رأي

ارباك في «المستقبل» والشارع السنّي… الحريري يعتزل وبيت الوسط «مفتوح» خاسرون ورابحون من عزوفه… وتداعيات سلبية على المختارة؟!!

كتبت ابتسام شديد في صحيفة “الديار” :

“انتظروني غدا”، بهذه العبارة خاطب سعد الحريري المؤيدين الذين احتشدوا أمام بيت الوسط دعما له، ورفضا لقرار خروجه من الإنتخابات النيابية، مضيفا ان «بيت الوسط سيبقى مفتوحا لجمهوره»، كلام الحريري مقدمة لما سيسمعه نواب «تكتل المستقبل» وتكملة لكل الإشارات التي دلت على ان قرار الحريري متّخذ بإعلان عزوفه عن خوض الإنتخابات النيابية المقبلة، لكن ما ليس معلوما بعد، تفاصيل الخطة وخريطة الطريق التي أعدها، وسيعلنها  على الأرجح في المؤتمر الصحافي الذي سيعقده في بيت الوسط اليوم، وما اذا كان سيترك الحرية لنوابه لخوض الإنتخابات شخصيا، وهل يشمل القرار الدائرة اللصيقة به ام يتوسع الى المقاطعة السياسية الشاملة محاولا إقناع من تبقى من رؤساء الحكومة السابقين باتخاذ الموقف نفسه؟

قرار الحريري الصادم لفريقه السياسي وجمهوره سيكون حازما وملزما لأعضاء تكتله النيابي، وبالمؤكد انه لم يأت من العدم، بل بناء على معطيات كثيرة أملت هذا الخيار، وتتراوح بين من يربط الموضوع بقرار خارجي او ما يتعلق برغبته الانسحاب مرحليا، ليوكل ادارة البلاد لقوى الأمر الواقع، كما يسميها «المستقبليون» او نتيجة قراءة حريرية خاصة لوضعية «تيار المستقبل»  التي أملت الابتعاد، نتيجة تقييم سلبي لتجربته في الحكم مع العهد والتيار الوطني الحر وسقوط التسوية السياسية معهما، فرئيس «المستقبل» منهك سياسيا وماليا، وعلاقاته مترنحة مع حلفائه بدءا من «القوات» الى حلفائه السابقين، إضافة كما تقول المعلومات، الى تعقيدات المشهد الإنتخابي بسبب وضعه المالي وغياب الدعم السعودي له وعدم قدرته على خوض الانتخابات مع «القوات» التي لم تسمه لرئاسة الحكومة.

تتعدد القراءات لقرار الحريري الأخير، فثمة من يقول ان انكفاءه سيكون عن الإنتخابات فقط واحجام لمرحلة معينة، وهناك من يعتبر ان غياب الحريري سيؤسس لقيادات سنية بديلة، لكن القرار بالمؤكد خلق حالة ارباك في الشارع السني، وعلى مستوى القيادات السياسية، في ظل عدم وضوح الصورة وما سيكون عليه موقف رؤساء الحكومات السابقين، وما اذا كانوا سيلتحقون بمقاطعة الحريري والرئيس تمام سلام.

وفي حين تقول المعلومات، ان جهات كثيرة تستفيد من انكفاء وتراجع «الحريرية السياسية» أبرزها أخصامه السياسيون، فالواضح ان ترك «المستقبل» من دون خارطة عمل وادارة سياسية يحددها الحريري، ويطلق نواتها في مؤتمر اليوم، سيؤثر على الشارع السني وزعامة آل الحريري، فيما يساهم انسحابه بتعزيز دور شخصيات سنية لم تنجح في منافسة الحريري وحجز موقع او حيازة لقب الزعامة في السنوات الماضية، وأكثر المستفيدين من انسحاب الحريري انتخابيا هم مرشحو المجتمع المدني في الشارع السني، والشخصيات السنية المستقلة وحزب «القوات» الذي له علاقات قوية ومتينة مع القواعد والجمهور السني.

التأثيرات السلبية الكبرى لغياب رئيس «المستقبل» ستقع على زعيم المختارة، فغياب الحريري عن المسرح السياسي الداخلي مسألة بالغة الدقة ومؤثرة على النائب السابق وليد جنبلاط على المستويين الشخصي والسياسي، وكان لافتا ان جنبلاط قاد في الساعات الـ ٤٨ ساعة الماضية مهمة مستحيلة لإقناعه بالعدول عن الموقف، حيث مارس  كل وسائل الإقناع لثنيه عن العزوف، كما حضر الموضوع في زيارته الأخيرة الى موسكو، حيث وضع جنبلاط الجانب الروسي في أجواء ما يحصل سنيا وما يمر به الحريري

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى