رأي

إيران وروسيا: العلاقات في ظل العقوبات (2)

كتبت هدى رؤوف في صحيفة إندبندنت عربية.

تتوافق إيران وروسيا في ما يخص رؤيتهما للغرب والنظام الدولي والموقف من الولايات المتحدة. فوفقاً لنظرية توازن القوى في العلاقات الدولية تعد روسيا وإيران الدولتان المناهضتان للهيمنة وضد الوضع الراهن في النظام الدولي، ومن ثم يتفقان في سعيهما تغيير النظام الدولي. 

من المرجح أن التحالف الروسي الإيراني أن يكون سمة دائمة للمشهد السياسي في الشرق الأوسط.

لقد كانت الحرب في أوكرانيا نقطة تحول بالنسبة لموسكو وعلاقاتها مع طهران. وفي ظل تحدي العقوبات الغربية والسياسات الأميركية، سبق أن أعلن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أن الجانبين يضعان اللمسات النهائية على اتفاق تعاون استراتيجي طويلة الأمد، وأن روسيا استثمرت 2.76 مليار دولار في إيران خلال الفترة الماضية، لتصبح المستثمر الأجنبي الأكبر في إيران.

تتشارك الدولتان كذلك في رؤيتهما للموقف الغربي منهما، لدى كل من روسيا وإيران تصور للضغوط الخارجية والداخلية واعتبار الغرب تهديداً مشتركاً، حيث تعتبران أن القوى الغربية تحد من مصالحهما وحركتهما في العمل على الساحة الدولية وقدرتهما على الدفاع عن مصالحهما، فضلاً عن فرض عقوبات دولية والعمل على عزلهما. كما تعتبر الدولتان أن الغرب يتسبب في الحركات الاحتجاجية والمظاهرات التي تحدث بالداخل. 

وتشعر الدول الغربية بالقلق من أن نقل روسيا المتبادل للأسلحة إلى إيران يمكن أن يعزز موقفها في أي صراع محتمل مع الولايات المتحدة وإسرائيل.

وتتمركز أهداف العلاقة بين الطرفين في جزء منها إلى الالتفاف على الغرب والعقوبات وتعزيز الأطر المتعددة الأطراف في الخارج بعيداً عن المؤسسات الغربية. وهناك انقسام عميق في الداخل النظام الإيراني في ما يتعلق بقيمة وموثوقية روسيا كشريك استراتيجي. 

وينقسم الموقف في إيران من العلاقة مع روسيا، فبالنسبة للمتشددين في طهران، فإن إقامة علاقات أوثق مع موسكو أمر ضروري ضد الغرب. ومن ثم فإن أي تحسن في العلاقات بين إيران والغرب يعد خسارة للمعسكر المتشدد في طهران، بما في ذلك الحرس الثوري وأتباعه. وعلى النقيض من ذلك، ترى التيارات الأخرى أن روسيا ليست حليفاً أو شريكاً استراتيجياً مناسباً للتعاون الاقتصادي. 

لكن يبدو أن وجهة نظر القيادتين في روسيا وإيران تعتبر أن ضعف التعاون قد يكون مكلفاً لكلا الطرفين، في حين أن هناك الكثير من الفرص إذا عملوا معاً. حيث إن أي فشل لروسيا سيكون بمثابة خسارة استراتيجية لإيران لأنها ستفقد داعمها الرئيسي على الساحة الدولية. كما تعتبر إيران أن الحرب في أوكرانيا وتدهور العلاقات بين روسيا والغرب يمكن أن يؤدي في نهاية المطاف إلى قيام روسيا بتوسيع مظلتها الأمنية لتشمل إيران، كما أن المرشد الإيراني علي خامنئي يعتبر أن انفصال روسيا عن الغرب هو دعم لبقاء النظام الإيراني كنموذج مناهض للولايات المتحدة. 

وفي حين لا يوجد أي التزام رسمي بين موسكو وطهران لإنشاء تحالف كامل، لكن هناك التزامات غير مكتوبة، معظمها على مستوى الدولة والمؤسسات. 

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى