ارتفاع الدولار مع تنفيذ الرسوم الجمركية الأميركية على السلع الصينية

ارتفع الدولار يوم الثلاثاء، بعد دخول الرسوم الجمركية الأميركية على السلع الصينية حيز التنفيذ، مما أدى إلى رد سريع من بكين وبيع اليوان الصيني والدولار الأسترالي. كما شهد الدولار الكندي والبيزو المكسيكي تراجعاً بعد ارتفاعهما في اليوم السابق، إثر تلقيهما مهلة للرسوم الجمركية الأميركية المقررة. من جهة أخرى، انخفض اليورو بعد تهديد واشنطن بفرض رسوم تجارية على الاتحاد الأوروبي.
وفرضت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب رسوماً جمركية إضافية بنسبة 10 في المائة على الواردات من الصين، بدءاً من الساعة 05:01 (بتوقيت غرينتش)، وفق «رويترز».
وقال ماركوس ويدن، الخبير الاقتصادي في بنك «إس إي بي»: «من الواضح أن ترمب يريد التفاوض، ولكن هناك فكرة أساسية مفادها أن عائدات الرسوم الجمركية يجب أن تمول التخفيضات الضريبية، وهو ما قد يثير تساؤلات حول ما إذا كان بإمكانه التراجع عن خطط الرسوم الجمركية في كل مرة».
وارتفع مؤشر الدولار الأميركي -الذي يقيس قيمة الدولار مقابل سلة من العملات الرئيسية- بنسبة 0.15 في المائة ليصل إلى 108.6.
وفرضت الصين، يوم الثلاثاء، رسوماً جمركية على الواردات الأميركية، مما أعاد إشعال الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، حيث زعم ترمب أن الصين لم تفعل ما يكفي لوقف تدفق المخدرات غير المشروعة إلى الولايات المتحدة.
وقال غاري نيغ، كبير الاقتصاديين في «ناتيكسيس»: «لا يزال التفاؤل السابق في السوق بشأن التوصل إلى اتفاق سريع بين الولايات المتحدة والصين يبدو غير مؤكد». وأضاف: «حتى إذا تم الاتفاق على بعض القضايا، فمن الممكن أن نرى التعريفات الجمركية تُستخدم أداةً متكررة، مما يمكن أن يكون مصدراً رئيسياً للتقلبات في السوق هذا العام».
وانخفض اليوان الصيني بنسبة 0.35 في المائة إلى 7.3207 مقابل الدولار في التعاملات الخارجية، على الرغم من أنه ظل بعيداً عن أدنى مستوى قياسي بلغه يوم الاثنين عند 7.3631 يوان. ويستمر تعليق تداول اليوان رسمياً حتى يوم الأربعاء بسبب عطلة رأس السنة القمرية في الصين.
من جهة أخرى، انخفض الدولار الأسترالي بنسبة 0.35 في المائة إلى 0.6206 دولار، حيث يُعد هذا أعلى من أدنى مستوى سجله يوم الاثنين عند 0.6085 دولار، وهو أضعف مستوى له منذ أبريل (نيسان) 2020.
كما انخفض اليورو بنسبة 0.15 في المائة إلى 1.0328 دولار، حيث يراقب المشاركون في السوق الاتجاه نحو التكافؤ بين اليورو والدولار الأميركي.
وقال جورج سارافيلوس، رئيس أبحاث النقد الأجنبي في «دويتشه بنك»: «إذا استمرت المخاطر التجارية تحت إدارة ترمب الأولى، فقد تؤدي إلى تحركات حادة نحو التكافؤ بين اليورو والدولار». وأضاف: «إعادة تسعير البنك المركزي الأوروبي إلى 1.50 في المائة مع بقاء السياسة الأميركية ثابتة قد يؤدي إلى انخفاض اليورو إلى مستويات تتراوح بين 0.98 و0.99».
في السياق نفسه، يعتقد كثير من المحللين أن الرسوم الجمركية الأميركية قد تؤدي إلى تباطؤ اقتصادي في منطقة اليورو. وفي هذا الصدد، زادت أسواق المال من رهاناتها على خفض أسعار الفائدة من البنك المركزي الأوروبي.
وخسر الدولار الكندي 0.15 في المائة ليصل إلى 1.4451 دولار كندي مقابل الدولار الأميركي، في أعقاب انتعاشه من أدنى مستوى له عند 1.4792 دولار كندي يوم الاثنين، وهو أضعف مستوى له منذ عام 2003. كما استقر البيزو المكسيكي عند 20.3460 دولار، مرتفعاً عن أدنى مستوى له في الجلسة السابقة البالغ 21.2882 دولار.
وقالت شركة «تي دي» للأوراق المالية: «يزداد عدم اليقين التجاري، مما يشير إلى أن الأسواق ستستمر في تسعير علاوة المخاطر المرتبطة باضطرابات التجارة».
وتتوقع «تي دي» أن تكون الانخفاضات في زوج الدولار الأميركي – الدولار الكندي قصيرة وضحلة، متوقعاً أن يرتفع الزوج إلى 1.50 دولار كندي بحلول نهاية شهر مارس (آذار)، استناداً إلى الوضع الاقتصادي الضعيف في كندا وزيادة المخاطر التجارية.
وفي تطور آخر، انخفض الجنيه الإسترليني بنسبة 0.25 في المائة ليصل إلى 1.2410 دولار، على الرغم من اقتراح ترمب إعفاء بريطانيا من الرسوم الجمركية. في الوقت نفسه، ارتفع الدولار الأميركي بنسبة 0.5 في المائة إلى 155.50 ين ياباني.