أسفلها، إذ إنه لا قيمة للثروة النفطية والغازية في حال بقائها مدفونة تحت البحر»، مؤكداً أن «ورقة المقاومة هي عنصر قوة للبنان إذا عرفنا كيفيّة استخدامها بهدف ترسيم الحدود واستخراج الموارد وتحصيل الحقوق».

وقال: «المعادلة واضحة بالأمن على البر، وبالتالي يجب أن تكون مثلها واضحة أيضاً بالغاز في البحر»، مضيفاً: «تتصرف الدولة القوية بالقول: تريدون غازكم؟ نريد غازنا. وهكذا تحفظ الكرامة الوطنية وتكون السيادة».

وذكّر باسيل بأنه «عندما وضعنا معادلة قانا – كاريش، صار البعض يُعلّق يميناً ويساراً بشيء ينمّ عن الفهم وعن اللافهم، ثم فسّروا تعليق الموفد الأميركي (هوكشتين) بغير معناه لأنهم لم يفهموا كم أصابت هذه المعادلة»، مؤكداً أنه «ليس المهم أن نرسّم الحدود فحسب، وإنما أيضاً أن نستخرج النفط والغاز».

*****************************

النهار

ملهاة بعبدا – السرايا تحجب تهديدات “الحزب”

مع ان قلة قليلة انتظرت او توقعت صدور موقف او تعليق عن احد اركان الدولة، من شأنه تخفيف التداعيات الشديدة السلبية على صورة الدولة، غداة اطلاق الأمين العام لـ”#حزب الله” السيد حسن #نصرالله صليات التهديد والتهويل باشعال حرب مع إسرائيل، متجاوزا كالعادة كل حضور الدولة واركانها، فان هذا القليل المنتظر ضاع بدوره واحتجب، ولم يكن للدولة أي اثر في تطور خطير كهذا. بل ان الانكى انه فيما بدا تكرار “بيان السرايا” الذي صدر غداة اطلاق “حزب الله” ثلاث مسيرات في اتجاه حقل كاريش، واشعل غضب الحزب والمزايدين من حلفائه، اقل الايمان حيال جسامة الإيحاءات التي رسمها خطاب نصرالله في اختصار قرار الحرب والسلم، والضرب عرض الحائط بدولة لا تنتفض لانتهاكها بهذا الشكل المهين .. في هذا الوقت بالذات كان ملهاة ساخرة تملأ المشهد السياسي الداخلي عبر حرب “المكاتب الإعلامية” التي تتولى جولات التساجل بين بعبدا والسرايا في ترجمة للنزاع المفتوح بين رئيس الجمهورية ميشال عون وصهره رئيس”التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل من جهة، ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي من جهة أخرى، حول تشكيل الحكومة الجديدة. هذه الملهاة الساخرة تمادت امس مع ميل الى سكب بعض المياه في نبيذ النزاع المتواصل اذ تضمنت الجولة الجديدة بين مكتبي الاعلام في كل من بعبدا والسرايا بعض ملامح التطرية ربما لابقاء فتحة محدودة امام احتمال لقاء الرئيسين عون وميقاتي الأسبوع المقبل اذ ذكر ان ميقاتي باق في الخارج حتى الاثنين المقبل.

ردود

ولكن الصمت الرسمي على خطاب نصرالله لم ينسحب على المستوى السياسي اذ اثار ردودا لم تخل من تحذيرات خطيرة حيال دلالات تفرد “الحزب” مجددا ودفعه لبنان نحو متاهات قاتلة. وفي هذا السياق غرد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عبر حسابه على “توتير” قائلا “ان تصريح السيد حسن نصرالله وضع حداً لإمكانية التفكير بالوصول الى تسوية حول الخط ٢٣. لقد دخل لبنان في الحرب الروسية الاوكرانية، لذا وتفادياً لاندلاعها فهل يمكن للسيد ان يحدّد لنا ما هو المسموح وما هو الممنوع وذلك افضل من ان نضيّع الوقت في التخمين واحتياط المصرف المركزي يذوب في كل يوم”.

من جانبه قال رئيس حزب الكتائب سامي الجميل ردا على نصرالله ” في الأمس نصّب نصرالله نفسه مرة جديدة رئيساً، رئيس حكومة وقائداً للجيش في آن، مورّطاً شعب لبنان بمغامرة جديدة قد يدفع ثمنها من دون استئذانه”.

وغرّد رئيس “حركة الاستقلال” النائب ميشال معوّض: “كلام السيد حسن نصرالله بالأمس يقوّض أسس الدولة اللبنانية ومؤسساتها ويجرنا إلى أتون صراعات وحروب لا علاقة لنا بها لمصالح خارجية .نرفض كل ما ورد في خطابه ونؤكد مرجعية الدولة التي أقرت المفاوضات ونرفض زج لبنان بمواجهات محور الممانعة وتعريض حياة اللبنانيين ومصالحهم”.

اما من جانب “#القوات اللبنانية ” فاعتبر عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب غياث يزبك ان “نصرالله كشف من جديد ظهر لبنان كما فعل في تموز 2006 وقال انه لا يقف وراء احد بل يسير بالبلاد الى حيث يريد، وهو يلعب ضمن الاطر التي تضعها ايران وحساباتُه ليست حسابات لبنانية ولبنان اليوم، من دون اطلاق صواريخ او خطف جنود، دخل عمليا في حالة حرب تموز جديدة يفرضها عليه حزب الله”.

واعتبر “المجلس الوطني لرفع الاحتلال الإيراني عن لبنان” ان “ايران تؤكد مجدّدًا احتلالها للبنان فتعلن بلسان وكيلها السيد حسن نصرالله-حزب الله أنها هي التي تتحكّم بالحدود اللبنانية البرية والبحرية، وهي التي تقرر سياسة لبنان الدفاعية والخارجية، ويغامر أمين عام حزب الله مجدداً أيضاً، بلبنان شعباً ودولةً ليعلن بلغة نافرة ومقيتة أنه “الحاكم الفعلي” .وطالب رئيس الجمهورية “بإعلان موقفٍ واضح من تصريحات السيد حسن نصرالله المهدّدة للسيادة اللبنانية ونحمّله المسؤولية الكاملة عما يحدث على حدود لبنان وعن كل التطورات العسكرية والسياسية والاقتصادية الناتجة عن سياسة المحتلّ الإيراني بواسطة وكيله ميليشيا حزب الله”.

وفي المقابل حاول رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل الوقوف في الوسط مع انحياز واضح الى ادبيات نصرالله اذ نشر عبر حسابه على “تويتر”، فيديو تحدث فيه عن موقفه من الحدود البحرية، والثروة الطبيعيّة. وقال “نحنا بدنا نحافظ على الكرامة الوطنية والسيادة… بدكن غازكن؟ بدنا غازنا”.

السجالات

وسط هذه الأجواء بادر امس مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية الى الرد على بيانات سابقة للسرايا ضمنا فذكر بان “رئيس الجمهورية ليس في وارد التخلي عن شراكته الدستورية الكاملة في تأليف الحكومة، الامر الذي يعني انه لا يكفي ان يقدم الرئيس المكلف تشكيلة حكومية هي خلاصة اقتناع تولد لديه نتيجة المعطيات المتوافرة ومواقف الكتل والنواب والقيادات والشخصيات السياسية، بل ان لرئيس الجمهورية رأيه وملاحظاته، فهو مسؤول تجاه قسمه الدستوري وامام الشعب، كما ان رئيس مجلس الوزراء مسؤول امام مجلس النواب، وليس في الوارد لدى الرئيس عون التنازل عن هذه المسؤولية لاي سبب كان تماما كما ليس في حسابه قبول سياسة الفرض”. وقال انه بالنسبة الى الموعد الذي طلبه الرئيس المكلف لزيارة قصر بعبدا، “فان الحقيقة ان رئيس الجمهورية لم يقفل يوما باب القصر امام احد فكيف امام الرئيس المكلف، وحقيقة الامر ان الرئيس كان ينتظر مقاربة جديدة من الرئيس المكلف في ضوء الملاحظات التي كان ابداها على التشكيلة المقترحة تحصينا لها في ضوء المهام المنتظرة من الحكومة العتيدة في ظل التحديات والأوضاع الحساسة والخطيرة على اكثر من صعيد التي تعصف بالبلاد والعباد والتي لا تحتمل تأبيد التصريف والرهانات الخاطئة. هذا وقد اتصل رئيس الحكومة المكلف بالرئيس عون قبل سفره وافاده بانه سيأتي لزيارته فور العودة”.واسف “للايحاء في بعض ما يكتب ويقال وكأن رئاسة الجمهورية تسيء الى مقام رئاسة مجلس الوزراء، ذلك ان هذا الامر لم يرد يوما في مواقف رئيس الجمهورية، لا في القول ولا في الممارسة، وبالتالي فان الاستناد الى “محيطين” و”هامسين” و”معرقلين” و”مسيئين” لا يأتلف مع الواقع لان ما يريد الرئيس عون إعلانه، انما يقوله بوضوح وصراحة من دون مواربة، ويصدر عنه مباشرة او عبر مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية “.

وسارع المكتب الإعلامي لرئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الى الرد لافتا الى ان الرئيس ميقاتي “يثمّن ما ورد في الفقرة الثالثة من البيان الرئاسي لجهة التنصّل مما يقوم به بعض اللصقاء برئيس الجمهورية من اساءات ، وهذا امر ليس خافيا على أحد، كما يثمن تأكيد فخامة الرئيس الحرص على عدم الاساءة الى مقام رئاسة مجلس الوزراء”. وشدد على ان الرئيس المكلف “أعلن انه قدم تشكيلة حكومية تشكل خلاصة اتصالاته وبدا النقاش فيها مع فخامة الرئيس ، وبالتالي فان دولة الرئيس لم يقل يوما انه يريد أن يحجب عن رئيس الجمهورية الحق في ابداء رأيه وملاحظاته”.

هوكشتاين في اسرائيل

وفي ملف الترسيم أفادت وسائل اعلام اسرائيلية أن الوسيط الأميركي في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان آموس هوكشتاين الذي يضمه الوفد المرافق للرئيس الأميركي جو بايدن التقى امس وزيرة الطاقة الاسرائيلية كارين الحرار . وأشار هوكشتاين، بعد اللقاء الى”أننا قمنا بتقليص بعض الفجوات، أجرينا محادثات جيدة”، مشيرًا إلى أنّه “بعد عودتي من السعودية سنواصل المناقشات”. ولفت، وفق ما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية، إلى أنه “يجب أن يكون هناك اتفاق متبادل بين إسرائيل ولبنان، ودور الولايات المتحدة هو المساعدة في التوصل إلى اتفاق من شأنه أن يخدم مصالح البلدين”، مؤكدًا “أننا أحرزنا تقدمًا جيدًا في كل من لبنان وإسرائيل”، معلنًا أنه “لم ينقل أي رسالة مهمة من الجانب اللبناني” إلى وزيرة الطاقة الإسرائيلية. وافادت هيئة البث الإسرائيلية ان إسرائيل أوضحت للوسيط الأميركي في مفاوضات الحدود البحرية مع لبنان مخاوفها من حدوث تصعيد

********************************************

نداء الوطن

هوكشتاين يبحث “الترسيم” في إسرائيل… و”حلحلة مرتقبة” الأسبوع المقبل

“صدّ وردّ” بين بعبدا والسراي و”صفحة جديدة” بعد عودة ميقاتي!

غداة إطلاق الأمين العام لـ”حزب الله” نفير الحرب وحثّه اللبنانيين على الاستعداد لخوض غمارها على قاعدة “الموت أشرف” من عيشتهم الراهنة، “تخرسنت” الدولة وانعقدت ألسنة مسؤوليها وطأطأت السلطة رؤوسها أمام راعيها مسلّمةً بقضائه وقدره، ولم يُسمع لأي من المسؤولين حسّ ولا خبر يعيد الاعتبار للشرعية وحصرية قرارها بالحرب والسلم… باستثناء موقف خجول من سطر ونصف السطر التزم فيه رئيس الجمهورية ميشال عون حدود الكلام بالعموم تأكيداً على أنّ “لبنان بلد محب للسلام” حافظاً في المقابل “خط الرجعة” بما لا يتعارض مع توجهات السيد حسن نصرالله عبر إعادة التشديد على “تمسك لبنان بسيادته الكاملة وبحقوقه في استثمار ثرواته الطبيعية ومنها استخراج النفط والغاز”.

أما في الملف الحكومي، فطلاقةٌ بلا حدود ولا سقوف في “الردح الرئاسي” بين قصر بعبدا والسراي الكبير وقد بلغ مستويات متقدمة أمس من “الصدّ والردّ” بين مكتبي الإعلام في الرئاستين الأولى والثالثة، “ترسيماً لحدود الصلاحيات” في عملية التأليف لا سيما بعدما وضع الرئيس المكلف نجيب ميقاتي الرئيس ميشال عون في دائرة الاتهام بتعمد “الإساءة لمقام رئاسة مجلس الوزراء”، الأمر الذي اعتبره بيان بعبدا “إيحاءً مؤسفاً”، مشدداً على أنّ عون “ليس وارداً لديه التنازل عن مسؤولياته وشراكته الدستورية الكاملة في تشكيل الحكومات وليس في حسابه قبول سياسة الفرض”، كما نفى مسؤولية الرئاسة الأولى عن أي كلام أو مواقف تنسب إلى “محيطين وهامسين ومعرقلين ومسيئين”… فسارع ميقاتي إلى الثناء على “تنصّل البيان الرئاسي مما يقوم به بعض اللصقاء برئيس الجمهورية من إساءات وتأكيد فخامة الرئيس الحرص على عدم الإساءة إلى مقام رئاسة مجلس الوزراء”، مبدياً في بيانه التعقيبيّ على بيان بعبدا حرصه في المقابل على “حق رئيس الجمهورية الدستوري (…) في إبداء رأيه وملاحظاته”.

وطالما أن كل طرف قال ما عنده في البيانين الصادرين عن بعبدا والسراي، توقعت مصادر مطلعة على أجواء الرئاسة الأولى أن تُفتح “صفحة جديدة بعد عودة ميقاتي من الخارج”، خصوصاً وأنّه “من المفترض أن يكون بيان رئيس الجمهورية قد أنهى الجدل الذي طرأ في الفترة الأخيرة حول زيارة الرئيس المكلف إلى القصر الجمهوري، من خلال التأكيد على أنّ أبواب القصر مفتوحة أمامه”، معتبرةً أنّ الخلل الذي حصل في عملية التأليف كان قد بدأ من “تعجيل الرئيس المكلف في تقديم تشكيلته إلى رئيس الجمهورية قبل التشاور معه لا سيما وأنها تطرح تعديلات في المذاهب وتغييراً في الحقائب والوزراء من حصة الرئيس وكأنه أراد من ذلك وضعه أمام أمر واقع”.

وأوضحت المصادر لـ”نداء الوطن” أنّ “اللقاء الثالث لم يُعقد كون وجهة نظر رئيس الجمهورية تقول بأنه طالما ليس هناك من جديد لا معنى لزيارة بعبدا بعدما تحادث الرئيسان هاتفياً قبل سفر ميقاتي في عطلة عيد الاضحى، وبالتالي فان عون عبر البيان (أمس) أعاد التأكيد على ثوابت التأليف ووضّح النقاط وترك الباب مفتوحاً لعقد لقاء جديد مع الرئيس المكلف لاستكمال النقاش”، مشيرةً إلى أنه “إذا توافرت النوايا الايجابية فمن الممكن أن تتشكل الحكومة بأقل من أسبوع”، وإلا في حال استمر الوضع على حاله من تعثر التأليف “إلى حد الدخول في مهلة الشهرين لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، فتصبح الخيارات محصورة باثنين: إما الاتفاق مع اطراف الحكومة الحالية على إعادة تشكيل الحكومة ذاتها مع إدخال تعديل أو تعديلين عليها حتى تكون حكومة كاملة الأوصاف وتنال ثقة مجلس النواب استباقاً لأي فراغ رئاسي محتمل، أو الإبقاء على وضعية حكومة تصريف الاعمال لتتولى صلاحيات رئاسة الجمهورية وكالةً كما ينصّ الدستور في حال حصول الشغور، على أن تسقط كلتا الفرضيتين إذا تم انتخاب رئيس جمهورية قبل انتهاء ولاية الرئيس عون”.

وإذ نصحت المصادر بعدم ربط “الحلول اللبنانية” بالعوامل المحيطة بزيارة الرئيس الأميركي إلى المنطقة “لأن لبنان ليس من أولويات الزيارة”، رجحت في الوقت عينه أن تساهم مرافقة الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين للرئيس جو بايدن في “تحريك ملف الترسيم البحري بين إسرائيل ولبنان”، متوقعةً أن تشهد الأمور “حلحلة مرتقبة بدءاً من الأسبوع المقبل” في هذا الملف.

وكان هوكتشاين عقد اجتماعاً أمس مع وزيرة الطاقة الإسرائيلية التي أكدت أنهما تباحثا في مسألة “مفاوضات الحدود البحرية مع لبنان”، مكتفيةً بالقول: “نواصل العمل من أجل التوصل إلى اتفاق يحمي الأصول الاستراتيجية لإسرائيل”.

********************************************

الشرق الأوسط

«حزب الله» يغيّر استراتيجيته من «الدفاع» إلى التهديد بالهجوم على إسرائيل

تحذيرات من حرب على خلفية النزاع الحدودي وأزمة استخراج الغاز

نقل ملف النزاع الحدودي البحري بين لبنان وإسرائيل، استراتيجية «حزب الله» من «الالتزام بالدفاع» إلى «التهديد بالهجوم»، حيث حذر الأمين العام للحزب حسن نصر الله من نشوب حرب اعتبر أنها قد تُخضع إسرائيل في حال مُنع لبنان من استخراج النفط والغاز من مياهه.

ولطالما اقتصرت الخطابات الرسمية لقياديي الحزب البارزين على التهديد بالرد إذا شنت إسرائيل حرباً على لبنان، لكنها المرة الأولى، منذ عشر سنوات على الأقل، يعلن فيها الحزب عن استعداده للمبادرة إلى حرب مع إسرائيل، في «مؤشر بالغ الخطورة» على تغيير في قواعد الاشتباك، واستراتيجية المواجهة المعلن عنها، كما قالت مصادر معارضة للحزب، معتبرة أن الأمر ينطوي على «مصادرة لقرار السلم والحرب بمعزل عن موقف الدولة اللبنانية».

وكان نصر الله قال في كلمة متلفزة مساء الأربعاء: «إن لم تعطونا حقوقنا التي تطالب بها الدولة، ولم تسمحوا للشركات أن تستخرج (…) الله يعلم ما يمكن أن نفعل بالمنطقة»، معتبراً أن «التهديد بالحرب بل حتى الذهاب إلى الحرب أشرف بكثير» من مسار الانهيار الذي يفاقم معاناة اللبنانيين. وأضاف «رسالة المسيرات هي بداية متواضعة عما يمكن أن نذهب إليه إذا وصلت الأمور إلى الخواتيم السلبية»، مضيفاً «سجلوا المعادلة الجديدة: كاريش وما بعد كاريش وما بعد بعد كاريش». وتابع: «إذا توصلتم إلى معادلة أن لبنان ممنوع أن يستنقذ حاله بحقه الطبيعي من الغاز والنفط، فلن يستطيع أحد أن يستخرج غازاً ونفطاً، ولن يستطيع أحد أن يبيع غازاً ونفطاً وأياً تكن العواقب».

وتتباين التقديرات بين من يعتبر أن تهديد نصر الله «مرتبط حصراً بملف ترسيم الحدود اللبنانية»، وبين من اعتبره «متصلاً بالقرار الإيراني والمفاوضات الجارية، وتطورات المنطقة». ورأى الباحث في ملف الحركات الإسلامية قاسم قصير في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن نصر الله «ذهب إلى التصعيد في الموقف من أجل تعزيز الموقف اللبناني في المفاوضات، لكنه في الوقت نفسه يفتح الباب أمام إمكانية التصعيد الميداني في حال لم يتم التوصل إلى حلول». وأعرب عن اعتقاده بأن التصعيد «ليس له علاقة بالملف النووي، بل هو مرتبط بملف الترسيم حصراً». وأكد قصير، وهو خبير في ملف «حزب الله»، أن الحزب، في خطاب نصر الله الأخير، «بدل استراتيجيته من الدفاع إلى الهجوم».

غير أن هذه القراءة، يعارضها المحلل السياسي اللبناني طوني أبي نجم الذي يرى أن «دور نصر الله ووظيفته، أنه ضمن الأذرع الأساسية للحرس الثوري الإيراني»، مضيفاً أن وضعية الحرس في المنطقة اليوم، إضافة إلى زيارات الرئيس الأميركي جو بايدن إلى الشرق الأوسط، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى إيران، وبالتوازي مع مناورات إسرائيلية على أكثر من صعيد، «كل هذه التطورات دفعت بنصر الله للقول إن لبنان يبقى ساحة».

ويقارن أبي نجم، في حديث لـ«الشرق الأوسط» بين ظروف معركة 12 (يوليو) تموز 2006 والظروف اليوم، عاداً أنها «متشابهة». ويوضح: «في عام 2006، بادر الحزب إلى عملية عسكرية من خارج السياق الداخلي والإقليمي، وخلافاً لوعود نصر الله في طاولة الحوار التي كانت معقودة قبل ثلاثة أشهر في البرلمان»، مضيفاً أن الحرب السابقة «جاءت بتوقيت إيراني، حيث طُلِبَ منه تحريك الساحة بموازاة مفاوضات الملف النووي، ونفذ عملية عسكرية جرّت البلاد إلى حرب، وصرفت أنظار العالم عما يجري في مفاوضات الملف النووي».

ويقول أبي نجم إن المعركة السابقة «كانت غطاء لإيران، وعادت عليها بفوائد في مفاوضاتها»، مضيفاً أن الحزب «حول البلد إلى ساحة من ساحات إيران، ولبنان بالنسبة له، غير موجود على الخريطة». وفي معرض ربطه لتصعيد نصر الله، والاجتماعات الإقليمية، لا يستبعد أبي نجم «أن نكون أمام ضربة تستخدم فيها إيران الساحة الأضعف لإيصال رسائلها، حيث يذهبون إلى إشعال المنطقة بعد فشل المحاولات السابقة لخلق مشكل، على خلفية إرسال المسيرات».

وتسارعت منذ بداية الشهر الماضي التطورات المرتبطة بملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل بعد توقف، إثر وصول سفينة إنتاج وتخزين على مقربة من حقل كاريش الذي يعتبر لبنان أنه يقع في منطقة متنازع عليها، تمهيداً لبدء استخراج الغاز منه. وبينما لم تصل مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بوساطة أميركية إلى أي نتيجة حتى الآن، وأرسل الحزب ثلاث مسيرات حلقت فوق حقل «كاريش» في إسرائيل، وأسقطها الجيش الإسرائيلي.

ولا يفصل سياسيون لبنانيون بين التصعيد، والتطورات المتصلة بالحرب الأوكرانية. ولمح رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط إلى أن لبنان دخل في الحرب الروسية الأوكرانية، في إشارة إلى الصراع على إمدادات الغاز. ويقول أبي نجم إن «إيران تسعى لأن تكون شريكاً في المفاوضات حول النفط، وتسلف روسيا موقفاً في معركتها الكبرى، حيث لن تسمح بالتعويض عن الغاز الروسي من المتوسط إلى أوروبا». وعليه، أمام هذه التعقيدات، «تزداد فرص الحرب يوماً بعد يوم، من الآن وحتى شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، حين تزداد الحاجة للغاز في أوروبا». ويقول: «قد يذهب نصر الله إلى مغامرة يمكن أن تشعل المنطقة، في ظل وضع اقتصادي عالمي عادة ما لا يخرج من الأزمات إلا بالحروب أو بتسويات كبرى»، علما بأن أوروبا والولايات المتحدة «لا ترغبان بالحرب، لكنهما قد تضطران للذهاب إليها إذا وجدتا أنهما عاجزتان عن استخراج الغاز من المتوسط لتأمين بديل للغاز الروسي».

وبعد وصول منصة استخراج الغاز قبالة السواحل الإسرائيلية، دعا لبنان الوسيط الأميركي لاستئناف المفاوضات أموس هوكشتاين، وقدم عرضاً جديداً لترسيم الحدود لا يتطرق إلى كاريش. إلا أنه لم تظهر أي نتيجة للوساطة وإمكانية استئناف المفاوضات.

********************************************

الجمهورية

الحكومة أصبحت لزوم ما لا يلزم.. وهوكشــتاين: أحرزنا تقدُّماً

فيما ظلت الانظار مشدودة الى زيارة الرئيس الاميركي جو بايدن الى المنطقة ترقّباً لنتائجها، بعدما ظهر منها امس دعمه المطلق لإسرائيل بتوقيفه «اعلان القدس» معها، تفاعلت محلياً واقليمياً ودولياً مواقف الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله والمعادلة التي رسمها في شأن حقوق لبنان النفطية والغازية ودعوته المسؤولين الى التمسّك بهذه الحقوق واعتراف الاميركيين والامم المتحدة بها قبل ايلول المقبل، فيما رشح من محادثات الوسيط الاميركي عاموس هوكشتاين مع الجانب الاسرائيلي حول الاقتراح اللبناني انّ «للبحث صلة» بعد انتهاء زيارة بايدن للمنطقة عاكِساً جواً لم يخل من السلبية عن هذه المحاثات مع الاسرائيليين. وعلى وقع هذه التطورات بَدا على جبهة التأليف الحكومي ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي قد احتويا مضاعفات السجال الذي دار بينهما خلال اليومين المنصرمين عبر «لغة المصادر»، ما سيؤسّس للقاء قريب بينهما لمتابعة البحث في التشكيلة الوزارية المطروحة والملاحظات والافكار المتبادلة حولها.

وضعت سقوف التأليف الحكومي من جهتيها على ضفتي القصر الجمهوري والسرايا الحكومية في مواقف بلغت ذروتها في الأيام الماضية وحدد كل فريق مقاربته لهذا الملف، لكن كل هذا لا يفيد، كما تقول مصادر متابعة هذا الملف عن كثب لـ«الجمهورية»، لأنّ مناخات التأليف أصابتها انتكاسة من الصعب ان تعالج لا ببيان من هنا وهناك ولا بوَضع النقاط على الحروف، وحتى إذا تم اللقاء بين عون وميقاتي وهو سيتم مطلع الاسبوع المقبل، فإنه لن يغيّر شيئاً لأن ما كُتِب قد كتب ومسار الأمور ذاهب في اتجاه استحالة تأليف حكومة اصبح الجمع فيها بين معايير بعبدا واقتناعات السرايا امراً في منتهى الصعوبة».

وأضافت المصادر «ان ما لا يجرؤ احد من الطرفين المعنيين على قوله هو انّ اقتناعا ترسّخ في البلد يفيد أن لا حكومة ولا مصلحة لأحد فيها في هذا الوقت الضائع، فمعركة رئاسة الجمهورية فُتِحت واجتاز جميع الأطراف الاستحقاق الحكومي ثم انّ الاهتمام حالياً أصبح في مكان آخر فالجميع ينظرون إلى عرض البحر ينتظرون التطورات الإقليمية ولا وقت لتنفيذ بروتوكول تأليف حكومة اصبحت لزوم ما لا يلزم».

إحتواء السجال

ولكن وفي ايّ حال فإنّ عون وميقاتي إحتويا أمس «حرب المصادر» و«التسريبات» التي شهدتها الايام الاخيرة حول موضوع تأليف الحكومة وصلاحيات كل منهما في هذا الاطار، فصدر أولّاً بيان عن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية شددت فيه على «انّ الحاجة الماسّة اليوم هي إلى حكومة مكتملة الأوصاف الدستورية وقادرة على اتخاذ القرارات التنفيذية وليس الى بيانات وتسريبات تزيد الأمور تعقيداً». وقالت: «من المؤسف الإيحاء وكأنّ الرئاسة تُسيء الى مقام رئاسة مجلس الوزراء وما يريد الرئيس عون إعلانه يقوله بوضوح وصراحة ويصدر عنه مباشرة او عبر مكتب الاعلام». واكدت انّ عون «لم يقفل يوما باب القصر امام احد فكيف امام الرئيس المكلف؟ وهو كان ينتظر مقاربة جديدة في ضوء الملاحظات التي كان قد أبداها على التشكيلة المقترحة». ولفتت الى انّ «الدستور حدّد صراحة الآلية الواجب اعتمادها في تشكيل الحكومات ورئيس الجمهورية ليس في وارد التخلي عن شراكته الدستورية الكاملة في ذلك».

رد ميقاتي

وردّ المكتب الاعلامي لميقاتي على بيان الرئاسة ببيان قال فيه «إن دولة الرئيس يُثمّن ما ورد في الفقرة الثالثة من البيان الرئاسي لجهة التنصّل مما يقوم به بعض اللصقاء برئيس الجمهورية من اساءات، وهذا امر ليس خافيا على أحد، كما يثمّن تأكيد فخامة الرئيس الحرص على عدم الاساءة الى مقام رئاسة مجلس الوزراء». وقال: «في موضوع حق رئيس الجمهورية الدستوري فإنّ دولة الرئيس أعلن انه قدم تشكيلة حكومية تشكل خلاصة اتصالاته وبَدا النقاش فيها مع فخامة الرئيس، وبالتالي فإنّ دولة الرئيس لم يقل يوماً انه يريد أن يحجب عن رئيس الجمهورية الحق في ابداء رأيه وملاحظاته، فاقتضى التوضيح».

بعبدا «تُثمّن» «التثمين»

وقالت مصادر قريبة من قصر بعبدا لـ«الجمهورية» ليلاً انّ رئيس الجمهورية قصد في بيانه أمس وضع كثير من النقاط على احرف الأزمة من جوانبها المختلفة، ولا سيما منها تشديده على الثوابت الدستورية التي تحدد دوره كشريك في عملية التشكيل، وهو دور يمارسه الى النهاية الحتمية.

وأضافت المصادر انها «تتمنّى ان تكون المرة الاخيرة للحديث عن بعض ما تَسرّب في الفترة الاخيرة، وخصوصاً بالنسبة الى موضوع الموعد الذي طلبه ميقاتي منذ فترة كما بالنسبة الى رفضه وعدم وجود اي نية للمَس بدور الرئيس المكلف وصلاحياته، وتأكيد شراكتهما في عملية تأليف الحكومة وانّ أياديه مفتوحة ومعها ابواب قصر بعبدا التي لم تُقفل يوماً أمام أحد. فكيف بالنسبة الى الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة العتيدة؟ وانه قصد أيضاً قطع الطريق على بعض المزايدات وبعض التفسيرات النافرة التي تحاول تغيير الهدف من مواقفه ومنع اي اجتهاد ليس في محله، ووَقف روايات وسيناريوهات المصادر. ولعل ما جاء به البيان يشكل آخر محاولة لوقف هذا الجدل العقيم. فالمرحلة تقتضي العمل ليلاً ونهاراً لتسهيل تشكيل الحكومة لمواجهة مسلسل الازمات التي تعصف بالبلاد».

وردت المصادر عبر «الجمهورية» على «تَثمين» بيان مكتب رئيس الحكومة بتثمينٍ مماثل، ولفتت إلى «ان مثل هذا الجدل لا يرضي ولا يفيد احد، وان العمل المطلوب يجب ان يسود من اجل تشكيل الحكومة».

ليست سيئة

وتزامناً مع المناخ الايجابي الذي اشاعه بيانا بعبدا والسرايا الحكومية، قالت مصادر مطلعة على حركة الاتصالات لـ«الجمهورية»: «انّ الاجواء بين الرئيسين ليست جيدة ولكنها ليست سيئة، ويحافظ كل منهما على هامش للحركة احتراماً لموقعَيهما للحفاظ على دور الشريكين في عملية التأليف، وانّ المشكلة تقع في مكان آخر وهو ما يحول دون ايّ تفاهم سريع. ولذلك فإن القراءة النهائية للمواقف لا يمكن الفصل في نتائجها قبل عودة ميقاتي الى بيروت حيث سيكون اللقاء الثالث حتمياً بينهما».

وعلمت «الجمهورية» ان ميقاتي، الذي ما زال خارج بيروت، واصَلَ اتصالاته امس مع مستشاريه وعدد من الوزراء لمتابعة الشؤون العامة وقضايا تفصيلية مختلفة تحضيراً لعودته المرتقبة في عطلة نهاية الاسبوع الى بيروت.

الترسيم البحري

وعلى صعيد ترسيم الحدود البحرية والمفاوضات الجارية في شأنها، وغداة خطاب السيد نصرالله حولها، أكد الوسيط الأميركي بشأن مفاوضات الحدود البحرية مع إسرائيل ​آموس هوكشتاين​ بعد لقائه وزيرة الطاقة الإسرائيلية كارين الحرار، وفق ما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية «أننا قمنا بتقليص بعض الفجوات، وأجرينا محادثات جيدة». مشيراً إلى أنّه «بعد عودتي من السعودية سنواصل المناقشات». ولفت إلى أنه «يجب أن يكون هناك اتفاق متبادل بين إسرائيل ولبنان، ودور الولايات المتحدة هو المساعدة في التوصّل إلى اتفاق من شأنه أن يخدم مصالح البلدين». مؤكداً «أننا أحرزنا تقدماً جيداً في كل من لبنان وإسرائيل». وكشف أنه «لم ينقل أي رسالة مهمة من الجانب اللبناني إلى وزيرة الطاقة الإسرائيلية».

وقالت وزيرة الطاقة الإسرائيلية: «عقدتُ اجتماعا مع الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين، في شأن مفاوضات الحدود البحرية مع لبنان»، موضحة «أننا نواصل العمل من أجل التوصّل إلى اتفاق يحمي الأصول الاستراتيجية لإسرائيل».

وفي هذا السياق، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأنّ «هناك خيبة أمل شديدة بين المسؤولين الإسرائيليين في شأن ما سمعوه من هوكشتاين، الذي لم يبلّغ عن أي مرونة من الجانب اللبناني». ولفتت إلى أنه «في القدس، كان هناك توقّع بأنه خلال زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن لإسرائيل، سيكون هناك تقدم نحو اتفاق، والتطور الحالي مثير للقلق خصوصاً في ضوء تهديدات الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصرالله».

مواقف

وفي المواقف الداخلية امس لاحظت كتلة «الوفاء للمقاومة» في اجتماعها الدوري برئاسة رئيسها النائب محمد رعد «انّ لبنان في وضعه الراهن يتطلّب استثماراً وطنيّاً استثنائياً على المقاومة وعلى الدور التاريخي الذي يمكن أن تضطلع به وفق ما عرضه بالأمس سماحة الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله، حين وضعَ النقاط على الحروف ودعا إلى التقاط الفرصة وانتزاع حق لبنان الكامل في حدوده البحريّة واستثمار الغاز بشروطه في مياهه الإقليميّة، ونَبّه إلى مخاطر الانخداع بالوعود والأوهام الزائفة وأساليب المماطلة والتسويف التي يستخدمها الأميركي المُنحاز دوماً للعدو الصهيوني ومصالحه على حساب مصالح لبنان والمنطقة». ودعت «السلطة والكتل النيابيّة والقوى السياسيّة إلى وقفةٍ شجاعة ومصيريّة لانتهاز الفرصة السانحة في الوقت الضيّق المُتاح الآن من أجل استنقاذ مستقبل بلدنا وثرواته الوطنيّة وسيادته أيضاً». وشددت على «تنشيط المساعي لتشكيل حكومة تُواصِل الجهود لإحداث اختراقات في جدار الحصار المفروض على لبنان، ومباشرة العمل بخطّة التعافي والإنقاذ الاقتصادي والتمهيد عبر توفير مناخات التهدئة في الداخل وتزخيم الحوار البنّاء لإنجاز الاستحقاق الرئاسي في موعده ومن دون أي تأخير». وحمّلت حكومة تصريف الاعمال «المسؤوليّة الكاملة عن التلكؤ في الإجراءات والتقديمات التي تطال القطاع العام بكافّة العاملين فيه». ودعت الى «العمل على إيجاد خرق جدّي في ملفّ النازحين السوريين عبر إعادة تقويم أعبائهم ومستوى قدرة لبنان على تحمّلها وحجم الدور الذي ينبغي أن تقوم به المؤسسات الدولية، ومباشرة إجراءات عمليّة تُنشّط حركة عودة النازحين الآمنة إلى بلدهم».

وفي هذا الصدد قال المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم من طرابلس امس: «لا نية للمجتمع الدولي لإعادة النازحين السوريين الى بلادهم، وهناك دول كبرى تعرقل عودتهم بحجج عدة». وكشف انه «قدّم عرضاً للدول الأممية يقضي بتأمين عودة آمنة بعدما حصلنا على ضمانة القيادة السورية، ولكن تم رفضه لأنه لا ارادة دولية لعودتهم في المدى القريب». وقال: «نحن والشعب السوري ضحية مؤامرة دولية كبيرة تقودها دول عظمى شرّدت شعباً بكامله».

وأضاف ابراهيم أنّ «ترسيم الحدود البحرية واستخراج الغاز من بحرنا هو الامل الوحيد للبنانيين، وانا مرتاح جدا إلى أنّ لبنان سينجح في حل ازمته الاقتصادية بعد عملية البدء، والذي أراه قريبا جدا».

حل للموظفين

وعلى صعيد اضراب موظفي القطاع العام أبلغت مصادر مطلعة الى «الجمهورية» انّ بحثاً يجري بين مراجع رسمية بمشاركة وزير المال حول إمكان زيادة رواتب كل موظفي القطاع العام، بعد الاعتراضات التي قوبِلت بها محاولة رفع رواتب القضاء حصراً على اساس اعتماد سعر 8000 ليرة للدولار.

واشارت إلى «أنه من الصعب زيادة رواتب جميع الموظفين على اساس هذا السعر، وانّ النقاش يدور حول إيجاد صيغة تتناسب مع القدرات المتواضعة للدولة في هذه المرحلة القاسية».

الى ذلك، كشفت المصادر انّ هناك حلحلة جدية في مشكلة الفراغات المستجدة في الهيئة العامة لمحكمة التمييز المعنية بالبت في الدعاوى والطلبات المرفوعة اليها في ملف انفجار المرفأ، وهو الأمر الذي ادى الى توقّف التحقيق. وتوقعت ان تصل هذه المشكلة الى خواتيمها قريباً وان يتم ملء الفراغات اذا استمرت الإيجابيات التي ظهرت حتى الآن.

حل جنبلاطي للكهرباء

من جهة ثانية، غرّد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عبر «تويتر» مقترحاً حلاً لأزمة الكهرباء، فقال: «إستكمالاً في ملف الكهرباء لماذا لا تضاف الى محطة الزوق ومحطة الجية مولدات اضافية بقدرة 500 ميغاوات في كل محطة تفادياً لبناء محطات جديدة واختيار مواقع جديدة؟». وأضاف: «كلا الجية والزوق تتمتعان بالبنى التحتية الكافية مع تطويرها، وكلا المحطتين كانتا الأساس لكهرباء لبنان طوال عقود».

********************************************

اللواء

ملفات لبنان في «عهدة السفيرتين».. وبعبدا تفتح الباب مع السراي!

ترسيم الحدود في حقيبة بايدن.. والقضاة تبلغوا من بعض المصارف أن الزيادة نافذة

مع نهاية الأسبوع، بدا واضحاً إعادة فتح باب المناقشة بين الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي، حول إعادة «تجريع» وضع الحكومة، سواء عبر النسخة الموضوعة لدي دوائر قصر بعبدا، أو أية نسخة أخرى، مبتناة عليها، فالرئاسة الأولى أعلنت ان أبواب القصر الجمهورية لم تقفل بوجه أحد (في إشارة إلى ما تردّد عن رفض استقبال الرئيس المكلف)، وأجواء السرايا الكبير، على لسان ميقاتي، تعلن انها تثمن التنصل من بعض اللصفاء (في إشارة إلى النائب جبران باسيل)، مؤكدا ان الرئيس المكلف لم يقل يوما انه يريد ان يحجب عن رئيس الجمهورية الحق في إبداء رأيه وملاحظاته.

في هذا الوقت، بدت ملفات لبنان من انتخابات الرئاسة الأولى، التي يتجه الرئيس نبيه برّي الدعوة إليها في أوائل أيلول مع بدء المهلة الدستورية، والتي تراود السفيرة الفرنسية آن غريو تكوين ملف حولها، عبر اتصالات تجريها مع مختلف الأطراف، بما في ذلك السفير الإيراني في بيروت. وبتكليف مباشر من الأليزيه، وبتنسيق كامل مع نظيرتها الأميركية السفيرة دورثي شيا، التي تتابع ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، وهي على تنسيق كامل مع الوسيط الأميركي آموس هوكستاين.. إضافة إلى متابعة ملف استجرار الغاز من مصر، بعد ان ناص الكلام عن استجرار الكهرباء من الأردن، وبانتظار الضوء الأخضر الأميركي، سواء في ما يتعلق بقانون قيصر، لجهة الاعفاء من العقوبات، أو قرار البنك الدولي، بدفع القرض الذي يطلبه لبنان على هذا الصعيد..

وسط ذلك، اطبق الشلل على البلد من العاصمة إلى سائر المحافظات، إذ مضى الموظفون في القطاع العام بالإضراب حتى يعاد النظر بسلة المطالب المرفوعة، بما في ذلك مساواة هؤلاء الموظفين بالقضاة التي تحوّلت رواتبهم على أساس ضرب حاصل قسمة الراتب الحالي على 1500 ليرة لكل دولار، ثم ضرب الحاصل بالدولار بـ8 آلاف ليرة، ليتكون الراتب الجديد الذي بادرت بعض المصارف إلى إبلاغ قضاة لديهم، توطين لرواتبهم هناك بأن عملية تحويل رواتبهم باتت ناجزة في هذه المصارف.

ومع السباق الحاصل بين انعدام الخدمات ولهاث الحكم وراء مكاسب لم يبق لها معنى في مسار الانهيارات والفشل المحقق على المستويات كافة، وصفت مصادر سياسية ان تأجيج الاجواء السياسية، وتصعيد حدة الحملات والمواقف على خلفية تشكيل الحكومة الجديدة، تؤشر بوضوح الى ان معظم الاطراف المعنيين، لا يريدون تشكيل الحكومة العتيدة، وكل طرف يرشق الآخر بتهم التعطيل، والنتيجة بقاء البلد بلا حكومة تتولى ادارة السلطة واستكمال حل المشاكل والازمات المعقدة التي يتخبط فيها البلد حاليا.

وقالت ان تجاذبات تشكيل الحكومة الجديدة، كشفت في طياتها، مسألتين مهمتين، الاولى اصرار القيمين على الرئاسة الاولى على ابتداع صلاحيات لرئيس الجمهورية لم يلحظها الدستور، ومحاولة تكريسها على حساب صلاحيات رئيس الحكومة خلافا للدستور، والثانية، تشكيل حكومة على قياس طموحات ومصالح رئيس التيار الوطني الحر الشخصية على حساب المصلحة الوطنية العليا.

واعتبرت المصادر ان المسالتين المذكورتين، زادت في حدة الخلافات حول تشكيل الحكومة العتيدة، ووسعت حدة التباينات القائمة، بينما لو صفت النوايا ووجدت الارادة السليمة للتشكيل، لكانت الامور سلكت مسارا سلسا وايجابيا، وتم تسهيل ولادة الحكومة العتيدة بسرعة.

ولاحظت المصادر ان رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، نعى امس الاول بمواقفه الاستفزازية، امكانية تشكيل الحكومة الجديدة، ونصّب نفسه مفاوضا، مكان رئيس الجمهورية في الوقت الذي كان يروج فيه، لسيناريوهات متعددة، كسحب الوزراء الموالين للتيار العوني، للانسحاب من حكومة تصريف الأعمال، لشل عملها ومنعها من ممارسة مهامها بتسلم صلاحيات رئيس الجمهورية في حال لم تحصل الانتخابات الرئاسية، او الحديث عن بقاء رئيس الجمهورية ميشال عون في الرئاسة بعد انتهاء ولايته في آخر تشرين الاول المقبل، واخيرا الادعاء بعدم صلاحيات الحكومة بالتوقيع على القوانين التي سيقرها المجلس النيابي، ومتابعة تنفيذها، لاسيما ما يتعلق باستكمال المفاوضات مع صندوق النقد الدولي وغيره.

ووضعت المصادر الاتهامات التي ساقها باسيل ضد رئيس الحكومة المكلف بتعطيل تشكيل الحكومة الجديدة عمدا، بأنها تأتي استكمالا لحملة التصعيد التي استهلها الاول، لدى تقديم ميقاتي تشكيلته الوزارية إلى رئيس الجمهورية ميشال عون، مباشرة ومن دون المرور بموافقة باسيل على التشكيلة، كما كان يحصل من قبل، والتي قابلها بتسريب التشكيلة لوسائل الاعلام على الفور، لنسف التشكيلة من اساسها، وبعث رسالة واضحة للرئيس المكلف والقوى الداعمة له وتحديدا، الرئيس نبيه بري، بأن الطريقه المتبعة، اسلوبا، وتركيبة، لن تمر.

واضافت المصادر ان موقف باسيل بالامس، والقائه سيلا من التهم المختلقة بحق ميقاتي، ومحاولته تحميله مسؤولية عدم رغبته بتشكيل الحكومة الجديدة، وتفشيل العهد ومنعه من تحقيق اي انجازات، انما هو اسلوب مبتذل وممجوج، ينتهجه رئيس التيار الوطني الحر للتهرب من مسؤوليته، ليس بعرقلة تشكيل الحكومة العتيدة لانها لا تلبي طموحاته ومصالحه الشخصية فحسب، وانما بإضاعة السنوات الخمس الماضية، بافتعال المشاكل، وخلق العداوات للعهد وتعطيل عمل الحكومات والاصلاحات، وهدر الاموال العامة،الى ان انتهى إلى ما وصل اليه لبنان حاليا من انهيار شامل على كل المستويات.

وختمت المصادر انه اصبح معلوما ان كل مناورات وبهلونيات باسيل، لن تنفع هذه المرة، باعتبار ان الهوامش التي يتحرك فيها اصبحت محدودة، فمهما فعل وعطل، فالوقت ينقضي والعهد بنهايته وايامه باتت معدودة، وحكومة تصريف الأعمال تتولى مهماتها.

بالمقابل، أفادت مصادر مطلعة الى أن امكانية تشكيل الحكومة في خلال ايام قليلة ليست مستبعدة اذا توافرت النوايا، لكنها رأت أن لا شيئ يوحي بوجود حلحلة في الموضوع الحكومي ما يجعل المراقبين يعتبرون ان خيار اللاحكومة أقرب الى خيار قيام حكومة وهذا يعني انه قد ينقضي الوقت تكون فيه الحكومة متعثرة.

واشارت المصادر الى انه في حال دخلت البلاد في مرحلة الاستحقاق الرئاسي من دون تأليف حكومة يُطرح خياران:

– الخيار الأول: يصار الى الاتفاق مع الاطراف المشاركة في الحكومة الى تشكيل الحكومة نفسها «حكومة تصريف الأعمال» مع تعديلات يتفق عليها حتى تكون حكومة كاملة الاوصاف وتنال ثقة مجلس النواب قبل 31 من تشرين الأول المقبل موعد انتهاء الولاية الرئاسية.

– الخيار الثاني: بقاء الحكومة في وضعية تصريف الأعمال وتتولى ممارسة صلاحيات رئيس الجمهورية وكالة كما ينص الدستور الذي يقول إن تصريف الاعمال يجب ان يكون ضمن نطاق ضيق.

واوضحت أن الفرضيتين قد تسقطان اذا تم انتخاب رئيس الجمهورية في الفترة الممتدة بين أواخر ايلول والنصف الأول من تشرين الاول المقبل.

وفيما يربط البعض الملف الحكومي اللبناني بجولة الرئيس الاميركي جو بايدن في المنطقة، اكدت المصادر ان ذلك اجتهادا لا بأتلف مع الواقع ذلك ان لبنان ليس في اولويات الرئيس الاميركي كما ان هناك ضغوطا مورست في السابق ولم تُفضي الى نتائج، ويبقى موضوع ترسيم الحدود فهو من المرتقب ان يُحرك مجددا الاسبوع المقبل بعد انتهاء زيارة بايدن الى السعودية في حال استطاع الوسيط الاميركي في الملف آموس هوكستين الحضور الى لبنان لمعاودة مساعيه مع العلم ان الامور وصلت الى مكان ممكن ان يؤدي الى اتفاق مع اسرائيل.

وجدّد عون حسب بيان مكتب الإعلام في الرئاسة الأولى ان رئيس الجمهورية ليس في وارد التخلي عن شراكته الدستورية الكاملة في تأليف الحكومة، الأمر الذي يعني انه لا يكفي ان يقدم الرئيس المكلف تشكيلته حكومية، بل ان لرئيس الجمهورية رأيه وملاحظاته، وليس في الوارد لدى الرئيس عون التنازل عن هذه المسؤولية، لأي سبب كان تماما، كما ليس في حسابه قبول سياسة الفرض، مشيرا إلى انه لم يقفل أبواب القصر امام ميقاتي لكنه كان ينتظر مقاربة جديدة من الرئيس المكلف في ضوء الملاحظات التي ابداها.

و بإنتظار عودة ميقاتي الى بيروت خلال يوم او يومين او ربما مطلع الاسبوع المقبل، للقاء رئيس الجمهورية، استمرت امس السجالات الاعلامية بين الرئاستين الاولى والثالثة لكنها كانت بلهجة هادئة قد تُمهّد لترطيب الاجواء، فبعد بيان المكتب الاعلامي للرئيس نجيب ميقاتي امس، صدر عن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية امس، بيان حول ما تم نشره في بعض وسائل الاعلام من تسريبات وعن مواقف الرئيسين، وقال:المؤسف ان بعض ما نشر من مواقف تجاوز الأصول، وأحياناً اللياقة وقواعد التخاطب.ووضعا للامور في نصابها.

وأوضح المكتب الإعلامي من المؤسف الإيحاء في بعض ما يكتب ويقال وكأن رئاسة الجمهورية تسيء الى مقام رئاسة مجلس الوزراء، ذلك ان هذا الامر لم يرد يوما في مواقف رئيس الجمهورية، لا في القول ولا في الممارسة، وبالتالي فان الاستناد الى «محيطين» و«هامسين» و«معرقلين» و«مسيئين» لا يأتلف مع الواقع لأن ما يريد الرئيس عون إعلانه، انما يقوله بوضوح وصراحة من دون مواربة، ويصدر عنه مباشرة او عبر مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية.

وأبدى المكتب أمله أن تضع هذه الإيضاحات حدا لأي نقاش، لا سيما وان تشكيل الحكومة مكانه معروف وطريقته الدستورية معروفة، وغير ذلك لا يستقيم».

وتعقيبا على البيان الذي أصدره مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية ،اصدر المكتب الاعلامي للرئيس ميقاتي بياناً قال فيه:

أولا : إن دولة الرئيس يثمّن ما ورد في الفقرة الثالثة من البيان الرئاسي لجهة التنصّل مما يقوم به بعض اللصقاء برئيس الجمهورية من اساءات ، وهذا امر ليس خافيا على أحد، كما يثمن تأكيد فخامة الرئيس الحرص على عدم الاساءة الى مقام رئاسة مجلس الوزراء.

ثانيا : في موضوع حق رئيس الجمهورية الدستوري فان دولة الرئيس أعلن انه قدم تشكيلة حكومية تشكل خلاصة اتصالاته وبدا النقاش فيها مع فخامة الرئيس ، وبالتالي فان دولة الرئيس لم يقل يوما انه يريد أن يحجب عن رئيس الجمهورية الحق في ابداء رأيه وملاحظاته.فاقتضى التوضيح.

وعلى الصعيد ذاته، نقل الوزير الاسبق وديع الخازن عن الرئيس نبيه بري قوله: أن لبنان في حالة إعياء شديد على كافة المستويات، لا سيما الإقتصادية والمعيشية التي بلغت حد الجوع والكفر، ولا يجوز أن ننتظر حل مشاكل الشرق الأوسط قبل مشكلاتنا الداخلية والحل بأيدينا إذا شئنا.

واضاف: كان تشديد على أن لبنان لا يعيش ولا يستقيم إلا بالشراكة والأولوية الآن هي كيفية الوصول إلى وقف الإنهيارات ولملمة الجراح. وقد لخّص الرئيس بري نظرته هذه بإعتبار لبنان لا يعيش من دون مسيحييه، لذا فهو يولي روحية المشاركة الحقيقية كما نص عليها إتفاق الطائف والمناصفة الحقيقية بين المسيحيين والمسلمين.

وفي السياق النيابي، يحدّد رئيس مجلس النواب موعداً قريبا لجلسة تشريعية بعد اجتماع مكتب المجلس في عين التينة الاثنين المقبل.

هوكستين واسرائيل والترسيم

على صعيد ترسيم الحدود البحرية، يبدو أن الوسيط الأميركي لمفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان آموس هوكستين استغل زيارة رئيسه جو بايدن الى الكيان الاسرائيلي لمتابعة ملف الترسيم، حيث أفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» انه التقى وزيرة الطاقة الاسرائيلية كارين الحرار، لكنه لم ينقل أي رسالة مهمة من الجانب اللبناني.

ونقلت عنه قوله بعد الاجتماع: «قمنا بتقليص بعض الفجوات، وأجرينا محادثات جيدة، وبعد عودتي من السعودية سنواصل المناقشات» .

اضاف وفق ما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عنه: أنه يجب أن يكون هناك اتفاق متبادل بين إسرائيل ولبنان، ودور الولايات المتحدة هو المساعدة في التوصل إلى اتفاق من شأنه أن يخدم مصالح البلدين. لقد أحرزنا تقدماً جيداً في كل من لبنان وإسرائيل.

وأعلن أنه «لم ينقل أي رسالة مهمة من الجانب اللبناني» إلى وزيرة الطاقة الإسرائيلية.

وقالت الصحيفة إن الاجتماع لم يتضمن أي إشارة لبنانية للمسائل المتنازع عليها، برغم تهديد الأمين العام لـ»حزب الله» حسن نصر الله أمس الاول بضرب منصة الغاز كاريش. وبالنسبة لإسرائيل، فإن الهدف من المفاوضات هو حل قضية ترسيم الحدود البحرية مع لبنان، والتي تخدم أيضاً مصلحة لبنان الذي يعاني من أزمة اقتصادية حادة ويحتاج إلى غاز قد يكون موجودًا في المناطق المتنازع عليها.

من جانبه، أشار الوسيط الأميركي في عملية ترسيم الحدود البحرية الجنوبية ​آموس هوكشتاين​، بعد لقائه وزيرة الطاقة الإسرائيلية كارين الحرار، «أننا قمنا بتقليص بعض الفجوات،

ردود على نصر الله

الى ذلك لم يمر كلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله رمور الكرام فصدرت مواقف عديدة رافضة لموقفه، ابرزها ماكتبه رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط عبر حسابه على «تويتر»: ان تصريح السيد نصرالله وضع حدا لامكانية التفكير بالوصول الى تسوية حول خط ٢٣. لقد دخل لبنان في الحرب الروسية الاوكرانية، لذا وتفاديا لاندلاعها فهل يمكن للسيد ان يحدد لنا ما هو المسموح وما هو الممنوع وذلك افضل من ان نضيع الوقت في التخمين واحتياط المصرف المركزي يذوب في كل يوم».

كما كتب رئيس حزب «الكتائب اللبنانيّة» النائب سامي الجميّل عبر حسابه على «تويتر»: «بالأمس، نصّب نصرالله نفسه مرة جديدة رئيساً، رئيس حكومة وقائداً للجيش في آن، مورّطاً شعب لبنان بمغامرة جديدة قد يدفع ثمنها دون استئذانه. أما أنتم، أين أنتم؟ علامَ تتقاتلون؟ على أيّ رئاسة؟ أيّ حكومة؟

وتوجه عضو تكتل الجمهورية القوية النائب سعيد الأسمر الى الأمين نصرالله، بـ «كلمتين لرجل النصائح التهويليّة ولو كنت أعلم: تذكّر إنو الدولة وحدها معنيّة بقرار الحرب والسلم، ومش إنت بتقرّر كيف الشعب لازم يموت، وسلاحك هو السبب الرئيسي للإنهيار بعدما حوّل لبنان من بلد منفتح لبلد معزول»

وأضاف عبر «تويتر»: «حط طاقاتك بمحاربة الفساد وعدم تغطيتو بسلاحك واترك شغل الدولة للدولة، بتخوّف قلال، بس يلّي ما بيخافوك كتار».

وقال رئيس «حركة الاستقلال» النائب ميشال معوّض عبر حسابه على «تويتر»: كلام السيد حسن نصر الله بالأمس يقوّض أسس الدولة اللبنانية ومؤسساتها ويجرنا إلى أتون صراعات وحروب لا علاقة لنا بها لمصالح خارجية.

وأضاف: نرفض كل ما ورد في خطابه ونؤكد على مرجعية الدولة التي أقرت المفاوضات ونرفض زج لبنان بمواجهات محور الممانعة وتعريض حياة اللبنانيين ومصالحهم.

لكن رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل نشرعبر حسابه «تويتر»، فيديو تحدث فيه عن موقفه من الحدود البحرية، والثروة الطبيعيّة.وقال: «نحنا بدنا نحافظ على الكرامة الوطنية والسيادة… بدكن غازكن؟ بدنا غازنا!»

لجنة المال: هبة القمح بتحفظات

وفي تطوّر جديد، اعلن رئيس لجنة المال والموازنة النيابية ابراهيم كنعان ان «اللجنة أقرّت خلال جلستها أمس، مشروع القانون المحال من الحكومة لاتفاقية قرض البنك الدولي بقيمة ١٥٠ مليون دولار لتأمين القمح، مع عدد من التحفظات والاسئلة التي طرحها النواب لإحالتها الى الهيئة العامة، مثل كيفية الانفاق ووفق أي سعر صرف، ومن سيتكبد الفروقات، بالاضافة الى اسئلة عن استهلاك اللبنانيين وغير اللبنانيين، وعن مديرية الحبوب والشمندر السكري ووزارة الاقتصاد ودورهما».

وقال «المطلوب من الحكومة في الهيئة العامة، الاجابة على مجموعة من الاسئلة مالياً ورقابياً للتأكد من ان هذا القرض سيُصرف وفق الاصول وان هناك رقابة فعلية عليه، وعما اذا كانت فترة هذا الدعم محددة، ويحكى عن ستة اشهر، هي مرتبطة بالكمية التي يؤمّنها هذا القرض ام هي مرتبطة بسياسة الحكومة» .

وعن موضوع الاعتماد الاستثنائي المحال من الحكومة بقيمة ١٠ آلاف مليار ليرة، اشار كنعان الى ان «الحكومة قدمت شرحها حول سبب هذا الطلب، لتسديد الرواتب وتأمين استمرارية المرافق العامة والاستشفاء وسواها والجيش وسائر القوى الامنية، وقد اقرّته اللجنة ووُعِدْنا من الحكومة وسنضغط عليها لتزويدنا الاسبوع المقبل بالرؤية الحكومية لمعالجة سعر الصرف في الموازنة، لننهي اقرار موازنة عام ٢٠٢٢ المنجزة في لجنة المال بنسبة ٩٠% وحسم الاعتماد الاضافي المقرّ من اعتمادات موازنة ٢٠٢٢».

غريو وفيروزنيا

على صعيد آخر، لفت الانتباه البيان الذي صدر عن السفارة الايرانية في لبنان وفيه: «عطفاً على التصريحات التي نقلتها وسائل إعلام عن السفيرة الفرنسية في لبنان آن غريو، حول حصول لقاءين بينها وبين سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان محمد جلال فيروز نيا، يوضح المكتب الإعلامي في السفارة الايرانية ان اللقاءين قد حصلا بالفعل ، ولكن في اللقاء الاول السفيرة غريو زارت السفير الایرانی بطلب منها في السفارة الایرانیة ، في حين أتى اللقاء الثاني كرد زيارة في السفارة الفرنسية.

1649 إصابة جديدة

صحياً، سجلت وزارة الصحة العامة 1649 إصابة جديدة بفايروس كورونا، وحالة وفاة واحدة، خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع العدد التراكمي إلى 1132602 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.

غريو في العيد الوطني:حرب أوكرانيا لم تحجب الاهتمام بلبنان

أحيت السفارة الفرنسية في بيروت العيد الوطني الفرنسي في قصر الصنوبر، بعد ظهر أمس، بحضور حاشد من الشخصيات النيابية والوزارية والدبلوماسية، وأركان السفارة.

وأكدت السفيرة الفرنسية آن غريو أن لبنان يبقى مهماً بالنسبة لفرنسا والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بالرغم من الحرب في اوكرانيا.

********************************************

الديار

قواعد نصرالله الجديدة تظلّل ملف الترسيم.. وهوكشتاين يتحدّث عن تقليص «الفجوات»؟

«حرب البيانات» بين عون وميقاتي تنعى المفاوضات الحكوميّة.. «تفكيك لغم» القضاة

قلق «إسرائيلي» من نتائج جولة بايدن : الزيارة تمهّد للعودة للإتفاق النووي مع إيران! – ابراهيم ناصرالدين

نجح الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في وضع ملف «الترسيم» البحري على «الطاولة»بالتزامن مع زيارة الرئيس الاميركي جو بايدن الى المنطقة حيث يتصدر موضوع تأمين الغاز والنفط اجندته على خلفية الحرب الروسية على اوكرانيا. واذا كانت «الرسالة» الاكثر جدية من طرف لبناني منذ بدء التفاوض غير المباشر قد وصلت «بقوة» الى عناوينها في واشنطن وتل ابيب، كما تقول مصادر دبلوماسية غربية في بيروت، لم يكن مستغربا رد فعل بعض الجهات اللبنانية التي صبت «جام غضبها» على كلام السيد نصرالله متهمة اياه مرة جديدة بالامساك بقرار «السلم والحرب» دون ان تقدم للبنانيين اي ايضاحات حول صحة كلامه من عدمه حول دور الاميركيين في تمييع الملف ومنع لبنان من استخراج ثرواته. كما لم تقدم اي مقترحات عملية لكيفية ادارة عملية التفاوض واوراق القوة المتوافرة لدى المفاوض اللبناني للحفاظ على الثروة الوطنية. «ثرثرة» لن تقدم او تؤخر تقول مصادر مقربة من حزب الله، لان كل هؤلاء يدركون جيدا ان «اللعبة» تتجاوز قدراتهم، ودورهم محصور «بالتشويش» على كلام نصرالله لمصلحة اجندات خارجية لاظهارعدم وجود اجماع لبناني حول موقفه بينما يدور «الكباش» الحقيقي في مكان آخر، والفرصة الوحيدة المتاحة لكي يدخل لبنان «نادي» الدول النفطية والغازية هي الان، لا احد لا يرغب في الذهاب الى حرب، والسيد نصرالله يدرك ذلك، وهو يستخدم هذا المعطى «للي ذراع» الطرف الآخر. في هذا الوقت لم يعد احد مقتنعا بحصول ولادة للحكومة قبل انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون، وفيما يستمر غياب الرئيس المكلف نجيب ميقاتي خارج البلاد، يعود الاثنين، استعان الرجلان بخدمات المكاتب الاعلامية للتوضيح «والتمريك» في «حرب» تشير بوضوح الى انه لا انفراجة حكومية قريبا.

هوكشتاين يتحرك

في هذا الوقت، التقى «الوسيط الأميركي» عاموس هوكشتاين وزيرة الطاقة الاسرائيلية كارين الحرار، ناقلا عرض الجانب اللبناني، بحسب صحيفة «يديعوت احرنوت» الاسرائيلية التي نقلت عنه قوله بعد الاجتماع: «قمنا بتقليص بعض الفجوات» واجرينا مباحثات جيدة وسنواصل المباحثات بعد العودة من السعودية. ولفتت الصحيفة الى إن الاجتماع لم يتضمن أي إشارة لبنانية للمسائل المتنازع عليها، رغم تهديد الأمين العام لـ»حزب الله» حسن نصرالله بضرب منصة الغاز كاريش!

«تسديدة ناجحة»

محاولة تجاهل كلام نصرالله علنا، يناقضه وصف مصادر دبلوماسية غربية في بيروت، للتهديدات بانها «تسديدة ناجحة» لانها جاءت في خضم زيارة الرئيس الاميركي الى المنطقة، واشارت الى ان هذا الملف سيتحرك من الان وصاعدا وفق القواعد الجديدة التي تحدث عنها فما قاله لن يمر مرور الكرام في «اروقة» صنع القرار في اسرائيل وواشنطن، لانهما يدركان جيدا ان ما قاله محسوب جدا، وهو غير معزول عن الدعم الاقليمي المفتوح له من قبل الايرانيين الذين يعتبرونه القائد الفعلي للجبهة مع اسرائيل في المنطقة، وله ثقله الكبير في اروقة القرار في طهران. وهو بات براي المصدر نفسه، «ضيفا ثقيلا» على طاولة التفاوض بشان النفط والغاز ولا يمكن تجاهل كلماته المحسوبة والدقيقة في ملف يعد الاولوية في واشنطن والعالم. وهو قد يفتح «ابواب» التسوية ويسرع القبول الاسرائيلي بالمطالب اللبنانية «المتواضعة» بعدما نجح الاميركيون في المهمة الاكبر والاصعب من خلال الضغط على المفاوض اللبناني للتنازل عن الخط 29، حسب تعبير المصادر الدبلوماسية التي لا تتوقع تصعيدا عسكريا وانما انقلابا في المشهد الاقليمي في ضوء ميل الرئيس الاميركي جو بايدن للتوقيع على الاتفاق النووي الايراني بعد انتهاء زيارته الى المنطقة. وهو ما سيعزز الموقف الايراني على عكس ما يظنه البعض. ومن هنا تشير اوساط سياسية مطلعة على هذا الملف، الى ان كل الكلام حول ارتباط كلام السيد نصرالله باشتداد الطوق اكثر حول ايران، مجرد «ترهات» غير واقعية، فما فعله الامين العام لحزب الله كان واضحا لجهة وضع معادلة جديدة تقوم على ان الغاز اما يكون للجميع او لا لاحد. فلماذا الاجتهاد في النص الصريح؟ امنحوا لبنان حقوقه وتنتهي المسألة؟

انتظار «الوسيط»!

وفي هذا السياق، ينتظر لبنان،عودة هوكشتاين الى بيروت، لمعرفة طبيعة الرد الاسرائيلي، ولتبيان ما اذا كانت المعلومات عن ايجابية في الرد الاسرائيلي جدية؟ السيد نصرالله منح المفاوض اللبناني «ورقة» قوة في الطريق الى الناقورة فهل سيتم اسثمارها؟ مصادر مقربة من بعبدا اشارت الى ان التفاوض لم يتوقف اصلا، وهو مستمر من خلال التواصل بين نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب «والوسيط» الاميركي عاموس هوكشتاين والسفيرة الاميركية في بيروت دوروثي شيا التي حرصت بالامس على الاستفسار حول موقف لبنان الرسمي من «تهديدات» نصرالله. ووفقا للمعلومات جرى التاكيد على ان رئيس الجمهورية ميشال عون متمسك بالقرارات الدولية ومنها 1701 لكنه جدد التحذير الذي سبق وابلغه لهوكشتاين من خطورة تضييع الوقت، لان ما سيترتب عنه سيكون خطرا جدا. وفي هذا السياق، شدّد رئيس الجمهورية على أنّ لبنان بلد محبّ للسلام، وهو متمسّك بسيادته الكاملة وبحقوقه في استثمار ثرواته الطبيعية ومنها استخراج النفط والغاز. من جهته لاقى رئيس التيار الوطني الحر، النائب جبران باسيل، السيد نصرالله، في مسألة ربط ترسيم الحدود البحرية باستخراج الغاز، فقال إنّه «ليس المهم فقط ترسيم الحدود بل المهم أيضاً استخراج النفط والغاز، ورأى أنّ ورقة المقاومة هي عنصر قوة للبنان مضيفاً: بدكن غازكن بدنا غازنا، هكذا تتصرّف الدولة القوية وهكذا تُحفظ الكرامة الوطنية وهكذا تكون السيادة.

جنبلاط والخط 23؟

في المقابل وفيما تولت القوات اللبنانية مهمة انتقاد كلام السيد نصرالله وكذلك النائب سامي الجميل، رأت مصادر مطلعة ان كلام رئيس الحزب التقدّمي الاشتراكي، وليد جنبلاط، عن منع تصريحات نصرالله لإمكان التفكير بالوصول إلى تسوية حول خط 23 ، غير منطقية لان العكس هو الصحيح؟ وكان جنبلاط اعتبر أنّ لبنان دخل في الحرب الروسية الأوكرانية، وسأل: تفادياً لاندلاعها فهل يمكن للسيّد أن يحدّد لنا ما هو المسموح وما هو الممنوع؟ معتبراً أنّ ذلك أفضل من أن نضيّع الوقت في التخمين واحتياط المصرف المركزي يذوب في كلّ يوم! وفي تغريدة ثانية اقر جنبلاط بضرورة عدم الرهان على الوعود الاميركية وقال: وكون الغاز المصري لن يأتي ولا الكهرباء الاردنية في هذه الظروف وبعيدا عن تخيلات كبار المستشارين والوعود الغامضة لبعض السفارات الكبرى فهل يمكن تسليم وزارة الطاقة لجهة مضمونة وبناء معمل واحد فقط بدل حرق الاحتياط وصولا الى نفاده والدخول في المجهول؟

ماذا يريد بايدن؟

وفي هذا السياق، وعلى الرغم «التراشق» الكلامي بين بايدن والرئيس الايراني ابراهيم رئيسي، فان ما يقال في اسرائيل يتناقض مع كل «الحرتقات» اللبنانية، فالشرق الأوسط وتحدياته الآن في المكان السادس أو السابع في جدول أعمال بايدن، تقول صحيفة «يديعوت احرنوت»، فالتضخم المالي يحتل المكان الأول، وبعده ضعف القانون والنظام داخل الولايات المتحدة، والهجرة غير القانونية من حدود المكسيك، والحرب الروسية – الأوكرانية، والصراع الاقتصادي مع الصين. هذا لا يعني أن بايدن غير مكترث لمخاوف إسرائيل ودول النفط من إيران تقول الصحيفة، في قلبه هو معنا، لكن إيران مجرد سحابة قاتمة ضمن عاصفة كاملة الأوصاف. فالبند الأول هو زيادة إنتاج النفط. بدون انخفاض أسعار النفط في أثناء الخريف فإن الانتخابات النصفية في أميركا ستنتهي على ما يبدو بهزيمة الديموقراطيين التي ستجعل النصف الثاني من ولاية بايدن عديمة المعنى.

الاتفاق مع ايران «اولوية»!

بدوره ذهب الوف بن في صحيفة «هارتس» الى ابعد من ذلك، وقال ان بايدن يريد إعادة الولايات المتحدة إلى الاتفاق الذي انسحب منه سلفه دونالد ترامب. ورفع العقوبات عن إيران هو الطريقة القصيرة والأكثر نجاعة لوقف ارتفاع أسعار النفط، الذي يصيب الناخبين الأميركيين بالهستيريا. لكن مشكلة بايدن، براي الكاتب، هي أن صفقة أحلامه مع الإيرانيين تثير وبصورة أقل حماسة الصديقتين المخضرمتين للولايات المتحدة في الشرق الأوسط: السعودية وإسرائيل. الآن سيحاول بايدن تمرير الاتفاق النووي في «حلق» رئيس الحكومة يئير لبيد وولي العهد السعودي محمد بن سلمان. ما يسمى «اشرح لهم حتى يفهموا». والمقابل الذي يعرضه بايدن على إسرائيل مزدوج: سحب أيدي اميركا من الموضوع الفلسطيني، الذي هو أكثر أهمية بالنسبة لإسرائيل من إيران، حتى لو أعلنوا خلافاً لذلك مئة مرة. وتعميق ترتيبات الأمن الإقليمية التي تم وضعها في عهد ترامب، وعلى رأسها دمج إسرائيل في المنظومة العسكرية لقيادة المنطقة الوسطى الأميركية، إلى جانب دول الخليج والأردن ومصر. اما السعودية فستحصل من بايدن على عفو علني على قتل الصحافي معارض جمال خاشقجي، لكن الشخص الذي سيحدد ما إذا كانت جولة بايدن ستنتهي بالنجاح أو الفشل، براي الكاتب، لا يظهر على جدول الأعمال الرئاسي، وهو الزعيم الروحي الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي. بيده القلم لإعادة التوقيع على الاتفاق النووي ورفع العقوبات عن بلاده. إذا وقع وأعطى إشارات على التقارب مع الغرب، فستتغير منظومة القوة الإقليمية وستحظى إيران بازدهار اقتصادي وبالشرعية الدولية التي تنقصها الآن. أما إذا رفض وتمترس في مواقعه فسيزداد التوتر وترتفع أسعار النفط. وستعزز إيران موقعها في الكتلة المناهضة لأميركا مع الصين وروسيا.

لا احد يريد اغضاب ايران؟

من جهتها تساءلت صحيفة «اسرائيل اليوم» عما اذا كان هناك من سبب لقلق إيران؟ وتجيب بالقول» لا يبدو ذلك»… وتكشف ان الاميركيين أرسلوا، قبيل زيارة بايدن للمنطقة، إلى السعودية ودول الخليج ومصر والأردن ودول أخرى؛ للاطلاع على مسودة اتفاق للتعاون الإقليمي. ليس فقط بتأسيس «مظلة جوية» وبتنسيق أجهزة رادار ومنظومات رقابة للدفاع أمام هجوم صاروخي، بل أيضاً في مجالات أخرى: اقتصادية، وسياسية، وغيرها.الموضوع سيناقش، وقد يحسم في قمة جدة، ولكن حتى تلك الدول العربية التي أيدت إقامة آلية تنسيق أمني مع إسرائيل في قمة شرم الشيخ التي عقدت الشهر الماضي بمشاركة رئيس الأركان كوخافي، تفضل القيام بذلك بصورة سرية دون أي استفزاز للإيرانيين. وأصبح واضحاً بحسب الصحيفة، أن العُمانيين والقطريين لن يدخلوا تحت هذه المظلة، ولا حتى بالسر، وفي قمة جدة سيقال لبايدن إنه حتى لو كانت وجهة واشنطن نحو اتفاق، فليس هنالك سبب لإغضاب الإيرانيين عن طريق إعلان علني عن تشكيل حلف إقليمي.

لماذا صعد عون حكوميا؟

وسط هذه الاجواء المتازمة في المنطقة، وفيما تغرق البلاد بالمزيد من الازمات الاقتصادية الخانقة، لا حكومة ولا من «يحزنون» كما تقول اوساط سياسية رفيعة المستوى، وكل ما يحصل اليوم «مناكفات» «لملء الفراغ» بعد وصول الامور الى «حائط مسدود». وبعد ساعات على رمي رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي «الكرة» في ملعب رئيس الجمهورية ميشال عون رد عليه القصر الجمهوري، ببيان اكد ان رئيس الجمهورية ليس في صدد التخلي عن شراكته الدستورية الكاملة في تأليف الحكومة، الامر الذي يعني انه لا يكفي ان يقدم الرئيس المكلف تشكيلة حكومية هي خلاصة اقتناع تولد لديه نتيجة المعطيات المتوافرة ومواقف الكتل والنواب والقيادات والشخصيات السياسية، بل ان لرئيس الجمهورية رأيه وملاحظاته، وليس في نية الرئيس عون التنازل عن هذه المسؤولية لاي سبب كان تماما كما ليس في حسابه قبول سياسة الفرض… ووفقا لمصادر مطلعة فان هذا الكلام جاء على خلفية تسريبات لميقاتي تحدث فيها عن حق رئيس الجمهورية بتسمية وزيرين او ثلاثة على ابعد تقدير، دون ان يكون له الحق في تغيير الاسماء المعروضة من قبل رئيس الحكومة! وفيما نفت رئاسة الجمهورية الاساءة الى مقام رئاسة مجلس الوزراء، بالاستناد الى «محيطين» و»هامسين» و»معرقلين» و»مسيئين» رد مكتب ميقاتي بالتاكيد ان دولة الرئيس يثمّن ما ورد في البيان الرئاسي لجهة التنصّل مما يقوم به بعض اللصقاء برئيس الجمهورية من اساءات. اما في موضوع حق رئيس الجمهورية الدستوري يقول البيان «فان دولة الرئيس أعلن انه قدم تشكيلة حكومية تشكل خلاصة اتصالاته وبدا النقاش فيها مع فخامة الرئيس ، وبالتالي فان دولة الرئيس  لم يقل يوما انه يريد أن يحجب عن رئيس الجمهورية الحق في ابداء  رأيه وملاحظاته»؟!

تفكيك «قنبلة» القضاة!

في هذا الوقت، نجحت الاعتراضات في نزع «فتيل» «قنبلة» تصحيح رواتب القضاة، وابلغ وزير المال يوسف خليل النواب خلال جلسة لجنة الادارة والعدل ان الموضوع سحب من التداول وهو بدأ اجراءاته لوقف العمل بالقرار وتواصل مع المصرف المركزي لوقف اي اجراءات متعلقة به. ووفقا لمصادر نيابية فان المخاطر الحقيقية لهذا القرار»الاعتباطي» ليس فقط في الاستنسابية غير المقبولة والتي كانت ستؤدي الى موجة اعتراضات غير محسوبة العواقب في القطاع العام، بل ايضا في الكلفة المالية التي كانت ستصل الى 270 مليار ليرة. واذا ما «فتح الباب» امام تعديل اجور القطاع العام على اساس حساب الدولار ب 8000 ليرة فان الكلفة ستتضاعف اربع مرات من 800 مليار ليرة في الشهر الى نحو 4800 مليار،وهذا يعني طباعة المزيد من العملة وبالتالي ارتفاع سعر الدولار نتيجة التضخم. وهذا ما لا يمكن لاحد تحمله فالبلد سيذهب حكما نحو الانفجار!

********************************************

الشرق

حرب البيانات مستمرّة .. والتشكيل «على الله »

قبل ان ينتقل الى المملكة العربية السعودية اليوم بهدف تعزيز العلاقات المشتركة وتصحيح الأخطاء السابقة بالانسحاب من المنطقة، على ما اعلن الرئيس الاميركي جو بايدن في مؤتمر صحافي مع رئيس حكومة تصريف الاعمال الاسرائيلي يائير لابيد اثر التوقيع على “إعلان القدس” والاعلان عن ان القوة خيار لمواجهة التهديدات وايران، اطل الرئيس الايراني ابرهيم رئيسي بالتهديد والوعيد، معلنا اننا سنرد ردا قاسيا على أي خطأ من واشنطن أو حلفائها. موقف رئيسي كان مرر رسائله من لبنان “وكيله الشرعي” امين عام حزب الله حسن نصرالله الذي رفع سقف خطابه الى ما فوق الدولة وحضورها ووجودها بالمطلق مخصصا نفسه بحرية اتخاذ قرار الحرب والسلم حينما تقتضي مصالح طهران الاقليمية والدولية.

خطابه هذا الذي اعلن فيه انه لن يستشير احدا في قرار اطلاق مسيّرات او حرب على اسرائيل، ممهلا المفاوضات حتى ايلول للتوصل الى اتفاق في شأن ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وتل ابيب وإلا.. تفاعل بسيل من الردود المستنكرة امس.

عون متمسك بالحقوق

وليس بعيدا، رحب الرئيس عون بأي دور يمكن ان تلعبه النمسا في اطار النهوض الاقتصادي ولا سيما المساهمة في إعادة اعمار مرفأ بيروت، مؤكدا لـمستشار النمسا كارل نيهامر، خلال استقباله في قصر بعبدا، ان لبنان بلد محب للسلام، ومتمسك بسيادته الكاملة وبحقوقه في استثمار ثرواته الطبيعية ومنها استخراج النفط والغاز في المنطقة الاقتصادية الخالصة في الجنوب.

الـ 1701

الى ذلك، عرض الرئيس عون مع المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان السفيرة يوانا فرونتسكا ورئيسة الشؤون السياسية ساسكيا رامينغ والمساعد الخاص ميكاييل سيغان، مضمون التقرير الذي سيعرض امام مجلس الامن في 21 تموز الجاري في اطار الإحاطة الدورية لمسار تطبيق القرار 1701 الصادر عن مجلس الامن في العام 2006. كما تطرق البحث الى عمل القوات الدولية في الجنوب والخروقات الإسرائيلية المستمرة للسيادة اللبنانية، والى التعاون القائم بين الدولة اللبنانية والمنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة في مختلف المجالات. كذلك تم التداول في الأوضاع السياسية الراهنة ومسار تشكيل الحكومة وما آلت اليه المفاوضات مع صندوق النقد الدولي والخطوات الإصلاحية المطلوبة لاعادة النهوض بالوضع الاقتصادي الراهن.

لا حكومة

وسط هذه الاجواء الملبدة، لا جديد حكوميا ولا اتصال او تواصل بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي، واقتصر الامر على بيان توضيحي من بعبدا رد عليه ميقاتي ببيان توضيحي آخر، بينما الانهيار يضرب كل القطاعات وانقطاع الخبز والمياه والكهرباء على حاله.

لجنة المال

وفي انتظار التأليف ومعه الاصلاحات الضروريين لوقف التدهور، أعلن رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان أن اللجنة أقرّت اتفاقية قرض البنك الدولي بقيمة ١٥٠ مليون دولار للقمح مع اسئلة وطلب ايضاحات على الحكومة الاجابة عنها مالياً ورقابياً. وكانت لجنة المال انعقدت برئاسة كنعان وبحضور نائب رئيس حكومة تصريف الأعمال سعادة الشامي ووزير المال في حكومة تصريف الأعمال يوسف خليل وعلى جدول اعمالها رفع السرية المصرفية وقرض البنك الدولي للقمح بقيمة ١٥٠ مليون دولار والاعتماد الاضافي بقيمة ١٠ الاف مليار للرواتب ومتطلبات أخرى لاستمرارية المرافق العامة.

لا عودة!

في الغضون، لا يزال ملف عودة النازحين السوريين الذين يثقلون كاهل الدولة اللبنانية بلا حلول. في هذا الاطار، قال المدير العام للامن العام اللواء عباس إبراهيم من طرابلس “قدمنا عرضاً يقضي بتأمين عودة آمنة للنازحين بعدما حصلنا على ضمانة القيادة السورية، لكنه رُفض دولياً”، معلنا ان “لا نية لدى المجتمع الدولي لإعادة النازحين السوريين إلى بلادهم، وهناك دول كبرى تعرقل عودتهم بحججٍ عدّة”. كلام ابراهيم جاء خلال ندوة حوارية أقامتها نقابة المحامين في طرابلس تحت عنوان “الامن في خدمة الحق والأنسان”. وعن مسألة جوازات السفر، قال ابراهيم “أزمة الجوازات “أزمة عمر” ، برمجنا إعطاء الجوازات وفق الأهمية وحصلنا على الاعتماد اللازم بعد جهد سنة وتأخير متعمد”. أضاف “هناك محاولات لتجديد عقد النفط مع العراق وأعدكم بعدم قطع الكهرباء الى الصفر”.

إهراءات المرفأ

في الاثناء، قفز الحريق الذي يلتهم اهراءات المرفأ منذ ايام، الى الواجهة. واذ تفقد النائبان مارك ضو ونجاة صليبا الموقع، أكّد وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الأعمال أمين سلام خلال جولته في مرفأ بيروت بعد الحريق الذي اندلع في الأهراءات نتيجة تخمّر الحبوب أنّ “تفريغ الأهراءات من القمح يعرّضها للسقوط”. وشدّد على أنّ الحلول موجودة لإخماده “لكن الفرق تبحث عن الحلول الأنسب التي ليس لها تداعيات كبيرة”. وقال “لا يجب التعاطي مع ملف الأهراءات بعشوائية، هناك مشكلة تقنية نواجهها”. وأكّد حرصه على “ملف أهراءات مرفأ بيروت بالتعاون مع اللجنة الوزراية التي شكلت لهذا الغرض”.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى