ملفات

اتفاقات أوسلو عام 1993 وعام 1995

تعتبر اتفاقية أوسلو المرحلية الجزئية، الموقعة بين الجانبين الفلسطيني والصهيوني برعاية أمريكية وعربية جزئية مصر والأردن ( في واشنطن في 13 أيلول 1993 ، وما تلاها من اتفاقية القاهرة في 4 ايار 1994) ، هي التي نظمت العلاقات الثنائية السياسية والأمنية الفلسطينية الصهيونية في فلسطين المحتلة.
على الصعيد السياسي عملت منظمة التحرير الفلسطينية، على إنشاء السلطة الفلسطينية بقرار من المجلس المركزي الفلسطيني، وهو الهيئة الوسيطة بين اللجنة التنفيذية للمنظمة والمجلس الوطني الفلسطيني، فعاد عشرات آلاف الفلسطينيين من المنافي والمهاجر والشتات الى الضفة الغربية وقطاع غزة ، وتقدمهم رئيس المنظمة الشهيد ياسر عرفات (ابو عمار ) في 1 تموز 1994 حين دخل غزة ، وأدخلت قوات جيش التحرير الفلسطيني من الدول العربية كالأردن ومصر وسوريا والعراق واليمن والجزائر وتونس وغيرها ، تحت مسميات وأسماء جديدة ، كالأمن الوطني والمخابرات العامة والشرطة الفلسطينية وسواها من الأجهزة الأمنية.
على الصعيد الإقتصادي، تطورت هذه االإتفاقية السياسية خلال ثمانية أشهر، لتنخرط في صفها وتتبعها اتفاقية باريس الإقتصادية ( في نيسان 1994، بين السلطة الفلسطينية والحكومة العبرية في تل أبي ، وما تلاها من اتفاقيات جزئية مكملة لها في واي ريفر.
إرتكزت الاتفاقيتان على اتفاقات مشتركة مشروطة. لم يستند حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على القانون الدولي، ولم تكن الاتفاقات المبرمة قانونية لأن القانون الدولي يحظر التوسع الإقليمي عن طريق العنف. وبالتالي، يتعين على إسرائيل، في إطار الاتفاق مع منظمة التحرير الفلسطينية، الالتزام بالانسحاب الكامل من الأراضي المحتلة عام 1967. لكن بالاعتماد على اتفاقات أوسلو، كانت “درجة الانسحاب” خاضعة لمزيد من المفاوضات.
فوفق الاتفاقية، وهذا يتوقف على رغبة إسرائيل في هذه المسائل، كان من المرجح أن تتحدد النتيجة النهائية بناء على نتيجة نقاش يجري داخل إسرائيل أكثر من المفاوضات مع منظمة التحرير الفلسطينية. بالإضافة إلى ذلك، انصاع منظمة التحرير الفلسطينية لإسرائيل في العديد من النقاط الأساسية للفلسطينيين، وكانت النتيجة النهائية استمرار الاحتلال الإسرائيلي في هيئة مختلفة.
بعد اتفاقيتي اوسلو بدا للعالم الخارجي أنه قد تم التوصل إلى تسوية تاريخية بين عدوين لدودين. وعززت هذا الانطباع: مصافحة تاريخية فوق مرج أمام البيت الأبيض، والصحافة العالمية، وجائزة نوبل، إلى ما هنالك.

وعلى الرغم من أن النشوة كانت كبيرة في البداية في فلسطين، إلا أن الفلسطينيين رفضوا الاتفاقات فوراً، مقدمين حججاً قوية.. سنتناولها في الجزء الثاني من هذا الملف.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى