أبرزشؤون لبنانية

إفتتاحية اليوم: “كبسة” الوزير…وأزلام السياسيين

لم تكن التجاوزات، والفوضى، الموجودة في غالبية الوزارات في الدولة بحاجة لكي يقوم أي وزير بـ”كبسة” على المكاتب الموزعة في طوابق وزارته، لكي يتعرف على ما يعانيه المواطن من ذل وابتزاز وقهر. لكن حسنا فعل وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي بـ”كبسته” على دائرة المصادقات في سنتر سوفيل الاشرفية التابعة لوزارة الخارجية، بعدما وردته شكاوى كثيرة عن تجاوزات وفوضى، حوّلت تصديق المعاملات إلى معاناة حقيقية للمواطنين، الذين يقفون في الصف لساعات طوال، حيث استمع الى شكاوى المواطنين، وتوعّد بمحاسبة كل موظّف يقوم بتجاوزات. لكن المواطن يحتاج الى خطوات مماثلة في العديد من ادارات الدولة ومؤسساتها لا سيما في الدوائر العقارية والنافعة حيث تتجلى هناك الصورة البشعة عن موظف القطاع العام، حيث يؤخذ “الصالح بعزا الطالح”، وتقتصر المحاسبة هناك على غير المدعوم، ويتفلت من يحظى بالغطاء السياسي.
ما هو حاصل في الادارات العامة ليس وليدة الساعة او هو بفعل الأزمة الاقتصادية كما يحاول البعض التبرير، فالسياسيون في لبنان وبعد انتهاء الحرب، نصبوا “أزلامهم” في مؤسسات الدولة، البعض يعمل، والآخر يتقاضى راتباً نهاية الشهر دون معرفة مكان العمل أصلاً، حيث يُروى انه في إحدى الوزارات الفاعلة والمهمة حضر ذات يوم الى أحد الطوابق شخص يسأل عن مكان القبض وكان حينها الموظف يتقاظى راتبه عن طريق “شيك”، كان يأخذه له صديق على مدى سنوات، وقد تبين لاحقاً أن السائل لديه ملحمة يديرها بنفسه ولا يعلم شيئا عن طبيعة عمل الوظيفة الموكلة إليه.
هذه الغنائم التي أورثها السياسيون الى الاحزاب انعكست بطريقة سلبية على الاقتصاد الوطني، وعلى الانتاجية بشكل رئيسي. في لبنان، وبالرغم من الشغور في الوظائف العامة، إلا أن نسبة المنتسبين الى المؤسسات بعد انتهاء الحرب تُعدّ بالمئات، أو ربما الآلاف، غالبيتهم لا يعملون بشكل فعال، فيما الباقون لا يتمتعون بأي خبرات وظيفية أصلاً.
ويطلق على هؤلاء مسميات تميزهم، ففي لبنان يسمونهم أزلام السياسيين، وفي سوريا الأشباح، أما في العراق فيطلق عليهم تسمية فضائيون.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى