أبرزرأي

استحقاقات دولية في انتظار لبنان، ولا معطيات تشير الى حل الازمات قريبا.

تيريز القسيس صعب

خاص رأي سياسي

تشهد الاشهر المقبلة محطات ديبلوماسية مهمة من المفترض ان ترخي بظلالها على الاوضاع الداخلية، والتي قد يكون تأثيرها فاعلا ودافعا في معرفة التوجهات التي قد تفرض نفسها على الساحة السياسية والاقليمية.
وبحسب المعلومات فإن لبنان ممثلا بوزير الخارجية عبدالله بوحبيب سيشارك، وللمرة الأولى في اجتماع اللجنة العربية الخماسية في القاهرة والتي ستبحث في موضوع النازحين السوريين في دول الجوار، وذلك في النصف الثاني من آب المقبل، تم ينتقل إلى نيويورك للمشاركة في اجتماع مجلس الأمن الدولي المخصص للتجديد للقوات الدولية العاملة في جنوب لبنان سنة اضافية، على ان يحضر ايضا اجتماعا لوزراء الخارجية العرب في القاهرة في النصف الأول من ايلول المقبل، ومن جديد يتوجه بعدها إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العمومية للامم اواخر ايلول.

هذه المحطات الديبلوماسية المهمة سيكون لها وقع في لبنان بحيث ان ملفات الفراغ الرئاسي، والاتصالات الدولية والاقليمية النشطة على أكثر من اتجاه وصعيد، والنزوح السوري وازماته الاجتماعية والاقتصادية في لبنان، اضافة الى التزامات واصلاحات الحكومة التي تعهدت القيام بها لصندوق النقد الدولي، والوضع الامني عند الحدود الجنوبية بعد المناوشات التي تشهدها المنطقة من حين الى آخر…..كل تلك المواضيع ستناقش في المحافل العربية والدولية، وسيكون لبنان من البنود ليس الاولية بل الاساسية في مداورات كبار مسؤولي دول القرار والملمين بالوضع الداخلي .

وفي انتظار جلاء الصورة، يترقب المسؤولون زيارة ممثل الرئيس الفرنسي جان ايف لودريان الى لبنان مطلع الاسبوع المقبل، وما قد يحمله من معطيات واشارات قد تؤدي الى حلحلة الوضع الرئاسي، سيما وان المسؤول الفرنسي كان قد حط الاسبوع الفائت في الدوحة وشارك في اجتماع اللجنة الخماسية من اجل لبنان، وزار ايضا المملكة العربية السعودية قبل ان يلتقي الرئيس الفرنسي ويضعه في صورة المشاورات التي أجراها.
الا ان المتابعين للاتصالات الجارية لم يؤكدوا في اتصال مع” راي سياسي” حصول هذه الزيارة قريبا كما هو متوقع، لكنهم في الوقت نفسه رأوا ان لودريان سيكمل مهمته التي اوكلها ماكرون، وسيتابع اتصالاته مع مختلف القيادات، ومن الطبيعي ان يزور بيروت، لكنه لن يقوم بهذه الخطوة ما لم يحمل جديدا او تقدما ما يكسر الستاتيكو الرئاسي الحالي، وهذا الامر غير متوفر ومستبعد حاليا.

ترددات بروكسيل

من ناحية اخرى، رات مصادر مطلعة في بروكسيل ان بيان الاتحاد الأوروبي الأخير حول عودة السوريين ما زالت اصداؤه تتفاعل في اروقة الاتحاد في بروكسيل بحيث نقل عن مرجع ديبلوماسي كبير هناك تواصل مع موقعنا ان قرار الاتحاد الأوروبي الأخير ليس قرارا جديدا بقدر ما هو عملية ضغط تمارس على لبنان لحث المسؤولين القيام بواجباتهم الوطنية.
وقال هذا المرجع المطلع أن نقاشات حادة وطويلة شهدتها اروقة الاتحاد قبل اتخاذ البيان الاخير بين دول مؤيدة لفرض عقوبات واخرى متانية لهذه الخطوات، مستبعدا فرض عقوبات أوروبية جديدة في الوقت الحالي.
واوضح أن القرار الأخير هو بمثابة عملية ضغط يخوضها البرلمان الأوروبي لتذكير اللبنانيين والمسؤولين انه ما زال يتابع بادق التفاصيل الوضع في لبنان وتداعياته.
واعتبر ان قرار البرلمان الأوروبي هو تاكيد دولي لمتابعة الملف اللبناني وان فرض عقوبات امر مطروح بجدية، لكن تنفيذه لم يحن بعد خصوصا وان هذا القرار ليس جديداً، بل هو في إطار المتابعة الدائمة بحثاً عن تطور ما يمكن ان يخرق الجمود الرئاسي توصلا لحل ينهي الشغور القائم.
وكشف ان أروقة مقر الاتحاد الأوروبي شهدت نقاشات ومشاورات حادة بين ممثليهم حول فرض عقوبات من عدمها.
فعلى سبيل المثال لا الحصر، كانت ألمانيا وبلجيكا وإيطاليا من الدول الؤيدة لفرض عقوبات فورية على معرقلي انتخاب رئيس في حين ان دولا أخرى على رأسها فرنسا اعتبرت أن هذا الامر اليوم ربما لن يكون حافزا مشجعا لانتخاب رئيس بقدر ما سيكون عاملا متأزما ومضرا قد يكون له انعكاسات سلبية على مختلف المستويات في لبنان.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى