ارتفاع الأسعار في المطاعم وتدنّي جودة الأطعمة.. هل هو مبرَّر؟
كتيت جويل زغيب لـ “رأي سياسي”:
يشهد اللّبنانيون على ارتفاع مستمرّ في أسعار قائمة المأكولات في المطاعم، فمن سنةٍ حتى اليوم ارتفعت الأسعار بشكلٍ ملحوظ. فما هي أسباب إرتفاع الأسعار المستمرّ في الأشهر الأخيرة؟ وهل هو مبرَّر لقطاع المطاعم؟
زيادة الأسعار في المطاعم سببه الرّئيسي، بطبيعة الحال، هو إرتفاع قيمة التكاليف المتوجّبة على أصحاب القطاع هذا، وذلك لعدّة أسباب:
أوّلًا، زيادة أسعار المحروقات بشكلٍ جنونيّ، علمًا أنّ المطاعم ملزمة الى تأمين الكهرباء 24/24 حفاظًا على سلامة المأكولات ممّا يزيد التكلفة المتوجّبة عليها.
ثانيًا، إرتفاع قيمة أجور الموظّفين، فقبل ارتفاع سعر المحروقات وبالتالي كلفة المواصلات، كان العامل يرضى بأجرٍ أقلّ من الأجر الّذي يحتاجه اليوم. إنّ الأجور الّتي كان يدفعها صاحب المطعم منذ سنة أقلّ من الأجور الحاليّة. وهذا سبب آخر أدّى الى إرتفاع تكاليف المطعم.
ثالثًا، إرتفاع تكاليف الشّحن، وبالتّالي ارتفاع أسعار كلّ المواد المستوردة من الخارج والّتي يحتاجها المطعم.
رابعًا، ارتفاع سعر الدّولار، فمنذ سنة كان الدولار تقريبًا بين ال 17 وال 20 ألف ليرة، أمّا اليوم تجاوز ال 30 ألف ليرة لبنانيّة.
خامسًا، منذ سنة 2019 والمطاعم تعاني من الخسائر، فوباء كورونا وكلّ التدبيرات الملحقة به أدّت الى تسكير المطاعم ومن ثمّ قرار استقبال نسبة قليلة من الزبائن. ممّا ألحق خسائر كبيرة بالمطاعم لا زال البعض منها يعمل حتى اليوم لسدّها.
هذا بالنسبة للأسعار، أمّا بالنسبة لجودة الأطعمة، فلاحظ المواطن أيضًا تدنّي بنوعيّة المأكولات. ولذلك عدّة أسباب أيضًا. نبدء بذكر المفهوم الجديد لدى المستهلك اللبناني والّذي كان نتيجة غلاء المعيشة والوضع الاقتصادي الصّعب وهو “بدّي الأرخص مش الأحسن”، والّذي انتقل تلقائيًّا الى المستوردين وبالتّالي أصبحت جودة البضائع المستوردة أدنى من السّابق.
ننتقل الى الأزمة الأوكرانيّة – الروسيّة والّتي جعلت بعض الدّول تمنع تصدير موادها الغذائيّة الى الخارج وذلك للمحافظة على اكتفائها الذاتي من الغذاء تحسّبًا لأي تفاقم في نتائج الحرب المذكورة. مثلًا كان لبنان يستورد اللّحوم من نيوزيلاندا، أمّا اليوم توقّفت هذه الأخيرة عن التصدير ولم نعد نتمتّع بجودة اللّحمة النيوزيلانديّة في المطاعم اللبنانيّة.
أخيرًا وليس آخرًا نعود الى أزمة الكهرباء والّتي تؤثّر على تبريد الأطعمة وبالتّالي على جودتها.
ختامًا، مع كلّ هذه التحديّات والمشاكل الّتي تعاني منها المطاعم، لا زال هذا القطاع في لبنان من الأفضل عربيًّا. ففي دراسة أجريت مؤخّرًا حول أفضل 50 مطعما في العالم العربي كان للبنان النصيب ب 7 مطاعم.
مفتاح قلب اللّبناني معدته، لا شيء يوقفه عن الأكل والسّهر والكيف، فنهارًا يتكدّر من ارتفاع أسعار المطاعم، ونجده ليلًا يتعشّى، مع أرغيلة، في هذه المطاعم عينها.