
حسين زلغوط
خاص_ موقع “رأي سياسي”:
بقي موقف نائبة المبعوث الأميركي للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس حول موعد خروج القوات الإسرائيلية من لبنان في الثامن عشر من هذا الشهر ملتبساً، وذلك بفعل استبدالها كلمة انسحاب بعبارة إعادة انتشار الجيش الاسرائيلي، وهو ما يفتح الباب واسعاً أمام الكثير من التأويل والتفسير، وقد ذهب البعض الى اعتبار ان كلام أورتاغوس يُعد إشارة واضحة على أن إسرائيل ربما تبقى بعد 18 شباط في بعض المواقع تحت حجة ان الجيش اللبناني لم يتمكن بعد من استكمال عملية الانتشار في القرى والمناطق المتاخمة لشمالي فلسطين المحتلة.
وعلى الرغم من قرار الجيش الاسرائيلي من أنه لا مانع أمني من عودة سكان شمال إسرائيل إلى مناطقهم اعتبارا من أول اذار المقبل، فإن “منتدى خط المواجهة” المتمثل برؤساء بلدات الشمال، دعا السكان إلى عدم العودة معلناً أن رؤساء البلدات والسكان لا يقبلون أقل من منطقة عازلة واحتياطات أمنية أخرى تمنع بقاءهم مكشوفين على بلدات جنوب لبنان وسكانها من دون وجود انتشار للجيش الإسرائيلي ما بعد السياج الحدودي الحالي، وهذا ما يبعث على الخوف من أن تقوم اسرائيل بالطلب الى الإدارة الأميركية تمديد المهلة بضعة أيام إضافية، لأنه في حال حصل ذلك فهذا يعني ان هناك “قطبة مخفية” من وراء التعنت الاسرائيلي، علما ان رئيس مجلس النواب نبيه بري أبلغ المبعوثة الأميركية خلال لقائه بها نهاية الاسبوع الفائت رفض لبنان تمديد مهلة الإنسحاب يوما واحداً، وقد تزامن موقف رئيس المجلس مع موقف مماثل للأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم رفض فيه أي مبرر لتمديد المهلة عن الثامن عشر من شباط.
وفي الوقت الذي تؤكد فيه مصادر سياسية، ان واشنطن بعد تشكيل الحكومة في لبنان ستضغط على اسرائيل لاستكمال الانسحاب من المناطق التي تتواجد فيها في الجنوب، فإن مصادر اخرى قرأت في مواقف المسؤولين الاسرائيلين الأخيرة، إمكانية أن تلجأ الحكومة الاسرائيلية الى أخذ اذن من واشنطن، لكي يبقى الجيش الاسرائيلي متمركزاً في بعض النقاط التي يعتبرها استراتيجية بالنسبة له، ومن بين هذه النقاط مرتفع اللبونة القريب من الناقورة، وجبل بلاط، وتلة العويضة القريبة من بلدة العديسة في القطاع الشرقي، اضافة الى جبل الشيخ.
ولم تستبعد المصادر في حال استمرت اسرائيل في لعبة المماطلة أن يعود التوتر الى الجنوب، علما ان لبنان مستمر في عملية ضبط النفس وعدم اعطاء الذريعة لاسرائيل لكي تتملص من اتفاق الهدنة، على الرغم من الغارات الجوية التي تقوم بها يوميا في بعض المناطق في الجنوب والبقاع وعلى الحدود مع سوريا بحجة منع تهريب السلاح، وإبعاد المستوطنين عن مرمى سلاح “حزب الله” في المستقبل.
وفي هذا السياق سرت معلومات لم يؤكدها أي مسؤول لبناني تفيد بأن اسرائيل قد تنسحب بالكامل من الأراضي اللبنانية في حال تم التوصل الى اتفاق يرمي الى نشر قوات اميركية وفرنسية في بعض النقاط، وفي حال كانت هذه المعلومات صحيحة فان ذلك يعني ان اسرائيل انقلبت على اتفاق الهدنة وهو ما لن يقبله لبنان وهذا الأمر عكسه صراحة الرئيس جوزاف عون خلال لقائه، الاسبوع الفائت وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي حيث شدد على أن “لبنان يرفض المماطلة في الانسحاب تحت أي ذريعة كانت”.