ابي المنى: لضرورة تحمل القادة مسؤولية تطبيق الدستور
نظمت اللجنة الاجتماعية في المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز وتجمع الجمعيات النسائية في الجبل لقاء موسعا حول البرنامج التعاضدي الاجتماعي ” سند”، في دار الطائفة في بيروت، برعاية شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي ابي المنى، وذلك من اجل تشبيك المستفيدين من هذا البرنامج مع مراكز الرعاية الصحية الاولية في وزارة الصحة تنفيذا لخطة العمل الهادفة الى تعزيز الرعاية الصحية والاجتماعية الشاملة بخاصة للأسر ذات الدخل المحدود.
شارك في اللقاء مديرة الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة العامة الدكتورة رندى حمادة وحضره: رئيسة اللجنة الاجتماعية في المجلس المحامية غادة جنبلاط، امين سر المجلس المحامي نزار البراضعي، أمين الصندوق الخبير ناجي صعب واعضاء من المجلس المذهبي، مقرر اللجنة الاجتماعية أسامة ذبيان، الشيخ محمد غنام والنقابي أكرم عربي والمدير العام لمشيخة العقل ريان حسن، رئيسة جامعة البلمند في سوق الغرب الدكتورة حبوبة عون، المدير العام لمستشفى عين وزين الدكتور زهير العماد، رئيسة تجمع السيدات النسائية في الجبل وعضو الهيئة الوطنية لشؤون المرأة السيدة فريدة الريس، ورؤساء وممثلو مراكز الرعاية والمستوصفات وبرنامح “سند” في الجبل وباقي المناطق.
شيخ العقل
وقد نوه شيخ العقل في كلمته، بـ”التعاون القائم بين مديرية الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة العامة ممثلةً بالدكتورة رندة حماده وبين اللجنة الاجتماعية في المجلس المذهبي وتجمُّع الجمعيات النسائية في الجبل والجمعيات الأهلية في المناطق، من اجل تطبيق برنامج التعاضد الاجتماعي “سند” الذي أطلقناه منذ أشهرٍ، في ظل ظروفٍ استثنائية قاسية”.
وقال: “نتوجَّهُ نحو عمل الخير والمعروف من أجل بلسمة القلوب المُتعَبة وتضميد الجراح المؤلمة، انطلاقاً ممّا يُوجبه علينا الدين تجاه أهلنا ومجتمعنا، وما تُوجبه الإنسانيةُ من شعورٍ بالمسؤولية وسعيٍ للقيام بالواجب”.
وأضاف: “لقد أوصى القرآنُ الكريم بمساعدة المساكين وأبناءِ السبيل، حتى أنه أباح عدمَ الصيام للمضطرّ على أن يفتديَ صيامَه بإطعام مسكينٍ أو أكثر، كما أوصى في غير آيةٍ بالوالدَين وبذوي القربى وباليتامى والمساكين بقوله تعالى: “وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ”، “فَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ”، وكما نلاحظ فقد بدأ التوصيةَ بالأقرب فالأقرب، أي بالوالدَينِ أوَّلاً ثمَّ بذوي القربى ثمَّ بالمساكين فأبناءِ السبيل، أي عمومِ الناس، وهو ما يَحُضّ عليه الأميرُ السيّدُ التنوخي في مسلك التوحيد، والذي أوصانا بحفظ الإخوان ومساعدة المحتاجين منهم، حتى أنَّه أوصى بالإقدام على بذل المال والمساعدة قبل الطلب، مستشهداً بقول للإمام الصادق حين سأل إسحاقَ بنَ عمار “كيف بِرُّك بإخوانك يا ابنَ عمار؟ فقال أحسنُ بِرٍّ يا مولاي إذا جاؤوني بررتُهم وإذا سألوني أعطيتُهم، فقال الإمامُ الصادق:لا تُبرُّهم حتى يَجيئوك؟ ولا تُعطيهم حتى يسألوك؟ أذللتهم أذلّك الله”.
واكد الشيخ ابي المنى “ان ثقافة العطاء هذه، دون سؤال وإذلال، هي ما يجب أن تسود في مجتمعنا. ولهذا كانت “سند”، ولهذا يجب أن تُدعَمَ وتستمرّ، وأن تتخطّى الصعابَ والعقباتِ التي تفرضُها الظروفُ الاستثنائية والتدهورُ المالي والاقتصادي، وأن تتجاوزَ كلامَ التشكيكِ من قِبل الذين لا يعرفون سوى الانتقاد والهدم، والذين لا يُرَدُّ عليهم سوى بالعمل والسير إلى الأمام. ولعلنا اليوم، وفي إطار ما تعملون عليه من تنظيم الشبكة الوطنية لمراكز الرعاية الصحية الأولية ننجحُ في الردِّ وفي تشبيك اهتمامِنا ورعايتنا وعطائنا لنتمكنَ معاً من تغطية مساحة إنسانية أوسع في مناطق تواجدنا وعملنا، فنِصفُ العملِ تنظيمٌ وإدارة ومتابعة ونصفُه الآخرُ جُهدٌ يوميٌّ وتضحيةٌ وخبرةٌ فنيّة”.
وتابع: ”فلنُنظِّم أنفسَنا في مؤسساتنا ومراكزِنا الصحيّة، ولنتكاملْ بعضُنا معَ بعض، في مستشفياتِنا ومراكزِنا الطبية ومستوصفاتِنا، ولنسعَ معاً لتطوير قدراتِنا واستنهاض طاقاتِ الخير فينا والاستفادة من شبابِنا المتخصِّصِ، ولننشرْ مثلَ تلك المراكزِ في جميع مناطقِنا لتأمين الرعاية الصحية الأوليَّة لكل عائلةٍ محتاجة من عائلات “سند” وغيرِها، ولتتحمَّلْ وزارةُ الصحّة العامّة المسؤوليةَ في دعم تلك المراكزِ فهذا جزءٌ من واجبِها تجاه المواطنين، ولنمدَّ يدَ المساعدة للوزارة ولبعضِنا بكلِّ ثقةٍ وعزمٍ ومسؤوليّة، ولنثِقْ بأنَّنا سننجح مع اللجنة الاجتماعية في المجلس المذهبي ومع تجمع الجمعيات النسائية في الجبل وضمن برنامج “سند” وبدعم ومساندة المسؤولين والخيِّرين، كالدكتورة رندى وأمثالِها، ومع زملائنا في المجلس المذهبي، سننجحُ وسنسعى دائماً لتحقيق ما أمكن لخدمة أهلنا والوقوف إلى جانب المحتاجين منهم”.
واعرب عن تقديره لهذه الخطوة المبارَكة وعن أمله في أن تتبعَها “خطواتٌ عملية أخرى في هذا الاتجاه الانسانيِّ، وبما يساهم في تحقيق ما نسعى وتسعَون إليه، وبكسبِ الأجر في ما تُضحُّون لأجلِه”.
غادة جنبلاط
من جهتها اكدت رئيس اللجنة الاجتماعية في المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز “دور وأهمية البرنامج التعاضدي الاجتماعي “سند” في ظل الظروف الاقتصادية والمالية الصعبة التي يمر بها لبنان”. واوضحت ان “برنامج سند يؤمن تقديمات انسانية واجتماعية وانمائية لخدمة مجتمعنا في مناطق الشوف وعاليه والمتن وبيروت وباقي المناطق وراشيا وحاصبيا، وذلك من خلال التعاون بين المجلس المذهبي وتجمع الجمعيات النسائية في الجبل والجمعيات الاهلية في المناطق”.
وكشفت جنبلاط من ان “عدد المستفيدين من برنامج سند تجاوز 5 آلاف شخص من الشريحة المستهدفة من ذوي الأسر المتعففة، وان تمويل “سند” يتم من خلال الاستفادة من تقديمات الوزارات وفي مقدمتها وزارة الصحة العامة ووزارة الشؤون الاجتماعية، الى جانب المنظمات الدولية وغير الحكومية وتبرعات الافراد من اصحاب ايادي الخير والعطاء”.
واوضحت ان “هدف الاجتماع هو تشبيك المستفيدين من برنامج سند مع مراكز الرعاية الصحية الاولية لتأمين شبكة أمان صحية واجتماعية”.
حمادة
من جانبها نوّهت مديرة الرعاية الصحية الاولية في وزارة الصحة العامة “بأهمية عمل برنامج ” سند” من اجل مساعدة اهلنا ومناطقنا في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان”، مؤكدة “اهمية تطبيق مثل هذا البرنامج على امتداد الأراضي اللبنانية”. وشددت على “أهمية الرعاية الصحية الأولية من اجل تأمين الخدمة الصحية اللائقة للمواطن، وهي حق له”.
وأشارت الى “وجود 280 مركز رعاية صحية أولية في مختلف الأراضي اللبنانية، من اجل تخفيف الاعباء عن المستشفيات والمواطنين على حد سواء، الى جانب تحسين المؤشرات الصحية للمواطنين”، وكشفت ان “نسبة المستفيدين من برنامج سند المسجلين في مراكز الرعاية الاولية تبلغ 28 بالمئة في كل المناطق، في حين بلغت نسبة المستفيدين من المستوصفات 4 بالمئة ونسبة غير المسجلين في المراكز 64 بالمئة وهي النسبة الاكبر ، حيث يبرز السؤال هل يذهب هؤلاء للمستشفيات ام انهم لا يتابعون مشاكلهم الصحية.”.
ولفتت الى العمل “لاطلاق تطبيق خاص بوزارة الصحة قريبا من اجل الوصول الى اقرب مركز رعاية صحية اولية”.
عطالله
ثم عرض رئيس قسم التخطيط في المديرية العامة للمجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز الدكتور رامي عطالله، آلية تشبيك غير المستفيدين من المراكز الصحية الاولية “بما يحقق تفعيل تطبيق برنامج سند”. وقال: “ان برنامج “سند” يهدف الى الوقاية الصحية من خلال تشجيع الناس بشكل دوري لمراجعة حالاتهم الصحية الى جانب تعزيز دور مراكز الرعاية الصحية الاولية وهو ما يساعدها في الحصول على مزيد من التقديمات من قبل المنظمات الدولية بهدف تحسين خدمات مراكز الرعاية الصحية الاولية”، مشدداً على “ضرورة التوسع في تطبيق هذا البرنامج في كافة المناطق”.
ذبيان
وكان اللقاء قد استُهل بالنشيد الوطني وبكلمة لمقرر اللجنة الاجتماعية اسامة ذبيان ، اكد فيها “اهمية التكافل الاجتماعي، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة للبنان”.
واختتم اللقاء بسلسلة اسئلة ومناقشات وتوضيحات حول الموضوع.
استقبالات
وفي اطار الاستقبالات واللقاءات، استقبل الشيخ ابي المنى في دار الطائفة منسقة الامم المتحدة يوانا فرونتيسكا وجرى البحث في واقع البلاد الراهن، وكانت مناسبة اكد خلالها شيخ العقل “واجب المجتمع الدولي مساعدة لبنان، لمواجهة الأزمات الاقتصادية المتصاعدة التي تأتي انعكاساً لأزمات المنطقة والصراعات الدولية المتفاقمة، وضرورة ان يتحمل القادة اللبنانيون مسؤولياتهم في تطبيق الدستور وعدم عرقلة الاستحقاقات وتحقيق الإصلاحات المطلوبة التي تطمئن الجهات الداعمة وتحفزها لمساعدة لبنان في النهوض من كبوته”.
اتصال
وتلقى ابي المنى اتصالا من سفيرة لبنان في ايطاليا ميرا ظاهر.
لقاءات في شانيه
وكان شيخ العقل استقبل في دارته في شانيه، العميد سليم سليم على رأس وفد من عائلتي سليم وأبي المنى، شكره على مشاركته في مأتم شقيقة العميد المرحومة أم مروان سامية سليم أبي المنى.
كما استقبل وفداً من مشايخ بلدة بتاتر وآخر من آل رشيد في بيت مري، من عائلة زين الدين في قبيع، آل نصر في شانيه، مشايخ من بلدة بيصور والسادة: النقيب أكرم الكوكاش، المغترب اللبناني هايل سعيد وشقيقه، الدكتورة ليلى ابو شقرا، الإعلامي سامر أبي المنى، المهندس خالد شميط من وزارة الأشغال، أجود خداج، الشيخ محمد مطر، السيد توفيق الحلبي، والشاعر عادل خداج، والشيخ خالد صافي، وآخرين.
وبحث في مكتبه شؤوناً إدارية مع بعض أعضاء المجلس المذهبي والإدارة والمستشارين، ومنها موضوع التحضير لمؤتمر “تحديات الأسرة” مع عضو المجلس الشيخ سامي عبد الخالق والذي تقرر عقده في قصر الأونيسكو قريباً.
واتصل شيخ العقل معزياً بعائلة المرحوم الشيخ ابو وجدي ضامن الحلبي من كفرقوق، وأوفد ممثلين عنه للتعزية بالمرحومين جهاد نمور من المختارة والمربي شوقي ابو عكر من بشتفين وابو شوقي رشيد علامه من أغميد.
كما قصد سماحة شيخ العقل بلدة الغابون للتعزية بالمرحوم ابو ناظم مفيد فارس جابر، وزار الشيخ ابو سليمان وجيه زين الدين بحضور جمع من مشايخ الغابون والاقارب، مثنياً على “مسلك الشيخ الجليل”، ومقدراً “حضوره الى جانب مشيخة العقل ومستبركاً بتقواه ودعائه.