إقرار ضريبي لرئيس الوزراء البريطاني يثير تساؤلات حول ثروته في أميركا
من المتوقع أن يثير إقرار ضريبي لرئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك كثيراً من التساؤلات حول سبب احتفاظه بثروته في أميركا، وليس في بريطانيا. وبحسب ملخص شؤونه الضريبية الذي صدر، أمس الجمعة، دفع ريشي سوناك فاتورة ضريبية قدرها 508308 جنيه استرليني (641.94 ألف دولار) في السنة المالية 2022-2023 على إجمالي أرباح ومكاسب قدرها 2.23 مليون جنيه استرليني (2.82 مليون دولار)، من حصته في صندوق استثمار أميركي.
ونشر رئيس الوزراء البريطاني الوثيقة، وهذا يعني أنه دفع معدل ضريبة فعلياً قدرها 23 في المئة في بريطانيا، وهو أقل كثيراً من المعدل الأعلى البالغ 45 في المئة، لأن بعض الدخل كان يخضع للضريبة من المصدر في الولايات المتحدة، في حين أن معدل ضريبة أرباح رأس المال أقل عند 20 في المئة.
في الواقع، رفع سوناك ضرائب الدخل بسبب تجميد العتبات الضريبية والارتفاع الموقت في التأمين الوطني، لكن المعدلات الرئيسة على مكاسب رأس المال ظلت دون تغيير خلال فترة عمله مستشاراً ثم رئيساً للوزراء.
وغرد مؤتمر نقابات العمال (TUC) بعد الإصدار، “إنه أمر غامض حقاً أن يرفع ريشي سوناك ضريبة الدخل وليس ضريبة أرباح رأس المال”.
راتب سوناك
ويمثل راتبه البالغ 139477 جنيهاً استرلينياً (176.15 ألف دولار) كرئيس للوزراء بحسب صحيفة “غارديان”، نحو سبعة في المئة فقط من إجمالي دخله في ذلك العام، إضافة إلى المكاسب البالغة 1.8 مليون جنيه استرليني (2.27 مليون دولار)، وحصل على أرباح بقيمة 276218 ألف جنيه استرليني (348.84 ألف دولار)، و17.189 ألف جنيه استرليني (21.71 ألف دولار) من الفوائد على المدخرات وصندوق الاستثمار في الولايات المتحدة.
ووفقاً للملخص الذي قدمه محاسبو سوناك احتفظ بهذه الاستثمارات بموجب “ترتيبات إدارة عمياء”، مما يعني أنه لم يحصل على المكاسب كدخل، ولكن كان عليه كذلك دفع ضرائب عليها.
ونشر وزير الخزانة البريطاني جيرمي هانت إقراره الضريبي في الوقت نفسه وأظهر أنه دفع ضريبة قدرها 117418 جنيهاً استرلينياً (148.29 ألف دولار) على دخل قدره 208547 جنيهاً استرلينياً (263.37 ألف دولار)، إضافة إلى ربح رأسمالي قدره 208058 جنيهاً استرلينياً (263.37 ألف دولار).
وضمن أرباحه، حصل هانت على 27370 ألف جنيه إسترليني (34.57 ألف دولار) من عقار مستأجر، و35997 جنيهاً استرلينياً (45.46 ألف دولار) من دخل الأرباح.
ونشر سوناك للمرة الأولى إقراره الضريبي في عام 2023، وأظهر أنه حقق ما يقارب خمسة ملايين جنيه استرليني (6.31 مليون دولار) على مدى السنوات الثلاث الماضية، ويرجع ذلك في الغالب إلى دخل صندوق الاستثمار الأميركي الخاص به.
قضية حساسة
كانت ثروة سوناك الشخصية وعلاقاته بالولايات المتحدة قضية حساسة بالنسبة لرئيس الوزراء، فسوناك المصرفي السابق في بنك “غولدمان ساكس” ومدير صندوق تحوط، انضم إلى واحدة من أغنى العائلات في الهند عندما تزوج أكشاتا مورتي، ابنة نارايانا، الملياردير مؤسس شركة “إنفوسيس”.
وفي أبريل (نيسان) الماضي من عام 2022، تعرض سوناك لانتقادات، بعد أن تبين أنه كان يحمل البطاقة الخضراء الأميركية أثناء وجوده في منصبه، مما يعني أنه أعلن نفسه “مقيماً دائماً في الولايات المتحدة” للأغراض الضريبية لمدة 19 شهراً، عندما كان وزيراً للخزانة ولمدة ست سنوات كنائب في البرلمان، وتعرضت زوجته مورتي لانتقادات أيضاً عندما تبين أنها غير مقيمة، وتعهدت بعد ذلك دفع ضريبة على جميع الدخل العالمي في المستقبل.
عديد العقارات
ويمتلك رئيس الوزراء وعائلته عديداً العقارات، بما في ذلك المنزل الواقع في دائرته الانتخابية ريتشموند في شمال يوركشاير، وهو قصر مدرج من الدرجة الثانية مع بحيرة خاصة ومسبح جديد، ويشكل المجمع طلباً كبيراً على الطاقة، مما اضطر سوناك إلى دفع كلفة تحديث شبكة الكهرباء المحلية.
وقال المدير التنفيذي لمنظمة الضريبة العادلة في المملكة المتحدة روبرت بالمر، “سيشعر الناس بالصدمة عندما يعلمون أن رئيس الوزراء لديه مثل هذا المعدل الضريبي المنخفض على رغم تحقيقه الملايين، لكن هذه سمة من سمات نظامنا الضريبي المعطل”. وأضاف، “في الوقت الحالي، يدفع الشخص الذي يكسب معظم أمواله من ثروته – مثل رئيس الوزراء – معدل ضريبة أقل بكثير من الشخص الذي يعتمد على الخروج للعمل من أجل لقمة عيشه، لذا نحن في حاجة إلى إصلاح هذا للتأكد من أن الدخل من الثروة يخضع للضريبة بنفس معدل الدخل من العمل”.