شؤون لبنانية

إفتتاحية “رأي سياسي”: اسرائيل ولبنان ابلغتا البيت الابيض انهما ملتزمتان بوقف النار رغم الخروقات

كشفت الايام القليلة الماضية منذ اعلان اتفاق وقف النار انه معرض للترنّح في ظل تمادي العدو باعتداءاته وتوسيعها، وتلكؤ اللجنة المشرفة على الاتفاق في مباشرة عملها جديا لتسريع خطوات ما نص عليه هذا الاتفاق بدءا من انسحاب القوات الاسرائيلية من الاراضي التي احتلتها في الجنوب لتسهيل انتشار الجيش اللبناني حتى الحدود وتنفيذ البند المتعلق بانهاء الوجود المسلح لحزب الله جنوبي الليطاني.
وعلم ” رأي سياسي” ان اتصالات مكثفة على ارفع مستوى جرت طوال امس وحتى وقت متأخر من المساء بعد ان شن طيران العدو سلسلة غارات على مناطق وبلدات في الجنوب والبقاع الغربي وعلى معابر شمالية في البقاع مع سوريا، وادت الى سقوط اكثر من عشرة شهداء وعدد من الجرحى.
ووفقا للمعلومات من مصادر مطلعة فان الرئيس بري اجرى في وقت مبكر من نهار امس اتصالا مع باريس، وقيل انه تحادث مع الرئيس ماكرون محذرا من تمادي العدو الاسرائيلي في خروقاته وانتهاكاته للاتفاق، وسأل عن اسباب تأخر لجنة الاشراف على الاتفاق المذكور في مباشرة عملها بحجة عدم اكتمالها وتاخر تسمية ممثل فرنسا.
وذكرت المصادر ان تواصلا اخر حصل مع الموفد الاميركي اموس هوكشتاين الذي يتولى حاليا الرئيس المدني المشارك في اللجنة لوقف الاعتداءات الاسرائيلية.
وتحدثت الانباء على ضوء الاتصالين عن طلب فرنسا من اسرائيل وقف خروقاتها للاتفاق، واتصال هوكشتاين بمسؤولين اسرائيليين للغاية نفسها، لكن العدو واصل اعتداءاته التي ادت نهارا الى استشهاد عنصر من امن الدولة وجرح جندي وعدد من المواطنين.
وتواصل الرئيس بري مع الرئيس ميقاتي اكثر من مرة لتكثيف الاتصالات والتحرك من اجل تفادي تصاعد الموقف، واستقبل قائد الجيش العماد جوزف عون لهذه الغاية.
وعلم ” رأي سياسي” ان عون ابلغه ان قيادة الجيش تواصل اتصالاتها لمعالجة الخروقات والانتهاكات الاسرائيلية، لكنها لم تسفر عن نتائج ملموسة.
وفي ضوء ذلك لجأ الرئيس بري الى التصريح علنا ولاول مرة عن خطورة استمرار الانتهاكات الاسرائيلية، داعيا لجنة الاشراف على الاتفاق الى معالجتها ووقفها فورا والى مباشرة عملها لتنفيذ بنود الاتفاق المذكور.
وبدلا من المسارعة الى التجاوب مع هذا الطلب بقي الوضع بعد ظهر امس على حاله، ما جعل حزب الله ينفذ عملية تحذيرية باطلاق ثلاثة صواريخ على موقع رويسة العلم في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة، اي انه رد على الخروقات الاسرائيلية بهذه العملية التحذيرية داخل اراضى لبنانية محتلة وليس داخل فلسطين المحتلة.
واثر ذلك شن طيران العدو ومسيراته سلسلة غاراته مساء، وبقيت مسيرة اسرائيلية تحلق فوق الضاحية وبيروت لوقت غير قصير قبل ان تتوقف عن التحليق بعيد العاشرة ليلا.
وذكرت المعلومات ان الاتصالات لم تنقطع للجم الموقف والحيلولة دون رد حزب الله على هذه الغارات، لكن الوضع بقي في دائرة التوتر والحذر الشديدين.
وقال مصدر سياسي مطلع على موقف حزب الله ان الحزب ابلغ المعنيين قبل تفاقم الموقف امس انه ملتزم بالاتفاق، وانه يترك معالجة الخروقات للدولة وللجيش في اطار ما نص عليه الاتفاق.
واضاف المصدر ان الحزب حذر في وقت لاحق بعد ارتفاع وتيرة الاعتداءات الاسرائيلية من تدهور الموقف اذا ما بقيت الامور تتدحرج نحو مزيد من التصعيد الاسرائيلي.
وحاولت الادارة الاميركية قبل عملية حزب الله التحذيرية مساء امس التخفيف من الخروقات الاسرائيلية، معتبرة ان اتفاق وقف النار قائم.
لكنها ابدت ليلا قلقها عليه جراء ما حصل، ثم نقل موقع اكسيوس الاميركي ان اسرائيل ولبنان ابلغتا البيت الابيض انهما ملتزمتان بوقف النار رغم الخروقات التي حصلت.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى