رأي

إلى متى تكفي احتياطات الناتو؟

كتب الخبير العسكري بروخور تيبين، في “إزفيستيا”، عن مدى قدرة الغرب على الاستمرار في تزويد أوكرانيا بالأسلحة والذخائر.

وجاء في مقال تيبين، رئيس قسم المشاكل العسكرية والسياسية والاقتصادية الدولية، بمركز الدراسات الأوروبية والدولية الشاملة، بالمدرسة العليا للاقتصاد:

لقد استنفدت احتياطيات الأسلحة الغربية الجماعية الممكن نقلها إلى القوات المسلحة الأوكرانية إلى حد كبير. وينطبق هذا على الأسلحة والمعدات العسكرية السوفيتية الصنع، التي كانت مملوكة لدول حلف وارسو السابقة واشتراها الغرب من دول ثالثة، وكذلك الأسلحة الغربية نفسها. ما يجعل من الصعب إجراء عمليات تسليم ضخمة في الإطار الزمني القصير المطلوب لتشكيلات تكتيكية. وهذا بدوره سيؤثر سلبًا في قدرة الجانب الأوكراني على التخطيط وتنفيذ العمليات الهجومية والدفاعية.

يؤدي استنفاد المخزون إلى ربط الإمدادات بمعدلات الإنتاج الحالية. من الممكن توسيع قدرات الإنتاج، ولكن إلى حد معين فقط. فبناء مرافق إنتاج جديدة يتطلب وقتًا واستثمارات كبيرة.

ويثير خلق قدرة إنتاجية إضافية كبيرة تساؤلات حول الطلب المستقبلي على المدى الطويل. وهذا أمر مهم بشكل خاص بالنسبة للمجمع الصناعي العسكري بالدول الغربية، الذي تمثله شركات خاصة تركز على تحقيق الربح من الأنشطة التجارية.

ومع ذلك، لا ينبغي بأي حال من الأحوال المبالغة في تقدير مشاكل مجمع الدول الغربية الصناعي العسكري. سوف يتطلب رفع مستوى الإنتاج المال والوقت والإرادة السياسية المستدامة، ولكن بالنسبة للعديد من الأنواع الرئيسية من الأسلحة والمعدات العسكرية، يمكن تحقيق زيادات كبيرة في الإنتاج في غضون سنتين إلى خمس سنوات. كما لا ينبغي المبالغة في تقدير انخفاض الفاعلية القتالية لقوات الناتو على خلفية الإمدادات الضخمة إلى أوكرانيا. فبالنسبة للولايات المتحدة، إرسال المدرعات إلى القوات المسلحة الأوكرانية فرصة ممتازة لتسريع إعادة التسلّح. في كثير من الأحيان، يجري توريد النماذج القديمة من المعدات الموجودة إلى القوات المسلحة الأوكرانية، واستخدام الأموال المخصصة من قبل الكونغرس لشراء معدات جديدة للجيش الأمريكي. أما الوضع في الاتحاد الأوروبي فأكثر تعقيدا. وفي الوقت نفسه، زيادة الإنفاق العسكري ودور المجمع الصناعي العسكري على المدى الطويل يمكن أن تؤدي إلى تجديد كبير وتعزيز الإمكانات العسكرية للدول الأوروبية الأعضاء في الناتو.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى