افتتاحيات الصحف الصادرة صباح اليوم
الاخبار
نصر الله: التصويت لحماية المقاومة وثروات لبنان
قبل حزب الله التحدي السياسي الذي أراده خصومه بجعل سلاح المقاومة بنداً أول في جدول أعمال الناخبين. وقدّم أمينه العام السيد حسن نصرالله، أمس، مطالعة عادت إلى الذاكرة الطرية لتاريخ الصراع مع العدو الإسرائيلي، وشرّحت أهمية سلاح المقاومة في مواجهة الأزمة الاقتصادية والمعيشية، إلى جانب حماية لبنان من أي اعتداء إسرائيلي.
نصرالله الذي يتحدث اليوم في احتفال لناخبي محافظتي بيروت وجبل لبنان والجمعة لناخبي البقاع، حوّل، كما في كل مرة، تهديد خصوم المقاومة لقواعدها إلى فرصة لإعادة الاعتبار إلى قضية المقاومة كبند أساسي على جدول أعمال اللبنانيين، من زاوية الحاجة إليها في مجالات كثيرة. وهو، وإن بدا يائساً من مواقف أطراف لبنانية كثيرة تريد القضاء على المقاومة، أكّد التمسك بالحوار الوطني حول الاستراتيجية الدفاعية. لكنه كان واضحاً بأن جدول الأعمال الانتخابي الذي يشغل الجميع هذه الأيام ليس من شأنه التأثير على برامج عمل المقاومة، معلناً عن بدء أكبر استنفار في صفوف المقاومة الإسلامية منذ مساء أمس لمواكبة مناورة «مركبات النار» الإسرائيلية، وهي الأكبر من نوعها وتحاكي حرباً شاملة تتضمّن الجبهة الشمالية ولبنان.
وكان لافتاً أن نصرالله حصر حديثه عن البند الخاص بسلاح المقاومة، على أن يتطرق في خطابيه اليوم والجمعة للحديث عن الوضع الداخلي لناحية الإصلاحات والتحديات السياسية والاقتصادية والمعيشية. ودعا أنصار المقاومة، بوضوح، إلى التصرف على أساس أن خصوم المقاومة في لبنان وأعداءها في الداخل يريدون تحويل المواجهة الانتخابية إلى حرب تموز جديدة، لكن بطابع سياسي. إذ إن الشعار الوحيد الذي يجمع كل خصوم المقاومة يختصر المشكلة بسلاح المقاومة من دون أي من الملفات الأخرى. غير أنه لم يقف عند حدود المناسبة الانتخابية، بل أدخل بنداً جديداً على جدول أعمال أي حكومة جديدة يتعلق بملف ترسيم الحدود البحرية مع العدو وسعي لبنان إلى استخراج النفط والغاز من البحر. فأعلن أن لا ثقة بالوسيط الأميركي، وكان أكثر وضوحاً حول غياب الإرادة السياسية الداخلية لإطلاق عملية التنقيب بما يساعد لبنان على حل مشاكله المالية. وتوجّه إلى العدو بتهديد واضح: المقاومة الإسلامية ستمنع العدو من التنقيب في البحر إذا منع لبنان من التنقيب أيضاً، مع تحذير مبطن للشركات العالمية التي تنوي العمل مع حكومة العدو في ملف التنقيب.
في غضون ذلك، واصلت كل الأطراف السياسية متابعة عملية التدقيق في نتائج التصويت خارج لبنان، ورفع منسوب الحشد لانتخابات الأحد، وسط استمرار الضغوط السعودية على الرئيس سعد الحريري لإجباره على التراجع عن قرار مقاطعة الانتخابات. فيما يؤكد المقربون منه أنه ثابت على موقفه الذي أعلن فيه عزوفه عن المشاركة، ما يترجم مزيداً من الفوضى في صفوف الجبهة التي تراهن على كسب الناخب السني لتحصيل مقاعد نيابية لحلفاء السعودية الأساسيين، ولا سيما القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي.
لفت الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله إلى «أننا منذ عدة أشهر نسمع خطاباً وتحريضاً جعل من سلاح المقاومة عنوان المعركة الانتخابية الحالية، رغم أن مراكز دراسات أجرت استطلاعات للرأي وكان همّ الأغلبية هو الوضع المعيشي وليس سلاح المقاومة كمشكلة ملحّة يجب على المجلس النيابي الجديد أن يعالجها». وأشار، في كلمة متلفزة في مهرجان انتخابي أقامه الحزب في صور والنبطية، إلى أن «بعض من يدعو إلى نزع سلاح المقاومة يجهل أو يتجاهل ما عاشه الجنوب وما عاناه أهله منذ قيام الكيان الغاصب المؤقت في فلسطين عام 1948… ومن يقول هذا إما جهَلة أو متجاهلون ولا ينظرون إلى إسرائيل على أنها عدوّ وأنها صاحبة أطماع في مياه لبنان وأرضه وثروته، ويتجاهلون إنجازات هذه المقاومة وانتصاراتها التي حررت كامل الأراضي اللبنانية المحتلة».
وأشار إلى أن «أبناء الجنوب ذهبوا إلى خيار المقاومة بعدما أجبروا عليه نتيجة تخلّي الدول العربية والدولة اللبنانية عنهم»، و«المقاومة في لبنان دقّت المسمار الأخير في مشروع إسرائيل الكبرى وأعادت إلى لبنان وإلى شعوب المنطقة الثقة بالنفس والإحساس بالعزة والكرامة والحرية والسيادة، وهي التي تحمي لبنان الآن كجزء أساسي من المعادلة الذهبية، وتصنع توازن الردع مع العدو الإسرائيلي». وقال: «الجنوب لم يكن منذ 1948 في أولويّات الدولة، وهذا ضمن سياسة الإهمال للدولة. والإمام موسى الصدر لجأ إلى خيار المقاومة بعد تخلّي الدولة اللبنانية عن الجنوب». وسأل: «من يحمي جنوب لبنان ولبنان إذا تخلّت المقاومة عن سلاحها ومسؤوليتها؟ هل الجيش اللبناني قادر على تحمّل المسؤولية في الجنوب ومواجهة إسرائيل وحماية لبنان؟ مَن في لبنان قادر على اتخاذ قرار سياسي بقصف المستوطنات في حال اعتدت إسرائيل؟». وأضاف: «المقاومة هي التي تحمي القرى الجنوبية، ومنذ 16 آب 2006، كل القرى الجنوبية تنعم بالأمان والعزة والسيادة والعنفوان بفضل المقاومة. ونحن منذ 2006 دائماً ما نقدم استراتيجيات دفاعية ولا نسمع منهم سوى سلّموا السلاح. قدمنا استراتيجية دفاعية على طاولة الحوار عام 2006 ولم نتلقّ أي جواب منهم حتى الآن».
وشدّد على أن «من يطالب بنزع سلاح المقاومة، من حيث يعلم أو لا يعلم، يريد أن يصبح لبنان مكشوفاً أمام العدو الإسرائيلي، وأن يتخلى لبنان عن أهم ورقة قوة له في موضوع استخراج النفط والغاز من مياهه». وأضاف: «لدينا ثروة هائلة بمئات مليارات الدولارات من الغاز والنفط ونستطيع بها سداد ديوننا وأن نؤسس لنهضة في بلدنا. نحن بلد منكوب ومنهوب وجائع وفقير مهمل ونحتاج إلى مئات المليارات من الدولارات. ويريدون أن يتخلى لبنان عن أهم قوة في استخراج نفطه وغازه». وأشار إلى أن «لبنان اليوم أشدّ عوزاً لاستخراج ثرواته من مياهه التي تقدر بمئات المليارات.. فلماذا لا تستخرج؟ لدينا فرصة ذهبية لاستخراج ثرواتنا في مياهنا، وخاصة في ظل الحرب الأوكرانية والحاجة إلى الغاز». وأكد أن «لديكم مقاومة تستطيع أن تقول للعدو، إذا منعتم لبنان من التنقيب عن الطاقة فستمنعكم، وأيّ شركة في العالم لن تجرؤ على أن تأتي إلى المنطقة المتنازع عليها في كاريش إذا أصدر حزب الله تهديداً واضحا وجدياً»، مشيراً إلى أن «الأميركيين يأتون للتفاوض حول الحدود لأنهم يعرفون أن في لبنان مقاومة ستدفّع العدو ثمناً إذا منع لبنان من الاستفادة من حقوقه وثرواته، والوسيط الأميركي في المفاوضات غير نزيه ومتواطئ وداعم لإسرائيل».
ولفت الى أن «ما شهدناه خلال الحملات الانتخابية من تحريض على المقاومة يصح القول فيه: حرب تموز سياسية، وأنتم الذين انتصرتم في حرب تموز، وبقيت المقاومة، اليوم نتطلّع إليكم ونقول لكم: يجب أن تنتصروا في حرب تموز السياسية». وشدّد على أنه «إذا كان من أمل لحل الأزمة في لبنان فهو بسبب المقاومة التي ستحمي استخراج النفط والغاز»، مؤكداً أن «المقاومة هي الإرث الحضاري وتجسيد وخلاصة 47 عاماً من الألم والقتال والشهداء من الإمام الصدر إلى بقية كبارنا». ودعا «من يريد المحافظة على لبنان وحمايته واستخراج الغاز، الى التصويت للمقاومة وحلفائها. أهداف حرب تموز كانت التخلص من المقاومة ونزع سلاحها.
الأميركي وسيط غير نزيه وأيّ شركة لن تجرؤ على التنقيب في المنطقة المتنازع عليها
وما يطرحه هؤلاء هو حرب تموز سياسية. اليوم نتطلّع إليكم في كل الدوائر الانتخابية لنقول لكم يجب أن تنتصروا في حرب تموز السياسية بإرادتكم وأصواتكم وبصدقكم وبوفائكم، ويجب أن نمارس المقاومة السياسية لتبقى لنا المقاومة المسلحة. هذه ليست مقاومة عابرة، وشعبها لن يتخلّى عنها لأنهم هم أصحاب المقاومة. لا يتوقّع أحد أن يتخلّى شعب المقاومة عنها».
وعن المناورات الإسرائيلية، أعلن أنه «ابتداءً من الساعة السابعة أطلب من تشكيلات المقاومة الإسلامية في لبنان أن تستنفر سلاحها وقياداتها ومجاهديها ضمن نسب معينة ترتفع مع الوقت وتكون في أتمّ الجهوزية، ولتقول للعدو: أيّ خطأ باتجاه لبنان لن نتردّد في مواجهته، ولسنا خائفين لا من مناوراتك ولا من وجودك، ونحن من نؤمن بأنك أوهن من بيت العنكبوت».
البخاري عند إبراهيم: مشكلتنا مع حزب الله في اليمن لا في لبنان
زار السفير السعودي في لبنان، وليد البخاري، أول من أمس، المدير العام للأمن العام، اللواء عباس إبراهيم، في منزله وبحث معه في الأوضاع العامة والعلاقة بين البلدين. وكان البخاري قد استضاف كلّ قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية في دارته خلال شهر رمضان المنصرم، لكن لم يتسنّ له لقاء إبراهيم لأسباب خاصة بالمدير العام للأمن العام. وعلمت «الأخبار» أن السفير السعودي طلب زيارة إبراهيم في منزله، معرباً له عن تقدير الرياض للعلاقة مع الأمن العام، وبحث معه الوضع في البلاد عشيّة الانتخابات النيابية، وتطرق الى الموقف من حزب الله. وبدا أن البخاري أراد إرسال رسالة عبر إبراهيم. إذ كان حريصاً على إبلاغه بأنّ السعودية تعرف موقع حزب الله في لبنان وحجمه وتمثيله الشعبي، ولا مشكلة لها معه في لبنان. لكن الأمر يرتبط بأن حزب الله أخذ طرفاً في الحرب مع اليمن، ويقدم الدعم للحوثيين الذين «يهدّدون أمن السعودية».
النهار
إرجاء زيارة البابا واشتعال أسبوع المبارزات
مع توغل العد العكسي لليوم الانتخابي الكبير في لبنان الاحد المقبل واحتدام المناخ والاستعدادات الأخيرة للموعد الفاصل، لم يكن مفاجئا ان يشرع الأمين العام لـ”#حزب الله” السيد حسن نصرالله، بكون حزبه قاطرة التحالف السياسي والانتخابي لمحور “الممانعة ” الذي يضم السلطة والعهد واطراف 8 آذار، في تدشين الأسبوع الحاسم بحملة هجومية عنيفة على سائر الافرقاء السياديين والتغييريين المنادين باحادية سلاح الدولة وقرارها ومواجهة سيطرة الدويلة المسلحة بترسانة إيرانية على الدولة اللبنانية . ومع ذلك فان بداية الصخب التصعيدي الانتخابي على غرار ما بدأه الأمين العام للحزب غداة انتخابات المغتربين لم يشكل الحدث الداخلي بل ان الحدث الجدي برز مع تأكيد ارجاء زيارة #البابا فرنسيس للبنان التي كانت مقررة في 12 و13 حزيران المقبل والتي كان الإعلان عنها جرى أولا من لبنان واستبق إعلانها رسميا من الفاتيكان. وكان ان جرى اعلان ارجائها امس أيضا من لبنان وليس من الكرسي الرسولي.
وقد تولى اعلان ارجاء الزيارة رئيس اللجنة الوطنية العليا للإعداد لزيارة البابا فرنسيس للبنان وزير السياحة وليد نصّار في بيان، أوضح فيه أنّ لبنان تلقى رسالة من دوائر الفاتيكان تبلّغ فيها رسمياً قرار إرجاء زيارة الحبر الاعظم المقرّرة إلى لبنان، على أن يتم الإعلان عن الموعد الجديد للزيارة فور تحديده.
وأشار نصّار إلى أنّه قد تمّ إرجاء الزيارات الخارجية والمواعيد المقرّرة في برنامج قداسة البابا فرنسيس لأسباب صحّية، متمنياً لقداسته الشفاء العاجل.
وبدا من المستبعد ان يحدد موعد قريب للزيارة بعدما تبين ان البابا يعاني من الام في الركبة تحول دون تمكنه من الحركة والتجول خصوصا بعدما ظهر للمرة الأولى الأربعاء الماضي في مناسبة عامة على كرسي متحركة.
ما بعد الاغتراب
وبالعودة الى “الداخل الانتخابي” بدا مجمل المشهد امس تحت وطأة وقائع الاقتراع الاغترابي الذي يبدو من المعطيات المؤكدة حول توقعات نتائجه، غير الرسمية طبعا، انه اثار الكثير من التوجس لدى اطراف السلطة الامر الذي بات يخشى معه اكثرعلى الاجراءات التي ستتخذ لمنع تزوير بعض النتائج او التلاعب بها اذا بلغت حدود التأثير الخطير على نتائج الانتخابات في الداخل .
وأقفلت صباح امس اخر الصناديق في الساحل الغربي للولايات المتحدة الاميركية وكندا، واقفلت معها محطة الاستحقاق في دول الاغتراب اللبناني، لتفتح الباب على المنازلة الكبرى في الداخل الاحد المقبل، التي وعد وزير الداخلية بسام مولوي بتقنية جديدة للفرز تعتمد تقنيات الكترونية ستُستَخدم خلالها للمرة الأولى. وستشهد الأيام الفاصلة عن الاحد “منازلات” ومواقف إعلامية وخطابية بالغة السخونة وسط وتيرة كثيفة في الاطلالات بدأت امس مع اطلالة السيد نصرالله على مهرجان أقامه الحزب في صور والنبطية ويتبعها باطلالتين أخريين في الضاحية الجنوبية والبقاع، كما ان رئيس مجلس النواب نبيه بري سيوجه في السادسة مساء اليوم رسالة الى اللبنانيين يتطرق فيها الى مختلف العناوين والمستجدات، لا سيما الإستحقاق الإنتخابي، بعدما توجه اليوم “بالتحية والتقدير للناخبين اللبنانيين المقيمين في الخارج على قيامهم بواجبهم الوطني والدستوري وإنجازهم المرحلة الأولى من استحقاق الإنتخابات النيابية”.
نصرالله والردود
وبدا واضحا ان همّ نصرالله في خطابه امس تركز على “تبرئة” سلاح الحزب من تبعات الانهيار والأزمات التي يتخبط فيها اللبنانيون زاعماً ان “استطلاعات للرأي لم ترد فيها مسألة سلاح المقاومة كإهتمام أو كمشكلة ملحة ومستعجلة يجب على المجلس النيابي الجديد أن يعالجها”.ثم انبرى بعصبية الى شن هجوم على خصومه لافتا الى انه “منذ أشهر وإلى اليوم نسمع خطاباً تحريضاً وكلاماً ليس بمستوى قائليه جعلوا من موضوع سلاح المقاومة عنوان المعركة الانتخابية الحالية وان البعض ممن يدعون إلى نزع سلاح المقاومة دعا قبل أيام في خطاب انفعالي إلى التصويت للتخلص من حزب الله ومن حلفاء حزب الله.. وأقول للبعض: فشروا نزع سلاح المقاومة”. كما زعم “ان أحد الحاضرين في جلسات الإستراتيجية الدفاعية عام 2006 قال إن إسرائيل لم تعتدِ على لبنان منذ 1948 إلى 1968 ولم تشكل تهديداً للبنان، ومن يأتي ليقول إن اسرائيل هاجمت الجنوب كرد فعل على العمليات الفلسطينية هذا كذب وافتراء وان من يقول هذا إما جهلة أو متجاهلون وهذا يكشف أنهم لا ينظرون إلى اسرائيل على أنها عدو وأنها صاحبة أطماع في مياه وأرض وثروة لبنان”. وفي منطقه التبريري لبقاء السلاح قال” منذ عام 1957 وحتى العام 2022 وما زالت الدولة اللبنانية تدرس الخطة الدفاعية وان علماءنا وقادتنا منذ 1948 كان خيارهم الجيش وأن تأتي الدولة ومؤسساتها لتدافع عن الجنوب وأن يقاتلوا معها وتحت رايتها وللأسف الدولة كانت تدير ظهرها للجنوب وأهله ، حتى انهم يتجاهلون انجازات وانتصارات هذه المقاومة التي حررت كامل الأراضي اللبنانية المحتلة ونحن نعترف بفضل كل صاحب فضل. والمقاومة هي التي تحمي لبنان الآن كجزء أساسي من المعادلة الذهبية ومن يصنع توازن الردع مع العدو الإسرائيلي هي المقاومة”. وفي تجاهل فاضح للجيش ودوره وانتشاره وشرعيته وقدراته سأل نصرالله “من يحمي جنوب لبنان ولبنان إذا تخلت المقاومة عن سلاحها ومسؤوليتها؟” وقاتل انه “من 2006 إلى اليوم لم يقدموا ملاحظات على الاستراتيجية الدفاعية التي قدمتها وحتى اليوم جاهزون لمناقشة الاستراتيجية الدفاعية ولدينا الحجة والمنطق ومن يهرب من النقاش هو الضعيف”.
وفي المقابل اتهم رئيس حزب “القوات اللبنانية ” سمير جعجع “حزب الله” بالكذب على اتباعه وقال في مهرجان للائحة “القوات” في بعبدا “ان حزب الله يغش جماعته بالذات ويقول إن ما وصل إليه بسبب أميركا وإن كل من لا يصوّت للوائح الثنائي الشيعي فإنه يصوّت لأميركا وهذا كله كذب”. واعتبر “ان حزب الله هو مع كل التحالفات مع الفاسدين ولو على حساب الشعب اللبناني ويتهم الأميركيين والأميركيون هم من عطّلوا انتخابات رئاسة الجمهورية وهذا الكلام خطأ، فكل التعطيل في البرلمان والحكومة والرئاسة هم سببها”.ورد على نصرالله قائلا “صادر حزب الله مفهوم المقاومة وكأن هو من قاوم وهذا خطأ، سيد حسن نحن أكثر من يعرف المقاومة ونحن من بدأ بها في تاريخ لبنان الحديث وما نختلف عليه هو أن لبنان كله مقاوم وشعبه كله مقاوم في الوقت الذي تعتبر فيه هو نفسك وحدك مقاوماً”.
وبدوره رد رئيس حزب الكتائب سامي الجميّل على قول نصرالله “فشروا ينزعوا سلاح حزب الله”، عبر كلمة القاها في لقاء انتخابي في ساحة البوشرية فقال : “فشر انّك تخلينا نستسلم وتسيطر على البلد وتخلص منّا وأن تسيطر على مستقبل أولادنا، فنحن نريد العيش كما نريد نحن لا كما تُريد أنت.” وشدد على “ان الجيش وحده يدافع عنا وعندما ينادينا سنكون بصفوفه لندافع عن لبنان تحت قيادة دولتنا التي نحب”.
وعقد الامين العام لوزارة الخارجية والمغتربين هاني شميطلي والمدير العام للمغتربين هادي هاشم مؤتمرا صحافيا مشتركا شرحا خلاله مسار العملية الانتخابية للبنانيين في الخارج . وأوضح هاشم، أن “هدفنا كان في الوزارة الوصول إلى نسبة اقتراع أكثر من 70% ونأمل من المغتربين المشاركة بكثافة أكثر في المرة المقبلة”، مشيراً إلى ان “هذه العملية الانتخابية هي الأكبر في تاريخ لبنان الحديث إذ بدأنا في 6 أيار من إيران وانتهينا اليوم في الولايات المتحدة”.وأكد أن “الأرقام الأولية تشير إلى نسبة اقتراع بلغت حوالي 60% في العالم أجمع وهي نسبة جيدة إذ اقترع ما بين الـ128 و130 ألف ناخب” لافتاً إلى “ان الخروقات والشوائب التي شهدتها العمليّة الانتخابيّة في الاغتراب عولِجت فوراً، ونحن بانتظار ورود المحاضر وهي ستُحال إلى القضاة وهم يُقرّرون احتساب الأصوات من عدمه. وشدد على أنّ “الكلمة الفصل تبقى للقضاء، أمّا نحن فنُعالج الخروقات على الأرض فقط” .بدوره، اعتبر شميطلي، أن “انتخابات المغتربين هي إنجاز ونهديه لوزارة الخارجية اللبنانية كما لمؤسسات الدولة”.
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
البابا يرجئ زيارة لبنان… وميقاتي يجمّد “هدم الأهراءات”
خطاب نصرالله الانتخابي: صوّتوا لسلاحنا وحلفائنا!
مع توالي رحلات الإياب بالوصول من دول الانتشار ناقلةً صناديق اقتراع المغتربين، ومع انطلاق العد العكسي لفتح صناديق المقيمين الأحد المقبل في لبنان، انتقلت راية المسؤولية الانتخابية عملياً من وزارة الخارجية إلى وزارة الداخلية التي تحولت على بُعد 5 أيام من الاستحقاق أشبه بخلية نحل، تتربّع على رأس أولياتها ومهامها الأساسية في ضمان حسن سير اليوم الانتخابي وتحصينه في مواجهة المخاطر والخروقات الأمنية، مهمة ضمان تأمين التيار الكهربائي والانترنت في مراكز الاقتراع للحؤول دون حصول أي انقطاع أو خلل لوجستي يهدد سلامة العملية الانتخابية ويعكر صفو إدارة هذه العملية بدءاً من الأقلام، ووصولاً إلى فرز الأصوات، الذي أكد وزير الداخلية بسام مولوي أنه سيعتمد على “تقنيات جديدة” تُستخدم للمرة الأولى في لبنان، بما يشمل “الفرز الإلكتروني للأصوات من قبل لجان القيد الابتدائية والعليا في كل قضاء”.
وبالانتظار، تزاحمت الخطابات الانتخابية خلال الساعات الأخيرة لحضّ الناخبين على الإقبال بكثافة على صناديق الاقتراع للاختيار بين مشروعين، الأول تخوض من خلاله أحزاب المعارضة وقوى التغيير معركة تحرير الدولة ومؤسساتها من سطوة سلاح “حزب الله” والنفوذ الإيراني في البلد، والثاني يخوض من خلاله “حزب الله” معركة تكريس هذه السطوة بالتكافل والتكامل مع “التيار الوطني الحر” الذي شنّ رئيسه جبران باسيل أمس حملة شرسة من بعبدا في مواجهة أخصام “حزب الله” المسيحيين بلغ معها حد مهاجمة كل من يقول بوجود “احتلال إيراني” في لبنان، ليتقاطع بذلك مع مضامين الخطاب الانتخابي الذي ألقاه الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله والذي خصصه لتمجيد “السلاح” والتشديد أمام ناخبيه على ضرورة التصويت للوائح “حزب الله” وحلفائه باعتبارهم يصوّتون بذلك لحماية سلاح “حزب الله” وبقاء “المقاومة المسلّحة” والتصدي لما وصفها “حرب تموز سياسية” تستهدف نزع هذا السلاح.
وتحت هذا الشعار، توجه نصرالله إلى المترددين بالإدلاء بأصواتهم “ممن يقولون سلاح المقاومة على رأسنا لكن لا نريد التصويت بسبب الأزمة المعيشية”، بعبارات تستثير مشاعر “العزة والكرامة” لديهم فتوجه إلى ناخبيه بالقول: “أنتم الذين انتصرتم على حرب تموز العسكرية فبقيت المقاومة وبقي السلاح… اليوم في حرب تموز السياسية يجب أن تخرجوا من بيوتكم صباح 15 ايار لتمارسوا المقاومة السياسية لتبقى لنا المقاومة العسكرية المسلّحة وهذا هو المطلوب في الخامس عشر من أيار”. كما خاطب اللبنانيين عموماً بوصفهم يعيشون في كنف “حماية سلاح حزب الله”، وسأل: “من الذي يَحمي لبنان الآن؟ بصراحة وبصدق المقاومة، فإذا تخلت المقاومة عن سلاحها من سيحمي لبنان؟”، وأضاف في مقابل تشديده على أنّ الجيش اللبناني عاجز عن حماية البلد قائلاً: “من يريد أن يحافظ على لبنان ويحميه ويستخرج ثروته النفطية والغازية فليصوّت للمقاومة وحلفائها”.
تزامناً، وبعد أيام من الترقب لتأثيرات الوعكة الصحية التي ألمت بالبابا فرنسيس على برنامج زيارته إلى لبنان، أعلن رئيس اللجنة الوطنية العليا للاعداد للزيارة وزير السياحة وليد نصار أمس أنّ “لبنان تلقى رسالة من دوائر الفاتيكان تبلغ فيها رسمياً قرار إرجاء زيارة الحبر الاعظم، على أن يتم الإعلان عن الموعد الجديد للزيارة فور تحديده”، لافتاً إلى أنّ هذا القرار يندرج ضمن إطار قرار الفاتيكان “إرجاء الزيارات الخارجية والمواعيد المقررة في برنامج قداسة البابا فرنسيس لأسباب صحية”.
أما في مستجدات قضية انفجار مرفأ بيروت، فبرز أمس اللقاء الذي جمع وفد أهالي ضحايا الانفجار مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي للتباحث معه في مسألة هدم الأهراءات وعرقلة وزير المالية يوسف الخليل لإنجاز التشكيلات القضائية الجزئية في سبيل الاستمرار في عملية تطويق المحقق العدلي القاضي طارق البيطار والإبقاء على “كف يده” عن متابعة ملف التحقيقات في جريمة 4 آب.
وإثر انتهاء الاجتماع في السراي الحكومي، خرج الأهالي بوعد من ميقاتي بأن يعمل على تجميد قرار “هدم الأهراءات” مؤكدين أنهم “أخذوا منه كلمة بأنّ الهدم لن يحدث طالما هو موجود في رئاسة الحكومة”. وفي ملف التشكيلات القضائية أعلن أهالي الضحايا أنّ رئيس الحكومة وعدهم بأن يبادر إلى “التوقيع بسرعة على التشكيلات القضائية الجديدة فور وصولها الى السراي”، وأن يدفع باتجاه طرحها على مجلس الوزراء الخميس المقبل.
ورداً على سؤال، أكدت سيلين روكز باسم الأهالي أنهم لا ينوون زيارة رئيس الجمهورية ميشال عون ولم يطلبوا موعداً للقائه “لأننا نعتبر أنّ أي رفض يلقاه شخص منا يطالنا جميعاً”، وذلك في إشارة إلى رفض عون استقبال بعض الممثلين عن أهالي ضحايا انفجار المرفأ.
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
«الصوت الانتقامي»… لبنانيون يقررون معاقبة «الطبقة الحاكمة» في صناديق الاقتراع
خبير انتخابي: 37 % يعتزمون التصويت لقوى جديدة
يعتزم اللبناني جو (موظف ثلاثيني)، المتحدر من منطقة جزين الواقعة في شرق صيدا، انتخاب لائحة من لوائح التغيير، مؤكداً في حديث لـ«الشرق الأوسط» أنه يريد «الانتقام من الطبقة الحاكمة التي أوصلت لبنان إلى الانهيار الكلي، ونهبت أموال المودعين وجني أعمارهم».
ولم يكن اتجاه جو، الذي خسر والده «كل قرش أبيض ادخره ليومه الأسود في المصارف»، على حد تعبيره، هو نفسه في انتخابات العام 2018 يوم انتخب لصالح «التيار الوطني الحر». ويضيف: «التيار الذي بيده العهد ويمتلك أغلبية مسيحية في المجلس النيابي، وقف متفرجا على الناس الذين ضاع مالهم ورزقهم. في هذا العهد وصلنا إلى أسفل، فلا بد من العقاب».
ويعتزم العديد من الناخبين معاقبة الطبقة الحاكمة ككل والانتخاب ضدهم علماً بالشعار الذي رفع إبان «ثورة تشرين الأول»، وهو «كلن يعني كلن»، في حين يحمل البعض كل المسؤولية إلى العهد المتمثل برئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون و«التيار الوطني الحر» الذي يرأسه النائب جبران باسيل وخلفهما «حزب الله»، ويتوعدونهم بحصد ثمار «ما جنته أيديهم» في صناديق الاقتراع من خلال التصويت للقوى التغييرية.
ويعبر السواد الأعظم من اللبنانيين التغييريين عن اتجاههم إلى ما يوصف بـ«الصوت الانتقامي». يعرب هؤلاء عن رفضهم التام للطبقة السياسية الحالية لأسباب عدة، تبدأ بفقدانهم ودائعهم وجني أعمارهم في المصارف، ولا تنتهي عند معاناتهم اليومية من انقطاع التيار الكهربائي وارتفاع أسعار الدواء المحروقات والمواد الغذائية وانهيار سعر صرف العملة الوطنية، إلى ما هنالك من أزمات أصبحت لا تُحصى ولا تُعد. أضف إلى ذلك، يجد البعض في هذه الانتخابات فرصة ذهبية لتقويض «حزب الله» وسياساته «التي عزلت لبنان عن محيطه العربي».
في المقابل، يشعر العديد من الناخبين اللبنانيين بالخذلان من تشتت القوى التغييرية وعدم تمكنها من إنتاج لوائح موحدة. وتقول دينا، التي تقترع في بيروت، إنها تقع في حيرة من أمرها بين الانتخاب للقوى التغييرية أو الإدلاء بورقة بيضاء في دائرة بيروت الثانية في الانتخابات المقبلة. دينا، الأربعينية التي شاركت في ساحات الاحتجاج في «17 تشرين 2019» خالعة عباءة الأحزاب، تؤمن بشعار «كلن يعني كلن». وتقول لـ«الشرق الأوسط» إنها شعرت بخيبة الأمل من تشتت الثورة وعجزها عن الخروج بلوائح موحدة في وجه المنظومة الحاكمة.
في المقابل، ورغم عدم اقتناعه بالكثير من المرشحين على اللوائح التغييرية، يؤكد الطرابلسي العشريني أيهم أنه سينتخب القوى التغييرية «لا محالة». ويقول الشاب العاطل عن العمل لـ«الشرق الأوسط»: «في بيتنا انقسام عمودي، الأهل يريدون الانتخاب مع القوى السياسية الحاكمة، أما أنا وإخوتي الثلاثة وأولاد عمي فسننتخب القوى التغييرية».
ويضيف «أدرك أن التصويت للتغييريين لن ينقلنا بلمح البصر من الحضيض إلى القمة، لكنه سيدق مسمارا في نعش المنظومة الحاكمة… التصويت لأحزاب السلطة نتيجتها معروفة واختبرناها على مدى 20 سنة، والمقاطعة قبول ضمني بالحكام، أما التصويت للتغييريين فبارقة أمل لنا، وحساب عسير للمنظومة».
ويؤكد الخبير الانتخابي عباس بوزيد في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «الصوت المعارض بكل ما للكلمة من معنى والانتقامي سيقترع للوائح التغييرية»، مشيرا في الوقت نفسه إلى وجود عدد لا بأس به من الناس الذي منيوا بخيبة أمل من أداء المجموعات المعارضة على مستوى لبنان ككل من خلال بروز عدم وجود انسجام في العديد من اللوائح ما قد يدفع البعض إلى المقاطعة أو التصويت بورقة بيضاء.
ويوضح بوزيد أن «القوى السياسية المعارضة في مرحلة النضوج لكن لم يحن موعد قطافها ويبرز ذلك من خلال أداء القوى التغييرية لناحية تعدد اللوائح واستبعاد شخصيات على حساب أخرى». ويسأل: هل ستتم معاقبة «التيار العوني» والثنائي الشيعي من خلال الانتخابات؟ معتبرا أن الإجابة الواضحة عن هذا السؤال ستظهر بعد عملية الاقتراع في 16 مايو (أيار).
من جهته، يؤكد الخبير الانتخابي كمال فغالي أن هناك العديد من الناخبين الذين سيدلون بـ«صوت انتقامي أو ثأري أو عقابي» من خلال انتخاب القوى التغييرية.
ومن خلال دراسات أجراها، يشير فغالي إلى أن «التيار الوطني الحر سيتراجع 7 نقاط بالحد الأدنى في هذه الانتخابات من قواعده، وبعد أن كان التيار يحظى بنسبة 26 في المائة من المجلس النيابي سيتراجع إلى أقل من 20 في المائة».
أما بالنسبة لـ«حزب الله»، فيؤكد أن «حجم حالة الغضب لدى الطائفة الشيعية كبير ويصل إلى نسبة 35 في المائة من جمهور الطائفة الذي أصبح ضد المنظومة»، ويلفت إلى أن هذا الرفض كان ليترجم بشكل أفضل «لو تمكنت الثورة من إنتاج لائحة موحدة المعارضة».
وبحسب دراسات أجراها فغالي، فإن الأشخاص الذين يؤكدون أنهم ضد السلطة ككل يعبرون عن دعمهم للقوى التغييرية بوضوح، ويضيف: «نسبة من أعلنوا عن اعتزامهم التصويت لقوى جديدة لمعاقبة السلطة الحاكمة بلغت 37 في المائة، مع ذلك فإن نسبة الغاضبين من الطبقة الحاكمة أكثر بكثير، لذلك ستأخذ لوائح التغيير نسبة من التصويت».
ويوضح أن «نسبة هؤلاء كانت تتخطى الـ45 في المائة قبل الإعلان عن لوائح القوى التغييرية ولكن بعدما وجد الناخبون أن تلك اللوائح لم تلاق تطلعاتهم انخفضت النسبة 20 في المائة».
ويقول: «مع الأسف ظهرت القوى التغييرية مشتتة ولم تثبت جديتها ما أحدث خيبة أمل لدى الناخبين قد تترجم من خلال امتناع البعض عن التصويت أو لجوئهم إلى ورقة بيضاء كتعبير بالموقف السياسي أو قد يتجه البعض نحو مرشحين من الطبقة السياسية التي قدمت خدمات للمواطنين لكنها لا تنتمي إلى السلطة الحاكمة كـ«التيار الوطني الحر» أو «حزب الله».
افتتاحية صحيفة الجمهورية
الأكثرية النيابية التي ستفرزها صناديق الاقتراع ستكون مؤثرة في رسم وجهة الاستحقاق الرئاسي
.. ودخل لبنان في اسبوع الحسم الانتخابي، الذي ستتبلور في نهايته الصورة النيابية الجديدة، التي ستشكّل بدورها قاعدة الارتكاز للسلطة التي ستدير شؤون الدولة للسنوات الاربع المقبلة.
ومع نهاية الرحلة الانتخابية يوم الاحد المقبل في الخامس عشر من ايار الجاري، سيُفتح البلد تلقائياً، اعتباراً يوم الاثنين في السادس عشر من ايار، على رحلة، ربما تكون اصعب من مرحلة التحضير للاستحقاق النيابي، في ظلّ المشهد النيابي والسياسي الجديد الذي ستفرزه انتخابات 15 ايار.
على ما هو واضح، لا بل ما هو مؤكّد، فإنّ القطار الانتخابي يسير على سكّة إتمام هذا الاستحقاق في موعده، وبعدما أُنجزت المرحلتان الاغترابيتان، يمكن القول إنّ المغتربين قد ارتاحوا من ضغط الاستحقاق الانتخابي، فيما المسؤولية باتت ملقاة على المقيمين، الذين تؤشر وقائع التحضيرات وهدير الماكينات الانتخابية إلى انّهم مُستنفَرون في كل الدوائر المحلية الـ15، في ظل الشحن المكثف الذي يُمارس، خصوصاً من قِبل القوى الحزبيّة.
صورة الميدان الانتخابي تشي بأنّ كل الاطراف المتنافسة، وعلى وجه الخصوص ما تسمّى بـ»احزاب الحواصل»، قد انزلت الى ارض معركة «التصفية النهائية» بعد 5 ايام، كلّ ما تمتلكه من عدّة وعتاد وعديد ووسائل واساليب «لتقريشها» في صناديق الاقتراع، بالظفر بأكبر قدر من الحواصل، وبالتالي المقاعد في مجلس النواب. وليس خافياً صرير الأسنان السياسية والانتخابية، الذي يعكس حجم القلق الذي يعتري القوى الحزبية، والذي يُعبَّر عنه بمخاطبة المزاج الشعبي، بالخطابات المشتعلة في مختلف الدوائر والتوعّد بتصفية الحسابات وكسر الأكثريات وخلع حصون التمثيل في هذه الدائرة او تلك.
الحملات .. شبه منتهية
هذا الصرير، مع ما يرافقه من حملات محمومة ومحاولات حثيثة للتأثير على أمزجة الناخبين لجذبهم الى صناديق الاقتراع، لم يعد له متّسع زمني، حيث انّ صلاحيته باتت تُعدّ بالساعات، وخصوصاً انّه يصطدم بفترتي صمت إلزاميتين؛ تسبق الاولى اقتراع الموظّفين الذين سيديرون العملية الانتخابية المحدّد يوم الخميس 12 الجاري، حيث يسري الصمت اعتباراً من منتصف ليل اليوم الثلاثاء ولغاية إقفال صناديق اقتراع هؤلاء الموظفين. وتسبق الثانية الانتخابات العامة في لبنان، والمقرّرة الاحد في 15 الجاري، على ان يبدأ سريانها اعتباراً من منتصف ليل الجمعة 13 الجاري ولغاية إقفال صناديق الاقتراع يوم الانتخاب.
من هنا يمكن افتراض انّ الحملات والدعايات والشعارات الانتخابية قد أدّت غرضها واصبحت شبه منتهيّة، وبالتالي لم يبقَ امام الاطراف المتنافسة سوى مراقبة سلوك الناخبين ومدى استجابتهم وتأثّرهم بالحملات والدعايات، وترقّب ما ستبوح به صناديق الإقتراع من أسرار، تحدّد أحجام كلّ طرف في المجلس النيابي الجديد.
ماذا بعد؟
ولكن، بصرف النظر عمّا ستسفر عنه «التصفية الانتخابيّة النهائية» الأحد المقبل، وعن موقع الأكثرية او الأقلية سواء أكان في الموقع المتوقع سلفاً لفريق 8 آذار وحلفائه، او في موقع خصوم هذا الفريق، فإنّ سؤالاً يفرض نفسه في موازاة ذلك: ايُّ صورة سياسيّة ستحكم الواقع اللبناني بعد اعلان نتائج الانتخابات.. وهل سينعطف المشهد نحو الهدوء السياسي ام انّه سيدخل في دوامة الاشتباك حول مختلف عناوين الانقسام السياسي والحزبي؟
في هذا المجال، يبدي مرجع سياسي ارتياحه البالغ «لانتهاء انتخابات المغتربين، من دون أي عوائق او معطلات او إشكالات كالتي جرى الترويج لها قبلها»، كما عبّر عن مفاجأته بالنسبة العالية لمشاركة المغتربين في هذا الاستحقاق، مشيراً الى انّه كان حتى ما قبل انطلاق انتخابات المغتربين، يخشى من خيبة امل نتيجة ما تمّ ترويجه من قراءات وشائعات بأن تكون هذه الانتخابات دون المستوى المطلوب في هذا الاستحقاق. الّا انّ الوقائع كذّبت هؤلاء بالنسبة العالية من المقترعين». على انّ اللافت للانتباه في كلام المرجع قوله: «انّ انتخابات المغتربين يجب ان تُقرأ جيداً وبتمعنٍ اكبر، وخصوصاً من قِبل كلّ القلقين من هذه الانتخابات او المراهنين عليها بأنّها ستكسر المعادلة النيابية وتحدث تغييرات نوعيّة في الخريطة المجلسية».
واكّد المرجع لـ»الجمهورية»: «أنّ مصلحة البلد تتوفّر في إتمام الاستحقاق الانتخابي، وقد بتنا في المراحل النهائية لهذا الإنجاز الذي يفترض انّه يحقن البلد بشكل عام بحيوية نيابية وسياسية وحكومية جديدة. ومصلحة لبنان تتوفر اكثر عندما تخلع الاطراف المتنافسة جميعها ثوب الانتخابات اعتباراً من اليوم التالي لاستحقاق الاحد، وتطوي صفحة تحضيراتها واستعداداتها الصاخبة وشعاراتها الشعبوية، ومصارعاتها السياسية وغير السياسية التي لم يبق فيها سترٌ الّا وانكشف، وتسلّم بنتائج هذه الانتخابات، وتتعايش مع الأكثرية والأقلية النيابيتين اللتين ستحدّدهما صناديق الاقتراع، وأينما كان موقعهما، وتلتقي على فتح صفحة جديدة عنوانها كيفية ترتيب البيت الداخلي ورفعه على أسس صلبة تمكّنه من الصمود في وجه الأزمة الخانقة التي تهدّد تداعيه على رؤوس ساكنيه، دون تمييز بين رابح في الانتخابات او خاسر فيها».
العقلانية: وصفة سحرية
تحذير المرجع المسؤول من تداعي البيت الداخلي، يتقاطع مع قراءة روحيّة، تأمل في أن يأتي المجلس النيابي الجديد معبّراً عن تطلّعات اللبنانيين، وعن حسن اختيارهم لممثليهم في مجلس النواب».
ويُنقل في هذا السياق عن مرجع روحي قوله: «مشهد المغتربين كان مفرحاً للقلب، ونحن مرتاحون لما بدا انّه تنظيم اتاح للمغتربين أن يمارسوا حقهم في الاقتراع بكل حرّية. ومن هنا، فإنّ دعوتنا متجدّدة للبنانيين في ان يعتبروا يوم الانتخاب في 15 ايار محطة مفصلية ينحازون فيها للبنان وشعبه الموجوع، ويقفون فيها امام مسؤولية حسن الاختيار».
ويضيف المرجع الروحي، بحسب ما يُنقل عنه: «هذا هو المطلوب وليس اكثر من ذلك يوم الانتخاب. وأن نرى لبنان وقد سادته العقلانية التي تشكّل اولى الوصفات العلاجيّة الواجب تجرّعها في مرحلة ما بعد الانتخابات، وخصوصاً من قِبل السياسيين، فمن شأنها أن تشكّل المفتاح السحري لأبواب العلاجات لأزمة لبنان وإنقاذ اللبنانيين، وتسهّل على الجميع الشراكة في حل كلّ التعقيدات مهما كان حجمها».
ويستدرك المرجع فيقول: «الاّ انّ الشرط الأساس لتسود هذه العقلانية هو صفاء النيات، وان يعود الجميع الى هذا الوطن من غربتهم عنه وعن آلام شعبه، وهذا كلام برسم الجميع من دون استثناء، ولكن هل هذا ممكن؟ نحن نصلي لذلك».
عصفورية!
وسألت «الجمهورية» مسؤولاً وسطيّاً معارضاً، عمّا إذا كان يمكن للعقلانية ان تجد لها مكاناً ما بعد الانتخابات، تخفف من خلاله الحدّة القائمة في حلبة الانقسام الداخلي، فسارع الى القول: «لا اعتقد ذلك، لسبب بسيط، وهو أننا نعيش في عالم مجنون، ووسط مجانين وفاشلين، قدّموا مع الأسف نموذجاً هو الأسوأ في التعاطي مع هذا البلد، وقد مرّ لبنان في تجارب قاسية وقاتلة ودفعنا فيها أثماناً باهظة، والشعب اللبناني انتهى، ورغم ذلك لم يتعلّموا من التجارب، ولم يخرج البعض من ذهنية السيطرة والإلغاء والقبض على البلد ومقدراته. فعن أيّة عقلانيّة تتحدث في هذه العصفوريّة؟».
وعمّا إذا كان يؤيّد ما يتردّد في بعض الصّالونات السياسيّة عن توجّه لتشكيل حكومة وحدة وطنيّة بعد الانتخابات، اكتفى بالقول: «قبل الحكي عن الحكومة، خلينا نخلّص الانتخابات .. دخيلك بلا هالعصفوريّة كلّها».
تفاهمات أم توترات؟
بدورها، اكّدت مصادر حكومية لـ»الجمهورية»، انّ مرحلة ما بعد الانتخابات هي الاستحقاقات الكبرى بالنسبة الى لبنان، وخصوصاً ما يتعلق بالتصدّي وتجاوز التحدّيات الأساسية والعاجلة، وأهمها ما خصّ الاتفاق مع صندوق النقد الدولي وإكمال خريطة طريق الخروج من الأزمة ارتكازاً على خطة التعافي. وهذا يضع كل الاطراف امام مسؤولية الانتقال من مرحلة الصدام التي عانينا منها في فترة ما قبل الانتخابات، الى مرحلة الوئام والشراكة في تحمّل المسؤوليّة ووضع الأزمة على سكة الخروج منها. واعتقد انّ جميع الاطراف باتت تستشعر بالخطر، والواقع الذي نعيشه، بات يؤكّد أن لا سبيل امام هؤلاء الاطراف سوى ان يتحمّلوا المسؤولية».
العدوانية هي السائدة
الاّ أنّ مصادر معارضة للطبقة الحاكمة بكل تلاوينها، ترسم صورة قاتمة لمستقبل الوضع في لبنان، محمّلة بالدرجة الاولى مسؤولية إبقاء الوضع اللبناني في دائرة التخلّف، الى القانون الانتخابي الحالي الذي يمنع التقدّم ولو قيد أنملة نحو التطور والتغيير المنشود. وقالت لـ»الجمهورية»: «أي انعطافة تنقل لبنان من حلبة التوترات الى مدار التفاهمات، هي حلم صعب المنال، في واقع سياسي مَرَضيّ، ينخره انقسام وافتراق في الرؤى والأهداف بين مكونات سياسية وحزبية عدوانية تجاه بعضها البعض، وتعدّد الأجندات والارتباطات العابرة للحدود. ما يعني والحال هذه، انّ الفرضية الأقرب الى الواقع، أنّه مع مكونات أسرى لأجنداتها ولعناوينها وتوجّهاتها الصدامية، لا مكان للعقلانيّة والنيات الصافية، سواء في نظرتها الرافضة لبعضها البعض، او في تعاطيها مع بعضها البعض، او في مقاربتها للوضع اللبناني واسباب انهياره، بل في ظل هذا الانقسام، ستبقى العدوانية المتبادلة والنيات المبيّتة هي الحاكمة في ما بينها، ولهذه العدوانية ثمن وحيد هو خراب البلد أكثر».
تغيير في السياسات!
وسط هذه الاجواء، تبرز قراءة وُصفت بالمحايدة، قدّمها قطب نيابي حيث قال: «التغيير النوعي الذي يجب ان يحصل ليس في ارتفاع عدد المقاعد النيابية لهذا الطرف او ذاك، بل في تغيير السياسات. وحصول هذا النوع من التغيير من سابع المستحيلات، وهذا امر ليس مستجداً على لبنان، بل يلازمه منذ نشوئه مع أطراف سياسية بسياسات مختلفة تتلاقى حيناً وتتصادم احياناً اخرى. وبناءً على هذا الواقع، اياً كانت نتائج الانتخابات، وأينما كان موقع الاكثرية والاقلية، فلبنان محكوم بالتوافق الإكراهي بين مكوناته السياسية، وهذا ما خبرناه منذ سنوات طويلة. ولنكن واقعيين، قانون الانتخابات مفصّل على قياس معدّيه، ولن يؤدي الى أي تغيير كالذي يطمح اليه اللبنانيون، بل الى نتائج توجب على الجميع التعايش معها، إن بالتوافق المعلن وغير المعلن على الشراكة في إشاعة اجواء هدوء واستقرار، او بالافتراق كما هو حاصل حالياً. وكل ذلك رهن بالظروف التي توجب التقارب والشراكة في تولّي السلطة، او التباعد وتموضع كل طرف خلف متراسه. واعتقد في هذا المجال، انّ تجربة الانقسام والاشتباكات التي استمرت منذ اكثر من سنتين قد صدمت الجميع بحائط مسدود. وستضعهم بعد الانتخابات امام خيارين: اما سلوك طريق العقلانية والشراكة ولو على مضض، في بلورة حلول ومخارج للأزمة الحالية، واما إعادة تكرار مشهد انقسام ما قبل الانتخابات والبقاء في ذات المواقع وخلف متاريس الصدامات والاشتباكات. وتكرار هذا المشهد معناه تمديد عمر الأزمة وتفاعلاتها التي تهدّد بتذويب لبنان واندثاره».
بري يحيي المغتربين
الى ذلك، توجّه رئيس مجلس النواب نبيه بري بالتحية والتقدير للناخبين اللبنانيين المقيمين في الخارج، على قيامهم بواجبهم الوطني والدستوري وإنجازهم المرحلة الأولى من استحقاق الإنتخابات النيابية.
وقال بري في بيان امس: «تحية إعتزاز وتقدير للبنان المقيم في أوروبا وإفريقيا والأميركيتين وآسيا وأوستراليا.. شكراً لكل من تكبّد عناء السفر وقطع آلاف الأميال ليؤكّد صدق وأصالة إنتمائه للبنان الوطن الذي حدوده كل الكون».
اضاف: «ننحني إجلالاً وإكباراً لكل لبناني صوّت للوائح الأمل والوفاء في كل القارات والدول، خصوصاً من أدلوا بأصواتهم متحرّرين من الضغوط والقهر والتهويل والتضليل، مؤكّدين مجدداً أنّ «صوت الحق يعلو ولا يعلى عليه»، والتحية ايضاً، موصولة للأصوات المعارضة كلاهما يجب أن يكمّلا الآخر ليشكّلان قيمة مضافة للوطن لا بدّ أن يتلاقيا على قيم الديموقراطية وثقافة القبول بالآخر من أجل لبنان وإنسانه أينما كان».
مولوي والبدلات
ومع إقفال آخر صناديق اقتراع المغتربين والشروع في نقلها بحقائب ديبلوماسية الى بيروت، اعتبر وزير الداخلية القاضي بسام مولوي في مؤتمر صحافي، أنّ «الإقبال الكثيف من قِبل المغتربين اللبنانيين يعني وجود نية للمشاركة في بناء لبنان جديد ينهض من أزمته». وتوجّه الى جميع القضاة والموظفين والأجهزة الأمنية، بالقول: «ستحصلون على بدلات أتعاب الانتخابات «كاش» خلال أسبوع».
نسبة مقترعي الاغتراب
وفي السياق ذاته، عقد الامين العام لوزارة الخارجية والمغتربين هاني شميطلي والمدير العام للمغتربين هادي هاشم مؤتمراً صحافياً مشتركاً، في الوزارة، شرحا خلاله مسار العملية الانتخابية للبنانيين في الخارج، في حضور فريق العمل الذي أشرف على إتمام هذه العملية.
واوضح أنّ «هدفنا في الوزارة كان الوصول إلى نسبة اقتراع أكثر من 70% «، وقال: «هذه العملية الانتخابية هي الأكبر في تاريخ لبنان الحديث، إذ بدأنا في 6 أيار من إيران وانتهينا اليوم (امس) في الولايات المتحدة». لافتاً الى أنّ «الأرقام الأولية تشير إلى نسبة اقتراع بلغت حوالى 60% في العالم أجمع، وهي نسبة جيدة، إذ اقترع ما بين الـ128 و130 ألف ناخب». مشيراً الى «انّ الخروقات والشوائب التي شهدتها العمليّة الانتخابيّة في الاغتراب عولِجت فوراً، ونحن بانتظار ورود المحاضر وهي ستُحال إلى القضاة وهم يُقرّرون احتساب الأصوات من عدمه». وشدّد على أنّ «الكلمة الفصل تبقى للقضاء، أمّا نحن فنُعالج الخروقات على الأرض فقط».
زيارة البابا
من جهة ثانية، تردّد امس، انّ زيارة البابا فرنسيس التي كانت مقرّرة الى لبنان يومي 12 و13 حزيران الجاري، لن تتمّ في هذا الموعد. ورُدّ السبب إلى حالة صحية المّت بالبابا وتحديداً تعرّضه لإصابة في الركبة اضطرته لاستخدام الكرسي النقّال.
افتتاحية صحيفة اللواء
«السلاح» بند سجالي انتخابي بين نصر الله وخصومه!
البابا يُرجئ زيارته إلى بيروت.. وأتعاب الموظفين والقضاة «كاش» خلال أسبوع
شهد اليوم الأوّل بعد انتهاء اقتراع المغتربين إطناب في كيل المديح السياسي للاقبال الذي اختلفت نسبه بين الماكينات الانتخابية والنسب الرسمية المستندة إلى اللغة الرقمية، من قبل أركان السلطة واحزابها، بصرف النظر عن الموقع واللون والاتجاه، مع انخراط متجدد في حملات، وشد عصب، وتحد، برز بين حزب الله ممثلاً بأمينه العام السيّد حسن نصر الله، الذي قال في مهرجان انتخابي جنوبي، فشروا ان ينزعوا سلاح حزب الله، معلناً ان من يحمي لبنان اليوم هي المقاومة، مشيراً إلى انه في الزمن الانتخابي، يواجه أهل المقاومة حرب تموز سياسية، هدفها نزع سلاح المقاومة والتخلص منها، وسرعان ما انبرى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع للرد على السيّد نصر الله، فقال: السيّد حسن نصر الله يقول ان «من يريد ان يبقى لبنان كما هو عليه ان يصوت للمقاومة، وأنا اوافقه الرأي، إذا اردتم ان يبقى لبنان كما هو صوتوا لحزب الله».
ورئيس حزب الكتائب سامي الجميل الذي قال للسيد نصر الله: «فشر تخلينا نستسلم وتخلص منا، ونحنا مضبوط اوادم، ولكن أيضاً مقاومين، ونتعهد بأنه لن يكون هناك عفا الله عمّا مضى، بما خص ودائع اللبنانيين..
وانخرط النائب جبران باسيل بحملة قوية أيضاً ضد رئيس حزب «القوات اللبنانية» ولوائحه، فقال: في 17 ت1 نفذ «حلف المتآمرين» انقلاباً على الرئيس والتيار، ولكن بالحقيقة كانت مؤامرة على النّاس وهدفها بأن يقوم المتورطون بسرقة الدولة باخفاء جريمتهم واتهامنا.
اما وقد انتهت انتخابات المغتربين بما انتهت اليه من نسب إقتراع عالية في دول ومتدنية في دول اخرى،
وجرى نقل محتويات معظم الصناديق الى لبنان، وصلت مساء الى مطار رفيق الحريري الدولي – بيروت، طائرة شحن تابعة لشركة DHL تنقل على متنها سبعة وخمسين صندوقا لأصوات الللبنانيين الذين اقترعوا في الامارات العربية المتحدة. وبقيت تلك التي اُقفل آخرها صباح امس، في الساحل الغربي للولايات المتحدة الاميركية وكندا، بإنتظار نقلها الى بيروت وفتحها مع عند فرز كل الاصوات وإعلان النتائج النهائية للإنتخابات. لذلك تتجه الانظار الى الانتخابات العامة في لبنان يوم الاحد المقبل 15 ايار، وسط استمرار الصراخ الانتخابي – السياسي من جهة، واستمرار تحضيرات وزارة الداخلية لمواكبة الاستحقاق.
وبقيت الانظار متجهة ايضاً الى ما موقف جمهور تيار المستقبل يوم الاحد حول المشاركة، وسط حملات لمناصريه على الارض وعبر مواقع التواصل تحت عنوان «مقاطعة لعيونك». فيما قالت مصادر التيار لـ «اللواء» انه لم يصدر لا عن الرئيس سعد الحريري ولا عن قيادة التيار اي كلام بالدعوة للمقاطعة من عدمها، لكن هناك فئة من جمهور المستقبل تعتبر انه بعد قرار الحريري لا احد يمثلها فقررت المقاطعة، كما ان هناك فئة من الجمهور تريد الذهاب للتصويت وهذا خيارها. اما موقف التيار الرسمي فلا زال هو ذاته كما اعلنه الرئيس الحريري، وكل ما يُشاع ويُقال عن ضغوط واتصالات هو من ضمن الحملات الممنهجة ضدنا، ونحن نراقب المشهد من بعيد.
وفي الوقائع الانتخابية، أعلن وزير الداخلية بسام مولوي عن تقنية جديدة للفرز تعتمد تقنيات الكترونية جديدة تُستَخدم للمرة الأولى يوم الأحد المقبل.
وأضاف في مؤتمر صحافي: أنّ الإقبال الكثيف من قِبل المغتربين اللبنانيين يعني وجود نية للمشاركة في بناء لبنان جديد ينهض من أزمته.
كما توجّه لجميع القضاة والموظفين والأجهزة الأمنية، بالقول: ستحصلون على بدلات أتعاب الانتخابات «كاش» خلال أسبوع.
وعقد الامين العام لوزارة الخارجية والمغتربين السفير هاني شميطلي والمدير العام للمغتربين السفير هادي هاشم مؤتمراً صحافياً مشتركاً في الوزارة شرحا خلاله مسار العملية الانتخابية للبنانيين في الخارج، في حضور فريق العمل الذي أشرف على إتمام هذه العملية.
وأوضح هاشم، أن «هدفنا كان في الوزارة الوصول إلى نسبة اقتراع أكثر من 70% ونأمل من المغتربين المشاركة بكثافة أكثر في المرة المقبلة»، مشيراً إلى ان «هذه العملية الانتخابية هي الأكبر في تاريخ لبنان الحديث إذ بدأنا في 6 أيار من إيران وانتهينا اليوم(امس) في الولايات المتحدة».
وأكد أن «الأرقام الأولية تشير إلى نسبة اقتراع بلغت حوالي 60% في العالم أجمع وهي نسبة جيدة إذ اقترع ما بين الـ 128 و130 ألف ناخب، وان الخروقات والشوائب التي شهدتها العمليّة الانتخابيّة في الاغتراب عولِجت فوراً، ونحن بانتظار ورود المحاضر وهي ستُحال إلى القضاة وهم يُقرّرون احتساب الأصوات من عدمه. وشدد على أنّ الكلمة الفصل تبقى للقضاء، أمّا نحن فنُعالج الخروقات على الأرض فقط».
بدوره، قال شميطلي: أننا نحرص مع شركة الـ DHL على تتبع مسار صناديق الاقتراع وتنتهي مهامنا لحظة تسليمها للداخلية وإيداعها في المصرف المركزي. وأنّ المسؤوليات كانت كبيرة على عاتق الوزارة وما حصل هو بمثابة انجاز.
بري
وتوجه الرئيس نبيه بري «بالتحية والتقدير للناخبين اللبنانيين المقيمين في الخارج على قيامهم بواجبهم الوطني والدستوري، وإنجازهم المرحلة الأولى من استحقاق الإنتخابات النيابية».
وتابع: التحية أيضاً موصولة للأصوات المعارضة كلاهما يجب أن يكملا الآخر ليشكلان قيمة مضافة للوطن لا بد أن يتلاقيا على قيم الديمقراطية وثقافة القبول بالآخر من أجل لبنان وإنسانه أينما كان.
نصر الله وباسيل
وبعد انتهاء الصمت الانتخابي لإنتخابات المغتربين وقبل بدء الصمت لإنتخابات الاحد المقبل، بدأ الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله امس من صور والنبطية توجيه كلمات الى الناخبين، سيكملها اليوم لناخبي بيروت وجبل لبنان ويوم الجمعة لناخبي البقاع. وقال عبر الشاشة مخاطباً الحشود في المدينتين: أن اللجان التي أجرت إستطلاع رأي في ألـ 15 دائرة إنتخابية كان هم غالبية الناس فيها معالجة الوضع المعيشي من غلاء أسعار وكهرباء ومحروقات وتحسين الرواتب ومكافحة الفساد والبطالة وإسترداد أموال المودعين وغيرها، وليس معالجة سلاح المقاومة، معتبراً أن بعض القوى السياسية أخذت من سلاح المقاومة عنوانًا للمعركة الانتخابية الحالية ولم يلتفتوا إذن لهموم الناس.
وأردف: الذين يطالبون بنزع سلاح المقاومة حين تسألهم عن البديل لا يقدمون لك بديلًا وليس لديهم سوى سلموا سلاحكم للدولة بينما نحن قدمنا استراتيجية دفاعية على مدى سنوات، وعلى طاولة الحوار قدمت استراتيجية دفاعية وحين طالبهم الرئيس بري بالرد عليها طلبوا رفع الجلسة ومن حينها لم يجاوبوا، كما أنه حين دعا الرئيس ميشال عون لطاولة حوار وكان ضمن بنودها الاستراتيجية الدفاعية قاطَعها من يريد نزع السلاح، مضيفًا أننا نحن جاهزون لمناقشة استراتيجية دفاعية وطنية لأننا أصحاب حجة ودليل ومن يهرب فهو في موضع ضعف.
وكشف نصر الله حول المناورة الإسرائيلية التي بدأت امس، انه «وفي الساعة السابعة نحن طلبنا من تشكيلات المقاومة في لبنان أن تستنفر سلاحها وكوادرها وقادتها ضمن نسب معينة ترتفع مع الوقت لتكون على أتم جهوزية». وقال: أقول للعدو أنَّ أي خطأ باتجاه لبنان لن نتردد عن مجابهته ولسنا خائفين من مناوراتك ووجودك، ونحن الذين قلنا منذ عشرين عامًا أنك أوهن من بيت العنكبوت.
وقال رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل خلال خطابه في اللقاء الشعبي في بعبدا مساء: إنّ «نفس الوجوه الحاقدة التي شاركت في 13 تشرين 1990 شاركت في 17 تشرين 2019، ولطالما نبهت أنا من هنا عام 2019 انّ 13 تشرين اقتصادي مقبل علينا.
وتابع: صمد الجنرال ولم ينكسر التيار، ولكن المؤامرة تسببت في الخراب وسرّعت بالإنهيار المالي وفقّرت الناس. نعم كسّروا البلد لكي يكسّرونا، وفقّروا الناس لكي يسقطونا. ومن اعتقد أنّه بامكانهم ان يلغونا فلم يفهموا قط أنّه نحن من الناس ولا أحد يستطيع أن يلغي الناس. وسنبقى نواجه حتى نخرج من الإنهيار ونحاسب المتورطين ونستعيد حقوق الناس واموالهم؛ ونحمي أملاك الدولة.
وأضاف: بالحقيقة كانت مؤامرة على الناس، هدفها أن تخفي جريمة المتورطين بسرقة الدولة ويلزقوها فينا، وبذات الوقت يلعبوا الدور الخارجي المطلوب، لصالح لعبة الأمم وصفقة القرن.
وقال باسيل: يقومون باستعراض العضلات ولا يترددون في أن يبينوا للبنانيين كيف سيحكموا في حال انتصروا. ولكن أهلنا لم ينسوا كيف حكموا المنطقة، بمجلس النواب «الفرد علخصر»، وماذا يقولوا مشروع الدولة بوجه الدويلة.. ويوم الجمعة العظيمة، المسلحون في كنيسة الحدت، وماذا يقولون حماية المجتمع المسيحي!.
وأكّد «أن الانهيار كان نتيجة حتمية لسياسات وسرقات منظومة 13 تشرين. نفس المنظومة المدعومة من الخارج، بـ 13 تشرين وبـ 17 تشرين».
وتابع: نحنا وضعنا خططا مكتوبة لكي نستعيد إقتصادنا وينتج فرصا للعمل ولشبابنا حتى يعيشوا ببحبوحة، من الزراعة والصناعة والسياحة والتكنولوجيا.
جعجع غش وكذب
وخلال احتفال انتخابي للمرشح عن المقعد الماروني في قضاء بعبدا بيار بو عاصي، قال جعجع: «هناك عملية غش وكذب مستمرة لأكثر من 40 عامًا من قبل التيار الوطني الحر، وهم عندما وصلوا الى السلطة قاموا بعكس كل ما نادوا به».
وتابع: «في قلب بعبدا هناك شريان أساسي «مصطّم» وفي وجهها ضبع جالس على أنفها كل ساعة وكل لحظة، وحزب الله يغش جماعته بالذات ويقول إن ما وصل إليه بسبب أميركا وإن كل من لا يصوّت للوائح الثنائي الشيعي فإنه يصوّت لأميركا وهذا كله كذب».
وأشار جعجع إلى أنّ: «الكذبة الثانية هو ما يقوله حزب الله ان كل من يصوت للقوات اللبنانية يصوّت بالتالي للولايات المتحدة، وهنا اسأل، هل هم من عطلوا تشكيل كل حكومة واغلقوا وسط بيروت؟ هل هم من الزموا حزب الله بالتحالف مع كل الفاسدين في لبنان؟ هل هم من عطلوا الانتخابات الرئاسية لعامين ونصف؟».
وقال جعجع: «الأميركيون يرسلون الكبتاغون إلى الخليج ومن يهربون عبر المعابر، حرام أن يكمل حزب الله بالغش الذي يقوم به أمام جماعته».
ولفت جعجع إلى أنّ: «حزب الله مع كل التحالفات مع الفاسدين ولو على حساب الشعب اللبناني يتهم الأميركيين والأميركيون هم من عطّلوا انتخابات رئاسة الجمهورية وهذا الكلام خطأ، فكل التعطيل في البرلمان والحكومة والرئاسة هم سببها».
وتابع: «لا نقبل أن يصادر أي حزب بمفرده مفهوم المقاومة، فالمقاومة الفعلية هي التي تقوم بها الدولة بأكملها ويقف خلفها الشعب، وما يقوله حزب الله خاطئ، فهم يريدون الحفاظ على سلاحه فقط، واذا كانت فعلاً مقاومة فماذا فعلت في السنوات الـ 15 الاخيرة؟».
وتوّجه جعجع إلى الجمهور الشيعي في منطقة بعبدا وكل لبنان، بالقول: «كل ما تسمعوه خاطئ، ونتيجة المقاومة كما يطرحها حزب الله هو ما نراه اليوم من انهيار وكوارث، المقاومة هي ان تعيش بكرامة، فهل انتم تعيشون بالكرامة اليوم؟ يعدون الشعب بمحاربة «الكون» وشعبنا «تحت سابع ارض».
ولفت إلى أنّ: «من يريد التصويت لحزب الله اليوم فهو سيصوّت على التمديد للازمة التي يعيشها لاربع سنوات اضافية، والشعب اللبناني اليوم بأكمله مع مفهوم المقاومة اللهم ان ينفذ بالاطر الصحيحة من خلال الدولة والجيش اللبناني فقط».
الخارجية: أكبر عملية لوجستية
وبعد ان انتهت الانتخابات بشوطيها الاغترابيين، يبقى خمسة أيام تفصل عن الاستحقاق الانتخابي ستحفل ثلاثة منها بارتفاع حدة الخطاب الانتخابي، الذي سينتهي مع بدء مرحلة الصمت الانتخابي ليل الجمعة – السبت ويستمر حتى اقفال صناديق الاقتراع امام الناخبين ليل الأحد في 15 الجاري، يتخللها يوم الخميس المقبل، في 12 أيار الحالي انتخاب الموظفين العاملين كرؤوساء أقلام وكتبة في الانتخابات المقررة الأحد المقبل. وقد بلغ عدد هؤلاء 14,950 موظفاً يقترعون في مراكز السرايا الحكومية في جميع الأقضية اللبنانية تبعاً لمكان قيدهم وليس لمكان وظيفتهم، العدد الأكبر من هؤلاء هو في قضاء عكار ويبلغ 1,882 موظفاً ثم في بعلبك 1,722 موظفاً وفي المرتبة الثالثة قضاء الشوف فيبلغ العدد 1,207 موظفين.
وبشأن انتخاب اللبنانين المغتربين شدّد مدير المغتربين في وزارة الخارجية والمغتربين، هادي هاشم، على أنّ «هذه أكبر عمليّة لوجستيّة بتاريخ لبنان الحديث»، معلنًا أنّ»نسبة الاقتراع العامّة بلغت نحو 60 بالمئة في العالم كلّه، إذ اقترع ما بين الـ128 و130 ألف ناخب، وهذه نسبة جيّدة جدًّا».
وفي خطوة تعكس الاهتمام بالنزول إلى صناديق الاقتراع، أقبل عدد كبير من أبناء طرابلس إلى سرايا طرابلس، منذ ساعات الصباح الباكر، للحصول على بطاقات هوية ليتسنى لهم المشاركة في الاقتراع الأحد المقبل.
ارجاء زيارة البابا
من جهة ثانية، أعلن رئيس اللجنة الوطنية العليا للإعداد لزيارة البابا فرنسيس للبنان وزير السياحة المهندس وليد نصّار في بيان، أنّ لبنان تلقى رسالة من دوائر الفاتيكان تبلّغ فيها رسمياً قرار إرجاء زيارة الحبر الاعظم المقرّرة إلى لبنان، على أن يتم الإعلان عن الموعد الجديد للزيارة فور تحديده.
وأشار نصّار إلى أنّه قد تمّ إرجاء الزيارات الخارجية والمواعيد المقرّرة في برنامج البابا فرنسيس لأسباب صحّية، متمنياً له الشفاء العاجل.
وتحدثت المعلومات عن تعرض البابا لوعكة صحية اضطرته الى استخدام الكرسي النقال لإصابة في الركبة.
من سنغافورة الى «كاريش»
في مجال آخر، كتب رئيس الوفد التقني العسكري المفاوض حول الحدود البحرية الجنوبية العميد الركن بسام ياسين عبر حسابه على «فايسبوك»: «انطلقت سفينة الانتاج FPSO من سينغابور مطلع هذا الشهر، واصبحت الان جنوب الهند كما هو مبين على الخريطة ادناه، وهي في طريقها الى حقل كاريش، ولن يمنعها احد من الوصول وبدء الانتاج على الرغم من ايداع لبنان الأمم المتحدة رسالة رسمية بتاريخ ٢٠٢٢/١/٢٨ بناء على توجيهات الحكومة اللبنانية تعتبر فيها هذا الحقل متنازع عليه، الا اذا بقي قليل من الكرامة والسيادة. وان غدا لناظره قريب……
الامن الغذائي
على الصعيد المعيشي، أعلن وزير الزراعة عباس الحاج حسن بعد لقائه رئيس الحكومة أن» البحث تم في مسألة الأمن الغذائي وخصوصا زراعة القمح، وسنقدم خطة متكاملة نعمل على تطويرها مع وزارة الاقتصاد الى الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء لتكون هناك رؤية واضحة حول هذا الأمر، تبدأ من البذور وزراعتها وصولا الى الحصاد والشراء من المزارعين بالسعر التوجيهي.
معيشياً، تسلم وزير الاقتصاد أمين سلام بصورة رسمية الموافقة النهائية من مجلس إدارة البنك الدولي على القرض الطارئ للبنان لدعم وتأمين القمح، بهدف ترشيد الاستهلاك حماية للخبز واستقرار الأسعار.
وأشار سلام ان لا حل امام لبنان سوى الاتفاق مع صندوق النقد.
36 إصابة
صحياً، سجلت وزارة الصحة 36 أصابة جديدة بفايروس كورونا، وحالة وفاة واحدة، ليرتفع العدد التراكمي إلى 1097575 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.
افتتاحية صحيفة الديار
نصرالله يتحدث عن «حرب تموز سياسية» ولمن يريد نزع سلاح المقاومة: «فشروا»
اقرار غربي باحتفاظ حزب الله وحلفائه بالأكثرية وواشنطن ستعترف بشرعية النتائج !
التحريض السعودي على الحريري يعزز المقاطعة وتحذير السفارات روتيني لا امني – ابراهيم ناصرالدين
عادت «المنازلات» الانتخابية الى صخبها بعد هدنة ساعات «الصمت»، استؤنف «التراشق» بين «التيار» «والقوات»، واحتل المرشحون الشاشات والساحات وكرروا برامجهم الانتخابية غير الواقعية بمعظمها، وفيما يواصل الحزب التقدمي الاشتراكي حديثه عن «وهم» «عزل» المختارة، دخل الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله «بثقله» في الاستحقاق متحدثا عن «حرب تموز سياسية» يخوضها البعض ضد المقاومة، معلنا الاستنفار لمواجهة اي خطا يمكن ان يرتكبه العدو خلال مناوراته على الحدود الجنوبية. في هذا الوقت، اقفل «الباب» على عملية اقتراع المغتربين «المخيبة» بارقامها للكثير من القوى التي لم تجد اجوبة على اسباب امتناع نحو 40 بالمئة من المسجلين عن الاقتراع، واذا كان الناخب السني المغترب قد وجه «رسالة» واضحة بالتضامن مع «اعتكاف» الرئيس سعد الحريري، حسم تيار المستقبل مقاطعة انصاره العملية الانتخابية في 15 ايار، فيما الرهان لدى البعض يبقى منصبا على تاثيرات مرتقبة لاصوات المغتربين في دائرة بيروت الاولى، والثانية والشمال الثالثة، وذلك على الرغم من ان التقديرات الاولية للاحصاءات الجادة تشير الى ان التنافس سيكون في هذه الانتخابات على 7 مقاعد فقط فيما المتفائلون ياملون بان ترتفع المنافسة على عشرة. اما التقارير الغربية من بيروت فتميل الى حسم نجاح حزب الله وحلفائه بالحفاظ على الاكثرية النيابية مع اقرار بعدم امكانية التشكيك بالنتائج وشرعيتها.
اقرار غربي «بالفشل»
وفي هذا السياق، اكدت مصادر مطلعة لـ «الديار» ان التقارير الميدانية الغربية وفي طليعتها الفرنسية والاميركية والتي يجري تحديثها على نحو شبه يومي من خلال مجموعات عمل تواكب التحضيرات الانتخابية، لم تحمل اي اشارات سلبية تهدد شرعية هذا الاستحقاق، فكل ما يحكى عن مخالفات لم تصل الى حد وجود موانع حقيقية من قيام الناخب اللبناني من الاقتراع بحرية يوم الاحد المقبل، خصوصا في المناطق الشيعية حيث لا يزال «الثنائي» متقدما على غيره من المنافسين باشواط كبيرة. كما بات واضحا في الخلاصات الاولية ان المشهد السياسي بعد الخامس عشر من ايار لن يتبدل كثيرا وستبقى الغالبية النيابية مع حزب الله وحلفائه، وبات من الصعب الرهان على تغيير النتائج في «الامتار» الاخيرة من السباق الانتخابي…
لا تشكيك بالنتائج
ووفقا للمعلومات، ابلغت السفارة الاميركية في بيروت كل من راجعها في الساعات القليلة الماضية انها لن تتردد بالاعتراف بالنتائج، اذا ما استمرت المناخات السياسية والميدانية على حالها. وستكون واشنطن مضطرة للتعامل مع الشرعية الجديدة المنبثقة عن انتخابات لا يمكن التشكيك بمصداقيتها.
احباط من المعارضة «والتغييريين»!
ووفقا لتلك المصادر، ثمة شعورغربي «بالاحباط» نتيجة فشل المعارضة التقليدية في التوحد ضد لوائح حزب الله وحلفائه، القوات اللبنانية، الكتائب، الناقمون على التيار الوطني الحر، ومن تبقى من قوى 14 آذار، كل هؤلاء يخوضون معاركهم وفق حسابات ضيقة، وسيساهم تشتتهم بجعل معركة خصومهم سهلة، حيث لا امل بتعديلات كبيرة في المجلس المقبل حيث تشير الارقام الى ان التنافس لا يتعدى العشرة مقاعد فقط؟! اما قوى التغيير المنضوية تحت عناوين المجتمع المدني، فاظهرت ايضا ضعفا تنظيميا هائلا ادى الى انقسامات عميقة على الرغم الجهود التي بذلت لتوحيدها، وستكون خسائرها في الانتخابات كبيرة، وهذا سيؤدي الى تعميم حالة من الإحباط الشديد في اليوم التالي من الاستحقاق الانتخابي.
«عوكر» تلوم الرياض!
ووفقا للمعلومات، ثمة تحميل في التقارير الصادرة من «عوكر» للمملكة العربية السعودية مسؤولية خروج الناخبين السنة من معادلة التاثير في الانتخابات المقبلة عبر الادارة «غير الحكيمة» في التعامل مع تيار المستقبل وزعيمه سعد الحريري الذي دفع الى «الاعتكاف» السياسي قسرا دون ان يتم تامين البدائل المناسبة لملء الفراغ، وهو ما سيكون له تاثيرات عميقة في التمثيل السني داخل البرلمان، وفي الحياة السياسية اللبنانية…
لا مخاطر امنية
في غضون ذلك، اكدت مصادر امنية ان طلب السفارة الأميركية في بيروت من رعاياها ضرورة تجنّب التواجد في مناطق التجمّعات والاحتشاد، لا يرتبط بوجود تهديدات امنية داهمة او معلومات بشان عملية تستهدف الرعايا الاميركيين في لبنان، وانما تدبير روتيني احترازي قبل اسبوع من الانتخابات النيابية حيث ترتفع فيه حدة التنافس بين القوى السياسية التي قد تتحول الى توترات على الارض. ولهذا ومع انتهاء مرحلة الصمت الانتخابي تم اصدار هذا التعميم الذي يشمل كافة المناطق اللبنانية، وليس مناطق محددة بذاتها. وهو امر اتخذته ايضا كل من السفارة البريطانية والسفارة الاسترالية في بيروت.
«حرب تموز سياسية»
في هذا الوقت، وصف الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الانتخابات الحالية بـ «حرب تموز سياسية»، لافتاً إلى أن «الهدف في حرب تموز العسكرية كان إلغاء المقاومة وهذه المطالب هي نفسها اليوم تُطرح في الحملات الانتخابية، وتوجه الى من يرد نزع سلاح المقاومة بالقول «فشروا»… وبالموازاة اعلن السيد نصرالله أن المقاومة استنفرت تشكيلاتها ابتداءً من الساعة السابعة مساء امس، بالتزامن مع المناورات العسكرية التي بدأها العدو الإسرائيلي في الأراضي المحتلة… وقال انه في الساعة السابعة الآن، طلبنا من تشكيلات المقاومة في لبنان أن تستنفر سلاحها وكوادرها وقادتها ضمن نسب مُعيّنة وترتفع مع الوقت لتكون على أتمّ جاهزية، مؤكداً أن المقاومة لن تتردّد بالرّد على «أي خطأ باتجاه لبنان» قد يقوم به العدو الإسرائيلي خلال مناوراته العسكرية…
الدعوة لمقاومة سياسية
ودعا نصر الله مناصري المقاومة إلى الوقوف «إلى جانب المقاومة وإلى جانب حلفائها وقال ان من يريد أن يحافظ ويدافع ويحمي لبنان واستخراج ثروته النفطية ويحمي مياه لبنان فليصوّت للمقاومة وحلفائها. مشددا على ضرورة «أن نخرج في 15 من أيار ونمارس المقاومة السياسية للحفاظ على المقاومة العسكرية. وأشار نصر الله إلى أن «بعض القوى السياسية أخذت من سلاح المقاومة عنواناً للمعركة الانتخابية الحالية ولم يلتفتوا لهموم الناس». وطلب من اللبنانيين «أن يعرفوا أن من يدعو اليوم لنزع سلاح المقاومة والتخلص من حزب الله وحلفائه، إذ إنهم يتجاهلون ما عاشه الجنوب وما عاناه أهل الجنوب من الكيان الصهيوني المؤقت».
الاستراتيجية الدفاعية والترسيم…
واكد السيد نصرالله جاهزية حزب الله لـمناقشة استراتيجية دفاعية وطنية، لأننا أصحاب حجّة ودليل ومن يهرب فهو في موضع ضعف. واعتبر نصر الله أن «من يطالب بنزع سلاح المقاومة يريد أن يصبح لبنان مكشوفاً أمام العدو الإسرائيلي من حيث يعلمون أو لا يعلمون، ومن يطالب بنزع سلاح المقاومة يريد أن يتخلّى لبنان عن أهم ورقة قوة له في موضوع استخراج النفط والغاز من مياهه. وتوجّه نصر الله إلى الدولة واللبنانيين بالقول إن لديكم مقاومة شجاعة وقوية ومقتدرة وتستطيع أن تقول للعدو إذا منعتم لبنان نمنعكم ونحن قادرون، ولن تجرؤ أي شركة في العالم على أن تأتي إلى المنطقة المتنازع عليها إذا أصدر حزب الله تهديداً واضحاً وجدياً»، مشيراً إلى أن الأميركيين يفاوضون لبنان لأنهم يعرفون أن في لبنان مقاومة ستُدفّع العدو ثمناً إذا تمّ منع لبنان من الاستفادة من حقوقه وثرواته.
ياسين يحذر: السفينة انطلقت!
وفي سياق متصل، نشر رئيس الوفد التقني العسكري المفاوض حول الحدود البحرية الجنوبية العميد الركن بسام ياسين عبر حسابه على «فايسبوك» منشورا اكد فيه ان سفينة الانتاج السنغافورية انطلقت من سينغابور مطلع هذا الشهر واصبحت الان جنوب الهند وهي في طريقها الى حقل كاريش، ولن يمنعها احد من الوصول وبدء الانتاج على الرغم من ايداع لبنان الأمم المتحدة رسالة رسمية بتاريخ ٢٠٢٢/١/٢٨ بناء على توجيهات الحكومة اللبنانية تعتبر فيها هذا الحقل متنازع عليه، الا اذا بقي قليل من الكرامة والسيادة. وان غدا لناظره قريب……»!
«المستقبل» يقاطع الاقتراع
في هذا الوقت، بات محسوما ان الحملة السعودية على الرئيس سعد الحريري، قد ادت الى نتائج عكسية لدى جمهور وقيادة تيار المستقبل، وبات التوجه محسوما نحو مقاطعة عملية الاقتراع في 15 الجاري، وقد بدأ «التيار الازرق» حملة اعلامية ممنهجة ضد القوات اللبنانية، وضد «الخونة» الذين يحاولون وراثة الحريري سياسيا، وأكدت مصادر تيار المستقبل ان التوجه بات محسوما بعدم المشاركة في الإنتخابات لا اقتراعاً ولا دعوة للإقتراع لأي مرشح…
«هآرتس»: صفعة مدوية!
ولم تغب مقاطعة السنة عن الانتخابات عن الصحافة الاسرائيلية، ووصفت صحيفة «هآرتس» الهجوم السعودي الاعلامي على الرئيس سعد الحريري بانه «صفعة مدوية»، ولفتت الى صعوبة ان تتشكل حكومة بعد الانتخابات لانها ستكون فاقدة للشرعية بدون مشاركة كبيرة من الطائفة السنية، وهو الهدف الذي أراده الحريري بقرار انسحابه من المنافسة!
ماذا يريد السنيورة؟
وخصصت الصحيفة جانبا من اهتمامها لحركة الرئيس فؤاد السنيورة الانتخابية، وقالت انه «ولمنع مقاطعة الانتخابات، بدأ رئيس الحكومة الاسبق، يعمل بشكل حثيث لإقناع السنّة بخرق دعوة الحريري والمشاركة في الانتخابات بكامل القوة. السنيورة يعتقد أن الحريري مخطئ، ولذلك بدأ يحث الطائفة السنية على تحدي حزب الله، وعدم السماح له بإملاء تشكيل الحكومة ومن سيرأسها». مؤخراً، تقول الصحيفة «يجري السنيورة زيارات في أرجاء لبنان، وقد التقى رؤساء التجمعات المحلية، وهناك من يتهمه بتوزيع مغلفات مالية للمخاتير والنشطاء «لشراء» الأصوات. وذكرت بأن السنيورة ترأس حكومة لبنان في فترة حرب لبنان الثانية، وتبنى القرار 1701 الذي أنهى الحرب في آب 2006. وهو قرار نص ضمن أمور أخرى، على انسحاب حزب الله من الحدود الشمالية…
جنبلاط «يكبر الحجر»؟
وفي السياق نفسه، اكدت مصادر سياسية بارزة ان رفع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط سقف المواجهة مع حزب الله و «الممانعة» وحديث اوساطه عن محاولات «لتطويع» الجبل، لا تتطابق مع الواقع لان «الخرق» المحتمل للوزير وئام وهاب في الشوف لن يغير في واقع «المثالثة» التي ارتضاها على الساحة الدرزية مع وهاب والامير طلال ارسلان، فمشكلة جنبلاط الحقيقية هي مع السنة المعتكفين عن التصويت تضامنا او التزاما بقرار الرئيس الحريري، ولا احد يريد الغاءه، وهو يعرف جيدا ان الرئيس نبيه بري لن يتخلى عنه ولم يتخلى عنه في اصعب الظروف، والقانون الحالي لا يسمح لاحد بالغاء احد، ولذلك فان القول بأن «الجبل لا يزال عصياً على حزب الله بعد تحقيقه اختراقات على الساحتين المسيحية والسنية» كلام غير واقعي لشد «العصب» الدرزي، وهو «تكبير لحجر» معركة عنوانها ان ياخذ كل فريق حجمه على الساحة الدرزية، وهو اذا نجح في منع وهاب من استمالة الاصوات السنية في اقليم الخروب، سيحفظ مقعد حمادة في الشوف فلماذا كل هذا الصخب وافتعال معركة «طواحين هواء»؟
130 الف مغترب اقترعوا
في غضون ذلك، اعلنت وزارة الخارجية ان نسبة اقتراع المغتربين بلغت نحو ستين في المائة، وبذلك يكون نحو 130 ألف مغترب صوت من أصل 225 ألفاً مسجلين في عملية الاقتراع في الخارج التي جرت يومي الجمعة والأحد في 58 دولة، وفق التقديرات الأولية ،
وخلال مؤتمر صحافي في مقر وزارة الخارجية، وعقد الامين العام لوزارة الخارجية والمغتربين هاني شميطلي والمدير العام للمغتربين هادي هاشم مؤتمرا صحافيا مشتركا، في الوزارة شرحا خلاله مسار العملية الانتخابية للبنانيين في الخارج، وأوضح هاشم، أن الهدف كان في الوزارة الوصول إلى نسبة اقتراع أكثر من 70% مشيراً إلى ان «هذه العملية الانتخابية هي الأكبر في تاريخ لبنان الحديث إذ بدأنا في 6 أيار من إيران وانتهينا في الولايات المتحدة». لافتاً إلى «ان الخروقات والشوائب التي شهدتها العمليّة الانتخابيّة في الاغتراب عولِجت فوراً. تجدر الاشارة الى انه في انتخابات العام 2018، بلغت نسبة المشاركة 56 في المائة؛ إذ صوّت نحو خمسين ألفاً من إجمالي قرابة تسعين ألفاً سجلوا أسماءهم.
بدل اتعاب «كاش»
ومع اقفال آخر الصناديق وبدء نقلها بحقائب دبلوماسية الى بيروت، عقد الوزير مولوي مؤتمرا صحافيا اعلن فيه عن آلية الكترونية ستطبق في الفرز يوم الاحد، وقال أنّ «الإقبال الكثيف من قِبل المغتربين اللبنانيين يعني وجود نية للمشاركة في بناء لبنان جديد ينهض من أزمته».كما توجّه لجميع القضاة والموظفين والأجهزة الأمنية، بالقول: «ستحصلون على بدلات أتعاب الانتخابات «كاش» خلال أسبوع».
مخالفات انتخابية
من جهتها وثقت الجمعية اللبنانية من أجل ديموقراطية الانتخابات «لادي» بعض المخالفات الانتخابية خلال عملية اقتراع المغتربين في عدد من الدول العربية والأجنبية يوم الأحد 8 أيار 2022. وقد تفاوتت المخالفات بين دعاية انتخابية في محيـط العديد من مراكـز الاقتـراع، ما يشكّل خرقاً للصمت الانتخابي، وصولاً إلى توجيه الناخبين من قبل بعض المندوبين والضغط عليهم. ولاحظت ايضا وجود العديد من العوازل في الأقلام التي لا تضمن سرية الاقتراع، كما سجلت حالات مرافقة لبعض الناخبين خلف المعزل. ومن ضمن المشاهدات العامة، لوحظ أيضاً حصول أخطاء في لوائح الشطب، حيث اشتكى العديد من الناخبين للجمعية من أنّ أسماءهم إما لم ترد في اللوائح رغـم تسجيلهم ضمن المهلة المحدّدة، وإما تضمّنت بعض المعلومات المغلوطة كما وردت إلى الجمعية حالات لناخبين أتت مراكز اقتراعهم بعيدة عن أماكن سكنهم.
لماذا تاجلت زيارة البابا؟
في غضون ذلك، تبلغ لبنان رسميا تاجيل زيارة البابا فرنسيس التي كانت مقررة في حزيران المقبل، وأعلن رئيس اللجنة الوطنية العليا للإعداد للزيارة وزير السياحة المهندس وليد نصّار عن تلقي رسالة من دوائر الفاتيكان تبلّغ فيها رسمياً قرار الإرجاء لاسباب صحية،على أن يتم الإعلان عن الموعد الجديد للزيارة فور تحديده.
افتتاحية صحيفة الشرق
لماذا أرجأ البابا زيارته للبنان؟
في الشكل، سجلت عملية اقتراع المغتربين انتكاسة للسلطة السياسية، لكثرة ما لعنها من هجّرتهم قسرا من لبنان، فرفعوا التغيير شعاراً وأملاً لا بديل منه للعودة الى وطنهم الام. اما المضمون، فيوجب الانتظار حتى ليل الاحد المقبل، لتحديد التوجهات ولمصلحة من واي مشروع اقترعوا، وإن كان المكتوب من عنوانه يُقرأ. الصناديق التي اُقفل آخرها صباح امس في الساحل الغربي للولايات المتحدة الاميركية وكندا اقفلت معها محطة الاستحقاق البرلماني الديموقراطي في دول الاغتراب اللبناني، لتفتح الباب على المنازلة الكبرى في الداخل الاحد المقبل، على امل ملاقاة احلام الطامحين الى رسم صورة للبنان المعافى المعوّل ان تصب اصوات الصناديق لمصلحة انقاذه من الشبكة العنكبوتية لمشروع توريطه في محور ممانعة انتشاله من بؤرة اليأس والفقر والجوع ومقاومة كل راغب بإعادته الى زمن التألق والعز والازدهار.
اطلالات شد عصب
محطة الاحد المقبل، التي ستتميز بتقنية جديدة للفرز تعتمد تقنيات الكترونية تُستَخدم للمرة الأولى، بحسب ما كشف وزير الداخلية بسام مولوي، تسبقها محطات كثيرة للقادة السياسيين، لا سيما خطابات الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله لشد العصب الحزبي والطائفي وتجييش القواعد الشعبية لرفع نسبة الإقبال على صناديق الاقتراع.
وفيما يطل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في مقابلة مع الاعلامي وليد عبود عبر تلفزيون لبنان غدا الاربعاء، يتحدث الرئيس نبيه بري، في الخامسة مساء اليوم الى اللبنانيين، ليتطرق الى مختلف العناوين والمستجدات، لا سيما الإستحقاق الإنتخاب، بعدما توجه اليوم بالتحية والتقدير للناخبين اللبنانيين المقيمين في الخارج على قيامهم بواجبهم الوطني والدستوري وإنجازهم المرحلة الأولى من استحقاق الإنتخابات النيابية.
مؤتمر مولوي
ومع اقفال آخر الصناديق وبدء نقلها بحقائب ديبلوماسية الى بيروت، عقد الوزير مولوي مؤتمرا صحافيا اعلن فيه أنّ «الإقبال الكثيف من قِبل المغتربين اللبنانيين يعني وجود نية للمشاركة في بناء لبنان جديد ينهض من أزمته».كما توجّه لجميع القضاة والموظفين والأجهزة الأمنية، بالقول: «ستحصلون على بدلات أتعاب الانتخابات «كاش» خلال أسبوع».
من جهتهما عقد الامين العام لوزارة الخارجية والمغتربين هاني شميطلي والمدير العام للمغتربين هادي هاشم مؤتمرا صحافيا مشتركا، في الوزارة شرحا خلاله مسار العملية الانتخابية للبنانيين في الخارج، في حضور فريق العمل الذي أشرف على إتمام هذه العملية.
واكدا «ان الخروقات والشوائب التي شهدتها العمليّة الانتخابيّة في الاغتراب عولِجت فوراً، ونحن بانتظار ورود المحاضر وهي ستُحال إلى القضاة وهم يُقرّرون احتساب الأصوات من عدمه. وشددا على أنّ “الكلمة الفصل تبقى للقضاء، أمّا نحن فنُعالج الخروقات على الأرض فقط».
لا اقتراع
وفي وقت تردد ان ثمة موقفا او تحركا للرئيس سعد الحريري في الساعات المقبلة، وزيارة خاصة الى واشنطن، أكدت مصادر تيار المستقبل في صيدا ان التوجه لدى قيادة المستقبل والنائب بهية الحريري يوم 15 أيار بات محسوما بعدم المشاركة في الإنتخابات لا اقتراعاً ولا دعوة للإقتراع لأي مرشح.
الى بروكسيل
من جهة ثانية، غادر وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب بيروت صباح امس متوجهاً الى بروكسل لترؤس وفد لبنان المشارك في مؤتمر بروكسل «دعم مستقبل سوريا و المنطقة» الذي سيعقد يومي ٩ و ١٠ /٥/٢٠٢٢. وسيتلو الوزير بو حبيب كلمة لبنان في الجلسة العامة يوم ١٠-٥-٢٠٢٢ والتي ستتضمن مواقف مختلفة عن السابق بشأن النزوح السوري. كما سيعقد سلسلة من اللقاءات الثنائية على هامش مشاركته في المؤتمر
ويتألف الوفد اللبناني من وزير الشؤون الاجتماعية هكتور الحجار وسفير لبنان في بروكسل فادي حاج علي والديبلوماسي من مكتب الوزير بو حبيب يوسف جبر ومستشارة الوزير الحجار عُلى بطرس.
خطة دعم المزارعين
الى ذلك، وفيما عرض رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع السفيرة الفرنسية آن غريو للاوضاع العامة، أعلن وزير الزراعة عباس الحاج حسن بعد لقائه رئيس الحكومة أن» البحث تم في مسألة الأمن الغذائي خصوصا زراعة القمح، وسنقدم خطة متكاملة نعمل على تطويرها مع وزارة الاقتصاد الى الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء لتكون هناك رؤية واضحة حول هذا الأمر، تبدأ من البذور وزراعتها وصولا الى الحصاد والشراء من المزارعين بالسعر التوجيهي».
الحل بالاتفاق
بدوره، أكد وزير الاقتصاد أمين سلام، في حديث لـ»قناة الغد» الفضائية ، أن «لا حل أمام لبنان سوى الاتفاق مع صندوق النقد». مشيرا الى ان «أمام مجلس النواب الجديد مسؤولية إقرار القوانين الاصلاحية، أما التأجيل فسيدخل لبنان في وضع صعب جدا».
من جهة ثانية أعلن سلام خلال مؤتمر صحافي عقده بعد ظهر امس في الوزارة، تسلمه الموافقة الرسمية من مجلس ادارة البنك الدولي على القرض الطارىء.لدعم وتأمين مادة القمح بهدف ترشيد الإستهلاك حمايةً للخبز واستقرار الأسعار.
زيارة البابا
من جهة ثانية، وعلى اثر تعرضه لوعكة صحية اضطرته الى استخدام الكرسي النقال لاصابة في الركبة، علم ان البابا فرنسيس لن يزور لبنان في 12 و13 حزيران كما كان متوقعا.
أعلن رئيس اللجنة الوطنية العليا للإعداد لزيارة البابا فرنسيس للبنان وزير السياحة المهندس وليد نصّار في بيان، أنّ لبنان تلقى رسالة من دوائر الفاتيكان تبلّغ فيها رسمياً قرار إرجاء زيارة الحبر الاعظم المقرّرة إلى لبنان، على أن يتم الإعلان عن الموعد الجديد للزيارة فور تحديده.
وأشار نصّار إلى أنّه قد تمّ إرجاء الزيارات الخارجية والمواعيد المقرّرة في برنامج قداسة البابا فرنسيس لأسباب صحّية، متمنياً لقداسته الشفاء العاجل.