أبرزرأي

إفتتاحية “رأي سياسي “: معركة القطبان حصدت تأجيج الخلاف بين حلفاء الأمس وأسقطت “الوزير الملك”


حديث البلد في الأيام الماضية تمحور حول جلسة مجلس الوزراء التي عقدها رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي/ وسط انقسام حاد حول دستورية وميثاقية الجلسة/ المعركة الأساسية في الظاهر يتواجه فيها قطبان أساسيان هما نجيب ميقاتي وجبران باسيل؛ لكن في باطنها يبدو أنها حملت رسالة واضحة من حزب الله لحليفه المسيحي الاول جبران باسيل خصوصاً بعد التباين بينهما في ملف رئاسة الجمهورية

الوزير الملك
قبيل تشكيل الرئيس نجيب ميقاتي لحكومته وقبله الرئيس سعد الحريري/ كانت المشكلة الاساس تكمن في اعطاء التيار الوطني الحر الثلث المعطل والتي كان يطلبها التيار باطناً ويتبرأ منها ظاهراً متذرعاً بأنها طلبات رئيس الجمهورية وحقوقه؛ الا أن هذه المشكلة وجد لها الحل انذاك بتعيين “الوزير الملك” وهو حسب المعطيات الظاهرة لا ينتمي للقوى البارزة في البلد والتي تكابش بعضها البعض داخل مجلس الوزراء؛ وقد وقع الامر على عضو حزب الطاشناق “جورج بوشكيان” لتولي هذه الحقيبة وهو ما ارضى باسيل نظراً للتقارب بين الطاشناق والوطني الحر

ما هو دور حزب الله؟
من يتابع مسار تشكيل الحكومات سابقاً يدرك أنه في أغلب الاحيان يقع الوزير الملك في قبضة حزب الله الذي يتحكم به على غرار الوزير السابق عدنان السيد حسين والذي عين وزيراً للدولة في حكومة الرئيس سعد الحريري (2009_2011) وقيل انذاك أنه محسوب على رئيس الجمهورية ميشال سليمان؛ وبعد استقالة عشرة وزراء من حكومة الرئيس الحريري والذين انتموا حينها للحزب وحلفائه؛ استقال السيد حسين معلناً سقوط حكومة الحريري؛ فهل استخدم الحزب هذه الورقة مجدداً ولكن بأهداف معاكسة؟

ما هو هدف حزب الله ؟
يتسائل المراقبون عن هدف حزب الله في تسجيل انتصار لنجيب ميقاتي على جبران باسيل؛ هكذا يبدو الامر ان تم النظر اليه بالبساطة المعهودة من اللبنانيين؛ لكن في الواقع يبدو أن حزب الله أراد التعبير بشكل غير مباشر عن غضبه من حليفه الاول مسيحياً والذي تحدى لاجله جميع الضغوطات في البلد من عام 2014 حتى عام 2016 موعد انتخاب ميشال عون رئيس للجمهورية؛ والسبب الاساس يكمن هنا في ملف الاستحقاق الرئاسي والذي يتباين فيه موقف حزب الله عن التيار؛ فالحزب وبشكل واضح يرى في سليمان فرنجية الاسم الانسب لهذا الموقع ووصوله يمثل انتصاراً جديداً لفريق ما يسمى بالثامن من اذار بعد الانتخابات النيابية الاخيرة؛ ويرى الحزب حسب مصادر مقربة منه أن الطريق لوصول فرنجية للسلطة يمر من ميرنا الشالوحي والموضوع يتطلب تنازل باسيل ولو قليلاً عن انانيته؛ خصوصاً مع علمه مسبقاً باستحالة انتخابه كرئيس للبلاد؛ الا أن باسيل لم يكتف برفض طلب الحزب بل جاهر علناً بالموضوع خلال اطلالات تلفزيونية عديدة أعلن فيها رفض طلب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بتأييد رئيس تيار المردة كمرشح لرئاسة الجمهورية ؛ ومن المعلوم أن الحزب يفضّل دائماً ابقاء لقاءاته مع حلفاءه في طي السرية والكتمان لحين ظهور النتائج؛ فهل قرر حزب الله أخيراً الانقضاض على انانية باسيل ومعاقبته / اذا كان الأمر هكذا فيبدو أن حزب الله نجح في مسعاه والامر يتلخص بالنبرة الحادة لرئيس الوطني الحر الذي توجه باللوم والعتب على الثنائي الشيعي متهماً اياهما وميقاتي بمحاولة الغاء المسيحيين؛ ويبقى السؤال الأبرز هنا؛ هل يرد باسيل الصاع صاعين بملف انتخاب رئيس الجمهورية ويؤيد مرشحاً لا يحبذه حزب الله رغم معرفته جيداً بأن الطريق الى كرسي بعبدا له ممر الزامي وهو حارة حريك.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى