أبرزرأي

اضراب أوجيرو …يا سامعين الصوت

نائلة حمزة عبد الصمد.

  خاص رأي سياسي…

ليست المرة الاولى التي يدخل فيها عمال اوجيرو في الاضراب..  فهم تلقوا وعوداً في المرة الماضية بمعالجة أوضاعهم أسوة بعمال شركتي الاتصال ألفا وتاتش، غير أنّ إخلال وزير الإتصالات جوني القرم بوعده، دفع بهم نحو الإضراب من جديد، مهدّدين بعدم العودة عنه ما لم تنفذ المطالب…

ويعتبر قطاع أوجيرو من أكثر قطاعات الدولة التصاقاً بالمواطنين نظراً لخدمة الانترنت والاتصالات التي يقدمها، ووقفهما يعني عزل المدن عن بعضها البعض، لا سيّما وأنّ اللبنانيين قد عاشوا تجربة سابقة في العام الماضي حين أعلن الموظفون اضراباً مفتوحاً ، فتحوّل لبنان مدناً معزولة ما شكّل ضغطاً على المسؤولين للاستجابة سريعاً لمطالبهم.

 مجلس نقابة الموظفين اعتبر أن الإضراب المفتوح أتى “نظراً للتجاهل المستمر لمطالبنا بتعديل الرواتب بعد أن أصبحت تعادل واحد بالمئة من قيمتها الفعلية وأن كرامة العاملين وحقهم بالعيش الكريم فوق كل اعتبار، وهي غير قابلة للتفاوض أو الابتزاز”. وأشار الى أنّ “تصرفات وزير غير قانونية كونه وزير وصاية على الهيئة، وأنّ ليس من صلاحياته إصدار اوامر لموظفيها فهي مؤسسة عامة تخضع لسلطة الرقابة المؤخرة لديوان المحاسبة ولديها استقلالية مالية وادارية”.

 وما زاد الأزمة سوءاً هو رفع شركات توزيع الخدمة السعر نحو 13 دولاراً دفعة واحدة، فكل الشركات ترتبط بسنترالات أوجيرو، ومن دونها لا خدمة للانترنت في لبنان.

 نتائج الإضراب المفتوح بدأت بالظهور …تراجعت خدمات الاتصالات والانترنت في الكثير من المناطق حتى انها انقطعت عن مناطق أخرى، بعد خروج السنترالات عن العمل… ما زاد الطين بلة ، فزاد التوتر في ظل انعكاس ذلك على مؤسسات خاصة وحكومية ، أما الأهم فهو توقّف بعض السنترالات المركزية. وتتعاظم المشكلة مع تأثُّر قطاع الخليوي بالأزمة، إذ تحصل الشركتان المشغّلتان للقطاع على جزء كبير من خدماتهما عبر سنترالات أوجيرو.

 وزارة الاتصالات استغربت التصعيد الحاصل من موظفي أوجيرو ، وترى الى ان “قرار تعديل رواتب الموظفين ليس بيد الوزير، بل هو قرار يتّخذه مجلس الوزراء”.

 حتى الساعة لا تجاوب واضح مع مطالب عمال أوجيرو ،كما تشير مصادر في نقابة الموظفين ل”رأي سياسي” ، فحياة الناس معلّقة على حبال الإنترنت، أمر، يدركه عمال أوجيرو تماماً ، ومن هنا تؤكد المصادر أن لا عودة عن الإضراب قبل تحقيق المطالب وتحسين الأجور وبدل النقل و المساعدات وغيرها، وإنَّ كل التهديدات والضغوط التي يتعرض لها العمال، لن تفك الاضراب، ولا يقبل الموظفون حالياً دفع ما انتظروه العام الماضي، بل يريدون مستحقاتهم مع تعديل الرواتب.”

 وبشأن وجود نوايا تخريبية ، كإيقاف السنترالات عمدًا، نفىت المصادر ذلك ، ف”السنترالات لم تتوقّف بسبب نفاد المازوت، لأن الخزانات لم تفرغ، بل توقّفت بسبب حاجتها للصيانة، والمصدر الأساسي لتشغيل السنترالات هو كهرباء الدولة، والمولّدات هي لحالات الطوارىء. ومن غير الممكن تشغيل السنترالات على المولّدات بشكل دائم في ظل أزمة الكهرباء.”
وفي ظلّ استمرار الاضراب ، يبدو أن مدير عام أوجيرو عماد كريديّة غير راض على ما يجري، وفي حديث لموقعنا ، رفض ” أخذ المواطنين رهينة ، وأن يُؤثّر الإضراب على حياتهم وأشغالهم.” وأكّد أنّه لن يتوانى عن استخدام كل ما هو متوفّر بين يديه لتأمين الخدمات”.
 ومن هنا يبدو أن الملف يتجه نحو التصعيد بعدما علقت الآمال على جلسة مجلس الوزراء التي كانت مقررة الاثنين ولم تعقد. وهكذا طارت أحلام الموظفين والعمال …وعسى أن لا يطير لبنان وينفصل عن العالم الخارجي.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى