إفتتاحية اليوم: “الثنائي” وخيار التزكية في الانتخابات البلدية بالجنوب

تواجه الانتخابات البلدية والإختيارية في القرى الجنوبية المتاخمة للحدود مع اسرائيل، تحديات كبيرة، في ظل عدم وجود بيئة آمنة لخوض غمار هذا الاستحقاق المحدد موعده وفقا لدعوات وزارة الداخلية للهيئات الناخبة في 25 أيار المصادف “ذكرى التحرير”. وأبرز هذه التحديات عدم ضمان أي جهة وصول المواطنين إلى صناديق الاقتراع، نتيجة الاعتداءات الاسرائيلية اليومية على غالبية هذه القرى.
ويشكل نقل المواطنين من بيروت والمناطق الأخرى إلى هذه القرى تحدياً كبيراً أيضا، خصوصا وأن هناك شح في الأموال لدى الجهات المعنية الأساسية في الجنوب، والتي كانت عادة تقوم بنقل المقترعين من الأماكن البعيدة الى مراكز الاقتراع.
ورغم ما تقدم فإن لجان القرى الانتخابية بدأت بالتنسيق في ما بينها وبين الأهالي للتحضير المطلوب في حال جرت هذه الانتخابات في موعدها، بغض النظر عن التهديدات الإسرائيلية المستمرة، وتعتبر”أمل” و”حزب الله” المعنيين الاساسيين بهذا الاستحقاق وجوب عدم انكفاء المقترعين لأي سبب من الأسباب، كون ان هذه الانتخابات باعتقادهم هي انتخابات مصيرية، وان العدو الاسرائيلي ومعه اميركا ودول غربية، تراهن على خسارة “الثنائي” لبعض الأماكن، وتقدم خصومهما.
وعُلم في هذا السياق أن اجتماعات مكثفة تعقد على مستوى اللجان، في محاولة لتجنب الانتخابات في معظم مدن وقرى الجنوب، والذهاب الى خيار التزكية مع احترام دور العائلات في اي خيار، تفاديًا لأي منافسة انتخابية قد تؤدّي إلى توترات داخليّة، وفي حال تعذّر ذلك في بعض القرى، يصار إلى تشكيل لوائح مشتركة قادرة على الفوز في مواجهة أي لوائح منافسة، سواء كانت من العائلات، أو المستقلين، أو القوى التغييرية، مع التشديد على احترام العملية الديمقراطية والابتعاد عن كل ما يشوه صورة الجنوبيين أمام الخارج.