إيران تعرض على طالبان صداقة محسوبة
تحت العنوان أعلاه، كتب إيغور سوبوتين، في “نيزافيسيمايا غازيتا”، حول أفق إحياء العلاقات الدبلوماسية بين طهران وكابول.
وجاء في المقال: يُشتبه في أن القيادة الإيرانية تعتزم إعادة النظر في سياستها تجاه حركة طالبان الراديكالية. تشي بذلك تقارير حول نقل مبنى السفارة الأفغانية في طهران إلى حكومة كابول.
وفي الصدد، قال الباحث في معهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، ومدير مركز دراسة أفغانستان الحديثة، عمر نصار، لـ”نيزافيسيمايا غازيتا”: “على الرغم من حقيقة أن إيران تدعي أن الوضع القانوني للبعثة الدبلوماسية الأفغانية في طهران لم يتغير وأن الأمر يتعلق بنقل الأمور إلى دبلوماسي أفغاني جديد، إلا أنه من الصعب مع ذلك عدم ملاحظة تكثيف المشاورات بين طالبان وطهران مؤخرًا”. وبحسب نصار، ربما تملي قضية المياه على طهران منطق بناء العلاقات مع كابول.
هناك خلافات لم يتم حلها حول استخدام جريان المياه الطبيعي على الحدود بين الجارتين، بسبب مشاكل تاريخية متعلقة بترسيم الحدود بينهما. وأما بعد وصول طالبان إلى السلطة في العام 2021، فازداد الوضع تعقيدًا بسبب رغبتها في قطع الإمدادات عن جارتها باستخدام السد على نهر هلمند. على الرغم من أن طالبان تنسب مثل هذه الخطوة إلى عوامل موضوعية، إلا أنه يشتبه في رغبتها في استخدام النزاع التاريخي كوسيلة ضغط في المساومة من أجل الاعتراف الدبلوماسي بها. ناهيكم بأن طهران تعاني من نقص حاد في الموارد المائية ولا مجال أمامها تقريبًا للمناورة.
وقال نصار “يبدو أن إيران مستعدة لوضع هذه القضية في مقدمة علاقتها مع طالبان. ربما لا تأخذ طالبان في الاعتبار الاتفاقات التي تجري وراء الكواليس والاتفاقيات غير الرسمية المبرمة بين حكومات أفغانستان السابقة والدول المجاورة على عدد من الجبهات. طالبان، خلاف السلطات السابقة، تعمل بشكل أكثر استقلالية وبإرادة سياسية أكبر. هذا ينطبق أيضا على قضية المياه. هذا هو السبب في أن عامل الوصول إلى الموارد المائية يمكن أن يلعب دورًا مهمًا للحكومة الأفغانية الحالية في بناء العلاقات ليس فقط مع إيران، إنما ومع لاعبين آخرين”.
إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن “رأي سياسي” وإنما تعبر عن رأي صاحبها حصرا