صدى المجتمع

احتجاجات في بريطانيا على مشروع بناء طريق قرب “ستونهنج”

تجمع كهنة ووثنيون وعلماء بيئة وآثار خارج المحكمة العليا لبدء جلسة استماع تستمر يومين يقولون إنها قد تؤدي إلى “تدنيس” أحد أشهر المعالم في بريطانيا “ستونهنج”.

ويسعى نشطاء في محاولة ثانية أمام المحكمة العليا لمنع مخطط بقيمة 1.7 مليار جنيه إسترليني (2.16 مليار دولار) لإصلاح ثمانية أميال (13 كيلومتراً) من طريق “أي 303” A303 في ويلتشير والذي يشمل نفقاً بطول ميلين.

وفي إفادة خطية الثلاثاء الماضي قال ديفيد وولف (حامل تقدير مستشار الملك) من موقع التراث العالمي لإنقاذ ستونهنج Save Stonehenge World Heritage Site إن المشروع سيكون الخطوة الأولى في شطب موقع التراث العالمي من “يونيسكو”.

وأضاف، “هذا ليس فقط من منطلق نقدي، ولكن القيمة البحثية والأهمية الثقافية والقيمة الرمزية وسمعة المملكة المتحدة بأنها تظهر للعالم أنها تهتم بموقع التراث العالمي وتحترم التزاماتها في اتفاق التراث العالمي”.

كما أشار إلى أن الخطة المعتمدة من شأنها أن تقضي على حوالي سبعة هكتارات من موقع التراث العالمي، وهو تغيير سيكون “نهائياً ولا رجعة فيه”.

ومن أمام المحكمة تجمع النشطاء تحت المطر وسط لندن حاملين لافتات كتب عليها “أنقذوا ستونهنج” Save Stonehenge وكرروا نصيحة “يونيسكو” للحكومة بأن الخطة “يجب ألا تمضي قدماً في شكلها الحالي”.

وفي تصريح إلى “اندبندنت” قال الملك آرثر بندراغون، وهو كاهن يظهر بأردية بيضاء وتاج فضي، إن “أعمال الطرق ستدمر كثيراً من الآثار”، ووصف دعم الحكومة للمشروع بأنه “متغطرس”، مضيفاً “إذا جرى المضي قدماً في هذا المخطط فسيتسبب بأضرار بيئية لا يمكن إصلاحها في ستونهنج، وقد قيل للحكومة ألا تقدم على ذلك من قبل كثير من الهيئات الرسمية المختلفة، وأنها ستدمر كثيراً من الآثار”.

واستطرد، “بغض النظر عن ذلك فإنه سيفسد المناظر التي لا يمكنك استبدالها، أي حيث تغرب الشمس في منتصف الشتاء، ففي الانقلاب الشتوي هو المكان الذي ستكون فيه بوابتهم، لذا فإن تلوثهم الضوئي سيجعل من المستحيل رؤية منظر الشمس هناك مرة أخرى”.

وقد سافرت لوريان كادييه (71 سنة) إلى لندن من منزلها في ويلو هامبشير الذي تتقاسمه مع زوجها بول كادييه البالغ (74 سنة)، وقالت إن “ستونهنج كان شيئاً نعتز به في الثقافة البريطانية”، مضيفة “هناك شيء ليس معروفاً على نطاق واسع وهو أن هناك نبعاً قرب ستونهنج يسمى “بليك ميد” Blick Mead، وهذا هو السبب في أن سكان العصر الحجري الحديث ذهبوا إلى ستونهنج، فالنبع لا يتجمد أبداً و[بناء] هذا النفق يعني أنه سيتعرض للجفاف”.

وبجوار الزوجين المتقاعدين تحمل شارلوت بولفر وعاء صغيراً فيه ماء من النبع، ويقول نشطاء إنه يواجه احتمال التدمير إذا تم المضي قدماً في المخطط. وتقول شارلوت (45 سنة) من هاستينغز إن “بليك ميد يعتبر مهد ستونهنج، وإننا نعرف أن ستونهنج موجود بسبب هذا النبع، والموقع المحيط به والذي يسبق ستونهنج نفسها بـ 6 آلاف عام”.

وأضافت، “هذا الموقع قيّم للغاية وإذا تم المضي قدماً في النفق فهذا يعني تدمير الموقع تماماً، لذلك فإنهم يقولون ’أووه‘ إنها مجرد آثار قديمة ولن تتضرر من النفق، ولكن سيتم تدمير أحد أهم المواقع المهمة للغاية”.

وفي المحكمة قال السيد وولف بأن “الحكومة قدمت دراسة غير قانونية لبدائل المشروع”، مضيفاً أن “النشطاء يعتقدون أن وكالة “الطرق الوطنية” National Highways قدمت معلومات خاطئة بصورة أساس حول هذه [البدائل] التي فشلت في الاعتراف بالضرر التراثي، واستندت إلى تحليل خاطئ لأرقام حركة المرور المحتملة لطريق ’أي 303‘ A303″.

وأوضح أن مقاربة الحكومة لم تشمل أي استجواب خبير للأدلة، مع إعادة تقييم المشروع بإدارة كاملة من قبل المسؤولين”.

واستطرد وولف أن “نشطاء يفضلون مشروعاً يحوي نفقاً أطول تحت الأرض أو طريقاً فوق السطح، زاعمين أن الأخير سيكون أرخص مادياً ويكلف حوالى 400 مليون جنيه إسترليني أقل، بناء على حسابات عام 2017.

وتقول وكالة الطرق الوطنية إن خطتها للنفق ستزيل مشهد وصوت حركة المرور التي تمر عبر الموقع وتقلل من أوقات الرحلات.

من جانبه قال جيمس ستراخان (حامل تقدير مستشار الملك) نيابة عن وزارة النقل عبر مرافعات مكتوبة إنه “لا يوجد أي قصور في إحاطة وزارية حول الخطر الافتراضي لشطب موقع التراث العالمي”، مضيفاً “لم يُشطب موقع التراث العالمي ولن يُشطب بحسب ما يقال في حال سار المشروع حسب المخطط”.

وقال المحامي إن الحكومة خلصت إلى أن المشروع “متسق مع التزامات المملكة المتحدة” بموجب اتفاق التراث العالمي، وأنها ستعمل مع الهيئات الاستشارية لتقليل الضرر، مضيفاً أن “الوزير لديه كل الخبرة المناسبة المتاحة لاتخاذ قرار متوافق تماماً مع المتطلبات القانونية وعادل موضوعياً”.

وأوضح أن الوزير لديه “تفاصيل وافية بما فيه الكفاية” للوصول إلى استنتاج عام مفاده أن الفوائد التراثية للبدائل لم تكن كافية لتفوق الكلفة والتأخير والأضرار الأخرى لتنفيذها”.

وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2020 منح وزير النقل حينها غرانت شابس الضوء الأخضر للمشروع للمرة الأولى على رغم نصيحة هيئة التفتيش والتخطيط بأنه سيتسبب في “ضرر نهائي لا رجعة فيه” للمنطقة.

ونجح تحالف “موقع التراث العالمي لإنقاذ ستونهنج” في الطعن في قراره في المحكمة العليا للمملكة المتحدة.

وأعلنت “يونيسكو” موقع ستونهنج وأفيبوري كموقعي تراث عالمي ذو قيمة عالمية استثنائية عام 1986، بسبب حجم الآثار الصخرية في الموقع وتعقيداتها الدائرية المبنية بنموذج متحد المركز وآثاره من العصر الحجري الحديث والعصر البرونزي.

ومن المقرر أن تختتم جلسة الاستماع أمام القاضي هولجيت اليوم الخميس، ومن المتوقع صدور حكم في وقت لاحق.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى