إلى القاضي بيطار: “حكّم ضميرك المهني وتنحى أو أوجد مخرجًا “
يختصر المدير العام السابق للجمارك شفيق مرعي الحالة المزرية التي وصل اليها لبنان الذي لا يعاني فقط من انهيار مالي واقتصادي بل من انهيار أخلاقي، وهو الأخطر لأنه يتسبب بكافة الانهيارات الأخرى.
والإنهيار الأخلاقي اليوم يتجسد بسجن شخص تخطى السبعين عامًا ويعاني من أمراض عدة ، ذنبه انه قام بمراسلات عديدة للإدارات الرسمية يحثها على معالجة النيترات المكدس في العنبر رقم 12 ليجنب المرفأ وبيروت الإنفجار الكبير، ولكنه خرج الى التقاعد بدون ان يحرك احد من المسؤولين عن الموضوع ساكناً.
فالى القاضي طارق البيطار الذي شاءت الصدف ان يتم تعيينه محققاً عدلياً في القضية نسأله: انت تقضي الاعياد مع عائلتك الذين ينعمون بالدفئ الى جانبك ولكنك تحرم مرعي أن ينعم بدفئ أولاده وهو في هذا العمر وفي ظروف صعبة، انت تقضي الأعياد الى جانب أولادك وأهلك فيما يُحرم مرعي وامثاله من قضاء العيد مع أهلهم واحبائهم، فهل تشعر بالسعادة والفرح وأنت مسؤول عن الذي يشعر به هؤلاء؟
مهمتك يا حضرة القاضي تطبيق العدالة لا أن تكون جزءاً من الثورة على النظام، وأنت ممنوع من التحقيق منذ اكثر من سنة وتتسبب بالضرر ليس للموقوفين فقط بل لأهالي الضحايا الذين لن يتوصلوا الى معرفة حقيقة ما جرى طالما أنت متوقف عن التحقيق فلماذا لا تبادر الى التنحي بهدف تحريك هذا الملف؟
أنت من خلال تمسكك بالقضية لم تعد ذلك القاضي العادل، ومن اهم شروط القاضي ان يكون حيادياً وانت من خلال مواقفك لم تكن حيادياً بل طرفاً، بعد أن جعلت من القضية ثأراً شخصياً مع السلطة السياسية، مع العلم ان القاضي يجب أن يحافظ على حياديته مع المدعي والمدعى عليهم، واذا كان اختارك المجلس العدلي فلأنه عوّل عليك كشف الحقيقة.
نتمنى لك ايها القاضي بيطار أعياداً مجيدة وسط أهلك ولكن تذكر أنك تحرم أشخاصاً كشفيق مرعي من نعمة العيد مع أولاده وأحبائه وهو قد لا يجد مناسبة أخرى ليقضيها معهم لأنه “ما عاد من العمر أكثر مما مضى”. حكّم ضميرك المهني وتنحى أو أوجد مخرجًا لتخلي سبيل المظلومين