ارتفاع أسعار وشُح المواد الغذائية يزيدان من متاعب البورميين

يصطف عشرات الأشخاص تحت الأمطار الموسمية في رانغون، عاصمة بورما الاقتصادية، بانتظار الحصول على زيت الطهي المدعوم، إحدى السلع الكثيرة التي باتت نادرة في المدينة في ظل أزمة اقتصادية شديدة.
وتراجع اقتصاد البلاد في أعقاب الانقلاب العسكري العام الماضي، وتفاقمت الأزمة بفعل محاولات المجموعة العسكرية الحاكمة الاستيلاء على النقد الأجنبي والقواعد غير المنتظمة التي تحكم الأعمال والواردات.
وتتأثر مستويات المعيشة بالارتفاع العالمي لأسعار السلع الأساسية الناجم عن الغزو الروسي لأوكرانيا، ما جعل الكثيرين يكابدون للصمود ويعتمدون على الدعم الحكومي أو الإعانات الخيرية للحصول على لقمة العيش .
وقالت خين خين ثان، وهي ربة منزل عمرها 55 عاما أثناء انتظارها لملء قنينة بلاستيكية بزيت تبيعه جمعية محلية «لا يستطيع الناس إنفاق الكثير من دخلهم على الغذاء بسبب ارتفاع أسعار السلع».
فقد ارتفع سعر عبوة تزِن 1.6 كيلو غرام من زيت الطهي في السوق بشكل جنوني ليصل 9000 خيات (4.25 دولار) بعد أن كان 5000 خيات، على ما قالت. وأضافت «إذا كان فرد واحد فقط من الأسرة يعمل فلن يكون هناك للعائلة ما يكفي من المال للطعام».
في تموز/يوليو قال البنك الدولي إن قرابة 40 في المئة من السكان يعيشون تحت خط الفقر الوطني.
ووصل تضخم أسعار الاستهلاك إلى 17.3 في المئة في آذار/مارس على أساس سنوي، وفق بيانات البنك الدولي.
وارتفع سعر الأرز على وقع ارتفاع تكلفة النقل وبعد أن حوّل الجيش والمقاتلون المعارضون للمجلس العسكري مساحات من البلاد إلى ميادين معارك.
وحتى صحيفة «غلوبال نيو لايت أوف ميانمار» المدعومة من الحكومة تنشر تقارير شبه يومية حول ارتفاع أسعار الأرز والبيض والخضار والنقل بالحافلات والإيجار.
وفي الأسبوع الماضي ارتفع سعر ليتر الديزل بنحو ستة سنتات أمريكية بين ليلة وضحاها، على ما ذكرت وسائل إعلام حكومية، ليبلغ 2440 خيات (1.15 دولار).
وعشية وقوع الانقلاب العام الماضي، كان المستهلك يدفع 695 خيات فقط في محطات توزيع الوقود في رانغون، حسب معطيات القطاع.
هذا الأسبوع أعلنت المجموعة العسكرية الحاكمة عن تشكيل لجنة توجيهية لشراء الوقود من روسيا الحليفة، لكن دون ذكر تفاصيل حول متى أو كيف سيبدأ ذلك.
ويعتمد الكثير من الناس على التبرعات الخيرية لسد حاجاتهم.
وتقول لاي لاي (68 عاماً) وهي تقف بين مئات الأشخاص الذين اصطفوا في أحد الأديرة البوذية للحصول على وجبة من الأرز والكاري «إذا أردنا أن نطبخ في المنزل، فلا كهرباء والأرز باهظ الثمن». وتضيف «تكاليف الطهي مرتفعة جداً بالنسبة لشخص متقاعد».
وقال آشين أوتاماسيري المشرف على التوزيع أن الدير يمنح قسائم إلى 500 شخص يومياً للحصول على حصص من الطعام الذي يطبخه الرهبان باستخدام المكونات التي تم التبرع بها لهم.
وأضاف «لكن في بعض الأيام كان هناك أكثر من 600 شخص» و»إذا نفد الأرز والكاري لدينا، نقدم الكعك والوجبات الخفيفة والفواكه.»
وخلص إلى القول «لا يمكنني توفير المأوى لكثير من الناس لكن يمكنني أشاركهم بالطــعام».
المصدر: ا.ف.ب