شؤون لبنانية

افتتاحيات الصحف الصادرة صباح اليوم

الأخبار

 جنبلاط سيشارك في الحكومة بوزيرين… وجعجع وحيداً: عون يطرح بدائل لميقاتي

تتّجه الأنظار مطلع الأسبوع المُقبِل إلى موعِد الاستشارات النيابية المُلزِمة الذي سيُحدّده رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لتكليف شخصية بتشكيل حكومة ما بينَ الانتخابات النيابية والرئاسية. وفيما أودعت الأمانة العامة لمجلس النواب المديرية العامة لرئاسة لجمهورية لائحة بأسماء النواب، بحسب الكتل البرلمانية والمستقلّين، (أرسِلت أسماء النواب «التغييريين» بشكل منفرد بسبب عدم توحّدهم في كتلة)، رجّحت مصادر مطّلعة أن يدعو عون إلى الاستشارات بعدَ انتخابات اللجان النيابية.

وعلمت «الأخبار» أن رئيس الجمهورية يدرس إمكان عقد لقاءات جانبية مع القوى السياسية، قبل الدعوة، لاستمزاج آرائها ومحاولة تقريب وجهات النظر، بما يؤدي إلى توافق مبدئي يجعل التسمية تتويجاً له، استناداً إلى سوابق التسمية التي كانت تنتهي غالباً بمهلة مفتوحة للرئيس المكلف تستنزف كثيراً من الوقت قبل التأليف، وخصوصاً أن البلد يمُرّ بمرحلة انتقالية في غاية الدقة والخطورة. وفي هذا الإطار، برزت معطيات عدّة؛ من بينها:

أولاً، التسويق لفكرة الإبقاء على حكومة الرئيس نجيب ميقاتي كما هي أو إعادة تعويمها من خلال مرسوم، باعتبار أن لا حاجة لتأليف حكومة لن تستمر أكثر من أشهر، وقد يستنزف تشكيلها ما تبقى من ولاية رئيس الجمهورية للاتفاق على توزيع الحقائب، وهو سيناريو يؤيده ميقاتي نفسه.

رئيس الجمهورية يقترح لرئاسة الحكومة صالح النصولي الذي زار عين التينة

ثانياً، إعادة تكليف ميقاتي بتأليف حكومة جديدة، وهو أمر يؤيده الفرنسيون ولا يضع السعوديون فيتو عليه، مهمتها الإمساك بالبلد حتى موعد الانتخابات الرئاسية. وهذا خيار لا يعارضه حزب الله وحركة أمل. غير أن تسمية ميقاتي لا تزال موضع خلاف بين الثنائي والتيار الوطني الحر. إذ عاد رئيس الجمهورية والنائب جبران باسيل إلى طرح أسماء سبق أن اقترحاها قبل تكليف ميقاتي تشكيل الحكومة الحالية، من بينها جواد عدرا وصالح النصولي، وهو خبير اقتصادي ومالي عمل لفترة طويلة في صندوق النقد الدولي. وفي هذا الإطار، علمت «الأخبار» أن النصولي التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري، وأن الزيارة نسّقها باسيل.

على مقلب «التغييريين» وقوى الاعتراض، لا تقلّ الصورة إبهاماً. فبعدَ إعلان رئيس حزب القوات سمير جعجع أنه لن يُشارك في حكومة يشارك فيها حزب الله، يبدو الأخير عاجزاً حتى الآن عن وضع نواب «التغيير» تحت جناحه تماماً، فيما تسود الخلافات بين هؤلاء بين راغب في التعاون مع القوات ورافض للاصطفافات السياسية، وداعٍ إلى التعاون مع كل الأطراف «على القطعة» وفي كل ملف على حدة. هذا الخلاف ينذر بانفراط عقدهم، وخصوصاً أنهم فشلوا حتى في جمع أنفسهم في كتلة واحدة للمشاركة في استشارات التكليف.

أما في ما يتعلق بموقف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، فلفتت مصادر مطّلعة إلى أن «جنبلاط لن يفرّط بالانتصار الانتخابي، وسيشارك في الحكومة الجديدة بوزيرين، على عكس ما يروّج له جعجع أمام مسؤولين عرب وأجانب بأن كل قوى الاعتراض ستقف معه». وأضافت إن جنبلاط «سيُكمِل في مسار التفاهمات الذي بدأه في مجلس النواب، وفي هذا الإطار، طالبت كتلته برئاسة لجنتَي الصحة والرياضة النيابيّتين».

***********************

النهار

عودة السباق المحموم بين الاستحقاقات والانهيار

لم تصمد المعالجات الاحتوائية الظرفية والموقتة لحمى ارتفاعات أسعار #الدولار والمحروقات التي خرقت الأسبوع الماضي الخطوط الحمراء سوى أيام، عادت بعدها الدوامة العبثية إياها الى اثارة حالة من الفزع حيال تخطي الأسعار كل ما تبقى من قدرات المواطنين على الاحتمال. فان يتجاوز سعر صفيحة البنزين امس الـ 635 الف ليرة وسط معطيات تؤكد ان الأسعار الى سقوف مرتفعة جديدة في قابل الأيام، فهذا يثير تساؤلا كبيراً عما سيكون عليه جدول الأولويات الذي سيرسم للاستحقاق الحكومي تكليفا وتاليفا. وبمعنى أوضح فإن مجمل ما يسمعه اللبنانيون منذ انتهاء انتخابات رئاسة مجلس النواب وهيئة مكتبه، هو أي اسم سترسو عليه الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس الحكومة الجديد او الحالي او القديم من نادي الأسماء التي تطرح في التداول لتأليف الحكومة. لكن تغيب تماماً عن المشهد الطالع النقطة الجوهرية في سلسلة الاستحقاقات الدستورية المتعاقبة والان تحديدا في مقاربة الاستحقاق الحكومي وهي المتصلة باولويات المرحلة الخانقة الحالية وطبيعة الحكومة التي يحتاج اليها لبنان قبل تفصيل ماذا تريد الكتل والقوى وبمن تقبل ومن ترفض. تبعا لعودة الحمى المقلقة في سعر الدولار وأسعار المحروقات وكل معالم الاضطرابات المعيشية والاجتماعية التي تعتمل بها البلاد، يتردد في الكواليس السياسية والنيابية ان الأيام الفاصلة عن منتصف الأسبوع المقبل، بدأت تشهد وستشهد تباعاً حركة اتصالات ومشاورات متعددة القنوات في كل الاتجاهات للتعجيل في اجراء استشارات التكليف وتسمية رئيس الحكومة المكلف، وكذلك لبذل محاولة متقدمة لبلورة حد ادنى من قواسم مشتركة حول طبيعة التركيبة الحكومية العتيدة، لئلا تتفاقم المواقف المتصادمة من هذه التركيبة بما يشل تماماً مهمة أي رئيس مكلف تأليف الحكومة. وإذ تبدو كفة إعادة تكليف الرئيس نجيب ميقاتي راجحة على الخيارات الأخرى لتسمية شخصية من النواب المنتخبين الجدد او من خارج المجلس النيابي، تقول أوساط مواكبة للاتصالات التي ارتفعت حرارتها بشكل ملحوظ في الساعات الأخيرة ان صعوبات كبيرة تبدو في افق انجاز استحقاق التكليف، لان جس النبض الاولي لمختلف الكتل النيابية وللنواب المستقلين ونواب “ثورة ١٧ تشرين” اظهر عمق التباين والانقسام بين الجميع حيال اسم الرئيس المكلف كما حيال طبيعة الحكومة التي يفترض تأليفها. وهذا الواقع ينذر برمي أي رئيس مكلف في حال تمت تسميته بسلاسة في وسط حقل الغام يصعب معه استعجاله تأليف الحكومة التي لن يكون امامها الا اشهر ثلاثة على الأكثر لانجاز بعض الاولويات الأشد الحاحاً قبل ان تصبح بحكم المستقيلة بعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية ميشال عون في نهاية تشرين الأول المقبل. ولذا تضيف الأوساط نفسها فان ما توافر من معطيات عن حركة المشاورات التي بدأت امس، يعكس وجود تعقيدات كبيرة تعترض إمكانات التوصل بسرعة لتسويات حول الحكومة الامر الذي قد يشجع العهد على مزيد من المماطلة في تحديد موعد الاستشارات والتريث فيها الى ان تتضح معالم الخيط الأبيض من الخيط الأسود.

ورئيس الجمهوية الذي تسلم اول من امس اللائحة الاولية للكتل النيابية من البرلمان، يتريث في توجيه الدعوة الى الاستشارات النيابية لتكليف رئيس للحكومة، والتي لن تحصل قبل موعد جلسة انتخاب اللجان النيابية الثلثاء المقبل، لمزيد من المشاورات والاتصالات السياسية، وهو استقبل بعد الظهر الرئيس نجيب ميقاتي وتناول اللقاء ملف الاستحقاق الحكومي، كما تطرق الى التطورات في البلاد كما الى الواقع الأمني اذ قفز الهمّ الامني الى الصدارة امس بعد الاشتباكات العنيفة في بعلبك بين الجيش وعصابات المخدرات.

مواجهة بعلبك

ففي حي الشراونة في بعلبك اعلن الجيش استشهاد عسكري واصابة 5 آخرين أثناء عملية دهم نفذتها قوة من الجيش وأسفرت عن توقيف عدد من المطلوبين. واستقدم الجيش المزيد من التعزيزات العسكرية الى المنطقة واستعان بمروحية وطائرة استطلاع لتحديد مواقع المطلوبين الفارين، فيما عملت القوّة على محاصرتهم. وفي حين نفى مصدر عسكري فرار المطلوب “ابو سلة” وهو تاجر مخدرات كبير وخطير، بعد انتشار رسالة صوتية منسوبة له تفيد أنّه استطاع الهروب من الطوق الذي فرضه الجيش على حي الشراونة وتل الأبيض، وأكد أنّ العملية العسكرية مستمرة وأنّ الشائعات التي تُبث تهدف إلى التمويه وتشتيت العملية العسكرية.

المحروقات تلتهب

اما معيشيا، فارتفع سعر البنزين بنوعيه 95 و98 أوكتان 23000 ليرة لبنانية، كما ارتفع المازوت 45000 ليرة، والغاز 7000 ليرة واصبحت الاسعار على الشكل الآتي: بنزين 95 أوكتان: 624000 ليرة. بنزين 98 أوكتان: 635000 ليرة. المازوت: 619000 ليرة. والغاز: 365000 ليرة. وعطفا على بيانها المتعلق بالتسعيرة التوجيهية للمولدات الخاصة عن شهر ايار المنصرم طلبت وزارة الطاقة من أصحاب المولدات الخاصة ألا تتدنى ساعات التغذية عن 16 ساعة يومياً خصوصاً بعد تحسين قيمة الشق الثابت من التسعيرة. وتمنت على وزارة الاقتصاد والتجارة متابعة وتشديد الرقابة على هذا القطاع وذلك للمزيد من الحماية للمواطنين.

الاستجارة بالعرب

وسط هذه الاجواء الضاغطة اقتصاديا ومعيشيا، اكد رئيس الجمهورية ميشال عون ان “لبنان بحاجة الى توطيد الأمان الاجتماعي بمختلف أنواع شبكاته، لا سيما في هذه الظروف الصعبة التي يجتازها، وهو يتطلع في هذا الاتجاه الى دعم اشقائه العرب الذين لطالما كانوا الى جانبه في مختلف الازمات التي مر بها”. وقال “لبنان تعرض لكوارث هي بالواقع اقسى من أزمات، بدأت بالحرب على سوريا التي أغلقت كل منافذنا البرية الى الدول العربية التي تشكل لنا مدانا الحيوي، وما استتبع هذه الحرب من نزوح سوري كثيف ضاعف من الكثافة السكانية عندنا، الامر الذي سرع في أفقار الشعب اللبناني، بالنظر الى ما استتبعه هذا النزوح من تكاليف على الخزينة اللبنانية واضرار نفسية واجتماعية واقتصادية وصحية، ضاعف من حجمها تفشي وباء كورونا على مستوى العالم”. وأشار عون خلال استقباله في قصر بعبدا، وفد المجلس التنفيذي لوزراء الشؤون الاجتماعية العرب، الى ان “هذه الكوارث باتت ضاغطة اقتصاديا واجتماعيا وشكلت خللا كبيرا على الديموغرافيا اللبنانية، الأمر الذي ينذر بمضاعفات خطيرة على الكيان اللبناني تستدعي المعالجة السريعة. وقد زاد من حدة الانهيار الاقتصادي الذي اتى نتيجة عوامل متراكمة عدة، انفجار مرفأ بيروت”.

بدوره، دعا رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، خلال استقباله الوفد الذي زار عين التينة ايضا، الى “مضاعفة الجهد العربي من أجل مؤازرة لبنان عربيا ودوليا في هذه المرحلة الصعبة”. وقال”إننا ننتظر من أشقائنا العرب أن يتفهّموا واقعنا جيداً، ويؤازروننا في هذه المرحلة بالذات، لتجنيب لبنان الأخطار ولمساعدته على تحمّل الأعباء التي فاقت قدراته وليستعيد عافيته”.

في سياق متصل بملف العلاقات بين لبنان والدول الخليجية ذكّر سفير السعودية لدى لبنان وليد بخاري، بتغريدة كان قد نشرها عبر حسابه على“تويتر” سابقا، وقال فيها: “افتِراءَاتُ أَبِي رِغَال العَصْرِ وَأكاذيبُهُ لا يَستُرهَا اللَّيلُ وَإن طالَ وَلا مَغِيبُ الشَّمسِ وَلَو حُرِمَتِ الشُّرُوقَ والزَّوال..!”. وبدت هذه التغريدة بمثابة نفي لمزاعم نشرت حول السفير بخاري منها انه استدعي الى الرياض .

*******************************************

نداء الوطن

الجيش يداهم “محميّات المخدرات” بقاعاً… ويدفع “ضريبة الدم

ميقاتي في بعبدا: هذه “شروطي”!

على ما يبدو قرّر حاكم المصرف المركزي رياض سلامة الانتقال من مربّع الدفاع إلى الهجوم في مواجهة شركائه في المنظومة الحاكمة، ملوّحاً من جهة بفضح المستفيدين من قرار تخلّف لبنان عن سداد ديونه ممن “جمعوا ثروة” جراء هذا القرار، ومتقدماً من ناحية أخرى بدعوى “مداعاة الدولة” مع شقيقه رجا أمام الهيئة العامة لمحكمة التمييز لكفّ يد القاضي جان طنوس في ملف التحقيقات الجارية بمصدر ثروتهما، وسط توقع أوساط سياسية أن يسعى العهد وتياره في الأيام المقبلة إلى وضع رأس سلامة على “مقصلة” المفاوضات الحكومية باعتباره شرطاً موجباً للتكليف والتأليف.

وفي هذا الإطار، استرعى الانتباه أمس لقاء “جسّ النبض” الذي عقده أمس رئيس الجمهورية ميشال عون مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في قصر بعبدا، والذي حرص الأخير على وضعه ضمن إطار الزيارات “العادية الودّية”… غير أنّ مصادر واسعة الاطلاع أعطت اللقاء أبعاداً “تأسيسية للحكومة المقبلة”، مؤكدةً لـ”نداء الوطن” أنّ “أجواء الثنائي الشيعي تؤكد الدفع باتجاه تسريع الدعوة إلى الاستشارات النيابية الملزمة لإعادة تكليف ميقاتي تشكيل الحكومة الجديدة باعتباره الأقدر على “إدارة تناقضات” المرحلة المقبلة، وعلى هذا الأساس أتت زيارته بعبدا أمس لوضع العناوين العريضة والشروط المبدئية التي ينطلق منها لقبول مهمة التكليف”.

ونقلت المصادر أنّ “ميقاتي يعرب صراحةً عن رفضه الخضوع لأي ابتزاز مسبق في عملية التكليف والتأليف”، مشيرة إلى أنّه ينتهج “خارطة طريق” واضحة ومحددة المعالم في مقاربة هذه العملية، بما يشمل تشديده على وجوب الاتفاق على اعتماد “خطوات سريعة للتشكيل، وأنه لا يحبّذ التكليف من دون وجود ضمانات مسبقة من مختلف القوى الأساسية بتسهيل مهمة التأليف وتجنب وضع العراقيل والمطالب التعجيزية أمامه”.

وفي هذا السياق، كشفت المصادر أنّ رئيس حكومة تصريف الأعمال يريد في حال تسميته رئيساً مكلفاً “تشكيل حكومة شبيهة في تركيبتها وطبيعتها بالحكومة الحالية مع إدخال بعض التعديلات عليها في الأسماء وتوزيع الحقائب بما يؤمن التوازن المطلوب استناداً إلى نتائج الانتخابات النيابية”، ويرفض في المقابل “تشكيل حكومة سياسية في هذه المرحلة التي يحتاج فيها البلد أكثر من أي وقت مضى إلى فريق عمل وزاري اختصاصي متجانس ينكبّ على معالجة الملفات الحيوية بعيداً عن أي حسابات سياسية”، لافتةً إلى أنّ ميقاتي يبدي إصراراً على “الحسم النهائي في هذه الملفات من دون أي مناورة أو تسويف، وعلى رأسها ملف الكهرباء بمعزل عن أي ضغط لاعتماد خرائط جغرافية تهدف إلى توزيع معامل الطاقة على أسس مناطقية طائفية”.

وأمس تقاطعت تصريحات كل من عون وميقاتي عند الإضاءة على حاجة لبنان المُلحّة للدعم العربي لانتشال شعبه من خطر انهيار شبكة أمانه الاجتماعي، بحيث أكد رئيس الجمهورية أمام وفد المجلس التنفيذي لوزراء الشؤون الاجتماعية العرب الذي حضر إلى بيروت للوقوف على الاحتياجات الأساسية للحماية الاجتماعية في لبنان ووضع خطة استجابة طارئة بتوقيت زمني محدد تعتمد خطوات تنفيذية سريعة لتحسين الوضع الإجتماعي والإنساني للبنانيين، على أنّ “لبنان يتطلع إلى دعم أشقائه العرب الذين لطالما كانوا الى جانبه في مختلف الازمات التي مر بها”، كما دعا ميقاتي أمام الوفد إلى ضرورة “مضاعفة الجهد العربي من أجل مؤازرة لبنان في هذه المرحلة الصعبة”، وأضاف: “نحن ننتظر من أشقائنا العرب أن يتفهموا واقعنا جيداً ويؤازرونا في هذه المرحلة بالذات لتجنيب لبنان الأخطار ولمساعدته على تحمل الأعباء التي فاقت قدراته”.

أما على المستوى الأمني، فاتجهت الأنظار أمس إلى البقاع حيث بادر الجيش إلى مداهمة “محميات المخدرات” في حيّ الشروانة فدفع بنتيجتها “ضريبة دم” أسفرت عن استشهاد عسكري وإصابة خمسة آخرين، مقابل توقيف عدد من المطلوبين. وبحسب المعلومات فإنّ نحو 15 مسلحا كانوا يتحصنون برفقة أحد أبرز المطلوبين في تجارة المخدرات (ع. ز.) الملقب “أبو سلة” في المنطقة فتحوا النار على دورية عسكرية خلال قيامها بعملية دهم لأحد المنازل في الشراونة ما أدى إلى استشهاد العسكري زين الدين شمص (مواليد العام 1994) وإصابة العناصر الآخرين، فتدخلت على الفور وحدات الجيش المنتشرة في المنطقة ودهمت منازل مطلقي النار وأوقفت كلاً من المطلوبين: ( ع. ز)،(ع. م)، (ع. ز)، (م، و)، (م. ف)، وضبطت كمية من الأسلحة الحربية والذخائر، وكمية من المخدرات وعددا من الآلات المستخدمة في تصنيعها.

*******************************************

الشرق الأوسط

اشتباكات مسلّحة بين الجيش اللبناني وتجار مخدرات في مدينة بعلبك

انتهت بالسيطرة على قسم من الحي الذي يوجدون فيه

قتل جندي لبناني وأصيب خمسة آخرون في اشتباكات مسلحة وقعت يوم أمس في حي الشراونة في مدينة بعلبك، خلال تنفيذ الجيش اللبناني مداهمات لتوقيف عصابات لترويج المخدرات، وذلك في عملية استمرت لساعات نهار أمس قبل أن يتمكن الجيش من السيطرة على الجزء الشمالي من الحي الخاضع لهيمنة آل زعيتر.

وأعلن الجيش صباح أمس عبر موقعه على «تويتر» أن قوة تنفذ عمليات دهم في حي الشراونة في بعلبك، حيث حصل تبادل لإطلاق النار ما أدى إلى مقتل عسكري وسقوط 5 جرحى من الجيش وتوقيف عدد من المطلوبين.

وفيما بدأت العملية الأمنية صباح أمس واستمرت طوال ساعات النهار، قال مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط» إنه كان يتم التحضير لها منذ فترة نتيجة انتشار عمليات الخطف والاعتداءات والسرقات وترويج المخدرات وتعاطيها في صفوف الشباب في الضاحية الجنوبية لبيروت، وذلك عن طريق أشخاص مرتبطين بمطلوبين كبار في «الشراونة»، لكن أرجئ توقيت تنفيذها لما بعد الانتخابات النيابية.

وخلال تنفيذه المداهمة التي أدت إلى اشتباكات بين العسكريين والمطلوبين استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة، استقدم الجيش تعزيزات عسكرية بما فيها مروحية وطائرة استطلاع لتحديد مواقع المطلوبين الفارين، ونجح عناصر الجيش في محاصرة مجموعة منهم وعملوا على تطويق كامل حي الشراونة وتفتيش المنازل بيتاً بيتاً بحثاً عن مطلوبين وممنوعات وأسلحة تم استخدامها خلال المداهمة.

وأشارت معلومات لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الجيش تمكن من تطويق منزل أحد أكبر وأهم المطلوبين بتجارة المخدرات المدعو علي زعيتر ومساعديه من الجنسيتين اللبنانية والسورية قبل أن تحصل عمليات إطلاق نار وتبادل قذائف آر بي جي بين المطلوبين والقوة المداهمة ما أدى إلى إصابة ومقتل خمسة عسكريين وبين المصابين ضابط برتبة نقيب وهو بحالة حرجة نقل إلى مستشفيات العاصمة للمعالجة.

وبعد ساعات على العملية، تمكن علي زعيتر الملقب بـ«أبو سلة»، والمطلوب بعشرات مذكرات التوقيف، من الفرار رغم إصابته برصاصتين برجله وفي بطنه، وذلك إثر تدخل عدد من المطلوبين الذين عملوا على إطلاق النار بغزارة على القوة المداهمة.

وأكدت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن دورية الجيش المداهمة تمكنت من توقيف ثلاثة مطلوبين منهم أحد أبرز مساعدي «أبو سلة» كما أفيد عن مقتل أحد المطلوبين من مساعدي «أبو سلة» من الجنسية السورية وسقوط ثلاثة جرحى. وبعد الظهر نجح الجيش في السيطرة على القسم الشمالي من الحي بعد فرار عدد من المطلوبين إلى جهات مجهولة، واستحدث نقطة عسكرية حول منزل المطلوب علي منذر زعيتر وصادر عدداً من السيارات الخاصة به، وذلك في موازاة استمرار تحليق طائرة استطلاع من نوع «سيسنا» التي لم تفارق الأجواء منذ الساعة الثامنة صباحاً مع بدء انطلاق عملية المداهمة.

*******************************************

الجمهورية

الجمهورية”: إستعجال دولي للحكومة.. عون يتريّث بالاستشارات.. بري: لنتشارك في الانقاذ

صارت كرة تحديد موعد الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس حكومة ما بعد الانتخابات، في الملعب الرئاسي، وعلى ما يُقال في الصالونات السياسية المعنية بهذا الاستحقاق، فإنّ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قد يبادر الى إصدار بيان مواعيد النواب في الاستشارات في اي لحظة. يتزامَن ذلك مع ما تشير اليه بعض الاوساط السياسية حول انّ موعد الاستشارات الملزمة في الحجر الرئاسي، وان رئيس الجمهورية الذي التقى امس رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، يتريّث في تحديد موعد الاستشارات النيابية الملزمة لمزيد من المشاورات، وانّ هذا الموعد قد رحّل فعلاً الى ما بعد جلسة انتخاب اللجان النيابية في مجلس النواب المقررة الثلاثاء المقبل.

إذاً، العيون كلّها شاخصة في اتجاه القصر الجمهوري رصداً لصدور دخان الاستشارات الابيض من المدخنة الرئاسية، بالتوازي مع تساؤلات من غير اتجاه سياسي عن موجبات التأخير في إطلاق هذه الاستشارات. وعلى ما تؤكد مصادر سياسية ان لا موجب سياسياً او تقنياً لتأخير الموعد، ذلك أنّ ضرورات البلد توجب أن يُدقّ الحديد وهو حامٍ، لتعبيد الطريق امام تشكيل حكومة؛ استجابة اولاً لمتطلبات البلد التي يوجِب وضعه المتهالك ولادة سريعة لحكومة بمهام محددة في عمرها القصير من الآن وحتى انتخاب الرئيس الجديد للجمهورية، وفي مقدمها اقرار الموازنة العامة، وقانون الكابيتال كونترول وإتمام برنامج التعاون مع صندوق النقد الدولي. فبهذه المهام المحددة لهذه الفترة الانتقالية التي يفترض أنها قصيرة الأمد، يمكن لهذه الحكومة أن تلبّي بعضاً من كثير يتوق اليه اللبنانيون، بوضع بلدهم على سكة الخروج من الازمة الخانقة.

لا مبرّر للتأخير!

واذا كان القصر الجمهوري لم يصدر عنه ما يبرّر التأخّر في تحديد موعد استشارات التكليف، فإنّ مصادر سياسية مسؤولة أكدت لـ»الجمهورية» انّ «وضع لبنان يواصل، وعلى مرأى الجميع، الدوران على تخوم الجحيم، وكلّ دقيقة تمرّ من دون ان تستغل ويُستفاد منها، تعجّل في المسار الانحداري نحو الجحيم، أو بمعنى أدق الى الدرك الاسفل من النار على حدّ تعبير رئيس مجلس النواب نبيه بري. فالانتخابات انتهت، وثمة فرصة تلوح امام اللبنانيين ينبغي التقاطها قبل فوات الأوان، ونبكي على اطلال من صنع ايدينا.

شهران وإلّا..؟!

وبحسب ما تؤكد مصادر اقتصادية مسؤولة لـ»الجمهورية» فإن لبنان استنفد كلّ الوقت الذي اتيح امامه لاعادة ترتيب اموره، ولم يبق امامه ليعود ويتنفس سوى فترة زمنية قصيرة جداً لا تزيد عن شهرين لإعداد طبخة الانقاذ والاتفاق مع صندوق النقد الدولي، والّا فإن لبنان على باب الدخول في مرحلة جمود شديد السلبية، لبضعة اشهر اضافية تمتد الى ما بعد انتخاب رئيس الجمهورية الجديد، وهذه المرحلة في ظل وضع داخلي فالِت على كل المستويات، مُرشّحة لأن تشهد سيناريوهات غير محسوبة وغير محمولة في سلبياتها وضغوطها، لا يملك أحد تقدير مَدياتها التي قد تبلغها، حيث لا كوابح فيها للدولار وكذلك للاسعار، ولا حدود فيها للانهيارات في ما تبقى من قطاعات ومؤسسات».

وتدق المصادر الاقتصادية الجرس والانذار ممّا تسمّيه «الخطر الأكبر» التي يلوح في أفق لبنان، وتقول: لبنان في هذه الفترة، يعاني نزيفاً حاداً في الاحتياط النقدي يتراوح في اقل تقدير بين 30 الى 35 مليون دولار يومياً، وهذه الاموال بالتأكيد هي اموال المودعين، واذا ما استمرّ هذا النزيف من دون ان تبادر الجهات المسؤولة في الدولة، سواء على المستوى الرئاسي او الحكومي او النيابي الى بلورة العلاجات السريعة والفورية لوقف هذا النزيف، فلن يتأخر الوقت ليصل لبنان الى الافلاس الحقيقي، على ما وصلت اليه سيريلانكا قبل ايام، التي شحّ احتياطها من العملات الصعبة بالكامل، وباتت تتوسّل العالم لكي يمدّها بالقمح والمحروقات. فهل تريد المكونات السياسية المتنافرة مع بعضها البعض إيصال لبنان الى «الشحادة» التي قد لا يجد في هذه الحالة من يمد له يد العون»؟

تأليف الحكومة ممكن!

اللافت في المسار الحكومي، هو انّ الاوساط السياسية تعبق بالحديث عن موانع لتشكيل الحكومة، والتداول بسيناريوهات تفترض انّ تشكيل الحكومة في المدى المنظور أمر شديد الصعوبة وذلك لتعذّر التوافق السياسي حيالها، فضلاً عن ان تشكيل مثل هذه الحكومة قبل اشهر قليلة من الاستحقاق الرئاسي الذي يوجِب تشكيل حكومة جديدة بعده، لن يقدّم او يؤخر، بل انّ المخرج الأسلم هو الابقاء على حكومة تصريف الاعمال، وقيادة البلد بالحد الادنى من الاضرار.

الا انّ هذه المقولة يرفضها مرجع سياسي مسؤول، ويعتبرها وصفة خبيثة لدفع الوضع الداخلي في لبنان الى مزيد من الاهتراء. وقال لـ»الجمهورية»: انّ مثل هذه الترويجات إمّا هي نابعة عن جهل، وامّا هي نابعة عن خبث متعمّد، الا انّ نتيجتها واحدة وهي رَمي لبنان في التهلكة.

وأضاف: خلافاً لكل ما يقال، فإن تشكيل الحكومة ممكن وفي فترة قياسية إن صفت النوايا السياسية، ورفع كل الاطراف مصلحة لبنان فوق كلّ الاعتبارات. لقد آن الاوان لكي يتحلى الجميع بشيء من المسؤولية.

السفراء يستعجلون الحكومة

الى ذلك، علمت «الجمهورية» انّ الملف الحكومي يشكّل اولوية في جدول اعمال االبعثات الديبلوماسية في لبنان. وهو ما بَدا جلياً في الزيارات الاخيرة التي قام بها بعض السفراء والديبلوماسيين الاجانب لمقرّات رئاسية ووزارية.

وكشف مرجع كبير لـ»الجمهورية» انّ فترة ما بعد الانتخابات النيابية شهدت حركة ناشطة لسفراء عرب وأوروبيين وغير أوروبيين، (من ضمنهم الاميركيون والفرنسيون) وفي أجندتهم مجموعة من الاسئلة حول مرحلة ما بعد الانتخابات النيابية، ومتى ستتشكل الحكومة؟

وبناء على ما يطرحه السفراء، قال المرجع: «انّ كل العالم ينتظر منّا أن تتشكّل الحكومة في وقت عاجل من دون إبطاء، وايّ خطوات ستُقدم عليها هذه الحكومة لإنقاذ لبنان، مع التشديد على البرنامج الذي سبق للمجتمع الدولي ان اكد عليه لناحية مبادرة لبنان الى الاسراع في إجراء الاصلاحات بما يفتح باب المساعدات الدولية لهذا البلد».

العلّة عندكم

الى ذلك، نقلت مصادر في الهيئات الاقتصادية عن ديبلوماسيين اوروبيين نظرة غير مشجّعة حيال الوضع في لبنان، حيث اكد هؤلاء الديبلوماسيون على ما مفاده «انّ المجتمع الدولي ينتظركم، من غوتيريش الى الاميركيين والفرنسيين والاتحاد الاوروبي والعرب… كل العالم ينتظركم، فماذا تنتظرون… الانتخابات انتهت، وباتت امامكم كلبنانيين نافذة فرج، والدخول منها شَرطه الاساس ان تساعدوا أنفسكم. كل دول العالم تريد ان تساعد لبنان، لكن مع الأسف تأخّرتم وماطَلتم لأنّ العلّة هي عندكم».

ولفتت المصادر الى «اننا لمسنا كل استعداد لديهم في أن يساعدوا لبنان، ونحن نصدّقهم، مرات عديدة اكدوا لنا انّ عليكم في لبنان ان تساعدوا أنفسكم لنساعدكم، ما زالوا يفتحون امامنا ابواب المساعدة، ونحن في لبنان نرتكب الخطأ الفظيع ان اعتقدنا انهم سيمدّون لنا يد المساعدة اذا بَقي الداخل اللبناني على ما هو فيه من تنافر وتناحر وتناقض وسوء ادارة للدولة».

وفي سياق ديبلوماسي متصل، اعلنت السفيرة الايطالية في لبنان، خلال حفل أقامته لمناسبة العيد الوطني الايطالي «انّ هذه السنة ستكون حاسمة بالنسبة إلى لبنان وبالنسبة إلى تجديد مؤسساته الديموقراطية ضمن التقويم الدستوري». وقالت: «تشكّل الانتخابات البرلمانية التي أنجزت لتوّها خطوة مهمة في العملية نظراً للدور الرئيسي الذي يضطلع به البرلمان جنباً إلى جنب مع الحكومة للمضي قدماً في الإصلاحات التي باتَ لبنان بأمسّ الحاجة إليها، ولتوفير الخدمات الأساسية للسكان».

وأكدت انه «يمكن للبنان مواجهة التحدي بفضل خلفيته الحيوية على الصعيد الأكاديمي ودوره الريادي في مجال الأعمال، ومجتمعه التعددي والمتنوّع، ورأس المال البشري الموهوب، والعديد من الأصدقاء في المجتمع الدولي، ومن بينهم إيطاليا».

أجواء بري

وفي السياق، لفتت اجواء عين التينة الى أنّ خريطة طريق الخروج من الأزمة، رَسمها الرئيس بري في خطابه امام الهيئة العامة للمجلس الثلاثاء الماضي، والتي دعا فيها الى «أن نكون 128 نائبا من أجل لبنان».

وعلمت «الجمهورية» ان الرئيس بري يؤكد لمَن يلتقيه من السفراء العرب والاجانب والامميين «انّ ما يُمكّننا في لبنان من بلوغ الخلاص هو ان يتضامن اللبنانيون في ما بينهم، ولا خيار امام اللبنانيين سوى التضامن والتوحّد».

افتح يا سمسم!

وينقل عن الرئيس بري قوله في هذا السياق: وحدتنا وتضامننا مرادفهما «افتح يا سمسم»، وهي الجملة السحرية لفتح باب الفرج، وباب الفرج مفتاحه وحدتنا وتضامننا».

ويلفت بري، وبحسب ما ينقل عنه العالم، الى ان «العالم يريد ان يساعدنا إن ساعدنا أنفسنا، ويجب ان نعلم ان أي دولة في العالم مهما كانت عاطفتها تجاه لبنان، ومهما كانت تحب لبنان، فلن تكون كعاطفتها تجاه نفسها وكحبها لنفسها وشعبها، فإن لم نساعد انفسنا فكيف ننتظر منهم ان يساعدونا. علينا ان نقتنع ان لا احد سيساعدنا ان لم نقرر نحن ان نساعد انفسنا، والسبيل الى ذلك هو معبر إلزامي لا مجال لانقاذ بلدنا الا من خلال عبوره، وهو أن نتضامن ونتوحّد في هذه المرحلة، ونطوي صفحة الانتخابات واختلافاتها، لا أقول ان نتكامل كأحزاب وقوى سياسية مع بعضنا البعض، او نندمج ببعضنا البعض، بل ان نتوافق ونتعاوَن ونتشارك وننسق مع بعضنا البعض ونشتغل لأجل لبنان، وندخل معا الى حلبة ايجاد العلاجات لأزمته وانقاذ اللبنانيين من الكارثة التي هم فيها. هذا هو الطريق الذي علينا سلوكه، وغيره سيؤدي الى الويل والخراب والانتحار».

وقال بري: «امامنا فرصة علينا ان نستفيد منها ولا نفوّتها، فلنشكّل حكومة، تجتمع حولها كل الاطراف، وفي إمكاننا ان نجعل المجلس الينابي بكل مكوناته خلية عمل رافدة للحكومة بكل دعم يُمكّنها من الانجاز السريع، وأن نُنجز مجموعة من الامور التي تعني اللبنانيين وتخفف من وطأة الازمة عليهم .. بيدنا ان نحوّل مجلس النواب الجديد الى مطبخ لإنضاج العلاجات التي تطعم كل اللبنانيين، وتخفف من معاناتهم وتطمئنهم الى أن ارادة الانقاذ والخلاص صادقة لدى الجميع».

وكان الرئيس بري قد تلقى امس رسالة تهنئة بانتخابه رئيساً للمجلس النيابي لولاية جديدة من وزير الخارجية الكويتي أحمد ناصر المحمد الصباح، أكد فيها «أننا نتطلع للتعاون والعمل سوياً على المستويين الحكومي والبرلماني لمد جسور التعاضد والتكاتف وتعميق أوجه التواصل بكافة المستويات وعلى مختلف الاصعدة».

إنحدار أمني ومعيشي

وسط حال الترقّب الداخلي لتحديد موعد الاستشارات الملزمة، قفز الوضع الامني الى الواجهة مجدداً مع فلتان «الزعران» في اكثر من منطقة، وجديدها امس ما حصل في حي الشراونة في بعلبك من اعتداء على الجيش خلال مداهمة نفّذها لتوقيف عدد من المطلوبين، ما ادى الى استشهاد احد العسكريين واصابة خمسة جنود بجروح.

وفي الوقت الذي يلوح فيه شبح الشح في مادة الطحين وسائر الاساسيات الحياتية، انحدر الوضع المعيشي اكثر فأكثر مع التحليق الجنوني لأسعار المشتقات النفطية وارتفاع سعر صفيحة البنزين الى 624 الف ليرة، بالتوازي مع الارباك الخانق الذي رافَق تسعيرة المولدات، حيث كان لافتاً بالامس «الليونة» التي أبدَتها وزارة الطاقة والمياه حيال اصحاب الموالدات وتحكّمهم بالتسعير، ومخاطبتهم بلغة التمني بدل إلزامهم بانتهاج السبيل الذي لا يرهق المواطنين.

وقالت الوزارة في بيان امس: «إزاء اللغط الحاصل حول طريقة احتساب المصاعد والاقسام المشتركة التي تشترك بقدرات ثلاثية الأطوار Triphasé، فإنّه ينبغي على صاحب المولد احتساب الشق الثابت من التسعيرة على أساس قدرة الطور الواحد (monophasé). على سبيل المثال، إذا كان اشتراك المصعد والأقسام المشتركة بقاطع ثلاثي الأطوار 3×15 أمبير يُحتسب الشق الثابت على أساس قدرة 15 أمبيرا وليس 45 أمبيرا أي 340.000 ليرة. وطلبت وزارة الطاقة من أصحاب المولدات الخاصة ألا تتدنّى ساعات التغذية عن 16 ساعة يومياً خصوصاً بعد تحسين قيمة الشق الثابت من التسعيرة. وتمنّت على وزارة الاقتصاد والتجارة متابعة وتشديد الرقابة على هذا القطاع وذلك للمزيد من الحماية للمواطنين.

عون: نتطلّع الى الأشقاء

وسط هذه الاجواء الضاغطة أمنيا واقتصاديا ومعيشيا، اكد الرئيس عون، خلال استقباله في قصر بعبدا، وفد المجلس التنفيذي لوزراء الشؤون الاجتماعية العرب، «انّ لبنان بحاجة الى توطيد الأمان الاجتماعي بمختلف أنواع شبكاته، لا سيما في هذه الظروف الصعبة التي يجتازها، وهو يتطلّع في هذا الاتجاه الى دعم اشقائه العرب الذين لطالما كانوا الى جانبه في مختلف الازمات التي مر بها». وقال: «لبنان تعرّض لكوارث هي بالواقع أقسى من أزمات، بدأت بالحرب على سوريا التي أغلقت كل منافذنا البرية الى الدول العربية التي تشكّل لنا مدانا الحيوي، وما استتبع هذه الحرب من نزوح سوري كثيف ضاعَف من الكثافة السكانية عندنا، الامر الذي سَرّع في أفقار الشعب اللبناني، بالنظر الى ما استتبعه هذا النزوح من تكاليف على الخزينة اللبنانية واضرار نفسية واجتماعية واقتصادية وصحية، ضاعَف من حجمها تفشي وباء كورونا على مستوى العالم».

وأشار الرئيس عون الى انّ «هذه الكوارث باتت ضاغطة اقتصاديا واجتماعيا وشكّلت خللاً كبيراً على الديموغرافيا اللبنانية، الأمر الذي يُنذر بمضاعفات خطيرة على الكيان اللبناني تستدعي المعالجة السريعة. وقد زاد من حدة الانهيار الاقتصادي الذي أتى نتيجة عوامل متراكمة عدة، انفجار مرفأ بيروت».

بدوره، دعا رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، خلال استقباله الوفد الذي زار عين التينة ايضا، الى «مضاعفة الجهد العربي من أجل مؤازرة لبنان عربيا ودوليا في هذه المرحلة الصعبة». وقال: «إننا ننتظر من أشقائنا العرب أن يتفهّموا واقعنا جيداً، ويؤازرونا في هذه المرحلة بالذات، لتجنيب لبنان الأخطار ولمساعدته على تحمّل الأعباء التي فاقت قدراته وليستعيد عافيته».

*******************************************

 اللواء

إدارة الفراغ الرئاسي تجعل «معجزة الحكومة» أولوية فرنسية!

تعثّر المفاوضات مع الصندوق.. والطاقة تنعى الكهرباء مع موسم الاصطياف

 السؤال المثير للريبة: كيف يتراجع أو يجمد سعر صرف الدولار عند حدّ يتراوح بين 27800 و28300 ليرة لبنانية لكل دولار، وتلتهب بالمقابل أسعار المولدات، التي تطالب وزارة الطاقة أصحابها بزيادة التغذية إلى 16 ساعة يومياً، مع ارتفاع صاروخي لأسعار المحروقات من البنزين 23 ألفاً، والمازوت 450 ألفاً والغاز سبعة آلاف، من دون ان يرف جفن واحد لأصحاب السوبر ماركات ونقابة مستودي الغذاء، فضلا عن مصلحة حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد، ويتحرك أحد للسؤال على الأقل: لماذا لا تتراجع الأسعار، بما في ذلك أسعار الخضار والفواكه للموسمية؟ إذ من المفترض ان تتراجع مع بدء إنتاج هذه السلع!

وضمن هذه الانهيارات المالية وفي الأسعار، كشف مصدر لبناني على صلة بالاتصالات الجارية مع صندوق النقد الدولي، بأن مسؤولي الصندوق الذين يتابعون الاتصالات مع المسؤولين اللبنانيين لوضع الصيغة النهائية للاتفاق قبل التوقيع عليها، ابلغوا الجانب اللبناني، بأن المفاوضات الجارية تراوح مكانها، بعد التوقيع بالأحرف الاولى على الاتفاقية، لانهم لم يلمسوا اي جدية من الحكومة اللبنانية، لتنفيذ الالتزامات المطلوبة منها، لكي تسلك الاتفاقية طريقها نحو التوقيع النهائي، بالرغم من كل التوضيحات والتأكيدات التي قدمها الصندوق، لتسريع المفاوضات وإنجاز الاتفاق النهائي.

ونقل المصدر عن مسؤولي الصندوق استحالة التقدم نحو التوقيع النهائي للاتفاق مع لبنان، ما لم تبادر الحكومة بتنفيذ ما وعدت به، وما هو مطلوب منها، ولاسيما إجراء الاصلاحات المطلوبة، واقرار مشروع الموازنة، ومشروع الكابيتال كونترول، وهيكلة المصارف ،لافتا الى ان المفاوضات استغرقت وقتا اكثر من اللازم، الامر الذي يؤخر المباشرة بحل الازمة المالية، ويزيد من وطأة الضغوط المعيشية والاقتصادية على اللبنانيين.

وفي سياق اللقاءات، اشارت مصادر سياسية إلى ان اللقاء ألذي جرى بين الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي بالامس،تناول آلية تصريف الأعمال للحكومة المستقيلة،وكيفية مقاربة الملفات والقضايا الملحّة التي تتطلب متابعة وتهم امور الدولة وشؤون المواطنين، من دون الخوض في التفاصيل،في حين لم تعط المصادر اي تاكيدات بأن ميقاتي سلم عون ملف تلزيمات محطات الكهرباء، استنادا إلى مااعلنه مؤخرا،خلافا لما تردد بهذا الخصوص.

وكشفت المصادر عن مقربين من بعبدا،بأن الرئيس ميقاتي اعرب عن عدم رغبته باعادة تشكيل الحكومة الجديدة، لاعتبارات لم يشأ الافصاح عنها، خلافا لرغبة اطراف سياسيين مؤثرين،تدعم عودته على رأس الحكومة المرتقبة،اما من خلال اعادة تعويم الحكومة المستقيلة، او بتأليف حكومة مماثلة.

على ان الأجواء الديبلوماسية، التي ترشح من جهات داخلية وعربية ودولية تكشف ان قصر الاليزيه يعطي الأولوية لتأليف حكومة قادرة على إدارة الفراغ الرئاسي، إذا لم ينتخب خلف بالموعد الدستوري للرئيس ميشال عون الذي تنتهي ولايته في غضون 5 أشهر.

وتتحدث المعلومات عن ان باريس تدرك ان تأليف حكومة بعد الانتخابات هو أشبه بمعجزة..

ووفقا لمصادر في الثنائي الشيعي، فإنه غير متمسك بالرئيس ميقاتي وحكومته، مع تجديد الرفض لتكليف سفير لبنان السابق في الأمم المتحدة نواف سلام، الذي لم يبد، بدوره حماسة لتبؤ هذا المنصب.

ووفقا للمصادر ذاتها فانه من غير الممكن حسم هذا الامر قبل بدء المشاورات والاتصالات الرسمية بخصوص الحكومة والتي ينتظر ان تبدأ بعد انتهاء جلسة انتخاب اللجان النيابية الثلاثاء المقبل، هذا في الشق الداخلي ، اما خارجيا فان حسم مسالة بقاء حكومة تصريف الاعمال لادارة الفراغ الرئاسي او تاليف حكومة جديدة للهدف ذاته يرتبط بنقطتين:

اولا: اذا نجحت مساعي باريس مع واشنطن والسعودية لعقد مؤتمر «لبناني-لبناني» لحل الازمة السياسية والاقتصادية قبل انتهاء ولاية رئيس الجمهورية ميشال عون او في نهاية السنة الحالية كاقصى حد، فانه لا داعي حينها للدخول في ازمة تاليف حكومة جديدة.

ثانيا: ان فشل الفرنسيين في مسعاهم التوفيقي بخصوص لبنان، يعني حكما ذهاب كل القوى باتجاه تشكيل حكومة وحدة وطنية لادارة الفراغ الرئاسي وتنظيم الانهيار الاقتصادي بانتظار تبدل المجريات الاقليمية والدولية.

وإذا كان الطاقم السياسي الحاكم، الذي يخطط لاحتواء «مشاغبة نواب» ما يسمى بالتغيير أو حراك 17 ت1 (2019)، في إطار البحث عن إزالة آثار بعض ملامح التحوّل أو الانقلاب في التمثيل النيابي، يستعد لمنازلة جديدة الثلاثاء المقبل، في وقت تتجه فيه الأنظار إلى الطعون النيابية، ومحاولة إعادة تكوين توازنات جديدة في المجلس، بدءا من الطعن بنيابة نائب الكتائب الياس حنكش الذي استمعت إليه النائب العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضية غادة عون إلى طعون التيار الوطني الحر في الشمال الثالثة، ودائرة صيدا – جزّين والشوف – عاليه، بالإضافة إلى طعن في المتن من قبل المرشح جاد غضن، والنائب الخاسر فيصل كرامي على 38 صوتا، في طرابلس، مع العلم ان المجلس الدستوري لم يتسلم أي طعن من المرشحين الخاسرين، مع سريان المهلة الشهر التي تنتهي في 17 حزيران الجاري.

وكشف مصدر سياسي بارز ان رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل مهتم بتكبير كتلة التيار لتكون اكبر كتلة مسيحية ونيابية في المجلس النيابي الجديد، بعدما تقلص عددها بالانتخابات، جراء خسارة العديد من مقاعدها، وانفضاض بعض المنضوين بالتحالف معها، ونقل عن باسيل كلاما قاله الاسبوع الماضي امام بعض مؤيديه: نحن في صدد تقديم طعون في اكثر من دائرة انتخابية ولدينا ما يثبت إبطال انتخاب أكثر من ثلاثة نواب في المتن وكسروان وعكار، ونأمل من خلال انجاز هذه الطعون، بضم هؤلاء النواب، مع الطعون التي سيقدمها بعض الحلفاء الى تكبير عدد تكتلنا، ليكون أكبر كتلة مسيحية ونيابية، ومن خلالها نستطيع فرض وجودنا ومطالبنا، ان كان بتأليف الحكومات اوبانتخابات الرئاسة المقبلة، بحيث لا يستطيع احد تجاوز تكتلنا ودورنا بالعملية السياسية.

واشار المصدر الى ان باسيل لم يخف معارضته لاعادة تسمية الرئيس نجيب ميقاتي لتشكيل حكومة جديدة، شبيهة بالحكومة الحالية قائلا، حكومة ميقاتي لم تنجح بتحقيق ما وعدت به باستثناء تنظيم الانتخابات النيابية، وهذا ما يثبت فشل تجربة حكومات الأخصائيين، ويدعم مطالبتنا بتشكيل حكومة سياسية، تستطيع اتخاذ القرارات المهمة، ونستطيع من خلالها اقرار التعيينات في المراكز والمواقع القيادية بالدولة، وهذا مطلب لن نحيد عنه لانه من حقنا .ونحن سنرشح شخصية حليفة لرئاسة الحكومة الجديدة،في المشاورات التي سيجريها فخامة الرئيس قريبا، ولن نعلن عن اسمه حاليا.

وقال إن نقطة الخلاف الان، بيننا وبين حزب الله ونبيه بري، هو حول الشخصية التي ستتولى تشكيل الحكومة، وشكل الحكومة الجديدة ومهماتها ،وهناك اتصالات تجري لتذليل الخلافات والتوصل الى تفاهم بخصوصها قبل اجراء المشاورات.

وسط ذلك، تتحضر الكتل النيابية لجلسة المجلس الثلاثاء المقبل لخوض استحقاق انتخاب اللجان النيابية، حيث من المتوقع ان تشهد اللجان تغييرات في العديد منها بعد دخول اكثر من 50 نائباً جديداً منهم نواب قوى التغيير والمستقلين، الطامحين الى عضوية إن لم يكن رئاسة بعض اللجان. على ان تكون المرحلة المقبلة مرحلة تحديد موعد الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس للحكومة ما زال الرئيس نجيب ميقاتي يتصدر لائحة المرشحين لها. بينما عدد من القوى السياسية يرفض تسميته وقوى وكتل اخرى لم تقرر خيارها بعد بإنتظار الدعوة الى الاستشارات فيما يسود التباين بين النواب التغييريين والمستقلين، ولكن يبقى لهم وعددهم 30 نائباً الثقل في تحديد عدد الاصوات التي سينالها الرئيس المكلف.

وعلمت «اللواء» ان الامانة العامة لمجلس النواب سترسل الى رئاسة الجمهورية يوم الاثنين اللائحة النهائية لتركيبة الكتل النيابية والمستقلين بعد تلقيها كل التغييرات والتعديلات التي طرأت.

وقال اكثرمن مصدر نيابي لـ«اللواء» ان موضوع تسمية رئيس للحكومة لم يحسم لدى عدد لا بأس به من النواب، وستتضح الامور الاسبوع المقبل في ضؤ الاتصالات الجارية على اكثر من مستوى وبين اكثرمن كتلة وفريق سياسي.

ولم يحسم عدد من النواب المستقلين موقفه بعد بين ان يبقى منفردا او ينضم إلى تكتل سياسي او مناطقي، كما هو حال بعض نواب طرابلس، على ان يحسموا امرهم بعد جلسة انتخاب اللجان النيابية الثلاثاء. فيما تأكد ان النائب إيهاب مطر لن يكون ضمن كتلة نواب الجماعة الاسلامية بل مستقلاً منفرداً.

وعلمت «اللواء» أن مجموعة نواب «قوى التغيير» ستعقد مؤتمراً صحافيا يوم الاثنين المقبل في المجلس النيابي قبيل جلسة إنتخاب اللجان النيابية يوم الثلاثاء المقبل ، للإعلان عن عدد من القضايا، منها اسم التكتل الذي سيعملون تحته ويشاركون به في الاستشارات النيابية الملزمة التي سيجريها رئيس الجمهورية ميشال عون لتكليف رئيس للحكومة، اضافة الى مواقف الكتلة من التطورات والاستحقاقات المجلسية، والاعلان عن بعض اقتراحات القوانين المعجلة المكررة المهمة التي سيتقدم بها التكتل لإقرارها في المجلس. ورفضت المصادر الكشف عن طبيعة الاقتراحات التي ستتقدم بها المجموعة، لأنها لم تنجز بصورة نهائية.

وقالت المصادر ان التوجه هو نحو إجراء الانتخاب في هذه اللجان وليس التوافق حولها، وسيتم ترشيح نواب من قبل التغييريين لرئاسة اللجان وليس فقط لعضويتها.

كما عرض عون مع نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، الأوضاع العامة في البلاد، ومرحلة ما بعد الانتخابات النيابية والاستحقاقات الدستورية المقبلة. كما تطرق البحث الى عدد من المواضيع التي تحتاج الى متابعة.

وفي سياق حركته نحو القوى السياسية، زار بوصعب رئيس تيار «المرده» سليمان فرنجيه في دارته في بنشعي، والتقاه في حضور النائب طوني فرنجيه والوزير السابق يوسف سعادة. وجرى بحث في مجمل الاوضاع والتطورات بالاضافة الى الاستحقاقات المقبلة والسبل الآيلة للخروج من الازمة الراهنة.

وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لصحيفة اللواء أن أي موعد واضح للأستشارات النيابية الملزمة لم يتضح وما من شيء ملموس بعد مع العلم أن الدعوة من قصر بعبدا قد تصدر في أي لحظة لاسيما عند استكمال بعض التفاصيل.

وقالت المصادر إن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون سيستمع إلى آراء النواب وتوجهاتهم متى التقى بهم.

ولفتت إلى أن الاتصالات والمشاورات انطلقت من أجل خيارات المرشحين لرئاسة الحكومة، ودعت إلى عدم إطلاق تكهنات عن مصير الاستشارات أو حتى عن توجه الرئيس عون الى استئخارها مشيرة إلى أن التركيز حاليا ينصب على انتخابات اللجان ويصبح بعده المشهد مكتملا.

اما بالنسبة إلى لقاء رئيس الجمهورية مع الرئيس ميقاتي فقد خرج عن إطار تبادل تقييم التطورات مع العلم انهما لم يلتقيا منذ الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء وكان بحث في جلسة انتخاب رئيس المجلس وجلسة انتخاب اللجان الأسبوع المقبل والوضع الحكومي وتصريف الأعمال.

وكان عون اطلع من وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب على نتائج الإجتماعات التي عقدها في الولايات المتحدة الاميركية، والتي تناولت الوضع في لبنان والمنطقة في ضوء التطورات المستجدة. واوضح بوحبيب أن «البنك الدولي مستعد بالبدء باستجرار الكهرباء من الأردن، وهناك عقبات بموضوع مصر، لأنهم يريدون اعفاءات ونحن على الطريق لذلك» .

اضاف: انه في ظل عدم وجود أي خريطة طريق أوروبية لنهاية النزوح السوري في لبنان، لن نقبل في أن نتعاون مع الأوروبيين في إبقاء النازحين عندنا. وعلى المنظمات الدولية التي تدفع للنازحين السوريين التوقف عن الدفع لهم في لبنان، بل في بلدهم بعد عودتهم إليه وكلنا على اتفاق تام في لبنان حول وجوب عدم استمرار النزوح.

توتر في بعلبك وشهيد للجيش

وفي تطور امني، اعلن الجيش عن استشهاد عسكري واصابة 5 آخرين أثناء عملية دهم نفذتها قوة من الجيش في حي الشراونة والتل الابيض في بعلبك، لمنزل المطلوب علي.ز الملقب بـ«ابو سلة» نظرا لبيعه المخدرات لزبائنه عبر سلة ينزلها من شرفة منزله في منطقة الفنار بالمتن. حيث تعرضت الدورية الى اطلاق نار كثيف من قبل مسلحين في المنزل، وأسفرت العملية عن توقيف عدد من المطلوبين. واستقدم الجيش المزيد من التعزيزات العسكرية الى المنطقة واستعان بمروحية وطائرة استطلاع لتحديد مواقع المطلوبين الفارين، فيما عملت القوّة على محاصرتهم.

وتضاربت المعلومات حول مصير ابو سلة بين قائل انه استطاع الفرار او انه اصيب بجروح او قتل. وهو سبق وتعرض لأكثر من عشر عمليات دهم وهرب منها جميعها.

وشهد أوتوستراد السيد هادي نصرالله في الضاحية الجنوبية انتشاراً كثيفاً لآليات الجيش اللبناني، بحسب ما أظهر مقطع فيديو انتشر على وسائل التواصل، وذلك بالتزامن مع العملية التي يقوم بها الجيش في حي الشراونة – بعلبك لملاحقة مطلوبين في حدث توتر في الطريق الجديدة أدى إلى سقوط قتيل.

نار المحروقات

اما معيشيا، فارتفع سعر البنزين بنوعيه 95 و98 أوكتان 23000 ليرة لبنانية، كما ارتفع المازوت 45000 ليرة، والغاز 7000 ليرة واصبحت الاسعار على الشكل الآتي: بنزين 95 أوكتان: 624000 ليرة. بنزين 98 أوكتان: 635000 ليرة. المازوت: 619000 ليرة. والغاز: 365000 ليرة.

مالياً، كشف حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ان المركزي فتح تحقيقًا لتحديد ما إذا كانت هناك جهات داخلية مستفيدة من مسألة تخلف لبنان عن سداد ديونه، وما إذا كان بعض الأفراد جمعوا ثروة من خلال هذه العملية التي تم إبلاغهم بها مسبقًا، وكان سلامة عارضها بشدة نسبة لتداعياتها البالغة على الدولة. ذلك «ان التخلف عن سداد الديون قطع لبنان عن مصادر تمويله» ، بحسب سلامة في كلامه لموقع «Ici Beyrouth»: «لا أعرف ما إذا كانت محاولة تحويل الخسائر إلى مصرف لبنان هي عن جهل او عن قصد»، يقول سلامة الذي يشرح بالتفصيل نتائج التدقيق في حسابات مصرف لبنان بين عامي 2010 و 2021 ويفنّد من خلالها كيف استنزفت الدولة خلال هذه الفترة 62 مليار دولار فريش من مصرف لبنان.

ويضيف «يحاولون تحويل الخسائر إلى المصرف المركزي ، لكن هناك أيضًا تحوير الانتباه لتأليب المودعين ضد مصرف لبنان الذي كان يطبق القوانين»، ويرد على من يتهمونه بتمويل الدولة بالقول: «لم نكن وحدنا من مولها. فقد استمرت منظمات عربية ودولية في ذلك. إذا كان علينا التوقف ، فسيتعين على الجميع ذلك.» ويتابع: «بين العامين 2017 و 2022 ، قام مصرف لبنان بسداد دولارات فريش للمصارف. لقد سددنا 24 مليار دولار إضافية كتكاليف. فلا يقولنّ أحد أن مصرف لبنان هو الذي بدد أموال المودعين».

ويرى سلامة ان لبنان يحتاج قبل كل شيء الى «الاستقرار السياسي الضروري لإنعاش الاقتصاد، لأن هذا الانتعاش سيعيد الأموال إلى المصارف وبالتالي إلى المودعين».

وفيما يتعلق بأموال المودعين، يشير إلى أنها تعتمد على الخطة التي ستتبناها الحكومة. ويقول: «الخطة الحالية تتضمن خطوطا عريضة، لكن لا تفاصيل. تاريخيًا، لم تكن هناك برامج تعافي في العالم تعاقب المودعين في بلد ما». ويعرب عن أمله في أن تأخذ السلطات اللبنانية هذه النقطة في الاعتبار خلال مفاوضاتها مع صندوق النقد الدولي. « لبنان له مصلحة بأن يكون لديه برنامج مع صندوق النقد الدولي. ولذلك ، فإن المودعين يقعون، إلى حد ما، تحت رحمة المفاوضات بين الحكومة وصندوق النقد الدولي».

وكشف ان احتياطي المركزي يبلغ 11،8 مليار دولار، بسبب ان ضمن الاحتياط مبالغ باليورو.

وفي إطار متصل، بلغ حم التداول على «منصة صيرفة» أمس 90 مليون دولار أميركي بمعدل 24400 ليرة لبنانية، وفقا لأسعار صرف العمليات التي نفذت من قبل المصارف ومؤسسات الصرافة لاستمرار بتسجيل كافة عمليات البيع والشراء على منصة صيرفة.

وفي التحركات، عقد أهالي شهداء وضحايا وجرحى ومتضرري انفجار مرفأ بيروت، مؤتمرا صحافيا مساء أمس، في باحة كنيسة سيدة النجاة – المدور- شارع الرهبان، عرضوا خلاله للمرة الأولى تقرير سيرفع إلى الجهات المعنية محليا ودوليا، وتضمن شرحا مفصلا وشهادات حية لما تعرضوا له منذ لحظة الانفجار من إهمال وعرقلة لمسار كشف الحقيقة.

وذلك، بحضور النواب غسان حاصباني، نديم الجميل، نعمة الله افرام، ملحم خلف، ابراهيم منيمنة، ميشال الدويهي، ميشال معوض، الياس حنكش، شوقي الدكاش، ياسين ياسين، زياد حواط، نزيه متى، نقولا صحناوي، رازي الحاج، جهاد بقرادوني، حليمة القعقور ومارك ضو، وفاعليات سياسية واجتماعية.

ووضع أهالي الشهداء اسمي النائبين غازي زعيتر وعلي حسن خليل على كرسيين، شطبا بعبارة «ملغاة».

نون

وطالب وليم نون، وهو شقيق الشهيد جو نون، «النواب وكل الشخصيات بمقاطعة النائبين غازي زعيتر وعلي حسن خليل لأن دما برقبتهما»، وقال: «كل شخص يقف في وجه التحقيق يكون ضدنا، وكل من يقف مع التحقيق هو معنا. نحن أهالي ضحايا وشهداء نريد العدالة، وهذه القضية قضيتكم».

130 إصابة جديدة

صحياً، اعلنت وزارة الصحة أمس عن تسجيل 130 إصابة جديدة بفارويس كورونا، وحالة وفاة، في الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع العدد التراكمي إلى 1099631 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.

*******************************************

 الديار

حزب الله يتصرّف بموضوعية… ووفد أميركي قريباً في بيروت

 منافسة شديدة على اللجان… والقوات لن تشارك في حكومة يشترك فيها حزب الله – نور نعمة

 علمت الديار أن وفداً أميركياً دبلوماسياً وأمنياً سيحضر قريباً الى بيروت لإعطاء أجوبة على المواضيع التي أثارها مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم خلال زيارته الى واشنطن منذ أسبوع. والأجوبة تتعلق بالمفقودين الأميركيين في سوريا وخصوصاً المطالب السورية من الولايات التحدة بشأن العلاقات الدبلوماسية بين دمشق وواشنطن وانسحاب الجيش الأميركي من محافظة الرقة القريبة من الحقول النفطية في شمال سوريا. كذلك قد يتضمن الوفد الأميركي الوسيط هوكشتاين الذي يعالج ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان والعدو الإسرائيلي والخلافات الحاصلة حول الخطين 23 و 29 واتفاق الاطار، اضافة الى خط هوف الذي اقترحته الولايات المتحدة ان يكون الحل لترسيم الحدود البحرية بين لبنان والعدو الإسرائيلي.

وعلى الصعيد الداخلي اللبناني، يحقق حزب الله فوزا سياسيا تلو الاخر نتيجة سياسته الموضوعية، والذي تجسد بنجاحه في انتخاب رئيس المجلس النيابي وهيئة مكتب المجلس، يستعد للخوض في مسار تكليف رئيس للحكومة تكون توجهاته لا تتعارض مع توجهات الحزب ولا يشكل استفزازا للمقاومة وبذلك يتمكن من ابقاء مبادرة تأليف الحكومة في يده الى ان تتبلور الصورة للمرحلة القادمة. وهنا سيكون لبنان امام خيارين: اولا ،تسيير امور حكومة تصريف الاعمال التي تشبه مواصفات الحكومة التي يريدها حزب الله مع حلفائه اضافة الى انها استطاعت ان تنجز عملها في وقت قصير. الى جانب ذلك ان تشكيل حكومة جديدة يستغرق كما جرت العادة اشهرا لتأليفها في حين يدخل لبنان بعد اقل من 3 اشهر اي في 31 آب المهلة الدستورية لانتخاب رئيس للجمهورية، على هذا الاساس يتحضر حزب الله لخوض المعركة الرئاسية ليعيد انتاج سلطة موالية له.

ثانيا، تشكيل حكومة جديدة اذا لمس حزب الله صعوبة في انتخاب رئيس للجمهورية وستكون هذه الحكومة سياسية تتضمن تمثيلا واضحا لمكونات 8 اذار اذا جاز التعبير. كما يستفيد حزب الله من الاولوية التي وضعها المجتمع الدولي وهو الاستقرار غير مكترث بنوع الحكومة وبالتالي لا يبالي الغرب اذا كانت حكومة وحدة وطنية او تكنوقراط بل ما يهمه ان لا يغرق لبنان في الفراغ المؤسساتي الذي يؤدي الى زعزعة الوضع وانعدام الاستقرار الداخلي الى حد كبير.

وبالتالي، يكون حزب الله تمكن من ادارة الحكم وترجمة حنكته السياسية برلمانيا وحكوميا ومؤسساتيا في حين لم يتمكن الفريق الذي ربح الاكثرية النيابية من ترجمة هذا الفوز على ارض الواقع لتشرذم توجهاته ورؤيته في الحكم.

وفي ملف ترسيم الحدود البحرية، قالت مصادر ديبلوماسية للديار ان حزب الله يتعامل ببراغماتية في هذا الموضوع حيث يريد ان يكون لشخصيات لبنانية على غرار المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم علاقات مع الولايات المتحدة دون ان يعني ذلك تراجعا عن الخطوط الحمراء العريضة التي تمس بسيادة لبنان. وتابعت ان اللواء ابراهيم هو موضع ثقة عند حزب الله وايضا عند الاميركيين والمجتمع العربي والدولي وعليه يعول حزب الله على دور ابراهيم في مسائل مهمة واستراتيجية. وتحديدا في ملف ترسيم الحدود البحرية هناك محاولة لاعادة تفعيل المفاوضات الى جانب ان العهد ايضا يريد ان ينتزع خطوة الى الامام في هذا المجال بهدف ان يخرج بانتصار له علاقة باستخراج النفط.

الاستشارات النيابية: هل سيتوحد التغييريون في تسمية الرئيس المكلف؟

في غضون ذلك، وصلت لائحة باسماء الكتل النيابية والنواب المستقلين الى رئيس الجمهورية ويتم درسها في القصر الجمهوري لتحديد موعد لاحقا للاستشارات النيابية والتي يبدو ان الرئيس عون سيدعو اليها بعد تشكيل اللجان النيابية اي بعد الثلثاء المقبل.

وعلم ان 9 من نواب التغيير سيتوجهون ككتلة واحدة الى القصر الجمهوري في حين اختار الباقي من التغيريين عدم الانضمام الى الكتلة وبالتالي ستحدد لهم مواعيد مستقلة.

وفي التفاصيل، تحتدم المنافسة هذه المرة في تشكيل اللجان النيابية خاصة ان القوات اللبنانية والتغيريين رفضوا ان تجري التشكيلات كما كانت تجري سابقا من هنا قد تصل الامور الى التصويت وتحديدا في لجنة المال والموازنة ولجنة الادارة والعدل ولجنة البيئة والخارجية. وفي الماضي القريب كان تشكيل اللجان يتم التوافق عليها بين القوى السياسية بحيث توزع بشكل متوازن. ولكن اليوم لم تجر العادة كما كان يريد الرئيس نبيه بري والاحزاب التقليدية.

وعن الشخصية التي قد تكلف لرئاسة مجلس الوزراء عند حصول الاستشارات النيابية، تشير اوساط سياسية ان الترشيحات من 8 اذار تذهب باتجاه تسمية الرئيس نجيب ميقاتي مجددا على انه الافضل حاليا فهو ترأس حكومة تمكنت من تحقيق بعض الانجازات وهي حكومة انتقالية لم يكن لديها الكثير من الوقت. اما رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل يريد جواد عدرا او امين سلام وزير الاقتصاد الحالي ليكون رئيسا للوزراء في حين ان القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي يريدون نواف سلام ومعهم نواب تغييريون يؤيدون هذا الطرح.

الثنائي الشيعي: جس النبض خلف الكواليس لمعرفة الرئيس المكلف

من جهتها، تكشف اوساط «الثنائي الشيعي» لـ «الديار» الى ان «الحكي الجدي» سيكون بعد تحديد فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون للاستشارات ومعلوماتنا انها ستكون بعد اسبوع . وتلفت الى ان الاتصالات تجري خلف الكواليس لجس النبض النيابي والاسم المفضل لتأمين اكثرية مطلقة له وتكليفه.

وتؤكد الاوساط ان ما جرى في مجلس النواب الثلاثاء الماضي يشير بوضوح الى ان التوازنات السياسية والنيابية لم تتغير بل طرأ زيادة 13 نائباً من «التغييريين» وهذا لا يعدل في الموازين السياسية او يدفع الى مقاربة مغايرة للاستحقاق الحكومي.

وتشير الاوساط الى ان عون والثنائي يفضلون ان يكون هناك توافق او وضوح صورة الاسم المرشح لرئاسة الحكومة قبل الذهاب الى الاستشارات بلا صورة واضحة وحتى لا ندخل في دوامة التعطيل وتضييع الوقت

امران طرآ هذه المرة على المشهد السياسي

وعليه برز امران في المشهد السياسي الداخلي للمرة الاولى هما التنافس على تشكيل اللجان النيابية ومن هم رؤساء اللجان واعضاؤها وعدم معرفة رئيس الحكومة الذي سيكلف. ورأت هذه الاوساط ان هذا الامر سيصب لمصلحة 8 اذار كما حصل في انتخاب بري ونائبه لان الثنائي الشيعي وعدد من النواب المستقلين وتحديدا نواب الشمال سيصوتون ككتلة واحدة فيما كتل القوات والاشتراكي والتغيريين لم يتوافقوا على كيفية توزيع اللجان او اختيار اسم موحد لرئاسة الحكومة رغم ميلهم الى نواف سلام.

الاوضاع الاجتماعية تتفاقم سلبا

بموازاة ذلك، يعيش اللبناني بين تقلب سعر الصرف يوميا وبين غلاء الاسعار في السوق دون رقيب او حسيب بعد ان اظهرت وزارة الاقتصاد عجزا كبيرا في تدارك الفوضى وكبحها من الارتفاع الجنوني حتى تحول المواطن الى ضحية في ايدي المحتكرين والمنتفعين والمضاربين. وبالفعل، اضحى لبنان مزرعة وترهلت فيه معظم المؤسسات فالبكاد سيجد اللبنانيون رغيف خبز بعد 20 يوما والكهرباء تاتي ساعتين في النهار اما الادوية والطبابة والاستشفاء فحدث ولا حرج. والحال ان ابسط مقومات الحياة من ماء وخبز ودواء لم تعد متوفرة بالشكل السليم حيث يعيش المواطن اللبناني في قلق مستمر من الغد بسبب احتمال شح هذه السلع.

نصار والصور وحزب الله

وبعد تمني وزير السياحة وليد نصار على حزب الله وقوى اخرى ازالة صور وشعارات حزبية عن طريق المطار وتخصيصها للوحات الاعلانية للترويج السياحي. يؤكد مصدر مطلع على جو حزب الله ان الامر مرتبط بالبلديات وبشركات الاعلانات والمعلنين وبالتالي المسؤول عن ازالة الصور الشركات بالتنسيق مع البلديات واصحابها.

القوات اللبنانية: نسمي الرئيس المكلف الذي يحظى بتأييد واسع من المعارضة

من جهتها، قالت مصادر القوات اللبنانية انه من المبكر تسمية شخصية لرئاسة الحكومة حاليا مشيرة ان القوات تشدد على المواصفات بمعنى ان معيار انتقاء الرئيس المكلف يرتكز على برنامج ورؤية وعليه يتم اتخاذ القرار بتسمية احدهم او بالورقة البيضاء اذا لم تتوفر المواصفات المطلوبة. وتابعت ان المواصفات تعني ايضا شكل الحكومة ودورها على المستوى السيادي والاقتصادي والعلاقات مع الدول العربية ووظيفتها في اقفال المعابر غير الشرعية. ولفتت المصاد القواتية الى ان القوات لن تشارك في حكومة يشارك فيها حزب الله، وعندها لن تسمي احدا لرئاسة الحكومة ولكن في الوقت ذاته اذا حظي الرئيس المكلف لمجلس الوزراء باوسع تأييد ممكن من مكونات المعارضة عندها القوات ستؤيد ايضا هذا الرئيس.

وانطلاقا من ذلك، اعتبرت المصادر القواتية ان الناس ستكون امام خيارين لا ثالث لهما : الحكومات التي لم تتمكن من اخراج لبنان من ازمته بسبب طبيعتها وبين حكومات تتبع نهجا جديدا تنقذ لبنان من هذا الانهيار غير المسبوق.

*******************************************

 الشرق

رياض سلامة: لا يوجد في العالم بلد يعتمد برامج «تعافي » تعاقب المودعين !

في مقابلة حصرية لموقع «Ici Beyrouth»، أكد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أن المصرف فتح تحقيقًا لتحديد ما إذا كانت هناك جهات  داخلية مستفيدة من مسألة تخلف لبنان عن سداد ديونه، وما إذا كان بعض الأفراد جمعوا ثروة من خلال هذه العملية التي تم إبلاغهم بها مسبقًا، وكان سلامة عارضها بشدة نسبة لتداعياتها البالغة على الدولة. ذلك «ان التخلف عن سداد الديون قطع لبنان عن مصادر تمويله» ، بحسب سلامة.

ويفكك الحاكم حملة الشيطنة التي شُنت ضده بهدف مزدوج: تحميل السياسات التي اتبعها المسؤولية الكاملة عن الانهيار الذي تعيشه البلاد، وتأليب المودعين الذين تستعد الدولة لمعاقبتهم ضده.

«لا أعرف ما إذا كانت محاولة تحويل الخسائر إلى مصرف لبنان هي عن جهل او عن قصد»، يقول سلامة الذي يشرح بالتفصيل نتائج التدقيق في حسابات مصرف لبنان بين عامي 2010 و 2021  ويفنّد من خلالها كيف استنزفت الدولة خلال هذه الفترة 62 مليار دولار فريش من مصرف لبنان.

سلامة الذي عارض بشدة العديد من النفقات التي تكبدتها السلطة التنفيذية، بما في ذلك سلسلة الرتب والرواتب التي لحظت في العام 2018  زيادة رواتب  موظفي القطاع العام ، يصر على ان الخسائر هي حصراً نتيجة النفقات التي فرضتها الحكومة على أساس اصدار قوانين. وهذه ليست خسائر مصرف لبنان، بل خسائر لمصرف لبنان». ويعطي في السياق مثالاً على المبالغ المقترضة من المصرف المركزي بفائدة 1%، أيضا على أساس تشريعات حتى لا تضطر السلطات إلى دفع فائدة على الدين الذي يحمله مصرف لبنان على الدولة.

ويضيف «يحاولون تحويل الخسائر إلى المصرف المركزي، لكن هناك أيضًا تحوير الانتباه لتأليب المودعين ضد مصرف لبنان الذي كان يطبق القوانين»، ويرد على من يتهمونه بتمويل الدولة بالقول: «لم نكن وحدنا من مولها. فقد استمرت منظمات عربية ودولية في ذلك. إذا كان علينا التوقف ، فسيتعين على الجميع ذلك.» ويتابع: «بين العامين 2017 و 2022، قام مصرف لبنان بسداد دولارات فريش للمصارف. لقد سددنا 24 مليار دولار إضافية كتكاليف. فلا يقولنّ أحد أن مصرف لبنان هو الذي بدد أموال المودعين».

ويرى سلامة ان لبنان يحتاج قبل كل شيء الى «الاستقرار السياسي الضروري لإنعاش الاقتصاد، لأن هذا الانتعاش سيعيد الأموال إلى المصارف وبالتالي إلى المودعين».

وفي ما يتعلق بأموال المودعين ، يشير إلى أنها تعتمد على الخطة التي ستتبناها الحكومة. ويقول: «الخطة الحالية تتضمن خطوطا عريضة، لكن لا  تفاصيل. تاريخيًا ، لم تكن هناك برامج تعافي في العالم تعاقب المودعين في بلد ما «. ويعرب عن أمله في أن تأخذ السلطات اللبنانية هذه النقطة في الاعتبار خلال مفاوضاتها مع صندوق النقد الدولي. « لبنان له مصلحة بأن يكون لديه برنامج مع صندوق النقد الدولي. ولذلك ، فإن المودعين يقعون، إلى حد ما، تحت رحمة المفاوضات بين الحكومة وصندوق النقد الدولي»، يقول سلامة ، الذي يجدد معارضته لبيع الذهب ويشرح الآلية التي اعتمدها مصرف لبنان لتثبيت سعر الصرف.

ويؤكد في هذا الصدد أن احتياطي البنك المركزي يبلغ 11.8 مليار دولار: «ما زال احتياطنا البالغ 12 ملياراً عند هذا المستوى ، 11.8 ملياراً تحديدا. ويعود سبب التدهور البالغ 200 مليون دولار إلى أن ضمن احتياطنا مبالغ باليورو وقيمة اليورو إزاء الدولار انخفضت».

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى