“إقليدس” يرصد مليارات النجوم “اليتيمة” في صور للكون لم يسبق لها مثيل
أرسل تلسكوب “إقليدس” الأوروبي أكبر صور للكون تم التقاطها من الفضاء على الإطلاق في سعيه لكشف أسرار الكون.
وتلتقط الصور الخمس التي أصدرتها وكالة الفضاء الأوروبية (ESA)، مناطق جديدة واسعة من السماء بتفاصيل غير مسبوقة، وتقدم لمحة مثيرة عن الماضي الكوني البعيد.
ووفقا للدكتورة ميشيل كولينز، من جامعة ساري، التي ساعدت فريق “إقليدس” في تحديد المجرات الجديدة المحتملة في الصور: “هذه الصور الأولى المذهلة ليست إلا غيض من فيض. يمكن لهذا التلسكوب أن يكشف ملايين الأجسام الجديدة في يوم واحد. لقد بدأنا للتو في إدراك إمكاناتها”.
وكشفت الصور العلمية الأولى من مهمة تلسكوب “إقليدس” عن أكثر من 1500 مليار “نجم يتيم” منتشرة في جميع أنحاء عنقود برشيوس المجري (أو عنقود مجرات حامل رأس الغول).
وتعرف “النجوم اليتيمة” بأنها مجموعات من النجوم التي تم طردها من مجرتها. ويلقي هذا الاكتشاف، الذي قاده علماء فلك من جامعة نوتنغهام، الضوء على أصول هؤلاء المتجولين السماويين الذي يسطعون بضوء شبحي مزرق.
ويقع عنقود مجرات حامل رأس الغول على بعد 240 مليون سنة ضوئية من الأرض، وهو أحد أضخم الهياكل في الكون، حيث يحتوي على آلاف المجرات الفردية.
وقالت البروفيسور نينا هاتش، من جامعة نوتنغهام والتي شاركت في قيادة البحث: “لقد فوجئنا بقدرتنا على الرؤية حتى الآن في المناطق الخارجية للعنقود وتمييز الألوان الدقيقة لهذا الضوء. يمكن أن يساعدنا هذا الضوء في رسم خريطة للمادة المظلمة إذا فهمنا مصدر النجوم الموجودة داخل المجموعة”.
و”النجوم اليتيمة” هي مجرد واحدة من الاكتشافات المذهلة التي توصل إليها “إقليدس” في مجموعة من الصور المذهلة التي تم إصدارها.
وتُظهر الصور الجديدة مجموعتين من المجرات تُعرف باسم Abell 2764 وAbell 2390، ومجموعة من المجرات تسمى مجموعة أبو سيف، ومجرة حلزونية يطلق عليها اسم NGC 6744، وحضانة نجمية نابضة بالحياة تُعرف باسم “ميسييه 78” (Messier 78).
ويعد “ميسييه 78” أقرب موقع، على بعد 1300 سنة ضوئية فقط من الأرض، في حين أن Abell 2390 هو الأبعد على بعد 2.7 مليار سنة ضوئية في كوكبة الفرس الأعظم.
ويأمل العلماء أن تسلط البيانات الواردة من “إقليدس” الضوء على اثنين من أعظم ألغاز الكون: الطاقة المظلمة (التي تدفع المجرات بعيدا عن بعضها بعضا، ما يؤدي إلى تسارع توسع الكون) والمادة المظلمة (التي تتكون من جسيمات لا تمتص الضوء أو تعكسه أو تنبعث منه).
وقالت كارولين هاربر، رئيسة قسم علوم الفضاء في وكالة الفضاء البريطانية: “إن جزءا أساسيا من هدفنا كوكالة فضاء هو فهم المزيد عن الكون، ومما يتكون وكيف يعمل. ولا يوجد مثال أفضل على ذلك من مهمة إقليدس، فنحن نعلم أن معظم الكون يتكون من مادة مظلمة غير مرئية وطاقة مظلمة، لكننا لا نفهم حقا ما هي، أو كيف تؤثر على الطريقة التي يتطور بها الكون”.
وقال علماء الفلك إن الصور التي التقطها “إقليدس” أكثر وضوحا بأربع مرات على الأقل من تلك الملتقطة باستخدام التلسكوبات الأرضية.
وتم إنشاؤها من خلال الجمع بين البيانات من أداتي: VIS، وهي كاميرا للضوء المرئي، ومطياف الأشعة تحت الحمراء القريبة، ومقياس الضوء (NISP) الذي يلتقط الضوء من طيف الأشعة تحت الحمراء.
وتم نشر النتائج الجديدة المستندة إلى 24 ساعة فقط من الملاحظات، في 10 أوراق بحثية في البوابة الإلكترونية arXiv.
وفي المجمل، أنتج “إقليدس” حتى الآن أكثر من 11 مليون جسم في الضوء المرئي و5 ملايين جسم آخر في ضوء الأشعة تحت الحمراء.
ومن أهداف المهمة التي انطلقت في يوليو 2023، إنشاء خريطة ثلاثية الأبعاد للكون من خلال رصد ملياري مجرة، ما سيساعد العلماء على فهم تاريخها الكوني.
المصدر: إندبندنت