إنقسامات أمام أزمة طاقة تاريخية
ناقش دول الاتحاد الأوروبي اليوم وضع سقف سعري للغاز، أقل بواقع الثلث من المقترح الأصلي، وذلك ضمن محاولتها لإحراز تقدم بشأن مقترح مثير للجدل للسيطرة على تأثير أزمة طاقة تاريخية.
وذكرت وكالة بلومبيرج للأنباء، أن الحكومة التشيكية، التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد، تقترح خفض السقف السعري إلى 188 يورو لكل ميجاواط في الساعة، مقارنة بـ275 يورو الذي اقترحته المفوضية الشهر الماضي. وتأتي أحدث مراجعة بعد أيام من تأييد قادة الدول الأوروبية للتوصل لاتفاق سريع بشأن إجراء للتدخل في السوق.
وفيما يناقش وزراء الطاقة الخطة خلال اجتماعهم في بروكسل اليوم، أثار مقترح التدخل في السوق، الذي طالبت به مجموعة من الدول الأعضاء منذ فصل الربيع، انشقاقا بين الحكومات. وتصدرت ألمانيا خلال الأسابيع الماضية الاتجاه المطالب بتبني توجه حذر، في حين تطالب بلجيكا، اليونان، إيطاليا، وبولندا بتبني أداة أكثر حدة، مع إقرار سقف سعري أقل من 200 يورو.
وفي غضون ذلك، أقر البرلمان الألماني “بوندستاج” مبدأ كبح أسعار الطاقة، الذي من شأنه التخفيف من نتائج الارتفاع القوي لأسعار الغاز والكهرباء بالنسبة للمستهلكين والشركات.
ومن المقرر أن يبدأ سريان كبح أسعار الطاقة بالنسبة للأسر والشركات الصغيرة والمتوسطة بدءا من آذار (مارس) المقبل، على أن يتم التخفيف بأثر رجعي بالنسبة لشهري كانون الثاني (يناير) وشباط (فبراير) المقبلين أيضا. وقالت ريكاردا لانج، رئيسة حزب الخضر إن “استخدام الطاقة كسلاح وتقويض التضامن مع أوكرانيا لن ينجح”، وتابعت “لن نترك أحدا بمفرده في هذه الأزمة”.
وقال شولتس في مستهل قمة الاتحاد الأوروبي الأخيرة لعام 2023 “كان دائما من الواضح أننا نهدف إلى حل ودي وأنا أسمع أخبارا جيدة بأننا أوشكنا للوصول إلى ذلك”. وهناك خلاف بين دول الاتحاد الأوروبي منذ شهور حول الإجراءات اللازمة للسيطرة على سعر الغاز المتقلب بشدة في ظل الحرب في أوكرانيا. إلى ذلك، انخفضت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا، حيث من المتوقع أن تعود درجات الحرارة إلى معدلاتها الطبيعية خلال الأيام القليلة المقبلة.
وأفادت وكالة بلومبيرج للأنباء بتراجع العقود الآجلة المعيارية 4 في المائة منتصف الشهر، بعد أن كانت قد ارتفعت في وقت سابق.
ومن المتوقع أن تجتاح موجة باردة شمال أوروبا خلال النصف الأول من كانون الأول (ديسمبر) بحلول الأسبوع المقبل، حيث تقترب درجات الحرارة من المعدلات الطبيعية في الشهر المقبل.
وساعدت الواردات شبه القياسية من الغاز الطبيعي المسال إلى شمال غرب أوروبا والمملكة المتحدة، على الحد من تأثير الاستهلاك الأعلى للتدفئة. وما زالت مرافق تخزين الغاز ممتلئة بنسبة 87 في المائة، إلا أنها صارت تتراجع بشكل حاد بقدر أكبر من المعتاد.
وحذرت الوكالة الدولية للطاقة من زيادة حادة محتملة في أسعار النفط العام المقبل نتيجة للعقوبات المفروضة على روسيا. وأفاد تقرير صادر عن الوكالة نشر في باريس، بأن كامل الأثر الناتج عن الحظر المفروض على النفط الخام الروسي ومنتجات النفط لم يظهر بعد، وبالتالي لا يمكن استبعاد “ارتفاع الأسعار” العام المقبل.