أبرزرأي

اسبوع القمة العربية انطلق…والاسد حضوره وغيابه غير مؤكدين

تيريز القسيس صعب

خاص رأي سياسي …

على وقع انطلاق الأعمال التحضيرية السياسية والاقتصادية للقمة العربية المرتقبة الجمعة المقبل في دورتها ٣٢ في السعودية، تتوجه الانظار الى الرياض، واجتماعات وزراء الخارجية العرب، ومندوبي الدول في الجامعة العربية، في ١٥و١٧ من الحالي، وذلك من خلال ما قد تتضمنه مسودة اعلان الرياض التي سترفع الى الملوك والقادة العرب لإقرارها.

وبغض النظر عن القرارات التي ستصدر عقب انتهاء أعمال القمة، وجدول أعمالها الذي لن يخلو من البحث في مواضيع حساسة ومصيرية تتعلق بالمصالحة العربية مع سوريا، وتداعيات الاتفاق السعودي الايراني على المنطقة ودول الجوار، اضافة الى تطورات الاوضاع في السودان بعد توقيع اتفاق الهدنة، دون اغفال المسألة الفلسطينية وما يدور في فلكها من اعتداءات اسرائلية، والازمة اللبنانية والاتصالات الدولية والعربية القائمة من خلال اللجنة الخماسية لأجل لبنان… تبقى الانظار مشدودة الى الحضور الرئاسي في أعمال القمة، وتحديدا التمثيل السوري الذي سيشكل الحدث الأهم في الرياض.

وبحسب المعطيات فان حضور الرئيس السوري إلى الرياض لم يعد مشكلة او أزمة بعد صدور قرار الجامعة العربية في إعادته إلى الحضن العربي، إنما السؤال الذي يطرح نفسه هل من تخريجة جديدة تعمل عليها المملكة لاستكمال المصالحات العربية مع الأسد في القمة، ام انه سيقوم بزيارة شكر إلى الرياض قبل بدء أعمال القمة، ويلتقي المسؤولين هناك، ويتراس وزير الخارجية فيصل المقداد الدولة السورية؟

من غير الواضح ما هي السيناريوهات المطروحة والتي يعمل عليها بين الثلاثي الرياض، الجامعة العربية وسوريا.

إنما ما هو مؤكد ان الكرسي السوري في الجامعة لم يعد شاغرا بعد اليوم.

فالمملكة لعبت دورا جبارا في اعادة سوريا إلى الحضن العربي وهي تستضيف اليوم اعمال القمة، كما تتراس لعام كامل أعمال الجامعة، وبالتالي فإن حضور الأسد وشيك، كما أن عدم حضوره القمة وشيك ايضا…المهم رمزية المشاركة.

الا ان المعلومات تشير الى ان عدم رغبة الاسد بحضور القمة والجلوس مع الزعماء العرب ربما عائد الى عدم احراج السعودية اولا خصوصا وان هناك تحفظات عربية ما زالت تعارض عودة الاسد لاعتبارات عديدة، وثانيا ربما تكون رغبة سورية في إنجاح القمة وعدم انسحاب اي من رؤساء الدول من داخل جلسة الافتتاح.

لذلك فالارجحية المطروحة حتى الساعة قيام الأسد بزيارة الرياض قبل القمة، وعقد لقاء ثنائي مع كبار المسؤولين فيها.

وفسرت مصادر ديبلوماسية موثوقة ان هناك اليوم نقلة نوعية تمت عبر السياسة السعودية الناشطة ان في المنطقة او في العلاقات العربية، وهذا دليل تبدل وتغيير في صورة المرحلة المستقبلية للمنطقة.كما ان عودة الاسد الى الحضن العربي هي نقلة نوعية تم التحضير لها منذ فترة من قبل بعض الدول العربية.

انما الخبطة الاساسية او الفضل الاكبر في كل ذلك هو للجهود المكثفة التي قادتها المملكة العربية السعودية في تحقيق ذلك لما لها من وزن وثقل ودور في عملية عودة العلاقات العربية مع دمشق.

وفي هذا الاطار ، فان المنطقة تتجه نحو مسار تطبيع علاقات جديدة بدات من بكين، ثم انتقلت الى تطبيع سوري عربي بمساعدة سعودية ومصرية وعراقية… هذه المحطات وما تبعها من اتصالات ادت الى عودة سوريا، كما أنه لا يمكن عدم ذكر الوسيط الروسي الايراني في تطبيع العلاقات السورية التركية ايضا.

فالصورة المستقبلية بعد عودة الاسد لم تعد ذاتها بعد تحقيق العودة، فسقط مطلب تغيير النظام في سوريا، اقله عربيا، وانتقلنا الى مرحلة اصلاحات وتطبيق خطة سياسية كاملة ومتكاملة.

هذه التحوّلات الانفراجية هي قفزة نوعية في مقاربة الامور، وانتقال من مرحلة الصدامات والتوترات الى مرحلة التعاون المشترك.

ويتبين اننا اليوم امام مرحلة تحول transformation اكثر من تغيير، ويبقى المسار مفتوحا الى مزيد من التعاون والتضامن خصوصا وان بعض الدول العربية اعتبرت عبر عودة سوريا الطريق الوحيد لاحداث تنافس مع النفوذ الايراني في المنطقة.

وفي ضوء كل ما تقدم، يبدو اننا امام مرحلة رمادية مبشّرة بعدد من الامور الايجاببة، وتحول من صراعات وصدامات مفتوحة الى تطبيع تدريجي للعلاقات بين جميع القوى المنافسة.

فالتوافق الذي أعاد سوريا إلى الحضن العربي بإخراج سعودي ديبلوماسي وذكي، ترجم عبر نوايا واضحة للمملكة في “فكفكة” كل العقد والمشاكل التي تخيم على المنطقة، والدخول في علاقات التعاون لتجديد المرحلة والبناء على المشترك.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى