اعتراف لا بد منه
المحلل السياسي دينيس دينيسوف يتحدث عن سبب تغيير أوكرانيا لخطابها فيما يتعلق بالمفاوضات المحتملة مع روسيا، في “إزفيستيا”:
بدأ ممثلو الحكومة الأوكرانية يتحدثون بشكل متزايد عن حتمية الحوار مع روسيا لحل الصراع. فقال وزير الخارجية الأوكراني دميتري كوليبا، خلال زيارة رسمية للصين: إن كييف تريد مفاوضات كاملة مع موسكو وتستعد لها.
في الوقت الحالي، من بين المتطلبات الأساسية لتغيير خطاب المسؤولين الأوكرانيين، يمكن تحديد ما يلي: هجوم القوات المسلحة الروسية الناجح المستمر؛ انسحاب جو بايدن من السباق الرئاسي الأمريكي؛ عدم وجود فرص حقيقية أمام أوكرانيا لمواجهة روسيا بشكل فعال في الصراع؛ زيادة فرص فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية؛ وبالتالي، تزايد توقعات السياسيين في كييف بأن مصيرهم سيتقرر من دون مشاركتهم؛ اتجاه مستقر في المجتمع الأوكراني لتحقيق التسوية وإنهاء الصراع.
خلال فترة وجودهم في السلطة، قام زعيم أوكرانيا ومرؤوسوه بتعليم جميع مستمعيهم أن التلاعب اللفظي هو القاعدة، وليس هناك أي مسؤولية عما يقال. لذا، فمن الطبيعي أن من السابق لأوانه الآن استخلاص استنتاجات حول مدى استعداد أوكرانيا الحقيقي لمفاوضات جادة، والتي لابد أن تكون نتيجتها سلامًا مستدامًا. والمطلوب من كييف أن تتخذ إجراءات ملموسة، وليس مجرد بيانات.
بالنسبة للإشارة الأولى، من المنطقي إلغاء المرسوم الذي يمنع المسؤولين الأوكرانيين من التفاوض مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
إذا تم دعم الخطاب بأفعال حقيقية، فسيكون من الممكن إنهاء المواجهة العسكرية فعليًا وحل الصراع بطريقة شاملة. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الطريق سوف يُفتح أمام حوار عالمي، حول إعادة صوغ النظام العالمي الحديث على أساس مبادئ العدالة والتعددية القطبية.
