أبرزشؤون لبنانية

ازدحام الحركة الديبلوماسية في بيروت

تأتي زيارة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان إلى بيروت في توقيت حساس، حيث من المقرر أن يلتقي المسؤولين اللبنانيين، قبل يومين فقط من توجه رئيس الجمهورية جوزاف عون إلى باريس للقاء نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون. لودريان يحمل في جعبته مهمة ثلاثية الأبعاد، تشمل البحث في كيفية دعم وقف إطلاق النار الهش جنوبًا، مناقشة الإصلاحات المالية وعلى رأسها تعيين حاكم جديد لمصرف لبنان، إضافةً إلى التحضير لمؤتمر دعم لبنان المزمع عقده في باريس حيث تستمر المحاولات الفرنسية في دفع عجلة الحلول السياسية والاقتصادية في لبنان من خلال جولة أخرى ضمن مسار طويل من المساعي الديبلوماسي.

في الاثناء ازدحم الحراك الديبلوماسي، اذ ومع الترقب لما ستؤول اليه زيارة الموفد الفرنسي تلوح في الأجواء اللبنانية طائرة دولية اخرى وعلى متنها الموفدة الأميركية التي ستحط في بيروت بعد انتهاء عطلة عيد الفطر، حيث يترقب لبنان الرسمي زيارة نائبة المبعوث الخاص للرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس. الزيارة قد تكون حاسمة في تحديد ملامح الصراع اللبناني – الاسرائيلي ومستقبل المفاوضات بين البلدين كما النقاط الحدودية المتنازع عليها، وسط تساؤلات حول تأثير هذه الزيارة على الملفات العالقة، خصوصًا فيما يتعلق بالمفاوضات مع إسرائيل بشأن الأسرى اللبنانيين.

 تسعى الولايات المتحدة من خلال أورتاغوس إلى دفع لبنان نحو مشاركة دبلوماسيين في الوفد العسكري المفاوض مع إسرائيل، بهدف إطلاق سراح الأسرى اللبنانيين والضغط على إسرائيل للانسحاب من النقاط المتنازع عليها على الحدود الجنوبية. ووسط هذه الضغوط يتوجب على لبنان أن يحافظ على موقفه الرافض لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، في وقت تسعى فيه واشنطن لتحقيق أجندتها الإقليمية.

بالموازاة وعلى مستوى الرؤساء الثلاثة، فقد أكدوا رفضهم لأي محاولات لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، وهو ما يثير تساؤلات حول حدود السيادة اللبنانية في التعامل مع الملفات الخارجية وذلك في ظل محاولات الحكومة من تفعيل سياسات داخلية قوية تبقي لبنان بعيدًا عن ضغوط التطبيع والتحولات الإقليمية التي تهدف الى حمل لبنان على إعادة النظر في خياراته كما السعي للحفاظ على توازن دقيق بين الوفاء بإلتزاماته الدولية والحفاظ على سيادته.

في سياق متصل، ومع غزارة التحركات الدبلوماسية، يعمل كل من الموفد الأميركي مورغان أورتاغوس والفرنسي جان إيف لودريان على ضمان استمرار تنفيذ تفاهم وقف إطلاق النار بين لبنان واسرائيل وبذل الجهود لمنع التصعيد، خصوصًا في ظل استمرار الخروقات الإسرائيلية وحادثة إطلاق “صواريخ مجهولة” والردود الإسرائيلية التي أسفرت عن سقوط عدد من الضحايا.

 حيث ان تنوع وغزارة الحركة الدولية بإتجاه لبنان تدفع بهذه البقعة الجغرافية الصغيرة والتي تحتضن مكونات مختلفة ومواقف متباينة الى السعي بجهد لأن تكون طرفًا فاعلًا في كافة المعادلات، لا رهينة للتوازنات الإقليمية.

في ظل هذه التحركات الديبلوماسية، يبقى على لبنان الاستفادة من هذه الوساطات لتحقيق استقرار طويل الأمد، لا ان يبقى اسير الأجندات الإقليمية والتجاذبات السياسية الداخلية كما على الطبقة السياسية أن تستغل هذه الفرصة لتحقيق إصلاحات جذرية بعيدا عن الجمود الذي احاط بنا لأوقات طوال.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى