رأي

إنفجار قبل الإنتخابات… ؟

كتب نبيه البرجي في “الديار”:

اذا بقي التأجيج السياسي، والأشد هولاً، التأجييج الطائفي بايقاعه الراهن، هل يمكن ألاّ تحدث هزة أمنية، وربما انفجار يفتح الخنادق، والقبور أيضاً، قبل أن تفتح صناديق الاقتراع؟

لا نتصور أن لبنان شهد، ان خلال الجمهورية الأولى، أو خلال الجمهورية الثانية، هذا النوع من التعبئة الهيستيرية للناخبين ضد فئة معينة ألقيت عليها كل مسؤولية الخراب السياسي والخراب الاقتصادي …

شعار واحد، وبالصوت العالي، ترحيل أو ازالة حزب الله من الوجود، باعتباره احتلالاً ايرانياً للبنان!

لا أحد من حملة لاهوت التحرير قال لنا، كوننا روبوتات طائفية، كيف وما هي الآليات، وما هي السياسات التي تفضي الى اجتثاث الاحتلال. هل يكفي التوضيح الكاريكاتوري الذي ورد على لسان زعيم أحد الأحزاب (لاحظوا مدى استغبائنا): «بس تصير الأكثرية بايدنا منحكي». الآن … لا حكي.

فقاعات فارغة (كالعادة) أم أن ثمة سيناريو يعدّ في الخفاء للقيام بخطوات مجنونة تقود الى الحرب الأهلية التي تنتهي، حتماً، بزوال لبنان (واللبنانيين)، دون أن نشيح النظر عن السيناريو الآخر الذي يعد، وعبر سلسلة من الصدامات الداخلية، لتدخل دولي ما؟

لا نتصور أن نفتالي بينيت، ومن أجل عيون هؤلاء، يمكن أن يعرّض عشرات آلاف «الاسرائيليين» للهلاك، واعادة «الدولة العبرية» مائة عام الى الوراء.

لكن معلومات موثوقة تؤكد أن مسؤولاً في حزب لبناني، ومقيم في باريس، التقى أكثر من مرة بديبلوماسي «اسرائيلي» هناك، طارحاً أفكاراً تتعلق بتفكيك الصيغة اللبنانية الراهنة، واقامة دولة داخل منطقة جغرافية محددة، وترتبط أمنياً واستراتيجياً بـ «تل أبيب» ..

من تلك الأفكار، أن يكون هناك غزو «اسرائيلي» للبنان، ولكن ليس من الجنوب، وانما بانزال في أكثر من مرفأ جاهز لاستقبال بني غانتس، كما استقبل آرييل شارون  بالورود والزغاريد، وحتى بمناقيش الزعتر على الحطب.

لنتصور أن «السياديين»، كما يطلقون على أنفسهم، كونهم من كوكب آخر، حصلوا على 128 مقعداً في ساحة النجمة، وشكلوا حكومتهم ذات اللون الواحد، والبعد الواحد، هل سيأمرون وزير الدفاع بتوجيه مدفعيته نحو قيادة حزب الله؟

ما يتردد في الأروقة الخلفية يعكس مدى السذاجة، ومدى الزبائنية، في خيال من يغفلون بربرية المنظومة السياسية التي هم جزء منها، ويراهنون على تطورات اقليمية ودولية، لا أحد يعلم الى أين تمضي بالشرق الأوسط، وحتى بالكرة الأرضية.

في رأيهم أن «اسرائيل» لا يمكن أن تقبل باستمرار الوضع الحالي على الساحة اللبنانية، وأن «اللوبي اليهودي» يضغط الى أقصى الحدود للحيلولة دون ادارة جو بايدن والعودة الى اتفاق فيينا. حتى اذا ما تعثرت العودة، لا بد أن تبادر الولايات المتحدة الى خنق ايران اقتصادياً وسياسياً، (وبطبيعة الحال جيوسياسياً)، كما تفعل بروسيا الآن …

في هذه الحال، لا بد من التداعيات الدراماتيكية على الوضع اللبناني، مع اعتبار أن أميركا هي المنتصرة في الحرب الأوكرانية، وهي ستكون أكثر شراسة في تصفية الأنظمة والقوى المناوئة لها.

حتى لو عادت واشنطن الى اتفاق فيينا، كل المؤشرات تؤكد أن الانتخابات النصفية للكونغرس في الخريف المقبل ستأتي بأكثرية جمهورية تصدر تشريعاً يلغي الاتفاق.

الشيخ نعيم قاسم، وخلال مقاربته لملف الانتخابات، رأى «ان حربنا ضد أميركا». هل تكبير الحجر الى هذا الحد شطحة لغوية فرضها المناخ الانتخابي؟ أم أن ثمة معطيات خطيرة لديه حول ما يجري وراء الستار؟ كما نعلم الرجل يختار كلماته بمنتهى الدقة…

بعض الشخصيات السياسية والحزبية، من «الفريق السيادي»، والتي نتواصل معها، تتكلم كما لو أنها تمسك بأذني جو بايدن ونفتالي بينيت، وهي التي تستجدي نظرة من دوروثي شيا التي قد تقول، بعد نتائج الانتخابات، ما قاله يهوشوا ساغي «لم نكن نتصور ابداً أن حلفاءنا في لبنان يشبهون الأكياس الفارغة». الكلمة للأيام المقبلة…

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى