أبرزرأي

اسرائيل تهدم وتجرف في الجنوب و”اليونيفل” “شاهد ما شفش حاجة”

حسين زلغوط, خاص- موقع”رأي سياسي”:

22 يوما مضى على اعلان اتفاق الهدنة بين لبنان واسرائيل عقب 66 يوما من حرب شرسة بين “حزب الله” والعدو الاسرائيلي لمدة 60 يوما ينسحب في خلالها جيش العدو من المناطق التي إحتلها ويتسلم الجيش اللبناني أمن الجنوب ، وقد عمل على هذه الهدنة الموفد الاميركي آموس هوكشتاين ، وكان اساسها القرار 1701 الذي تم التوصل اليه لوقف حرب تموز من العام 2006، شكلت لجنة برئاسة اميركا لمراقبة التزام الاطراف المعنية بتطبيق مندرجات هذا القرار، وهذه اللجنة اجتمعت في الناقورة امس على وقع مطالبات لبنانية حثيثة بالضغط على اسرائيل لوقف الخروقات التي وصلت في غضون 22 يوما الى ما يقارب الـ250 خرقا.
اللافت في الموضوع أن جرافات العدو الاسرائيلي كانت في ذات الوقت التي كانت تجتمع فيه اللجنة تقوم بعمليات جرف ممنهجة لمنازل وأماكن عبادة في العديد من قرى الحافة مع فلسطين المحتلة وقد بلغت نسبة عمليات الجرف لبعض القرى السبعين بالمئة منذ سريان مفعول الهدنة، ووصل به الأمر الى القيام بهدم بيوت في الناقور بعد أقل من نصف ساعة من إنتهاء اجتماع لجنة مراقبة الهدنة الذي كان يعقد فيها، وهذا ان دّل على شيء فإنه يدل على أن تل أبيب تضرب بقرار الهدنة بعرض الحائط وانها لا تقيم وزناً للقرارات الدولية ، وأكبر دليل الى جانب الخروقات اليومية هو المماطلة في الانسحاب من العديد من البلدات بما يؤخر انتشار الجيش اللبناني تبعا لاتفاق الهدنة الذي لم يصل بعد الى مرحلة وقف اطلاق النار من الجانب الاسرائيلي .
والسؤال الذي يطرح نفسه هو أين دور قوات “اليونيفل” الغافلة عما تقوم به اسرائيل على مساحات واسعة في نطاق عملها من تخريب للبنى التحتية والمنشآت المدنية وتحديدا في الناقورة التي يوجد فيها المقر العام لهذه القوات ؟.
ان حقيقة الأمر أن هذه القوات تتصرف وفق مقولة “شاهد ما شفش حاجة”، وهذا ما يخالف أحد الاسباب الرئيسية لوجودها في الجنوب، فمهمة هذه القوات هي منع خرق القرار 1701 من اي طرف كان، مع ان الطرف الوحيد الذي يخرقه الآن هو اسرائيل، وليس الاكتفاء بتدوين هذه الخروقات وتعدادها لتضمينها التقرير السنوي التي ترفعه قيادة “اليونيفل” الى الامم المتحدة التي تكتفي بأخذ العلم ولا تحرك ساكناً.
هذا التعاطي من قبل قوات “اليونيفل” مع الممارسات الاسرائيلية العدوانية اليومية تجاه لبنان ، يبعث على الخوف من ان يكون عمل لجنة المراقبة اشبه بما تقوم به هذه القوات اي الامتناع عن تسمية الاشياء باسمائها والاكتفاء بدور الرقابة التي “لا يسمن ولا تغني من جوع” بمعنى انها تمتنع عن توجيه اصابع الاتهام لاسرائيل جراء خروقاتها لبنود الاتفاق وبذلك تبقى اسرائيل تسرح وتمرح طيلة ال60 يوما في العديد من القرى والبلدات وصولا الى سماء العاصمة بيروت الذي يشهد يوميا وجودا مكثفا للمسيرات الاسرائيلية تحت مرآى ومسمع العالم أجمع.
مما لا شك فيه ان ما تقوم به اسرائيل خطير جداً، ويبعث على الخوف من اشتعال المواجهات مجدداً، لأن المقاومة لن تبقى تمارس قواعد ضبط النفس تجاه هذه الخروقات، الى أبد الآبدين بحسب ما قاله أحد الوزراء لموقع “رأي سياسي”، وهو دعا ايضا المجتمع الدولي وتحديدا واشنطن وباريس الى تحمل المسؤولية حيال اجبار اسرائيل على الالتزام ببنود الهدنة وترك الجيش اللبناني ينتشر في الاماكن المحددة ، ومنعها من ممارسة عمليات التهديم اليومي للبيوت وممتلكات المواطنين في العديد من القرى الجنوبية، لأن الاستمرار في ذلك ربما يشعل الحرب مجدداً.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى