إفتتاحية اليوم: الإنتخابات البلدية تعكس مزاج اللبنانيين بعد الحرب

صحيح أن وزير الداخلية والبلديات في لبنان أحمد الحجار حسم الجدل حول فرضيات تأجيل الانتخابات المحلية المزعم إجراؤها في أيار المقبل، من خلال دعوة الهيئات الناخبة للاقتراع،
وتحديد أقلام الإقتراع في دوائر محافظة جبل لبنان، حيث سيجري الانتخاب بتاريخ 4 أيار المقبل.
وصحيح أن معظم القوى السياسية ترفض التأجيل، خصوصًا أن ولاية المجالس البلدية والمخاتير، انتهت في ايار 2022، لكن تم تمديد ولايتها سنة بسبب تزامنها مع استحقاق الانتخابات النيابية. وفي العام الثاني في 2023، تم تأجيلها بسبب الشغور الرئاسي، فيما تم تأجيلها مرة ثالثة في العام الماضي، بسبب الحرب الإسرائيلية على لبنان.
كل ما تقدم لا يعني أن الانتخابات البلدية باتت في قبضة اليد، حيث أن العوائق المالية والأمنية الناجمة عن استمرار العدوان الاسرائيلي، ما تزال قادرة على تأجيل هذا الاستحقاق التنموي.
وان كان البعض في الداخل وفي الخارج يرى أن نتائج الانتخابات البلدية في حال حصلت ستكون بمثابة مقياس لمزاج الرأي العام اللبناني بعد التحولات الأخيرة التي حصلت، والتي بنظرهم يمكن أن تؤثر على الزخم المؤدي إلى الانتخابات البرلمانية، وأبرز هذه الجهات الخارجية هي واشنطن التى تعتبر ان نتائج الانتخابات البلدية ستحدد شكل خارطة التوازنات السياسية في ضوء الانتخابات النيابية، وهي لذلك باعتقاد مصدر وزاري سابق تعمل على تضييق الخناق على قوى محددة من خلال عرقلة عملية إعمار ما دمرته اسرائيل نتيجة عدوانها الاخير على لبنان.
لكن المصدر الوزاري يؤكد ان البيئة الحاضنة للقوى المستهدفة ستكون أكثر التصاقًا بها بحيث ان نتائج الانتخابات البلدية ومعها النيابية لن تكون مختلفة عما سبق، لا بل ستكون مفاجئة للمراهنين على التغيرات.